بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد ان يأخذ من اخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به انفسهم ولا ينبغي له ان يكلفهم ما لا يطيقون او يشق عليهم او يرهقهم فان هذا داع الى النفور بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الامر الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال مع هذه الفوائد المستنبطة من قصة الخضر مع موسى عليهما السلام قال منها انه ينبغي للعبد ان يأخذ من اخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها كما قال الله سبحانه وتعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين والمراد العفو ما سمحت به نفوس الناس لان الناس معادن واجناس واخلاقهم متباينة وطبائعهم مختلفة وعليه فان المرء في تعامله مع الناس ياخذ من اخلاقهم ما سمحت به طبائعهم وتيسر لهم ولا ينتظر ان يكونوا كلهم على خلق واحد وعلى مسلك واحد بل في الناس تفاوت في ذلك ولهذا من جماع الاخلاق وكريم الاداب ان يكون المرء بهذه الصفة يأخذ من اخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها اي ما سمحت به انفسهم ولا ينبغي له ان يكلفهم ما لا يطيقون او يشق عليهم او يرهقهم فان هذا داع الى في النفور بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الامر قال رحمه الله ومنها ان الامور تجرى على ظاهرها وتعلق بها الاحكام الدنيوية في كل شيء فان موسى عليه السلام انكر على الخضر خرق السفينة وقتل الغلام بحسب احكامهما العامة ولم يلتفت الى الاصل الذي اصله الذي الصلاة هو والخضر انه لا يسأله ولا يعترض عليه حتى يكون الخضر هو المبتدأ هذه ايضا فائدة استنبطها الشيخ رحمه الله من القصة ان الاصل في الاحكام ان تبنى على ظواهرها ظواهر الامور التي بنيت عليها تلك الاحكام موسى لما انكر على الخضر خرق السفينة وانكر عليه قتل الغلام هذا بالحكمة بحسب الحكم الظاهر ان هذا ظاهر هذا الامر لا يجوز لم يلتفت الى آآ باطن الامر الذي هو الاصل الذي آآ الصلاة هو هو الخبر الا يسأله ولا يعترض عليه حتى يكون الخضر هو المبتدئ لا تسألني عن شين حتى احدث لك منه ذكرا لم لم يلتفت موسى الى هذا الاصل الذي اتفق عليه بل شرع مباشرة في انكار ذلك فيستفاد منها ان الامور تجرى على ظاهرها تعلق بها الاحكام الدنيوية في كل شيء قال رحمه الله ومنها فيه تنبيه على القاعدة المشهورة الكبيرة وهي انه انه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الخفيف ويراعى اكبر مصلحتين بتفويت ادناهما فان قتل الغلام الصغير شر ولكن بقائه حتى يبلغ ويفتن او يفتن ابويه عن دينهما اعظم شرا فبقاء الغلام من دون قتل وان كان في ظاهر الحال انه خير فالخير ببقاء ابويه على دينهما خير من ذلك ولذلك قتل الخضر بعدما الهمه الله الحقيقة فكان الهام الباطل فكان الهامه الباطني له بمنزلة البينات بمنزلة البينات الظاهرات في حقه في حق غيره من فوائد القصة تنبيه على القاعدة المشهورة انه يدفع الشر الكبير ارتكاب الشر الخفيف ويراعى اكبر المصلحتين بتفويت ادناهما والشاهد للقصة الشاهد للقاعدة من القصة ان قتل الغلام الصغير شر ولكن بقاءه اشد شرا وضررا وهو فتنة الابوين عن دينهما عسينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا هذه الفتنة امرها اعظم وخطرها اعظم هذا الامر الله جل وعلا اطلع عليه اطلع عليه الخضر فكان منه ان ان قتل الغلام وقتله شر لكن بقاؤه الى ان يفتن ابويه ويوقعهما في الكفر خير من بقائه الى ان يفتن آآ ابويه فكان في هذا الذي حصل شاهد لهذه القاعدة انه انه يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الخفيف قال رحمه الله ومنها القاعدة الكبيرة الاخرى وهي ان عمل الانسان في مال غيره اذا كان على وجه المصلحة ودفع المضرة يجوز بلا اذن حتى ولو ترتب عليه اتلاف بعظ المال كما خرق الخضر السفينة لتعيب لتعيب فتسلم من عصب فتسلم من عصي الملك الظالم وتحت هاتين القاعدتين من الفوائد ما لا حصر له من فوائد القصة ايضا ان فيها شاهد قاعدة اخرى من القواعد الفقهية ان عمل الانسان في مال غيره اذا كان على ووجه المصلحة ودفع المظرة يجوز بلا اذن يعني اذا كان في تعرض مال الغير للتلف تعرض للتلف فعمل على تخليصه اه من ذلك التلف بمضرة يسيرة تحصل في ذلك المال تلف في بعضه مثل ما قال حتى لو ترتب عليه اتلاف بعض المال وهذا جائز مثل ما صنع الخضر عندما خرق السفينة هذا عيب لها عيب لها لكن هذا العيب يترتب عليه مصلحة اعظم وهي سلامة السفينة من غصب الملك الظالم قال رحمه الله ومنها ان العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر لقوله يعملون يعملون في البحر ومنها ان العمل يجوز في البحر كما يجوز في البر لقوله يعملون في البحر هذا ايضا له ارتباط بفائدة سابقة ذكرها رحمه الله جواز ركوب البحر اذا لم يكن في ذلك خطر فاذا كان هناك خطر فيتجنب ركوب البحر دفعا للظرر دفعا للخطر والا اذا كانت الامور اه سليمة من حيث المركب ومن حيث ايضا حال البحر فانه يجوز العمل في البحر كما يجوز في البر قال رحمه الله ومنها ان القتل من اكبر الذنوب ومنها ان القتل من اكبر الذنوب اه بل هو اكبرها بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى ويستفاد آآ ذلك ان ان القتل من اكبر الذنوب من انكار موسى عليه اه اه انكار موسى عليه السلام على الخضر قتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا آآ اي منكرا عظيما كبيرا فهذا فيه ان القتل من من كبائر الذنوب قال رحمه الله ومنها ان العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته وما يتعلق به لقوله وكان ابوهما صالحا وان خدمة الصالحين وعمل مصالحهم افضل من غيرهم لانه علل افعاله لانه علل افعاله بالجدار بقوله وكان ابوهما صالحا ايضا من فوائد القصة ان العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته وما يتعلق به ما يتعلق به اي من مسكن او مركب او اه نحو ذلك والشاهد من القصة لهذا قوله وكان ابوهما صالحا وكان ابوهما صالحا فكان مما حفظ لهذا الرجل ارساله الجدار الذي فيه آآ المال لايتامه فيستفاد من ذلك ان الرجل الصالح يحفظ في نفسه وفي ذريته وفي ماله احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك وفيها ان خدمة الصالحين وعمل مصالحهم افضل من غيرهم لانه علل افعاله بالجدار بقوله وكان ابوه ما صالحا فهذا فيه ان خدمة الصالح اولى من من خدمة غيره والاحسان اليه اولى من الاحسان لغيره والمطلوب الاحسان الجميع لكن هذا هذا الامر اعظم قال رحمه الله ومنها استعمال الادب مع الله حتى في الالفاظ فان الخضر اضاف عيب السفينة الى نفسه بقوله فاردت ان اعيبها واما الخيل فاضافه الى الله لقوله فاراد ربك ان يبلغ اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وقال ابراهيم واذا مرضت فهو يشفين وقالت الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا مع ان الكل بقضاء الله وقدره ومن فؤاد القصة استعمال الادب مع الله حتى في الالفاظ وهذا استفاد من قول الخبر فاردت ان اعيبها اردت ان اعيبها نسب ذلك الى اه نفسه لما جاء للامر الحسن العظيم قال فاراد ربك ان يبلغ اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك هذا فيه الادب اه مع الله سبحانه وتعالى في الالفاظ مع ان كلا من الاول والثاني بقظاء بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره جل في علاه قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد الا يفارق صاحبه في حالة من الاحوال ويترك صحبته بل يفي له بذلك حتى لا يجد للصبر محلا وان موافقة الصاحب لصاحبه في غير الامور المحثورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها كما ان عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة هذه الفائدة التي الاخيرة التي ختم بها هذه الفوائد انه ينبغي للعبد الا يفارق صاحبه في حالة من الاحوال ويترك صحبته بل يفي له بذلك حتى لا يجد الصبر محلا وان موافقة الصاحب لصاحبها في غير الامر المحذور مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها كما ان عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة وهذه فائدة مهمة في الصحبة اه موجبات المحافظة عليها واسباب بقائها ان ان يكون هناك آآ آآ بين الصاحب وصاحبه احتمال ايمان اه عدم فعل ما تكون به المفارقة تجنب كل ما ما تكون به المفارقة وانقطاع الصحبة الا اذا كان الامر يتعلق بالدين اما وجهات النظر او اه مثلا اه آآ بعض الحقوق بعض الحقوق اليسيرة وبعض المصالح ونحو ذلك فهذه كلها تغتفر ويغظى الطرف عنها ويتغافل عنها حتى تدوم الصحبة ولو كان الصاحب مع صاحبه يدقق في كل شيء يقف عند كل شيء ما دامت الصحبة له بذلك الصحبة لا تدوم الا بالتغافل والتغاضي وغض الطرف عن بعض الامور وليس هناك آآ انسان مكمل او صديق مكمل لا لا يخطئ لابد من بعض التقصير فلا تدوم الصحبة الا بمثل هذا ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء هو حسبنا ونعم الوكيل