السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اما بعد فهذا المجلس الثالث في شرح الكتاب الثاني من برنامج اليوم الواحد العاشر والكتاب وفيه هو الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد. للعلامة ابي الحسن ابن العطار رحمه الله تعالى وقد انتهى من البيان الى قوله قاعدة العلم علمان. نعم. احسن الله اليكم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم قال المصنف علي رحمه الله تعالى قاعدة العلم علمان علم في الخلق العلم فيه مفقود فعلم القدر ينسخه في خلقه مفقود طواه الله تعالى عن الخلق لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. فمن سأل لما فعل فقد رد حكم الكتاب. استحق العقاب. ومن ادعى العلم المفقود فقد كفر. ومن انكر. العلم وجودنا قد كفر لا يصح الايمان الا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود فاذا كان هذا فيما يتعلق بالقدر والصفات هذا ممن يطلب معرفة علم الذات او يتعرض لذلك فنعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل عقد المصنف رحمه الله تعالى قاعدة جل مضمنيها من قول من كلام ابي جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته بين فيها قسمة للعلم باعتبار طلبه ذكر ان العلم علمان احدهما علم في الخلق موجود وهو الذي له سبيل يطلب فيه والآخر علم بالخلق مفقود وهو الذي لا سبيل الى طلبه. فالاول هو علم الامر والنهي فالاول هو علم الامر والنهي الذي خوطبنا به في الكتاب والسنة وما التحق بذلك. والثاني هو ما استأثر الله عز وجل بالاحاطة بعلمه من حقائق القدر والصفات. فالواجب على العبد ان يشتغل بطلب العلم الممكن تحصيله وهو علم الخطاب الشرعي. واما ما لا سبيل اليه من العلم المفقود المخفى عنا فانه لا ينبغي للعبد ان يتشاغل به. وهذا معنى قول المصنف ومن ادعى العلم الوقود فقد كفر لمن ادعى العلم المغيب عنا فقد كفر الا سبيل الى الاحاطة به. ومن انكر العلم الموجود فقد كفر اي علم خطاب الشرع الذي امرنا ونهينا به لا يصح الايمان الا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود. نعم. احسن الله اليكم. فصل يجب الايمان بجميع رسل الله وانبيائه وان جميع به حق وصدق. قال الله تعالى الاية والاية التي فيها ال عمران قال العلماء لا يكون الرجل مؤمنا حتى يؤمن بجميع الانبياء وجميع الكتب التي انزل الله عز وجل عليها جميع الرسل. قال الموحدي فيجب على الانسان ان يعلم صبيان ونساء واسماء الانبياء ويأمرهم بالايمان بجميعهم يظنوا انهم كلفوا بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فقط فيلقنه قوله تعالى قال الحسن البصري رحمه الله عليكم وخدمكم اسماء الانبياء الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه حتى يؤمنوا بهم ويصدقوا بهم وبما جاءوا به. قال الامام ابو جعفر احمد ابن محمد سلامة الطاحونين رحمه الله وكل ما جاء من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك المتهمين بارائنا ولا متوهمين فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم الا على ظهر التسليم والاستسلام وما حضر عن علمي فمن رمى ما حضر عن علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه؟ فمن رام ما حضر عنه علمه احسن الله اليكم فمن رام ما حضر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم حجبه مرام عن خالص التوحيد وصنف المعرفة وصحيحه عن الايمان فيتذبذب بين الكفر والايمان تصديقا للتكذيب والانكار موسوسا جاحدا مكذبا وهذا كلام نفيس يجب التمسك به من وضوحه وما في من النور المبين والرجوع من الشرك الى اليقين والله اعلم قال الامام ابو بكر ابن العربي نبقت طائفة تسترت في الاسلام وهي تقتل عقائدنا وما في وجوب ذلك على كل واحد وقالت مؤكدة لذلك ان القول بان معرفة الله تعالى تقف على الشرعية تقف على الشرع ان القول بان معرفة الله تعالى تقف على الشرع يبطل الشرع وذلك ان نبيا نوعا وذلك ان نبيا نوعاهم واظهر اية ودع الخلق الى النظر في القول والايمان به وكان لا واجب الا في الشرع. لقالوا له لا يجب علينا في معجزتك نظر. لانه لا واجب للنشر الا شرع متفرد ولم يتقرر بعد شرعك ولا ظهر صدقك فانا ايجاب الوقوف على الشريان في الشرع وهذا اعظم شبهة لهم قال علماؤنا قولا اذا ظهرت المعجزة فقد صح الشرع واستقر الوجوب وجب على الخلق نذر الايمان وليس من شرط الوجوب على المكلف بما اوجبناه عليه في ذلك علم بوجوبه وانما الشرط تمكنه من ذلك وكونه بصفة من يصح ذلك منه على معنى ان في من آفات مضادة للقدرة والعلم عنه ولهذا قال علماؤنا لا يصح قصد التقرب الى الله بهذا الواجب الاول لان من بان من شرطه معرفة المتقرب اليه ولما يحصل بعد هذا اخر كلامه وهو نفيس فقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول هذا الكتاب بين فيه وجوب الايمان بجميع رسل الله وان جميع ما جاءوا به حق وصدق. وهذا الايمان المطلوب منا بمن تقدم سوى النبي صلى الله عليه وسلم هو ايمان على الاجمال فيؤمن باثبات الانبياء والرسل المتقدمين وما انزل الله سبحانه وتعالى عليهم من الكتب. ولا يلزمه تفصيل المعرفة باسماء اولئك الانبياء ولا لاسماء الكتب المنزلة عليهم بل لو جهلها العبد لم يكن ملوما في تصحيح ايمانه لكن كمال الايمان هو الازدياد بالعلم بمن امرنا الله سبحانه وتعالى بالايمان به من الملائكة من الكتب والنبيين. فما ذكره المصنف رحمه الله على نقلا عن الواحدي وعن الحسن البصري رحمه الله تعالى من وجوب تعليم الصبيان والنساء اسماء الانبياء للايمان بهم لا يلزم العبد ويكفيه في صحة ايمانه الايمان بهم اجمالا دون تفصيل. لعدم في ايمان العبد عليهم وانما يحتاج الى معرفة النبي الذي بعث اليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفة لان الكتاب المنزل عليه هو القرآن لان هذا هو الذي خوطب به العبد في هذه الامة فايمانه متوقف على هذا التفصيل فجهله باسمه صلى الله عليه وسلم مؤذن بجهله بوصفه وما بعث به صلى الله عليه وسلم فيلزمه ان عرف اسم النبي صلى الله عليه وسلم والقدر الكافي في تصحيح ايمانه هو معرفة الاسم الاول محمد. اما بقية اسمه فلا يلزم العبد معرفته في تصحيح ايمانه. وانما يكتفي بما يدل على كونه وهو اسمه الاول محمد وكذا معرفة الكتاب الذي انزل اليه انه القرآن لانه من علم الضرور من العلم الضروري الذي لا يغتفر جهله فهو علم لازم لمن انتسب الى الاسلام والتزم احكامه. ثم ذكر رحمه الله تعالى نقلا عن ابي الجعفر ابي جعفر الصحاوي رحمه الله تعالى في تعظيم مقام التصديق والتسليم فمتى صح حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عليه وجب على العبد ان يسلم له والا يدخل في ذلك متأولا رأيه ولا متوهما بهواه ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. واذا جاوز ابدوا التسليم فدخل في محارات العقول اضر بنفسه لان العقول لا تبلغ نهايات ما وخطبنا به وقد يغمض عليها شيء فيجب على العبد ان يسلم لئلا ليضر بايمانه كما قال ابو جعفر ما حظر عن علمه اي منع عن علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد اي حجبه قصده عن التوحيد الخالص وصافي المعرفة وصحيح الايمان لانه تشوف الى ما حجب عنه فيكون في قلبه تطلع الى ما هو محظور منه. فيشوش هذا القصد على ايمانه ويتبلبل ايقانه فيحصل له من الحال ما ذكر المصنف بقوله ما ذكر ابو جعفر في قوله فيتذبذب بين الكفر والايمان والتصديق والتكريم والانكار موسوسا موسوسا تائها شاكا زائغا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا وهذا الامر عظم باخرة لان كثيرا من الناس صاروا يتطلعون الى طلب العلم الذي حجبه الله سبحانه وتعالى عنهم زعما بان قدر الخلق قد ارتفعت وانى لهم اهلية في عقد ما حجب عنهم من المعاني فادى ذلك الى فشو الالحاد فيهم. وهذه موجة تأخذ للناس كل مدة تنتجها جملة من الامور التي تحف بالمسلمين ترفعهم من حال التوحيد الى حال الالحاد بسبب تلك المؤثرات. وقد طافت بهذه البلاد وغيرها قبل نحو اربعين سنة فاجتذبت من اجتذبت من الهالكين وهي اليوم اجنحتها وتعلي الويتها في كثير من اطراف بلاد المسلمين. ومنشأها ان من ابناء المسلمين لما اتصل ومزجهم وخالطهم وبهت بما عندهم من المعارف والعلوم وما اصطلحوا عليه من الاحوال والاجتماعية والسياسية والاقتصادية حتى اخذ ذلك بشغاف قلبه اوجد عنده من التساؤلات ما اورثه والشكوك وهذا ما ينتجه المصير الى مجاورة الكفار ومواصلتهم والاعجاب بهم فان العبد ربما انتقل من دين الى دينهم بمثل هذه المناشئ التي تحدث هذه الاحوال. ولهذا اطالة بغير هذا الموضع. والمقصود ان العبد ينبغي له في حفظ ايمانه ان يحرص على فطم نفسه عن التطلع الى ما حجبه الله سبحانه وتعالى عنه ليصفو له توحيده وتصح معرفته وايمانه. ثم نقل كلاما عن ابي بكر ابن العربي رحمه الله تعالى في الرد على نابتة نبتت تنتسب الى الاسلام وهي تبطن عقائد الاوائل يعني عقائد الفلاسفة من المصنفين في العقائد من يذكر الفلاسفة باسم الاوائل لتقدمهم على غيرهم. وهو يعرض ها هنا للفلاسفة الاسلاميين الذين ينسبون انفسهم الى الاسلام مع انتحالهم مذاهب الفلاسفة القدامى كارسو وغيره وهؤلاء يزعمون بدعواهم ان الاوضاع التي كان عليها اولئك الفلاسفة جاءت الشريعة بمثلها فالوضع الفلسفي ملائم للوضع الشرعي وهي مقالة تتكرر في كل زمانك تكررها في زماننا هذا مع استغناء عن مثل هذه الموازنة فان الشريعة بكمالها لا تحتاج الى عرضها تارة على قوانين ارسطو ومن سلف ولا عرضها على قوانين الامم المتحدة وما خلف فان كمال الاسلام في جميع ابواب الحياة دينا وسياسة واقتصادا واجتماعا وعلما وثقافة لا يخرج الى مثل ذلك. لكن تنشأ مثل هذه النوابت في الاسلام بمثل هذه الاحوال فكان مما زعمه هؤلاء الفلاسفة المنتسبون الى الاسلام انهم ادعوا انه لا يفتقر في صفة الله سبحانه وتعالى ولا وجوب تلك المعرفة الى الشرع فان العقل قادرة على الاستقلال بمعرفتها دون شرع وقالوا في توكيد ذلك ان القول بان معرفة الله تقف على الشرع يبطل الشرع اي اذا ادعي ان ان ثبوت معرفة الله عز وجل موقوفة على وجود دليل شرعي بطل ذلك الدليل الشرعي وذلك ان لو ان لو عرض دعواه واظهر ايته ودعا الخلق الى النظر في قوله والايمان به وكان لا واجب الا بالشرع لقالوا له لا يجب علينا بمعجزتك نظر لانه لا واجب الا بالشرع متقرر. اي كيف تطالبنا بالايمان بالشرع التي تثبت به نبوتك ولما يلزمنا ذلك الشرع وهي سفسطة عقلية كسائر الاوضاع الفلسفية. وذكر ابن العربي ردا صرح به علماؤهم يعني من الاشاعرة بانهم قالوا اذا ظهرت المعجزة فقد صح الشرع. يعني ان اثبات الشرع ليس متوقفا على الشرع بل يكون اظهار الشرع مقترنا بما يدل على ثبوته فاذا ذكر الشرع مع ما اقترن به دل على ثبوته فهو لا يثبت بنفسه وانما بمثبت قرن به لتأكيده وهو المعجزة عندهم. فاذا ظهرت المعجزة مقترنة بدعوة النبوة دلت على ثبوت الشرع الذي جاء به النبي اصل مثبت النبوة في المعجزة غير صحيح فان افرادا ما تثبت به النبوة في المعجزة فان دلائل النبوة واياتها وعلاماتها لا تنحصر فيها. فمن دلائل النبوة التي كانت للنبي صلى الله عليه وسلم ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الصدق والامانة قبل الاسلام. فمثل هذا يصلح ان يكون نبيا لان من عف عن الكذب على المخلوق هو اولى ان يعف عن الكذب على الخالق. فكيف يقيم بين ظهرانيه مدة مديدة؟ لا يكذب على احد ولا يخون احدا. ثم يظهر بعد ذلك دعوى الخبر عن الله سبحانه وتعالى. وانه ارسله. فمن المحال ان يكون حينئذ كاذبا على الخالق. لان الناس باعتبار فطرهم. ومنهم اهل الجاهلية قبل الاسلام وهم على البقايا من دين ابراهيم لم يكن يدور في خلد احدهم الكذب على الله سبحانه وتعالى بمثل هذا ولذلك لم يكن في وبمن ادعى النبوة لانهم كانوا يعظمون هذا المقام ويتأكدوا هذا في احوالهم بشدة انتسابهم الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام والمقصود ان ظهور المعجزة ليس الفرض الوحيد الذي يدل على تثبيت الشرع بل تثبيت الشرع يدل عليه امور تكتنب المرسل الذي ارسله الله عز وجل الى الخلق ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم. فدلائل النبوة متقاطرة على تثبيت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. فحينئذ لا محيد عن قبول الشرع الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي يدافع تلك القواطع التي دلت على صدقه صلى الله عليه وسلم مدافع للعقل اليقين فان العقل اليقين يقطع بقبول من كانت هذه احواله يعني بمجموع ما كان له من دلائل النبوة فينتفي ما ذكروه في ذلك وان كان ردهم مستحسن في مناقضة الفلاسفة لكنه ليس مستحسنا باعتبار الوضع الشرعي فيقبل منهم في مناكفة وابطال قولهم ولهم هم والمعتزلة يد طولى في ابطال مقالات الفلاسفة المنتسبين الى الاسلام كابن سينا وغيرهم ثم ذكر ابن العربي رحمه الله تعالى في كلامه ما يشعر مصيره الى ما عليه الاشاعرة في مسألة التحسين والتقبيح ودفع ذلك وتقدم ان القول بالتحسين والتقبيح سلك به العقل سلك فيه اهل السنة مسلكا وسطا فقالوا بامكان الحكم على الاشياء بالحسن القبح بالعقل لكن ترتب تعلق الذمة بها مع الثواب والعقاب مناص بورود الخطاب الشرعي نعم. احسن الله اليكم. فصل من اعترف بالوحدانية والالهية وجحد النبوة من اصلها او نبوة نبينا خصوصا او احد من الانبياء الذين نص عليهم بعد علمهم بذلك فهو كافر بلا ريب كالبراهمة ومعظم اليهود والعروسية نصر الغرابية من ضوافض الزاعم الى ان ناريا كان مبعوث اليه جبريل عليه السلام. وكالمعطلة والقراميطة والاسماعيلية والعنبرية من الرافضة. وان كان سبب هؤلاء قد اشركوا في كفر اخر مع من قبلهم وكذلك من دان بالوحدانية في صحة نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن جوز على الانبياء الكذب بما والداع في ذلك المصلحة لزامه او لم يدعي هذا فهو كافر باجماع كالمتفلسفين وبعض الباطنية والروافد وغلاة المتصوفة واصحاب الاباحة فان هؤلاء ان ظاهرا شرعية واكثر ما جاءت به الرسل من الاخبار عما كان ويكون من امور الاخرة والحشر والقيامة والجنة والنهار ليس منها شيء على مقتضى نفضها ومفهوم خطابها وانما بها الخلق على جهة المصلحة لهم اذا يمكنهم التصريح لقصور افعالهم فمظمن مقالاتهم ابطال الشرائع وتعطيل الاوامر والنواهي وتكذيب الرسل الثياب فيما انت فيما والارتياب فيما اتوا به وكذلك من اضاف الى نبينا صلى الله عليه وسلم تعمد الكذب فيما بلغه واخبر به وشك في صدقه يوسف انه قال انه لم يبلغ او استخف به او باحد من الانبياء او ازر عليهم او اذاهم او قتل نبيا وحاربه فهو كافر بالاجماع. وكذلك نكفر من ذهب مذهب بعض ان في ان في كل جنس من الحيوان نذيرا ونبيا من القردة والخنازير والدواب والدود ويحتج بقوله تعالى دخل فيها نذير للدارق يؤدي ان يوصف انبياء هذه الاجناس بصفاتهم المذمومة وفيه من الازراع على هذا المنصب المريح لما فيه مع اجماع المسلمين على خلاف وكذلك نكفر من اعترف من الاصول الصحيحة بما تقدم وبنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن قال كان اسود او مات قبل ان يلتحق الانسان الذي كان بمكة والحجازة وليس بقرشي لان وصفهم بغير صفات معلومة نفي له وتكذيب به وكذلك من ادعى نبوة احد مع نبينا صلى الله عليه وسلم كالذي سوية من اليهود القائلين بتخصيص لسانته من العرب وكالخرم وكالخرامية القائلين لتواتر الرسل وكأكثر الرافضة القادر بالمشاركة عليهم في رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك كل امام عند هؤلاء يقوم وقاموا في النبوة والحجة وكالبزيعية والبيانية منهم القائمين بالنبوة به القائلين بنبوة بذيء وبيان واشباه هؤلاء او من ادعى النبوة لنفسه وجوز اكتسابها والبلوغ بصفات وهو البلوغ بصفاء القلب الى مرتبتها كالفناء متصوفة وكذلك من الدعم انه من يوحى انه يوحى اليه وان لم يبدأ النبوة وانه اصعد الى السماء ويدخل الجنة ويكون ملزما ويعانق الحور العين فهؤلاء كلهم كفار مكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم. لانه اخبر صلى الله عليه وسلم انه خاتم النبيين وانه لا نبي بعده اخبر عن الله عز وجل وخاتم النبيين وارسل كافة للناس واجمعت الامة على حمل هذا الكلام على ظاهره. وان مفهومه المراد به دون تأويل دون تخصيص ولا شك في كفر هؤلاء في كل اجماعا وسمعا والله اعلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل تقرير وجوب الايمان بالنبوة وان من جحد النبوة من اصلها عموما بان اعتقد ان الله لا يبعث الى الخلق نبيا او جحد نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم خصوصا او احد من الانبياء الذين نص عليهم بعد علمه بذلك فهو كافر خارج من الملة. ولو كان معترفا بالوحدانية والالهية الى الله سبحانه والالهية لله سبحانه وتعالى فقد جاء بما يوجب كفره وهو جهد النبوة اما عموما او خصوصا. ومثل المصنف رحمه الله تعالى بطوائف من القائلين بذلك كالبراهمة ومعظم اليهود الى ان قال رحمه الله له والمعطلة المذكورين في باب النبوات هم المعطلة المطلقة. هم المعطلة المطلقة لا يده فان المعطلة لقب على طائفتين. الاولى المعطلة المقيدة. المعطلة قيد وهم المذكورون في باب الاسماء والصفات. وهم المذكورون في باب الاسماء والصفات. ممن ينتحل ممن ينتحل انكار الاسماء والصفات جميعا او انكار الاسماء دون الصفات والثاني المعطلة المطلقة. وهم المذكورون في باب النبوات. المعطلة المطلقة وهم المذكورون في باب النبوات ممن ينكرون حقائق الاشياء ممن ينكرون حقائق الاشياء. فينكرون دون الخالق الصانع للخلق كما يقولون وينكرون المرسل الى الخلق وهم الانبياء ثم قال رحمه الله تعالى في الصفحة العشرين بعد المائتين وكذلك من دان بالوحدانية وصحة نبينا نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم. ولكن جوز على الانبياء الكذب فيما اتوا به وادعى في ذلك المصلحة بزعمه او لم يدعها فهو كافر بالاجماع لان حقيقة الاقرار لهم بالنبوة يمتنع معها تجويز انهم كانوا كاذبين فيما اتوا به فانهم لم يأتوا الا بالصدق من ربهم فمن نسب اليهم انه يجوز وقوع الكذب منهم فيما امروا بالبلاغ فيه فقد ادعى انهم خانوا الرسالة فهو كافر بذلك. ثم قال رحمه الله تعالى في بيان من بيان طوائف مما يندرج بهذا في هذا قال واصحاب الاباحة اي المستحلين للمحرمات المنتهكين لها المعتقدين ان الله لم يحرم شيئا بما حصلوه من مقام ادى الى اباحة ما يكون محظورا على الخلق فانه لا يكون عليهم محظورا بل هو مباح وهؤلاء عامتهم من الباطنية الذين يجعلون الاحكام الشرعية ظواهر غير مرادة وانما المقصود منها الوصول الى مقام متى وصله العبد سقط عنه الخطاب بالحل والحرمة وغيرهما. ثم قال في الصفحة الثانية والعشرين بعد المائتين وكذلك من اضاف نبينا صلى الله عليه وسلم تعمد الكذب فيما بلغه واخبر به وشك في صدقه الى اخر ما قال فهو كافر باجماع فيكون كذلك ثم قال بعد وكذلك نكفر من ذهب مذهب بعض القدماء اي من الفلاسفة بان كل جنس من من ان في كل جنس من الحيوان نذيرا ونبيا من القردة والخنازير والدواب والدود وهؤلاء مبطلون كاذبون مستخفون بمقام النبوة. فهم كفار باجماع المسلمين لبطلان دعواهم. وكذبها واستخفافها بمقام النبوة حتى جعلوا في كل جنس من البهائم العجباء وغيرها نذيرا ورسولا. ثم قال وكذلك يكفر من اعترف من الاصول الصحيحة بما تقدم وبنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ولكن قال كان اسود او مات قبل ان ينتحي او ليس الذي كان بمكة والحجاز. واوقف المصنف رحمه الله تعالى كفره على قوله. لان وصفه بغير صفاته المعلومة له وتكذيب به اي لان هذا يؤول الى وقوع العبد في نفي نبوة النبي صلى الله عليه وسلم والتكبير به لكن ذلك لا يبلغ مبلغ الكفر. فاذا اعتقد شيئا من هذه الامور فانه لا يكفر بذلك والغالب وان مثل ذلك انما يحمل عليه الجهل كمن نشأ في ارض بعيدة او كان حديث العهد في الاسلام فلا يظن النبي فلا يظن حال النبي صلى الله عليه وسلم الا كحاله كمن كان في بلد اهله على حال السواد فتوهم ان هذا النبي يتسائل الناس يكون اسود او غير ذلك. ثم قال وكذلك من ادعى نبوة احد مع نبينا صلى الله عليه وسلم وبعده فلا شريك له صلى الله عليه وسلم في النبي في النبوة ولا يكون بعده نبي. ومن اعتقد ذلك فقد كفر. ثم قال وكذلك كل امام عند هؤلاء يقوم مقامه بالنبوة والحجة اي من زعم ان احدا من ائمته المعظمين يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في النبوة فانه يكفر بذلك ثم قال وكذلك من ادعى منهم انه يوحى اليه وان لم يدعي النبوة او انه اصعد الى السماء. ويدخل الجنة ويأكل من ثمارها ويعانق الحور العين. العين فهؤلاء كلهم كفار ومكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم. وعلل تكذيبهم بمناقضتهم للخبر الصادق من كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم ان محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وان الله سبحانه وتعالى لا يبعث بعده نبيا كما قال تعالى ولكن رسول الله وخاتم النبيين. فمن ناقض ذلك بادعاء النبوة في احد او او زعم ان احدا يصرخ النبي صلى الله عليه وسلم ففيها وانه يكون بعده نبي او نسب اماما معظما عنده الى النبوة فهؤلاء كلهم كافرون لانهم مكذبون بختم النبوة هم لا يعتقدون ان النبوة مختومة به صلى الله عليه وسلم وهذا تكذيب بالقرآن الكريم فيكفرون. نعم. احسن الله اليكم. فصل وامنوا ومعرفة يزيدوا بالطاعة وينقص بالمعصية. قال عمر بن حبيب بن خماشة الانصاري صحابي وجد ابي جعفر الخطمي المحدث وعمير من عن الشجرة مدني وليس هو عمير وخطمي الانصاري الذي كانت له اخت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فقالها انما ابعده الله قال عمير من ايمان يزيد وينقص؟ فقيل ما زيادتهما نقصان؟ فقال اذا ذكرنا الله فحمدنا وسبحناه فتلك زيادته. فاذا غفلنا وضيعنا ونسينا فذلك نقصانه. قال الشيوخ ابو الفتح نصر المقدسي وغيره من الائمة اجمع علماء السنة والجماعة. على ان الايمان قوم وعمل يزيد وينقص وانكر الاوزان ومالك وسعيد بن عبدالعزيز وغيرهم رحمهم الله قولا ان الايمان بلا عمل ويقولون لا ايمان الا وقال ابو عثمان الصابرين رحمه الله ومن كانت طاعته وحسناته اكثر كان اكمل ايمانا ممن كان اقل من الطاعة كثير الاضاعة. وقال اسحاق بن ابراهيم الحنظلي وقدم ابن مبارك رجل من الظن به انه يذهب مذهب الخوارج فقال له يا ابا عبد الرحمن ما تقول في من يزني ويسرق ويشرب الخمر؟ فقال لا اخرجه من الايمان فقال يا ابا عبد الرحمن الا صرت موجعا فقال لا فقال لا تقبل فقال لا تقبلني الموجعة فقال لا تقبلني المرجئة المرجئة تقول حسناتنا وسيئاتنا مغفورة ولو علمت انه ولو علمت انه قبلت مني حسنة لشهدت اني في الجنة. وقال عمر رضي الله عنه لو وزن لو وزن ايمان وابي بكر رضي الله عنه مشكاة النبوة حيث قال صلى الله عليه وسلم وزنت الامة وزنت بنت الام وزنت الامة فرجحتها وزنت الامة فرجحتها وزنها ابو بكر فرجحها وزنت الامة فرجحتها. احسن الله اليكم. وزنت الامة فرجحتمها ووزنها ابو بكر فرجحها وهو عام في كل شيء من اعمال القلوب والجوارح. قال ابو بكر محمد ابن اسحاق ابن خزيمة سمعت احمد ابن سعيد الرباطي يقول سمعت سمعت احمد بن سعيد الرباطي يقول قال لي عبد الله بن طاهر يا احمد انكم تبغضون هؤلاء قوم جهلان وانا ابغضهم عن معرفة وانا ابغضهم عن معرفة ان اول ان اول امرهم انهم لا يرون من السلطان طاعة. والثاني انه ليس الايمان عندهم قدر والله لا يس والله والله لا يستجيز ان اقول ايمانك ايمان يحيى ليحياك ولا كايمان احمد ابن حنبل وهم يقولون ايماننا كايمان جبريل وميكائيل وقال ابن خزيمة ايضا سمعت الحسين ابن حرب اخ احمد ابن حرب يقول اشهد ان دين احمد ابن حرب الذي يدين الله لي ان الايمان قوم وعمل ويزيد وينقص عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول كتابه قرر فيه ان الايمان قول وعمل ومعرفة ومراده بالمعرفة الاعتقاد. فاهل السنة يرون ان الايمان من قسم على هذه المطالب الثلاثة وانه قول وعمل واعتقاد فهو قول بالقلب هو عمل وقول باللسان وعمل للقلب وعمل باللسان واعتقاد بالقلب. فاما قول القلب فهو اعتقاده. فاما قول القلب فهو اعتقاده. واما عمله القلب فهو حركاته واراداته. فهو حركاته واراداته. فمثال الاول اعتقاد العبد ان لله ملائكة. اعتقاد العبد ان لله ملائكة. ومثال الثاني محبة الله والتوكل عليه فهي عمل للقلب. واما قول اللسان فهو الاقرار بالشهادتين والنطق بهما اما قول اللسان فهو العقاب بالشهادتين والنطق بهما. واما عمل اللسان فهو ما لا تأدى الا به ما لا يتأتى الا به. كقراءة القرآن والتهليل والتسبيح ذكر هذه المعاني المتقدمة ابو العباس ابن تيمية وشيخ شيوخنا حافظ للحكمي في معالج القبول وذكر المصنف رحمه الله تعالى اثارا عن السلف رحمهم الله تعالى في اثبات زيادة الايمان ونقصانه لان الامر كما قال يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فكان مما ذكره قول عمير ابن حبيب الانصاري رضي الله عنه الايمان يزيد وينقص الحديث اخرجه ابن ابي شيبة في كتاب الايمان وغيره واسناده حسن هو من اقدم الآثار المنقولة في زيادة الايمان ونقصانه. ثم ذكر اجماع علماء السنة والجماعة على ان الايمان قوله وعمل يزيد وينقص من قولا عن ابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي الشافعي رحمه الله تعالى واتبعه بنكير السلف على بعض المذاهب التي ادعت ان الايمان يكون بالاقرار بلا عمل. وهذا امر باطل فلا ايمان الا بعمل كما قال السلف. وسبق بسط هذه الجملة في التقريرات على كتاب الابانة بطة مما اقرأنا قدرا منه يتعلق بذلك في برنامج منتخب الابواب والفصول المتقدم قبل سنة فبسط ذلك يطلب منه ثم ذكر رحمه الله تعالى من كلام الائمة ما يدل على ذلك في قصة عبد الله ابن مبارك ومن بعده. نعم. احسن الله اليكم اصل يجب اعتقاد ان المؤمن اذا اذنب ذنوبا كثيرة صغائر كانت او كبائر لا يكفر بها وان خرج من الدنيا غير تاب منها ومات الاخلاص والتوحيد فانه يكفر بذلك لانه ذنب من الذنوب القلبية المكفرة. قال بعض العلماء الا ان يكون في ذلك قلنا ان اردت التأويل المصادفة فلا سمع ولا طاعة لك ولا لنا. وان رتبته الى الملائم فليس في ذلك كلامنا. والله يعلم المفسد من المصلح. وامر كل وامر كل وامر كل من الحديث المتقدم للصفحة ثلاثة وثلاثين بعد المئتين في حرف ساقط وزنت امتي فرجحتها وزنت بالامة فرجحتها نعم وامر كل من ارتكب ذنبا لا نكفره فصل يجب اعتقاد ان المؤمن اذا اذنب ذنوبا كثيرة لا يكفر بها وان خرج من الدنيا ما تاب منها ومات عن الاخلاص والتوحيد الا ان يعتقد تحلل ما حرم الله فانه وبذلك لانه ذنب من الذنوب القلبية المكفرة. قال بعض العلماء الا ان يكون متأولا في ذلك قلنا ان اردت من تأويل المصاد فلا سمع ولا طاعة قال لنا وان اردت التأويل الولائي فليس في ذلك كلامنا والله يعلم المفسد من المصلح. وامر كل من ارتكب ذنبا لا نكفره به الى الله ان شاء عنه وادخله الجنة يوم القيامة سالما ظالم غير مبتلى بالمال ولا يعاقب ولا ما ارتكبوا من الذنوب واكتسبه ثم استصحبه يوم القيامة من الاثام والاوزار وان شاء عاقبهم وادبه مدة بآداب النار فان عذبه ولم يخلده فيها بل يعتقه ويخرجه منها الى نعيم الى نعيم دار القرار وكان الشيخ الامام ابو الطيب سهل ابن محمد الصعلوكي رحمه الله يقول المؤمن المذنب وان عذب بالنار فانه لا يلقى فيها يلقاه الكفار ولا يلقى فيها معنى ذلك ان الكافر على وجهنا النائم ثم يلقى في النار منكوسا في السلاسل والاغلال والانكار الثقال والمؤمن المذنب يقتل بالنار فانه يدخل كما يدخل المجرم السجن في الدنيا على الرجل من غير على الرجل من غير تنكيس لا يلقى من النار لقاء الكفار ان الكافر يحرق بدنه كله وكلما جاهزين دهون يذوق العادة واما المؤمنون فلا تنفحوا وجوههم النار ولا تحرقوا ولا تحرقوا اعضاء السجود منهم وحرم الله على النار اعضاء سجوده ومعنى قوله لا يبقى في النار مقام كفار لان الكافر يخلد فيها ان الكافر يخلد ولا يخرج منها ابدا ولا يخلد الله من مذنب في النار احدا وقوله ولا يشقى بالنار شقاء الكفار فمعناه ان الكفار ان الكفار يؤيسون من رحمة الله ولا يرجون راحة بحال واما المؤمنين ان الكفار يؤيسون من رحمة الله ولا يرجون راحة بحال. واما المؤمنون فلا ينقطع طمعهم من رحمة الله في كل حال. عاقبة المؤمنين الجنة لانهم خلقوا لها وخلقت لهم فضل من الله ومنة واختلف العلماء من اصحاب الحديث وغيرهم في ترك النسك في صلاة الفرض متعمدا فكفرهم بذلك احمد ابن بلى وجماعة من علماء السلف واخرجه بهذا الاسلام وبه قال من اصحاب الشافعي منصور الفقه في كتابه المستعمل في الفقه رحمهم الله رحمهم الله من خبر الصحيح في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان العبد وبين الكفر ترك الصلاة. وقال صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة الصلاة فمن تركها فقد كفر فقال شقيق ابن سلمة ابو وادي التابعي الامام الجليل وادرك زماننا النبي صلى الله عليه وسلم اكان اصحاب النبي صلى الله ما كان اصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعدون تركه كفر غير الصلاة وذهب الشافعي وجمهور اصحابه وجماعة من علماء السلف رحمهم الله الا انه لا يكفر بها ما دام يعتقد وجوبها وانما يستوجب القتل كما يستوجب مرتدو عن الاسلام وتأولوا احاديث على من ترك الصلاة جاحدا لها كما اخبر الله تعالى عن يوسف عليه السلام انه قال اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم اخرة كافرون ولم يكن تلبس بكفر ولكن ولكن تركه ولكن تركه تركه جاع ولكن تركه ترك جاحد لله عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر بين فيه ان مرتكب الذنوب ولو كانت كبائر فانه لا يكبر بها. وان خرج من الدنيا غير تائب منها ومات على الاخلاص. والتوحيد فانه يصير الى الله سبحانه وتعالى ان شاء عذبه وان شاء غفر له مع القطع بان مصيره الى الجنة لانها ادار الموحدين التي ينتهون اليها فلا تكون حاله حال الكافرين الذين يخلدون في النار. فمقصود تصنفي من هذا الفصل الرد على الزاعمين بان من وقع في الكبيرة فقد خرج من الايمان هؤلاء طائفتان الطائفة الاولى طائفة الخوارج الذين يخرجونه من الايمان فيكون اخرا في الدنيا والاخرة. والطائفة الثانية طائفة المعتزلة. الذين يخرجونه من الايمان فيجعلونه في الدنيا غير مؤمن ولا كافر. واما في الاخرة فيجعلون منتهاه الى النار خالدا فيها. وكلا المعنيين باطل. وما ذكرناه عن المعتزلة هو الذي نسبوا به الى المنزلة بين المنزلتين التي عدوها من اصولهم الخمسة. وذلك بزعمهم ان مرتكب الكبيرة يخرج من دائرة الايمان ولا يدخل في دائرة الكفر بل يكون في مرتبة هي برزخ بين الدائرتين سموها بالمنزلة بين المنزلتين. ثم قال رحمه الله الا ان يعتقد تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله فانه يكفر بذلك لانه ذنب من الذنوب القلبية المكفرة اي ان العبد اذا وقع الحرام لشرب الخمر لا يكون كافرا به حتى يعتقد حله. وكذا اذا حرم ما احل الله لا يكون كافرا به الا ان يعتقد تحريمه ويكفر بذلك الاعتقاد. فالذنب بنفسه ليس مكفرا في فعله الكبيرة اذا شرب خمرا او زنا او سرق او اغتاب وانما يكون مكفر فيما لو اعتقد ان تلك الكبيرة حلال ليست حراما فاعتقد ان الخمر وحلال او ان الزنا حلال فانه يذكر بذلك الاعتقاد. ثم نقل كلاما حسنا عن بعض العلماء قال فيه الا ان ان يكون متأولا في ذلك اي له عذر يمكن دفع الكفر عنه به وهو التأويل. قال صنف بعد قلنا ان اردت التأويل المصادم فلا سمع ولا طاعة لك ولا لنا. وان اردت التأويل الملائم فليس في ذلك كلام وهذا من احسن التعبير في قسمة التأويل. وهو من ظمائن هذا الكتاب فالتأويل ينقسم الى قسمين احدهما التأويل المحتمل التأويل المحتمل وهو الذي له شبهة يستمسك بها وهو الذي له شبهة ويستمسك بها. والثاني التأويل التأويل الذي لا يحتمل التأويل الذي لا يحتمل. وهو ما لا استمسك له البدة ما لم يستمسك له البتة. وسمى المصنف رحمه الله تعالى الاول تأويلا ملائما. والثاني تأويلا مصادما. يسمى مصنفه رحمه الله تعالى الاول تأويلا ملائما يسمى الثاني تأويلا مصادما والتأويل المصادم هو انكار مقنع وانكار وجحود مقنع المتدرع به يقول بالجحود لكنه يزعم ان له تأويلا به. كمن يتكلم مثلا في اليد لله سبحانه وتعالى. فيؤولها تأويلا له مستمسك كالقائل بانها القدرة او النعمة مع ضعف مستنسقه فهذا يكون لتأويله مستمسك. واما من حملها على معنى لا يمكن ان يقبل فان حقيقة حمله على المعنى الذي ادعاه في بعض مقالات الفلاسفة في الصفات الالهية هو انكار مقنع لكنهم ستروه بالتأويل لئلا يتذرع بذلك الى تحفيظهم اذا صرحوا بالجحود وهذا التستر في المقالات موجود في عدة مواضع من علم الاعتقاد وهو حقيق بالافراد. خلع الاقنعة التي البست جملة من الاقوال هي في الحقيقة تؤول الى القول المستعظم المستبشع كما تقدم في مذهب اللفظية ان مذهبا لفظية في الحقيقة هو مذهب الجهمية القائلين ان القرآن مخلوق لكنهم ستروه بتلك الدعوة من كونهم لفظي والقرآن مخلوق وكذا مذهب الاشاعرة في الكسب. فانهم يصيرون الى مقالة الجبرية لكنهم ستروا ذلك بما ادعوه في مصطلح الكسب وهم متنازعون فيه على بضعة عشر قولا. ثم قال رحمه الله تعالى بعد ذلك وامر كل من ارتكب ذنبا لا نكفره به الى الله ان شاء عفا عنه وادخله جنة الى اخر ماء وان شاء عقبة وعذبه مدة بعذاب النار. فالذنب الذي لا يكفر به العبد فصاحبه تحت مشيئة الله سبحانه تعالى ثم نقل كلاما عن ابي الطيب الصعلوكي رحمه الله تعالى في التفريق بين حال المؤمن المذنب اذا عذب في النار وبين حال الكفار فيها في القائهم وما يلقون وما يعرض لهم في في النار من الشقاء. ثم نقل بعده كلاما حسنا في تفسير كلام وهو لتلميذه ابي عثمان الصابوني رحمه الله تعالى في الفسر عن المعاني التي ذكرها رسول رحمه الله تعالى في احوال المؤمنين في النار. ومن القواعد التي تنبغي العناية بها ما يذكره اصحاب متكلم في فهم كلامه على غيرهم. تقديم ما يذكره اصحاب متكلم في فهم كلامه على غيرهم وهذا متكرر في مواضع في المعتقد وغيره من الاقوال التي تنسب الى احد اهل العلم فيكون قولا مجملا يطلع على الحق الحقيقي فيه بالنظر الى ما كان عليه اصحابه الامام احمد رحمه الله تعالى ربما عزا اشياء الى ابن مسعود رضي الله عنهم لانها المعروفة في اصحابه وهو يقطع ان ما كانوا عليه هو من ما تلقوه عن ابن مسعود رضي الله عنه فجعل النسبة التي فجعل نسبة الفعل الذي عقله عن اصحابه فيما روي عنهم منسوبا الى ابن مسعود رضي الله عنه. ثم ذكر رحمه الله تعالى اختلاف اهل العلم في ذنب من الذنوب هل يكفر به ام لا؟ وهو ترك الصلاة اذا تركها فلم يصلي هل يكفر ام لا يكفر وابتدأ ذلك بذكر قول من كفره احمد وجماعة من علماء السلف واخر القائلين بعدم التكفير كالشافعي وجمهور اصحابه وما تأولوا به حديث الواردة في ذلك واصح المذهبين والله اعلم. القول بتكفير تارك الصلاة ولو لم يجحدها. فمن ترك الصلاة فانه كافر. وقد صح في جامع الترمذي عن عبد الله ابن شقيق. رحمه الله تعالى انه قال ما كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعدون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة. وهذا كالاجماع المنقول عنهم ووقع في الكتاب وقال شيخ ابن سلمة في الصفحة الثانية والاربعين بعد المائتين والصواب وقال عبد الله بن حقيقة واصلحوها. نعم السلام عليكم فصل ويجب ان يعتقد ان اكسب العباد مخلوقة لله تعالى من غير بلية فيه ولا يعلم احدا من اهل الحق والهدى ينكر هذا القول وينفيه وان الله تعالى يهدي من يشاء لدينه ويضل من يشاء وعنه لا حجة لمن اضله الله عز وجل عليه ولا عذر له لديه قال الله عز وجل فهي الحجة البالغة فلو شاء نهداكم اجمعين. وقال تعالى ولكن حق القول من الجنة والناس اجمعين. وقال تعالى ولقد درعنا لجهنم كثيرا من الجن والانس. فسبحانه خلق خلق بنا حاجة منه اليهم فجعلهم فريقين فريقا للنائم فضلا وفريقا في الجحيم اجلا وجعل منهم غويا ورشيد وشقي وسعيدا وقريبا من رحمته وبعيدا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وقال الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. قال الله عز وجل كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة. وقال تعالى اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب قال ابن عباس رضي الله عنهما سبقه من السعادة والشقاوة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان خلق احدكم يجمع في بطنه يجمع في بطن امه بين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضافا مثل ذلك ثم يبعث الله اليه الملك بأربع كلمات ثم يبعث الله اليه الملك بأربع كلمات بما في رزقه وعمله واجله وشقي او سعيد هو الذي نفسي بيده ان احدكم يعمل وان عهدكم ليعمل بعمل حتى ما يكون بينه وبين اي الذين ارادوا ما يدركوا ما سبق لهم في الكتاب رواه البخاري ومسلم وهذه الرواية العباس محمد ابن اسحاق السراج عن يوسف ابن موسى عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل لا يعمل بامر اهل الجنة وانه لمكتوب في كتابه انه من اهل النار فاذا كان عند موته تحول فعمل عبدي عمل اهل النار اذا مات ودخل النار وان الرجل ليعمل للنار والنوى مختوم في الكتاب انه من اهل الجنة فاذا كان قبل موته عمل ان للجنة فماذا فدخلنا الجنة حديث صحيح. عقدنا المصنف هذا الفصل لتقرير كون افعال العباد مخلوقة لله كما قال ويجب ان يعتقد ان اجساد العباد يعني افعالهم لله سبحانه وتعالى. فالله عز وجل خالقها. وذكره رحمه الله تعالى للافعال باسم الاكساب محمول على المعنى اللغوي فالكسب هو ما يعمله الانسان واما المعنى الاصطلاح المعروف عند الاشاعرة وهو مما اختلفوا في تقرير حقيقته. حتى صار من الغامض الخفية في علوم الاعتقاد فيحمل كلامه على ما يراد به من اللسان العربي وان المقصود به فعل العبد الذي يجترحه فيكتسبه فهو مخلوق لله سبحانه وتعالى ثم قرر ثبوت قدر الله سبحانه وتعالى في الهداية والاضلال فقالوا ان الله الله تعالى يهدي من يشاء لدينه. يعني فضلا ويضل من يشاء عنه يعني عدلا. لا حجة اضل الله عز وجل لمن اظله الله عز وجل عليه ولا عذر له لديه. ذكر من الائمة يصدق ذلك ثم اتبعه بحديثين يدلان على نفوذ قدر الله سبحانه وتعالى في العبادة وان الخلق قد انتهوا الى ما جعل الله عز وجل لهم من جنة او نار كما في حديث عبد الله ابن مسعود وهو في الصحيحين وحديث عائشة بعده عند احمد وغيره وكلاهما صحيح. نعم. احسن الله اليكم. فصل ويجب اعتقاد ان الخير والشر والنفع والضر والحلو والضر بقضاء الله تعالى وقدره كتب له ربه ولو جمد الخلائق وان ينفع المرء بما لم يقضيه الله ولو لم له لم يقدروا عليه ولو جاهدوا ان يضروه بما لم يقضه الا وعليه لم يستطيعوه كما ثبت في الحسن الصحيح عن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الى اقلام وجبة الصحف اقام الله تعالى فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده. ويجب الا يضاف الى الله تعالى ما يتوهم انه نقص على الافراد يا خالق القردة والخنازير والخناء. فلا يقال القردة والخنازير والخنازير. وان كان لا مخلوقا الا والرب سبحانه وتعالى خالقه وفي ذلك الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء استفتاح الصلاة تباركت وتعاليت والخير كله في يديك والشر ليس اليك ومعناه والله اعلم يا خالق الشر ويوم قدم السرير وان كان هو الخالق المقدر لهما جميعا. ولذلك في اسماء الله تعالى لم لم يذكر الضار من فراده. بل قال المعز المذل الخافض الرابع القابض الباسط المحيي المميت المنتقم العفو وقد اضاف الخضر عليه السلام ارادة الاي به الى نفسه وارادة والبدي والرحمة من الله تعالى في قصة سورة الكهف وقال في السبينة فاردت ان اعيدها وفي الغلام لليتيمين اراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزا رحمة من ربك. وقال تعالى مخبر عن ابراهيم صلى الله عليه وسلم انه قال واذا مرضت فهو يشفين اضاف المرض الى نفسه والشفاء الى الله تعالى وان كان الجميع منه جل جلاله اضاف النعمة اليه سبحانه والغضب اتى به سبحانه بصفة نفورية من غير ذكر الفعل فقال تعالى صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين اكتبوا البيتين هذين اردت ان استذكرهما متعلقان بالكسب لان الكسب عند الاشعري لا حقيقة له. قال الناظم مما يقال ولا حقيقة تحته. مما يقال ولا حقيقة معقولة تدنو الى الافهام. معقولة تدنو الى الافهام الكسب عند الاشعري الكسب عند الاشعري والحال عند البه. والحال عند البه الشطر الاول الحال عند الباء شمي وطفرة النظام هي الشطر الثاني الكسب عند الاشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام. فهذه من الحقائق التي تذكر من المعالم تذكر في الاعتقاد ولا حقيقة تحتها عقد المصنف رحمه الله تعالى في الجملة المتقدمة فصلا اخر بين فيه ما يجب اعتقاده من ان كلما يقع من الاقدار من خير او شر او نفع او ضر او حلل او مر فكله بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره لا مرد له ولا محيص عنه ولا قدرة للخلق على مدافعته فهو نافذ فيهم فالقدر حلوه وشره وحلوه ومره كله من الله سبحانه وتعالى. ثم نبه رحمه الله على ان تقرير شمول القدر لجميع الافراد لا يؤذن باضافة ما يوهم النقص الى الله سبحانه وتعالى الا وان كان من جملة قدره فيجب الا يضاف اليه ما يتوهم انه نقص على الافراز فلا يقال يا خالق القردة والخنازير الوزير والخنافس وان كان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ثم ذكر في تقرير هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح والشر ليس اليك ومعناه والشر لا يضاف اليك لا انه ليس خالقا له فان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء لكن لا يفرد ذلك بنسبته الى الله سبحانه وتعالى. ولم تأتي في الكتاب والسنة اضافة الشر الى الله سبحانه وتعالى مفردا. وانما وقع ذلك في القرآن والسنة على ثلاثة طرائق احدها ادراجه في عموم مخلوقاته. ادراجه في عموم مخلوقاته سبحانه ادراجه في عموم مخلوقاته سبحانه. قال تعالى الله خالق كل شيء قال تعالى الله خالق كل شيء وثانيها اضافته الى فاعله اضافته الى فاعله اضافته الى سببه. اضافته الى سببه قال الله تعالى ومن شر ما خلق ومن شر ما خلق وثالثها حذف فاعله عند ذكره حذف فاعله عند ذكره. قال تعالى وانا لا ندري. اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا. فتجافي ذكر الشر على وجه الافراد في القرآن في نسبته الى الله سبحانه وتعالى وقع لتنزيهه عز وجل عن ذلك ذكر هذه المسالك الثلاثة ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم. وعلل المصنف امتناع اضافة الشر الى الله في قول القائل يا خالق الشر او يا مقدر الشر لقوله ولذلك في اسماء الله تعالى لم يذكر بانفراده بل قال الضار النافع المعز المذل الخافض الرافع الى اخر ما ذكر وهذه الاسماء تسمى ما احسنت الاسماء الالهية المتقابلة المزدوجة الاسماء الالهية القابلة المزدوجة لان اسماء الله عز وجل ثلاثة انواع. احدها الاسماء المفردة مثل الله الرحمن. وثانيها الاسماء المضافة مثل ما لك يوم الدين وعلام الغيوب. وثالثها الاسماء المزدوجة المتقابلة. الاسماء المزدوجة المتقابلة مثل القابض الباسط مثل القابض الباسط. ولم يصح من النوع الثالث الا هذا الاسم. ولم يصح من نوع ذلك الا هذا واما ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى فهذا ورد في حديث عد الاسماء الحسنى في بعض طرقه وهو حديث ضعيف لا يثبت ضعفه الترمذي وابن حزم وغيرهما نعم احسن الله اليكم فصل ويجب الاعتقاد ان الله تعالى مريد للجميع اعمال العباد خيرها وشرها لم يؤمن احد الا بمشيئته ولم يكفر الا بمشيئته قال الله تعالى وقال جميعا رشى سبحانه الا يعصى ما خلق ابليس وكفر الكافر وكفر الكافرين وكفر الكافرين وايمان المؤمنين والحاد وتوحيد الموحدين وطاعة المطيعين كلها بقضاء الله وقدره وارادة ومشيئته ارادها وشاءها وقدرها ويرضى سبحانه الايمان والطاعة ويسخط الكفر ويسخط الكفر والمعصية ولا يضع قال الله تعالى ان تكفروا فان الله غني عن ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضاه لكم عقد المصنف هذا الفصل لبيان شمول ارادة الله سبحانه وتعالى جميع اعماله. والمراد بها الارادة الكونية فان ايمان المؤمن لم يقع الا بارادته سبحانه وكفر الكافر لم يقع الا بارادته سبحانه وهذه الارادة الكونية تسمى بالمشيئة. فارادة الله عز وجل نوعان. فارادة الله عز نوعان احدهما الارادة الكونية الارادة الكونية وتسمى المشيئة والاخر الارادة الشرعية. والاخر الارادة الشرعية. والفرق بين الارادتين من وجهين والفرق بين الارادتين من وجهين. احدهما ان المراد في الارادة الكونية قد يكون محبوبا لله وقد لا يكون. ان المراد قد يكون لله وقد لا يكون. اما في الارادة الشرعية فانه يكون محبوبا له. اما في الارادة الشرعية انه يكون محبوبا له. والاخر ان المراد المتعلق بالارادة الكونية نافذ لا يتخلف. ان المراد المتعلق بالارادة الكونية نافذ لا يتخلف واما المراد المتعلق بالارادة الشرعية فقد يقع وقد لا يقع. اما المراد المتعلق بارادة الشرعية قد يقع وقد لا يقع. نعم. احسن الله اليكم. فصل ويجب اعتقاده ان ان عواقب العباد مبهمة لا يدري احد بما يختم لهم ولا يحكمون لواحد بعينه انهم من اهل الجنة ولا على واحد بعينه انه من اهل النار لان ذلك مغيب عنهم لا يعرفون ما يموت عليه الناس اعلى اسلام ام على قبر؟ ولذلك يقول الشيخ رحمه الله عن ابي حاتم فهو مبتدع ومن قاله مؤمن عند الله فهو من الكاذبين ومن قال انه مؤمن بالله حقا فهو مصير. عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل لتقرير الجهل بمصير الخلق في الآخرة وانه لا سبيل الى لاحد بما يكون اليه من جنة او نار الا ما اخبر عنه الشرع بعينه. فمن اخبر عنه الشرع بعينه انه من اهل ناري كابي لهب او اخبر عنه الشرع بانه من اهل الجنة كابي بكر فانه يحكم يحكم له بما حكم الشرع به. واما ما عدا لذلك فانه لا سبيل الى القطع به. لان الامر كما قال لان ذلك مغيب عنهم. لكنه علله بقوله لا يعرفون على ما يموت عليه الناس اعلى اسلام ام على كفر؟ وهذا التعليل عليل. وقد انكره ابو العباس ابن تيمية ان احدا ممن قال بالاستثناء في الايمان حمله على ذلك الجهل قائله اهو مسلم ام كافر؟ وانما يمكن ان ان يقال ذلك باعتبار ظن العبد نقص ايمانه وعدم كماله فهو يقول مؤمن ان شاء الله اي فيما ارجو وفيما اؤمل فهو يتهم نفسه بالنقص واللوم. اما كونه على حال اسلام او كفر فهذا غير مراد لهم. وقد تقدم تقرير الاستثناء في الايمان في درس الامانة وغيره ثم نقل عن ابي الفتح نصر ابن ابراهيم المقدسي صاحب كتاب الحجة فيما نقله عن ابي حاتم بزرعة الرازيين عن جميع علماء الانصار انهم قالوا ان الناس مؤمنون في احكامهم ومواريثهم باعتبار ظاهرهم لا يدري ما هم عليه لا يدرى ما هم عليه عند الله تعالى اي فيما يصيرون اليه عند الله عز وجل فمن قال انه مؤمن حقا فهو مبتدع اي جازما بكمال حاله لان السلف كانوا ينظرون الى احوالهم بعين الازراء فمن انتسب الى دعوى كمال ايمانه فقد ابتدع شيئا لم يكن السلف عليه. فمن قال هو مؤمن عند الله فهو من كاذبين اذ لا سبيل الى القطع به. ومن قال انه مؤمن بالله حقا فهو مصيب. مخبرا عن حاله انه مؤمن بالله حقا اما كونه بنفسه مؤمنا حقا فهذا لا سبيل اليه لما ينبغي ان ينظر العبد الى نفسه من ازرائها وعيبها وعدم رفعها الى مقام ربما لم تبلغه ولم تترشح له نعم. احسن الله اليكم. فصل ومما يجب الايمان به البعث بعد الموت يوم القيامة. وبكل ما اخبر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه ولذلك اليوم وانه الحق واختلاف على العباد فيه والخلق مما يرونه ويلقونه هنالك في ذلك الموقف الهائل من اخذ الكتب من الايمان والشمائل والاجابة عن وغيرها من الزلازل الموعودة والبلابل ومن الصراط والميزان ونشر الصحف التي فيها مذاق ويجب الايمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التوحيد وبالحوض والكوثر وادخال فريقك من الموحدين الجنة بغير حساب ومحاسبة بليغ حسابا يسيرا وادخالهم الجنة دون سوء يمسهم وعذاب يلحقهم وادخال بريقه النار من المؤمنين ثم يستقيم اخراجهما والحاقهم باخوانهم الذين سبقوهم اليها ونعلم حقا يقينا ان مذنب الموحدين لا يخلدون بالنار ولا يتركون فيها ابدا واما الكفار فانهم يلقون فيها بدل ابدهم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون. وقال سبحانه لا يفتر عنهم وهم فيه مبانسهم نعلمه ونشهد ونعتقد ان الجنة والنار مخلوقتان قبل الخلق وانهما باقيتان لا يفنيان ابدا ولا يخرج الله من الجنة احدا ولا يسلط عليهم الموتى ابدا ولا يسلطوا عليه الموت فيها ولا يزيل عنهم نعيمها ويأمر بالموت ويأمر بالموت فيذبح على سور بين الجنة والنار وينادي المنادي يا اهل الجنة خلود ولا موت ويا اهل الجنة ويا اهل النار خلود ولا موت على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب الايمان بملك الموت الموكل بقرض ارواح العالمين وباداب القبر لمن كان له وكذلك يجب الايمان بالملائكة جميعهم وبالكرام الكاتبين وان الله تعالى قد جعلهم علينا حافظين وبسؤال منكر ونكير الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه رضي الله عنهم اجمعين. القبر روضة من رياض الجنة وحفرة من حفر النار. وفي دعاء الاحياء المؤمنين اولي لاموات المؤمنين. والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات ويملك كل شيء ولا يملك ولا ويملك كل شيء ولا ويملكه كل ويملك كل شيء يملكه شيء ولا يملكه شيء ولا غنى عنه طرفة عين ومن استغنى عنه طرفة عين فقد كفر وكان من اهل الحي ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل جملا من متعلقات الايمان بالغيب ابتدأ اها بذكر الايمان بالبعث بعد الموت. مشيرا الى اليوم الآخر. ومن المصنفين في عقائد اهل السنة. من يذكر الايمان باليوم الاخر باسم الايمان بالبعث تعظيما له. ولان اكثر اهل الجاهلية كانوا ينكرونه فكانوا ينكرون انهم يرجعون الى الله سبحانه وتعالى ويبعثون. فاذا ذكر الايمان بالبعث به الايمان باليوم الاخر. واحسن ما قيل في اليوم الاخر انه اسم جامع لما يكون بعد الموت اسم جامع لما يكون بعد الموت. وذكر من افراد الغيب التي ينبغي الايمان بها. الايمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمذنب اهل التوحيد وبالحوظ والكوثر والكوثر هو نهر في الجنة اوتيه النبي صلى الله الله عليه وسلم والحوض موضع يجمع فيه ماء كثير للخلق في عرصات يوم القيامة يمد من ماء كوثر فيشخب فيه ميزابان من نهر الكوثر. ويجب كذلك ان نعلم حقا يقينا ان الموحدين لا يخلدون في النار ولا يتركون فيها ابدا. من يخرجون منها ونعلم ونشهد ونعتقد ان الجنة نار مخلوقتان قبل الخلق وانهما باقيتان لا يفنيان ابدا. ومعنى قوله مخلوقتان قبل الخلق يعني قبل مصير الخلق القي اليهما ودخولهم فيهما. ثم ذكر من افراد ذلك ولا يخرج الله من الجنة احدا. ولا يسلط عليهم الموت ولا يزيل عنهم نعيمها ويأمر بالموت فيذبح على سور بين الجنة. فيصور في في صورة كبش املح ثم يذبح والمذبوح هو الموت. ومن ظن انه ملك الموت فقد غلط في ذلك وهو قول بعض المعتزلة. ثم ذكر من افراد الغيب الذي يجب الايمان به. الايمان بملك الموت الموكل بارواح العالمين وبعذاب القبر. وكذلك يجب الايمان بالملائكة جميعهم. وبالكرام الكاتبين. وان الله تعالى قد علينا حافظين وبسؤالي منكر ونكير. والكاف في الاول يجوز فتحها وكسرها. فيقال منكر ومنكر ويجوز ايضا تحليتهما العقال المنكر والنكير وهما الملكان اللذان يسألان العبد في قبره وثبت تسميتهما عند الترمذي في حديث حسن ومن جملة ما يجب الايمان به من الغيب الايمان بان القبر روضة من رياض الجنة لمن نعمه الله او حفرة من حفر النار لمن عذبه ثم ذكر ان دعاء الاحياء المؤمنين نفع للاموات وهذا امر مجمع عليه من دعا لميته نفعه ذلك اذا اجاب الله دعاءه. فالله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات كما المصنف الى اخر قوله وكان من اهل الحي يعني الهلاك فيمن زعم ان الله سبحانه وتعالى ينكر الاستغناء عنه فانه كافل وقد صار من اهل الحي يعني الهلاك في الدنيا والاخرة. نعم. احسن الله اليكم فصل من انكر الجنة او النار او البعث والحساب والقيامة فهو كافر باجماع للنصر عليه واجماع الامة على صحة نقله متواترا كذلك من اعترف بذلك ولكنه قال ان المراد بالجنة والنار والحشر والنشر والثواب وان يقال ما من غير ظاهره وانها وانها لذات روحانية معاني باطنة كقول النصارى غير ظاهر. النسخة الثانية اصح. معنى غير ظاهر. الحشد والنشر والثواب لا يقع امام غير ظاهر وانها لذات روحانية ومعان باطنة كقول النصارى والفلاسفة والباطنية وغير المتصوفة وزعم ان معنى القيامة الموت واوفنا وزعم ان معنى القيامة وزعم ان معنى القيامة الموت وهو فناء محض وانتقاض هيئة الافلاك وتحليل العالم كقول بعض الفلاسفة وكذلك نصنع بتكفير غناة الرافظة في قولهم ان الائمة افضل من الانبياء والله تعالى اعلم. عقد المصنف هذا تتميما لما تقدمه عند ذكر شيء من علم الغيب وهو الجنة والنار والبعد والحساب وغير ذلك من يوم القيامة التي اجمع عليها المسلمون وتواترت الادلة الواردة فيها من الكتاب والسنة فمن انكر فهو كافر وكذلك من اثبتها لكن على غير الوجه الذي قدرته الشريعة كالزاعم بانها لذات الروحانية ومعاني باطلة لان هذا كافر وهذا من جنس المسائل المستترة التي تقدمت فهذا يزعم انه يثبت الجنة لكنه يحملها على لذات تحصل وليس متعلقها الثواب ثم ذكر وفي خاتمة الفصل انه يقطع بتكبير بتكفير غلاة الرافضة القائلين ان الائمة افضل من الانبياء والمراد بالائمة هنا الائمة المعصومون عندهم ويعدونه ويعدونهم اثني عشر اماما. نعم السلام عليكم فصل ونشهد لمن مات على الاسلام ان عاقبته الجنة وان كان من اهله وان كان من جملة الذي نقم الله تعالى تعذيبا وتهديدا بالنار فانهم مردودون الى نعيم دار القرار اخرا. ومن مات والعياذ بالله تعالى على الكفر فمرده من النار لا ينجو منها. وليس لبلائه وعذابه ونشهد لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة من اصحابه انه من اهل الجنة ونقطع بذلك اتباع له صلى الله عليه وسلم فانه لم يشهد لهم بالجنة بعد ان اطلعه الله سبحانه عليه وتبين له حالهم ومآلهم فانه سبحانه فانه سبحانه يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يشاء من غيبه من غير قال الله تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيره احدا الا من ارتضى من رسول. فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة كالمعروفين فقد مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة المعروفين من اصحابهم الجنة وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وفي المسند وسعيد وابو عبيدة ابن الجراح وفي رواية صحيحة وابن مسعود غشم خديجة رضي الله عنها ببيته في الجنة من قصر ما سخر فيه ولا نصب وقال لبنان رضي الله عنه سمعت خشفا عليك امامي بالجنة. قال مالك رضي الله عنه خشف الوطء والحس. وقال صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين سيدات شباب اهل الجنة. وكذلك قال انه من اهل الجنة السلام. احسن الله اليك. وكذلك قال عن عبد الله ابن ابي سلام انه من اهل وقال لثابت ابن قيس ابن شماس ليسوا ليس من هو من اهل النار بل هو من اهل الجنة. قال انس فما قد كان يمشي بين ظهورنا ونحن نقول انه بالجنة ومن اهل الجنة سعد بن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ناديل سعد لمنادين سعد في الجنة خير من هذا جعفر بن ابي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة البارحة فاذا فيها جعفر يطير مع الملائكة وكذلك زيد ابن ارقم وعبدالله ابن رواحة وحمزة في الجنة وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة وعمير بن الحمام في الجنة. والشهداء من اهل بدر واحد والقراء الذين والقراء الذين قتلوا ببئر ماعونة في الجنة وعكاشة ابن محسن في الجنة والاولياء والصديقون والشهداء والصالحون في الجنة واعلم ان تأييد الجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته الصحابة وغيرهما. ضرب فيهن اشخاص وهو المراد بقول اهل العلم ولا نقطع لاحد بالجنة لمن قطعنا الا لمن قطع نور الا لمن قطعنا وقد ذكرنا منها قطعة وضرب يتعجبون له فيتعجلون منها بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالوصف الذي نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سبب لدخول الجنة بدر لقوله صلى الله عليه وسلم ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ولا معنى لدانك الا دخول الجنة وكذلك من الى عمل جعله صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او نية فانا نقطع له بالجنة عليه من غير ابتراء ولا شك بالنسبة للاتصال بالفعل او القول او النية لا بالنسبة لشخص فان تحققن الوصفة جاز لنا القطع لصحيحه بالجنة تصديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط مطابقاته والله يعلم المفسد من المصلح والله اعلم عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول كتابه قرر فيه اننا نشهد لمن مات على الاسلام ان عاقبته الجنة يعني باعتبار الجنس لا باعتبار العين. فمن مات من اهل الاسلام عاقبته الجنة. اما الحكم على افرادهم فهو مفتقر الى دليل خاص وكذا فاننا نعتقد ان من مات على الكفر ان مرده الى النار باعتبار جنس الكفر واما بالنظر الى الافراد فنحتاج الى دليل معين بالقطع على كل واحد منهم فاذا ورد الدليل قلنا به امسكنا ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة مما ممن علم بالتعيين الشهادة له انه من اهل الجنة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مما جاء في الاحاديث في العشرة المبشرين ابي بكر وعمر وعثمان الى تمامهم وكذا ما جاء في ابن مسعود رضي الله عنه وكذا ما جاء في خديجة وبلال والحسن والحسين وعبدالله بن سلام وثابت ابن قزم تماس وسعد بن معاذ وجعفر بن ابي طالب وزيد بن ارقم الى اخر ما عد المصنف. وذكر المعتني شيئا من الاحاديث الواردة في تعيينهم منها ما وقع موقع ما اراد ان يصنف ومنها ما لم يقع كذلك فروي فيه احاديث غير الذي ذكرها كعبد الله ابن مسعود رضي الله عنه ثم ختم هذا الفصل بقوله واعلم ان تعيين الجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته الصحابة على ظلمين احدهما ضرب عين فيه الاشخاص. وهو المراد بقول اهل العلم ايقع لاحد في الجنة لمن الا لمن قطع له رسول صلى الله عليه وسلم والثاني ضرب عين فيه الاوصاف فيتعينون لها بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالوصف وهذا في غير اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واما اصحابه صلى الله عليه وسلم فقد قام الدليل على انهم جميعا في الجنة. قال الله تعالى وكلا وعد الله الحسنى. يعني الجنة فان الحسنى اذا ذكرت في القرآن المراد بها الجنة فجميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مقطوع بان مصيرهم الى الجنة. وانما الشأن في غيره فمن كان من غيرهم وجاء دليل بتعيينه انه في الجنة فهذا يكون في الجنة. ومن لم يكن كذلك فانه لا يقطع عليه بانه من اهل الجنة بعينه. وانما ينظر الى الاوصاف. فاذا وجدت فيه رجي له في جملة في المتصفين بذلك الوصف. ثم قال في اخر الفصل وكذلك من عمل عملا جعل له صلى الله عليه وسلم عليه الجنة من قول او فعل او نية فاننا نرفع له بالجنة عليه من غير امتنان ولا شك. بالنسبة الى الاتصاف بالفعل او القول او النية لا بالنسبة الى فنقول ان من فعل ذلك او قال ذلك او غير ذلك مما علق عليه الوصف في استحقاق الجنة فانه يكون من اهلها واما التعين بالشخص فيحتاج الى دليل. نعم احسن الله اليكم فصل ونشهد ونعتقد ان افضل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم ما لي وانه من الخلفاء الراشدون الذين ذكروا النبي صلى الله عليه وسلم خلافتهم بقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحافظ ابو حاتم ابن حبان في صحيحه باسناده لا سفينة رضي الله عنه عن النبي عليه وسلم قال الخلافة ثلاثون سنة وسائرهم ملوك الخلفاء والملوك اثنى عشر قال بو حاتم رحمه الله معنى الخبر ان من بعد الثلاثين سنة يجوز ان يقال ان من بعد الثلاثين سنة يجوز ان يقال لهم خلفاء على سبيل الاضطرار وان كانوا ملوكا في الحقيقة واخر الاثني عشر من خلفائه كان عمر ابن عبد العزيز لما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلافة ثلاثون سنة وكان اخر اثني عشر عمر بن عبد العزيز وكان من الخلفاء الراشدين المهديين اطلق الا من بينه على من بينه وبين الاربع الاول اسمه خلفاء ذاك ان المصطفى صلى الله عليه وسلم قبضه الله الى جنة يوم اثنين اثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الاول سنة احدى عشرة من الهجرة واستخلف الصديق ثاني وفاته وتوفي ابو بكر الصديق ليلة الاثنين بسبع عشرة ليلة مضت جماد من جماد الاخرة وكانت خلافته سنتين وثلاثة اشهر واثنين وعشرين يوما ثم استخف عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يوم الثاني من موت ابي بكر رضي الله عنه رضي الله عنه رضي الله عنهما ثم قتل عمر وكانت خلافته عشر سنين وستة اشهر. واربع ليال ثم استخلف عثمان ثم استخلف عثمان ابن ابن عفان رضي الله عنه ثم استخلف عثمان ابن عفان رضي الله عنه ثم قتل عثمان وكانت خلافته عشرة سنة الا اثني عشر يوما ثم استخلف علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وقتل وكانت خلافته وخلافة ابنه الحسن خمس سنين وثلاثة اشهر الا اثني عشر يومك فلما قتل علي رضي الله عنه وذلك يوم السابع وذلك يوم السابع عشر. وذلك يوم السابع عشر من رمضان سنة اربعين بايعها اهل الكوفة الحسنة اجتنبنا علي بالكوفة وبايع اهل الشام معاوية بن ابي سفيان ابن رضي الله عنهما ثم سار معاوية يريد الكوفة وسار اليه الحسن ابن علي فالتقوا بناحية الانباء واصطلحوا على كتاب بينهم بشروط فيه سلم الحسن الامر الى معاوية وذلك يوم الاثنين بخمس ليال بقينا في شهر ربيع الاول سنة احدى واربعين وذلك تكملة خلافة النبوة ثلاثين سنة وسميت هذه السنة سنة الجماعة ثم ذكر الخلفاء ثم وذكر الخلفاء والملوك بين الحسن وعمر وعمر بين الحسن وعمر بن عبد العزيز واحدا بعد واحد وتاريخ مدته واخرهم سليمان ابن عبد الملك مات سنة تسع وتسعين يوم الجمعة لعشر ليال بقينا من صفر بدابق قال ثم بايع الناس عمرا ابن عبد العزيز في اليوم الذي سليمان وتوفي وتوفي بدير سمعان من ارض حمص يوم الجمعة لخمس ليال بقينا من رجب الفرض سنة احدى وله يومين توفي بدين سمعان احسن الله اليكم وتوفي بدين سمعان من ارض حمص يوم الجمعة لخمس ليال بقينا من رجب الفرض سنة احدى ومئة وله يوم مات احدى واربعون سنة وكانت خلافة سنتين وخمسة اشهر وخمس ليال هو اخر الخلفاء الاثني عشر الذين خاطب النبي صلى الله عليه وسلم امته بهم وذكر البيان وذكر كان في باب جواز وذكر البيان في باب جواز اطلاق اسم الخلفاء عليهم للضرورة. وروى احاديث في ذلك. والله تعالى اعلم. نعم فصل خلافتها ابي بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة باختيار الصحابة واتفاق ما عليه وقولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين فرضون دنيانا يعني انه استخلفه في اقامة الصلوات المحفوظات بالناس ايام مرضه وهي وهي الدين. فرضيناه خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم في يوم دنيانا وقولهم قدمك رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذا الذي يؤخرك؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم بشأن ابي بكر في شأن ابي بكر في حال حياته لما تبين للصحابة انه وحق الناس بالخلافة بعد وفاتها فلذلك اجمعوا على كلمة منتفعوا وارتفقوا وارتفعوا به وعزوا وعلو بسببه حتى قال ابو هريرة رضي الله عنه الذي والله الذي لا اله الا انه لولا ان ابا بكر استخلف ما استخلف ما عبد الله فقيل لهما يا ابا هريرة ما تقول اقام الحجة واوضح الحجة حتى صدقوه فيه وشهدوا او بما ذكره فيه ومما استدل به ابو بكر رضي الله عنه على انصاره في تقديم المهاجرين عليه ما قال وفي خطبته التي خطبها عندهم نحن الصادقون وانتم المفلحون والله جاء على المفلحين صادقين. اما وصف المهاجرين للصديق في قوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم. الاية ثم قال اولئك هم الصادقون واما رسول الله في الاية التي بدأ والذين تبوأوا الدار والايمان الى قوله فاولئك هم مفلحون اما كونوا مفلحين بقوله تعالى ينصرف براءة يا ايها الذين امنوا اتقوا الله كونوا مع الصادقين ثم خلافة عمر رضي الله عنه واتفاق الصحابة بعد والي وانجاز وعد الله سبحانه وانجاز وأد الله سبحانه مكانه في آلاء الإسلام ويضع من شأنه ثم خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه الصحابة عليه وسكون قلوبهم به حين جعل الامر اليه. ثم خلافة علي رضي الله عنه حين عرفه ورآه كل منهم رضي الله احق الخلق واولاهم في ذلك الوقت بالخلافة ولن يستجيزوا عصيانه وخلافه. فكان هؤلاء الاربعة اتى الخلفاء الراشدين الذين نصر الله بهم الدين وقهر الملحدين وبهائم الظلام وفيهم انزل الله قوله تعالى وفيهم انزل وفيهم انزل قوله تعالى وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات لا يستخفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكننهم دينهم من ارتضى لهم وليبدل منهم من بعد خوفهم امنا قوله تعالى والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم الى قوله كزرع اخرج شطأه فآذى فاستقض ضرسه على سوقه. يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. فمن احبهم وتولاهم ودعا لهم فاز فاز بالفائزين ومن ابغضهم وسبهم وسبهم ونسبهم الى ما نسبهم اليه الروافض والخوارج لعنهم الله فقد هلك في الهالكين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب اصحابي فمن سبهم فعليه نعمة الله. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول هذا المعتقد بين فيه ما يجب علينا اعتقاده في افضل اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. وانهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون. وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون فترتيبهم في الفضل ترتيبهم في الخلافة. وذكر في ذلك حديث الخلافة ثلاثون. رواه ابو داوود وغيره من حديث سفينة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم واسناده حسن. وليس تمامه وسائرهم ملوك والملوك اثنا عشر وانما تمام ثم يؤتي الله ملكه من يشاء. ثم نقل رحمه الله تعالى كلاما عن ابي حاتم ابن حبان في صحيحه في تفسير تلك المدة وبيان مقاديرها تقليل مدة كل واحد من هؤلاء الاربعة وما كان عليه من الولاية في زمانه حتى انتهى الى تقليل المدة ثلاثين بتمام ولاية علي رضي الله عنه وتتميم الاثني عشر خليفة في غير هذا الحديث بعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى. ثم اتبع هذا الفصل بفصل اخر ذي صلة قوية به ببيان وجوه ثبوت خلافة الخلفاء الاربعة والطرائق كذلك وابتدأه بذكر ما ثبتت به خلافة ابي بكر رضي الله عنه. فبين ان خلافة ابي بكر ثابتة الصحابة واتفاقهم عليه. فكان طريق اثباتها اجماع الصحابة على انه هو بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واورد المصنف من الاحاديث والاثار ما يدل على استحقاقه ذلك المقام واما خلافة عمر رضي الله عنه فقد ذكر المصنف في الصفحة الرابعة والسبعين بعد المائتين انها ثبتت باستخلاف ابي بكر اياه واتفاق الصحابة بعده عليه. فالطريق التي ثبتت بها خلافة عمر غير الطريقة التي ثبتت بها خلافة ابي بكر وخلافة ابي بكر ثبتت بالاتفاق. واما خلافة عمر رضي الله عنه فثبتت بالاستخلاف. اي بعهد ابي بكر الى عمر بانه الخليفة من بعده وسلم الصحابة رضي الله عنهم لامر ابي بكر وانفذوه واتفقوا على عمر ابن الخطاب ثم بين طريق ثبوت خلافة عثمان وانه باجماع اهل الشورى الستة وجملة الصحابة عليه وسكون قلوبهم به بعد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ثم ذكر ان طريق ثبوت خلافة علي رضي الله عنه بعد عثمان هو بيعة الصحابة اياه. اذ لم يبق بعده احد احق بعد موت احد احق بالخلافة من علي لما كان عليه من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته منه. فهؤلاء هم الاربعة السفهاء الراشدون وهم افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فالواجب على العبد محبتهم وتوليهم. والدعاء لهم. ومن وقع في معاداتهم وسبهم والتهكم بهم فقد سلك طرائق اهل البدع والضلال كالروافض والخوارج وخدم المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل لحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. والاحاديث المحرمة سب الصحابة ثابتة في الصحيحين وغيرهما. نعم. احسن الله اليكم اصل لا نكفر احدا من اهل القبلة بدم ونكفرهم به ذاك قد احنه او جواز ارتكابها وانه مأمور بها وافضل من غيره لانه ما اضاف الى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يجوز اضافته من اضاف اليهما او الى احدهما ما لا يجوز عليهما فقد كفر اذا وامر الرسول صلى الله عليه وسلم من اوامر الله ولهذا قال الله تعالى بعصمته من الغضب اذا عرفت هذا فاعلم انه من كفر مسلم بغير حق او قال له يا كافر من غير استناده الى ما يكفر ظاهرا يكفر بذلك اختلف قول اصحاب الشافعية المتأخرين فيها على وجههم احدهما وهو قول جمهوري انه لا يكفر بل هو عاص بذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لاخيه يا كافر فقد بابي فقد بار بها فان كان ما قال والا حرام عليه فلم يصدق صلى الله عليه وسلم بكفره. وانما معناه رجع عليه اثم قوله. والثاني وهو قول اصحاب الحديث منهم المحققين انه يكفر لانه صلى الله عليه وسلم الكفراء جنابه عند ادم من محله مدعو بالكفر ولذلك يقتضي الحكم وذلك يقتضي الحكم في كفره واختار هذا صاحب التتمة والبحر والله اعلم اذا عرفت هذا في احد المسلمين فاعلم انه من كفر نبينا وصحابينا ووليا من اولياء الله تعالى واحدا من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وازواجه وضللهم فانه يكفر بذلك بلا شك. وقد قدم الكلام على من سب الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم وغيرهما من الرسل والانبياء وان من سب صحابي متنقص فالمشهور من مذاهب العلماء عدم تكفيره في امره الى الاجتهاد والادب وهو مشهور من قول ما لك رحمه الله قال من شتم احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر وعمر او عثمان وعلي او معاوية وعمر ابن العاص فان قال كانوا على ضلال وكفر قتل وان شتمهم بغير هذان مشاتمة الناس ممكن نكالا شديدا. وقال ابن حبيب من غلى من الشيعة الى بغض عثمان والبراءة من وادي بادبا شديدا ومن زاد الى بغض ابي بكر وعمر فالعقوبة عليه اشد ويكرر ضربه ويطال سجنه حتى يموت ولا يبلغ به القتل الا في سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابو ابن ابي زيد عن سحنون من قال في ابي بكر وعمر او عثمان او علي رضي الله عنه انهم كانوا على ضراية وكفر قتل ومن شتم غيره من الصحابة بمثل هذا يمكن ان كان نوكلا انك لشديد. وروي عن ما لك ان سباب بكر جلد ومن سب عائشة لقتل قيل له ولما؟ قال من رماها فقد خالف القرآن وقلت قوله قلت قوله فقد خالف القرآن اي كذب وفي هذا المعنى تمسك من كفر من كفر بسب الصحابة السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان قال ان الله تعالى اخبر بانه رضي عنهم ورضوا عنه معلوم وان الله الله سبحانه وتعالى لا يضل كفر ولا يرضا عن اصحابه من كفر منها ولا يرضى عن اصحابه فمن كفر من اخبر الله سبحانه رضي الله عنه فقد كذب الله في خبر يوما كذب الله تعالى في خبر واكرره جماعة والله اعلم. وقال ابن شعبان عن مالك رحمه الله في قتله سب عائشة لان الله تعالى يقول يعظكم الله وان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين فمن عاد لمثله فقد كفر. فحاك ابو الحسن الصقلي. الصقلي. احسن الله اليكم. وحكى ابو الحسن الصقلي. وحكى ابو الحسن الصقلي ان القاضي ابا بكر للطيب قال ان الله تعالى اذا ذكر في القرآن ما نسبه اليه المشركون سبح نفسه وينسيه كقوله سبحانه وتعالى وقالوا اتخذوا الرحمن ولدا في اية كثيرة وذكر تعالى ما نسب المنافقون فقال ولولا اذ سمعتم وقلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك سبح نفسه في تبرئته من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء وهذا يشهد لمالك في قتل من سب عائشة ومعنى هذا والله اعلم ان الله سبحانه لما عظم سبها كما عظم نفسه وكان سبها سب لنبيها صلى الله عليه وسلم وقام سب نبيه صلى الله عليه وسلم واذاه باذى واذاه باذائه تعالى. وكان حكم مؤذيه تعالى القتلى وكان حكم مؤذيه بعض القتلى كان مؤذنا به كذلك. ولهذا قال ابن شعبان ومن سب غير عائشة من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيه قولان احدهما يقتل لانه سب النبي صلى الله عليه وسلم والاخر انه كسائر اصحابه يجلد حد المفتري. قال وبالاول اقول وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم الى موسى بن عيسى العباسي. فقال من احضر هذا؟ قال انا فجلد ثمانين وحرق رأسه واسلمه في الحجامين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله الله في اصحابه الله الله باصحابه لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن احبهم فبحبه احبهم ومن ابغضهم فتغضوه ابغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آبى الله ومن آذى الله وان اذى الله يوشك ان يأخذ وقال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صفا ولا عدلا روي في حديث لا تسبوا اصحابه فانه يجيء قوم في اخر الزمان يسبون اصحابه فلا تصلوا عليهم ولا تصلوا معهم ولا تنكحوهم ولا تجالسوهم وان مرضوا فلا تعودوهم وقال صلى الله عليه وسلم من سد اصحابه فضيبوا وقد اعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان نسبهم واداءهم يؤذيه. هذا النبي صلى الله عليه وسلم حرام وقال لا تؤذوني في اصحابي ومن اذاهم فقد اذاني قال صلى الله عليه وسلم لا تؤذوني بعائشة فقال فاطمة بضعة مني يؤذيني ما اداها. فاطمة بضعة مني يؤذيني ما لها. وروي عن عمر ابن الخطاب رضي رضي الله عنه انه نظر قطع لسان عبيد الله ابن عمر اذ شتم اذ شتم المقداد ابن الاسود فكلم في ذلك فقال دعوني اقطع لسانه حتى لا يشتم احدا بعد اصحاب النبي حتى لا يشتم احدا بعد اصحاب النبي صلى حتى لا يشتم احدا بعد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واوتي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال لولا ان له صحبة لك بيتكموه. قال مالك رضي رحمه الله من انتقص احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليس له في هذا الفي حق قسم الله الفئة في ثلاثة اصناف فقال تعالى للفقراء المهاجرين الاية ثم قال والذين تبوءوا الدار والايمان من قدرهم الاية ثم قال والذين جاءوا بعدين يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فمن تنقصهم فلاحق له في في المسلمين وفي كتاب ابن شعبان من قال في واحد منهم انه ابن زانيتان وامه مسلمة يحد عند بعض اصحابها حدا له وحدا ليومه ولا اجعله كقاضي كلمة لفضل هذا على غير يقول صلى الله عليه وسلم من صب اصحابه فاجلدوه قال فسب اصحابي فاجلدوه قال ومن قذف ام احدهم وهي كافرة حد البرياء لانه سب له فان كان احد من ولد هذا الصحابي حيا قام بما يجب له والا فمن قام به من مسلم كان على الامام قبول قيامه. قال وليس هذا كحقوق غير الصحابة لحرمة هؤلاء بنبيهم صلى الله عليه وسلم ولو سمعه الامام واشهد عليه كان ولي القيام به روي وروى ابو مصعب عن مالك من انتسب الى بيت النبي صلى الله عليه انما يضربوا ضربا وجيعا ويشهروا ويحبسوا طويلا حتى تظهر توبته لانه استخفاف لحق رسوله صلى الله عليه وسلم. وقال القاضي عياض رحمه الله حساب المضطرب الشعبي فقيه ما لقاه في رجل انكر تحريف امرأة بالليل وقال لو وقال لو كانت بنت ابي بكر الصديق ما حلفت لا بالنهار فصوب قوله بعض المتسمين بالدق فقال اظن اضطر في ايدي فقال ابو المطرد ذكر هذا لابنتي ابي بكر الصديق في مثل هذا يوجب عليه الضرب الشريف والسجن السجن الطويل والفقيه الذي صوب قوله واحق باسم اسم الفقيه فيتقدم اليه في ذلك ويؤخر ولا تقبل فتواه ولا شهادته وهي ثابتة فيه ويبغض في الله عز وجل والله اعلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول الاعتقاد ابتدأه بقوله رحمه الله لا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب. والمتكلم بمثل هذا من اهل السنة لا يريد ان العبد لا يكفر بالمكفرة وانما يريد والرد على الخوارج الذين يكفرون مطلق الذنوب. وتقويم العبارة وفق طريقة اهل السنة قال لا نكفر احدا من اهل القبلة بكل ذنب. لا نكفر احدا من اهل القبلة بكل ذنب. اعلاما ان مجرد صدور الذنوب لا يكون مكفرا لكن يوجد منها ما يكون مكفرا بحكم الشرع لكنهم اجروا هذه الكلمة فوقعت في كلام جماعة منهم المصنف ومنهم ابو جعفر الطحاوي يريدون بها الرد على الخوارج المكفرين بمطلق الذنوب لا يكفر العبد بمطلق الذنب وانما اذا اعتقد حله او جواز ارتكابه او اضافه الى الشرع فانه يكفر بذلك كما ذكر المصنف ثم قال بعد ذلك وكذلك من اضاف الى اجماع المسلمين المعتد بهم ما لا اضافته اليه كفر. ومحل ذلك فيما لو اثبت شيئا انه من الدين و عزاه الى اجماع المسلمين ولم يكن كذلك فانه يكفر هذا هو الذي يمكن حمل مراد المصنف عليه ثم ذكر بعد ذلك ان من كفر مسلما بغير حق او قال له يا كافر من غير استناد الى ما يكفر ظاهرا هل يكفر بذلك او لا؟ قولان لاصحاب الشافعي وغيرهم. اصحهما الاول وهو انه لا يكفر بل هو عاص بذلك. وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح من قال لاخيه يكافر فقد باء بها. هو على وجه وعيدي والتهديد. ثم قال بعده في الصفحة الثمانين بعد المائتين. اذا عرفت هذا باحد من المسلمين فاعلم ام انه من كفر نبيا او صحابيا او وليا من اولياء الله او احدا من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم او ضللهم فانه يكفر بذلك بلا شك. ومراده من هؤلاء من ثبت الشرع بانه مسلم. فالمقصود بقوله اوليا ليس كل ولي. وانما اراد وليا ثبت الشرع اثبت الشرع كونه مسلما كالخضر مثلا فلا وجه ما ذكره المعتني من قوله واما قوله من كفر وليا من اولياء الله تعالى واحدا من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يكفر فان وجه هذا عنده من ثبت بطريق الشرع انه مسلم. اما من خفي ذلك بطريق الشرع فلا يحكم عليه. ثم وقال وقد تقدم الكلام على من سب الله او رسوله او غيرهما. واما من سب صحابيا او تنقصه او تنقصه فالمشهور من مذاهب العلماء عدم تكفيره واطلب رحمه الله تعالى في بيان مقام الصحابة وحرمة سبهم واورد في ذلك احاديث ثابتة وغير ثابتة وبعضها يصدق بعضا في تثبيت المعنى. وسب الواحد من الصحابة مما اختلف فيه كما ذكر المصنف هل يكفر به ام لا؟ والصحيح التفصيل. انه ان سبه بما يؤدي الى التكذيب بالقرآن فهو كافر. ان سبه بما يؤدي الى التكذيب بالقرآن فهو كافر كمن سب عائشة ورماها بالفرية في عرضها فهذا مكذب بالقرآن فهو كافر اما ان كان سبه لا يتضمن ذلك فانه لا يكفر من يكون فاسقا. كمن وصف احدا منهم بالجبن او البخل او غير ذلك من اوصاف الخلق فلا يكون كافرا بذلك وانما يكون فاسقا. وذكر المصنف رحمه الله الله تعالى في اثناء كلامه خلافا في الحاق سائل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها فيمن رمى احداهن بشيء هل يكون حكمه حكم شاب عائشة بذلك ام لا؟ قولان واختار ابن شعبان الذي نقل عنه المصنف انه يكون كساب لعائشة وهو الصحيح بتصريح القرآن بشرف ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلو مكانتهن ومن احسن الكتب المقررة ما تعلق السب عامة ومن جملته سب الصحابة كتاب ابن عباس ابن تيمية الصارم المسدود فانه استفرد فيه حتى استوفى متعلقات السب كلها وله كلام طويل في ترتيب سلب الصحابة على انواع باعتبار الشمول لهم جميعا او بعض افرادهم وباعتبار رجوع ذلك الى العدالة الدينية او خارج عنها كصفات الجبلية بن ما ذكرناه في غير هذا المقام. نعم احسن الله اليكم فصل ونعتقد جواز الجمعة خلف كل امام مسلم برا كان او فاجرا وهذا اذا كان الامام الخليفة او السلطان اما اذا كان الامام غيرهما فالاولى ان يكون عدل ويكره ان يكون فاسقا. الحق في امامته المسلمين لا فيها حق للسلطان سوى التورية. ذكر ذلك جماعة من العلماء انه وصلة بين الخلق وخالقهم في الاولى ان يكون ادلى. وقال صلى الله عليه وسلم ليؤمكم خياركم واكثركم ما اخذلني القرآن. ونعتقد جواز الجهاد للكفار معهم وان كانوا الفجرة وندعوا لهم بالاصلاح وبسط العدل في الرعية ولا يجوز الخروج عليهم بسيفين صدر منهم العدول عن العدل الى الجود ويجوز الخروج عليهم بقول الحق ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اسمعوا واطيعوا وان تمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيب رواه البخاري وعن ابن عمر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السم والطاعة بما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصيته فلا سمع ولا طاعة رواه البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله وسلم عليك السلام والطاعة بوسلك ووجدك وما اكرهك واثرة عليك. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فانما عليه ما حملوا وعليكم ما حملتم رواه مسلم. ابن ما لك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون قلنا يا رسول الله افلا نعبد؟ قال لا ما اقاموا فيكم الصلاة لا ما اقاموا فيكم الصلاة رواه مسلم يصلون عليهم يدعون لهم. عن ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن ان كان الامام الذي هو السلطان الغالب عليه قبول الحق والعمل به انال له القول ولم يخرج عليه به وان كان جائرا اغرضه في القول الا ان يخاف عليه لهم القول والكتاب العزيز له القول نعم فيريد له القول والكتاب العزيز والسنة النبوية تشهد بهذا جميعا اما الكتاب فقوله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فاصدع بما تؤمر ومعلوم ان الصدع لا يكون غالبا الا بغضاه قال تعالى لموسى وهارون وقولا له قولا لينا. لما قال انا نخاف ان يكون علينا او ان يطغى. واما السنة في ما رويناه عن ابي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اهان السلطان اهانه الله رواه الترمذي وقال حديث حسن هاه فصل ولا يجوز لاحد طاعة احد في معصية الله فانه لا طاعة الا لله وكل من وجبت طاعته فانما وجبت في امر الله اطاعة ولاة الامور انما واجهته لله فاذا امر بما يخالفه سبحانه فلا سمع ولا طاعة. قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وقال صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول كتابه قرر فيه جواز الجمعة والعيدين خلف قل لي امام اي متول الامارة مسلم فرا كان او فاجرا. وانما ذكر هذين لانهما الموضعان اللذان يجتمع فيهما الناس وراء الامام عادة فيما سلفا فكانوا يجتمعون في المشاهد العظيمة الجمعة والعيدين والحج. فذكروهما للدلالة على انتظام الاحكام وراء الامام. فجعلوا دليلا على طلب الشرع انتظام الاحكام براءة الاجتماع في الصلاة خلفه في جمعة وعيد وحج. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان الحق في المتولي على المسلمين في امامتهم هو حق الولاية وهو امام لهم باعتبار ولاية الحكم دون غيرها. واللائق به ان يكون عدلا بدلائل القرآن والسنة واورد المصنف حديثا لا يخلو من ضعف وفي معناه احاديث صحيحة تغني عنه ثم ذكر من جملة ما يعتقد مما يتصل بهذا الباب اننا نعتقد جواز جهاد الكفار معهم ولو كانوا ظالمين فجرة وندعو لهم بالاصلاح وبسط العدل في الرعية ولا يجوز الخروج عليهم بالسيف وان صدر منهم عن العدل الى الجور والحيض فان وقع منهم الظلم لم يجز مبارزتهم في الحرب ثم قال المصنف ويجوز الخروج عليهم بقول الحق لاعلاء كلمة الله تعالى والصدق. والمراد بالخروج هنا في كلامه مباشر بقول الحق مباشرتهم بقول الحق لا منازعتهم وتسمية هذا خروجا واصطلاح خاص له. واما الخروج فحقيقته هي منازعة ولي الامر. وهذه المنازعة تكون بالسيف وتكون باللسان حتى ذكر الحنابلة رحمهم الله تعالى من جملتها ما جرى مجرى الكناية فيما لو تكلم كلاما يلقيه على وجه الكناية يريد به منازعة ولي الامر فيما هو من شأنه. فهذا يكون مندرجا في جملة الخروج المنهي عنه. واما الذي اراده المصنف وهو مباشرته بقول الحق فتسميته بالخروج اصطلاح خاص له. وهو ما امر الله سبحانه وتعالى به من كان قادرا عليه. والى ذلك اشار المصنف في قوله فان كان الامام الذي هو السلطان الغالب عليه قبول الحق والعمل الان له القول ولم يخرج عليه به. وان كان جائرا اغلظ له في القول الا ان يخاف ان يسطو عليه. اي باعتبار ما يصلح به السلطان ممن يستطيع بذل النصح له وبلوغه فيجب عليه ان ينصح له وان يستعمل معه ما يرجى به صلاحهم فان كان يغلب على الظن انه يستصلح باللين لما عنده من قبول الحق عمد الى استعماله معه وان كان ممن يستصلح تخشين القول له استعمل معه اذا امن يبدو فصول مفسدة اعظم من مباشرته للنصيحة. ثم دفن رحمه الله تعالى جملة من الادلة المقذرة ما يجب لمن ولاه الله عز وجل امرنا من السمع والطاعة بالمنشط والمكره والعسر واليسر وهذا اصل شرعي مقرر في الدين. بريء من عقائد السياسيين فليس عقيدة سياسية وليدة برعة من الزمن اولياء او ولاية معينة بل هي عقيدة سنية سلفية في كتب اهل السنة والجماعة قديما وحديثها. ولهذا المعنى اطالة في غير هذا المقام. لكن المقصود ان تعرف ان ما يذكر في هذا الباب فهو مقتبس من دلائل الشريعة وليس مولدا من اراء الناس او معلقا ببرهة من الزمن ولا صلة له بآل فلان او ال فلان وانما صلته بالدين الذي تعبدنا الله سبحانه وتعالى به سواء كنا او كان اهل السنة في هذا البلد او في غيره. ثم اتبع هذا الفصل بفصل ملازم له وهو التنبيه الى ان الطاعة المأمورة بها والسمع مما تقدم في حظ ولي الامر محله فيما امر بغير معصية الله. فان امر بمعصية الله سبحانه وتعالى فلا سمع له ولا طاعة في معصية الله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم. فصل ويجب الكف عن ما شجر بين اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدخين الالسنة من ذكر ما يتضمن عيبا ونقصا فيهم والترحم على جميعهم والموالاة وتعظيم قدر ازواج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم الدعاء لهن ومعرفة حقهن والاقرار بانهن امهات المؤمنين ثبت ان رسول الله صلى وسلم قال اذكروا محاسن موتاكم وكفروا عن مساوئهم. وقال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الاموات فانهم قد افضوا الى ما قدموا. ولان المقصود من ذكر ما احياها بمساوئ المعاصي والقبائح وهذا مفقود في الميت. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فانهم قد افضوا الى ما قدموا. هذا في احد موتى المسلمين اذا بمن اخبر الله عنهم بانه رضي عنهم ورضوا عنه اجمعت الامة المعتدل باجماعهم على العدالة ومدنا باستماعهم وتعظيم وتوقيرهم والرجوع اليهم بالدين والعلم وتفسير الكتاب العزيز وغير ذلك عقد المصنف رحمه الله تعالى هذا الفصل لتقرير ما يجب للصحابة رضي الله عنهم من حفظ بحقهم واعظام حرمتهم والكف عما شجر بينهم وتطهير الالسنة عن عيبهم ونقصهم والترحم على جميعهم رظي الله عنهم والموالاة لكافتهم. فيجب لكل واحد منهم ما يجب لسائل الصحابة من الولاية فانهم جميعا كانوا انصار النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه واعوانه. ومن جملة هؤلاء اخصهم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللواتي هن امهات المؤمنين. وحفظ اللسان بصيانته من من البلوغ في اعراض المسلمين اصل عام في الشرع. كما ذكر المسمي بطرف من الادلة الدالة على ذلك. ويتأكد هذا من عظمت حرمته كصحابي او عالم او والد فانه يجب على الانسان ان يحفظ سأله من الوقيعة فيه تعظيما لحرمته. نعم. احسن الله اليكم. فصل ولا يجب لاحد ان لا شيء بل كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل. فلا يعجبنا احد الجنة وان كان عمله احسن عملا وعبادته اخلص العبادات. وطاعته ازكى الطاعات الا يتفضل الله عليه فيجيبه وبمنه وفضله وعمله الخير الذي عمله الذي عمله انما تيسر له بتيسير الله عز اسمه فلو لم فلو لم ييسره له لم ييسر ولو لم يهده لفعله لم يهد ولو لم يهده لفعله لم يهتدي بجهده ابدا وجده. قال الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ولكن الله يزكي من يشاء. وقال تعالى مخبر عن اهل الجنة وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليدخل احدكم احد منكم الجنة لن يدخل احد منكم الجنة بعمله قالوا ولا انت؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. فالعمل من فضله جزاءه عليه من فضله. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول الاعتقاد ابتدأه بقوله لا يجب لاحد على الله شيء لابطال قول الزاعمين من المعتزلة ان الله سبحانه وتعالى يجب عليه فعل اصلح والله سبحانه وتعالى اوجب على نفسه ما اوجب تفضلا منه عز وجل فهو ليس واجبا عليه افراط من هو موجب من نفسه على نفسه تفضلا وانعام. قال الناظم ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع. ان عذبوا فبعدله او نعموا فضله وهو الكريم الواسع وهذا معنى ما قرره المصنف في جزاء المحسن انه بفضل الله وجزاء المسيء انه لله نعم. احسن الله اليكم. فصل لا نفضل احدا من الاولياء على الانبياء ونقول نبي واحد افضل من جميع ونؤمن ونؤمن بكراماتهم وما صح عن الثقات فيها واياتهم. وقد ثبتت كرامته بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والمعجزة للانبياء والكرامة للاولياء. المعجزة مواقع التحدي بها وهي قوله لا يأتون بمثله. والكرامة ما يكرم الله تعالى به اولياءه من امور وقلوبهم وافعالهم من غير اسباب ظاهرة الواقعات والتخيلات والوهميات ليست من الكرامات بشيء. الله تعالى يكرم من يشاء بما يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كان فيما كان قبلكم من امور ناس محدثون فليكن في امتي احد فانه رواه البخاري ورواه مسلم في رواية عائشة وفي رواية قال ابن وهب محدثون ملهمون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ما سمعت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عمر رضي الله عنه يقول لشيء قط اني لا اظنه كذا الا كان كما يظن رواه البخاري وحديث اصحاب الغالي الذين انطبقت عليهم الصخرة من ذلك وبالكتاب العزيز قصة زكريا ومريم اصحاب الكهف وما لا يحصى والله اعلم عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول الاعتقاد يتعلق ببيان جملة مما يتصل مسائل الاولياء فذكر ان مما يجب اعتقاده اننا لا نفضل احدا من الاولياء على الانبياء ونقول نبي واحد من جميع الاولياء الاولياء والمراد بالولي هنا معناه الاصطلاح الولي اصطلاحا هو كله مؤمن تقي غير نبي كل مؤمن تقي غير نبي. واحتيج الى قيد النبي باخراج النبي من اسم الولي لان الولي شرعا يشمل النبي وغيره. فالولي شرعا هو كل مؤمن انتقي فيندرج في ذلك الانبياء. لكن لابانة المسألة المتعلقة بالمفاضلة بين الاولياء جعل للاولياء اصطلاح يفرق به بينهم وبين الانبياء. فقيل الولي اصطلاحا هو كل مؤمن تقي غير نبي ثم ذكر ان مما يجب اعتقاده الايمان بكراماتهم وما صح عن الثقة فيها. ثم ذكر ان المعجزة للانبياء والكرامة للاولياء. والمعجزة والكرامة لفظ ليس من الكتاب من الفاظ الكتاب والسنة. وانما هي معان اصتلح عليها. تكلم بها المعتزلة اولا ثم سرت الى غيرهم وهي مسماة في الخطاب الشرعي بالايات فهي ايات الانبياء وايات الاولياء ويفترقان باعتبار دلالتهما. فايات الانبياء هي علامات الله سبحانه وتعالى للدلالات للدلالة على كونهم انبياء. وكرامات الاولياء هي ايات يظهرها الله سبحانه وتعالى اعلاما بعلو مقام من ظهرت عليه ولا يكون نبيا حين اذ وما يذكر من حد كل مما يجري في كلام في الاعتقاد هو كذب من كلام المعتدلة كذكر ان ذلك يكون على وجه التحدي او سالما من المنازعة او المقترن بدعوى النبوة او غير ذلك مما تقدم بيانه في شرح اعلام السنة المنشورة ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد ذلك ان التخييلات والوهميات ليست من الكرامات في شيء تنبيها الى ان من الناس من ينقدح في ظنه ان شيئا من الاشياء هو كرامة ويكون على الحقيقة وهما متخيلا وهو من باب الخرافات التي تأخذ بقلوب الناس فيعدونها كرامات اما اذا ثبت بيقين انها كرامة من الله عز وجل على عبد من عباده فانه من عقيدة اهل السنة والجماعة اثبات كرامات الاولياء. وكرامات الاولياء نوعان. احدهم كرامات تتعلق بالعلوم والمكاشفات. كرامات تتعلق بالعلوم والمكاشفات والاخر كرامات تتعلق بالقدرة والتأثيرات. كرامات تتعلق بالقدرة والتأثيرات. ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد. واورد المصنف رحمه الله تعالى من الاحاديث طرفا يدل على وقوع كرامات الاولياء. نعم تصلم ونعتقد ونشهد ان الله جل جلاله عجلت لكل اجل لكل مخلوق وجلال وان نفسا لن تموت الا باذن كتابا مؤجلا فاذا انقضى الاجل فليس الا الموت وليس منه فوت. قال الله تعالى ولكل امة اجل. فاذا جاء اجلهم لا واما قتل فقد انتهى اجله المسمى له. قال الله تعالى القتل الى مضاجعهم وقال تعالى اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما يجب اعتقاده من انتهاء الخلق الى اجال فان الله لما خلق الخلق قدر لهم اقدارا ولهم وضرب لهم آآ اجالا فكل نفس قد قدر لها كتاب مؤجل فاذا انقضى اجلها وانتهت اليه فليس وراء ذلك الا الموت وكما يكون هذا في افراد الخلق فان الحياة الدنيا كلها مقدرة بقدر من الله الله سبحانه وتعالى فتنتهي الى اجل اخفي عنا علمه ضربه الله سبحانه وتعالى للخلق فاذا قضى الله عز وجل ذلك ذهبت الحياة الدنيا وجاءت حياة الاخرة. نعم. احسن الله اليكم. فصل فدين الله السماوات والارض واحد وهو دين الاسلام قال الله تعالى وقال تعالى ورضيت لكم الاسلام دينا وهو بين الغلو والتقصير والتشبيه والتعقيم وبين الجبر والقدر وبين الامن واليأس. قال الله تعالى لا تظلموا في دينكم غير الحق. ولا تتبعوا قد ظنوا وقال تعالى المأساء والضماء لعلهم يتضرعون. وقال تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمنوا مكر الله الا القوم الخاسرون. وقال تعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. واعلم ان دين الاسلام هو دين جميع رسل الله وانبيائه صلوات الله وسلامه علي مجرم من امن بهم ومن نسبه الى ومن نسب ومن ومن نسبهم الى غيره فهو كاذب. قال الله تعالى اخبر عن نوح عليه السلام وامرت ان اكون من المسلمين موسى عليه السلام وقال تعالى مسلما وقال ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وقال اوصى بها ابراهيم ابنه ويعقوب يا بني ان الله ما لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقال ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق يعقوب والاسبق كانوا نصارى قل انتم اعلم وبالله وقال قال الحواريون وقال ناسيونهم الكتاب من قبله يؤمنون. واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا منهم انقذني مسلمين وقال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا الاية وثبت في صحيح مسلم ان النبي الله عليه وسلم قال الانبياء الناس دينهم واحد وامهاتهم شتان. يعني دينهم الاسلام وشرايعهم متفرقة عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من هذا المعتقد قرر فيه ان دين الله الذي رضيه في السماء والارض هو دين الاسلام والمراد به هنا معناه العام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله واصله هو الجملة الاولى وهي الاستسلام لله بالتوحيد. والجملتان اللاحقتان هما بمنزلة التابع اللازم الذي لا ينفك عن الاستسلام لله بالتوحيد فان العبد اذا استسلم بالتوحيد ان قاد له في الطاعة وتبرأ من الشرك واهله. لكن افصح عنهما للحاجة اليهما. في ابالة معنى الاسلام ولا سيما في الازمنة المتأخرة التي خفيت فيها الحقائق الدينية وغلبت فيها الجاهلية ثم ذكر رحمه الله ان هذا الدين الذي رضيه الله هو بين الغلو والتقصير والتشبيه والتعطيل وبين الجبر والقدر وبين الامن واليأس. فهو دين وسط كما قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. اي خيارا عدولا وذكر رحمه الله تعالى اية في تحقيق ما عليه هذا الدين من العدل في ابواب متفرقة ثم قال واعلم ان دين الاسلام هو دين جميع رسل الله وانبيائه. فكل الرسل والانبياء جاءوا دعوة القي الى الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله فلمجيئهم بهذا الاصل صار الاسلام دينا لهم جميعا ويصدق هذا حديث ابي هريرة في الصحيح الذي ختم به المصنف وهو قوله صلى الله عليه وسلم الانبياء اخوة لعلام. دينهم واحد وامهاتهم شتى. والاخوة لعلات هم الذين يشتركون في اب يفترقون في الامهات وفسر المصنف رحمه الله تعالى ذلك بقوله يعني دينهم الاسدين هم الاسلام وشرائعهم متفرقة اي يجتمعون في الاصل الجامعي لهم وهو الاستسلام لله بالتوحيد. ثم يقع الافتراق بينهم باعتبار الشرائع التي تكون في الدين الذي بعث به كل واحد منهم. نعم. احسن الله اليكم. فصلوا ان الله تعالى خلق الشياطين في سنن الادميين ويقصدون استزلا ويقصدون استزلالهم ويترصدون لهم. وان وان في الدنيا سحرا وسحرة. ومن استعمل السحر معتقد انه يضر وينفع بغير اذن الله فقد كفر بالله جل جلاله. وتعلموا تعلم السحر والتعليم. وتعلم السحر وتعليمه حرام. وكذلك العمل بهما قال مالك رحمه الله يكفر بالعمل ومن اعتقد حل العمل به لمضرة فهو كافر. الشافعي رحمه الله قال انه يجوز تعلمه وتعليمه والعمل به. لدفع باتفاق العلماء وانما ذكرت للتحذير من نور ما يلزم من الدفع به عن نفسه تعاطي لاسباب محرمة الركون اليها والفاسق لا يدفع بالفاسد وانما يدفع بالحق والله يعلم المفسد من المصلح. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر في هذا المعتقد الذي ذكر من جمله ان مما ينبغي ان نعتقد ان الله تعالى خلق الشياطين يوسوسون للآدميين ان يحسنونا لهم فعل الشر ويثبطونهم عن الخير. اي يحسنون لهم فعل الشر ويثبتهم دونهم عن الخير وهذا فعل الشياطين الذين هم شياطين الجن وهم المرادون عند الاطلاق فان ذكر الشياطين عند الاطلاق يراد به شياطين الجن كالمذكور ها هنا. والا في اصل الخلق فان الشياطين نوعان. احدهما الشياطين الجنية. وفعلها الوسوسة. الشياطين الجنية وفعلها الوسوسة والآخر الشياطين الانسية. وفعلها الوشوشة. الشياطين الانسية وفعلها الوشوشة وهم يجتمعون في انهم يدعون الخلق الى الشر ويثبطونهم عن الخير. لكنهم يفترقون في ذلك الوسوسة تلقاء خبي في النفس. والوشوشة القاء خفي خارج النفس. وانما وصف بالوشوشة لان غالب في الخلق هو اخفاء الشر وتحسينه بذلك الطريق فلا يظهره ولا يبرزه لان الفطر تنفر منه ولكنه يلقيه خفاء الى الخلق ويستدرجهم بذلك. ثم ذكر من جملة ذلك الاعتقاد بان في الدنيا سحرا وسحرة ثم ذكر ان من استعمل السحر معتقدا انه يضر او ينفع بغير اذن الله فقد كفر بالله جل جلاله وهذا لا خلف فيه وليس هو متعلق كون السحر كفرا فانه لو اعتقد ان شجرة تضر او تنفع لله سبحانه وتعالى لكان كافرا لانه نسب التأثير بالنفع والضر الى من ليس حقيقا به ولكن ان معقد التكفير بمعقد كون السحر كافرا ان السحر لا ينفك عن الاستعانة بالشياطين فالسحر اصطلاحا عند العرب هو رقى ينفث فيها بالاستعاذة بالشياطين. هذه هي حقيقة السحر وكانت العرب تعده طبا. فكان من العلوم الاصطلاحية الطبية. ثم جاء الشرع في بيان احكامه وهذه الاحكام المذكورة في الشرع محلها هذا المعنى وهو كفر سواء في تعلمه او في تعليمه او في غير ذلك فما يقع من التفريق في كلام بعض الفقهاء رحمهم الله تعالى من التفصيل فيما اذا كان الكفر السحر مشتملا على الكفر فانه يكون كفرا اما اذا كان بطرق خفية فانه لا يكون كفرا فان استعمال الطرق الخفية لا يسمى في الشرع كفرا ايش؟ لا يسمى في الشرع سحرا فلا ينزل عليه حكمه. وانما المخصوص باسم السحر الشرعية هو المعنى المتقدم من الرقى التي تشتمل على العقد مع النفث فيها والاستعانة بالشياطين فهذا هو الذي يسمى سحرا في الشرع وتعلق به احكامه. وما وقع في بعض الاحاديث من اطلاق اسم السحر على غير ذلك كما في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا فمورده الوضع اللغوي. لا الحكم الشرعي المتعلق بالمواضعة في الاحيلة التي ذكرناها فلا يدخل في جملة هذا. نعم. احسن الله اليكم. فصل ونعتقد المتخذة من العنب واناسها وغير ذلك مما يسكن كثيرا. ونقول ان قليلا وحراما وقد صحت الاحاديث النبوية بتحريم ذلك والتوحد واقامة الحديد من غير زياد وقد اجمع العلماء على ان من انتقد حل المسكين فهو نقل جماعة منهم ابو عمرو ابن الحاجب وسيف ابو عمرو ابن الحاجب وسيف العامري وغيرهما انه لا خلاف بمنة من استدرج الخلق لتحليل ما حرم الله تعالى فهو كافر لان ما ادى الى الكفر فهو كفر والله يعلم مفسد ومصلح وهو يحكم ولا معقد الحكم والمسلمين والحساب الخمر مغطية وهي محرمة شرعا وعقلا وقد عد الامام ابو حنيفة رحمه الله تحريم التغطية الى سماع الجانب الوجدي المؤدي للغيبة الى الغيبة وذلك من احسن ما يقال عنه عقبال فاذا كان هذا للمغطى فما ظنك بالمفسد فما ظنك بالمفسد المجتث المزيل للعقل كالبنج؟ الحشيشة المسماة بالغبار فهي اولى بالتحذير معا ونقلهم والله اعلم. النسخة الاخرى عندكم عبارة قد عد الامام ابو حنيفة رحمه الله نسخة الدار الاثرية ولا هذا من جملة الساقط ها مساقطة من جملة الساق نعم عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر في هذا المعتقد ذكر فيه تحريم المسكرات رد على من يستبيحها بنسبتها الى الشريعة ممن يجعلها سبيلا الى تحصيل الكمالات كبعض فرق الباطنية او تعريضا بمن يتوسع فيها كبعض الحنفية ولهذا ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلام ابي حنيفة في المنع من السماع الذي يؤدي الى الغيبة اي الى غيبة ذهن فاذا كان هذا في السماع الذي يأخذ بالقلب فيما ينشد ويلقى من الكلام فكيف يكون بما كان مذهبا العقل كالبنج والحشيشة المسماة بالغبيراء فهي اولى بالتحريم معنى ونقلا. فقصده من عقل هذا الفصل هو التعريض بالطائفتين المذكورتين مع ما ذكره في قوله ومن استدرج الخلق الى تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله معتقدا حله فهو كافر تنبيها الى ان من الخلق من يزعم ان تناول مثل هذه المسكرات من المشروبات وغيرها انه يرفع العبد الى حال من الكمال يحصل بها اما عبوديته لله سبحانه وتعالى فيقدر على احوال لا يمكنه الوصول اليها بدونها وهذا معنى باطل فانه لا استعانوا بالحرام على الطاعة ولم يجعل الله عز وجل ما ينفع الناس فيما حرمه عليهم احسن الله اليك فصل المساراة بين الصلوات المكتوبات فيها اوائل الاوقات افضل من العمل. كذلك ثبت في الاحاديث الصحيحة عن اشرف الخلق واصدق في المقال واكرام الركن والسجود والانتصاب التام بالقيام والجلوس من السجدتين والطمأنينة في ذلك كله واجب. وتارك ذلك غير مصل وللسنة مجاهد. والتواصي بقيام الليل وصلة الارحام والمشرب والملبس والمنكح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والسعي بالخيرات والبدال اليه واتقاء سن عاقبة الطواف والتحابوا في الله واسبابه والعمل ومعاداة اصحابه الذين هم كالنجوم وبايهم اقتدى اهتدى الصادق المرحوم وتلاوة اثار السلف الصالحين والتمسك بما كانوا عليه وبه مستمسكين من الدين المتين والحق المبين وبغض لان البداية الذين احدثوا في الدين ما يأتي منه ولا نحبهم ونصحبهم ولا يسمع لكلامي ولا نجالسهم ولا نجالسهم ولا نجادلهم في الدين ولا نناظرهم ونصون اسماعنا على باطنهم التي اذا قرت في الاذان وقرت في القلوب وبرت وجرت اليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت. قال الله تعالى واذا رأيت الذين يخوضون فيها اتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين. وعلامات اهل وعلامات البدع على اهلها تظهر ولا تخفان. واظهر علاماتهم شدة معادات لحملة اخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم. واحتقارهم لهم واستخفافهم بهم اياهم حشوية ومشبهة وجهلة اعتقاد منهم في اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم انها بمأذن وان الائمة ما وان الائمة ما تلقيه الشياطين من نتائج عقولهم الفاسدة ووساويس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير العاطلة وكلمات باطلة اولئك الذين لعنهم الله فصموا واعمى ابصارهم. ومن يهد الله فما له من مكرم الله يفعل ما يشاء. روى الحاكم وابو عبدالله الحافظ رحمه الله بإسنادنا احمد ابن سيه القطان انه قال ليس في الدنيا مبتدع الا وهو يبغض هذا الحديث واذا ابتدع الرجل نزعة حلاوة الحديث واذا ابتدع الرجل نزعت نزع واذا ابتدع الرجل والرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه وقال ابوه اسماعيل محمد ابن اسماعيل الترمذي كنت انا واحمد بن حسين الترمذي عند ابي عبد الله احمد بن حنبل فقال واحمد بن الحسين يا ابا عبدالله ذكر ذكر ابن ابي قتيلة بمكة اصحاب الحديث فقال اصحاب الحديث قوم سوء. فقام ابو عبد الله احمد ابن حنبل وهو يوصي وهو يلفظ توبة وقال زنديق زنديق زنديق ودخل البيت. وقال ابو نصر ابن سلام الفقيه ليس شيء اثقل على اهل الاحد ولا ابغض اليه من سماع الحديث وروايته وقال الشيخ ابو بكر احمد بن اسحاق بن ايوب الفقيه وهو يناضل رجلا حدثنا فلانا فقال الرجل دعنا من حدثناك دعنا من حدثنا الى ما تحدثنا فقال ولا يحل لك ان تدخل داري بعد هذا ثم التفت الينا فقال ما قلت قط لاحد لا تدخل داره الا لهذار. وقال عبد الرحمن ابن ابي حاتم الرازي سمعت ابي يقول علامة اهل البدعة الواقعة وعلامة الزنادقة تسميتهم اهل الاكل الحشوية يريدون ابطال الاثار وعلامة القدر سميتهم اهل سنة مجبرة وعلامة الجهمية تسميتهم اهل السنة مشبهة علامة تسميتهم اهل الاثر نابتة وقال الامام ابو عوفان صبري وناصبه وكل ذلك عصبية. ولا يلحق اهل السنة الا اسم واحد وهو اصحاب الحديث. وقد رأيت اهل البدع في هذه الاسماء نتلقوا بها السنة ولا يلحقهم شيء فضل من الله ومنا سلكوا مع امة سلك المشركين والملعونين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم اقتسبوا القول به فسمعوا بعضهم سحر وبعضهم كان بعضهم بعضهم مجهول وبعضهم مكنون وبعضهم ثم بكر صلى الله عليه وسلم من تلك المعاني بعيدا بريئا ولم يكن الا رسول النبي وانزل الله عز وجل. وكذلك وكذلك المبتدعات خذلهم الله اقتسموا القول في حملة اخباره ونقلت في اثاره ورواة احاديث المهتدين والمقتدين به المعروفين لاصحاب الحديث بعضهم يحشوية وبعضهم مشبهات وبعضهم وبعضهم واصحاب الحديث مصانة من هذه النعائب رئة نقية نقية اصابتهم واصحاب في عصابته كما في النسخة الاخرى. اصحاب الحديث اصابة من هذه المعايب بريئة نقية تقية. وليسوا الا اهل السنة والسيرة المرضية والسوبل المستوية والحجج البالغة القوية. قد وفقهم الله تعالى لاتباع كتابه وحيه وخطابه وجعله من اتباع اقرب اولياءه اليه واعزي ما لي وشرح صدورهم لمحبتي ومحبة ائمة شريعته وعلماء امتي. من احب قوما فهو معهم يوم القيامة بحكم قول النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب واحدى علامات اهل السنة حبهم لائمتها وعلمائها وانصارها واوليائها وبغضهم لائمة البدع الذين يدعون الى النار وبلائها تعقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا بين فيه من جملة ما ينبغي عقله من اصول اهل السنة والجماعة التي تميزوا بها انهم اصحاب الاعمال الفاضلة والاخلاق الكاملة ولا يكاد يخلو معتقد مما صنفه الاوائل من التنبيه الى هذا الاصل. وان اهل السنة لا يتميزون ببواطن ايمانهم فحسب بل يتميزون بظواهرهم فيما يحرصون عليه مما امر الله تعالى به من وجوه المعاملة بينهم وبين الله عز وجل كالمصارعة الى الصلوات المكتوبات واقامة الصلاة على الوجه الاتم والتواصي بقيام الليل. او فيما يجري بينهم وبين سائل الخلق صلة الارحام وبر الوالدين والتعفف عن المآكل والمشارب والملابس والمناكح المشتبهة و ابرام عقل المحبة في الله مع المؤمنين والصبر على قلاب الحق ونفي الجدل في اصول الدين الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى ثم ذكر من جملة اوصافهم انهم يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم باصحابه ويتبعون السلفي الصالح ويتمسكون بها ومن جملة ذلك بغضهم اهل البدع الذين احدثوا في الدين ما ليس منه فلا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم مناثرة لهم لانهم يتهمون الشريعة بالنقص ويصفون وينسبون الى النبي صلى الله عليه وسلم الخيانة في البلاغ. قال الامام ما لك من ابتدع في الدين بدعة فقد ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ومعنى كلامه ان اضافته شيئا من البدع الى الدين زعم منه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبينه وانه من جملته لكنه ترك فلم يبين فيكون قد اضاف الخيانة الى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر من جملة ما يعاملون به اننا لا نجادلهم في الدين. والمجادلة المنهي عن انها هي المجادلة المذمومة كالكائنة بغير علم. او المصحوبة بالشغب والجدل بالباطل فمتى اقترنت بمعنى من المعاني التي توجب الذنب فهي المنهي عنها. واما المجادلة المحمودة فهذه مما اذن الشرع بها بل مما امر الشرع بها في احقاق الحق وتزييف الباطل. ومن اعظم مم اوصى المجادلة التي توجب ذمها فقدان العلم في المجادل للمبطلين اذا فقد احد كمال العلم في نفسه لم يجز له ان يجادل اهل الضلال خوفا عليه من الوقوع في بشباكهم فان الامر كما ذكر ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في توجيه ماخذ كراهة السلف للاستماع لاهل البدع ومجادلتهم ومجالستهم قال لان القلوب ضعيفة والشبه خطافة انتهى كلامه فربما خطف قلب عبد بشبهة من هذه الشبه فمن علي من العلم الراسخ فان قيامه بالمجادلة قيام ذموم ثم ذكر علامات اهل البدع وانها لا تخفى وان من اظهر علاماتهم شدة معاداتهم لحملة اخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم. واحتقارهم لها لهم واستخفافهم بهم وتسميتهم عشوية او مشبهة جهة او جهلة او غير ذلك من الاسماء التي جعلوها لهم. فمن اعظم علامات اهل الاهواء انهم يكرهون حملة الحديث لشدة الاثار عليهم. فان القرآن يدعيه كل احد والمميز بين الناس هو السنن فمعرفة السنن والاسترشاد بها وهداية الخلق اليها هي التي يظهر بها التمييز بين المحق والمبطل ولهذا صار من اسماء اهل السنة انهم اهل الحديث. والمراد بذلك انهم المتبعون له. المعظمون له. ولو كان واحدهم نحويا او مفسرا او فقيها فانه لا يخرج عن هذا الوصف. لان وصف اهل الحديث يراد به من عظم الحديث واتبعه قدمه على غيره فيكون من جملة اهله. وهذه الصفة موجودة بالقديم والحديث. فان انصار السنن يكرههم دعاة الاهواء والبدع في كل زمان ومكان. ثم ذكر كلاما حسنا عن ابي حاتم ابن ادريس الرازي وهو في عقيدته المختصرة في ذكر علامة اهل البدع وانها الوقيعة في اهل الاثر ثم ذكر من النبذ بالباطل الذي جرى به قول من تقدم من اصحاب الضلالة من الزنادقة والقدرية والجهمية وغيرهم من تسميتهم اهل السنة تارة للحشوية او بالمشبهة او بالمجبرة او بالنابتة او بالناصبة او غير ذلك من الالقاب الباطلة التي يراد بها انتقاص اهل السنة والحديث. وكل ذلك لا يلحقهم بحمد الله عز وجل ولا يبقى عليهم اسم من الاسماء الا انهم اهل الحديث واصحاب السنة والاثر انه هو اللقب الذي ارتغوه باعتبار دلالة الادلة الشرعية لهم. فهو لقب لم تحملهم عليه الاهواء ولا وانما حملهم عليه الدليل الشرعي مع سائر اسمائهم التي لهم. لكن تميزهم باتباع الحديث وتعظيمه واجلاله هو الفرقان بينهم وبين سائر اهل الاهواء والبدع. نعم. احسن الله اليكم. فصل الحب في الله والبغض من اوثق الايمان من احب ما فمن احب ما ابغض الله او ابغض ما احب الله فقد كفر. وقد قال الله تعالى امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتينه بقوم يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين عزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة نائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم اللهم يغفر لكم ذنوبكم. رواه البخاري ومسلم برواية انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن في وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله من يحب المرء لا يحبه الا لله ان يعود بالكفر بعد ان ينقض الله منه كما يكره الملقى بالنار ومعلوم ان حب الله ورسوله واجب على جميع الوجوه فمن احب كلام الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على وفقهما من غير تبذير ولا تغيير ولا تعليم ولا تصحيح بلفظهما ومعانيهما. فقد احب الله ورسوله من ابغضهم فقد ابغض الله ورسوله من حفظ او بدل وغيرهم صح. فقد استمر خصوصا ان كان عابدا لذلك معتقدا انه يكون قادرا مرتدا بلا شك وان لم وان لم يكن معتقدا لكنه عامد معاند كان يثمر شديدا وعقابه مزيدا محبة اهل الايمان والطاعة والفرقان واجبات وبغضة اهل الكفر والهداية والمخالفة والمخالفة والفسوق وناصيا واجوال ومحبة العلوم الشرعية القائمين بها علما وعملوا اعتقاد وبغضتي وبغضتي العلوم الفلسفية والسحرية الكلامية والنجومية الكيماوية والسيماوية والقائمين بها الا وعمل واعتقاد واجبا وحب اهل الوفاء وحب اهل الوفاق والارفاق والاشفاق محبوب للشرع مطلوب من بغض اهل النفاق والشقاق ومردئة الاخلاق مطلوب وفيه مبغض وكل ما احبه الله ورسوله فتركوه مخالفة ومن شأنه فقد شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الابتر. وقد خسر وخاف. وتقطعت به الازهاق. وباء وباء بخسار الزلفى وحسن المآت. والمحبة واجبة ومحاربة ومكروهة ومباحة فالتقرب الى الله بالواجب منها افضل القربى والتقرب اليه بالندب سبب لان سبب لان يكون صاحبه عنده محبوبا ولا يتصور القرب اليه بالمحرم والمكروه وقد يتقرب اليه بالمباح اذا اقترب به وصف المطلوب والله يعلم المفسد والمصلح. نعم اكمل السلام عليكم فصل كما تجب محبة الله ورسوله تجب محبة اولياء الله تعالى وافضل اولياء الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم باحسان ثم العلماء والعملون في كل عصر والعلماء والصحابة افضل جميع العلماء بعدهم علماء التابعين افضل العلماء بعدهم علماء كل قرن وافضل من علماء القرن الذي خلاف ذلك فقد اصطفى فبالتالي هم خير الناس والقبائل لقيامهم بالعلم والعمل وهم مرض الانبياء وتستغفرهم الملائكة والدواب وكل شيء حتى حتى الحيتان والطيبين الهوى يدعى يدعى يدعى كل منهم بملكوت السماوات والارض ويصلي عليهم الملائكة في كل حين ويسلمون تسليما ومنهم الخلفاء والاربعة من ائمة الراشدين القدوة الراسخين من هادي المقدمين والفقهاء السبعة في التابعين والائمة الاربعة وابو حنيفة ومالك الشافعي واحمد بن حنبل في الخالدين واصحاب كتب الحديث كالبخاري ابي داوود والترمذي والنسائي من ائمة الحفاظ المحققين المحدثين وفقهاء الشامك الاوزعي وغيرهم من العلماء الربانيين والفقهاء من ائمة المحدثين. والفقهاء من الائمة المحدثين والمصنفون يمحو ذاك المحققين وهم معروفون وموصوفون عند عند النقاد العارفين حشرا حشرنا في زمرتهم واماتنا على محبتهم امين الله يسرنا الله كما في نسخة اخرى حشرنا الله في زمرتين حشرنا الله في زمرتهم واماتنا على محبتهم امين عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر من فصول هذا المعتقد بين فيه ان الحب في الله والبغض فيه من اوثق عرى الايمان اي من اقوى ما يتعلق به العرى جمع عروة وهي اسم لما يتعلق به هو اوثق الاقوى ثم قال فمن احب ما ابغض الله او ابغض ما احب الله فقد كبر ومحل ذلك ان ان تكون المحبة والبغض كونه شرعا. ومحل ذلك كون المحبة والبغض تكون شرعا. فمن احب ما ابغض الله ان يكون شرعا اذا فهو كافر فمثلا مما ابغض الله سبحانه وتعالى شرب الخمر او الزنا. فمن احب ان يكون هذا دينا فانه يكفر بذلك. فليس المقصود بالمحبة المحبة الطبعية او البغضة البغضة الطبعية وانما المراد بذلك ما تعلق بالشرع. فالمذكور في نواقض الاسلام من ابغى شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اي من ابغض كونه شرعا. لا انه ابغضه باعتبار الطبيعة. فان النفس باعتبار طبيعتي قد تضعف وتفشل فتكره شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فمحل ما ذكره المصنف كون ذلك شرعا فمتى احب ما ابغض الله ان يكون شرعا او ابغض ما احب الله ان يكون شرعا فقد كفر. ثم ذكر رحمه والله تعالى جملة من المحبوبات المأمور بها شرعا كمحبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبة اهل الايمان طاعة محبة اهل الوفاق والارفاق والاشفاق وانه مأمور بها شرعا كما ذكر مقابل ذلك من بغضة اهل النفاق والشقاق واهل العلوم الفلسفية الكفرية فهذا مما يؤمر به العبد ايضا ثم وختم الفصل بالاخبار بان المحبة تنقسم على الاحكام الخمسة. فمنها ما يكون واجبا ومنها ما يكون مندوبا منها ما يكون محرما ومنها ما يكون مكروها ومنها ما يكون مباحا باعتبار متعلقها. باعتبار متعلقها فمحبة الصلاة مثلا ومحبة الصلاة المكتوبة مثلا محبة واجبة لايجابها. ومحبة الصلاة النافلة من المحبة المتنفل بها وقل هكذا في بقية الاحكام. ثم عقد فصلا متعلقا بالفصل المتقدم فقال كما تجب محبة الله ورسوله تجب محبة اولياء الله تعالى وافضل اولياء الصحابة والتابعون ثم العلماء العاملون في كل عصر ومقدمهم علماء الصحابة. ثم قال وعلماء كل قرن افضل من ماء القرن الذي يليه يعني باعتبار جماعتهم لا افرادهم يعني باعتبار جماعتهم لا افرادهم فبالنظر الى جماعة العلماء في القرن الماضي هم اعظم واكمل من العلماء في القرن الواقع بعده ولا ذلك في الافراد وربما يكون احد ممن تأخر اعظم ممن افضل ممن تقدمه في القرن السابع ثم قال ومن خيلت نفسه خلاف ذلك فقد ارتبك في التيه. يعني من خيرت له نفسه عدم محبة اولئك الاولياء من الصحابة والعلماء فقد وقع في الضلال والسفه. ثم ذكر افراد من العلماء كالخلفاء الاربعة والفقهاء السبعة التابعين من اهل المدينة والائمة الاربعة المتبوعين واصحاب الكتب الستة المحدثين نعم. احسن الله اليكم. فصل من لزم امر الله تعالى واثر طاعته تعالى فبتوفيق الله تعالى انا اياك ومن ترك امر الله وركب معاصيه فبخذلان الله اياه ومن زام ان الاستطاعة قبل الفعل بالجوانح اليه شاء عمل وان شاء لم يعمل فقد كذب القدر ورد كتاب الله والصاب زعم انه مستطيع لما لم يريده الله عز اسمه. ونحن نبرأ من الله تعالى من هذا القول ولكن نقول ان الاستطاعة من العبد مع الفعل اذا عمل عملا بالجوارح من بر او فجور علمنا انه كان مستطيعا للفعل الذي فعل فاما قبل ان فاما قبل ان يفعله فانا لا ندري لعله يريد امرا في حال بين بين ذلك والله عز وجل مريد لتكوين اعمال الخلق ومن يدعى خلاف ما ذكرناه فقد وصف الله سبحانه وتعالى بالعجز ما لك في الدارين فهذه المسألة راجعة الى وجوب الايمان المقدرقين الى يوم قيام الساعة علم الله سبحانه العباد وما هم والى ما هم صائرهم وانه سبحانه وتعالى امرهم ونهاهم وهذا كله مطلع عليه ومتفق القول به. ومتفق القول به بين علماء اهل السنة والله عز وجل اعلم قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يجوز ان يوصف المخلوق به مع الجهل واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكين وسلامة الالات فهي قبل البئر وهو كما قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها افعال العباد خلق الله وكسب من العباد يكلفهم الله الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم به وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله. نقول لا حيلة لاحد ملاحظة لاحد ولا حركة لاحد من معصية الله الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على طاعة الله الى الثبات عليها الا بتوفيق الله وكل شيء بمشيئة الله تعالى وعلمه وقدرته وقضائه. فغلبت مشيئة المشيئات كلها وغلب يقبع الحياء لا يفعل ما يفعل الله ما يشاء وهو غير وهو غير ظالم ابدا. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اخر اراد به بيان الاستطاعة المتعلقة بالفعل هل هي قبل له او معه وقع في كلامه غموض لا يفصح عن اختياره فيها فيتوهم منه موافقة الاشاعرة في مسألة الاستطاعة وتقرير اهل السنة لهذه المسألة ان الاستطاعة المتعلقة بالفعل نوعان احدهما استطاعة قبل الفعل. استطاعة قبل الفعل ومحلها التمكن منه بالصحة والقدرة ومحلها منه بالصحة والقدرة. والاخر استطاعة مع الفعل طاعة مع الفعل. يراد بها التوفيق اليه والاعانة عليه. يراد بها توفيق اليه والإعانة عليه. وهذه المسألة كما ذكر المصنف في الصفحة التاسعة والثلاثين راجعة الى وجوب الايمان بالقدر خيره وشره. فان الله سبحانه وتعالى علم من العباد عاملون وما هم اليه كائنون. ثم جعل لهم من القدر والاستطاعة ما يعينهم على ذلك ونقل المصنف رحمه الله تعالى كلام ابي جعفر الطحاوي المبين هذه المسألة وتقدم ايضاحه في التقرير عليه في برنامج تيسير العلم. ومما ينبه اليه قوله رحمه الله ولا يطيقون الا ما كلفهم. يعني لا يكون في وسعهم الا ما خوطبوا به امرا ونهيا والصحيح انهم يستطيعون فوق ذلك لكن الله سبحانه وتعالى خفف عنهم. قال الله تعالى الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فمثلا فرض عليهم شهرا واحدا في السنة يصومونه مع ان للزيادة عليه وهذا ظاهر في من يصوم صيام النفل فلهم قدرة على ما فوق ذلك ولكن الله خفف عنهم نعم. وقد تقدم الكلام على وجوب حب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنزيل منازل في الرتبة والفضل وان اجور الامة في موازينه من حيث مقابلة الجملة بالجملة اما من حيث الفرض بالفرد من حيث الاجر فقد يكون اجره اكثر من اجره لا من حيث ذاته ولا سبقيته ولا الرسول صلى الله عليه وسلم قال الامام ابو عثمان الصابوني رحمه الله ومن تمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل بها واستقام عليها ودعا الخلق اليها كان اجرا وبرا واكبر من واكبر من اجر من جرى على هذه الجنود في اول الاسلام لله. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله له اجر خمسين. قالت الصحابة منهم من هم؟ قالت الصحابة منهم قال بل منكم انما قال صلى الله عليه وسلم في رجل يعمل بسننه عند فساد امته روى باسناد وروى باسناد روى باسناده الى ابن شهاب الزهري قال تعلم تعلم سنتي افضل من عبادة مئتي سنة تعليمه صامت نسختين الاخرين تعليم سنة افضل من عبادة مئتي سنة الدنيا متكلمة تعليم سنة افضل. نعم. وروى باسناده لمشيها ابن الزهري قال قال تعليم تعلم التعليم سنة. احسن الله اليكم. قال تعليم سنة افضل من عبادة مائتي سنة. روينا باسنادنا في كتاب المدخل للبيهقي عن ابي هريرة رضي الله عنه للقائم بسنتي عند فساد امتي اجر مئة شهيد ورويناه ايضا في غيرهما روينا باسناد اين عبدي بمحمد؟ قال كان ابو معاوية يحدث هارون الرشيد فحدثه ابو هريرة احتج ادم موسى فقال انيس بن جعفر كيف هذا وبين هذا وموسى وبينهما؟ قال وقال يحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض به قال فما زنى يقول حتى سكن عنه؟ فيجب على من؟ فيجب على من لدينه عنده الرسول صلى الله عليه وسلم في قلبه قبول ان يفعل كفعل هارون الرشيد ويجعل اقرب تبعا لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لم يكن كذلك ولم يعظمه ولم يوقره فهو الدليل حقير قوي شقي وهو جهنم وبئس نصير. الله يجعلنا والله يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنهم ويستمسكون في دنياهم مدة مدة محياهم بالكتاب سنة ويجنبنا الاهواء المضلة والاراء المضمحلة بفضل منه ورحمة ومنة. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا اراد به التنويه بالتمسك بالسنة عند فساد الزمان. وجعل المعراج الموصل الى ذلك هو التنويه لتعظيم اجر من تأخر في العمل على من سبق. وهذا معنى قوله واما من حيث الفرد بالفرد من حيث الاجر فقد يكون اجره اكثر من اجره اي ان يكون احد بعد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باعتبار الاجر على العمل اكثر ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم لكن بمجموع فمن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فهو افضل من غيره. والاصل في ذلك حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عند ابي داود وغيره. وفيه قوله صلى الله عليه وسلم للعامل منهم اجر خمسين. قالوا منهم يا رسول الله؟ قال قال بل منكم وفي اسناده ضعف لكن له شواهد يتقوى بها فيكون حسنا وتعظيم الاجر موجبه هو قلة العامل بالسنة كما قال المصنف وانما قال صلى الله عليه وسلم في رجل يعمل بسنته عند فساد وانما قاله صلى الله عليه وسلم في رجل باضافة الضمير وانما قال له صلى الله عليه وسلم في رجل يعمل بسنته عند فساد امته. ثم ذكر شيئا من المروي في هذا المعنى عن ابن شهاب مرسلا وعن ابي هريرة ولا يصح من ذلك شيء لكن تعظيم العمل في الزمن المتأخر عند فساده ثبت فيه حديث ابي ثعلبة الخسني وروي فيه اشياء اخرى لا تثبت نعم فصل اذا وقع انه بالمراد من الشرع فذكر الاحتمالات المعنوية المستنبطة من اللفظ الشرعي المخالفة للمراد المعلوم تحريف او تبديل او تغيير او تشكيك وتضللوا او تعطيون او تشبيه وكل ذلك ما كفر او معصية فالكفر مما شرع او لغوي او لغويا وشرعي ما نطق الشرع به باللسان العربي على وفق لغة العرب الذين امنوا به صلى الله عليه وسلم وفهمهم او كان على مناهجهم لا مع احد من لغات النبض النبطية والمفاهيم الغوية والاصطلاح والاصطلاحات المخالفة الحادثية واللغوي شرعي الا ما علم ان المراد خلافه مثاله العفو في اللغة التوفيق والازالة والكفر فيها التوقيت والستر والازالة فاذا علم المراد تبينا ان ما خالفه المراد فلا تخرج اللغة عن الشرع الا العلم بعدم الارادة من الشارع. فاذا قال صلى الله عليه وسلم قصوا الشوارب واعفوا اللحى. علمنا ان المراد ظهور زينة الله تعالى لعباد لا تبجيع خلق الله بازالتها بدليل قوله في الرواية الاخرى واوفوا اللحام وكذلك اذا ورد لفظ الكفر حمل على كل كفر من تغطية والستر والازالة غير ان المراد احد وهو وجب الحمل عليه وصار الباقي لغوي غير مراد. مثال وقوله صلى الله عليه وسلم للنساء اني رأيتكن اكثر عن النار. قيل يا رسول الله لماذا قال بكفرهن؟ قيل يا رسول الله يكفرن الا قال يكفر الاحسان ويكفرن العشيرة فلو لم يكن الكفر عند الصحابة في مفاهيمهم عنه صلى الله عليه وسلم محمول عندهم على جميع الوجوه الشرعية اللغوية لما حاسوا الاستفهام صلى الله عليه وسلم ولهذا ثبت لفظ الكفر بقوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم اذا العبد والشرك والكفر ترك الصلاة وقوله العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وفي قول شقيق في السنة اكان اصحاب محمد يعدون شيئا تركه كفر الا الصلاة حمله المحدث وكثير من البقاع على جميع وجوه من تغطية الحق وستره. وازالته في موضع مفهومه وهو الكفر بالله وتأوله بعضهم على بعضها وهي ازالة الاسلام والله اعلم. ثم الكفر بالتحريف والتبديل قد يكون مخرجا عن الاسلام وقد لا يكون فان كان مخرجا تحرير صفات البارز عز وجل المؤدي الى تشفيه بخلقه سبحانه وتعالى او تعطيلها واخراجها ما لا يليق بك فهو كفر مخرج عن الدين بلا شك وكذلك التحديد في الاحكام الفروعية الواجبة والمحرمة او المحرمة بلا تأويل يسوغ او اما المندوبة او المكروهة او المباحة فيها حكمه حكمها بالتكفير لكونها لكونها اضاف الله تعالى ما لم يضيفه لنفسه ولا يجوز اضافته اليه. فقد كفر بعض اصحاب الشافعي رحمهم الله بمجرد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وان لم يعتق الجواز فكان مطابقا لاصول شريعة واما من حيث موضوعه ووصفه فحكمه حكمها في وصفه في وصفه بالندمية والكراهية والاباحات والتكفير بالتحريف والتبديل راجع الى القصد والاصرار وعدم الايمان ترتب على ذلك من تأدية الضرر والقصور في حكمه ومحله. واما اطلاق الكفر على المعاصي فلا يجوز الا لقصد الجزء عنها. كما اطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نساء لما جعلوا لما جعله سبب واطلقوا عليهن فلما استفسر صلى الله عليه وسلم قال لا من هذا المعنى الاطلاق وصلى الله عليه وسلم من غشنا ليس منا لا يدخل الجنة وقال ليس لا يدخل الجنة من في قلب مثقال وذرة منك ومعلوم ان مجرد الغش والكبر من غير اعتقاد حلال وجبال الكفر والخروج بالنار ولا عدم دخول الجنة مطلقا قال وللخروج من ملة الاسلام وانما ينقصان الرتبة فاطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصد الزجر لا لاعتقاد الكفر وقس على هذا كل وقس على هذا كل ما ورد على ومنه قول صلى الله عليه وسلم لعن المؤمن كقتله وكذلك قوله تعالى جهنم فيها وغضب الله عليه ولعنه واذن وعذابا عظيما. في قول كل العلماء الا ابن عباس رضي الله عنهم وقد ثبت رجوع ابن عباس عنهم والله اعلم وقد تقدم فصله انه لا يأكل احد من القبلة لدم والكلام عليه وتفسيره. قال الامام وموجع في الطحاوي رحمه الله لا نشهد على احد من اهل السنة بكفر ولا بشرك ولا نفاق ما لم يظهر منه شيء لذلك وندرس رأي رمي الله تعالى لقد روي في صحيح البخاري رحمه الله باسنادها الى عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول ان ناسا كانوا يأخذون بالوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الوحي قد انقطع وانما نأخذكم من العدد ما ظهر لنا من اعمالكم فمن اظهر لنا خيرا امنا وطلبنا وليس لنا من سيئاته شيء الله يحاسبه نظرنا سوى لم نأمنه ولم نصدقه. وان قال وان قال ان سريرته حسنة. وروينا في صحيح مسلم رحمه الله عن ابي عبدالله طارق بن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قال لا اله الا الله من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله قال الله تعالى في حق المشركين الصلوات واتوا الزكاة فصلوا سبيلهم. اذا عرفت هذا فاعلم ان من انكر ما عرف من الاخبار والسير والبلاد التي لا ترجع الى ابطال الشريعة. ولا تفضي الى ان كانت من الدين تبوك ابي بكر وعمر وقتل عثمان وخلافة علي وليس بإنكار تحت الشريعة فلا سبيل للتكفير بجحد ذلك وانكار وقوع الأدلة اذ ليس بذلك اكثروا من المباهتين اكثروا من المباهتة كإنكار هشام وعباس وقعت الجبل ومحاربة علي من خلفه هذا من انكر ذلك وضعفه من اجل تهمة ناقين المسلمين واهم المسلمين اجمع فنكفرهم بذلك يا ابطال الشريعة واما من انكر الاجماع المجرد الذي ليس على الذي ليس طريقه نقل متواتر فاكثروا من الفقهاء والمضاربين في هذا الباب يقال بتكفير كل من قال بالاجماع الصحيح الجامع بشروط الاجماع المتفق عليه وحجتهم قوله تعالى ومن يشافق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وساءت مصيرا. قوله صلى الله عليه وسلم من خالف الاسلام قيد فقد خلع لي لقتل الاسلام من عنقه وقد نقل العلماء الاجماع على تحديد من قال بالاجماع ولم يخالف احد من السلف وقال جمعكم من علماء الخليفين مجمع عليه على ضربهم احدهما الاسلام بالضرورة باجماعهم على عدة ركعات للصلاة الخمسة ومقدارهم الزكاة ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الزنا والواطي والخمر واخذ الاموال بالباطل والاخذ بالاعراض بغير حق ونحو ذلك فمن ذلك كفر والثاني ما يعرفه العلماء وجهله العوام فمقادير الفراغ لاهلك قوم سدس الجدة والاخت من من ام السدس كذلك قالوا فممكن ذلك لا يكفر لا يكفر لا يكفر لا يكفر به قالوا لانه لا يعرفه الا العلماء وهم قليلون فيلزم منه تكفير اخر الخلق للمسلمين وهذا الكلام ليس به تحقيق لان الانكار غالبا لا يكون الا بعد اعتراض وهو بالجحود واما من لم يعرف شيئا فانما تسميه جاهلا او مقصرا في التعلم. وكلاهما وكلاهما لا يكفران بذلك الا ان يعتقد انه لا يجب التعلم بعد الميم بوجوب بعد علمهما بوجوبه وكلامنا انما هو في من علم وجوب العمل بالاجماع في جميع الاحكام الظاهرة والباطنة ثم انكر وذلك لا مجمع عليه دون مجمع عليه مشتهرا كان او غير مشتهري بالصواب ما قال واسأله من تكفيره بجحوده اذ الجحود لا يكون الا بعد اقرارهم والله اعلم. قال القاضي رحمه الله تكفيه من قال بالاجماع الى الوقوف عند القطع بتكفير من خلف الاجماع الذي يختص العلماء فذهب اخرون الى لانه بقول هذا مخالف اجماع السلف على احتجاجهم به خالق للاجماع. نعم اكمل. احسن الله اليكم. فصل قال القاضي ابو بكر القول عندي ان الكفر بالله والجور بوجوده الايمان بالله والعلوم بوجوده وانه لا يكفر احد الا ان يكون هو الجهل بالله وان عصى لقول او فعل نص الله ورسوله او اجمع المسلمون انه لا يوجد الا من كافر او يقوم دليل على ذلك فقد كفر ليس ليس لاجل قوله وفعله. لكن لما يقال الكفر فالكفر بالله لا يكون الا باحد ثلاثة امور احدها الجهر بالله تعالى والثاني ان يأتي فعلا او يقول قولا يخبر الله ورسوله ويجمع المسلمون ان ذلك لا يكون الا من كافر السجود للصنم والمشي بالتزام الزنار مع اصحابها بايادهم. بالتزام الزنار مع اصحابها في اعيادهم. ويكون ذلك القول او لا يمكن معه العياذ بالله تعالى قال فهذان الضربان وان لم يكونا جهل وان لم يكونا جهلا بالله فهما علم ان فاعلهما كافر منسدق من الايمان فاما من نفع صفة من صفات الله الذاتية او جحدها من ذلك كقوله ليس بعالم ولا قادر ولا مريد ولا متكلم وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له سبحانه وتعالى فقد انصت ائمتنا على اجماع الوصف بها واعراه عنها. وعلى هذا احملوا قول سحنون. من قال ليس لله كلام فهو كافر ولا يكفر متهورين والله اعلم. نعم اكمل فصل من جهل صفة من صفات الله تعالى الذاتية اختلف العلماء بتكفيره فحكي على رجال فيهم الطبري وغير تكفيره وقال وقال اب وقال به ابو الحسن الاشعري مرة وذهب طائفة الى انه لا يخرجها نصف الايمان واليه رجع الاشعري يقال انه لم يعتقد ذلك اعتقادا يقطع يقطع بصوابه ويراه دينا وشرعا فانما يكفر من يعتقد من يعتقد ان ما قاله واحتج هؤلاء بحديث السوداء وان النبي صلى الله عليه وسلم انما طلب من التوحيد لا غير. وبحديث القائل ان قدر الله علي وفي رواية في لئن قدر الله علي وفي رواية فيه لعلي اضل لعلي اضل الله. ثم قال فغفر الله له. قالوا ولو بوحث اكثر الناس عن الصفات والكشوف وكشف عنها لما وجدوا من يعلمها الا الاقل. وقد اجاب الاخر عن هذا الحديث بوجوه ان قدر ان ان قدر علي بمعنى ان قدر علي بمعنى قدر ولا يكون شك بالقدرة على احياء ابل في نفس البعد الذي لا يعلم الا بشرع ولعله لم يكن ورد عندهم به شرع يقطع به ولعله لم يكن الوضع عندهم يشر يقطع عليه فيكون الشك فيه حينئذ كفرا. اما ما لم يرد به شرعا فهو من مجاوزات العقول. ويكون قدرا بمعنى ضيق ويكون ما فعله بنفسه زران عليها وغضبا لعصيانها. وقيل قاله عاقل لكلامه ولا ضابط للفظه. مما استولى عليه من الجزع والخشية التي اذلت ربه فلم يؤاخذ به وقيل بل هذا من مجاز كلام العرب الذي الذي صورته شق معناه التحقيق فهو يسمى تجاهل وهو يسمى تجاهل العارف وله امثلة في كلامه كقوله سبحانه لعله يتذكر او يخشاه فقوله او في ضلال مبين. اما من اثبت الوصف ونفس الصفة فقال اقول عالم ولكن لا علم متكلمون لا الكلام له وهكذا بسائر الصفات على مذهب المعتزلة. فمن قال بالمآل لما يؤديه الي يقول ويسوق اليه لمذهبه كفر. لانه اذا نفى العلم انتفى وصفه عالم الا يوصف الا من له العلم فكأنهم صرحوا عنده بمادة يقولون. وهكذا عند هذا وهكذا عند هذا وهكذا عند هذا سائر فرق التأويل من المشبهات القدرية وغيرهم ومن لم يرى اخذهم بمآل قومهم ولا ولا الزمه موجب مذهبهم لم يرى اكثارا قال لانهم اذ وقفوا اذا وقفوا على هذا قالوا لا نقول ليس بعالم ونحن من القول بالمعاني الذي الزمتموه لنا ونعتقد نحن وانتم فلنقول ان قولنا لا يؤول اليه على ما اصبنا وفعل هذين فعلى هذين المأخذين اختلفا صديق في ليالي طويلة. واذا فهمته اتضح لك الموجب لاختلاف الناس في ذلك. والصواب ترك اكفارهم والاعراض عن الحتم عليهم بالخسران. واجراء حكم الاسلام عليهم في ومناكحتهم ودياتهم والصلاة عليهم ودفنهم في مقابر المسلمين وسائر معاملاتهم لكنهم يغلظ عليهم بوجه الادب وشديد الزجل والهجر حتى حتى يرجوا عن بدعتهم. وهذه كانت سيرة الصدر الاول فيه فقد كان على زمن الصحابة رضي الله عنه بعد في التابعين من قلب هذه الاقوال من القدر رأي الخوارج والاعتزال فلما ازاحوا لهم قلم فما ازاحوا لهم قبرا ولا قطعوا لاحد منهم ارابا لكنهم هجروهم وادبهم بالضرب والنفي والقتل على لاحوالهم لانهم فساق ضلال وعصاة اصحاب وكبائر عند المحققين واهل السنة ممن لم يقل بكفرهم خلافا لما رأى خلاف ذلك والله الموفق والصواب ومثل قول اصحاب الاصول والتكفير من مال وعدمه وقوله الفقهاء واصحاب فروع لازم يتلازموا مذهب اسم المذهب ولازم القول ليس بقول او هو مذهب وقول. والصحيح الذي عليه جمهور العلماء انه ليس بمذهب ولا قول والله اعلم وهذا معنى قول ائمة المنطق في مهية الساذجة التي لا ينظر الى سابقتها ولاحقتها فلينظر الى ذاتها من حيث هي. قال القاضي ابو بكر رحمه الله واما مسائل العيد والرؤية وخلق الافعال وبقاء الاعراض وتولدوا شبه من الدقائق. فالمنع في اكثار المتأولين فيها اوضح وليس بالجهل بشيء منها جهل بالله تعالى ولا اجمع المسلمون على اكثر من جهل شيئا منها الله اعلم عقد المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة ثلاثة اصول بعضها اخر ببعض اظن في تقرير حقيقة الكفر وما يكفر به الانسان. ثم استطرد في ذكر جملة من الواقعة في زمانه وما اختلف فيه منها مع تقرير قاعدة الحكم باللازم في اخر امين وابتدأ الفصل الاول منها بقوله اذا وقع العلم بالمراد من الشرع اي تبين مقصود الشرع فيه فذكر احتمالات المعنوية المستنبطة من اللفظ الشرعي المخالفة للمراد المعلوم تحريف او تبديل او تغيير التصرف في فهم اللفظ بعد ثبوت معناه الشرع بوجه لغوي تحريفا او تبديلا او تغييرا فانه اما كفر او معصية بحسب الحامل عليه وقوة المؤثر فيه من شبهة. ثم بين رحمه الله تعالى ان الكفر يقع على معنى شرعي ومعنى لغوي. فاما معناه اللغوي فهو الستر. ويتضمن والتغطية فهي مندرجة في ضمن هذه الحقيقة. واما حقيقة الكفر شرعا فالكفر شرعا هو ستر الايمان ثاني فالكفر شرعا هو ستر الايمان وهو نوعان احدهما ستر اصله ستر اصله ويسمى الكفر الاكبر. والثاني ستر كماله ويسمى كفوا الاصغر. واراد المصنف بذكر هذه التوطئة. التمهيدا. للاعلام بان الكفر بالخطاب الشرعي يجيء تارة للدلالة به على الكفر الاكبر تارة للدلالة به على الكفر الاصغر فلا يكون كفرا مخرجا من الملة بل يراد به المعنى اللغوي من ستر كمال الايمان وذلك فيما وقع من اطلاق اسم الكفر على جملة من المعاصي كما قال المصنف واما في الصفحة الخمسين بعد ثلاثمئة. واما اطلاق الكفر عن المعاصي فلا يجوز الا لقصد الزجر عنها. كما اطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء الى اخر ما ذكر وما اصحبه من احاديث اطلق فيها الكفر لا يراد به المخرج من الملة وانما المراد به ستر كمال الايمان مع ملاحظة المعنى اللغوي للكفر فليس مخرجا من الملة ذكر قبل ذلك في الصفحة نفسها قوله فقد كفر بعض اصحاب الشافعي رحمهم الله بمجرد الكذب بمجرد الكذب على النبي وان لم يعتقد جوازه. وكان مطابقا لاصول شريعته. وهو عبدالله بن يوسف الجويني والد ابي المعالي فانه ذكر ان من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم متعمدا فهو كافر ووجهه الذهبي رحمه الله تعالى بان محله اذا حمل على استحلال الحرام وتحريم الحلال باعتقادي ذلك ثم اتبع المصنف رحمه الله تعالى ما ذكره من احاديث اطلق فيها الكفر على المعاصي بقوله في الصفحة الرابعة والخمسين بعد الثلاث مئة اذا عرفت هذا فاعلم ان من انكر ما عرف بالتواتر من الاخبار والسير والبلاد التي لا ترجع الى ابطال الشريعة ولا لا تفضي الى انكار قاعدة من الدين ومثل لها ثم قال فلا سبيل الى تكفيره بجحد ذلك فلا يكون كافرا بمثل هذا ثم قال فاما من انكر ذلك وضاعفه من اجل تهامة الناقلين ووهم المسلمين اجمع نعم فكفره بذلك فنكفره بذلك لسيرانه الى ابطال الشريعة. وموجب تكفيره شيئان احدهما تهمة تهمة الناقلين وهم الصحابة رضي الله عنهم لا يكون طعنا في جماعتهم باعتبار العدالة الدينية وهذا مكفر لان من صدر منه ذلك مكذب بالقرآن والاخر مخالفته للاجماع الضروري فيما ذكر كما قال ووهم المسلمين اجمع فخالف اجماعا منعقدا لا يمكن دفعه. فهذا يدل على كفره. ثم استطرد في ذكر حكم منكر الاجماع تبعا لما ذكره سابقا من كونه مخالفا في دعواه للمسلمين اجمع وذكر رحمه الله تعالى كلاما في التكفير بانكار الاجماع هل يكفر منكره ام لا؟ الصحيح ان الاجماع الذي يكفر منكره هو المعلوم المقطوع به لثبوت النص. هو المعلوم المقطوع به لثبوت النص حتى صار من الدين الظاهر المعروف. فهذا هو الذي يكفر به العبد من الاجماع. وهذا اختيار ابي ابن تيمية رحمه الله تعالى لان دعوى الاجماع مما يتنازع فيها وكم من اجماع يكون عند احدهم قطعيا ولا يكون عند غيره قطعيا. ثم اتبع هذا الفصل بفصل نقل فيه عن ابي بكر الباقلاني وهو القاضي المراد عند الاطلاق عند المالكية وهو من ابعد الفصول التي في هذا الكتاب عن طريقة اهل السنة والجماعة. لان الباقلاني كان من متجلمة الاشاعرة والمصنف رحمه الله تعالى نقل عنه كلاما في الكفر يؤدي الى انحصار الكفر باعتقاد القلب. وذلك بان يكون كما قال الكفر بالله القول عندي ان الكفر بالله والجهل بوجوده والايمان بالله والعلم بوجوده حتى قال فالكفر بالله لا يكون الا باحد ثلاثة امور احدها الجهل بالله والثاني ان يأتي فعلا او يقول قولا يخبر الله ورسوله او يجمع المسلمون ان ذلك لا يكون الا من كافر كانه لا عنده احد الا بالنظر الى الباطل. واما القول المجرد او الفعل المجرد فانه لا يكون عنده كفر وهذا خلاف طريقة اهل سنة والجماعة رحمهم الله تعالى فان العبد قد يكفر باعتقاد او يكفر بقول او يكفر بفعل ثم ذكر شيئا من الافراد المندرجة ولهذا في قوله في الصفحة الثانية والستين بعد الثلاث مئة فاما من نفى صفة من صفات الله او جحدها مستبصرا في ذلك اي عالم بذلك فقد نص ائمتنا على الاجماع على كفر من نفى عنه تعالى بها واعراه عنه اي من انكر صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى فهو كافر بانكاره ما جاء في القرآن والسنة ثم اتبع هذا الفصل بفصل في حكم من جهل صفة من صفات الله لذكره حكم من نفى صفة من صفات الله. فمن نفى صفة من صفات الله الثابتة فهو كافر لانكارهما في كتابه والسنة اما من جهل صفة من صفات الله تعالى فالعلماء مختلفون في تكفيره. والصحيح ان من جهل صفة من الله تعالى انه لا يكفر اذا كان مصدقا مقرا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وخفي عنه العلم بهذه الصفة جهلا فيدرأ الجهل عنه الكفر فاذا بلغه العلم بها فانكر ذلك وقع في الكفر. لكن القول فيما تجرد عن العلم بحق من جهل صفة من صفات الله سبحانه على فانه لا يذكر بذلك في اصح القولين. ثم ذكر رحمه الله تعالى الخلافة في تكفير جماعة من اهل البدع من المعتزلة والقدرية والخوارج وغيرهم هل يكفرون ام لا؟ على قولين اهل العلم والصحيح انه ان لم يكن من جملة عقائدهم ما يكون كفرا في نفسه والا فانهم لا يكفرون القدرية مثلا ليس لهم حكم واحد. القدرية الاولى غير القدرية المتأخرة. فالقدرية الاولى كانوا ينكرون علم الله سبحانه وتعالى. فهؤلاء كفار وقد اكثرهم السلف. واما المتأخرون فانهم تركوا القول بانكار علم الله سبحانه وتعالى فحكم عليهم بانهم فساق وليسوا بكفار ثم ختمها الفصل بالمسألة المشهورة وهي هل لازم القول قولا؟ او لازم المذهب مذهبا والصحيح التفصيل في ذلك وان لازم القول نوعان احدهما ان يكون القول حقا. ان يكون القول حقا. فلازم الحق حق. فلازموا بالحق حق وهو مذهب لمن انتحله. وهو مذهب لمن انتحله. والثاني ان يكون لازم المذهب باطلا ان يكون لازم المذهب باطلا فهذا لا يحكم عليه بانتحاله. لا يحكم عليه بانتحاله الا بتصريح جديد. لا يحكم عليه بانتحاله الا بتصريح جديد. وهذا معنى ما صححه المصنف في قوله هو الصحيح الذي عليه الجمهور انه ليس بمذهب ولا قوم يعني اذا كان باطلا فلازموا الباطل لا ينسب الى المتكلم به الا ببيان جديد. نعم احسن الله اليكم. فصل في حقيقة المبتدأ بسنته اذا الاصطلاح علم ان كل مبتدأ فاسق وليس كل فاسق مبتدعا اعلم ان كل مبتدع فاسق وليس كل فاسق مبتدعا فالمبتدع على ضربين احدهما من اخرجته بدعته عن الاسلام وهي الفساد في العقيدة في اصل من اصول الدين. والثاني لا تخرجه عن الاسلام بل يفسق بل بها بل يفسقوا بها وهي فساد في العمل مع سلامة مع سلامة العقيدة فيسمى مبتدعا مقيدا لا مطلقا كالكفر المطلق لا يطلق الا على من خرج عن الاسلام ويسمى به الفاسق مقيدا. وهذا معنى قول العلماء رحمهم الله تعالى كفر دون كفر. شرك دون شرك نفاق دون نفاق فالكفر والشرك والنفاق عند الاطلاق لا يحمد الا على خروج من الاسلام ويستعمل في المعاصي من الكبائر وغيرها مقيدات ويطلق عليها لقصد والتنفيذ منها لا الحكم بحقيقتها والله اعلم واذا عرفت هذا فاعلم ان تحقيق القول في ذلك وكشف اللبس فيه مولده وكشف اللبس فيه مولده الشرف ولا مجال للعقل فيه الفصل البين في هذا ان كلما قالت ان صرحت في نفي الربوبية والوحدانية او عبادة احد غير الله او مع الله فلا يكفر. كما قالت الدارية وسائر وسائر فرق الاثنين من من الديصانية والمانوية واشباه من الصبيين والنصارى والمجوس والذين اشركوا بعبادة الاوذان والملائكة والشياطين او الشمس او النجوم غير الله المشرك العربي واهل الهند والصين والسودان وغيره مما لا يرجع الى الكتاب. وكذلك القرامطة واصحاب الحدود والتناسق من الباطنية والطيارة من الروافض من وكذلك هنا اعترف بالهية الله ووحدانيته ولكنه اعتقد انه غير حي او غير قدير او انه محدث او مصور او ادعى له ولدا او صاحبة او ولد او متواجد وكان معا او ان معه في الازل شيئا قديما غيرا او ان ثم صانع للعالم سواه او مدبرا غيره فلذا فذلك كله كفر باجماع المسلمين كقول الالهيين من وكذلك من الدعم مجالسة الله حلولا او حلوله في احد من الاشخاص كقول بعض المتصوفات والباطنية والنصارى والقرامطة وكذلك نفسه على كفر من قال اقد من عالم وبقايا او شكه او شك على مذهب او شك على مذهب بعض الفلاسفة والدليل وقال الارواح وانتقادها ابد الابد الى اشخاص وتأديبها فيها بحسب زكائها وخبثها. هم فصل ويكفر من ذلك بغير ملة المسلمين من الملل او وقف بهم او شك او صحح مذهبه وان نظر مع ذلك الاسلام واعتقده واعتقد ابطال كل مذهب سواه فهو كافر بظالم بذلك وكذلك بتكفير كل قائل قول يتوسل به الى تطوير الامة وتكفير جميع الصحابة لقول الكوميدية من الرافضة لتكفير جميع الامة بان النبي صلى الله عليه وسلم ان لم تقدم اذ اذ لم تقدم اذ لم تقدم علي وكفرت علي اذ لم يتقدم ويطلب حقه في التقديم؟ هؤلاء قد كفروا بنجومه لانهم ابطلوا الشريعة ليس فيها اذ قد انقطع نقلها ونقل القرآن اذ نقلها كثرة على دمهم والى هذا والله اعلم واشهر ملك في عهد قوله بقتله من كفر الصحابة ثم كفروا من وجه اخر بسبب النبي صلى الله عليه قولهم وزعمهم انه عهد الله انه عهد الى علي وهو يعلم انه يكفر وهو يعلم انه يكفر بعدها على قولهم لعنة الله عليهم صلى الله على رسوله واله وكذلك نكفر بكل فعل اجمع المسلمون انه لا يصلح الا بالكافر. وان كان صاحبه مصرحا بلسانه معه فلذلك كالسجود للصائم او من شد الزنانير وفحص الرؤوس فقد اجمع المسلمون ان هذا لا يوجد الا من كاره الا من كافر فان هذه تفعل علامة علامة على الكفر وان صرح فاعلها بالاسلام. وكذلك اجمع المسلمون على تكفير كل من استحل القتل او شرب الخمر او الزنا مما حرم الله بعد علمه بتحريمه كاصحاب الاباحة المتصوفة وكذلك لكل من كذب ومنكر قاعد من قواعد الشرع يوم عرفة يقينا وما عرف يقينا بالنقل المتوازن بين وقال اجماع المتصل عليه كمن انكر وجوب الصلاة الخمس وعدد ركعات السجدات وسجداتها ويقول ان ما اوجب الله في كتابه علينا الصلاة على الجملة وكونها خمسة على هذه الصفة الخبر بها لرسوله صلى الله عليه وسلم خبر واحد. وكذلك يجمع المسلمون على تكثيف ان الصلاة ضرب به النار ولا تكفير الباطنة لقوم الفريضة امروا بولايتهم والخبائث والمحارم اسماء ورجال امنوا وقول بعض المتصافح ان العبادة وطول المجاهدين اذا صفته اذا صفت نفوسهم افضت اذا صفت نفوسهم افضت لي من اسقطها واباحة كل شيء صفة نفوسهم. ان العبادة وطول مجاهدة اذا صفت نفوسهم افضت الى كل شيء وكذلك وان تلك البقعة هي مكة والبيت والمسجد الحرام لا ادري اين هي تلك ام غيرها ولعل الناقلين ان النبي صلى الله عليه وسلم فسرها بهذه التفاسير غلط وواهم فهذا ومثله كان ما يظن به علم ذلك ومما اخلط المسلمين فلا يجد بينهم خلاف كافة عن كافة الى معاصر رسوله صلى الله عليه وسلم ان هذه الامور كما قيل لك وان تلك البقعة هي مكة والبيت الذي فيها هي الكعبة والقيمة التي صلى اليها رسوله صلى الله عليه وسلم المسلمون وحجوا اليها وطافوا بها وان تلك الأفعال هي صفات هي صفات عبادة الحج المراد بها المراد به وهي التي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرح مراد الله بذلك وابانا حدودها فيقع لك العلم كما وقع فلا ترتفعوا بدالك بعد. والمصاب بذلك والمنكر بعد البحث وصحبة المسلمين كافر بالاتفاق لا يعذر بقول لا ادري ولا يصدق ولا يصدق فيه بل ظاهر التستر عن التكذيب اذ لا يمكن انه لا يدري. ويضع فانه اذا جوز على جميع الامة الوهم غلط فيما نقلوه من ذلك واجمعوا على واجمعوا انه قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وتفسير مراد الله ادخل وادخل الاستراحة في جميع الشريعة اذ هم الناقلون لها وللقرآن وانحل شعور الدين كرته منهم؟ قال هذا ومن قال هذا كافر؟ وكذلك من اكل القرآن وحرفا منه او غير شيء منه او زاد في كفن البطنية وزعم انه ليس بحجة ان النبي صلى الله عليه وسلم او ليس به حجة ولم يعجزه كقول هشام الفوطي ومحمر الضمري انه ليدل على الله ولا حجة به لرسوله ولا يدل على ثواب ولا عقاب ولا حكم ولا محالة اثرهما بذلك القول ولا محالة في كفرهما بذلك وقول وكذلك تكفيرهما بانكارهم ان يكونوا في سائر المعجزات النبي صلى الله عليه وسلم حجة له او في خلق السماوات والارض دليل على الله على النبي صلى الله عليه وسلم باحتجاجهم بهذا كله وتصريح القرآن به. وكذلك من ان كان شيء من ما نص فيه بعد مما نص فيه بعد علمه انه من القرآن الذي بايدي الناس وصاحب المسلمين ولم يكن جاهلا به ولا قريب ولا قريب عهد بالاسلام واحتج لي كريما انه لم يصح النقل عنده ولا بلاغ العلم به او تجويز الوهم على الاخرين فيكفر به فريقين متقدمين لانه مكذب القرآن يكذب النبي صلى الله عليه وسلم لكنه يستتر بدعواه. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلا له في حقيقة مبتدع في السنة الى الاصطلاح قرر فيه ان كل مبتدع فاسق ان كل مبتدع فان كل مبتدع فاسق وليس كل فاسق مبتدعا. ثم بين وجه ذلك بما لا يسلم له وتحقيق هذه الجملة في قوله ان كل مبتدع فاسق اي من ثبت عليه وصف البدعة فانه يكون معدودا من اهل الفسق المفارقين للخطاب الشرعي. وقوله وليس تكل فاسق مبتدعا اي من ليس كل من ثبت عليه الفسق يكون واقعا في البدعة بل ربما يكون فسق من جهة اتباع الشهوة لا اتباع الشبهة. ثم ذكر لذلك رحمه الله تعالى ما ينبني على ما تقدم ذكره من ان الكفر تارة يكون اكبر واصغر فالاكبر كونوا هو في الاصغر يكون هو المعبر عنه بكفر دون كفر. وشرك دون شرك ونفاق دون نفاق. والكفر والشرك والنفاق عند الاطلاق تحمل على الاكبر ورد بتقرير هذا المعنى التنبيه الى البدعة المطلقة والمقيدة مما يفيده في الضربين الذين ذكرهما لكن لا يسلم له ذلك. وانما وجه القاعدة التي صدر بها هذا الفصل ما بيناه ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد تقريره ان من الكفر ما يكون كفرا مطلقا انواعا من الكفر في قوله واذا عرفت هذا فاعلم ان تحقيق القول في ذلك خشية اللبس فيه مولده الشرع ولا مجال للعقل فيه والفصل البين ان كل مقالة صرح في نشر الربوبية والوحدانية او عبادة احد غير الله او مع الله فهي كفر. ثم ذكر متتابعة من هذا الجنس فمن اعترف بالهية الله وحدانية لكنه اعتقد انه غير حق غير حي او غير قديم او ادعى مجالسة الله او العروج اليه. فكل هذه الاقوال من المقولات الكفرية ثم عقد فصلا اخر ذكر فيه جملة من المكفرات فقال ونكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل فجميع الملل كاليهودية والنصرانية وغيرها اهلها كفار وكذلك من وقف فيهم اي وقف في تكفيرهم او شك في ذلك او صحح مذهبهم وان اظهر الاسلام فانه كافر وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قال قولا يتوصل به الى تظليل الامة جميعها وتكفير جميع الصحابة. كقول الكميرية من الرافضة بتكفير جميع الامة بعد النبي صلى الله الله عليه وسلم اذ لم تقدم عليا الى اخر ما ذكر عنه. ثم ذكر ايضا التكفير بكل لفعل اجمع المسلمون انه لا يصدر الا من كافر. وهذه الجملة في قوله انه لا يصدر من كافر هي على مذهب المرجئة بان الكفر متعلق بالباطن فقط فتلك الافعال هي علامات على كفره اصلا كما قال في الصفحة التي تليها فان هذه الافعال علامة على الكفر وان صرح فاعلها بالاسلام الكفر عنده باطل وصدورها منه باعتبار انه كافر. وليس الامر كذلك. بل العبد قد يكفر بالفعل نفسه او بالقول نفسه كما هو عقيدة اهل السنة والجماعة. ثم ذكر كذلك التكبير باشياء اخرى من المكفرات كتكفير من استحل القتل وكذلك تكفير من كذب او انكر قاعدة من الشرع الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل نعم فصل اذا علمت ان لك ربا وانه متنزه عن صفات المربوبين وانه منفرد سبحانه بالوحدانية لزيم كالوقوف عند امره ونهيه وارشاده في كل شيء فعظمت ما عظم وحقرت ما حقق وكرمت ما كرم واهنت ما اهان وقدمت ما قدم واخرت ما اخر كبرت ما كبر وسخطت ما سقطت روى عند انه لا حول ولا قوة لك الا به. انما اوجدك من العدم ولا يقدر على ذلك غيره. وطرق لك طرقا ودعك الي يجعل لك بفضله واده عليه كل ذلك ليعرفك وجوده ويحقق لك كرمه وجوده فهو اكرم الاكرمين فهو اكرم الاكرمين يا ارحم الراحمين مبتدأ بالنعم قبل استحقاقها سابق من نوال قبل الزوال اذا اعرضت عنه اقبل اذا اعرضت عنه اقبل عليك يستدرجك بانعام وافضال ويواصلك بعطائه ونواله ويجود عليك بالهامه وارساله ويفتق بصيرتك للفهم عنه وعن رسوله واله وجعلك تدعى في ملك السماوات والارض عظيما صلت عليك ملائكة الله سبحانه سلمت تسليما واستغفر لك كل شيء حتى حتى الحوت في الماء والطير في وجعل كوارث الانبياء شافها في عرصات القيامة مقدما فيها على شفاعة الشهداء قصدت كالملح بالطعام لجميع الاشياء تستغفر للسارقين قيل ان المؤمنين شفاء للخلفاء تزال بك الادواء ولا تزال الا بالدواب. لا يتصرف الا بامرك لقيامك بامر رب الارض والسماء. وتشهد لك الاشياء وانت لا تشهدها بالا تحجب شهود لئلا تحجب شهودك لها فشهودك لها ايمانا افضل من شهودنا افضل من شهودها ايانا خوفا من العطر وطلبا للسلامة في المنقلب والازدياد في الصعود والرغب لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى الفصول المتقدمة مما يتعلق بإدانة الكفر مضمنا جملا من المكفرات عقد هذا الفصل للتنبيه الى المقام الذي ينبغي ان يكون عليه العبد وهو الدوران مع امر الله فمن دار مع امر الله عز وجل وقاه الله الوقوع في المكفرات المتقدمة وما كان دونها وقرر فيه رحمه الله تعالى ان من دار مع امر الله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل قابله بالجزاء الاوفى. فمقصود هذا الفصل تقرير ان من دار مع امر الله عظمه الله. نعم السلام عليكم. فصل واعلم ان حكم الله في الاصول والفروع واحد. اما الاصول فلا يصلح ولا يجوز وقوع الاختلاف فيه والخلاف فيه كفر لاستحالة التغيير فيها اما الفروع فمن حيثية الحكم فهو كذلك لان حكم الله تعالى هو صفته. الصفة لا يقع الاختلاف فيها ولا يجوز تغيرها ومن حيثية تعلق المحكوم عليه بها. قد قد يظهر تغيرها بتغيره ويكون مقيدا بتغيره في التارة في نفس الامر وتارة مطلقا. فينقض الخلاف واقع لا محالة. وقد اخبر الله تعالى في الوقوع وما في الحكم فلا لان الحق واحد لا تصوره تغيره ولا زواله. والمثنوية فيه والحكمة في وقوعه ووجوده. تميز الحق بين الباطل وتعلق الثواب وقلبه وبيان الدرجات فيه من من الاكرام بالتوفيق والهداية والجزاء عليه بالدنيا والاخرة ومن الاهانة بالخذلان والضلال والعذاب في الدنيا والاخرة والله يعلم محقق من والله يعلم يبقى من المبطل والمفسد من المصلح. نعم. احسن الله اليك فصل المماراة والمراءة من اصولكم وفي الضلوع من الحيدية من حيثية حكم الله كذلك ومن حيثية تعلقك به بعد فهم وقوع كذلك قال الله تعالى الا فما هذا بعد الحق الا الضلال وقبل فهم وقوع البلية بالسعي اليه بطريقه على وجه المأمور به الى ان يصل اليه من غير راء ولا جدال بباطل ولا ترفع عليه ولا تكبر ولا تكفل بالحق وارفع واكبر واكثر من سلك الطريق بي لم يفته. ولم يتخلف عنه الا بالسابقة لظهور شقاوة المحل. والله يعلم مفسد من المصلح عقد المصنف رحمه الله تعالى فصلان اراد فصلين اراد بهما بيان جملة من الاحكام بالاصول والفروع. وهو جار في تقرير احكامهما على المعنى المبطل وهو كون وهو كون الاصول محلها الخبريات الاعتقادية وكون الفروع محلها العمليات الطلبية والسلف ان هذا مخالف لوضع الشرع فما رتب عليه من الاحكام يكون باطلا. غير ان ما اراد بيانه في اول الفصل وهو قوله واعلم ان حكم الله في الاصول والفروع واحد. صحيح الحق المراد سواء كان في او الفروع هو واحد ولا يتعدد ثم نشأ من هذا ذكره للخلاف وقوع الاختلاف في كل وهل يصوغ الاختلاف في الاصول ام لا؟ فذكر ان الاصول لا يصح الاختلاف فيها والخلاف فيها كفر واما الفروع فمن حيثية الحكم هو كذلك اي من جهة صدوره عن الله سبحانه وتعالى لان حكم الله تعالى هو صفته فمن صفاته سبحانه وتعالى الحكم والصفة لا يقع الاختلاف فيها. واما من حيث تعلق والمحكوم عليه يعني فعل العبد فهي التي يجري فيها الخلاف. وتقدم بما سلف بيان ان الخلاف يمكن جريانه في المسائل العقدية الخبرية كما يمكن جريانه بالفقهية الطلبية لكن المفرق بين هذا وهذا من جهة تسويق الخلاف النظر الى رتبة هذه المسألة. هل هي قابلة للاجتهاد ام غير قابلة للاجتهاد فاذا كانت قابلة للاجتهاد صح وقوع الخلاف فيها وان لم تكن قابلة للاجتهاد فانه لا يصح الاجتهاد فيها ولو كانت من ابواب الطلبيات العملية كعدد الصلوات المكتوبة انها خمس في اليوم والليلة. فهذا عندهم من جملة الطلب الفقهية ومع ذلك لا يصوغ جريان الخلاف فيه ولا اجتهاد فيه فهي من المسائل التي لا تقبل الاجتهاد وكذا يقال في نظيرها من المسائل العقدية الخبرية لكن يوجد في المسائل الطلبية الفقهية والمسائل الخبرية العقدية ما يجري فيه الاجتهاد كالقول في حكم الوزر هل هو سنة ام واجب؟ والقول في رؤية الكفار ربهم الاخرة هل هو واقع ام لا؟ ثم الحق بالفصل المتقدم فصلا اخر بين فيه ان المماراة والمراءة في اصولي كفر وتقدم بيان المراء الذي يكون كفرا عند حديث المراء في القرآن كفر فالمراء المتعلق بالاصول نوعان احدهما ان يكون واقعا على جهة الشك فهذا كفر فيما لا يقبل الاجتهاد. والثاني ان يكون واقعا على وجه التنازع. والاختلاف هذا يكون فسقا ولا يكون كفرا والامر في جريانه في المسائل التي لا تقبل الاجتهاد مما يقابل الفروع اهون من في المسائل التي لا تقبل الاجتهاد التي يسمى يجعلونهم مقابلها الاصول بمعنى العقائد الخبرية ها احسن الله اليكم. فصل اذا وصلت الى الحق قد تطرأ عليك الحيرة والدهش والاستلام. فاحذر ان تخرج من طول العبودية والافتقار والملل والفتور الى الاستكبار او يتعلق قلبك بالوقوف مع حالة من الحالات ويقرأ بالامور السافلات الجد واجتهد الى ان تصل الى المطلوب يقين وايمانا بك وايمانا يثبتك ايصالك اليه عيالا فتصير الاشياء تبعا لك بعد ان قلت لها تبعا وتنال منها بعد ان كنت تنالها فان دخل عليك وخين لك استقام بشيء سلبته المفلسان وعدت بعد ان كنت موضحا منبه وعدت بعد ان كنت موضحا ملبسا ورجعت من الوجود الى عدم من الصحة الى المرض وخسرت الجوهر بالعوض نسأل الله الثبات حتى نمات ونعوذ به من الرجوع الى القهقرة والسؤال عما جرى. نعم. فصل احذر ان ترى لك رتبة او حقا تنزل وما انزلوا وما ترقى فترذل وتشقى فرد الامانة الى اهلها وانظر لنفسك واصفك وعللها وعللها ناظرا الى المنعم الى المنعم وانعامه المفضل بزوال الداء واسقامه. تترك في تترك في النعيم الابدي والخروص من العذاب السرمدي لا ما نهاية له من الدرجات والوصول الى المقامات العليات وتصير مقيما وحيدا بعد ان كنت طريدا شديدا فصل احذر ان يراك الله حيث نهاك ويفقدك حيث او يفقدك او يفقدك حيث امرك. واعلم ان افضل ما اكرم الله تعالى به اولياءه في دار الدنيا ايقاف مع امره ما هي الطلبية ايمانا وعملا واعتقادا وفعلا ونطقا وفي الدار الاخرة النظر الى وجهه الكريم واعلم انه لا سبيل لاحد الى معرفة الله بحد او دليل بل هو وتعالى حد كل شيء ودليل كل شيء ولا سبيل لاحد العلم بالله باحاطة بل هو سبحانه وتعالى محيط بكل شيء. ومن وراء كل شيء وكل شيء خلقه هو كل شيء قائم به سبحانه وتعالى هو سبحانه قائم بكل شيء لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا يملك احد مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا لاحد معه الشرك في شيء من ذلك ولا له سبحانه بشيء من ذلك. واعلم ان افضل خلقه واعلم ان افضل خلقه سبحانه الجنة. وهي غير محدودة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم فيها بلى عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر هذا خلق ومن خلقه غير محدود فكيف يكون خالقه محدودا تبارك وتعالى ما يقول الظالمون علوا كبيرا. عقد المصنف رحمه الله تعالى فصولا ثلاثة اراد فيها التنبيه الى ما ينبغي ان يلازمه الواصل الى الحق من رؤية نعمة الله عز وجل عليه وعدم الاغترار بها ثم ارشده الى السبيل التي تبقى بها تلك الهداية وقال في فاتحة تلك الفصول اذا وصلت الى الحق قد تطرأ وعليك الحيرة والدهش والاستلام. وهذه مقامات او احوال قلبية ربما اوجبت للعبد الاغترار تبينه الحق فيتنقل فيها فرحا مدهوشا طربا بما صار اليه وهي على هذه المعاني من الصلاحات المتصوفة والوصول اليها ربما غر العبد فيجب عليه ان يحذر كما قال المصنف ان يخرج من طور العبودية والافتقار والملل والفتور الى الاستكبار. فيقع فيما لا تحمد عاقبته من سلب الحق عنه ورجوعه الى الجهل والغي والهوى. ثم نبه في الفصل الذي بعده ما ينبغي الى ما ينبغي ان يكون عليه العبد من ان يرى لنفسه رتبة او حقا فانه اذا رأى ذلك واعجب بنفسه ونسي انعام الله سبحانه وتعالى ربما اداه ذلك الى السهول بعد الصعود. فالمرء اذا رقي في المقامات العالية ينبغي ان يدعوه ذلك الى التجرد من مطالبة الناس بما لنفسه فلا يرى لنفسه حقا ولا حظا قال ابو العباس ابن تيمية الحبيب العارف لا يطالب ولا يعاتب ولا يغالب ثم قال في تمهيد ذلك للحصول عليه بالطريق المرشد اليها شرعا احذر ان يراك الله حيث نهاك او او يفقدك او يفقدك حيث او يفقدك حيث امرك لان تحقيق العبودية انما يكون بذلك ثم ذكر رحمه الله تعالى ان افضل ما اكرم الله تعالى به اولياءه في دار الدنيا هو ايقافه مع امره ونهيه وان افضل ما يصلون اليه في الاخرة بعد دخول الجنة هو النظر الى وجه الله الكريم. ثم قال واعلم انه لا سبيل لاحد الى معرفة الله بحد او دليل اي الى معرفة الله بشيء تنتهي اليه تلك المعرفة او بدليل يفتقر اليه ولا يكون الا به. فان الادلة متكاثرة متقاطرة على التعريف بالله سبحانه وتعالى ثم قال بعد واعلم ان افضل خلقه سبحانه الجنة وهي غير محدودة وهذه عبارة مشكلة فافضل الخلق هو محمد صلى الله عليه وسلم. واعظم الخلق هو العرش. ولكل مولده فضل للنبي صلى الله عليه وسلم والعظمة في الخلقة للعرش فما ذكره المصنف رحمه الله تعالى هنا من كون الجنة افضل خلقه ربما يراد بها افضل انواع الجزاء التي يجزى عليها العبد فتكون افضلية مقيدة غير مطلقة وهذه الجنة غير محدودة يعني لا تنتهي العقول الى الاحاطة بما يكون فيها. فاذا كان هذا خلق الله فكيف يكون الله سبحانه وتعالى؟ نعم. فصل يجب الايمان بكل ما اخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما مضى وفيما يستقبل وتستدل على حقيقته في صدرك بما تشاهده في انك عما مضى على ما يستقبل كما بدأ يعيد وهو اهون عليه انا وله المثل الاعلى لا بمعنى ان شيئا مما ابداه واعاده بعضه بعضه اهون من بعض. او ان اعادته اهون من ابداعه. بل الكل هين عليه وانما خاطبنا على قدر فهمنا من مواجدنا تنزلا. ولهذا عزهم تنعن عن صفات المخلوقين وحكم باتقان صنعه في مخلوقاته باحكامه لها اذا علمت هذا فخروج الدجال اللئيم ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم من الشباب وطلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الارض من موضعها وضوء المضيق قبل نزول عيسى صلى الله عليه وسلم صلاته وراءه وكونه ينزل تابعا لسنة محمد صلى الله عليه وسلم واحدا من امته ايكسر الصليب ويقتل الخنزير الجزية ويزيل حكمها وينهق الخمور ولا يقبل من اهل الذمة وغيرهم الا ان سلام مما يجب الايمان به والاعتقاد حقيقته ومن كذب بذلك كفر لان الصادق اخبر من كذب الصادق كفر. وكذلك يجب الايمان بجميع ما شاكل هذا مما ثبت من احاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم. وهي معروفة مشهورة في كتب السنن الصحيحة والله اعلم. وكذلك يجب الايمان بتبديل الارض والسماوات ونسك الجلال ومقدمات ومقدمات ذلك كله مما نطق به كتاب عزيز. والسنة النبوية الله اعلم. نعم. فصل ولم يصدقك ان ولا عرف ولا ادى شيئا بخلاف الكتاب والسنة واجماع الامة. ونرى الجماعة حقا صوابا وفرقة زيتا وهذا لا اعلم السلفي من الصالحين والتابعين ومن بعدهم ومن ذكرهم بشر فهو على غير السبيل ويجب اعتقاد ان اهل الجنة يدخلونها مخلدين فيها منعمين لا يخرجون منها ابدا. وان اهل النار الكفار واهل الكبائر فاما الكفار فانهم محتم دخولهم والخلود فيها مؤبدات لا يخرجون منها ولا يموتون فيها ولا يخفف عنهم من عذابها وانه عداء اليم مقيم عظيم شديد كبير وان من قال انهم وما فيها من عذاب ما هو كافر لانه كذب الله تعالى بما اخبر به عنهم وما يحصونه من الان مقالة الكفار حيث انهم جعلوا الاشياء المخبرة بها عن الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم مجازيه واسماء لا حقيقة لها وجعلوا الاسماء التي اقترحوها والمسميات التي اقتحموها حقا وصدقا وكذبهم الله تعالى بذلك وقال الا اسماء سميتموها انتم اباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى. لما عكسوا باطنهم وجعلوه حقا والحق باطلا. عكس من اهل النار واما اهل الكبائر فهم داخلون تحت المشية ولا يخلدون في النار الا ان يكونوا معتقدين للكبائر فيكفروا ويخلدوا فيها بدأ يسمع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يؤتى بالموت في صورة كبش ويذبح بين الجنة والنار وينادى يا اهل الجنة خلود ولا موت ويا اهل النار خلود وقال الله تعالى اهل النار انهم لا يقضى عليهم فيموت ولا ينصب عنهم من عذابهم. وقال تعالى عن اهل الجنة يا سبحانك اللهم وتحية فيها سلام. واخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين. فهذا ما يسره الله تعالى من الكلام قال خالص من الشك والانتقاد والحمد لله اولا واخرا وظاهرا وباطنا والحمد لله على تيسيره وغيره من وجوه الخيرات ونسأله الثبات على الطاعات والباطنات حتى الممات انه ولي الباقيات الصالحات. وقد يسر الله تعالى في هذا المعتقد من النفايات الدليلات والعلوم الباهرات. لا يجب على كل مسلم واعتقاده خلوصا من التشكيكات وخروجا من الظلمات الى الانوار الزاهرات. واسأل الله ان ينفع به جميع المؤمنين والمؤمنات ويجعله حصنا من النيران وحرز من المحظورات والا يخجلنا يوم الوقوف بين يديه ويجعلنا من المنعم عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين انه خير مسؤول واكرم مأمول وهو المنجي من الهلكات وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم وصلوات السلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى جميع الانبياء والمرسلين وعلى جميع عباد الله الصالحين. اخر الكتاب قرأت منه عشية ثالث عشر محرم سنة تسع وسبعمئة احسن الله خاتمتها امين. عقد المصنف رحمه الله تعالى جملة المتقدمة فصولا ثلاثة متتابعة نوه في الاول منها بما يجب على العبد من الايمان بما يستقبل كما هو مؤمن بما مضى مما جاء خبره في كتاب والسنة. فمما يستقبله الناس في ايامهم المستقبلة خروج الدجال ونزول عيسى وطلوع الشمس من مغربها الى اخر ما ذكر فهذه امور من في المستقبل يجب على الانسان ان يؤمن بها كما يؤمن بغيب المتقدم من الخبر عن صفات الله سبحانه وتعالى ثم ذكر رحمه الله تعالى بعد ايجابه الايمان بها واعتقاد حقيقتها ان من كذب بذلك كفر ومحل ذلك فيما كان ثابتا من وجه مقطوع به. اما ما ذكره من بعض افرادها مع وقوع الملازمة المنازعة في ثبوته التكفير به كظهور المهدي قبل نزول عيسى عليه الصلاة والسلام فهذا مما وقعت المنازعة في احاديثه صحة وظعفا وان كان الراجح ثبوتها. ثم قال وكذلك يجب الايمان بجميع ما شاكل هذا مما ثبت في الاحاديث الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم وكذا ما اخبر الله عز وجل عنه في القرآن من تبديل الارض والسماوات ونسف الجبال وغير ذلك ثم عقد فصلا في التحذير من التصديق بالكاهن والعراف. فقال في بيان حرمته ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا ندعي شيئا بخلاف الكتاب والسنة واجماع الامة والكاهن والعراف المنجم والرمال اسماء لمدعي الغيب. فيجتمعون في ادعائهم الغيب. لكنهم يسترقون في الطرائق المؤدية اليها فالكاهن سمي كاهنا لانه يتكهن الامور المستقبلة. والعراف سمي عرافا لانه يستدل بامور معروفة ظاهرة على امور غائبة. فالاختلاف الالات التي بها علم الغيب اختلف اختلفت الاسماء المخبرة المخبر بها عنهم. واما باعتبار الحقيقة فيجمعهم ادعاء علم ثم قال رحمه الله تعالى ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا وعلماء السلف من الصالحين والتابعين ومن بعدهم من اهل الخير والاثر اهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بجميل ومن ذكرهم بشر فهو على غير السبيل وهي جمل من عقيدة ابي جعفر الطحاوي تقدم شرحها على المختصر في غير هذا المقام. ثم ختم رحمه الله تعالى بفصل اوجب فيه الاعتقاد ان اهل الجنة يدخلونها فيها منعمين ولا يخرجون منها. وان اهل النار هم الكفار واهل الكبائر. اما الكفار فانهم محتمون عليهم دخولها والخلود فيها مؤبدين ابدا واما اهل الكبائر فانهم تحت مشيئة الله عز وجل فلا يخلدون فيها بل يخرجون منها. ثم لما ذكر حال اهل النار من الكفار نبه الى بعض الاعتقادات الكفرية وهي قول من قول وهي قول من يقول ان اهل النار ينعمون فيها فتكون احوالهم على النعيم فهذا تكذيب بما جاء في القرآن والسنة. ثم لما ذكر رحمه الله تعالى اهل الكبائر قال ولا يخلدون في النار الا ان معتقدين لحل الكبائر فيكفروا ويخلدوا فيها. وهذا محله الاول. فهؤلاء هم اهل النار لان المقصود بفاعل كبيرة من يفعلها من غير استحلال فهذا تحت مشيئة الله شاء عفا عنه وان شاء عذبه فيدخله النار ثم يخرجه منها ومصيره الى الجنة. ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه بحمد الله سبحانه وتعالى الا والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم وسؤال الله سبحانه وتعالى ان ينفع به جميع المؤمنين والمؤمنات وهو كتاب حسن نافع سوى الشائبة التي شابته في مواضع انتحل فيها بعض الاقوال المخالفة لاهل السنة والجماعة فهو في جملته معتقد صالح ولذلك عددناه عند ذكر رتبته في المعتقدات المدونة على وجه الوسط وبينا في مقدمة الثالثة منفعة اخراء مثل هذه مثل هذه الكتاب هي مأخذ تجب العناية به لمن اراد بداية الناس. وبتمام هذا الكتاب نكون قد فرغنا بحمد الله سبحانه وتعالى من الكتاب الثاني من برنامج اليوم الواحد العاشر. وموعد الكتاب الثالث يوم الخميس التاسع من شهر جمادى الاولى من هذه السنة وهو الخميس الذي يسبق الاسبوع الذي يكون اجازة لمنتصف الفصل الدراسي الثاني. ويسبقه باذن الله تعالى في اجازة الربيع برنامج مهمات العلم المدينة النبوية ويبتدأ من فجر يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الاول وينتهي بعد العشاء من يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الاول وهو اقرب البرامج المستقبلة ثم تتابع البرامج بعده وبحسب ما يعلن عن سائل الله سبحانه وتعالى لي ولكم العون على الخير والتوفيق اليه وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه اجمعين