السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله ان الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فهذا المجلس الاول في شرح الكتاب الثاني من برنامج اليوم الواحد العاشر والكتاب المقروء فيه هو الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. للعلامة للعلامة ابي الحسن ابن العطار الدمشقي رحمه الله. وقبل الشروع في اقرائه لابد من ذكر مقدمات ثلاث المقدمة الاولى التعليق بالمصنف. وتنتظم في ستة مقاصد. المقصد الاول جر نسبه هو الشيخ العلامة المشارك علي ابن ابراهيم ابن داود الشافعي الدمشقي يقنى بابي الحسن ويلقب بمختصر النووي لشدة ملازمته له ويعرف ايضا في علاء الدين. وتقدم غير مرة ان الالقاب التي تضاف فيها الاسماء الى الدين اقل احوالها الكراهة وهي من الذخائر الاعجمية في الاوضاع العربية فلم تكن العرب تعرفها حتى دخل العجم ففشت فيها هذه الالقاب. المقصد الثاني تاريخ مولده ولد غرة شوال. يوم عيد الفطر سنة اربع وخمسين وست بمئة المقصد الثالث جمهرة شيوخه تلقى رحمه الله تعالى علومه عن جماعة منهم يحيى بن شرف النووي يحيى بن شرف النووي وعلي بن احمد ابن عبد الدائم واسماعيل ابن ابراهيم ابن اليسر. ومحمد بن عبدالله. ابن مالك صاحب الالفية المعروفة في العربية واختص باولهم فكان شديد الملازمة له. حتى اضيف اليه كان شيخ تخرجه وعرف كما تقدم بمختصر النووي. المقصد الرابع تلاميذه انتفع به رحمه الله في علوم الرواية والدراية جماعة من مشاهدهم محمد بن احمد الذهبي صاحب التأليف المشهورة في التاريخ والسير. وكان اخا له من الرضاعة. ومنهم القاسم ابن محمد البرزالي القاسم ابن محمد البرزاري وابراهيم ابن احمد التنوخي. ومحمد بن علي ابن الزملكاني فالمقصد الخامس ثبتوا مصنفاته له الله تصانيف متنوعة في علوم متعددة. لا يزال كثير منها لم يحفل بنشره مطبوعا. ونشر له مطبوعا جملة من الكتب من جملتها شرح الاربعين النووية. وهو باكورة شروحها وفاتحتها والعدة في شرح العمدة اي عمدة الاحكام هذا الكتاب وهو الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد وادب الخطيب. واحكام النساء. المقصد السادس تاريخ وفاته توفي رحمه الله غرة ذي الحجة. سنة وعشرين وسبعمائة سنة اربع وعشرين وسبعمائة وله من العمر سبعون سنة وشهران رحمه الله رحمة واسعة. المقدمة الثانية التعريف بالمصنف وتنتظم في ستة مقاصد. المقصد الاول تحقيق عنوانه. اسم هذا تاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. وطريق اثبات هذا الاسم امران احدهما اثباته مرقوما على قرة النسختين الخطيتين للكتاب. اثباته مرقوما. على الخطيتين للكتاب والاخر تلويح المصنف به. تلويح المصنف به على وجه الاماء قوله في اخره فهذا ما يسره الله تعالى من الكلام. فهذا هذا ما يسره الله تعالى من الكلام في الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. في الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. انتهى كلامه. وهو متضمن الاشارة اللطيفة الى اسمه المثبت على قرة نسختين الخطيتين. المقصد الثاني اثبات نسبته اليه هذا الكتاب صحيح النسبة. لابن العطار رحمه الله تعالى وشاهدوا ذلك امران احدهما اتفاق النسختين الخطيتين على نسبته اليه اتفاق نسختين الخطيتين على نسبته اليه والآخر الذكر بعض من ترجم له ان له كتابا في اصول اهل السنة في الاعتقاد ان له كتابا في اصول اهل السنة في الاعتقاد ذكره الزركي في الاعلام وعمر في معجم المؤلفين وهو هذا الكتاب المسمى بالاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. المقصد الثالث بيان موضوعه. موضوع هذا الكتاب هو بيان اصول اهل السنة في الاعتقاد. فهو مدونة عقدية في اصول الاعتقاد السنية. المقصد الرابع ذكر مرتبة يعد هذا المعتقد من الكتب المتوسطة في الاعتقاد فليس هو من المعدود في الدرجة العالية. من تأليف اهل السنة والجماعة فيها لكنه لا يخلو من فوائد سيأتي الاشارة الى طرف منها في الم في المقدمة الثالثة وتفصيلا في مواضعه من التقريرات على الكتاب. المقصد الخامس توضيح منهجه رتب المصنف رحمه الله تعالى كتابه في فصول يميز فاتحة كل بقوله فصل. وقد يقرن به ما يبين مضمنا الفصل. فيترجم له بما يدل على مضمونه. الا ان هذا نادر. وغالب تصرفه الاكتفاء بالترجمة بقوله فصل. واعتنى رحمه الله تعالى بالنقل عن غيره في بيان مقاصد الكتاب تارة بذكره مصرحا بالنقل عنه وتارة بطي ذكره دون اعراب عن اسم المنقول عنه فحفل في مواضع متعددة بالنقل عن جماعة من المتكلمين في ابواب بالاعتقاد من اهل السنة وغيرهم. كابي جعفر الطحاوي وابي عثمان الصابوني وابن شعبان المالكي وربما اورد رحمه الله تعالى كلاما منقولا عن احد ولم يسمه. وهذا جار عندهم في موافقة الناقل المنقولة عنه فاذا وقع منه موقع الرضا اكتفى بذكره ولا حاجة عند الى تمييز كونه قولا لفلان الا ما جرى مجرى التدقيق والتحقيق مما ينفرد به واحد عن غيره ولم يكن يسمون هذا سرقة علمية. لانهم لم يكونوا يريدون العلم للتجارة. وانما وجد هذا المعنى لما صار العلم للتجارة فتشدد الناس فيه بناء على هذا الاصل واما الاوائل فانهم ومن ذلك في الاكتفاء بالنقل دون عزم اذا وقع الرضا بالمنقول. المقصد سادس العناية به لم تجد العناية بهذا الكتاب عن طبعه مرتين المعتمدة منهما هي الطبعة الصادرة عن وزارة الشؤون الإسلامية في قطر ما الطبعة الاولى ففيها نقص سيبين لحامليها في اثناء القراءة من النسخة القطرية المقدمة الثالثة ذكر السبب الموجب لاقرائه ان السبب الموجب فاقراء هذا الكتاب هو ابراز معتقد عالم من علماء الشافعية وافق في اكثره جادة السلف رحمهم الله في الاعتقاد منهم امامه الشافعي. فهو حجة ناطقة على تبرئة الشافعية من امتحانهم عقائد مخالفة لامامهم رحمه الله تعالى. بل كان الاوائل منهم على طريقة امامهم تبعا لما كانت عليه عقائد السلف. فلما فشت البدع تحول كثير منهم الى كان عليه اوائلهم وقدمائهم. ويستفاد من هذا تقرير ان عقيدة السلف لا يختص بمذهب من المذاهب بل المذاهب الاربعة المتبوعة فيها بحمد الله كثير ممن وفقه الله سبحانه وتعالى بالقرون المتوسطة والمتأخرة الى موافقة ما كان عليه السلف الصالح. ففي الحنفية والمالكية والشافعي الشافعية والحنابلة من جرى في معتقده مخالفا ما راج من البدع عند المتأخرين ووافق وما كان عليه القدماء من علماء مذهبه المسبوقين بما كان عليه السلف الصالح ورحمهم الله على من العقائد المستنبطة من الكتاب والسنة. ومن طريقة اهل السنة والجماعة انهم لا ينسبون الى رجل منهم الا نسبة نقل كقولهم عقيدة الطحاوي فهي عقيدته باعتبار نقله لا باعتبار اختصاصه بشيء لم يكن لغيره من العلماء رحمهم الله تعالى. فينبغي التنويه بكون كثير من ائمة المذاهب المتفوعين كانوا على طريقة السلف رحمهم الله تعالى ولم تجتالوا البدع ولا يزال هذا موجودا بحمد الله في كل قطر من اقطار الاسلام. ومن ظن انه يفقد بقلة اطلاعه وما يروج له في بعض جهات بلادنا من ان عقائد علمائه لم تكن العقائد الرسمية كما يسمونها اليوم هي ترهاة وتخرصات. فقد كان من علماء الحجاز وعلماء الاحساء من لهم عقائد مدونة وفق طريقة السلف في زمن لم تكن فيه لآل سعود ولاية على تلك البلدان وفي بعض النواحي من يكون مدونوها من الشافعية والمالكية والحنفية كاقليم الاحساء فان من مدونات الاعتقاد عند المتأخرين من اهله ما دونه علماء الحنفية والشافعية والمالكية موافقا لعقائد في زمن سقوط الدولة السعودية الثانية وبقاء الاحساء تحت ولاية العثمانيين بعد ذلك بعد في ولاية ال عريعل عليهم. فما يذكره بعض الناس من كون العقائد المنتشرة اليوم. انما انتشرت بسلطة الحكم قول باطل فان هذه العقائد وجدت طريقها الى قلوب الناس بسلطان العلم. فان من مازج القرآن والسنة انه تغرغر بحلاوتهما لم يجد محيصا عن الاقرار بعقائد السلف رحمهم الله تعالى والشبهات التي تروج لذلك هي حبائل خطابة متى ما لم يكن صاحب العلم راسخ القدم في فهم عقائد السلف وما كان عليه العلماء قد وحديثا ربما اغتر بمثل هذه الحبائل فاصطادته فانتحل منافرة عقيدة السلف تحت دعوة انها عقيدة مروجة عند المتأخرين ولم تكن من عقائد الاوائل. نعم. الحمد لله صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قال المصنف علي بن عطار رحمه الله تعالى على محمد رب يسر يا كريم. الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد اوجد الموجودات كلها من العدم صادرة عن كلمة كن من غير تردد. فكانت اظهارا لقدرته وجعل النوع الانساني مدركا لصنعته بالعلم. وان كانت كلها مسبحة بحمده على الابد. احمده على ما هدانا له من غير تردد ولا حيد واشهد ان لا اله الا الله وحده وحده لا شريك له شهادة من ايقن بها من غير فقد اشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث الى الجن والانس الوالد منهم والولد المنعوت بنعوت كمان حتى صار سيد من عبد. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وازواجه وصحابته وذريته. اهل العلم والعمل والمعتقد دائمة لدوام المدد والمدد. اما بعد فهذا كتاب صنفته على اصول اهل السنة في الاعتقاد من غير زياد كتفي ما يحتاج اليه كل انف من اهل الزبد رجاء نفعهم به في الاولى والعقبى ووصلوا الى دار الكرامة والابد وما توفيقه فبالله عليه توكلت واليه ينيب سبحانه هو السيد السند واعوذ به سبحانه من التفريغ عنه والفندق انه خير واولى من رغب اليه وعبد. وهو الشهيد على كل من شهد. ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بدي باجة ضمنها حمد الله والشهادتين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل وصحبه مع الاعراب عن مقصوده في وضع هذا الكتاب وهو تصنيفه على صعود اهل السنة في الاعتقاد وكان مما ذكره رحمه الله تعالى مما يحتاج التنبيه اليه قوله الفرض فان هذا وقع على وجه الخبر عن الله عز وجل وهو جائز فان الخبر عن الله عز وجل بما ليس من اسمائه وصفاته جائز بشرطين. احدهما الاحتياج اليه والاخر عدم تمحضه في السوء. عدم تمحضه في السوء فلا يكون خالصا فيه بل يقع على معنى مشترك بين الحسن وعدمه. ذكر هذين الشرطين في تقرير طويل له ابو العباس ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل والتقط منه استخلاصا من مدلول كلامه رحمه الله تعالى. وروي عده في الاسماء الحسنى من وجه لا في الحديث الوارد في ذكر اسم الفردي حديث ضعيف ويجوز استعماله خبرا وعليه يحمل صنيع المصنف وقوله بعد احمده على ما هدانا له من غير تردد ولا حيد اي من غير ميل عما يجب من حمده سبحانه وتعالى. فان الحيض هو والميل ومنه كتاب الحيدة الحافظ عبد العزيز الكناني رحمه الله تعالى وقوله بعد صلاة دائمة بدوام المدد والمدد المراد بالمدد الازمنة جمع مدة والمدد هو الاعانة. فهو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ما دامت الازمان واضطرد عون الله سبحانه وتعالى للعبد. لان العبد لا قدرة له على العمل الصالح الا بعون الله عز وجل. وقوله بعد كل عارف من اهل الزبد اي الملتمسين صفوة العلوم وخلاصتها ممن لا يرغب في الفضول الزائدة التي تدخل في العلوم. وقوله بعد سبحانه هو السيد السند المراد بالسند المعتمد. ووقع خبرا نظير ما تقدم في الفرظ واما السيد فاختلف في كونه اسما لله ام لا؟ على قولين احدهما انه من الاسماء الحسنى والاخر انه ليس من اسماء الله الحسنى. اختار ابو عبد الله ابن انه من اسماء الله الحسنى والاشبه عدم كونه من اسماء الله عز وجل وقوله واعوذ به سبحانه من التفنين عنه والفند التفنيد اللوم والعتاب والفند تغير الذهن واضطرابه بالخرف وغيره نعم احسن الله اليكم. فصل يجب ان نعتقد ان الله سبحانه وتعالى كان ولا شيء معه. وهو سبحانه على ما كان وانه سبحانه واحد في ذاته وواحد في صفاته واحد في مخلوقاته وانه سبحانه بائن من خلقه لا يحل في شيء ولا يتحد به وان صفاته سبحانه قديمة من قدم ذاته لا ينفصل عنها. وان الموجودات كلها حادثة وانه سبحانه الاول وليس قبله والاخر وانه سبحانه الاول ليس قبله شيء والاخر. وانه سبحانه عالم وانه سبحانه تعالى عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة مريد بإرادة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام لا يشبه في شيء من ذلك شيئا من مخلوقاته. ولا يشبه به شيء من مخلوقاته. ولا يحده سبحانه وتعالى حد. ولا يعرف الا ثالثان فيه ولا يتصرف الا بتصنيفه ولا يكيفه سبحانه تكييف ولا يمثله تمثيل وانه سبحانه استوى على العرش كما نطق كتاب العزيز في ست ايات كلمات بلا كيف بل كيف شاء من غير مماسة او احتياج الى العرش مع تنزيهه سبحانه عن الجلوس او غيرهما من من صفات المحدثين. وانه سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا. وكذلك يوم عرفة ثبت في الاحاديث الصحيحة المرويات عن جماعة من الصحابة والصحابيات. وان ذلك كيف شاء كما نفهمه من مواجيد ذواتنا. وان او كلما خطأ بالبال او تسقط وانه كلما خطر بالبال او تصور بالدين خطرا خطر وانه كلما خطر بالبال صور في الدين فالله تعالى بخلافه. وقد نفى بعضهم النزول وضعف الاحاديث او تأولها خوفا من التحيز. او الحركة والانتقام الملازمين للاجسام والمحدثين والمحققين اثبتها واوجبوا الايمان بها كما يشاء. وقد ذكر البخاري في صحيحه رواية ان الله يتنزل وقال بعضهم والتنزل غير النزول. والله سبحانه وتعالى عال في الدنو دار في العلو. وجميع الايات والاحاديث الثابتات من المجيء والنزول واثبات الوجه وغير ذلك من الصفات. اوجد العلماء الايمان بها وعدل الفكر. وعدم الفكر فيها او تصورها ومن تكلم فيها من تكلم بتأويلها على ما لا على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى مع اعتقاد نفي جميع صفات المخلوقين وقدر روينا في حديث مرفوع حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تذكروا في آلاء الله ولا تتذكروا في ذات الله الكتاب العزيز قم بالتحضيض على التذكر في خلق السماوات والارض والنظر في اياتهما ويجب الايمان بما عدا ذلك. والتسليم له وتفويض علم الذاتيين الله تعالى واما العلم بالوجود والقدرة والتنزيه والتبني من الحول والقوة الا به سبحانه وتعالى فهو المطلوب الذي وقع التكليف واما التصور والادراك والاحاطة فذلك خاص به سبحانه وتعالى وحظ العالم العلوي والسفلي الايمان بوجوده لا ذاته وشهودي لا تصور ذاته وشهوده لا سبيل لنبي مرسل ولا ملك مقرب الى الاطلاع على ذلك تصوري على تصور ذاته وشهوده. في فصل بعد لا سبيل وحظ عالم علوي وسفلي الايمان بوجوده لا تصور ذاته وشهوده لا سبيل الى لا سبيل لنبي مرسل ولا ملك قرب الى الاطلاع على ذلك ولا الاحاطة بشيء منه العجز عن الادراك ادراك. وقوة الايمان حاملة على اليقين واليقين وقد في في قوته والتمسك به ككشف الغيطان. ولهذا قال علي رضي الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. وبهذا المعنى الصديق رضي الله عنه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم عن سائر الامة. حتى كان احدهم يجعل المخبر عنه في المستقبل وجوده في الحال صلى الله عليه وسلم عن الخاتم الذهبي انه جمرة من نار فألقاه من يده وذهب ما قيلا له خذ خاتمك انتفع به فقال والله لا اخذه الا ان المغيب عنه صار يقينا عنده. فاذا تمكن فاذا تمكن معرفة المؤذن وهو الله. فاذا كان معرفة المؤثر وهو الله سبحانه وتعالى استدل به على جميع الموجودات سبحانه وتعالى عند العبد دليلها وهادي ومانعها ومعلمها ومفهمها بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم. والهامه سبحانه العبد على وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فان خرج العبد عن هذا الطور هلك وخذنا فنعوذ بالله من الخذلان والهلاك والحرمان. فاذا كان حالهم رضي الله عنهم في الشيء في هذا الحال وعاملوه بمعاملة عين اليقين باخباره صلى الله عليه وسلم فما ظنك بهم فالحق شهدته قلوبهم واطمأنت اليه ابشارهم وسكنت اليه جوانحهم لقد ظهرت فلا تخفى على احد الا على اكمه لا يعرف القمر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل من جمل الاعتقاد انه يجب على العبد ان يعتقد ان الله سبحانه وتعالى كان ولا شيء معه. واعتقاده ذلك على معنى ما ذكره مثبت هذه الجملة مما يخالف الاعتقاد السلفي. فان جماعة يذكرون حديثا كان الله ولا شيء معه. ولا يصح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويريدون ذلك انه لا مخلوق ولا مفعول ولا فعل كان لله. ثم صار يخلق يخلق ويفعل وهذا قول الجهمية والمعتزلة. والمصنف رحمه الله تعالى مما يربأ به انه واراد المعنى ولكنه اراد تقرير كمال الله سبحانه وتعالى بالتنبيه الى ان مفعول الله باعتبار اعيانها كان لها مبدأ فهي كائنة بعد العدم. واما فعل الله سبحانه وتعالى فانه لم يزل صفة له عز وجل ولم يكن متعلقا بموجود فلا ولا بفعله سبحانه وتعالى. هذا هو الذي يؤمل حمل كلام المصنف عليه موافقة للجملة في تقريراته في طيات هذا المعتقد ولا سيما فيما يستقبل من كلامه في هذا الفصل. ثم قوله رحمه الله الله تعالى وانه سبحانه واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في مخلوقاته تقرير لوحدانية الله سبحانه وتعالى باعتبار بعض متعلقاتها فان وحدانية الله سبحانه وتعالى لها خمس متعلقات اولها وحدانيته في ذاته. وثانيها وحدانيته في اسمائه وثالثها وحدانيته في صفاته. وثالثها وحدانيته في افعاله وخامسها وحدانيته في الوهيته. وقد ذكر ثلاثة من هذه الخمسة وقوله في اخرها وواحد في مخلوقاته يريد به وحدانية الافعال. لان الخلق كائن عن فعل الله سبحانه وتعالى ثم ذكر انه سبحانه بائن من خلقه اي متميز عن هم فهو منفصل سبحانه وتعالى غير مختلط بخلقه. وفسر هذه بقوله لا يحل في شيء ولا يتحد به. لانه ينزه عن مماسة المخلوقين سواء بالحلول فيهم مع تميز الخالق عن المخلوق او بالاتحاد بهم مع امتزاج الخالق بالمخلوق. فالله منزه عن ذلك كله. ثم ذكر من جملة الاعتقاد الواجب ان يعتقد العبد ان صفاته سبحانه قديمة بقدم ذاته لا ينفصل عنها وان الموجودات كلها حادثة. والمراد بالقدم هنا الصفات اي ان الله لم يزل موصوفا صفاته قبل متعلقاتها فهو موصوف بتلك الصفات قبل ظهور اثارها. ورب ما قيل ان صفات الله قديمة على ارادة نفي الصفات المتعلقة باختيار الله ومشيئته كالنزول والاتيان والمجيء وغيره وهذا معنى باطل واذا وقع وصف الصفات بالقدم في كلام بعض اهل السنة وجب حمله على الاول وان مراده اثبات ازلية صفات الله سبحانه وتعالى. وانها لم تحدث له بعد ان لم تكن ثم ذكر ذكر رحمه الله تعالى انه سبحانه الاول ليس قبله شيء والاخر ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء. والباطن الذي ليس دونه شيء. كما جاء ذلك مفسرا في حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم ان هذه الاسماء الاربعة الاول والاخر والظاهر والباطن ثابتة اذا به والسنة ووقع تفسيرها في السنة النبوية. ومن قواعد التفسير ان تفسير حديث او نسر الاية اذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم اغنى عن طلب تفسير غيره فليس احد بعده كلام اشار الى هذه القاعدة الطبري في تفسيره والقرطبي في تفسيره ثم ذكر رحمه الله تعالى من جملة الاعتقاد ان الله سبحانه لم يظن عنه شيء اي لم ينفصل لانه شيء من حيث علمه وقدرته وايجاده وملكه بل كل شيء متعلق بعلم الله وقدرته وايجاده وملكه ولم يتصل به شيء من حيث ذاته. اي ان الله عز وجل منزه عن اتصال المخلوقين غنى به فهم يرون اثار علمه وقدرته وملكه وقوته وسلطانه فيما عز وجل ولكن ذاته سبحانه وتعالى بائنة منهم. ثم قال وان ذاتاه سبحانه لا تشبه ذوات وصفاته لا تشبه الصفات. والتصرف في ادلتها وتأويلها لا يشبه التصرفات اي ان القول في تقرير ادلتها وبيان معانيها لا يشبه بغيره من التصرف في غيرها من صفات المخلوقين. فانه وان وجد الاشتراك في معنى الصفة بين الخالق والمخلوق لان بين المعنى التام للصفة الالهية والصفة المخلوقة بون شاسع السمع او البصر لله وللمخلوق. قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال تعالى انا خلقناه من نطفة امشاج النبات لي فجعلناه سميعا بصيرا. والقول في الصفة الالهية غير القول في الصفة البشرية وان ترك في قدر بينهما بما يتعلق بمعنى الصفة. ثم ذكر رحمه الله تعالى في بيانه لما ينبغي اعتقاده ان الموجودات كلها مفتقرة اليه وهو سبحانه غير مفتقر الى شيء والمراد بالافتقار الاحتياج. قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني حميد فالله سبحانه وتعالى مستغني عن الخلق والمحتاجون له. وهذه هي حقيقة اسمها الصمد. فان اسم الصمد لله معناه السيد الكامل المقصود في الحوائج فهو كامل لاستغنائه الخلق محتاجون لافتقارهم. ثم ذكر رحمه الله تعالى افتقار الخلق له بما يتعلق بالعرش والكرسي والسماوات السبع والارضون سبع فيهن وبينهن وحملة وحملت ذلك كلهم محمولون بقدرته اي ان الله سبحانه وتعالى لعظيم قدرته جعلهم على هذه الاوضاع فاقدرهم عليها فرفع السماوات بلا عمل ونصب الارض بلا وتد. ثم ذكر بعد ذلك انه سبحانه لا يحيط به شيء ولا يستعين بشيء بل موجودات كلها محاط بها مستعينة به سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان الله سبحانه وتعالى على عالم بعلم قادر بقدرة الى اخر ما ذكر. تبيانا لان بان الاسماء الهية تتضمن اثبات صفات الله عز وجل. فاذا اثبت كونه عالما فله علم. واذا اثبت كونه قادرا فله قدرة واذا اثبت كونه حيا فله حياة. فلا يقال كما تقول المعتزلة عالم بلا علم او قادر بلا قدرة او حي بلا حياة. ثم قال ولا يحده سبحانه وتعالى حج. اي لا يمكن ان يكون له سبحانه وتعالى منتهى ينتهى اليه في بيان كمالاته. هذا هو معنى الحث ها هنا ما وقع في كلام المعلق على الكتاب فالمراد بقوله ولا يحجه سبحانه وتعالى حج اي لا يكون اما منتهى ينتهى اليه في بيان كمالاته سبحانه وتعالى. لقوله بعد ولا يعرف الا بتعريفه. اي لا تمكن معرفة الله عز وجل الا بما تعرف به الينا ولا يتصرف الا بتصريفه. اي لا يمكن اجراء شيء الا بتدبير وتقديره ولا يكيفه سبحانه تكييف ولا يمثله تمثيل. فاثبات ما تقدم من الاسماء والصفات منوط بنفي التكييف والتمثيل عن الله سبحانه وتعالى. والمراد بالتكييف اصطلاحا اثبات كنه الصفة. اثبات كنه الصفة والمراد بالكنه الحقيقة والتمثيل اصطلاحا هو اثبات كنه الصفة بذكر مماثل لها اثبات كنه الصفة بذكر مماثل لها. وكلاهما منفيان عن الله سبحانه تعالى للقطع بقصور مدارك الخلق عن العلم حقائق صفاته سبحانه وتعالى الا فنحن وان علمنا بتعريف الله سبحانه وتعالى ما له عز وجل من الصفات الالهية الا ان علمنا بها ينتهي الى العلم بمعانيها. واما العلم بكيفياتها فهذا الى الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من جملة ما يجب الاعتقاد اعتقاد انه استوى ان الله سبحانه استوى على العرش كما نطق به الكتاب العزيز في ست ايات كلمات بلا كيف ثم قال رحمه الله تعالى في بيان امتناع الزيف بل كيف شاء من غير مماسة او احتياج الى العرش مع تنزيهه سبحانه عن الجلوس او القعود او غيرها من صفات المحدثين. وهذه الجملة من كلامه في قوله بل كيف شاء من غير مماسة او احتياج الى اراد بها قطع الطمع عن ادراك كيفية الصفة. وكان اللائق به الاستغناء عن التعبير بهذه الالفاظ لان باب الصفات باب غيبي فلا ينبغي ان يعمل المرء نظره ولا لسانه فيه الا وفق الوارد المأثور مما جاء في الكتاب والسنة وتكلم به السلف. اما الزيد على ذلك فانما في مقام واحد وهو مقام النقض واما مقام العرض فلا ينبغي ان تمزج الحقائق الشرعية في تقرير الاعتقاد بما لا يحتاج اليه من فضلات الكلام. واما مقام النقض فانه يتوسع فيه لاجل المنازعة والخشوع وهذا واقع في جملة من الكتب ككتاب الرد على المريس لعثمان الدارمي وكذا الرد على الجهمية له وكذا الرد على الجهمية لابن منده. فما وقع من كلام يظن انه بغير موقعه يحتمل في مقام النقض بخلاف مقام العرض فيغتفر لهم ذلك فلا بد من التفريق بين المقامين بما يستفاد في تقرير الحقائق الايمانية المتعلقة بالاعتقاد. فينظر الى الذي يجري فيه الكلام فان كان عرضا اي تقريرا كان محلا لاستنباط العلم منه في تقريرها واما ان كان المقام مقام نقض فينبغي ان يتحرز منه لان المناقض اي المخاصم المريد ابطال مقالة لاحد المبطلين ربما احتاج الى التكلم ببعض كلامهم فيعتبر له على وجه المناقضة ولا يعول على اجراء كلامه في مقام تقرير مسائل الصفات. واما قوله رحمه الله تعالى مع تنزيهه سبحانه عن الجلوس او القعود او غيرهما من صفات المحدثين فهذا الكلام له موردان. احدهما تنزيهه سبحانه وتعالى عن المذكورات حال تعلقها بتكييف الصفة اي كيفيتها فهذا حق فانه لا يتكلم بذلك لاجل تكييف الصفة لان كيفية الصفة الالهية محتجبة عنا والاخر ان يتكلم بها في ما يتعلق ببيان معنى الصفة. ان يتكلم بها في بيان معنى الصفة فلا يسلم للمصنف ما ذكره فلا يصنف فلا يسلم للمصنف ما ذكره. فقد ورد هذان اللفظان في بعض الاحاديث والاثار بيان معنى صفة استواء الله سبحانه تعالى على العرش والمروي فيهما لا يخلو من ضعف والمشهور عند ائمة السلف في تفسير معنى صفة الاستواء هو اربعة الفاظ. احدها العلو وتانيها الصعود. وثالثها الاستقرار ورابعها الارتفاع. فينبغي التمسك بها في بيان معنى الصفة دون الاحتياج الى ما لم يستقر القول به عند علماء اهل السنة رحمهم الله تعالى ثم ذكر من جملة الصفات الالهية نزول الله سبحانه وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا كما صحت بذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة من الصحابة فاحاديث نزول رواها بضعة عشر صحابيا. وافردها ابو الحسن الدارقطني بكتاب يعرف بكتاب النزول ثم ذكر رحمه الله تعالى في تقرير هذه الصفة ان ذلك كيف اشياء لا كما نفهمه من مواجد ذواتنا. مريدا بذلك واكل كيفية الصفة الى الله سبحانه وتعالى وانها ليست كما يقع في قلوبنا باعتبار ما يجده العبد من معنى يلوح في خاطره ثم حقق هذا بقوله وانه كلما خبر بالبال او تصور في الذهن فالله تعالى لا فيه فان العقول المدركة لا تنفك من انتزاح معنى كلي للصفة فيها. لكن مما ينبغي ان يعول عليه من المعاملة معها ان يكون المعتقد في ذلك الخاطر انه ليس حقيقة الصفة وهذا معنى قول من يقول من اهل السنة فالله تعالى بخلافه اي ليس كمثل ما وقع في خواطرنا فالله سبحانه وتعالى لا يحاط به علم. واشار الى ذلك بعض بقوله وكلما يخطر في الجوارح من التصورات وكل ما يهطل في جوانح من التصورات والجوارح. فربنا الله العظيم المالك عز وجل بخلاف ذلك فقولهم بخلاف ذلك يحمل على معنى صحيح هو الذي ذكرناه. واستحسن ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره ان يقال فالله تعالى فوق ذلك امعانا في اثبات كمال الله سبحانه وتعالى. وان ما خطر في الجوارح والتصورات في النفس فالله سبحانه وتعالى فوق ذلك اي لا يحاط به ولا يمكن ان يكون هو الواقع في تلك الخواطر. ثم ذكر ان بعضهم نفى احاديث النزول وضعف الاحاديث او تأولها خوفا لمعان متوهمة التحيز او الحركة والانتقال الملازمين للاجسام والمحدثين يعني المخلوقين. ثم قال والمحققون ومراده في قوله او تأولوها خوفا من التحيز اي من اعتقاد كون الله سبحانه تعالى في حيز. فمن اعتقد ان السماء تحوز الله عز وجل ان يكون محاطا بها كافر باتفاق المسلمين. وجماعة من المتأولين تخوفوا هذا المعنى. ومنهم من تخوفوا ذكر الحركة او الانتقال الملازمين للاجسام والمحدثين. اي المخلوقين فاول تلك الاحاديث تنزيها لله سبحانه وتعالى وهاتان الكلمتان الحركة والانتقال مما وقع التعبير بها في كلام جماعة من ائمة السلف لكن عظم ذلك كان واقعا في باب المناقضة والمعارضة لا في باب التقرير والتأييد للاعتقاد الصحيح السديد. فهي مما ينبغي الامتناع عن استعماله مع عدم باثباته او نفيه لانه معنى مجمل. فصفات الله سبحانه وتعالى يعبر عنها بما جاء بالقرآن والسنة من النزول والاتيان والمجيء وغيرها دون حاجة الى استعمال بعض الالفاظ التي جرت في كلام من تقدم ممن مما تقع على معنى مجمل فيه حق وباطل كالحركة والانتقال. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان المحققين اثبتوها واوجبوا الايمان بها كما يشاء الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان جميع الايات والاحاديث في باب الصفات يجب الايمان بها وعدم الفكر فيها او تصورها اي اعتقاد صورة تنطبع في النفس لها ثم قال ومن تكلم فيها منهم تكلم بتأويلها على ما يليق بجلال الله مع اعتقاد نفيه جميع صفات المخلوقين والمراد بالتأويل في كلامه تفسيرها فهم فسروها على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى مع اعتقاد لنفي جميع صفات المخلوقين. ثم ذكر حديثا حسنه وهو حديث تفكروا في اداء الله نتذكر في ذات الله وهو الطبراني في الاوسط وغيره واسناده ضعيف. وانما يثبت موقوفا عند الشيخ الاصبهاني في كتاب العظمة وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما. ثم ذكر ان كتاب الله عز وجل حافل ناطق بالتحضيض اي بالحكي على التفكر في خلق الله في السماوات والارض والنظر في اياتهما. ويجب الايمان بما عدا ذلك له وتفويض العلم الذاتي الى الله تعالى. والمقصود بقوله وتفويض العلم الذاتي الى الله تعالى. اي تفويض العلم في بداية الله اليه سبحانه وتعالى. فالعلم بذاته بمعرفة كيفية ذاته. وكيفية صفاته فذلك مردود علمه الى الله عز وجل. ثم قال واما العلم بالوجود والقدرة والتنزيه والتبري من الحول والقوة الا بالله. فهو المطلوب الذي وقع التكليف به اي ان اثبات معاني تلك الصفات المتضمنة اعتقاد وجود الله وقدرته وقوته وسلطانه وعلمه مع كنزيه سبحانه وتعالى عما لا يليق به والتبري من الحول والقوة الا به. هذا هو العلم الذي طلبنا به فيما يسمى بخطاب التكليف. وتقدم ان خطاب التكليف من دخائل نفاة الحكمة والتعليل عن افعال الله سبحانه وتعالى وانه لم يكن من كلام السلف الاوائل فاستعماله في هذا المعنى مستنكر ذكره وابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم رحمهما الله تعالى. وما في القرآن والسنة من استعماله لا يراد به معنى الاصطلاح بقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها. فالمراد بقوله لا يكلف اي لا يعلق بها فيما تشغل به الذمة ويطالب به العبد الا ما كان وفق سعتها. فاصل التكليف التعليق. ومنه سمي ما يعلق بالوجه من الاثر سلفا. ثم قال واما التصور والادراك والاحاطة اي على وجه الكمال في كيفية الله سبحانه وتعالى فذاك خاص به ولا سبيل لاحد اليه لا لنبي مرسل ولا لملك مقرب وقت الاحاطة بكيفية الله عز وجل ممتنعة عن الخلق. ثم قال فالعجز عن الادراك ادراك. اي العجز عنه ادراك كيفية صفات الله عز وجل ادراك على الحقيقة بان تعلم ان منتهاك ايها العبد هو ايمانك بما اخبر الله عز وجل به دون طلب معرفة كيفية صفات الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان هذه المعاني الغيبية التي اخبر عنها الله او اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم مما يخلص العبد من معروف للمعالجة فيها ويسهل له الايمان بها هو كمال اليقين. فاذا رسخ اليقين بالعبد بكمال العلم والعمل فانه يسلم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا المعنى المأثور عن علي لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا اي لرسوخ يقينه الكامل وان كان هذا لا يصح عن علي رضي الله عنه ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا كما ذكره بعضهم وانما المقصود تقرير هذا المعنى وهو ان اليقين الثابت في القلب يهون على العبد الايمان الغيب ومن جملته خبر الله عن اسمائه وصفاته حتى يكون الغيب لشدة اليقين كأنه شهود يؤمن العبد ايمانا كاملا بيقين صادق فلا يقع في قلبه منافرة ولا منازعة لما اخبر الله سبحانه وتعالى ولا ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذه حال الصحابة رضي الله عنهم كما ذكر رحمه الله تعالى فكانت هذه احوالهم في القليل فالكثير بذلك اولى يعني بما عظم من صفات الله سبحانه وتعالى واسمائه فهي الطريقة التي كانوا عليه وانما مكنهم من ذلك كمال الايمان وقوة اليقين والتسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وذكر مثلا من ذلك في امر يسير وهو الصحابي الذي نزع خاتمه بامر النبي صلى الله عليه وسلم وكان من ذهب فلما قيل له خذ خاتمك قال والله لاخذه فكأنه كره اخذه امر النبي صلى الله عليه سلم له فمبالغة في التسليم لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم رفع نظره وقطع طمع قلبه من التطلع اليه فتركه وهذا هو المعنى الذي اراده المصنف رحمه الله تعالى ان الصحابي نزع من قلبه التعلق ذلك المال وهو الخاتم الذي من ذهب لما يرجوه من الجزاء على الجزاء الموعود على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فليقينه بالجزاء الاعظم استهان بالمال الاقل. هذا مأخذ نأخذ المصنف في ايراده خلافا لما قرره المعلق على عن الكتاب. نعم. احسن الله اليكم فصل يجب ان ننتقل الى ان ما اثبته الله سبحانه في كتبه على لسان رسوله صلوات الله عليهم وسلامه حق وان وان يا ما فيها من الوجود والايجاد الثابتين للالهية والتنزيه عن الحدث والمحدث وصفاتهما حق. وان الكتاب العزيز المنزل على لسان محمد صلى الله عليه وسلم اتى بجميع ما فيها من ذلك وابين وانه لا اختلاف بين الكتب في ذلك وانه ناسخ لجميع الكتب شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع الشرائع وان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع النبيين حق ويجب ان نعتقد انه يحرم التفرقة بين رسول الله وانبيائه بالتوحيد وما اقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام وعمل به او فعل بحضرته وسكت عليه وسكت عليه فهو حق. لا امر له ولا نهي ولا تحريم ولا تحليل بل تصرفه الموافق لكتاب الله تعالى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الفروع جائز واما في الاصول فلا مدخل له اصلا البتة سوى الوقوف عنده فما اثبته سبحانه في كتابه وعلى رساء رسوله صلى الله عليه وسلم اثبتناه وما نفيناه نفينا وما نفعه نفيناه وما سكت عنه سكتنا عنه وما ذكره سبحانه وتعالى في الكتاب العزيز وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مفرقا ذكرناه مفرقا وما ذكره مجموع معه مجموعان فان ثنا في جميع ذلك نفيا ادى الى تعطيلها ونفي الحق ونفي الحقائق الشرعية ثابتة عن الله تعالى صلى الله عليه وسلم وجب ذكرها وبيانها مجموعة ومبينة للرد عليه وعدم الكتمان المتوعد عليه بالمال الملعون متعاطيه وما ارسل الله الرسل وجعل العلماء ورثتهم الا لهذا والله يعلم المفسد من المصلح فاعد من قوله فان ثلاث. السلام عليكم. فان فناف جميع ذلك نفيا ادى الى تعطيلها ونفي الحقائق الشرعية الثابتة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم هذه لا وجه لها. لان يغمض المعنى. الكلام متصل ادى الى تعطيلها ونفي الحقائق الشرعية. نعم. احسن الله اليكم صلى الله عليه وسلم وجب ذكرها وبيانها مجموعة ومبينة للرد عليه. وعدم الكتمان المتوعد عليه بالنار الملعون وما ارسل الله رؤوسنا وجعل العلماء ورثتهم الا لهذا والله يعلم المفسد من المصلح. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل انه يجب ان نعتقد ان ما اثبته الله في كتبه على لسان اصوله حق الكتب المنزلة على الانبياء حق من كلام الله سبحانه وتعالى. وان جميع ما فيها من الوجود والايجاد اي مما هو موجود او يطلب تحصيله مما هو متعلق بالخلق او المخلوق الثابتين للالهية والتنزيه عن الحدث والمحدث اي عن الخلق والمخلوق وصفاتهما حق. والله سبحانه وتعالى الا متميز عن المحدثات من المخلوقات فهو عز وجل ازلي قديم كما يخبر عنه الشرع بانه الاول خلاف المخلوقات فانها حادثة ثم ذكر في جملة ما يجب اعتقاده اعتقاد ان الكتاب عزيزة المنزلة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم اتى بجميع ما في ذلك وابين. وانه لا اختلاف بين الكتب في ذلك يعني بالاصول الكلية المتعلقة باثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى فان الانبياء لهم جاءوا بدين واحد هو الاستسلام لله بالتوحيد وسيأتي تقليد ذلك في فصل متقدم. وانه اي القرآن ناسخ لجميع الكتب وان شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع الشرائع. واضافة الشريعة الى النبي صلى الله عليه وسلم هي باعتبار كونه مبلغا لها لا واضعا فان وضع الشريعة لله وحده. ثم ذكر مما يجب الايمان به ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع النبيين حق. ويجب ان نعتقد انه يحرم التفرقة بين رسل الله وانبيائه في التوحيد. وان ما اقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هو عمل به او فعل بحضرته وسكت عليه فهو حق مما يسميه الاصوليون بالاقرار وهو احد اقسام السنة الثلاثة عندهم قال ابن عاصم في ملتقى الوصول للقول وللاقرار قسمت السنة بانحصار. ثم بين منزلة العقل من الامر والنهي فقال وان العقل مذكر لذلك لا امر له ولا نهي فلا استقلال للعقل في اثبات الاحكام الشرعية المطلوبة من الخلق ولا تحريم ولا تحريم بل تصرفه الموافق لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في الفروع جائز اي بوقوعه تابعا لخطاب الشرع فيها. واما في الاصول فلا مدخل له اصلا البتة سوى الوقوف عنده. اي بما يتعلق في اعتقادياته فان العقل لا سبيل له الى الاطلاع عليها فهي موقوفة على خبر الشرع لتعلقها بحق الله سبحانه وتعالى وحق الله عز وجل لا سبيل اليه الا بالوحي ولا وحي في العقل. واما في الفروع فذكر المصنف رحمه الله تعالى ان حكم العقل جائز والمراد بتجويز حكم العقل هنا اثبات التحسين والتقليح العقليين اي ان كان اثبات الحكم على شيء بانه حسن او قبيح بالنظر اذا العقل ومذهب اهل السنة والجماعة امكان العقل حاكما بالحسن والتقبيح لكن ترتيب مطالبة العبد وما يكون عليها من الثواب والعقاب فهذا موقوف على الشرع. فان من عقلاء المشركين من كان يميز الحسن والقبيح مما ما كانوا عليه قبل ورود الشرع. فذلك ممكن عقلا. لكن ترتيب مطالبة العبد به فعلا او تركا فيلحق ذلك من الجزاء ثوابا او عقابا فهذا الى الشرع ولا سبيل الى العقل فيه وهو مذهب متوسط بين طريقة والمعتزلة ثم ذكر ان ما اثبته الله او اثبته رسوله صلى الله عليه وسلم او نفاه الله او نفاه رسوله صلى الله عليه وسلم او سكت عنه الله او سكت عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فان الواجب هو اتباع ذلك كله. ومن نفى شيئا من ذلك وجب الرد عليه بذكر تلك الحقائق البينة مما جاء في الكتاب والسنة وعدم كتمها اظهارا الشريعة واقامة لها. ويتأكد هذا في حق العلماء لانهم ورثة الانبياء. فهم المبلغون خبر بعد ذهاب الانبياء نعم. احسن الله اليكم. فصل الوجود الذاتي ثابت له سبحانه. والصفات ثابتة سبحانه وتعالى ووجود المخلوقين وصفاتهم منفي عنه سبحانه فهو سبحانه قديم ازلي دائم سرمدي المخلوقون محدثون دائمون بإدامته فانون بإثنائه مبعوثون ببعثه منشورون بنشره. فإذا ثبت نصا في الكتاب العزيز والسنة النبوية على قائمها افضل الصلوات والتسليم. انه سبحانه خلق ادم بيده وانه قال لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديه وانه سبحانه قال بل يداهم فثبت في الصحيح في محاجة ادم وموسى قوله له خلقك الله وقال صلى الله عليه وسلم حاكيا عن ربه لا اجعله صالح ذريتي من خلقت بيدي كمن كمن قلت له كن فكان قوله صلى الله عليه وسلم خلق الله الفردوس بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة لموسى بيده وغير ذلك من الاخبار علينا اعتقاد ان ذلك حق وحرم علينا ان نقول ان الله تعالى خاطبنا بما نفهمه ولا نفهم اليد الا ذات الكف والاصاب فنشبهه بخلقه فيفضي الى التجسيم تبارك الله تبارك الله وتعالى عما يكون الظالمون علو كبيرا او نقول مراد النعمتين او القوتين لانه تأذى حمله على اليد التي نفهمها فتعين حمله على ذلك خوفا من التشبيه وهذا تحريف لما فيه من التعطيل كيف والاجماع على ان الصفات توقيفية ولم يثبت دليل بالمراد على ما تأولوه وهو فعل اعاذنا الله من ذلك. فتعين القول بتنزيه الباري عز وجل عن التشبيه والتعطيل. وعدم التحريف والتكييف والتنكيل والاخذ الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. من لم منا من الله سبحانه وتعالى والتعريف لسلوك التوحيد والتنزيه. وكذا القول في جميع ما ثبت من ذلك. والله يعلم المفسد من المصلح. ذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل من جملة الاعتقاد السلفي اعتقاد ان الوجود الذاتي ثابت له سبحانه فنحن نؤمن بوجود ذاته سبحانه وتعالى وكذا نؤمن بوجود صفاته وانها ثابتة له. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى الفارق بين وجود الخالق ووجود المخلوق بان وجود الخالق قديم ازلي دائم سرمدي وان وجود المخلوق محدث غير دائم بل هو يفنى بامر الله سبحانه وتعالى. وما اخبر به عن وجود الله عز وجل كان ينبغي الاستغناء عنه بما ثبت من اسمه سبحانه وتعالى الاول والاخر فانه دال على ما اراد بيانه من المعاني المستكنة في قوله قديم ازلي دائم سرمدي فان قوله قديم ازلي يراد يراد به اثبات ما في الزمن الماضي وقوله دائم سرمدي يراد فيه اثبات ما في الزمن المستقبل واسم الله عز وجل الاول والاخر مغن عن ذلك ثم ذكر ان ما ثبت نصا في القرآن والسنة من شيء وجب التسليم به. كالخبر عن سبحانه وتعالى ادم بيده في ايات واحاديث وكذا خلقه غير ذلك بيده كحديث خلق الله الفردوس بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة لموسى بيده. والاحاديث المروية مع اجتماع هذه الثلاثة لا تخلو من ضعف واما الجملة الثالثة وهي كتابة التوراة لموسى بيد ربنا سبحانه وتعالى فانها ثابتة في صحيح مسلم في لفظ له وخط لك التوراة بيده. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان مما يجب على العبد ازاء تلك الايات والاحاديث هو اعتقاد ان ذلك حق. ثم ذكرك من اراد به الرد على طائفتين احداهما الممثلة والاخرى المؤولة. فاما الطائفة الممثلة فقال ردا عليها وحرم علينا ان نقول ان الله تعالى خاطبنا بما نفهمه يعني من المحسوس. ولا نفهم اليد الا ذات الكهف والاصابع فنشبهه بخلقه. فيفضي الى التجسيم. فاراد الرد عليهم بابطال ما يعتقدونه من ان صفة الله سبحانه تعالى كصفتنا واما المؤولة فرد عليهم بقوله او نقول المراد النعمتين يعني باليدين او القوتين انه تعذر عمله على اليد التي نفهمها فتعين حمله على ذلك خوفا من التشبيه. ثم قال وهذا تحريف لما فيه من التعطيل كيف هو الاجماع على ان الصفات توقيفية الى سبيل اليها الا بخبر من القرآن والسنة النبوية وهذه هي قاعدة الاسماء والصفات. فقولهم الاسماء والصفات فوقيفية اي موقوفة على ورود الدليل بها في الدرة المضيئة لكنها في الحق كوكيبية لنا اجلة جلية ولم يرد دليل صحيح على اثبات المعنى الذي تأولوه وهو كما قال فعل المعتزلة والجهمية. فيجب على العبد ان يثبت لله ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم مع اعتقاد تنزه الله عما لا يليق به كما قال فتعين القول بتنزيه الباري عن التشبيه تعطيني وعدم التحريف والتكييف والتمثيل والاخذ بقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذه الاية هي القانون الجامع للايمان في الاسماء والصفات. فانها اشتملت على ركنين. احدهما في قوله وهو السميع البصير. والاخر النفي في قوله ليس كمثله شيء. وهما المذكوران في الخطاب الشرعي اسم التسبيح والتحميد. وسبق بيان هذا في غير هذا المجلس. وموجب ذلك كما قال منا من الله ان انعاما من الله بالتفهيم والتعليم بسلوك التوحيد والتنزيه اذ من على العبد بتيسير ذلك له. وكذا القول في جميع مما ثبت من ذلك. وهذه الجملة اعلان بالاعلام بان طريقته رحمه الله تعالى في الصفات الالهية هي اثباتها كما جاءت في الكتاب والسنة دون تمثيل ولا تأويل وانما اقتصر على صفة اليد لان اكثر خلف الاوائل كان في صفات منها اليد فان اكثر ما يذكر عند الاقدمين صفة اليد وصفة الاستواء وصفة العلو وصفة الكلام. ومن ائمة التأويل القدامى من كان يثبت بعض هذه الصفات لشدة ما ورد في اثباتها من الايات والاحاديث. بل في عصرنا هذا ممن يعتقد معتقد ممن يذهب الى اثبات صفة اليد والعلو خلافا لما عليه علماء مذهبه. مع كونه وله كتاب اصحاب بكل صفة من الصفتين. وبيان لشبهات نفاجئ من اهل مذهبه. وذلك لكثرة الدلائل النقلية من الكتاب والسنة في اثبات اليد لله واثبات علوه. نعم. احسن الله اليكم. فصل الباري عز وجل منزه عن ان يجب عليه شيء او يلزمه لازم. والمخلوقون مكلفون فيجب عليهم الواجب ويلزمهم اللازم سبحانه منز منزه عن صفات المخلوقين. فاذا نطق الكتاب العزيز ووردت الاخبار الصحيحة باثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والعظمة والارادة والقول والكلام والرضا والسخط والحب والبغض والفرح والضحك وجب اعتقاد حقيقته من غير تشبيه لشيء بذلك المربوبين المخلوقين والانتهاء الى ما قال الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير اضافة من غير اضافة ولا زيادة عليه ولا تشبيه ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير ولا ازالة لفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه والامساك عما سوى ذلك هذا اصل تأكيد للجملة التي ختم بها المصنف الفصل المتقدم من ان الطريقة التي ينبغي اعتقادها هو واثبات الصفات الالهية دون تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل. ثم قال رحمه الله تعالى في اخر كلامه ولا ازالة لفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه. للاخبار بان الايمان الاهية يجب ان يكون وفق ما تعرفه العرب من معاني تلك الصفات في لسانها دون اعتقاد مشابهة الله سبحانه وتعالى للمخلوقين او تمثيله بهم او تكييف الصفات الالهية. نعم. احسن الله فصل رؤية الباري عز وجل في دار السلام واجبة الايمان بها واجبة واجبة الايمان بها من غير اعتبار بوهم ولا تأويل بفهم ولا احاطة ولا كيفية اذ تأويلها وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية اذ تأويلها تأويل كل معنى يضاف الى الربوبية تركه ولزوم التسليم وهو دين المرسلين. هل عنده نسخة اخرى؟ رؤية الباري عز وجل في دار السلام واجب ولا واجبة ها يعني نفس نسخة نانسي النسخة القديمة النسخة القديمة ها ايش واجبة مم ما رفعها الشيخ ونقطعها ونقطعها بالضم واجبة من الايمان بها واجبة الايمان بالمقطع هذا الظن ايه بس التأنيث يجوز التأنيث باعتبار تعلقه برؤية وبإعتبار تعلقه الإيمان سبب التذكير نعم السلام عليكم تركه ولزوم التسليم. تركه لزوم المدن الحاشي يقول وتركه لزوم في صاد ولا يستقيم الكلام تركه ولزوم التسليم اعد تأويلها وتأويل السلام عليكم التأويل وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية تركه ولزوم التسليم وهو دين التنزيه ونفي التشبيه لانفراده سبحانه وتعالى بوصف وحدانية والفردانية لا يشاركهم فيه احد من البرية عليه سبحانه عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات. ولا تحميه الجهات الست كسائر المبتدعات. والمعراج حق وقد اثني بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصية اليقظة الى السماء ثم شاء الله من العلا واكرمه سبحانه بما شاء واوحى اليه ما اوحى والعرش والكرسي حق سبحانه وتعالى مستغنى عن العرش فما دونه محيط بكل شيء واعجز سبحانه خلقه عن الاحاطة واتخذ الله ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما ايمانا وتصديقا وتسليما اذ له سبحانه يكرم من يشاء بما يشاء في الدنيا في المنام جائزة للانبياء وغيرهم هي صحيحة نقل اتفاق العلماء عليه القاضي عياض رحمه الله قال ولو رآه الإنسان على صفة لا تليق بجلاله من صفات الأجسام لأن ذلك المرئية غير ذات الله تعالى اذا يجوز عليه سبحانه التجسيم اختلاف الاحوال بخلاف رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن الباقلة وقال ابن الباقلاني ابن الباقلاني. وقال ابن الباقلاني رؤية الله تعالى في المناوي في المنام خواطر في القلب هي دلالات على امور مما كان او يكون قسى للمرئيات والله اعلم. ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في اليقظة بعيني رأسه اختلف فذهب جماعة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين الا من ايات وهو قوم عائشة والمشهور عن ابن مسعود وابي هريرة رضي الله عنهم قالوا انما رأى جبريل وعن ابن عباس رضي الله عنهما رأى ربه بعينيه وهو محفي عن جماعة من الصحابة والتابعين وقال عطاء رآه بقدره وقال بفؤاده مرتين وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من طرق قال ان الله تعالى اختص موسى بالكلام وابراهيم بالخنة ومحمدا وحجته قوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى. افتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة اخرى قال رحمه الله قيل ان الله قسم كلامه ان الله قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد فرآه محمد مرتين موسى مرتين وهذان الاختلاف عند ائمة الشرع. قال القاضي عياض رحمه الله والحق الذي ان ترى فيه ان رؤيته تعالى في الدنيا جائزة عقلان عطنا ما يحينها والدليل على جوازها في الدنيا سؤال موسى عليه السلام الان ومحال ان يجهل نبينا على الله ما يجوز وما لا يجوز عليه بل لم يسأل الا جائزا مستحيل ولكن وقوعه ومشاهدته من الغيب الذين يعلمه الا من علمه الله فقال له الله لن تراني اى لن تطيق ولا تحتمل ثم ضرب له مثلا مما هو اقوى من بنية موسى عليه من بنية موسى صلى الله عليه وسلم واثبت وهو الجبل. وكل هذا ليس فيه ماء يحل رؤيته في بل فيه جوازه على الجملة وليس بالشرع دليل قاطع استحالتها فرؤيته جاهزة غير مستحيلة ولا حجة لمن استدل على من عمل قومه قال لا تدركوا الابصار. اختلاف التأويلات في الاية واذ ليس يقتضي قول من قام في الدنيا الاستحالة وقد استدل بعضهم وقد استدل بعضهم عليه بهذه الاية نفسها على جواز الرؤية وعدم استحالتها على الجملة وقد قيل لا تدركوا ابصار الكفار يقيل لا تدركهم ابصارا قول ابن عباس رضي الله عنهما وقيل لا تدركه الابصار وانما يدركه المبصرون وكل هذه التأويلات لا تقتضي منع رؤية ولا استحالتها ومنع بعضهم الرؤية اتى بالدنيا وقال من نظر اليه سبحانه مات وعلل بعضهم امتناعها وعلل بعضهم امتناعها لضعف ترتيب اهل الدنيا وقواهم وكونها متغيرة والفناء فلم يكن لهم قوة فلم يكن لهم قوة على الرؤية وفي الاخرة انسوا كذلك فان قواهم ثابتة باقية ولذلك انوار قلوبهم وابصارهم قوية على الرؤية. وقد نقل نحو هذا عن الامام ما لك ابن انس رحمه الله قال لم يرى في الدنيا لانه باق ولا يرى بالفنيد اذا كان في الاخرة رزقوا ابصارا باقية. فرؤي الباقي بالباقين. وقال القاطع عياض رحمه الله هذا كلام حسن ملح وليس فيه دليل على هذا الا من حيث ضعف القدرة فاذا قم الله من يشاء من عباده واقدره على حمل اعباء رؤية وقد عرف من قوة بصر موسى ومحمد عليه وسلم ونفذ ادراكهما بقوة الهية ملحاها لادراك ما ادركا. ورؤية ما ما رأيهم والله اعلم. وبالجملة ليست اياتي نصف بالمنع وقول من قال رآه بعينيه انما بناه على اعتقاده باجتهاده ولم يسنده الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا حديث مضطربة في المعنى رضي وبالاسناد الاضافيان والتأويل ليس قاطعا بشيء وحديث وابي ذر رضي الله عنه في صحيح مسلم لما سأله عنها قال رأيت نورا ورؤي نور انا فقد اخبر انه لم يرى. احسن الله اليكم. وحديث ابي ذر رضي الله عنه في صحيح مسلم لما سأله عنها قال رأيت نورا وروي نور انا اراه. فقد اخبر انه لم يراه وانما رأى نورا او كيف اراه مع حجاب النور المغشي للبصر المغشي للبصر وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث اخر حجابه النور. وفي الحديث الاخر لم اره بعيني ولكن رأيته في قلبي في مرتين وسلام ثم دنا فسدنا والله قادر على خلق ادراك النبي في البصر في القلب كيف شاء اله غيره فإن ورد حديث بنص المين في الباب اعتقل ووجد النصير اليه بالاستحالة فيه. ولا مانع قطعيا يرده والله الموفق. ورؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وابصارهم وينظرون اليه كما يرون القمرين في البدر لا يضارون في مويته ولا يضامون حق على ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التشبيه وقع في في هذا الحديث للرؤية بالرؤية للمرء بالمرء اذ اذ الله لا اذ الله لا يشبهه شيء والكفار ابويته سبحانه وتعالى محجوبين فان قيل فقد ثبت في الصحيح عن رؤيته. والكفار عن رؤيته سبحانه وتعالى محجوب فان قيل فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان وهذا عام في الكفار المسلمين اذ الظاهر منهم رؤيتهم لهم سبحانه مع الغضب عليهم. قلنا لا يلزم من الكلام الرؤيا وغضبه سبحانه عليهم عنهم والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان رؤية الله سبحانه وتعالى في دار السلام يعني الجنة واجبة الايمان بها اي يجب للعبد ان يجب على العبد ان يؤمن بها مع الفرار من المحظورات المحظورات التي ذكرها في قوله من غير اعتبار بوهم ولا تأويل بفهم ولا احاطة ولا كيفية ومعنى قوله من غير اعتبار بوهم اي من غير اعتقاد ما وقع في تصور العبد من وهم توهمه في رؤية الله سبحانه وتعالى. ومعنى قوله ولا تأويل بفهم اي ولا صرفها بتأويل الى غير ما تعرفه العرب من لسانها في معناها. ولا احاطة اي اعتقاد احاطة بالله سبحانه وتعالى ولا كيفية له عز وجل. ثم قال اذ تأويلها. اي تفسيرها وتأويل كل معنى يضاف الى الربوبية اي كل فعل من افعال الله سبحانه وتعالى تركه يعني ترك التأويل من صرف الكلام عما تعرفه العرب في لسانه الى غيره. ولزوم التسليم. اي والتسليم بما اخبر الله سبحانه وتعالى عن نفسه. او اخبر به عنه رسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو دين المرسلين كما قال اذ التنزيه نفي التشبيه لانفراده سبحانه بوصف الوحدانية والفوزانية لا يشاركه فيه احد من البرية يعني الخليقة لتعاليه سبحانه عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات ولا هي الجهات الست فسائل المبتدعات وهذه الجملة فيها الفاظ مجملات لم تكن من الالفاظ المعبر عنها المعبر بها عن حقائق الايمان بالصفات الالهية في كلام السلف والاولى العدول عنها لعدم تمحضها بالحق والصفات الالهية حق اخبرنا الله. ومن اراد ان يخبر عن الحق فليخبر بحق. وليترك كلاما مجملا يتنازعه الحق والباطل وتأخذ كل طائفة منه ما تريد. ثم ذكر بعد ذلك ان مما يجب الايمان به اعتقاد ان المعراج والمعراج هو الصعود بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء بعد ان اسري به صلى الله عليه وسلم وكان الاسراء به بروحه وبدنه في اصح اقوال اهل العلم. ثم ذكر ان العرش والكرسي حق ان الله مستغن عن العرش ثم اثبات اتخاذ الله ابراهيم خليله وانه كلا موسى تكليما. ثم ذكر ان رؤية الباري عز وجل في الدنيا في المنام جائزة للانبياء وغيرهم وهي صحيحة وهو قول اكثر اهل العلم بل نقل بعضهم الاتفاق عليها بل نقل بعض المتأخرين الاتفاق عليها في حق الانبياء وغيرهم وهو الصحيح ان رؤية الله في المنام ممكنة لكن رؤية الله في المنام يجب فيها ملاحظة امرين احدهما ان ما يراه الرائي في المنام ليس هو حقيقة الكيفية الالهية قطعا انما يراه في المنام ليس حقيقة الكيفية الالهية قطعا. وثانيها انه من باب ضرب الامثال. انه من باب ضرب الامثال فكمال الصورة باعتبار قوة الايمان فكمال الصورة باعتبار كمال الايمان ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله في الرد على الرازي. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم اكمل الخلق انا وارسخهم ايقانا كانت رؤيته ربه في المنام في احسن صورة. فقال رأيت ربي في احسن سورة وهذا معنى نقله المصنف عن الباقلاني في قوله وهي دلالات على امور مما كان او يكون كسائر المرئية وهذه الدلالات من جنس ضرب الامثال الانسان ثم ذكر رحمه الله تعالى الاختلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في اليقظة في الدنيا واطلب رحمه الله تعالى في تقرير هذا المعنى دون مصيره الى شيء يرجح وامتنع عن ذلك فلم يفد اثباتا او نفيا لتنازع الادلة عند مع ميله الى امكان وقوع ذلك. والصحيح ان ما ذكره هو نقلا عن القاضي عياض مزيف بضعف ما العقلية اولا فان الكلام الذي ذكره القاضي عياض في امكانية ذلك بناء على سؤال موسى فيه نظر من جهة الدليل العقلي بامكان قلب تلك الدعوة عن القاضي عياض فيما ذكره. والامر الاخر وهو الذي قطع كل نظر ما ثبت في في صحيح مسلم عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموفوا واعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فهذا خبر صادق بان احدا لن يرى ربه الا في الاخرة. واما قبلها في الدنيا فانه لا يرى. وهل يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الخطاب ام لا ما الجواب؟ ها الاصل في العموم يعني علموا ان احدا منكم يعني ويقول النبي صلى الله عليه وسلم منا ممن لا يرى ربه حتى هذه دلالة وضعية نبي شرعية ايه نبي احنا نبي دلالة الاصولية هي الدلالة الوضعية لكن الدلالة الشرعية هو قوله صلى الله عليه وسلم ان احدا منكم لن يدخل الجنة الا بعمله قالوا ان احدا منكم لا يدخل الجنة الا برحمة الله. قالوا ولا انت يا رسول الله. قال ولا انا الا ان يتغمد الله برحمته. فقولهم ولا انت اخبار بانه مندرج في الخطاب. ولو لم يكن مندرجا عندهم في الخطاب لما قالوا ذلك فيدخل النبي صلى الله عليه وسلم في قوله واعلموا ان احدا منكم لن يرى ربه حتى واعلموا انكم لن ربكم حتى تموتوا. ثم ذكر رحمه الله تعالى في اخر هذا الفصل ان المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بابصارهم فقال ورؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة بابصارهم وينظرون اليه كما يرون القمر ليلة البدر. في الصفحة السادسة والاربعين بعد المئة ثم قال والتشبيه وقع في هذا الحديث للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء يعني في قوله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون برؤيته متفق عليه من حديث اسماعيل ابن ابي خالد عن قسم ابي عن جرير بن عبدالله البجلي فالتشبيه الواقع فيه تشبيه للرؤية بالرؤية اي كرؤيتنا للقمر لا تشبيه للمرء الذي هو الله بالمرء الذي هو والقمر ثم ختم هذا الفصل بقوله والكفار عن رؤيته سبحانه وتعالى محجوبون. يعني في الاخرة ثم اجاب عما جاء في الصحيح ما منكم احد من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. وان هذا عم في الكفار والمسلمين؟ فاجاب عن ذلك بقوله قلنا لا يلزم من الكلام الرقية بل يمكن ان يكلمهم دون ان يروه سبحانه وتعالى ورؤية الكفار ربهم يوم القيامة اختلف فيها عند اهل السنة على ثلاثة اقوال هي لاصحاب الامام احمد وغيرهم. والراجح ان الكفار يرون ربهم يوم القيامة. وذلك في عرصات القيامة قبل مصير الناس الى الجنة والنار. كما ثبت ذلك في حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين وتبعه ابن القيم ذلك من القرآن في قوله سبحانه وتعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك جدعا فملاقيه بعود الضمير الى الله اي ملاق الله سبحانه وتعالى. واللقاء لا يكون الا برؤية. وهذا ضحوا الاقوال الثلاثة والله اعلم. الا ان رؤية الكفار تفارق رؤية المؤمنين في من جهة ان رؤية الكفار ربهم هي رؤية امتحان وتعريف. ورؤية المؤمنين ربهم هي رؤية انعام وتشريف. فلما افترق في الجهة مع ما ثبت من الادلة كان الارجح والله اعلم هو القول باثبات رؤية الكفار ربهم يوم القيامة وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب نستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة المغرب الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد واله وصحبه اجمعين