بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله ومنها حسن تدبير يوسف لما تولى خزائن الارض من اقصاها الى اقصاها فنهض بالزراعة حتى كثرت الغلال جدا وصار اهل الاقطار يقصدون مصر لطلب الميرة منها عندما فقدوا ما عندهم لعلمهم بوفرها بوفورها لعلمهم بوفورها في مصر ومن عدله وتدبيره وخوفه ان يتلاعب بها التجار انه لا يكيل لاحد الا مقدار الحاجة الخاصة او اقل لا يزيد كل قادم على كيد بعير وحمله وظاهر حاله هذه وظاهر حاله هذا انه لا يعطي اهل البلد اهل البلد الا اقل من ذلك بكثير لحضورهم عنده الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال مع هذه الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام منها ما اكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه يوسف عليه السلام من حسن التدبير عندما تولى خزائن الديار المصرية وذكر الشيخ رحمه الله تعالى امثلة من حسن تدبيره اولا الغلال الزراعية وطريقة حفظها والمحافظة عليها حتى يستفاد منها في السني الجد وحتى ايظا يستفاد منها بعد انتهاء سنين الجذب بذورا وفر جزءا كبيرا من الغلال واحسن حفظه في مخازن حفظا يمتد الى سنوات سبع سنوات وايضا احسن في آآ اعطاء الناس منا هذه الارزاق على قدر الحاجة ورتب ذلك على عدد الاشخاص في في الاسرة ترتيبا دقيقا ولهذا اخوته قالوا نزداد حمل بعير اي انه كلما زاد عدد الافراد زاد النصيب فراعى الدقة الشديدة بحفظ المال وحسن ترتيبه وتنظيمه وتدبيره عليه صلوات الله وسلامه قال رحمه الله ومنها مشروعية الضيافة وانها من سنن المرسلين واكرام الضيف لقول يوسف الا ترون اني اوفي الكيل وانا خير المنزهين خير المنزلين اي المكرمين اضيافهم المحسنين اليهم الاية فيها ان الظيافة واكرام الضيف من سنن النبيين ومثل ذلك قصة ابراهيم الخليل عليه السلام لما جاءه الملائكة على هيئة اضياف فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين فقربه اليهم فالضيافة واكرام الضيف والاحسان اليه هذا من سنن المرسلين عليهم صلوات الله وسلامه قال رحمه الله ومنها ان سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم فان يعقوب قال لاولاده هل امنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل وقال بل سولت لكم انفسكم امرا فهم بالاخيرة والا فهم فهم في الاخيرة وان لم يكونوا مفرطين وان لم يكونوا مفرطين احسن الله اليكم فقد جرى منهم ما اوجب لابيهم ان يقول ما قال ان يقول ما قال من غير لوم عليه ومنها ان سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم الاصل هو احسان الظن وعدم اساءته ولا تظنن بكلمة قالها اخيك سوءا وانت وانت تجد لها على الخير محملا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. الاصل هو احسان الظن وعدم اساءته لكن اذا كانت هناك كرائن واظحة تدل على هذا الظن الذي ظنه فلا بأس بها حينئذ لا تكن ممنوعة ولا محرمة ولهذا يعقوب عليه السلام في المرة الاخيرة لما قال لبنيه بل سولت لكم انفسكم امرا هم في هذه المرة لم يكونوا مفرطين ولم يكونوا مقصرين بل وعملوا على الوفاء مع والدهم في حفظ اخيهم بنيامين لكن جرى ما جرى من غير تفريط منهم فقول ابيهم لهم بل سولت لكم انفسكم امرا قالها من اجل القرائن السابقة في تفريطهم باخيه في في اخيه يوسف عليه السلام لما جرى منهم ما جرى اوجب ذلك لابيهم ان يقول ما قال فيهم من غير لوم عليه يعني تعتبر هذه قرينة لاساءة الظن فيما حصل منهم فيما حصل في المرة الثانية فيما يتعلق اخيه بنيامين. قال رحمه الله ومنها ان استعمال الاسباب الدافعة للعين وغيرها من المكاره او الرافعة لها بعد نزولها غير ممنوع وان كان لا يقع شيء الا بقضاء الله وقدره. فان الاسباب ايضا من القضاء والقدر لقول يعقوب يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة الاية قال رحمه الله منها استعمال الاسباب الدافئة للعين وغيرها من المكاره او الرافعة لها بعد نزولها غير ممنوع وان كان لا يقع شيء الا بقضاء الله وقدره الاسباب من القضاء والقدر ولهذا لما لما قيل لنبينا عليه الصلاة والسلام ارأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها ايرد ذلك من قضاء الله شيء؟ او من قدر الله شيء؟ قال هي من قدر الله قال هي من قدر الله الاسباب المأذون بها شرعا هي من قدر الله وتكون من باب رد القدر بالقدر مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء لا يرد القدر الا الدعاء فاتخاذ الاسباب المشروعة المأذون بها لا يتنافى مع ايمان المرء بالقدر ويعقوب عليه السلام لما كان ابناؤه اه اه عددهم ليس بالقليل وفي جمال وهيئة ونظارة قال لهم لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة قال ذلك خشية عليهم من العين وهذا لا يتنافى مع الايمان بالقدر والتوكل على الله ولهذا قال عليه توكلت في هذا السياق وعليه فليتوكل المتوكلون وهو عليه السلام قال لهم آآ لا تدخلوا من باب واحد خشية العين يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول تعالى اخبارا عن يعقوب عليه السلام انه امر بنيه لما جهزهم مع اخيهم بنيامين الى مصر الا يدخلوا كلهم من باب واحد وليدخلوا من ابواب متفرقة فانه كما قال ابن عباس ومحمد ابن كعب ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي انه خشي عليهم العين وذلك انهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ومنظر بهي فخشي عليهم ان يصيبهم الناس بعيونهم فان العين حق تستنزل الفارس عن فرسه انتهى كلامه رحمه الله تعالى قال رحمه الله ومنها جواز استعمال الحيل والمكائد التي يتوصل بها الى الحقوق وان العلم بالطرق الخفية الموصلة الى مقاصدها مما يحمد عليه العبد واما الحيل التي يراد بها اسقاط واجب او فعل محرم فانها محرمة غير نافذة قال رحمه الله تعالى ومنها جواز استعمال الحيل والمكائد التي يتوصل بها الى الحقوق وان العلم بالطرق الخفية الموصلة الى مقاصدها مما يحمد عليه العبد. واما الحيل التي يراد بها اسقاط واجب او فعل محرم فانها محرمة غير نافذة وهذا مبني على ان الوسائل لها احكام المقاصد والحيلة اذا كان ليس فيها تعد في طريقتها ووسيلتها وكان المقصد آآ منها استخلاص الحق او التوصل الى الى حق فانها حينئذ آآ لا حرج فيها ولا بأس ولهذا في قوله فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله فهذه المكيدة آآ لما فيها من المصلحة المطلوبة عدم اه آآ ترتب اه شر او او مفسدة من خلالها فانها صارت مباحة جائزة ولا ولا حرج فيها ولهذا يقول الشيخ جواز استعمال الحيل والمكائد التي يتوصل بها الى الحقوق التي يتوصل بها الى الحقوق اما الحيل التي يراد بها اسقاط واجب من واجبات او فعل محرم فانها باطلة وغير نافذة قال رحمه الله ومنها انه ينبغي لمن اراد ان يوهم غيره بامر لا يحب بيانه لا يحب بيانه له ان يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة له من الكذب كما فعل يوسف حين القى الصواع في رحل اخيه ثم استخرجها منه موهما انه سارق وليس في ذلك تصريح بسرقته وانما استعمل المعاريض ومثل هذا قوله معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ولم يقل من سرق متاعنا قال رحمه الله ومنها انه ينبغي لمن اراد ان يوهم غيره بامر لا يحب بيانه له ان يستعمل المعاريض القولية والفعلية المانعة لما المانعة له من الكذب المانع له من الكذب والمعاريظ فيها سلامة من الكذب وبعد عنه اذا احتاج المرء الى بيان امر ولا يريد ان يصرح فيه بحقيقة معينة يستعمل المعاريض سواء القولية او الفعلية كما فعل يوسف حين القى الصواع في رحل اخيه ثم استخرجها منه موهما انه سارق وليس في ذلك تصليح بسرقته وانما استعمل المعاليق ومثل هذا قوله معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعا عنده ولم يقل من سرق متاعنا كما جاء في الخبر آآ في المعاريض ممدوحة عن الكذب جاء في الادب المفرد للبخاري ام مطرف ابن الشخير قال صحبت عمران ابن حصين من الكوفة الى البصرة تقل منزل ينزله الا وهو ينشد شعرا وقال ان في المعاريض لمندوحة عن الكذب ان في المعاليق لمندوحة عن الكذب المعارظ فيها السلامة يا سلامة من او او فيها ايضا ما يكفي المسلم ان الكذب والوقوع في الكذب قال رحمه الله ومنها انه لا يجوز ان يشهد الا بما علمه وتحققه برؤية او سماع لقوله لقولهم وما شهدنا الا بما علمنا وقوله الا من شهد بالحق وهم يعلمون هذا الاصل في الشهادة ان انه لا يجوز للمرء ان يشهد الا بما تحق وعلم اما برؤية او سماع ولهذا قال يا اخوة يوسف لابيهم وما شهدنا الا بما علمنا وما شهدنا الا بما علمنا وقال الله عز وجل في اه اية اخرى او في سورة اخرى الا من شهد بالحق وهم يعلمون الا من شهد بالحق وهم يعلمون الشهادة لابد لا بد ان تكون مبنية على على علم ولا يحل للمرء ان يشهد بما لاعلم عنده به ولا تحقق عنده منه ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا شأننا كله ولا يكلنا الى انفسنا طرفة عين صلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين