بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله والمقصود من هذا انه وصل الى ما لم يصل اليه احد ثم كرر راجعا واتبع سببا يمكنه يمكنه من سلوك مناهج البلاد وتخظيع العباد قاصدا نحو الشمال حتى اذا بلغ بين السدين اي بلغ محلا متوسطا بين السدين الموجودين منذ خلق الله الارض وهما سلاسل جبال عظيمة عظيمة شاهقة متواصلة من تلك الفجوة وهي الريع الى البحار الشرقية والغربية وهي في بلاد الترك على هذا اتفق المفسرون والمؤرخون وانما اختلفوا هل هي سلاسل جبال؟ هل القفقاس ام دون ذلك في اذربيجان ام سلاسل جبال التاي ام الجبال المتصلة بالسور الصيني في بلاد منغوليا وهو الظاهر وعلى الاقوال كلها ووجد عند تلك الفجوة التي بين سلاسل هذه الجبال قوما لا يكادون يفقهون قولا من بعد لغتهم وثقل فهمهم للغات الامم فقالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض وهم امة امم عظيمة من نسل يافث بن نوح من العناصر التركية وغيرهم كما هو مذكور مفصل من احوالهم ومشروح من صفاتهم فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي من القوة والاسباب والاقتدار خير فاعينوني بقوة اي ان هذا بناء عظيما يحتاج في يحتاج في الاعانة عليه الى مساعدة قوية في الابدان اجعل بينكم وبينهم ردما ولم يقل سدا لان الذي بني فقط هو تلك الثلية والريع الواقع بين السدين الطبيعيين اي بين سلاسل تلك الجبال فدبرهم على كيفية آلاته وبنيانه فقال اتوني زبر الحديد اي اجمعوا لي جميع قطع الحديد الموجودة من صغار وكبار ولا تدعوا من الموجود شيئا تركموه بين السدين ففعلوا ذلك حتى كان الحديد تلولا عظيمة موازنة للجبال ولهذا قال حتى اذا ساوى بين الصدفين قال حتى اذا ساوى بين الصدفين اي الجبلين المكتنفين لذلك الردم قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا اي امر بالنحاس فاذيب بالنيران وجعل يسير بين قطع الحديد فالتحم بعضها ببعض وصارت جبلا هائلا متصلا بالسدين فحصل بذلك المقصود من حيث يأجوج ومأجوج. ولهذا قال فمصراعوا ان يظهروه فما اسطاعوا ان يظهروه اي يصعدوا ذلك الردم وما اسطاعوا له نقبا وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي اي ربي الذي وفقني لهذا العمل الجليل والاثر الجميل فرحمكم اذ منعكم من ضرر يأجوج ومأجوج بهذا السب فبالذي لا قدرة لكم عليه فاذا جاء وعد ربي جعله دكا اي هذا العمل والحيلولة بينكم وبين يأجوج ومأجوج مؤقتا الى اجل فاذا جاء ذلك الاجل قدر الله للخلق من اسباب القوة والقدرة والصناعات والاختراعات الهائلة ما ما يمكن مأجوجة ومأجوج من وطأ بلادكم ايها ايها المجاور ايها المجاورون بل ومن وطأ مشارق الارض ومغاربها واقطارها كما قال تعالى حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ياسرون اي من كل مكان مرتفع سواء هذه السدود والبحار وجو السماء ينسلون ان يسرعون فيها غير مكترثين ولا حاجز يحجزهم لفظة من كل حدب يشمل جميع المواضع والاقطار سهلها وصعبها منخفضها ومرتفعها وانما نص الله على المرتفعات لان السهولة والاماكن المنخفضة ان السهولة لان السهولة والاماكن المنخفضة من باب اولى واحرى وقد ورد في صفاتهم احاديث في الصحيحين تؤيد ما في هذه الايات من صفاتهم واورد اصحاب السير والتاريخ والتواريخ الاول من صفاتهم وهيئاتهم اثارا لا خطام لها ولا زمام شوشت افكار اكثر الناس ومنعتهم من الاستدلال بالايات القرآنية والاحاديث الصحيحة النبوية وتطبيقها على الواقع فعليك بلزوم ما دل عليه الكتاب والسنة وادعم ما سوى ذلك فان فيه الهدى والرشد والنور الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمت علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال مع قصة ذي القرنين رحمه الله ورضي عنه الملك الصالح العادل الذي ذكر الله سبحانه وتعالى طرفا من سيرته واخباره في اواخر سورة الكهف عرفنا ان ذي القرنين اه وصل الى مشارق الارض ومغاربها كان يقيموا في تلك المناطق العدل وشرع الله سبحانه وتعالى و كما هو مبين في اه ما سبق ان مر معنا بما اورده رحمه الله تعالى ثم في هذا السير وصل الى هذه المنطقة التي فيها يأجوج ومأجوج وهم قبيلتان كبيرتان جدا من ذرية ادم عليه السلام وقد ذكر الله عز وجل شيئا من خبرهم في سورة من القرآن في سورة الكهف عند الكلام على قصة ذو القرنين وفي سورة الانبيا في سورة الكهف قال حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما اتوني زبر الحديد حتى اذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال اتوني افرغ عليه قطرا فما اسطاعوا ان يظهروا وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وفي سورة الانبياء قال الله تعالى حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون اقترب الوعد الحق فاذا هي شاخصة ابصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين فهذان الموضعين فهذان موظعان من كتاب الله عز وجل ذكر فيهما نبأ هاتين القبيلتين يجوز ومأجوج وذكر في هذين الموطنين خروج هاتين القبيلتين يوم القيامة وان خروجهما من علامات الساعة التي تكون قبل قيامها وهذا المعنى جاء مصرحا به في احاديث عديدة عن النبي عليه الصلاة والسلام ان خروجهم يكون يوم القيامة وانهم اه منحازون اه وراء السور الذي بناه ذو القرنين ولا يكون انفتاحه وخروجه الا اه اذا اذن الله سبحانه وتعالى بذلك ويكون خروجهم امارة من امارات الساعة من الاحاديث التي وردت في الباب حديث حذيفة ابن ابن اسيد الغفاري قال طلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال ما تذاكرون؟ قالوا نذكر الساعة قال انها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر ايات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف من مشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب واخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس الى محشدهم ومنها ما رواه مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فبين ما هو كذلك اذ اوحى الله الى عيسى ان قد اخرجت عبادا لي لا يدان لاحد بقتال فحرز عبادي الى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون وهذا فيه ان خروجهم بعد نزول عيسى في اخر الزمان و منها حديث ابي هريرة في المسند والترمذي وهو حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان يجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعود فيعودون اليك اشد ما كان حتى اذا بلغت مدتهم واراد الله ان يبعثهم الى الناس حفروا حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا ان شاء الله ويستثني فيعودون اليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منه في حصونهم ومنها حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول يفتح يأجوج ومأجوج يخرجون عن الناس كما قال الله عز وجل وهم من كل حدب ينسلون فيعيثون في الارض وينحاز المسلمون عنهم الى مدائنهم وحصونهم ويضمون اليهم مواشيهم الى اخر الحديث فالحاصل ان الايمان خروج هاتين القبيلتين من بني ادم قبل قيام الساعة وبعد نزول عيسى وقتل الدجال وذلك بعد اندكاك السد الذي هم منحازون وراءه منذ بناه ذو القرنين منذ بناء ذو القرنين. هذا هو اه هو الحق في اه هذه المسألة هو الذي دلت عليه مجموع الادلة من الكتاب والسنة هو ولا يقال ان انهم آآ خرجوا او انهم امم الكفر الان بل هم قبيلتان وهم منحازون وراء ذلك السور ولا يخرجون على الناس الا بعد انتكاكه في اخر الزمان فيعيثون في الارض فسادا ولهذا اذا خرجوا يحصل على ايديهم اذى وفتنة وشر عظيم وهم جموع كثيرة حتى انهم لكثرتهم اذا مر اولهم على بحيرة طبرية عند خروجهم شربوا الماء الذي فيها جميعه فاذا مر اخرهم قال قد كان في هذه البحيرة ماء ثم يستمر اذاهم ويزداد افسادهم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام واصحابه الى الله فتكون نهايتهم بان يرسل الله عليهم اللغف في رقابهم فيموتون جميعا ويهلكون هلاك نفس واحدة القول بان آآ القول بان يجوز ومأجوج هم دول لدول كفر وانهم ظهروا على الناس بالمركبات والطائرات وان هذا هو معنى قوله من كل حدب ينسلون آآ هذا اه ليس ما دلت عليه ان النصوص نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بهذا الباب بل دلت على عدم صحة هذا القول وانه مجانب للصواب ويتبين ذلك من امور اولا ان هذا القول مخالف لما ثبت في النصوص من ان الخروج يأجوج ومأجوج لا يكون الا بعد نزول عيسى وقتل الدجال والثاني انه ثبت في النصوص انهم لا يمكثون بعد خروج من لفترة يسيرة من الزمن. وامم الكفر موجودون على هذه الحال منذ ازمان طويلة والثالث انه ثبت في القرآن والسنة ان السد الذي هم منحازون وراءه لا يندك الا اذا دنا قيام الساعة الرابع ان هذا القول يخالف ما اخبر الله به عن ذي القرنين انه جعل بين الناس وبين يجوج ومأجوج سدا كبيرا من حديد وانهم لا يستطيعون نقبه الا عند اقتراب الساعة والخامس انه ثبت في النصوص انه اذا خرجت احدى الايات العظام تتابعت على اثرها باقي الايات كما يتتابع الخرز في النظام وامم الكفر لهم امد طويل على هذه الحال ومع ذلك لم يخرج شيء من الايات العظام السادس ان امم الكفر على اختلاف اجناسهم واوطانهم كانوا موجودين في جميع الجهات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقبل الزمان وبعد زمانه ولم يؤثر عنه انه قال انهم هم يأجوج ومأجوج ولم يؤثر ذلك عن احد من الصحابة والتابعين ولا من جاء بعدهم من العلماء المتقدمين والسابع ان انه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يجوج ومأجوج اذا خرجوا يمر اولهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها وامم الكفر المياه عندهم متوافرة فظلا ان يشربوا بحيرة طبلية فهذه بعظ الاوجه التي يتبين منها عدم صحة هذا القول وانهم مجانب للصواب القول بان يأجوج ومأجهم من دول الكفر الموجودة الان او بعضها او بعض تلك دوا و على كل آآ العقيدة الواجبة في هاتين الامتين يا جوجو ومأجوج هو ان ان نعتقد انهم امتان من آآ ذريتي من ذرية ادم عليه السلام و ان خروجهم من علامات الساعة واماراتها الكبار التي تكون فيها اخر الزمان ولا يكون خروجهم الا بعد اندكاك السد على الوجه الذي جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزالون يحفرون السد كل يوم حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قالوا الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون اليك اشد ما كان حتى اذا بلغت مدتهم واراد الله ان يبعثهم حفروا واستثنوا قالوا ان شاء الله ثم يجدونه على هيئته فيحفرونه ويخرجون على الناس فيعيثون في الارض آآ فسادا اه هذه الخلاصة اه ما دلت عليه النصوص النصوص الكتاب والسنة تقول ابن كثير قد كانوا يعيثون في الارض ويؤذون فحصرهم ذو القرنين في مكانهم داخل السد. حتى يأذن الله بخروجهم على الناس اي في اخر الزمان في اخر الزمان وكتب الاعتقاد لاهل السنة فيها التنصيص على اه على هذه العقيدة التي هي اه معدودة في جملة الايمان باليوم الاخر. لان الايمان باشراط الساعة هو من الايمان باليوم الاخر. وخروجهم في اخر الزمان علامة من علامات الساعة كما اخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام وكما دل على ذلك القرآن ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب