بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله ومنها هذه المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب عليه السلام اذ قضى بالتفريق بينه وبين ابنه يوسف الذي لا يقدر على فراقه ساعة واحدة ويحزنه ويحزنه اشد الحزن فتم لهذه الفرقة مدة طويلة ويعقوب لم يفارقه لم يفارق الحزن قلبه وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ثم ازداد به الامر حين اتصل فراق الابن الثاني بالاول وهو في ذلك صابر صابر لامر الله محتسب محتسب الاجر من الله وقد وعد من نفسه الصبر الجميل ولا ريب انه وفى بما وعد به ولا ينافي ذلك لقوله انما اشكو بك ولا ينافي ذلك قوله انما اشكو بثي وحزني الى الله فان الشكوى الى الله لا تنافي الصبر وانما الذي ينافيه الشكوى الى المخلوقين ولا ريب ان الله رفعه بهذه المحنة درجات عالية ومقامات سامية لا تنال الا بمثل هذه الامور الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فلا نزال مع هذه الفوائد المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام فمن هذه الفوائد المحنة العظيمة التي امتحن الله بها نبيه وصفيه يعقوب عليه السلام والابتلاء والامتحان سنة ماضية في هذه الحياة واشد الناس ابتلاء الانبياء ثم الامثل فالامثل ومن يقرأ قصص الانبياء في القرآن يجد انواع الابتلاءات التي حصلت لهم الشدائد ليدرك المرء من ذلك ان هذه الدنيا لا تصفو لاحد ولو صفت لاحد لصفت للانبياء عليهم صلوات الله وسلامه لكنها دار ابتلاء وامتحان ولهذا من العبر العظيمة المستفادة من قصص الانبياء عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين ان في هذه الدنيا دار ابتلاء لا تصفو لاحد لا تصفو لاحد اه فرحها ممزوج بحزن وصحتها ممزوجة بمرض وغناها ممزوج بفقر والانسان فيها في تقلب الله عز وجل ابتلى يعقوب عليه السلام بفراق ابنه وفلذة كبدي وماجتي فؤاده مدة طويلة قدرها بعض اهل العلم بثلاثين سنة ليست اه شهر ولا شهرين مدة طويلة جدا ثم اجتمع له مع حزنه بفراق يوسف فراق الابن الثاني وهو بنيامين و كان في ذلك عليه السلام صابرا محتسبا وقد قال وهذا وعد من نفسه فصبر جميل قال الشيخ ولا رب ولا ريب انه وفى بما وعد وفى بما وعد وعد ان يصبر بالصبر الجميل ولا ريب انه وفى ديما وعد اما قول الله سبحانه وتعالى انما عنه انه قال انما اشكو بثي وحزني الى الله هذا لا يتنافى مع الصبر لان الذي يتنافى مع الصبر الشكاية الى المخلوقين اما الشكاية الى الله فهذه لا تتنافى مع الصبر قال رحمه الله ومنها ان الفرج مع اشتداد الكرب فانه لما تراكمت لما تراكمت الشدائد المتنوعة وضاق العبد ذرعا بحملها فرجها فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين وهذه عوائده الجميلة خصوصا لاوليائه واصفيائه ليكون لذلك الوقع الاكبر والمحل الاعظم ويحصل من ويحصل من من المعرفة بالله والمحبة له ما يوازن ويرجح بما ويرجح بما جرى على العبد بلا نسبة قال ومنها ان الفرج مع اشتداد الكرب كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال وان الفرج مع الكرب فعندما تتراكم الشدائد وتشتد وتضيق الامور بالعبد ذرعا فان هذا امارات دنو الفرج وان الله سبحانه وتعالى سيجلو آآ هذا هذه الغمة وهذا الكرب فاذا ضاقت انفرجت واذا اشتد الكرب جاء الفرج وهذي كما قال الشيخ عوائد الله الجميلة خصوصا لاولياءه واصفياءه ليكون لذلك الوقع الاكبر والمحل الاعظم وليحصل من المعرفة بالله والمحبة له ما يوازن ويرجح ما جرى على العبد بلا نسبة والابتلاءات لها مقصد في وحكمة في وجودها ومن ذلك هذا المعنى الذي اه اشار اليه الشيخ رحمه الله تعالى قال رحمه الله ومنها جواز اخبار العبد بما يجد وما هو فيه من مرض او فقر او غيرهما على غير وجه التسخط لقول يعقوب يا اسفا على يوسف وقول اخوة يوسف مسنا واهلنا الضر واقره واقرهم يوسف منها فوائد القصة جواز اخبار العبد ما يجد وما هو فيه من آآ مرض او فقر او غيرهما على غير وجه التسخط على غير وجه التساقط فهذا لا يتنافى مع الصبر الذي يتنافى مع الصبر ان يقوله متسخطا اما ان قاله اخبارا لا شكوى فهذا لا لا بأس به ولهذا قول يوسف معدود في قول يعقوب معدود في في هذا الباب يا اسفا على يوسف لم يقل ذلك بسخطا ولا جزعا وهكذا قول المرء في ما يجده مثلا من الم مثل آآ ما جاء في الحديث ان جبريل اتى النبي صلى الله عليه وسلم قال اشتكيت؟ قال نعم اه الاخبار اذا كان ذكر ما في الانسان مرض او نحوه من باب الاخبار لا من باب الشكوى هذا لا بأس به ولا حرج فيه قال رحمه الله ومنها فضيلة التقوى والصبر وان كل خير في الدنيا والاخرة فمن اثار التقوى والصبر وان عاقبة اهلهما احسن العواقب لقوله قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين ومنها فضيلة التقوى والصبر وان كل خير في الدنيا والاخرة فمن اثار التقوى والصبر وان عاقبة اهلهما احسن العواقب يوسف عليه السلام مر بمراحل وتقلبات كثيرة جدا اه يجدها من يتأمل قصته في سورة يوسف وتلقى كل هذه الامور بتحقيق تقوى الله والصبر بانواعه على طاعة الله وعلى وعن معصية الله وعلى اقدار الله المؤلمة ولهذا في نهاية القصة لما جاءه اخوته اما جاء اخوة يوسف الى يوسف عليه السلام قالوا يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا بضاعة مزات فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه انتم جاهلون؟ قالوا ائنك لانت يوسف؟ قال انا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا انه من يتق ويصبر ان الله لا يضيع اجر المحسنين اي ان هذا الذي حصل كله عاقبة عاقبة التقوى والصبر فكل فضيلة في في الدنيا والاخرة هي من اثار التقوى والصبر ولهذا اخبر ان هذا كله حصل بسبب انه كان يتلقى الامور بتقوى الله والصبر الصبر بانواعه على طاعة الله وعن معصية الله وعلى اقدار الله قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد اذا انعم عليه اذا انعم عليه اذا انعم احسن الله اليكم اذا انعم عليه بنعمة بعد ضدها ان يتذكر الحالة السابقة ليعظم وقع هذه النعمة الحاضرة ويكثر شكره لله تعالى ولهذا قال يوسف احسن بي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي قال ومنها انه ينبغي للعبد اذا انعم عليه بنعمة بعد ظدها انعم عليه مثلا غنى بعد فقر او صحة بعد مرض ونحو ذلك ينبغي عليه ان يتذكر الحال السابقة بين وقت واخر يتذكر الحال السابقة اذا كان غنى يتذكر حالة الفقر كيف انه لا يجد طعاما لا يجد مسكنا لا يجد ثم حصل له ما حصل من نعمة كذلك يتذكر المرض لان من فائدة هذا التذكر كما يبين الشيخ رحمه الله تعالى يجعل العبد آآ يكثر من الشكر على النعمة الحاضرة ليعظم وقع هذه النعمة الحاضرة ويكثر شكر الله عليها وهذا فعله يوسف قال وقد احسن بي اذا اخرجني من السجن هذا يتذكر ايام كان في السجن وجاء بكم من البدو الحالة التي كان عليها والده واخوته من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي قال رحمه الله ومنها ما في هذه القصة من من الالطاف المتنوعة المسهلة للبلاء منها رؤية يوسف السابقة فان فيها روحا ولطفا بيوسف وبيعقوب وبشارة بالوصول الى تأويلها ولطف الله بيوسف اذ اوحى اليه وهو في الجب لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون وتنقلاته من حال الى حال فان فيها الطافا ظاهرة وخفية ولهذا قال في اخر الامر ان ربي لطيف لما يشاء يلطف به في احواله الداخلية ويلطف له في الامور الخارجية ويوصله الى اعلى المطالب من حيث لا يشعر هذه اه بعظ الهدايات اه ينبه عليها رحمه الله تعالى لاسم الله اللطيف ولطف الله بعبده فيوسف عليه السلام في اخر الامر ذكر آآ منة الله عليه باللطف لطف الله عز وجل والطاف الله قال في نهاية الامر ان ربي لطيف لما يشاء ان ربي لطيف لما يشاء في القصة من الطاف المتنوعة اه ما ما هو من الدلائل على اه هذا الاسم العظيم الشيخ رحمه الله له كلام بديع جدا عن اسم الله اللطيف في اخر كتابه المواهب الربانية قال هنا ومنها ما في هذه القصة من الالطاف المتنوعة المسهلة للبلاء من ذلك الرؤية التي رأها يوسف وهي فيها البشارة تحمل اه البشارة فهذه الرؤيا مثل ما قال العلماء الرؤى الرؤى للبشارة وللنذارة تحدث في القلب سرورا اه تفتح ايضا ابواب امال في في ولهذا اذا عرظت للعبد المصائب ويذكر هذه البشارة التي في الرؤيا يأنس بان العاقبة ستكون حميدة باذن الله يوسف لما القاه اخوته في الجب هذه مصيبة عظيمة جدا مصيبة عظيمة نبأ في الجب بانه سينبئهم بامره هذا وهم لا يشعرون هذا فيه العاقبة ستكون له حميدة واخبر بذلك وهو في الجب فهذا كله من لطف الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله ومنها انه ينبغي للعبد ان يلح دائما على ربه في تثبيت ايمانه وان يحسن له الخاتمة وان يجعل خير ايامه اخرها وخير اعماله خواتمها فان الله كريم جواد رحيم هذه اخر الفوائد المستنبطة من قصة يوسف مما ذكر رحمه الله انه ينبغي للعبد ان يلح دائما على ربه في تثبيت ايمانه و ان ان يحسن له الخاتمة ولهذا جاء في دعاء يوسف عليه السلام في اخر القصة ربي قد اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة. توفني مسلما والحقني بالصالحين سأل الله عز وجل الثبات على الايمان وحسن الختام آآ ان يجعل خير ايامه اخرها وخير اعماله خواتيمها توفني مسلما والحكم بالصالحين وهذا دأب الانبياء تأبى الانبياء الدعاء والسؤال والضرعة الى الله والالحاح عليه سبحانه وتعالى والله عز وجل لا يرد من دعاه ولا يخيب من ناجاه نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين