بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله ولما ارسله الله الى بني اسرائيل امن به من امن وكفر به من كفر وجعل يريهم الايات والعجائب فكان يصور الطين فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى باذن الله وينبئهم عن كثير مما يأكلون ويدخرون في بيوتهم ومع ذلك فتكالبت عليه اعداءه وارادوا قتله فالقى الله شبهه على واحد من من الحواريين اصحابه او او من غيرهم ورفعه الله اليه وطهره من قتلهم فاخذوا شبيهه فقتلوه وصلبوه وباءوا بالاثم العظيم والجرم الجسيم وصدقهم النصارى انهم قتلوه وصلبوه ونزهه الله من هذه الحالة فقال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وقد قام عيسى في بني اسرائيل فبشر واعلن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاءهم محمد الذي يعرفونه كما يعرفون ابناءهم قالوا هذا سحر مبين كما قالوا في عيسى فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف الامام ابن سعدي رحمه الله قال ولما ارسله اي عيسى ولما ارسله الله الى بني اسرائيل امن به من امن وكفر به من كفر قال الله تعالى فاختلف الاحزاب من بينهم ويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم فمنهم من امن به ومنهم من كفر قال وجعل يريهم الايات والعجائب الايات البراهين والمعجزات الدالة على صدقه وانه رسول من رب العالمين فكان يصور الطين فينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله ويبرئ الاكمة اي الذي لا يبصر والابرص الذي به البرص ويحيي الموتى كل ذلك باذن الله سبحانه وتعالى وينبئهم عن كثير مما يأكلون ويدخرون في بيوتهم. ومع ذلك تكالب عليه اعداءه وارادوا قتله يقول الله عز وجل في سورة المائدة مذكرا عيسى عليه السلام هذه النعمة العظيمة نعمة الله عليه قال جل وعلا اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس اي قويتك بجبريل عليه السلام تكلم الناس في المهد ايوه انت رضيع بدعوتهم الى الله ومرت معنا كلماته ذكرها الله سبحانه وتعالى بسورة مريم اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني النبي الى اخر الايات وكهلا اي في كهولتك وكبرك بما ارسلتك به اليهم واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل هذه منن من الله سبحانه وتعالى بها على عيسى عليه السلام كذلك من المنن قال واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وهذي اية باهرة يأتي بشيء من الطين ويعجنه على هيئة الطير ثم ينفخه ينفخ فيه فيكون طيرا باذن الله يكون طيرا باذن الله سبحانه وتعالى يطير امامهم مثل الطيور وتبرئ الاكمة والابرص باذني اي الذي به عمى او به برص يشفى على يديك باذن الله سبحانه وتعالى من من العمى والبرص واذ تخرج الموتى باذني اي تحيي الموتى بدعائك الله ان يحييهم كل ذلك باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات كففت بني اسرائيل عنك اي لما هموا قتلك لما جيتهم اذ جيتهم بالبينات اي المعجزات ومنها ما تقدم فما كان شأنهم مع هذه المعجزات الا ان قالوا هذا السحر مبين وقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين وذكر الله سبحانه وتعالى هذا ايضا في سورة الانعام قال الله سبحانه وتعالى ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين اي هذه البراهين الحجج والمعجزات العظيمات فيها اية لكم ودلالة على صدقي واني مرسل من عند الله ان كنتم مؤمنين ان كنتم تريدون الايمان وتصدقون هذه البراهين قال قال رحمه الله فالقى الله شبهه وارادوا قتله فالقى الله شبهه على واحد من الحواريين اصحابه او من غيرهم ورفعه الله اليه تكالبوا عليه وعزموا على تكالب عليه اليهود وعزموا على قتله لكن الله سبحانه وتعالى جل في علاه نجاه من من ذلك كما بين الله سبحانه وتعالى ذلك سورة النساء في ايات يذكر فيها سبحانه وتعالى جملة من مخازي اليهود وصفاتهم القبيحة قال جل وعلا وبكفرهم اي اليهود وقولهم على مريم بتانا عظيما اي رميهم لها بالزنا وانها حملت عيسى من الزنا وقولهم انا قتلنا المسيح يتفاخرون بهذا يتفاخرون بهذا ويعدونه من من المفاخر عندهم انهم قتلوه وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله هكذا يتفاخرون بينهم بانهم قتلوا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله قال الله سبحانه وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ولكن شبه لهم ايا القى الله شبه عيسى على واحد من الحواريين اصحابه او من غيرهم فظنوا ان المقتول هو عيسى ظنوا ان المقتول هو عيسى واخذوا يتفاخرون بذلك ويقولون انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وصدقهم من صدقهم من ان النصارى قال الله عز وجل وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا وما قتلوه يقينا اي كانوا في حيرة من من امره فليس لهم به علم وانما يتبعون الظن والحق كما قال الله ما قتلوه وما صلبوه بل نجاه الله سبحانه وتعالى قال بل رفعه الله اليه وكان الله عزيزا حكيما رفعه الله نجاه من مؤامرة اليهود التي تآمروا بها على قتله ورفعه الله سبحانه وتعالى الى السماء بجسمه وروحه وهو باق في السماء الى يومنا هذا الى ان يأذن الله سبحانه وتعالى له بالنزول اخر الزمان فينزل اخر الزمان ويقتل الخنزير ويكسر الصليب قال الله وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ما من احد من اهل الكتاب الا سوف يؤمن بعيسى بعد نزوله اخر الزمان هذا معنى الاية. وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته اي ما ما منهم من احد الا سيؤمن به اي بعد نزوله وقبل موته وموته يكون في اخر الزمان في اخر الزمن ويوم القيامة يكون عليه السلام شهيدا على اعمالهم قال وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم قال الشيخ وقد قام عيسى في بني اسرائيل فبشر واعلم برسالة محمد فلما جاءهم محمد الذي يعرفونه كما يعرفون ابناءهم قالوا هذا سحر مبين قالوا هذا في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما قالوا ذلك من قبل في شأن عيسى عليه السلام كما في الايات التي سمعنا من سورة المائدة في خاتمتها فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين قال رحمه الله وفي هذه القصة من الفوائد امور منها ان النذر ما زال مشروعا في الامم السابقة والنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه كلمة جامعة للصحيح النافذ منه وللباطل فقال من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه قال رحمه الله وفي هذه القصة من الفوائد امور منها ان النذر ما زال مشروعا في الامم السابقة مر معنا في قصة مريم فاما ترين من البشر احدا تقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم ينسيا النذر ما زال مشروعا في الامم السابقة ونبينا عليه الصلاة والسلام قال في كلمة جامعة للصحيح النافذ منه وللباطل قال من نذر ان ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصي اذا كان ان ان ان النذر نذر طاعة فيجب الوفاء به وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه قال جل وعلا يوفون بالنذر قال رحمه الله ومنها ان من نعمة الله على العبد ان يكون في كفالة الصالحين الاخيار فان المربي والكافر والكافر له له الاثر العظيم له الاثر الاعظم في حياة المكفول واخلاقه وادابه ولهذا امر الله المربين بالتربية الطيبة المشتملة على الحث على الاخلاق على الاخلاق الجميلة والترهيب من مساوئ الاخلاق قال رحمه الله تعالى ومنها ان من نعمة الله على العبد ان يكون هي كفالة الصالحين كفالة الصالحين هذه غنيمة للعبد ان اكرمه الله سبحانه وتعالى بها ويسرها له جل في علاه من انعم الله عليه بان يكون في كفالة الصالحين الاخيار فان المربي والكافل له الاثر العظيم في حياة المكفول واخلاقه وادابه ومن نعمة من نعمة الله سبحانه وتعالى على مريم ان الله جل وعلا كفنها زكريا اي جعلها في كفالته. وزكريا نبي من من انبياء الله فاقتبست من اخلاقه واستفادت من من ادابه فحصلت منه علمه واقتدت بعبادته ونشأت نشأة عظيمة مباركة في الصلاح والتقى والخلق والادب فاذا من النعم ان العبد ينشأ في كفالة الصالحين لان لان الطفل والصغير ينشأ على ما عوده عليه والداه وعلى ما يرى عليه ايظا والده مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء الا ان تكونوا انتم الذين اتجذعونهم قال الشيخ ولهذا امر الله المربين بالتربية الطيبة المشتملة على الحث على الاخلاق الجميلة والترهيب من مساوئ الاخلاق لماذا؟ لان المربي له اثر بالغ جدا على صغير في توجيهه وارشاده وايضا ان يكون قدوة له ان يكون قدوة له في الاستقامة والصلاح وملازمة الطاعة قال رحمه الله ومنها اثبات كرامات الاولياء فان الله كرم مريم بامور يسر لها ان تكون في كفالة زكريا بعد ما حصل الخصام في شأنها واكرمها بان كان رزقها يأتيها من الله بلا سبب واكرمها بوجود عيسى وولادته وولادتها اياه وبخطاب الملك لها بما بما من قلبها ثم بكلامه في المهد فهذه الاخيرة جمعت كرامة ولي ومعجزة نبي قال ومنها اثبات كرامات الاولياء فان الله كرم مريم اي من عليها بان اكرمها بامور منها ان الله عز وجل يسر لها ان تكون في كفالة زكريا كما تقدم وهذي كرامة من الله. قال جل وعلا فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا فكونها في كفالة نبي هذي كرامة لان اعظم الكرامة لزوم الاستقامة واذا وفقت ان كانت في كفالة نبيه فهذا له اثر عظيم وبالغ عليها وهو الذي حصل واكرمها بان كان رزقها يأتيها من الله بلا سبب كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. قال يا مريم ان لك هذا قالت هو من عند الله ومن عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فهذا من من من نعمة الله سبحانه وتعالى عليها ان كان يأتيه الرزق في مكانها مكان عبادتها من غير حسبان و من غير كسب وهذا فيه اثبات كرامات الاولياء لاثبات كرامات الاولياء خلافا لمن نفى ذلك كذلك اكرمها الله جل وعلا بكرامة اخرى وهي وجود عيسى وحملها به بلا من غير ان يكون له اب وولادتها اياه وايضا خطاب الملك لها بما يطمن قلبها هزي اليك بجذع النخلة انما انا رسول ربك ثم ايضا بكلامه في المهد كلام عيسى اني عبد الله ويقول الشيخ هذه الاخيرة جمعت كرامة ولي معجزة نبي كرامة ولي لمريم ان هي من اولياء الله ومعجزة نبي لعيسى عليه السلام وكلامه في المهد قال رحمه الله ومنها الايات العظيمة التي اجراها الله على يد عيسى ابن مريم من احياء الموتى وابراء الاكمة والابرص ونحوهما هذي ايضا من المعجزات التي اجراها الله سبحانه وتعالى على يد عيسى عليه السلام من احياء الموتى وابراء الاكمة والابرص ونحوها اي من الايات وقد تقدم معنا ذلك في آآ في سورة ال عمران وايضا سورة المائدة قال رحمه الله ومنها ما اكرم الله به عيسى بان جعل له حواريين وانصارا في حياته وبعد مماته في بث دعوته والنصر لدينه ولذلك كثرت كثر تابعوه ولكن منهم المستقيم وهو الذي امن به حقيقة وامن بجميع الرسل ومنهم المنحرف وهم الذين غلوا فيه وهم جمهور من يدعي انه من اتباعهم انه من اتباعه وهم ابعد الناس عنه قال رحمه الله ومنها ما اكرم الله به عيسى بان جعل له حواريين وانصارا في حياته وبعد مماته بعد مماته اي في بث آآ دعوته والانتصار لدينه الله عز وجل يقول واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون هذا مما اكرم الله سبحانه وتعالى اه به اه نبيه عيسى عليه السلام قال رحمه الله ومنها ان الله اثنى على مريم بالكمال بالصديق بالصديقية وانها صدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين وهذا وصف لها بالعلم الراسخ والعبادة الدائمة والخشوع لله وانه اصطفاها وفضلها على نساء العالمين قال رحمه الله تعالى ومنها ان الله اثنى على مريم بالكمال بالصديقية قالوا امه صديقة وانها صدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانطين. قال وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين هذا كله مما آآ اثنى الله عليه بها وهذا وصف لها بالعلم الراسخ العبادة الدائمة والخشوع لله وانه اصطفاها وفضلها على نساء العالمين وقد جاء في الصحيحين عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه انه قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من نساء غير مريم بنت عمران واسيا امرأة فرعون فهذا فيه كمال هذه المرأة الصديقة الصالحة رضي الله عنها ورحمها قال رحمه الله ومنها ان اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة وغيرها مفصلة مطابقة للحقيقة من ادلة رسالته وايات نبوته لقوله ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك الاية قال ومنها ان اخبار النبي عليه الصلاة والسلام بهذه القصة يعني قصة مريم بهذا التفصيل الدقيق مطابقا للحقيقة يعد من ايات ودلائل رسالته ونبوته ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران ذلك من انباء الغيب نوحي اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت يختصمون ما كنت لديهم آآ وقت هذه الاحداث ومع ذلك تنقل هذه الاحداث دقيقة مفصلة تفصيلا مطابقا للواقع فهذا بلا ريب من امارات نبوة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نفعنا الله اجمعين بما علمنا ووفقنا لكل خير واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين