السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد انهى هذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الثاني من برنامج اليوم الواحد العاشر والكتاب المقروء فيه هو الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد في العلامة ابن العطار رحمه الله تعالى فقد انتهى من البيان الى قوله فصل احكام في صفاته سبحانه قطعية. نعم. احسن الله اليكم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال المصنف علي بن عطاء رحمه الله تعالى فصل احكام المعتقدات في صفاته سبحانه قطعيا لا يتصور الاختلاف فيها فما ثبت منها في الكتاب العزيز والاحاديث الصحيحة وجب الايمان به ولا يقول انه يجب الجمع المختلف منها ظاهرا كما يجب الجمع بين المختلف من الاحاديث من احكام لما يلزم من الكفر في الاول دون الثاني بل الجهاد في ذلك وتأليف الادلة الفروعية مثاب على الخطيب. بخلاف الخطأ في الاصول فانه كفر. ولما ويلزم من قياس الغائب على الشاهد وهو ضعيف في الفروع باطل في الاصول. اذا عرفت هذا حصل لك الشفاء وخلصت وخلصت من الشيطان وسلمت من الافات واتصلت بالمقامات العليات ونزلت الامور منازلها وفرقت بين الربوبية والعبودية وحدانيته فالوحدانية خاصة به في كل شيء والمثنوية خاصة بنا في كل شيء فمن قدم المثنى على الوحدانية او شبهها بها فقد ضل وتعب. واتعب و فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان احكام المعتقدات سبحانه وتعالى قطعية. وانما حكم بقطعيتها لقطعية الدليل الذي ثبت فيه وهو والسنة فما ثبت منها في الكتاب والسنة فانه يجب الايمان به وانكار ذلك لا يخلو من حال اي احدهما ان يكون انكار جحود فهذا كفر لما يتضمنه من التكذيب لخبر الله سبحانه وتعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. والاخر انكار تأويل. فهذا لا يكون كفرا فانما يكون فسقا باعتبار قوة المسوغ للتأويل او ضعفه. ثم ذكر رحمه الله تعالى ما يفرق به في جواز الاجتهاد في الاحكام الفروعية دون الاحكام الاصولية لان الخطأ في الاصول كفر ومراده بالاصول المسائل الاعتقادية الخبرية. كما ان من فروع المسائل المسائل العملية الطلبية. وقسمة الدين الى اصول وفروع على المعنى المذكور قسمة محدثة. وضعها المعتزلة وبنوا عليها احكاما. ثم سرت الى غيرهم فتقسيم اصول تقسيم الدين الى اصول هي الخبريات والعقديات وفروع هي العمليات الطالبية تقسيم ولا مستمسك بقائده من الشرع فهو المعنى الذي انكره ابو العباس ابن تيمية والتلميذه ابو عبد الله ابن ابن القيم واما القول بان مراتب مسائل الدين تتفاوت فمنها ما هو اصول وفروع باعتبارها جريان الاجتهاد فيها فهذا صحيح وهو الذي دل عليه الدليل. كما ثبت عند البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا حكم الحاكم ثم اجتهد فاصابه فله اجران واذا اخطأ فله اجر واحد. فالمسائل الدينية منها ما يجري فيه اجتهاد ومنها ما لا يجري فيه الاجتهاد فتسمية ما لا يجري فيه اجتهاد اصولا وتسمية ما يجري به اجتهاد فروعا هذا له اصل صحيح من السنة وهو الواقع في تصرف اهل العلم فانهم لا يجعلون مسائل الى الديانة الديانة على نمط واحد وفي شمس مضطرب مقاديرها فعند ذلك يتبين ان اصول الدين وخضوعه اطلاق له معنيان. ان اصول الدين اطلاق له معنيان احدهما ان الاصول هي العقائد الخبرية. ان الاصول هي العقائد الخبرية والفروع هي العملية الطلبية. وهذا باطل والاخر ان الاصول ما لا يجري فيه الاجتهاد. والفروع ما يجري فيه الاجتهاد وهذا حق. وهذا حق. وحينئذ فانه يكون من المسائل الخبرية العقدية ما لا الاجتهاد ومنها ما يقبل الاجتهاد ويجري ففيه وتقدم قريبا مسألة رؤية الكفار فربهم يوم القيامة وان اهل السنة مختلفون فيه على ثلاثة اقوال. وما تعلل به المصنف رحمه الله تعالى بكون الخطأ على ارادة انها العقديات انه كفر بقوله ولما يلزم من قياس الغائب على الشاهد اي قياس الله سبحانه وتعالى على خلقه وهو ضعيف في الفروع باطن في الاصول. اي من جهة قياس الصورة. فلا تعويل عليه فيما ذكره في كون الاجتهاد في الاصول يكون كفرا وانما محله اذا كان اجتهادا في الاصول فيما لا يقبل اما ان وقع فيها فيما يقبل الاجتهاد فان ذلك لا كفر فيه كالمسألة المتقدمة في رؤية الكفار ربهم يوم القيامة. واما اثبات الكرسي مثلا او اثبات العرش فان هذه مسائل لا تقبل الاجتهاد انكار جحود هو كافر لتكذيبه في القرآن الكريم. ثم ذكر رحمه الله تعالى في خاتمة هذا الفصل ان من ميز ذلك عرف مراتب المعتقدات حصل له الشفاء وخلص من الشقاء الى اخر ما ذكر نعم احسن الله اليكم فصل والقرآن كلام الله وكتابه وخطابه ووحيه وتنزيله غير مخلوق من قال بخلقه فقد كفر اذ هو صفة من صفاته جبريل صلى الله عليه وسلم قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا كما قال عز وجل وهو الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم امته كما امر به في قوله تعالى انزل اليك من ربك فكان الذي بلغهم كلام الله وفيه قالوا النبي صلى الله عليه وسلم اتمنعوني ان ابلغ كلام ربي وهو الذي توعد الله سبحانه من قال بانه قول البشر ان يصلي وسقر في قوله تعالى اخبارا عن قول الوليد ابن المغيرة انها ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول بشر سأصليه سقر وما ادراك ما سقر وهو الذي تحفظه الصدور وتتلوه الالسن ويكتب في المصاحف كيف ما تصرف بقراءة القارئ ولفظ نافظ وحفظ حافظ وحيث تلي في موضع قولي ان كتب في مصاحف الاسلام انواع صبيانهم وغيرها كله كلام الله وهو القرآن الذي نقول انه غير مخلوق فمن زعم انه مخلوق فهو كافر بالله ويجب ان نلتقي بجميع ذلك وانه كلام الله منه بدأ من كيفية القولان وانزله على نبيه وحي وصدقه المؤمنون على ذلك حقا وايقنوا انه كلام الله بالحقيقة وليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم انه كلام البشري فقد كفر وقد ذمه الله تعالى وعده واوعده حيث قال وعد الله وسقر لمن قال ان هذا الا قول البشر. فعلمنا انه قول خالق البشر ولا يشبهه. قول البشر ومن وصف الله بمعنى من معاني البشرية اذا قد كفر فمن ابصر هذا اعتمر وعن مثل قول كفان زجر وعلم ان الله تعالى في صفاته ليس كالبشر قلتم ونبقت طائفة فتكلمت في كيفية كلام الله وعن هو بحرف وصوت كما نتكلم به. وكل هذا بدعة محددة يلزم منه الحكم في صفات الله تعالى بالقياس مقياس الغائب عن وهما بطنا وهما باطنان والله اعلم. قال الامام ابو بكر محمد ابن اسحاق ابن قال الامام ابو بكر محمد ابن اسحاق ابن خزيمة نقول نقول ان القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال انه مخلوق فهو كافر بالله العظيم لا تقبل شهادته ولا يعاد ان مرض ولا يصلى عليه ان مات ولا يدفن في مقابل المسلمين يستتابوا فإن تابوا إلا ضربا وإن ضربت عنقهم وأما اللفظ بالقرآن فقال الإمام أبو بكر إسماعيلي رحمه الله ومن زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق يريد من القرآن فقد قال لخلق القرآن وقال ابن مهدي الطبري ومن قال ان القرآن بنصده مخلوق او لفظي به مخلوق فهو جاهل ضال كافر بالله العظيم وقال اسحاق ابن معاوية لما سئل عن اللفظ بالقرآن قال لا ينبغي ان يناظر ان يناظر في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق قال ابو جعفر محمد ابن جرير الطبري رحمه الله اما القوم في الفاظ العباد للقرآن فلا اثر فيه نعلم انصح به من تابعي. الا عن من في قول الغناء والشفاء وباتباع الرشد والهدى ومن يقول قومه مقام قول ائمة اولى ابي عبدالله احمد بن حنبل رحمه الله فان ابا اسماعيل الترمذي حدثني قال سمعت عبد الله احمد ابن حنبل رضي الله عنه رحمه الله يقول اللفظية جهمية يقول الله تعالى فاجره حتى يسمع كلام الله ممن اسمع قال ثم سمعت جماعة من اصحابنا لا احفظ اسمائهم يذكرون عنه انه كان يقول من قال لفظي بالقرآن نخلق فهو جميل من قال غير مخلوق فهو مبتدع قال محمد ابن جرير ولا قول في ذلك عندنا يجوز ان نقوله غير قولنا غير قوله اذ لم يكن لنا فيه امام نهتم به سواه وفيه الكفاية اقنع وهو الامام المتبع رحمه الله ابن رضوانه عليه. وقال الامام ابو عثمان الصابوني رحمه الله والذي حكاه والذي حكاه ابن جرير عن احمد ابن حنبل ان اللفظية جهمية صحيح عنان وانما قال ذلك لان جهما واصحابه صرحوا بخلق القرآن والذين قالوا باللفظ تدرجوا به الى القول بخلق وادرجوه في هذا القول لان لا يعدوا في زمرة جهم الذين الذين هم شياطين الانس يوحي بعضهم الى بعض زخرا فالقول غرورا وارادوا به ان القرآن بلفظ لمخلوق فلذلك سماهم احمد جهمية. واما ما حكاه عن احمد رحمه الله ان من قال لفظه بالقرآن غير مخلوق ومبتدأ فانما اراد به ان السلف الصالحين من الصحابة والتابعين واتباع التابعين لم يتكلموا في باب النقد ولم يحوجهم الحال اليه وانما حدث هذا من اهل التعمق وذوي بحمق الذين اتوا بالمحدثات واتوا امنوا عنه من الضلالات وخاضوا في مثل هذا الكلام الذي لم يخضوا فيه السلف من علماء الاسلام فقال احمد هذا القول في نفسه بدعة ومن حق المتشنن ان يدعه كل بدعة مبتدعة ويقتصر على ما قاله السلف من الائمة المتبعة بان القرآن كلام الله غير مخلوق وقد البيان احمد ابن حنبل نحو هذا الكلام باسناده اليه وانه ترك الكلام فيه ورعا. قال وللسلف والخلف من اهل الحديث طنيقان. احدهما التفصيل وبين التلاوة والمتل ومنهم من احب ترك الكلام فيه مع انكاره قول من زعم ان لفظي بالقرآن غير مخلوق قال البيهقي لاقوم القرآن خالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل ليس منه ببائل هذا هو مذهب السلف والخنث من اصحاب الحديث ان القرآن كلام الله عز وجل وواصفة من صفات ذاته ليست بائنة منه قال واذا كان هذا اصل مذهبي في القرآن فكيف يتوهم عليه الخلاف ما ذكرنا في تلاوتنا وكتابتنا وحفظنا الا انهم في ذلك على طريقين وذكرهما كما صور الكفر بالقرآن. قال عبدالله بن مبارك رحمه الله. زيادة النسخة الثانية فيها سور الخروج بالقرآن النسخة الثانية حكمها نسخة ثانية ما فيها فهو زادها للبيان كان ينبغي ان يجعلها بين معقوبتين. ولا تقرأها نعم قال احسن الله اليكم. قال عبدالله بن المبارك رحمه الله ان كفر حرف من القرآن فقد كفر يعني بالقرآن ومن قال لا اؤمن بهذه اللام فقد كفر. فهذا متفق مجمع عليه لا خلاف عند احد من المسلمين فيه قال القاضي عياض رحمه الله ام ان من استخف بالقرآن والمصحف او بشيء منه وسبهما او جحده او شيئا منه اية وكذب به او نفى ما اثبتوا على علم وكذب بشيء من ما صدح به من حكم او خبر او شك بشيء من ذلك فهو كافر عند اهل العلم اجماع. لقد قال صلى الله عليه وسلم المراء في القرآن كفر. والمراء يكون بما لا يشك ويكون بمال الجدال بالباطل رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من جحد اية من القرآن من مسلم فقد حن ضرب عنقهم وكذلك من جاحد التوات والانجيل وكتب الله المنزلة او كفر بها او نهى وسبها واستخفف فهو كافر. فقد اجمع المسلمون على ان المكر وفي جميع الاقطان المكتوبة بالمصحف بايدي المسلمين مما مما جمعه دفتان من الحمد لله رب العالمين الى اخر قل اعوذ برب الناس انه كلام الله وحي منزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وان وان جميع ما به حق وان من نقص منه حظا قاصدا لذلك او بدله بحرف آخر مكانه او زاد فيه حرا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الاجماع واجمع على انه ليس من القرآن واجمع على انه ليس من القرآن عامدا لكل هذا انه كافر ولهذا رأى مالك رحمه الله قتل من سب عائشة رضي الله عنها بالفرية لانه خالف القرآن ومن خالف او قتل اي لانه كذب بما فيه. قال القاضي عياض رحمه الله وقع الاجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب او خص حديثا مجمعا على نقله مقطوعا به مجمعا على حمله على ظاهره. وقال ابن القاسم من قال ان الله لم يكلم موسى تكليما يقتل. وقاله عبدالرحمن بن مهدي. وقال محمد بن صحن في من؟ قالوا معوذتان لستان من كتاب الله يضرب عنقه الا ان يتوب. وكذلك كل من كذب بحرف منه قال وكذلك ان شهد شاهد على من قال ان الله لم يكلم موسى تكريما اذا اقسم عليه انه قال ما اتخذ الله ابراهيم خليلا لانه ما اجتمع على انه كذب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابو عثمان ابن الحداد جميع من يمتحم التوحيد متفقون على ان الجهد لحرف من التنزيل كفر قلت ومن كفر بحرف منه كفر به كله. وبه قال ابن مسعود واصبغ ابن فرج ومن كفر بها وببعضه فقد كفر بالله هذا مختص بالقرآن بل كل من كفر لشيء مما يجب الايمان به فقد كفر بالنهار الا الكفر بالله لا يتجزأ بالاجماع بخلاف الفسق بالمعاصي بانه يتجزأ عند اهل السنة ولهذا من تاب من ذبح قبلت توبة عندهم وليست التوبة من جميع الذنوب شرا في صحة التوبة من ذنب واحد. خلافا للمعتزلة لخلاف الخوف. فان التوبة من كل كفر شرط في التوبة منه بالاسلام اجماعا والله اعلم. قال القادسي يوحنا عمن خاصم يهوديا فحلف له بالتراة فقال الاخر لعن الله التوراة وشهد عليه بذلك شاهد ثم شهد اخر فقال انما الشاهد الواحد لا يوجب القتل والثاني علق القتل بصفة تحتمل التأويل اذ لعله لا يرى اليهود اذ لعله لا يرى اليهود متمسكين بشيا من عند الله وتبديلهم وتحريفهم ولو اتفق الشاهدان على لعن التوراة مجرد نطاق التأويل قالوا القاضي عياض رحمه الله وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شمبوذ المقرئ احد احسن الله اليك. وقد اتفق فقهاء بغداد عن ابن شنبوذا المقرئ احد ائمة المقرئين. المتصدرين بها مع ابن مجاهد لقراءته واقرائه بشواد من الحروف مما ليس المصحف وعقدوا عليه بالرجوع يعني والتوبة منه سجلا اشهد به على نفسه في مجلس الوزير ابي علي ابن في مجلس الوزير ابي علي ابن مقلة سلام عليكم. في مجلس الوزير ابي علي ابن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة. قال وافتى ابو محمد وبزيد بالادب في من قال لصديق لعن الله معلمك وما علمك وقال اردت سوء الادب ولم ارد القرآن. قال ابو محمد واما من لعن المصحف فانه يقتل. هذا اخر كلامه وعند الامام ابي حنيفة رحمه الله ان كل من قال قولا نزل منه استنقاض استنقاص بالدين او او استهانة به او بما هو مضاف اليه ما هو مضاف الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في انه يقرأ حتى لو قال للمسجد مسنجد للفقيه فقيه او استهان بالعلم وباهله او بالصالحين استهدى للصلاة وبأهلها فإنه يكفر في جميع ذلك ولم يخالفه احد في جميع ذلك. وينبغي استنقاص المنحرفين من العلماء والمغيرين العلم. والمذلين له والبايعين له بثمن من عرض الدنيا وشهواتها ومقتضى الكتاب ومقتضى الكتاب العزيز والسنة النبوية تكفيرهم سواء ان كانوا متهونين او متعمدين ولا يكفر ينتقصون ولا يفسقوا بل هو مثاب عليه خصوصا اذا قصد تنفير عن ما هم عليه. واظهار الدين والقيام به والله تعالى اعلم عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول الاعتقاد بين فيه القول في القرآن الكريم وان القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق. والجملة الثانية وهي قولهم غير مخلوق. زيادة احتيج اليها لما ارتفعت قرون الاعتقادات الباطنة بالقول لان القرآن مخلوق على لسان الجهمية والا له الاوائل لم يكونوا يجاوزون ما جاء في القرآن والسنة من الخبر عن القرآن بانه كلام الله كما قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وهذا المأخذ هو مأخذ من كره من السلف ان يقول العبد غير مخلوق لان الحاجة حينئذ لم تكن اليه موجودة. ثم لما ظهرت قرون البدعة في زمن وزعموا ان القرآن مخلوق كان من تمام الافصاح عن المعتقد السني في القرآن ان يقال انه كلام الله مخلوق وقد توعد الله سبحانه وتعالى من قال انه قول البشر كما قال تعالى ان هذا نقلا عن الوليد ابن المغيرة ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر فتوعده الله عز وجل بقوله سأصليه سقر وما ادراك ما سقر ثم بين رحمه الله تعالى ان هذا القرآن الكائن كلام الله هو المحفوظ في الصدور المتلوه بالالسن مكتوب في الصحف كما قال كيفما تصرف بقراءته قارئ ولفظ بقراءة قارئ هذه طواف صفحة مئة وثلاثة وخمسين كيف ما تصرف بقراءة قارئ هناك ما اثبت الناس ولفظ لافظ وحفظ حافظ الى اخر ما ذكر فانه لا يخرج عن كونه القرآن الذي هو الله سبحانه وتعالى. ومن زعم انه مخلوق فهو كافر. ثم قال ويجب ان نعتقد جميع من كونه كلام الله غير مخلوق ثم قالوا انه كلام الله منه بدأ. اي ظهر فتكلم به سبحانه وتعالى فهو يضاف اليه ثم قال بلا كيفية قولا اي بلا تحديد كيفية تلك الصفة التي قال الله سبحانه وتعالى بها لما تكلم بالقرآن الكريم فنؤمن بان القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وزاد اهل السنة في تمام اعتقادهم واليه ليعود واظهر الوجوه في معنى اليه يعود انه يرفع في اخر الزمان من السطور والصدور كما ثبت بذلك الادلة النقلية من السنة وانعقد عليه الاجماع وللضياء المقدسي رسالة مفردة في بيان ذلك. ثم قال وانزله على نبيه وحيا وصدقه المؤمنون على ذلك حقا. وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة. وليس بمخلوق في كلام البرية. يعني الخليقة ثم ذكر ان من اعتقد ان هذا هو قول البشر فانه كافر لان القرآن كلام الله فهو صفته وليس شيء من صفاته مخلوقة فالقول بكونه ككلام البشر او انه قول البشر يقتضي كون شيء من صفات الله عز وجل مخلوقا واعتقاد ذلك كفر. ثم قال رحمه الله تعالى قلت ونبغت طائفة اي ظهرت طائفة فتكلمت في كيفية الله وهل هو بحرف وصوت كما نتكلم به وكل هذا بدعة محدثة يلزم منه الحكم الله بالقياس الى اخر ما ذكر ومولد قوله وهل هو بحرف وصوت كما نتكلم به؟ حتى يصحح فكونه بدعة محدثة مستكنا مستكن في التشبيه الوارد في قوله كما نتكلم به اي ان من شبه كلام الله سبحانه وتعالى بكلام البشر فهذا هو البدعة المحدثة. واما اعتقاد انه بحرف وصوت باعتبار معنى الصفة فهذا لا مفك منه فان الكلام لا يكون الا بحرف وصوت فيما تعرفه العرب من معنى الصفة وتبعا لذلك فان اهل السنة يعتقدون ان كلام الله عز وجل بحرف وصوت وتظاهرت على ذلك ادلة عديدة من القرآن والسنة النبوية فوجه ما ذكره من البدعة والاحداث يمكن ان يكون بالنظر الى قوله كما نتكلم به بان هنا هؤلاء طلبوا ان يقيسوا كلام الله سبحانه وتعالى مما يعرفونه من احوال كلامهم. ثم اصاب رحمه الله في النقل عن اهل العلم تقريرا وتأكيدا لما سلف من ان القرآن كلام الله غير مخلوق او الى طائفة متسترة وهي الطائفة اللفظية الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق. فان هؤلاء الجهمية لكنهم كانوا يتسترون في اخفاء مذهبهم ولا يصنعون بقولهم ان القرآن مخلوق وانما يقولون لفظي بالقرآن مخلوق يريدون الخبر عن هذا المتلوي المقروء انه مخلوق. فالجهمية في كلام الله سبحانه وتعالى طائفتان. الطائفة الاولى الجهمية الحقيقية. وهي المصرحة ان القرآن مخلوق. والثانية الطاء الجهمية الحكمية. الجهمية الحكم وهي القائلة لفظنا بالقرآن مخلوق الله لفظنا بالقرآن مخلوق. يريدون التستر بذلك. والتوصل به الى ما صرح به الاوائل كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى في موضع من كلامه انهم راموا التدرج به الى كان عليه نفات كون القرآن غير مخلوق ممن يدعي ان القرآن مخلوق وذكر رحمه الله تعالى في ذلك نقولا عن جماعة من ائمة الهدى كابي بكر اسماعيل وابي مهدي الطبري واسحاق ابن اخويه رحمهم الله تعالى ثم اتبعهم النقل عن ابي جعفر محمد ابن جرير في كتابه المعروف بصريح السنة وهو جزء مختصر في بيان جملة من عقائد اهل السنة. ومن جملة ذلك تلك مسائل مذكورة فيه مسألة اللفظية ونقل فيه ابن جرير عن الامام احمد ان اللفظية جهمية تستروا بهذا مع اعتقادهم ان القرآن مخلوق كما نقل عن ابن جرير عن احمد ابن حنبل انه قال ان اللفظي والذي حكاه ابن جرير عن احمد ابن حنبل ان اللفظية جهمية صحيح عنه وانما قال ذلك بان جهما واصحابه صرحوا بخلق قرآن والذين قالوا باللفظ تدرجوا به الى القول بخلق القرآن وادرجوه في هذا القول في اللبس بان لا يعدوا في زمرة جهم الى اخر ما ذكر. ثم ذكر رحمه الله الله تعالى توجيه ما جاء عن الامام احمد ان من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع. ووجه كونه مبتدعا ان السلف الاوائل لم يكونوا يصرحون بمثل ذلك وانما كانوا يقولون القرآن كلام الله يقولون لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو معنى فهو لفظ مجمل يحتفل حقا ويحتمل باطلا واكثر من تضرع بمثل ذكر اللفظ عند القرآن هم المتسترون بمذهب الجهل فينبغي مجافاته وتركه. ثم ذكر رحمه الله تعالى عن عبد الله ابن المبارك انه قال من كفر بحرف من فقد كفر يعني بالقرآن. ومن قال لا اؤمن بهذه اللام فقد كفر. واعاد نقله كذلك عن عبد الله ابن مسعود واصبغ ابن خرج في مقام المستقبل ومحل هذا في الحرف المجمع عليه. اما ما جرى من اختلاف القراءات فانه لا يدخل في هذا الباب فان لكل قوم قراءتهم وربما كان في بعض القراءات احرف زائدة لم تتصل بغيرهم فاذا انكرها غيرهم باعتبار ما اتصل به لم يكن ذلك معيبا لان الذي انتهى علمه هو اثبات القرآن دون هذا الحرف كقراءة ملك ومالك فان من يقرأ مالك يزيد الفا فمثل ذلك لا يدخل في هذه المسألة المذكورة عند اهل العلم وانما محلها انكار الحرف المجمع عليه انه من القرآن فمن انكر كون حرف من القرآن مما اجمع عليه انه منه. انه ليس من القرآن فانه يكفر. ثم نقل في ضمن ذلك عن عياض الي رحمه الله من كتاب الشفاء ان من استخف بالقرآن او المصحف او بشيء منهما او سبهما او جحدهم الى اخر ما ذكر فانه كافر عند اهل العلم بالاجماع لما فيه من الاستخفاف والاستهزاء بايات الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى بالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. ثم ذكر رحمه الله تعالى المراء في القرآن كفر رواه ابو داوود وغيره من حديث ابي هريرة وهو حديث صحيح والكفر المذكور فيه له نوعان باعتبار معنى المراء. احدهما انه كفر اكبر. اذا كان المراء عن الشك احدهما انه كفر اكبر اذا كان المراء بمعنى الشك. والاخر انه كفر اصغر اذا كان المراء بمعنى التنازع والاختلاف. اذا كان المراء بمعنى التنازع والاختلاف نؤدي الى المجادلة بالباطل المؤدي الى المجادلة بالباطل ووقوع الخصام بين مسلمين ثم ذكر حديثا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من جحد اية من القرآن المسلمين فقد حل ضرب عنقه رواه ابن ماجه وغيره ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم اتبع ذلك لنقل اجماع المسلمين على ان المتلو في جميع الاقطار في المصاحف بايدي المسلمين مما جمعه الدفتان مما جمعه الدف ثاني يعني جلدة المصحف وغلافاه اللذان يضمان ما بينها ما بينهما من اول الحمد لله رب العالمين الى اخره قل اعوذ برب الناس انه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم ولا اختلاف بين في ذلك والمنقول عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في عدم كتابة المعوذتين في المصحف ليس من جنس انكار قرآنيتهما وانما كأنه رأى مع كونهما قرآنا انهما دعاء فلم يرى اثباتهما في المصحف مع اعتقاده انهما قرآن فيكون هذا الاجماع صحيح. ولا يقدح فيه ان ان ابن مسعود رضي الله عنه كان لا يرى ادراج المعوذتين في رسم المصحف لان مأخذ ابن مسعود هو كونه ما دعاء يتعوذ به لا انهما ليس قرآنا لان نقل القرآن اتصل من وجوه بعبد الله بن مسعود وفي ضمنه اثبات المعوذتين ومن ذلك رواية حفص عن عاصم فانها تنتهي في احد طرقها الى ابن مسعود ذلك بقراءة عاصم على زيد بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه والقراءة المتلقاة من هذا الطريق هي جامعة للمعوذتين في التلقي. ثم نقل رحمه الله تعالى بعده عن الامام ما لك انه ذهب الى ان الى قتل من سب عائشة في الفدية لانه خالف القرآن يعني لتكذيبه القرآن المتضمن براءة عائشة رضي الله عائشة رضي الله عنها فيكون كافرا لانكاره ما جاء في القرآن. ثم نقل عن القاضي عياض قوله ووقع الاجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب يعني القرآن. او خص حديثا مجمعا على نقله مقطوعا به مجمعا على حمله على وظاهره والحديث المجمع على نقله المراد به المتواتر الذي لا يمكن دفعه. فما كان من هذا الجنس قطعيا ثم ذكر رحمه الله تعالى كلاما في هذا المعنى مقررا له عن جماعة من الائمة وما نقله عن محمد بن سحنون انه وفي من قال المعوذتان ليستا من كتاب الله يضرب عنقه محله من اراد ابطال قرآنيتها. اما على الوجه الذي ذكره ابن مسعود من عدم اثباتها من في المصحف فلا وجه له ثم قال رحمه الله تعالى ومن كفر بحرف كفر به كله اي من كفر بشيء من القرآن فانه يكون في القرآن كله وعلل ذلك بقوله لان الكفر بالله لا يتجزأ بالاجماع ومقصوده بقوله ان بالله لا يتجزأ بالاجماع ان العبد متى وقع في مكفر واحد حكم بكفره ولا الزموا ان يقع في جميع المكفرات حتى يحتمل بكفره. فمتى وقع في مكفر واحد الحق بالكافرين؟ هذا وجه كلامه لانه يريد ان الكفر لا يكون شعبا. فان الكفر يكون شعبا والنفاق يكون شعبا. والايمان يكون لكن مراته المعنى المتقدم. ثم نقل نقولا في تأييد ما سلف من ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وان من انكره او شيئا منه فانه يكفر و ضمن ذلك قصصا واحوالا نقلت في بعض اخبار المقرئين من شنبوذ او معلم القرآن كالخبر الذي في فتيا ابي محمد ابن ابي زيد رحمه الله تعالى. ثم ختم هذا الفصل بقوله وعند الامام ابي حنيفة ان كل من قال قولا لزم منه استنقاص في الدين او استهانة به او فهو مضاف اليه مما هو مضاف الى الله تعالى ورسوله فانه يكفر حتى لو قال للمسجد وسجد للفقيه فقيه الى اخر ما فان خرج هذا او غيره مخرج السخرية والاستهزاء والاستنقاص في الدين فانه كفر وان خرج على غير هذا المقصود فانه لا يكون كفرا كمن يخبر عن صغر جرم مسجد وضيقه بان يقول مسيجد لم يرد الاستخفاف والاستهزاء هذه فلا مدخل له فيما جاء عن ابي حنيفة وهو مشهور في مذهب الحنفية. ثم ختم هذا الفصل بقوله وينبغي استنقاص المحرفين من العلماء والمغيرين العلم والمذلين له والبائعين له بثمن بخس من عرض الدنيا و شهوتها ومن استنقاصهم الاعراض عن تلقي العلم عنهم وعدم المبالاة بهم فمن ظهر تحليفهم ضلاله وغيه وابطاله فإنه يتجافى ولا يقبل عليه. ثم ذكر ان مقتضى الكتاب العزيز للسنة النبوية تكفيره سواء ان كانوا متأولين او متعمدين. وفي هذا المقصد الذي ذكره منازعة ليس بالقرآن والسنة ما يدل على تكفيرهم ولا سيما مع التأويل. فمن وقع في شيء من ذلك فقد وقع في كبيرة من الكبائر فمن حرف او بدل لشهوته من العلماء او تكلم في الدين وفق ما يريده ان الناس على خلاف دين الله سبحانه وتعالى فانه يكون فاسقا. واما كفره فينظر الى تعلقه بوقوعه في مكفر سوى قصد المسألة من التغيير والتحريف وبيع الدين بثمن بخس من عرض الدنيا ثم قال ولا يكفر منتقصهم ولا يفسر اي من تعرض لابطال مقالات اولئك والرد عليها بل هو مثاب عليه خصوصا اذا التنفير عما هم عليه واظهار الدين والقيام به. ففاعل ذلك مجاهد فان من ابواب الجهاد الرد على المبطلين كما قال بعض السلف الرد على اهل البدع مجاهد فمن انتصب للرد على اهل الضلال والبدع فانه في حفظ حوزة الدين لكن هذا الجهاد لا يقوم به الا من تضلع في فهم الدين وعلم احكامه فتكون له قدرة في الابانة عنها بما اتاه الله عز وجل من رسوخ العلم فيها فلا ينبغي ان يتعرض للقيام بهذه الوظيفة كل احد وانما يترشح لها المتمكن من العلم الراسخ فيه ومن القواعد البديعة المؤصلة لهذا الامر ما ذكره الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم ان البدع والمقالات الضالة لا يتصدى للرد عليها الا العلماء الراسخون لان راسخ له مكنة في تمييز الحق من الباطل ومعرفة كيفية رد الباطل. واما الخلي من العلم الراسخ فانه ربما ولغ في شيء من هذه الشبهات سرت اليه من الولوج في الرد على اهل البدع والضلال. في شرب قلبه هذه بدعة فربما انتحل مقالتهم التي قالوا ينبغي ان يصون المرء قلبه عن الدخول في معتركات الشبهات بالا ينتقد قلبه شيئا منها مع ضعف العلم واليقين في شرب ذلك الضلال وان صير من اهله. نعم. احسن الله اليكم. قاعدة يجب ان نعتقد ان القديم قديم وان الحادث حادث. وان تعلق الحادث بالقديم لا يكسبه القدم ولا يخرجه عن حدوثه. وان القديم اذا ظهر على مظهر الحادث لا يخرجه عن القدم. بل يكسبه شرفا ويظاما ويطلق عليه اسمه وحكمه شرعا. وليس حكم الا للشرع. والله اعلم. فإذا تعلق المحدث بالقديم تعلقا افتقاريا حصل له الادناء فمن قرب واودي ينبغي له ينبغي له الا يخرج عن وصفه. فان خيل له الهوى انه مفتقر اليه ومستعان به اوله شركة ما بحلول او اتحاد او اتصاف بوصف الخدم في شيء ما. من وجود غيره او حدوثه من حيث من حيث من حيث علم الله من حيث علم الله عز وجل به ضل وخرج عن الاسلام. والله يعلم المفسد من المصلح والجاهل من العالم واعلم قرر المصنف رحمه الله تعالى في هذه القاعدة ما يجب اعتقاده من ان الخالق خالق وان ان المخلوق مخلوق وهذا معنى قوله ان القديم قديم وان الحادث حالف. ثم قال وان تعلق الحادث بالقديم لا يكسبه القدم ولا يخرجه عن حدوثه. والمراد بهذا التعلق القيام بوظيفة العبودية. فاذا قام العبد بوظيفة في العبودية مستكملا لها وهو حادث فان ذلك التعلق بالعبودية لا يكسبه القدم علاج يصير له اتصال بالله سبحانه وتعالى على وجه الحلول او الاتحاد به. فلا يخرج مهما كملت عبوديته عن حدوثه اي انه مخلوق ثم قال وان القديم اذا ظهر على مظهر الحادث لا يخرجه عن القدم. يعني ان الصفات الالهية فاذا تبدت اثارها على المخلوق الحادث فان ذلك لا يخرج الله سبحانه وتعالى عن كونه متصفا بالصفات اجلا بل ذلك يكسب المخلوق شرفا واعظاما ويطلق عليه اسمه وحكمه شرعا وليس حكم الا للشرع مع اعتقاد انفصال الخالق عن المخلوق. ثم قال في تقرير هذا المعنى الذي ذكرناه. فاذا تعلق المحدث بالقديم تعلقا افتقاريا يعني بالعبادة والانكسار والتظامن لله سبحانه وتعالى حصل له الادناء يعني من الله سبحانه وتعالى. فمن قرب وادني ينبغي له ان لا يخرج عن وصفه. اي عن وصف كونه مخلوقا عبدا لله سبحانه وتعالى فان خير له الهوى انه مفتقر اليه اي ان الله يحتاج اليه او مستعان به اي ان الله يستعين به او وان له شركة ما اي اتصالا ما بحلول او اتحاد او اتصاف بوصف القدم في شيء ما من وجود غيره او من حيث علم الله عز وجل به وضل وخرج ظل وخرج عن الاسلام. لانه جعل لنفسه حظا من صفات الالوهية التي لا تكون الا لله سبحانه وتعالى. وكان جديرا بالمصنف رحمه الله تعالى النأي بنفسه عن غوامض هذه المعاني التي ارادها بما عبر عنه من الالفاظ الغامضة التي لا يستشرف لمعانيها الا من وعى هذا المقام عندهم في صلة الحادث القديم ومن خفي عليه ذلك صارت هذه الالفاظ عنده بمنزلة الالغاز. نعم. احسن الله اليكم. فصل الفوقية ثابتة له سبحانه وتعالى من كل وجه يليق به سبحانه وتعالى دون ما نفهمه من مواجد ذواتنا تبارك وتعالى ما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا بل هو سبحانه محيط بكل شيء والفوقية المطلقة صفة تفرد صفة تفرد بها الرب سبحانه وتعالى فهو سبحانه وتعالى فوق كل ليس فوقه شيء والكتاب العزيز ناطق بها وكذلك السنة النبوية والفطام شاهدة بذلك قال الله تعالى وقال تعالى ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية. وقال تعالى ثم استوى على العرش في ستة مواضع من القرآن العظيم وقد تقدم ان الكيفية لا سبيل لاحد الكلام فيها ولا الى معرفتها ولا الى تصورها ولا يحل الفكر فيها ولا في غيرها من الذات وصفاتها فاشترح ايها المحاذي من ذلك واشتغل بما ينفعك مما هنالك واسلك احسن المسالك تنجو من المهالك قال الله تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقال تعالى ان كان مقداره الآية وقال تعالى يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه فأخبر الله عز وجل العون اللعين اقامة للحجة عليه واني لاظنه كذبا. يعني في قوله ان في السماء لام. وعلماء الامة واعيان الائمة من السلف رحمهم الله لم يختلفوا على عرشه فوق سماواته. قال عبدالله بن المبارك نعرف ربنا فوق سبع سماوات على العرش استوى بائنا من خلقه. ولم يقوموا كما قالت الجاهلية انه هنا واشار الى الارض وروينا الاسلام وروينا باسنادنا. وروينا باسنادنا الى الشيخ سعيد ابن فتح رحمه الله تعالى المتفقين على امامته وجلالته ودينه وارأيه وتفرده بذلك في زمنه للشام وغيره في كتاب الحجة على تاركين الحجة في عقيدته التي اجمع عليها علماء الاسلام ممن لقيه او بلغه قوله من غيره ممن هو موصوف بالقدوة والزعامة والعلم الصائم والفم الثاقب مشهور بلا ما خويتي وديانة علية ناطق عن الكتاب والسنة واجمعين ومع الامة مجانب للبدعة والضلالة والجهالة انه لا يجوز اعتقاد ما لم يكن له اصل في كتاب الله سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجماع اهل العلم من الصحابة التابعين لهم باحسان وان الله تعالى مستوي على عرشه كما قال في كتابه وقال ثم نقل ذلك عن حاسم وابي زرعة الرزين متفق على امامتهما وجنايتهما مذاهب ائمة الانصار والعلماء في جميع الاقطار ادركنا العلماء حجازا وعراقا ونصرا وشاما ويمنا الامام ابو عثمان الصابوري رحمه الله فيما رواه عن الحاكم ابي عبدالله الحافظ باسناده ابي عبدالله الرباطي قال حضرت مجلس الامير عبد الله بن طاهر ذات يوم وحضر اسحاق يعلي ابن راهوية فسأل عن حديث نزول صحيح هو قال نعم فقال له بعض قوة عبدالله يا ابا يعقوب تزعم ان الله ينزل كل ليلة؟ قال نعم. قال كيف ينزل؟ قال اثبته فوق حتى قال اثبته فوق حتى اصف لك النزول فقال له الرجل احسن الله اليكم فقال قال له الرجل اثبته فوق فقال له اسحاق قال الله عز وجل وجاء ربك والملك صفا صفا قال الامير عبد الله يا ابا يعقوب هذا يوم القيامة قال اسحاق ومن يجيء يوم القيامة ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم من لم يقر بان الله عز وجل على عرشه قد استوى فوق سبع سماوات فهو كافر به حلال الدم. يستتاب فانتاب والا ضرب عنقه حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جثته وكان ماله فئا لا يرثه احد من المسلمين اذ المسلم لا يرث الكافر كما قال عليه وسلم لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر وامامنا ابو عبد الله محمد ابن ادريس الشافعي رضي الله عنه احتج في كتابه المبسوط في مسألته كافرة لا يصح التكفير بها لخبر معاوية ابن الحكم وانه اراد ان يعتق الجارية انه اراد ان يعتق الجارية السوداء في الكفارة. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعرف انها مؤمنة او لا؟ فقال اين ربك؟ فانشرت الى السماء اذ كانت اعجمية؟ فقالوا لها صلى الله عليه وسلم من انا فاشارت اليه والى السماء يعني انك رسول الله الذي في السماء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعتقها فانها مؤمنة. تحاكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية وانما احتج الشافعي رحمه الله على المخالفين لقوله يجوز اعتاق رقبة الكثرة الكفارة بهذا الخلاص اعتقاد ان الله تعالى فوق خلقه فوق سبع سماواته وفوق سبع سماوات كما هو معتقد وفوق سبع سماوات على عرشه كما هو معتقد المسلمين من اهل السنة والجماعة سلفهم وخلفهم اذ كان رحمه الله لا يروي خبرا صحيحا ثم لا يقول به واعلم ان الظرفية ليست مرادة في هذا الحديث باجماع العلماء وانما معنى العلو باجماع. وقال امام الحرمين في نهايته في مسألة في مسألة اذا قال لزوجته ان طرت او صعدت الى السماء ان طرت او صعدت الى السماء فانت طالق. في اثناء بحث الله. ومن قال ان الله سبحانه وتعالى في السماء سبيل التحيز فهو كافر باجماع المسلمين. والله اعلم. وقال الربيع بن سليمان سمعت الشافعي رحمه الله يقول اذا رأيتموني اقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا ان عقله قد هذا فقال الزعفراني روى الشافعي رحمه الله يوم الحديث فقال السائل يا ابا عبد الله تقول بي؟ قال تراني في بيعة او كنيسة ترى علي زي الكفان هو ذا تراني في مسجد المسلمين علي زين المسلمين مستقبلا قبلتهم او روي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا اقول به. وقال الشافعي رحمه الله رحمة الله عليه اذا رأيتم قولي مخالف لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حائط رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رضي الله عنه اذا صح الحديث فهو مذهبي وقد اجمع المسلم ونصوص الكتاب والسنة على وجوب الرجوع اليه وعند الاختلاف وانه لا يجوز العمل بالقياس في صفات الباري عز وجل ولا الرجوع اليه فيها وكذلك حكم اسماءه عز وجل وكذلك حكم سبحانه وتعالى بل كل ذلك توقيفي يجب الرجوع فيه الى وجود النص في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة اما السنة الضعيفة السند فقد رجحها احمد رحمه الله جماعة الانقياس الجليل واوجبوا العمل بها واما السنة الصحيحة الثابتة بخبر واحد. فقد رجح ابو حنيفة رحمه الله العمل بها. فقد رجح ابو حنيفة رحمه الله العمل بالقياس الجليل عليه عليها. واذا تعارض عنده حديث صحيح ثابت بخبر واحد وقياس جريء يخالفه قدم العمل به على الحديث الصحيح الثابت بخبر واحد وخالفه جمهور اصحابه بذلك واعتبروا عنه بانه لم يبلغوا الحديث والله اعلم واما المتواتر فلا ما لي احد من المسلمين شيئا فقال مالك رحمه الله كل واحد مأخوذ من قوله ومشروك الا صاحب هذا القبر لان النبي صلى الله عليه وسلم ونقل عنه ترجيح عمل اهل المدينة عن حديث ثابت في خبر واحد كحديث البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ولم يقل بهما ما صح وثبت في روايته والشافعي رضي الله عنه لم يعرج على شيء من ذلك ايوا انما رجع الى حديث صحيح مطلقا ما لم يكن بزوقا او مخصوصا او ورد على سبيل مخصوص او في واقعة عين ونحو ذلك رضي الله عنه وعنهما كل مقاصدهم صالحة فكل مقاصدهم صالحة وانما قصدوا الوصول الى المطلوب على ما يرضي الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم على ما ادى اليه اجتهاده من غير قصد مخالفة فهم مثابون على ذلك مكتوب به نوم الحسنات مرفوع لهم به الدرجات والله اعلم. قال الاستاذ ابو عثمان الصابوني رحمه الله والفرق بين اهل السنة وبين اهل البدعة انهم اذا سمعوا حديثا في صفات الرب سبحانه وتعالى رده اصلا ولم يقبلوه او قبلوه في الظاهر ثم بتأويل يقصدون به رفع الخبر من اصله وان ابطال مانع واهل السنة يقبلون ويصدقون به ولا يتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال منه فليتهمون ان ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ما قاله اذ هو كان اعرف بالرب سبحانه من غيره ولم خذي الا حقا وصدقا وواحيا قال الله عز وجل وقال الزهري التابعي الجليل امام الائمة وغيره هو من علماء الامة رضي الله عنهم وعنهم رضي الله عنهم وعنهم وعن الجملة على الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم وقال العلماء يجب التسليم في احاديث الصفات واياتها باقرارها وامرارها من غير تصور لمعانيها او فكر في كيفيتها فان التصور والفكر وفيها يؤدي الى محظورات وما ادى الى المحظور محظور. وروى يونس ابن عبد الصمد بالمعقل عن ابيه ان جعد ابن ان جعد ابن درهم اما جعد ابن درهم قدم على وهب ابن ود يسأله عن صفات الله تعالى فقال ويلك يا جعفر تعض المسألة. تعض المسألة احسن الله اليكم فقال ويلك يا جاد تعض المسألة اني لاظنك من الهالكين يا جعد لو لم اني لاظن من الهالكين يا جعد لو لم يخبر الله تعالى في كتابه ان له عينا ويدا ووجها لما قلنا ذلك فاتق الله ثم لم يلبس كعد ان قتل وصلب خطب خالد بن عبد الله التسليم ومضى يوم الاضحى بالبصرة فقال في اخر خطبته ينصرف الى الى منازلكم وضحوا بارك الله لكم في ضحاياكم اني مضحي اليوم بالجعد بدرهم فانه يقول لم يتخذ الله ابراهيم خليلا ولم يكن ولم يكلمه تكليما سبحانه وتعالى عما يقول علو كبيرا ونزل عن المنبر فذبحه بيده وامر بصلبه. واعلم انه من كذب على الله واعلم انه من كذب على الله تعالى بخبر او في ذلك او عانده في امره فهو كافر مرتد يستتاب عند جمهور العلماء فان تابوا الى خشم. وقالت الطائفة لا يقبل نوم لا يقبل له توبة. فان قبلت قتله وخص مالك واصحابه وقول السلف وخص مالك واصحابه قول السلف وجمهور العلماء وبعض اصحاب الشافعي عدم القبول بالتوبة وقتله عدم قبول توبته وقتله حتما بسب النبي صلى الله عليه وسلم فقط وقتله عليه وسلم. وبعض اصحاب وبعض اصحاب الشافعي عدم قبول توبته وقتله حتما بسد وقتله معطوفة على عدن عدم قبول توبته وقتله حتفا بسب النبي صلى الله عليه وسلم فقط. وغير ذلك يجري فيه على احكام المرتدين. وهو الذي اعتقد وهو الذي اعتقده وادين الله واديم الله تعالى به فقد ثبت فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من سب نبيا فاقتلوه واهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دم من سبه صلى الله عليه وسلم يوجد فيه رواه ابو داود في سننه. وضوب عليه ولا اعلم له ناسخا ولا مخصصا ولا معارض والله اعلم. وعمم بعض المالكية المسألة في سب الله عز وجل وسب رسوله صلى الله عليه وسلم وتكبيرهما او ما يلزم منه استنقاص ونحو ذلك في انه يقتل حتما وانا اعتقد عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصلان تقرير فوقانية الله سبحانه وتعالى وهي هي الصفات العظمى التي تكلم فيها الاوائل. ومن من يؤول بقية الصفات من تغلب عليه ادلة اثبات علو الله سبحانه وتعالى فيقول به لجلالة الوارد فيها. قد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في اجتماع جيوش اسلامية ان الادلة الدالة على علو الله سبحانه وتعالى نحو الف دليل ذكر المصنف رحمه الله تعالى طرفا من ايات واحاديث وضمن ذلك نقولا عن جماعة من علماء الامة رحمهم الله تعالى. ثم فكان مما ذكر رحمه الله تعالى في اثناء ما نقله عنهم انهم رحمهم الله تعالى مع بفوقانية الله عز وجل واستدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم الجارية اين الله؟ وقولها في السماء فانه مجمعون على ان الظرفية ليست مرادة في هذا الحديث. والمراد بنفي الظرفية عدم اعتقاد ان السماء تحوز الله سبحانه وتعالى وتحيط به. فليس هذا معنى فيه. وانما معناها على قوله تعالى لو يصلي بينكم في جذوع النخل يعني على جذوع النخل. ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد ذلك اجماع المسلمين على وجوب الرجوع الى القرآن والسنة عند الاختلاف وانه لا يجوز العمل بالقياس في صفات الله عز وجل. فالمعول في اثبات الصفات هو القرآن والسنة. ثم ذكر رتبة السنة عند الائمة الاربعة المتبوعين بما يقضي باتفاقهم رحمهم الله تعالى على تعظيمها واجلالها. وان وقف وان وقع في بعض فروع ذلك اختلاف بين انهم كتقديم ابي حنيفة العمل بالقياس الجلي على الاحاد فان هذا لا يقدح بالاصل الكلي من ان ابا حنيفة رحمه الله الله تعالى يقدم السنة ويرقبها ولا سيما ما كان من جنس متواتر كادلة اثبات الفوقانية لله سبحانه وتعالى. ثم نقل بعد ذلك كلاما لابي عثمان الصابوني بالفرق بين اهل السنة واهل البدع ان اهل السنة يعظمون الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات الرب فيتقبل فيقبلونها ولا ثم نقل عن الزهري رحمه الله تعالى قوله على الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم علقه البخاري الحميدي واسناده صحيح فالواجب على العبد اذا بلغه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يسلم له وهذا معنى قوله وقال العلماء التسليم في احاديث الصفات واياتها باقرارها وامرارها الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى. ثم ذكر حكم المكذب لما جاء في خبر الله سبحانه وتعالى. فقال واعلم انه من كذب على الله تعالى في خبره او ضاده في فعله او عدده في امره فهو كافر مرتد يستتاب عند جمهور اهل العلم لانكاره وجحده خبر الله سبحانه وتعالى وهذا هو الصحيح خلافا لمن؟ قال انه لا يستتاب. ثم نقل رحمه الله عن الامام مالك وجماعة من السلف تخصيص ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم وانه لا تقبل توبته وانه يجب قتله اذا سب النبي صلى الله عليه وسلم وانه لا يستتاب. ومال اذا ترجحي وهو الراجح. فان حق الله سبحانه وتعالى يسقط بتوبة العبد واما حق النبي صلى الله عليه وسلم فانه يستوفى بقتل من تعرض للنبي صلى الله عليه وسلم بالسب. فذكر تعالى في ذلك حديثين احدهما لا يصح وهو حديث من سب نبيا فقلتلوه واما الحديث الاخر فإسناده جيد وقوله رحمه الله تعالى في اول كلامه في الصفحة التاسعة والسبعين بعد المئة فاسترح ايها المحاذي المراد بالمحاذي المبتغي المحاذاة. في الصفحة التاسعة والسبعين بعد المئة ايها المحاذي اي المبتغي المحاذاة. وهي المجاراة. المبتغي المحاذاة وهي المجاراة وذلك بقياس الغائب على الشاهد. وذلك بقياس الغائب على الشاهد بان نداء في ادراك كيفية الصفات الالهية وهي غيب لما يشاهده في عالم الشهادة. فامر له بان اي ان يترك هذا والا يشتغل به لكلالة ذهنه وظهور عجزه عن الولوج في مثله اذن نعم احسن الله اليكم. فصل تقدم انه يجب الايمان بحديث النزول بنا كيفية وما قيل فيه ويجب تنزيه الرب سبحانه عن الانحدار بعد الصعود وهو حديث ثابت في الصحيحين. وقد رواه جماعة من طرق كثيرات عن ابي هريرة وعبادة من الصامت ابن ابي طالب وعبد ابن ابي مسعود وفضالة ابن عبيد عن ابي الدرداء احسن الله اليكم. وفضالة وفضالة ابن عبيد عن ابي الدرداء عبدالله بن عباس وام المؤمنين عائشة وام سلمة كلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث مشهور صحيح لا مطعن فيه لا من حيث لفظه لا من حيث ولا معناه بل يجب الايمان بي من غير تفكر في معناه الحظ المؤمن منه ان يشتغل بطاعة الله تعالى في ذلك الوقت ودعائه وسؤاله واستغفاره وتعالى لا معرفة كيفية النزول. وفي بعض الروايات عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى ينزل لسه ما هي الدنيا في ثلث الليل الاخير في نادي هل من هل من مستغفر فاغفر له؟ فلا يبقى شيء فيه الروح الا علم به ان الثقلين الجن والانس قال فلذلك تصيح الديوك وتناقض الحمير وتمدح وتنبح الكاف. وروى الحسن بن سفيان في مسنده باسناد صحيح برواية عن جابر ابن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان عشية عرفة ينزل الله فيه الى السماء الدنيا يباهي باهل الارض عن السماء ويقول انظروا الى عبادي شعثا غبرا. ضاحهم جاؤوا من كل فج عميق. اشهدكم اني قد غفرت لهم. روى ابو عبد الله ابن رواية ام سلمة رضي الله عنها يضم محمد بن المنكدر الراوي عنها رفعه قالت نعم قالت نعم نعم اليوم يوم ينزل نعم اليوم. احسن الله اليكم. نعم اليوم يوم ينزل الله فيه الى السماء الدنيا قالوا واي يوم ذاك؟ قالت يوم عرفة وفي رواية عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل الله تعالى في النصف من شعبان الى السماء الدنيا ليلا الى اخر النهار من الغد فيعتق من النار بعدد لشعر معز كلب ويكتب الحاج وينزل ارزاق السنة ولا يتركه احدا الا غفر له. الا مشركا او قاطع رحم او عاقا او مشاحنا حديث ليلة نصف شعبان ضعيف باتفاق الحفاظ والله اعلم. قال الامام ابو عثمان رحمه الله فلما صح الخبر في نزول عمرو صلى الله عليه وسلم اقر بها اهل السنة واثبتوا ولم يعتقدوا تشفيا له بنزول الخلق ولم يبحثوا عن كيفيته اذ لا سبيل اليها بحال. وقال الحافظ ابو بكر الإسماعيلي رحمه الله النزول صح الخبر عن رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى الله في ظلل من الغمام والملائكة. وقال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا فتؤمنوا بذلك كله على سبحانه ان يبين لنا كيفية ذلك فعل. فانتهينا الى ما احكمه وكففنا عن الذي يتشابه اذ كنا قد امرنا به قال الله تعالى متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ايتبعون ما تشابه منه بارتقاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله. الراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب قال الشيخ ابو عثمان رحمه الله اصحاب الحديث يؤمنون بالمحكم وينتهون في المتشابهين الايمان به والعلم بانه من عند الله وما ينازعون فيه ولا يمارون المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل الذي عقده من فصول كتابه تقرير ما تقدم من بوجوب الايمان بحديث النزول. وقوله رحمه الله بلا كيفية يعني بلا كيفية يعقلها لان الصفة كائنة بلا كيفية فان الصفات الالهية لا تنفك عن كيفيات كما تعرف العرب ذلك من لسانها لكن كيفيات تلك الصفات لا سبيل الى الاحاطة بها فنثبت تلك الصفات وننفي العلم بالكيفية وهذا هو المعنى المراد فيما وقع في كلام جماعة من الائمة كالامام احمد فمن بعده من نفي الكيفية فانهم لا يريدون اثبات صفة مجردة عن كيفية وانما يريدون اثبات صفة تجرد علمنا عن الاحاطة بكيفيتها فهذا محل نفيها. ثم ما وراء ذلك في قوله وما قيل فيه ويجب تنزيه الرب سبحانه عن الانحلال بعد الصعود. يعني بالامتناع عن القول في تكييف تلك الصفة شفاء لما تفهمه العرب من كلامها بمعنى النزول دون تشقيق الكلام في بيان ذلك المفضي الى الوقوع في الفاظ لم يتكلم بها السلف رحمهم الله تعالى. ثم بين رحمه الله تعالى ان حديث النزول حديث ثاب في الصحيحين رواه جماعة من الصحابة من طرق من طرق كثيرات وعد جماعة منهم ممن جمع الاحاديث الحافظ الدارقطني في كتاب النزول فان له كتابا مفردا اسمه كتاب النزول ذكر فيه الاحاديث المروية مسندة عن هؤلاء الصحابة وغيرهم ثم قال وهو حديث مشهور صحيح لا مطعن فيه لا من حيث لفظه ولا معناه بل يجب الايمان به من غير تفكر في معناه. والتفكر المراد الممنوع منه في معناه هو التفكر المفرضي الى قياس الخالق على المخلوق. فمن الناس من يزعم ان نزول الله سبحانه وتعالى في الثلث الاخر الى السماء الدنيا ممتنع عقلا. لان الدنيا لا يزال الليل فيها يتلقى بل بحسب مواضعها فنيل المشرق قبل ليل المغرب. وما ان يتناهى الليل الى المغرب حتى يبتدأ مرة اخرى في المشرق وهلم جر وهذا اعمال للذهن فيما لا يدركه فان ذلك متعلق بعالم الغيب وهو الرب سبحانه وتعالى في صفته فلا سبيل الى احاطتنا حقيقة كيفية يتنقطع الفكر بتبين هذا بتبين هذا المعنى ونرده الى الله نرده الى الله سبحانه وتعالى. كما قال المصنف المؤمن منه ان يشتغل بطاعة الله في ذلك الوقت ودعائه وسؤاله واستغفاره سبحانه وتعالى لا معرفة النزول وهذا يبين لك ان مورد النهي عنده هو ما تطلع فيه الى الكيفية دون من طلب فيه ادراك المعنى ثم ذكر رحمه الله تعالى جملة من الفاظ هذا الحديث في بعض الروايات كما وقع في بعض طرق حديث ابي ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا الحديث اورده بهذا اللفظ الصابون في عقيدة السلف اصحاب الحديث وجملته الاخيرة فلا فلا يبقى شيء فيه من فلا يبقى شيء فيه الروح الا علم به الى اخرها مما لا اعلمها مروية في شيء من طرق الحديث في الكتب التي بايدينا وانما ذكرها الصابون ولم يوقف عليها مسندة واما صدر الحديث فانه معروف من حديث ابي هريرة وغيره. ثم اتبعه برواية حديث جابر عزاها الى الحسن بن سفيان في مسنده وهو مما لم يوجد بعد لكن رواها من طريقه تلميذه ابن حبان في صحيحه وحكم المصنف رحمه الله تعالى بان اسناده صحيح وفيه لكن الاحاديث الواردة في النزول في عشية عرفة ثابتة في صحيح مسلم من حديث عائشة وغيرها رضي الله عنها. ثم ذكر ان الحاكم روى عن امه سلمة يظن محمد بن منكدر الراوي عنها رفعه اي يظن انها رفعت الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال نعم اليوم يوم ينزل الله فيه الى السماء الدنيا قالوا واي يوم ذاك؟ قالت يوم عرفة. ولم يصح هذا مرفوعا. وانما ثبت ذلك موقوفا عن ام سلمة رضي الله عنها عند الدارقطني في كتاب النزول ولا لا كائن في اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي عن ام سلمة واسناده صحيح. ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع فهو مرفوع لفظا وان كان موقوفا فهو مرفوع حكما. وان كان موقوفا لفظا لانه لا يقال من قبل الرأي. وما لا سبيل الى الى الرأي فيه مما وقع من كلام الصحابة فانه يكون مرفوعا. قال العراقي رحمه الله تعالى وما اتى عن صاحبه بحيث لا يقال رأي حكمه الرفع على فقال في المحصول نحو من اتى فالحاكم الرفعان لهذا اثبتا. ثم اتبعه في رواية لحديث عائشة عند الترمذي وغيره واسنادها ضعيف وهي في نزوله سبحانه وتعالى النصف من شعبان والاحاديث المروية في النزول في النصف من شعبان لا يصح منها شيء. ومن ذخائر الافادات في هذا الكتاب ما نقله المصنف رحمه الله تعالى من ان حديث ليلة نصف نصف شعبان ضعيف باتفاق الحفاظ فهو من الاحاديث التي اتفق عليها الحفاظ الاوائل فانه لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما تعقب به المعتني بالكتاب المصنف من ان الحديث محل خلاف بين العلماء فيه نظر لان الاتفاق المنقول اتفاق قديم. والخلاف الذي تعلق به المعتني خلاف حدث بعده. على ان مقتضى النظر هو ضعف تلك الاحاديث وانها لا تصح وانما الصحيح في ما تقدم من الاحاديث نزوله سبحانه وتعالى في ليلة في كل ليلة في الثلث الاخر ونزوله سبحانه وتعالى في يوم عرفة. ثم ذكر نقلا عن الامام ابي عثمان انه اذا لما صح الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالنزول اقر به اهل السنة واثبتوه ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول الخلق ولم يبحثوا عن كيفية اذ لا سبيل لها بحال. ثم نقل كلاما عن الحافظ ابي بكر الإسماعيلي رحمه الله تعالى ذكر فيه ابو بكر ادلة النزول من القرآن وهي قوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلم من الغمام والملائكة وقوله وجاء ربك والملك صفا صفا. ووجه الاستدلال بها على النزول هو المتقدم في حكاية ابي اسحاق ابن راهويه مع الامير عبدالله بن طاهر اذ قال اسحاق من كان قادرا على ان يأتي يوم القيامة فما الذي يمنعه ان ينزل؟ فالله سبحانه وتعالى قادر على ذلك فكما يثبت له الاتيان والمجيء يوم قيامة يثبت ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من انه سبحانه وتعالى ينزل في كل ليلة ثم نقل عن ابي عثمان الصابوني انه قال فاصحاب الحديث يؤمنون بالمحكم والمتشابه وينتهون في المتشابه للايمان به والعلم بانه من عند الله اينازعون فيه ولا يمارون والمراد بالمحكم هنا ما ظهر لنا علمه. والمتشابه ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه. فيؤمنون في باب الخبر بما ظهر لنا علمه. كاثبات الصفات الالهية ويكلون المتشابه الى الله سبحانه وتعالى مما لم يظهر لنا علمه ككيفيات الصفة الالهية والمحكم والمتشابه لهما محلان. والمحكم والمتشابه لهما محلان. فالمحل الاول وقوع ذلك في الحكم الشرعي الخبري. وقوع ذلك في الخطاب الشرعي الخبري وقوع ذلك في الخطاب الشرعي الخبري. فيكون المحكم ما ظهر لنا علمه. ما ظهر لنا علمه والمتشابه ما لم يظهر لنا علمه. ما لم يظهر لنا علمه والاخر في الخطاب الشرعي الطلبي في الخطاب الشرعي الطلبي فيكون المحكم ما اتضحت دلالته ما اتضحت دلالته والمتشابه ما لم تتضح دلالته ما لم تتضح دلالته وقولنا في الاول عند ذكر المتشابه ما لم يظهر لنا علمه لاستئثار الله به. لاستئثار الله به فالمتشابه في باب الخبريات لا سبيل الى العلم به. ولا يعلمه احد من الخلق اما المتشابه في الطلبيات فانه يعلمه من فتح الله عز وجل له الفهم من الخلق كما في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان ابن بشير الذي رواه البخاري ومسلم من حديث زكريا ابن ابي زائدة عن عمل الشعبي عن النعمان ابن بشير وان النبي صلى الله عليه وسلم قال مشتبهات لا يعلمهن كثير وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس وهذا يدل على ان كثيرا من الناس يعلمونه ومحل ذلك المتشابه في الخطاب الشرعي الطلبي فيكون من من يعلم حقيقته فتتضح له دلالته. واما الخطاب الشرعي الخبري فان المتشابه فيه يكون الله سبحانه وتعالى قد استأثر بعلمه فلا سبيل للخلق للوصول اليه. هذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب يحمل بقيته باذن الله بعد صلاة العشاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين