بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله قصة ذي القرنين وكان ذو القرنين ملكا صالحا وقد اعطاه الله من القوة واسباب الملك والفتوح ما لم يكن لغيره فذكر الله من حسن سيرته ورحمته وقوة ملكه وتوسعه في المشارق والمغارب ما يحصل به المقصود التام من سيرته ومعرفة احواله ولهذا قال ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا اي من بعض اخباره ومن المعلوم ان ما قصه الله في كتابه واحسن وانفع ما ما يقص على العباد والحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قصة ذي القرنين قصة هذا القرنين قصة ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن في اخر سورة الكهف بدأها بقوله جل وعلا ويسألونك عن ذي القرنين قل ساتلو عليكم منه ذكرا اي عليكم شيئا من اخباره ونبأه ما يكون فيه الذكرى و العبرة المعتبرين وذو القرنين كما قال الشيخ رحمه الله تعالى كان ملكا صالحا وليس نبيا من الانبياء وقد اختلف هل كان ذو القرنين نبيا او لم يكن نبيا الصحيح والصواب في ذلك انه كان من الملوك الصالحين العادلين ولم يكن من الانبياء و من قال بنبوته احتج بعض الالفاظ في قصته في سورة الكهف لكن لا تكفي ان تكون دليلا لثبوت نبوته مثل قوله انا مكنا له في الارض يعتبر تمكين النبوة ولا يلزم الله عز وجل قال ونمكن لهم في الارض اي بني اسرائيل وليس النبوة وايضا قوله واتيناه من كل شيء سببا والصحيح ان المعنى اي سببا مما يحتاجه الملوك وليس المراد النبوة ايضا اهتجوا بقوله قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا ولا يلزم من قيل في حقه ذلك قلنا ان يكون من الانبياء وقد يكون وصله ذلك بواسطة نبي من الانبياء او او نحو ذلك ولا يلزم ان يكون نبأ هو وقد جاء في حديث رواه الحاكم لكنه آآ لم يثبت آآ سنده ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ولا ادري اكان ذو القرنين نبيا ام لا؟ اي انه توقف فيه لكن الحديث غير ثابت وعلى كلنا الصواب انه ملك من الملوك كما قال الشيخ رحمه الله وكان ذو ذو القرنين ملكا صالحا قال الحافظ ابن كثير رحمه الله والصحيح انه كان ملكا من الملوك العادلين وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقيل كان من الملوك العادلين وقيل كان من الملوك العاديين وهو قول الاكثر اي من اهل من اه من اهل العلم الله جل وعلا ذكر سيرة او طرفا من سيرة ذو القرنين وجعل هذا الذي ذكره ذكرا لي آآ ذكرا للعباد و كما تقدم هو ملك صالح اعطاه الله عز وجل ملكا واسعا ومنحه قوة وهيبة واعطاه علما وفهما وحكمة ومكنه سبحانه وتعالى في الارظ ملك المشارق المغارب ووصل الى مشارقها ومغاربها كما سيأتي فيما ذكره الله سبحانه وتعالى من خبره رضي الله عنه ورحمه قال رحمه الله فاخبر انه اعطاه من كل شيء سببا من كل شيء سببا يحصل به قوة الملك وعلم السياسة وحسن التدبير والسلاح المخطئ للامم وكثرة الجنود وتسهيل المواصلات وجميع ما يحتاجه ومع ذلك فقد عمل بالاسباب التي التي اعطيها فما فما كل احد يعطى الاسباب النافعة؟ ولا كل من اعطيها يتبعها ويعمل بها اما ذو القرنين فانه تم له الامران اعطي سببا فاتبع سببا فغزا بجيوشه الجرارة فغزا بجيوشه الجرارة ادنى افريقية واقصاها حتى بلغ البحر المحيط الغربي فوصل الى محل الى محل اذا غربت الشمس وجدها تغرب في عين حمأة اي رآها في رؤية العين كانها تغرب في البحر والبحر لونه اسود كالحمأة والقصد انه وصل الى حيث منتهى الخف والحافر الى الى حيث منتهى الخف والحافر من بلاد افريقية ووجد في ذلك المحل وتلك الاقطار قوما منهم المسلم والكافر والبر والفاجر بدليل قوله قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا اما ان القائل له نبي له نبي من انبياء الله او احد او احد العلماء ولو ان المعنى او ان المعنى انه بسبب قدرته كان مخيرا قدرا والا فمن المعلوم ان الشرع لا يسوي بين الامرين المتفاوتين في الاحسان والاساءة فقال اما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا واما من امن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من امرنا يسرا وهذا يدل على عدله وانه ملك صالح وعلى حسن تدبيره ثم اتبع سبب اي ثم عمل بالاسباب التي اوتيها بعدما اخضع اهل المغارب بعدما اخضع اهل المغارب رجع يفتح الارض قطرا قطرا حتى وصل الى مطلع الشمس من بلاد الصين وشواطئ البحر المحيط هادي وهذا منتهى ما وصل اليه الفاتحون وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا اي لا ستر لهم عن الشمس لا ثياب لا ثياب ينسى ينسجونها ويلبسونها ولا البيوت يبنونها ويأوون اليها اي وجد هؤلاء القوم الذين في اقصى المشرق بهذه الصفة والوحشية بمنزلة الوحوش التي تأوي الى الغياض والغياب والغيران والاسراب منقطعين عن الناس وكانوا في ذلك الوقت على هذه الحالة التي وصف الله قصة ذي القرنين كما تقدم ذكرها الله عز وجل وذكر او ذكر طرفا منها في اواخر سورة الكهف اذ قال جل وعلا انا مكنا له في الارض واتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا مثل ما قال الشيخ اعطاه الله عز وجل من تمكين ما يتعلق ويحصل به مطلوبه وفعل الاسباب وبذل الاسباب فاتبع سببا بذل الاسباب التي يحصل بها ذلك المطلوب كان بذلك سيره الى مشارق الارض ومغاربها ذكر اولا سيره الى المغرب جهة المغرب مغرب الشمس فسار في الارض الى ان وصل الى النهاية من جهة المغرب رآها كأنها تغرب في عين حارة ذات طين اسود اي في رؤيا العين وجد هناك اناسا كفارا يعبدون غير الله سبحانه وتعالى يقول الله عز وجل قلنا يا ذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا يقول الشيخ اما ان القائل له نبي من انبياء الله او احد العلماء او ان المعنى انه بسبب قدرته كان مخيرا قدرا والا فمن المعلوم ان الشرع لا يسوي بين الامرين المتفاوتين في الاحسان والاساءة قال ذو القرنين من اشرك بالله اما من ظلم اي اشرك بالله ظلم الشرك فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا اي نعاقبه اه ايضا اذا لا قياس لقي الله سيكون العذاب الاشد الاعظم الفظيع بنار جهنم واما الذين امنوا من هؤلاء فله الجنة فله جزاء حسنى اي الجنة وسنقول له من امرنا يسرا اي قولا طيبا رفيقا لينا ثم سار الى جهة اخرى ثم اتبع سببا حتى اذا بلغ مطلع الشمس وصل الى تلك الجهة وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا اي اه اشياء تقيهم شمس من بيوت او ظلال اشجار او نحو ذلك الشيخ اه يقول رحمه الله تعالى وجد قوما هذه صفتهم ليس ليس لهم ستر يسترهم عن الشمس وكانوا يعيشون عيشة شبيهة اه عيشة الوحوش الضارية التي انما تأوي للرياض والغيران والاسراب منقطعين عن الناس في تلك المنطقة ثم واصل اه اه السير قال الله سبحانه وتعالى ثم اتبع سبب ثم اتبع سبأ حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا اما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا بهذا الجانب من قصته يؤجل الحديث عنه الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين