بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد ان يلتجأ الى ربه ويحتمي بحماه عند وجود اسباب المعصية ويتبرأ من حوله وقوته لقول يوسف والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكن من الجاهلين فيعد الموفق يستعين ربه على دفع المعاصي واسبابها كما يستعين به عند فعل الطاعات والخيرات والله كافي المتوكلين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا نزال مع هذه الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام قال رحمه الله تعالى ومنها انه ينبغي للعبد ان يلتجأ الى ربه ويحتمي بحماه عند وجود اسباب المعصية ويتبرأ من حوله وقوته هذا مطلب مهم جدا في حياة المسلم سواء في باب اتقاء الذنوب او ايظا في باب فعل الطاعات فان العبد يحتاج في المقامين الى استعانة بالله وتوكل عليه سبحانه وتعالى ولهذا شرع لنا اذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح ان نقول لا حول ولا قوة الا بالله مستعينين بالله وشرع لنا في كل مرة نخرج فيها من البيت لاي مصلحة دينية او او دنيوية ان نقول اه بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله وهذا طلب العون من الله سبحانه وتعالى في جميع مصالح العبد الدينية والدنيوية واذا انعقدت اسباب المعصية فما فر العبد منها ونجاته من الوقوع فيها بلجوءه الى الله لا ينجيه منها الا الله ولا يعافي منها ولا يسلمه الا الله ولهذا اه قال يوسف عليه السلام هذا الكلام الذي فيه فيه قصر وحصر والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين والا تصرف عني كيدهن اي لا حول لي ولا قوة الا بك فالتجأ الى الله واحتمى اه بحماه سبحانه وتعالى فصرف الله سبحانه وتعالى عنه كيدهن استجاب له ربه فصرف عنه كيدهن ولهذا العبد يحتاج اه ان يكون دائما ملتجئ الى الله محتمي بحماه طالبا مده عونه وتوفيقه سواء في باب الانكفاف عن المعاصي لا ينجيه من المعاصي والوقوع فيها الا الله وايضا باب فعل الطاعات لا يستقيم له فعل الطاعات الا اذا اعانه الله قد قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه اه لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومنها ان العلم والعقل الصحيح يدعوان صاحبهما الى الخير وينهيانه عن الشر وان الجهل يدعو صاحبه الى ضد ذلك بقوله اصبو اليهن واكن من الجاهلين. اي الجاهلين بالامور الدينية والجاهلين بالحقائق النافعة والحقائق الضارة قال ومنها ان العلم والعقل الصحيح يدعوان صاحبهما الى الخير وينهيانه عن الشر والجهل يدعو الى ذلك وهذا يستفاد منه ان المؤمن تحتاج فعلا الى ان يغذي دائما نفسه بالعلم الصحيح لان العلم ضياء لصاحبه ونور له وهاد الى صراط الله المستقيم فعلى سبيل المثال اذا ابتلي ما معصية انعقدت اسباب وقوعها فاحضر حين اذن العلم وما يهدي اليه العلم من خطورة للمعصية وصول لعواقبها و عظم العذاب او العقوبة المترتبة عليها ويستحضر ما ورد في ذلك من ايات واحاديث ويستحضر بالعلم رؤية الله له والحياة منه واطلاعه على عباده وانه لا تخفى عليه خافية وان الاعمال محصاة وان الله يحاسب العباد ويجازيهم على ما قدموا وان الله يراه ومطلع عليه يستحضر هذه المعاني من العلم فانها تكون ردءا له وصارفا لنفسه عن اه عن ارتكاب المعصية ولهذا اه قول احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله الذي راودته امرأة ذات منصب وجمال قال اني اخاف الله احضر هذا العلم اني اخاف الله احضر واستحضر هذا العلم آآ ترك المقارفة هذه المعصية اه خوفا من الله وتحقيقا لتقواه جل وعلا وفي قصة يوسف عليه السلام قال والا تصرف عني كيدهن اصبو اليهن واكون من الجاهلين اي الجاهلين بالامور الدينية والجاهلين بالحقائق النافعة والحقائق الضارة فهذا العلم هذا العلم الامور الدينية والحقائق النافعة والحقائق الضارة اكبر ريد للانسان في اتقاء المعاصي واجتنابه والجهل على العكس من ذلك قال رحمه الله ومنها انه كما على العبد عبودية عبودية لربه في حال رخائه فعليه عبودية في حال الشدة فيوسف صلى الله عليه وسلم لم يزل يدعو الى الله فلما دخل السجن استمر على ذلك ودعا من يتصل به من اهل السجن ودعا الفتيين الى التوحيد ونهاهما عن الشرك ومن ومن كمال رأيه وحكمته انه لما رأى فيما قبل ان لما رأى فيهما قابلية قابلية لدعوته حين احتاج اليه في تعبير رؤياهما وقالا له انا نراك من المحسنين رأى ذلك فرصة فدعاهما الى الله قبل ان يعبر رؤياهما ليكون اقرب الى حصول المطلوب وبين لهما ان الذي اوصله الى هذه الحال التي رأياه فيها من الكمال والعلم ايمانه وتوحيده وتركه لملة المشركين وهذا دعاء لهما بالحال ثم دعاهما بالمقال وبرهن لهما على حسن التوحيد ووجوبه وعلى قبح الشرك وتحريمه قال رحمه الله ومنها انه كما على العبد عبودية لربه في حال رخائه فعليه عبودية في حال شدته ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ومر معنا في قصة ذي النون قول الله فلولا انه كان من المسبحين فلولا انه كان من المسبحين هذا التعرف الى الله في الرخاء وتسبيح في الرخاء العبد يحتاج الى عبوديات عديدة يجاهد نفسه عليها في صحته وعافيته ورخائه ويسر اموره فينفعه الله بها النفع العظيم في شدائد الدنيا والاخرة تكون باذن الله نجاة للعبد ويوسف عليه السلام لم يزل في عبودية لله يدعو الى الله حتى لما دخل السجن والسجن حبس وشدة لكن لم يثنه عن مسيرته في الدعوة استمر على ذلك ودعا من يتصل بي من اهل السجن ودعا الفتيين الى التوحيد ذكر الله سبحانه وتعالى في ايات من سورة يوسف ملخصا ما بينه لهما في دعوته اياهما الى توحيد الله سبحانه وتعالى خاصة لما رأى فيهما قابلية وانبساطا له ان احتاج اليه في تعبير رؤياهما وقال له انا نراك من المحسنين هذا يدل على ارتياح له له من هذين واطمئنان طلب منه ان يعبر الرؤيا فلم يعبرها ابتداء وانما كما قال الشيخ وجدها فرصة فدعاهما الى الله قبل ان يعبر رؤياهم وهذا من الحكمة والنصيحة استغل هذه الفرصة وقدم بمقدمة بين فيها التوحيد وبين آآ اه خطورة الشرك وفساد عمل اه المشرك وان ان تعلقات المشرك اه انما هي تعلقات باسماء لا حقائق لها ولا نفع فيها بل هي مضرة ومهلكة لا لصاحبها لا لصاحبها والقائم بها الحاصل ان ان يوسف عليه السلام انتهز هذه الفرصة آآ اعطاهما درسا نافعا مفيدا للغاية في اه توحيد الله اخلاص الدين له قال رحمه الله ومنها انه يبدأ بالاهم فالاهم وانه اذا سئل المفتي وكان السائل حاجته في غير سؤاله اشد انه ينبغي له ان يعلمهما ان يعلمه ما يحتاج اليه قبل ان يجيب سؤاله فان هذا علامة على نصح المعلم وفطنته وحسن ارشاده وتعليمه فان يوسف لما سأله الفتيان عن رؤياهما وكانت حاجتهما الى التوحيد والايمان اعظم اعظم من كل شيء قدمها لما قال رجل للنبي عليه الصلاة والسلام متى الساعة قال له ماذا اعددت لها؟ ارشده الى الاهم وهذا ملمح ينبه عليه الشيخ مستفاد من قصة يوسف عليه السلام ان المفتي ينبغي ان يتلمح في السؤال ويكون ناصحا للسائل واذا وجد ان السائل حاجته الى شيئا اخر غير السؤال الذي سأل عنه او لا فانه يحيله او يبينه له مثل لو سأل سائل عن مسألة من دقائق العلم وتنبه المفتي الى ان السائل بحاجة الى بدايات في العلم يظهر من كلامي في سؤاله انه لا يحسنها فالمفيد في مثل هذه الحالة ان يرشده الى الاهم ولا يسايره في جواب سؤاله بل يرشده الى الاهم الذي هو بحاجة اليه فيسأله مثلا هل آآ تحفظ كذا؟ هل تعرف حديث كذا من الامور التي اساسيات وبدايات في العلم آآ يرشده الى الاهم ويصرفه عن عن الانشغال بما هو دون ذلك في الاهمية في هذه المرحلة من مراحل تلقيه ويوسف عليه السلام لما سأله صاحب السجن عما رأيا آآ لم يجبهما بتعبير رؤياهما مباشرة بل تدرج معهما بدرس نافع وبيانا مفيد في توحيد الله سبحانه وتعالى بالبراهين والادلة والحجز الواضحات ثم بعد ذلك انتقل الى الكلام على ان عبر لهما رؤياهما قال رحمه الله ومنها ان من وقع في مكروه وشدة لا بأس ان يستعين بمن له قدرة على تخليصه بفعله او الاخبار بحاله وان هذا لا يكون نقصا ولا شكوى الى المخلوق ممنوعة فان هذا من الامور العادية التي جرى العرف باستعانة الناس بعضهم ببعض بعضهم ببعض فيها ولهذا قال يوسف للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك قول يوسف لاحد صاحبي السجن اذكرني عند ربك لما عبر له رؤياه بانه سيسقي ربه خمرا اي سيده قال له اذكرني عند ربك اخذ من ذلك الشيخ رحمه الله تعالى انه لا بأس بمثل هذا من وقع في مكروه او شدة لا بأس ان يستعين بمن له قدرة على تخليصه بفعله او الاخبار بحاله وهذا لا لا يكون نقصا ولا يعد الشيكاية الى المخلوق بل هذا من التعاون في تحصيل المصالح لرأى المفاسد فالحاصل ان قل يوسف الاسلام اذكرني عند ربك اذكرني عند ربك اي سيدك لان في السجن شخص مظلوم من حاله كذا وكذا لكن صاحب صاحبه او احد صاحبه السجن الذي ذكره لذكر له يوسف ذلك نسي ان يذكر يوسف عند سيده قال رحمه الله ومنها انه يتعين على المعلم والداعي الى الله استعمال الاخلاص التام في تعليمه ودعوته والا يجعل ذلك وسيلة الى معاوضة معاوضة في مال او جاه او او نفع وان لا وان لا يمتنع من التعليم اذا لم يفعل السائل ما كلفه به المعلم فان يوسف قد وصى احد الفتيين ان يذكره عند عند ربه فلم يذكره ونسي فلما بدت حاجتهم الى سؤال يوسف ارسلوا ذلك الفتى وجاءه سائلا مستفتيا عن تلك الرؤيا فلم يعنفه يوسف ولا وبخه بل ولا قال له لم لم تذكرني عند ربك واجابه جوابا تاما من جميع الوجوه منها انه يتعين على المعلم والداعي الى الله استعمال الاخلاص التام في تعليمه ودعوته لا ينتظر على الدعوة مالا او رزقا او نفعا او جاها بل يكون اه تكون دعوته لله خالصة لا يرجو عليها منافع اه دنيوية ويا قومي لا اسألكم عليه اجرا ويا قومي لا اسألكم عليه مالا هكذا كان يقول الانبياء لاقوامهم بل تكون لله سبحانه وتعالى خالصة لا يبتغى بها الا وجه الله سبحانه وتعالى ولا يكون اه هناك مساومة بالعلم على مصالح دنيوية فالعلم ارفع شأنا وعلى مقام من اه ان يكون شأنه كذلك ويوسف عليه السلام لما اوصى احد الفتيين صاحبي السجن ان يذكره عند ربه فنسي ثم فيما بعد بسنوات بدت لهم حاجة لسؤال يوسف سواء يتعلق بتعبير رؤيا الملك وجاء ذلك الفتى الى يوسف في السجن يسأله عن تعبير الرؤيا في مثل هذه الحال كثير من الناس لا يتمالك نفسه وربما يمتنع من الاجابة ويقول لا اجيبك قلت لك اذكرني عند ربك ونسيتني وتركتني هذه المدة في السجن اذهب الى غيري لم لا لم تذكرني عند ربك ويأخذ يعنفه ويوبخه لكن يوسف عليه السلام لم يعنفه ولم يوبخ ولا حتى قال لم لم تذكرني عند ربك ما كأن هذا الامر كان او وجد واجابه جوابا تاما مفصلا ليس فقط اه اجابة السؤال بتعبير رؤية بل عبر الرؤيا ووجه الى الارشد والانفع الاصلح عليه السلام قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للمسئول اذا اجاب السؤال ان يدل السائل على الامر الذي ينفعه مما يتعلق بسؤاله ويرشده الى الطريق التي ينتفع التي ينتفع بها في دينه ودنياه فان هذا من كمال نصحه وجزالة رأيه وحسن ارشاده فان يوسف لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك بل دلهم مع ذلك واشار عليهم بما يصنعونه في تلك السنين في تلك السنين المخصبات من الاكثار من الزراعة وحسن الحفظ والجباية منها انه ينبغي للمسئول اذا اجاب السؤال ان يدل السائل على على الامور الامر الذي ينفعه فيما يتعلق بسؤاله وهذا الذي صنع يوسف يوسف عليه السلام لما عبر رؤيا الملك حيث رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر يابسات وعبرها يوسف السنين العجاف ثم آآ السنين المخصبة ثم السنين العجاف ثم يغاث من بعد ذلك الناس فلما عبرها هذا التعبير لم يقتصر على ذلك بل وجه الى الطريقة المناسبة ان يقتصد في السنين المقصبات ويكثر فيها من الزرع ويحسن فيها الحفظ له الجباية له واقف داره في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم ماذا يصنعون ايضا في السبع الشداد؟ وكيف يكون الصرف الزاد والقوت بمقدار معين حتى يكفي لمدة السبع اشتداد فالحاصل ان يوسف اه هكذا فعل اجاب السائل على سؤاله وزاد على ذلك ان دل السائل على الامر الذي ينفعه مما يتعلق بسؤاله مما يتعلق بسؤاله وهذا يعده اهل العلم ولابن القيم في بحث نفيس جدا في كتابه مدارج السالكين يعده اهل العلم من باب السخاء سخاء النفس اه بالعلم قال رحمه الله ومنها انه لا يلام العبد على دفع على دفع التهمة عن نفسه بل ذلك مطلوب كما امتنع يوسف من الخروج من السجن حتى يتبين لهم براءته براءته براءته من براءته مع النسوة اللاتي قطعن ايديهن ومنها انه لا يلام العبد على دفع التهمة عن نفسه بل ذلك مطلوب وكما قيل رحم الله امران ذب الغيبة عن نفسه لا يلام العبد على دفع التهمة عن نفسه يوسف عليه السلام اه سجن ولبث في السجن بظع سنين في تهمة باطلة تومة باطلة الصقت به زورا وظلما فلما ادعاه ان دعاه الملك الى ارسل له الملك الى اذا ارسل اليه في السجن ليخرج ويأتيه امتنع من الخروج حتى يتبين لهم براءة مع النسوة ولهذا لما جاءه رسول الملك قال قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن؟ ان ربي بكيدهن ما عليه اطلب من الملك ان يحقق في هذه المسألة فلم يخرج عليه السلام حتى جرى تحقيق في هذه المسألة فاعترف النسوة الكيد الذي قمنا به بحق يوسف وكذلك اعترفت امرأة العزيز وقالت الان حصص الحق انا راودته عن نفسي وانه لمن الصادقين قال رحمه الله ومنها فضيلة العلم علم الشرع والاحكام. وعلم تعبير الرؤى وعلم تعبير الرؤيا وعلم التدبير والتربية وعلم السياسة فان يوسف صلى الله عليه وسلم انما حصلت له الرفعة في الدنيا والاخرة بسبب علمه المتنوع وفيه ان علم التعبير داخل في الفتوى فلا يحل لاحد ان يجزم بالتعبير قبل ان يعرف ذلك كما ليس له ان يفتي في الاحكام بغير علم لان الله سماها فتوى في هذه السورة قال رحمه الله ومنها فضيلة العلم منها فضيلة العلم والعلم رفعة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ففظيلة العلم سواء العلم الشرعي وعلم الاحكام او علم تعبير الرؤيا او علم التدبير والتربية او علم السياسة سياسة الامور ومصالح الناس فان يوسف عليه السلام انما حصلت له الرفعة في الدنيا والاخرة بسبب علمه المتنوع وفيه ان علم تعبير داخل في الفتوى داخل في الفتوى افتوني في رؤياي آآ فلا يحل لاحد ان يجزم بالتعبير قبل ان يعرف ذلك كما ليس له ان يفتي في الاحكام بغير علم لان الله سماها فتوى في هذه السورة تسمى التعبير فتوى في في في هذه السورة السورة سورة يوسف اذا كان التعبير يسمى فتوى فالشأن في فيه كالفتوى لا يخوض فيه المرء الا بعلم لازم بالتعبير قبل ان يعرف قال رحمه الله ومنها انه لا بأس ان يخبر الانسان عما في نفسه من الصفات الكاملة من العلم وغيره اذا كان في ذلك مصلحة وسلم من الكذب ولم يقصد به الرياء لقول يوسف اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم وكذلك لا تذم الولاية اذا كانت اذا كان المتولي لها يقوم بما يقدر عليه من اقامة الشرع وايصال وايصال الحقوق الى اهلها وانه لا بأس بطلبها اذا كان اهلا واعظم كفاءة من غيره وانما المذموم اذا لم يكن فيه كفاءة او كان موجودا من هو امثل منه او كان موجودا من هو امثل منه او مثله او لم يرد بها اقامة امر الله بل اراد بل اراد الترأس والمأكلة المالية من فوائد القصة انه لا بأس ان يخبر الانسان عما في نفسه من الصفات الكاملة من العلم غيره اذا كان في ذلك مصلحة وسلم من الكذب اه هذان او هذه قيود ثلاثة يذكرها في هذا المقام يجوز ان يخبر عن نفسه بانه عنده علم وانه عنده دراية بكذا ويحسن كذا وعلمه في كذا واسع لا بأس ان يخبر عن نفسه لكن بهذه القيود ذكر الشيخ ثلاثة قيود الاول ان يكون في ذلك مصلحة ان يكون في ذلك مصلحة والامر الثاني ان يسلم من الكذب لا يبالغ في وصف نفسه بالصفات ليست في نفسه والامر الثالث الا يكون قصده الرياء فاذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة ان كان آآ تعريفه بنفسه بما فيها من صفات في في في طلب مصلحة نافعة اه وسلم من الكذب ولم يقصد الرياء فهذا لا بأس به يوسف عليه السلام قال للملك اجعلني على خزائن الارظ اني حفيظ عليم هكذا عرف بنفسه حفيظ عليم ايضا الولاية لا تذم اذا كان المتولي لها يقوم بما يقدر عليه من اقامة الشرع وايصال الحقوق وانه لا بأس بطلبها اذا كان اهلا واعظم كفاءة من غيره وانما المذموم اذا لم يكن فيه كفاءة او كان موجودا من هو اولى منه او كان يريد بها الترأس والمآكل المالية والمطامع الدنيوية قال رحمه الله ومنها ان الله واسع الجود والكرم يجود على عبده بخير الدنيا والاخرة وان خير الاخرة له سببان لا ثالث لهما الايمان بكل ما اوجب الله الايمان بكل ما اوجب الله الايمان به والتقوى التي هي امتثال الاوامر الشرعية واجتناب النواهي وان خير الاخرة خير من ثواب الدنيا وملكها وانه ينبغي للعبد ان يدعو نفسه ويشوقها لثواب الله ولا يدعها تحزن اذا رأت لذات الدنيا ورياساتها وهي عاجزة عنها بل يسليها بالثواب الاخروي ليخفف عليها عدم حصول الدنيا لقول يوسف ولاجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون هذه الاية قول الله سبحانه وتعالى في بسورة يوسف ولا اجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون فيها ان ثواب الاخرة له سببان لا ثالث لهما وهما الايمان والتقوى قال ولا اجر الاخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون. فهو خاص باهل هذين الوصفين الايمان والتقوى والايمان اذا جمع مع التقوى يراد بالايمان العقيدة الصحيحة والعمل الصالح والتقوى اجتناب الشرك والبعد عن المعاصي والذنوب قال رحمه الله ومنها ان جباية الارزاق اذا اريد بها التوسع اذا اريد بها التوسعة على الناس من غير ظرورة من غير ضرر يلحقهم لا بأس به بل ذلك مطلوب لان يوسف امرهم بجباية الارزاق والاطعمة في السنين المخصبات للاستعداد به للسنين المجدبات وقد حصل به الخير الكثير قال ومنها ان الزبالة الارزاق اذا اريد به التوسيع على الناس من غير ظرر اه يلحقهم لا بأس به لا بأس به بل ذلك مطلوب والشاهد على ذلك من القصة ان يوسف عليه السلام فالسنين المخصبات اه اخذ يجني منهم الارزاق والاطعمة والغرض من ذلك الاستعداد للسنين السبع المجذبات وحصل بهذه الجباية والحفظ للارزاق في تلك السنوات نفع عظيم بالسنين المجذبات وهذا التدبير الذي وفقه الله سبحانه وتعالى اليه وهداه الى القيام به كان سببا لنجاتهم من هلاك عظيم بسبب القحط في سبع سنوات كلها مجذبة ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين