بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. اما بعد فيقول الشيخ عبد الرحمن عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله قصة يوسف ويعقوب عليهما الصلاة والسلام هذه القصة من اعجب القصص وذكرها الله جميعا وافردها بسورة مطولة مفصلة تفصيلا واضحا قراءتها تغني عن التفسير فان الله ساقها في حالة يوسف من ابتداء امره الى اخره وما بين ذلك من التنقلات وباختلاف الاحوال وقال فيها لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين فلنذكر ما يستنبط من هذه القصة العظيمة من الفوائد سنكون مستعينين بالله الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا شروع من المصنف رحمه الله تعالى في ذكر ما يتعلق بالفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام وكما اشار رحمه الله قصته قصة عجيبة مليئة بالعبر البالغات والعظات النافعات والدروس البليغات خصت بسورة مطولة في القرآن بسطت فيها القصة وذكرت تفاصيلها وفي القصة ايات وعبر لكن لا ينتفع منها الا من يتحرى ويبحث ويتأمل ويتدبر كما قال الله سبحانه وتعالى لقد كان في يوسف واخوته ايات للسائلين اي ليس لكل احد وانما هي ايات للسائلين. السائل هو الذي يتحرى ويبحث يتدبر ولهذا ايضا قال في خاتمتها لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ليس لكل احد وهذا يتضمن الحث على حصن التدبر لهذه القصة وقصص القرآن لاخذ العبر والاهتداء بهدي الانبياء اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وقصة يوسف عليه السلام مليئة بالفوائد العظيمة والشيخ رحمه الله له رسالة مفردة مطبوعة بعنوان الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام وذكر هنا رحمه الله تعالى جملة من الفوائد العظيمة النافعة المستنبطة من هذه القصة قال رحمه الله ذكر ما فيها من الفوائد منها ان هذه القصة من احسن القصص واوضحها لما فيها من انواع التنقلات من حال الى حال من محنة الى محنة ومن محنة الى منحة ومنة ومن ذل الى عز ومن امن الى خوف وبالعكس ومن ملك الى رق وبالعكس ومن فرقة شتات الى انضمام وائتلاف وبالعكس ومن سرور الى حزن وبالعكس ومن رخاء الى جدب وبالعكس من ضيق الى سعة وبالعكس ومن وصول الى عواقب حميدة فتبارك من قصها فتبارك فتبارك من قصها وجعلها عبرة لاولي الالباب هذه الاولى من فوائد هذه القصة فيما ذكر رحمه الله تعالى وهي في التنبيه على شمولية هذه القصة لانواع من التنقلات والاحوال من محن ومنح وشدة ورخاء وخوف وامن وملك ورق وفرقة وائتلاف وضيق وسعة ففيها تنقلات عجيبة ولهذا من اه يقرأ هذه القصة يجد انه يتنقل بهذه القراءة من حال الى حال من امر الى امر من محنة الى منحة ومن منحة الى محنة ومن ذل الى عز الى عز ومن امن لا خوف من خوفي لا امن و من فرقة وشتات الى ائتلاف وهكذا يجد ان القصة فيها تنوع عجيب جدا فيها العواقب الحميدة التي اعدها الله لاصيائه انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجرا المحسنين وصون الى العواقب الحميدة والمآلات الطيبة التي جعلها الله سبحانه وتعالى للعبادة المتقين واوليائه المحسنين قال رحمه الله ومنها ما فيها من اصول تعبير الرؤيا المناسبة وان علم التعبير علم مهم يعطيه الله يعطيه الله من يشاء من عباده وان اغلب ما تبنى عليه المناسبات وضرب الامثال والمشابهة في الصفات فوجهه مناسبة رؤيا يوسف انه رأى الشمس والقمر والكواكب الاحد عشر ساجدين له ان هذه زينة للسماء وفيها منافعها فكذلك الانبياء والعلماء والاصفياء زينة الارض وبهم يهتدى في الظلمات كما يهتدى بالانوار السماوية ولان اباه وامه اصل واخوته فرع عنها فمن المناسب ان يكون الاصل اعظم نورا وجرما من الفرع ولذلك كانت الشمس امه وابوه احسن الله اليكم. فلذلك كانت الشمس امه وابوه امه واباه والقمر الاخر منهما والكواكب اخوته ومن المناسب ان الساجد محترم لمن سجد له. والمسجود له معظم محترم فدل ذلك على ان يوسف يصير معظما محترما لابويه واخوته ولا يتم هذا الا بمقدمات تقتضي الوصول الى هذا من علوم واعمال واجتباء من الله فلهذا قال وكذلك يجتبيك ربك الاية قال منها هي فوائد القصة ان فيها وصولا لتعبير الرؤيا واشار رحمه الله الى ان علم التعبير علم مهم يعطيه الله سبحانه وتعالى ويتفضل به على من يشاء من عباده والتعبير تعبير الرؤيا كما ذكر رحمه الله يبنى على المناسبات وضرب الامثال والمشابهة في الصفات من خلال هذه يا يستخلص المعبر تعبير الرؤيا وظرب رحمه الله تعالى على ذلك امثلة توضح ما ذكر رحمه الله تعالى من من خلال التعبيرات التي اه جاءت في آآ آآ قصة يوسف عليه السلام للرؤية التي كانت منه اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين والرؤية التي كانت من صاحبي السجن والرؤية التي كانت من الملك فمن يتأمل في التعبير يوسف لهذه الرؤى يجد فيها ما شر المصنف له رحمه الله ان اصول التعبير يقوم على المناسبات وعلى ضرب الامثال والمشابهة في الصفات قال فوجه مناسبة رؤيا يوسف وبمناسبة رؤيا يوسف انه رأى الشمس والقمر والكواكب الاحد عشر ساجدين له ساجدين له وجه المناسبة ان هذه التي الشمس القمر والكواكب زينة للسماء وفيها منافع منافعها فكذلك الانبياء والعلماء والاصفياء زينة الارض وبهم يعتدى في الظلمات كما يهتدى بالانوار السماوية كما يهتدى بالانوار السماوية ولان اباه وامه اصل واخوته فرع عنهما فمن المناسب ان يكون الاصل اعظم نورا وجرما من الفرع فلذلك كانت الشمس امه او اباه والقمر الاخر منهما لان آآ ايهما الشمس وايهما القمر بعض المفسرين يذكر هذا وبعض المفسرين يذكر هذا ولهذا ذكره الشيخ بهذه العبارة المحتملة قال كانت الشمس امه او اباه والقمر الاخر منهما والكواكب اخوته قال ومن المناسب ان ان الساجد محترم لمن سجد له والمسجود له معظم ومحترم ان الساجد محترم لمن سجد له والمسجود له معظم محترم فدل ذلك على ان يوسف يصير معظما محترما لابويه واخوته ولا يتم هذا الا بمقدمات تقتضي الوصول الى ذلك من علوم واعمال واجتباء من الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله ومنها المناسبة في رؤيا الفتيين حيث عبر رؤيا من رأى انه يعصر خمرا ان الذي يعمل هذا العمل يكون في العادة خادما لغيره وايضا العصر مقصود لغيره والخادم تابع لغيره ويؤول ايضا الى السقي الذي هو خدمته فلذلك اوله بما يؤول اليه واما تعبيره لرؤيا من رأى انه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه بانه يقتل ويصلب مدة حتى تأكل الطير من مخ رأسه الذي هو يحمل وعبر رؤيا الملك بالبقرات والسنبلات بانها السنين المقصدة والمجدبة ووجه المناسبة ان الملك به ترتبط امور الرعية ومصالحها وبصلاحه تصلح وبفساده تفسد فهذه نسبته اذ رأى الرؤيا اذ رأى هو الرؤيا وكذلك السنون بخصبها وجذبها تنتظم امور المعاشي او تختل والبقرة هي الة حرف الارظ واستخراج مغلها والمغل هو الزرع فرأى السبب والمسبب فرؤيته السبعة السمان من البقر ثم السبع العجاف والسبع السنبلات الخضر ثم السبع اليابسات اي لابد ان تتقدم السنين السبع المقصبات ثم تتلوها المجدبات وتأكل ما حصل فيها من غلال ولا تبقى الا شيئا يحسنونه عنها ولا تبقي الا شيئا يحصنونه عنها والا فهي بصدد اكلها كلها فان قيل من اين اخذ قوله ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فان بعض المفسرين قال هذه زيادة من يوسف في التعبير بوحي اوحي اليه فالجواب ليس الامر كذلك وانما اخذها من رؤيا الملك فان السنين المجدبة سبع فقط فدل على انه سيأتي بعدها عام عظيم الخصم. كثير البركات يزيل الجدب العظيم الحاصل من السنين المجذبة الذي لا يزيلها عام خصب عادي بل لا بد فيه من خصب خلاف العادة وهذا واضح وهو من مفهوم العدد هذا يتعلق رؤيا صاحبي السجن الفتيين الذين دخلا معه السجن ورأى كل واحد منهما رؤيا وطلب منه تعبيرها ثم كذلك تعبيره لرؤيا الملك ففي كل من التعبيرين لرؤيا الفتن لرؤيا الملك روعي ما اشار اليه رحمه الله تعالى من آآ ملاحظة المناسبة المناسبات وايضا آآ ضرب الامثال والمشابهة في آآ الصفات فذكر ما يتعلق اولا رؤيا الفتيين اه حيث عبر الاول منهما انه يسقي ربه خمرا والاخر انه يسلب فتأكل الطير من رأسه وتأكل الطير من رأسه وهذا كله اخذه اخذه يوسف عليه السلام مثل ما اشار الشيخ من مناسبة في رؤيا الفتيين تنقدح في ذهن المعبر ويكون بها تعبير رؤيا وكذلك تعبيره لرؤيا الملك عبر رؤيا الملك بالبقرات والسنبلات بان المراد بها السنين المغصبة سبع البقرات والسبع السنبلات المراد بها السبع السنين المخصبة السبع سنين المجدبة وهذا مأخوذ ايضا من المناسبة لان هذه رؤيا ملك والملك له اه اه ترتبط اموره بامور الرعية ومصالح الرعية والمصالح العامة ولهذا كان التعبير بحسب حال الرائي المناسبة فعبرها بالسنين المخصبة والسنين المجذبة ثم يأتي من بعدها عام فيه يغاث الناس وقد اه اه استشكل بعض المفسرين هذه الزيادة ثم يأتي من بعد ذلك من اين اخذت وما المناسبة في الرؤيا اللي آآ هذه الزيادة ثم يأتي من بعد ذلك يعني السبع العجاف السبع المخصبة واظحة في في الرؤيا لكن قولهم ثم يأتي من بعد ذلك قاموا فيه اغاث الناس وفيه يعصرون آآ هذا بل ليس واضحا في الرؤية ولهذا بعض المفسرين قال هذه زيادة من يوسف في التعبير بوحي اوحي اليه لكن يقول الشيخ ليس الامر كذلك انما اخذها من الرؤيا نفسها فان السنين المجذبة سبع فقط سبع فقط فدل على انه اه بانتهائها يزول الجذب ويحصل اه الرخاء والبركة ولهذا قال ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه اغاث الناس وفيه يعصرون قال رحمه الله ومنها ما فيها من الادلة والبراهين على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قص عليه هذه القصة المفصلة المبسوطة الموافقة للواقع التي اتت بالمقصود كله وهو لم يقرأ كتب الاولين ولا دارس احدا كما هو معلوم لقومه وهو بنفسه امي لا يقرأ ولا يكتب ولهذا قال ذلك من انباء الغيب نوحه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون ومنها ما فيها من الادلة والبراهين على نبوة محمد عليه الصلاة والسلام لانه قص هذه القصة مفصلة تفصيلا دقيقا والحال انه لم يقرأ يقرأ كتب الاولين ولا دارس احدا منهم وهو بنفسه امي لا يقرأ ولا يكتب. ثم يذكر هذه التفاصيل بهذه الدقة. لا ريب ان ذلك من نبوته من امارات نبوته ولهذا ختمت او جاء في خواتيم السورة قول الله سبحانه ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون تقدم نظير ذلك في قصة مريم واشار الشيخ ان ذلك آآ ايضا من العلامات علامات النبوة قال الله لنبيه في اثناء قصتها ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم. ايهم يكفل يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون يعني جئت بهذه التفاصيل عن قصتها وجئت بهذه التفاصيل عن قصة يوسف ولم تكن حاضرا ولا شاهدا فهذا بلا ريب من امارات النبوة وبراهينها قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد البعد عن اسباب الشر وكتمان ما تخشى مضرته لقول يعقوب ليوسف لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا قال ومنها ان العبد ينبغي ان يبتعد عن اسباب الشر ويكتم ايضا ما تخشى مضرته يكتم ما تخشى مبرته. ولهذا نصح يعقوب يوسف لما قص عليه تلك الرؤيا قال لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا يستفاد من ذلك ان ان البعد عن اسباب الشر مطلوب وكتمان ما تخشى مضرته مم يعني مضرته من حسد مثلا بعض بعض اخوته او او حسد بعض الناس له او او ان يحصل شيء من من الاذى او الظلم او كذا فان فان الافظل ان يكتم آآ ما يخشى عليه فيه المضرة من حسد او او بغي او غير او غير ذلك قال رحمه الله ومنها ذكر الانسان بما يكره على وجه الصدق والنصيحة له او لغيره قال ومنها ذكر الانسان بما يكره على وجه الصدق والنصيحة له او لغيره لقوله فيكيدوا لك كيدا اي ان هذا الذكر للانسان بما يكره اذا كان على هذا الوجه وجه الصدق يعني دون تزيد او مبالغة وعلى وجه النصيحة له او لغيره فهذا ليس من الغيبة وليس محرما والغيبة المحرمة هي التي يذكر فيها المرء بما يكره ليس على وجه النصيحة ليس على وجه النصيحة وانما على وجه السخرية والانتقاص التي اه تفكر اعراض الناس او نحو ذلك اما اذا كان آآ على وجه الصدق ووجه النصيحة ولمصالح واظحة وبينة فهذا لا يدخل في الغيبة والدم ليس بغيبة بستة والدم ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب الاعانة في ازالة منكر منكر الذي يكون لذكرهم ما اخاه بما يكره مقصد شرعي ومقصد صحيح هذا لا يدخل ولهذا الشوكاني الف كتابا فيما يجوز وما لا يجوز من المهيبة قال رحمه الله ومنها ان نعمة الله على العبد نعمة على من يتعلق به ويتصل ويتصل من اهله من اهل بيته واقاربه واصحابه فانه لا بد ان يصلهم ويشملهم منها جانب لقوله ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب اي بما يحصل لك ولهذا لما تمت نعمة لما تمت النعمة على يوسف حصل لال يعقوب من العز والتمكين والسرور وزوال المكروه وحصول المحبوب ما ذكر الله في اخر القصة من فوائد القصة ان نعمة الله على العبد اه تكون ايضا نعمة على كل من يتعلق به ويتصل به من اهل بيته واقربائه اصحابه فانه لا بد ان يصلهم ويشملهم منها جانب استفاد ذلك الشيخ من قوله ويتم نعمته عليك وعلى ال يعقوب اي بما يحصل لك بما يحصل لك ليوسف عليه السلام ولهذا لما تمت النعمة على يوسف حصل ان يعقوب من العز والتمكين السرور والزوال مكروه حصل لهم من ذلك شيء عظيم كما هو مبين وموضح في اه اه في القصة ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب