بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله قصة عيسى وامه وزكريا ويحيى عليهم عليهم السلام كانت زوجة عمران وهو من اكابر بني اسرائيل ورؤسائهم وعلمائهم وذوي المقامات العالية عندهم نذرت حين ظهر حملها ان تحرر ما في بطنها لبيت المقدس ليكون خادما لبيت الله معدا لعبادة الله ظنا ان الذي في بطنها ذكر فلما وضعتها قالت معذرة الى الله شاكية اليه الحال ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى اي ان الذكر الذي له القوة والقدرة على ما يراد منه من القيام بخدمة بيت المقدس واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فحصلتها بالله من عدوها هي وذريتها وكان هذا اول حفظ وحماية من الله لها ولهذا استجاب الله لها في هذه الدنيا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام عبدالرحمن السعدي رحمه الله قصة عيسى وامه وزكريا ويحيى عليهم السلام عيسى ويحيى كما قال ابن عباس كان ابني خالة و كانت اه زوجة عمران قد ذكر الله عز وجل في سورة ال عمران ان الله اصطفى ال عمران على العالمين كانت زوجة عمران وهو من اكابر بني اسرائيل ورؤسائهم وعلمائهم وذوي المقامات العالية عندهم وكانت هذه المرأة الصالحة زوجة هذا الرجل الذي هذا شأنه ومكانته كانت لا تحمل ثم لما اكرمها الله سبحانه وتعالى الحمل وظهر الحمل في في بطنها نذرت لله ان تحرر ما في بطنها لبيت المقدس لتحرر ما في بطنها لبيت المقدس ان ان تجعله نذرا خادما بيت الله سبحانه وتعالى معدا للعبادة فيه وكانت عندما نذرت تظن ان الحمل ذكر الذكر كما كما هو معلوم له القدرة والقوة على الخدمة والعمل والنشاط اكثر من الانثى فلما وضعت زوجة عمران هذا الحمل وظعتها انثى فقالت الى الله عز وجل شاكية ربياني وظعتها انثى اي ان الذكر له القوة وله القدرة على ما يراد منه وهي ارادت ان يكون خادما في بيت المقدس ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى ايا الذكر اقوى و اقدر على الخدمة والعمل قالت واني سميتها مريم وهذا فيه مشروعية التسمية تسمية المولود حين ولادته وهذا له اصل في اه هادي نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه فقد ثبت في السنة في الصحيحين انه قال ولد لي الليلة ولد سميته باسم ابي ابراهيم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم هذا تحسين عظيم جدير الامهات ان يتنبهن له و هذا التحسين في هذا الوقت عند الولادة في حفظ وحماية بهذا المولود فحصنتها قالت واني اعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فحصنتها بالله من عدوها هي وذريتها ايضا وكان هذا اول حفظ وحماية من الله لها لهذه المولودة مريم ولهذا استجاب الله لها في هذه الدنيا فقال سبحانه وتعالى فتقبلها ربها بقبول حسن اي ان الله جبر امها وصار لها عند ربها من القبول اعظم مما للذكور وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا فجمع الله لها بين التربية الجسدية والتربية الروحية حيث قدر ان يكون كافلها اعظم انبياء بني اسرائيل في ذلك الوقت فان امها لما جاءت بها لاهل بيت المقدس تنازعوا ايهم يكفلها لانها ابنة رئيسهم فاقترعوا والقوا اقلامهم فاصابت القرعة زكريا رحمة به وبمريم فكفلها احسن كفالة واعانه الله على كفالتها بكرامة عظيمة منه فكانت قد نشأت نشأة نشأة الصالحات الصديقات وعكفت على عبادة ربها ولزمت محرابها فكان زكريا كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا قال انى لك هذا فانه ليس لها كافل غير زكريا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب اي رزقه تعالى يأتي بطرق معهودة وبطرق اخرى والله على كل شيء قدير قال سبحانه وتعالى تتقبلها ربها بقبول حسن يخبر جل وعلا انه تقبل منها هذا النذر وانبت هذه المولودة نباتا حسنا اي على هيئة طيبة ومنظر بهيج ويسر لها اسباب القبول والتوفيق وقرنها باهل الخير والفضل والعلم والدين ولهذا قال وكفلها زكريا فجمع لها بين حسن المظهر والمخبر المظهر انبتها نباتا حسنا على قدر من الحسن وطيب المنظر جمال الباطن بان كفلها زكريا ولهذا قال الشيخ فجمع الله لها بين التربية الجسدية والتربية الروحية كفلها زكريا في كراهة كفلها زكريا فكفنا زكريا اي جعله كافلا جعله كافلا لها و هذا التقدير من الله سبحانه وتعالى ان يكون زكريا كافرا لها هو باب من ابواب السعادة التي كتبها لهذه الوليدة لتقتبس منه علما نافعا وعملا صالحا وتنشأ آآ متربية على الايمان والادب والخلق على يديه عليه السلام وكان زكريا زوج خالتها وكان زكريا زوج خالتها وقيل زوج اختها ولهذا كان جاني ابن عباس وغيره ان يحيى وعيسى ابن خالة فالحاصل انها نشأت على هذه النشأة تربت هذه التربية اعانها الله ولزمت العبادة ونشأت نشأت الصالحات والصديقات وعكفت على الصلاة ولزوم المحراب تصلي فكان زكريا كل ما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا وهو القائم على كفالتها كان يستغرب يعني يأتي ويجد آآ الرزق عندها شيئا لم يأتيها به قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب اي ان رزقه يأتي بطرق معهودة وبطرق اخرى والله على كل شيء قدير قال رحمه الله فحين رأى هذه الحالة ذكره ذلك لطف ربه ورجاه الى رحمته فدعا الله ان ان يهب له ولدا يرثه يرثه علمه ونبوته ويقوم بعده في بني اسرائيل في تعليمهم وهدايتهم فنادته الملائكة وهو وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله اي بعيسى عليه السلام وسيدا اي عظيما عند الله وعند الخلق لما جبله لما جبله الله عليه من الاخلاق الحميدة والعلوم العظيمة والاعمال الصالحة الصالحات والاعمال الصالحة وحصورا اي ممنوعا بعصمة الله وحفظه ووقايته من من مواقعة المعاصي ووصفه الله بالتوفيق لجميع الخيرات والحماية من السيئات والزلات وهذا غاية كمال العبد فتعجب زكريا من ذلك وقال انى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا وهذا اعجب من حملها وهي عاقر على كبر فمن على كبرك وهي عاقر على كبرك فمن فمن فرحه فمن فرحه ورغبته العظيمة في طمأنينة قلبه قال ربي ربي اجعل لي اية تدلني على وجود الولد لما اجابته بهذا الجواب قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هذه الحالة التي آآ ذكرتها له يرزق من يشاء بغير حساب هيجت في نفسه رغبة عظيمة عنده وهي ان يكون له ولد يرثه علمه ونبوته فلما قالت له ذلك قال الله عز وجل هنالك دعا زكريا ربه مثل ما يقال الشيب الشي يذكر لما ذكرت له هذه الحال ذكر حاجة آآ شديدة عنده ملحة ان يكون له ولد مع انه بلغ سن اه كبيرا بلغ من الكبر عتيا وامرأته عاقر فاجتمع في كبر السن وكون امرأته لا تلد لكن آآ امرأة عمران قالت يرزق من يشاء بغير حساب يرزق من يشاء بغير حساب آآ هذا جعله يقبل على الله بالدعاء فدعا هذه الدعوة ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء انك سميع الدعاء فسأل الله عز وجل ان يهبه الولد متوسلا اليه سبحانه وتعالى بانه سميع الدعاء ذرية طيبة اي ولدا صالحا انك سميع الدعاء هذا التوسل الى الله بانه يجيب دعاء من دعاه وقال ربكم ادعوني استجب لكم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فجاءت الاجابة فورا فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى اي يبشرك بولد من صلبك اسمه يحيى قيل سمي يحيى لان الله احياه بالايمان ثم ذكر جملة من او صافي هذا الولد اه العظيمة وذكر من صفاته انه مصدقا بكلمة من الله اي بعيسى ابن خالته عيسى ابن مريم ولهذا هو اول من صدق بعيسى ابن مريم ذكر من صفته انه سيد وسيدا وهذه السيادة سيادة العلم والعبادة و الفقه في الدين وكمال الخلق والحلم وحصورا اي ممنوعا بعصمة الله وحفظه ووقايته من مواقعة المعاصي ووصفه بالتوفيق لجميع الخيرات والحماية من السيئات والزلات مما يدل على اه على كماله وقيل في معنى حصورا اي اه لا يولد له اي لا يولد له قال وحصورا ونبيا من الصالحين ونبيا من الصالحين فجاءت البشارة تحمل هذه الصفات هذه الصفات اه آآ التصديق بعيسى واولا ذكرى اسمه يحيى تصديق بعيسى وسيد في فقهه وعلمه كمال خلقه وبصيرته وحصورا ثم اجل ما يكون نبيا اصطفاه الله عز وجل واجتباه نبيا من الصالحين فجاءت هذه بشائر عظيمة على اثر هذه الدعوة ولهذا ينبغي على المسلم ان يدعو الله و اه يعظم الرجاء انك ما دعوتني ورجوتني يعظم الرجاء والطمع ويدعو باليقين ويستحضر ان الله يرزق من يشاء بغير حساب خزائنه ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار لكن اهم ما يكون في الدعاء اليقين كما قال عليه الصلاة والسلام ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة ولهذا دعا بهذه الدعوة مستحظرا ان الله يرزق بغير من يشاء بغير حساب وانه لا يعجزه سبحانه وتعالى شيء فجاءت البشارة مباشرة ولهذا عطف على هذا الدعاء البشارة بحرف الفاء قال فنادته التي تفيد الفورية فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك يحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين من فرحه وشدة رغبته في في الولد لما جاءته هذه البشارة من باب بلى ولكن ليطمئن قلبي قال ربي اجعلني اية اي تدلني على وجود الولد قال ايتك الا اكلم الناس ثلاث ليال سويا ايتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا اي مع سلامة الة النطق مع سلامة الة النطق لا يكون منك كلام مع انه صحيح سوي ليس في لسانه شكاية او وجع لكن لا يستطيع ان يتكلم هذه الايام الا رمزا اي اشارة اما النطق لا ينطق لكن الذكر يتحرك لسانه به واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار هذه اية عظيمة جدا اية عظيمة جدا قال الله عز وجل قال اياتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار وهذه اية كبرى يمنع من الكلام الذي هو اسهل ما يقدر عليه الانسان وهو سوي فلا يقدر ان يكلم احدا الا بالاشارة ومع ذلك لسانه منطلق بذكر الله وتسبيحه وتحميده فحين اذ تمت له البشارة من الله وعرف انه لابد ان يكون فولد فولدت زوجته يحيى وانشأ وانشأه الله نشأة عجيبة فتعلم وهو صغير ومهر في العلم وهو صغير ولهذا قال واتيناه الحكم صبيا حتى قيل ان الله ايضا نبأه وهو صغير وكما اعطاه الله العلم العظيم فقد من عليه باكمل الصفات فقال وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ومضمون هذا وصفه بالقيام بحقوق الله وحقوق والديه وحقوق الخلق وان الله سيحسن له العواقب في احواله كلها قال جل وعلا ايتك الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ثلاث ليال سويا وفي سورة ال عمران قال الا رمزا اي اشارة ومعنى سويا اي صحيحا معافى ليس بلسانه اي شكاية ولكن لا يستطيع ان اه ينطق مع قومه بكلمة وهذه اية عظيمة مثل ما قال الشيخ يمنع من الكلام وهو سوي لا يقدر ان ان يتكلم الا بالاشارة مع ان منطقة وسليم ولسانه منطلق بذكر الله عز وجل فحين تمت له البشارة من الله وعرف انه لابد ان يكون فولدت آآ زوجته آآ يحيى وانشأه الله نشأة صالحة تعلم فيها من صغره ونشأ على الدين والخلق امال الادب الله عز وجل في سورة مريم يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا هذا كله اه وكان سنه اذ ذاك صغيرا نوه الله اه بذكره قال قال له خذ الكتاب بقوة اي بجد وحرص واجتهاد واتيناه الحكم صبيا اي الفهم والعلم الاقبال على الخير والاقبال عليه وحنانا من لدن اي رحمة آآ فضل من من من الله سبحانه وتعالى وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا قال الشيخ والمظمون هذا وصفه بالقيام بحقوق الله وحقوق والديه وحقوق الخلق ولم يكن جبارا عصيا بل كان سهلا لينا آآ على خلق عظيم وادب رفيع وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا فاكرمه الله عز وجل وخصه بهذا السلام عليه ضيق هذه المراحل كلها ثم ذكر سبحانه وتعالى قصة مريم اذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقية فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا الى اخر ما ذكر في قصتها وقصتها جاءت على اثر قصة زكريا وانه ولد له على الكبر مع عقم زوجته ولدا ذكيا عطف على ذلك بذكر قصة عجيبة لمريم في ولادتها لعيسى من غير اب فبين القصتين مناسبة ومشابهة ولهذا قنن بينهما وذكرتا متتاليتين ويأتي الحديث عن قصة اه مريم عليه السلام العظيمة العجيبة في لقائنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى نفعني الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب