بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله قصة خاتم النبيين وامام المرسلين ومن انزل عليه القرآن هدى ومن انزل عليه القرآن هدى ورحمة للمؤمنين اعلم ان سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اعظم عون على معرفة تفسير كتاب الله والقرآن انما كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته وما يقوله للخلق وجواب وجواب ما وجواب ما يقال له وما يحصل به تحقيق الحق الذي جاء به وابطال المذاهب التي جاء لابطالها وهذا من حكمة انزاله مفرقا كما ذكر الله هذا المعنى و وهذا احسن الله اليكم وهذا من حكمة انزاله مفرقا كما ذكر الله هذا المعنى بقوله كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا وقال وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد قال المصنف الامام السعدي رحمه الله قصة خاتم النبيين وامام المرسلين ومن انزل عليه القرآن هدى ورحمة للمؤمنين هذا الفصل اه افرده رحمه الله تعالى لذكر سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام التي هي ازكى سيرة وعطرها ويكفي دليلا على ذلك ان رب العالمين سبحانه وتعالى قال وانك لعلى خلق عظيم وقال جل وعلا لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا وقال جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريصا عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ولما سئلت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت كان خلقه القرآن ولهذا يقول الشيخ هنا اعلم ان سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اعظم عون على معرفة تفسير كتاب الله لان حياته عليه الصلاة والسلام كلها عمل بالقرآن واهتدام بهداياته وقيام اوامره وتوجيهاته ولهذا كان اسوة للعالمين وقدوة لعباد الله اجمعين فما من عبادة ولا خلق ولا تعامل ذكر في القرآن الا وقد وفى عليه الصلاة والسلام مقام القيام به والعمل به على اتم وجه واحسن حال قال الشيخ القرآن انما كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته وهذا فيه تأكيد للمعنى السابق ان ان السيرة او ان معرفة تفسير القرآن فالقرآن انما كان ينزل تبعا لمناسبات سيرته ولهذا من يقرأ القرآن يجد ذلك ان انه ان القرآن ماشيا على اه المناسبات في السيرة وما يقوله للخلق وجواب ما يقال له وسيأتي على ذلك امثلة عديدة يذكرها المصنف رحمه الله تعالى قال وما يحصل به تحقيق الحق الذي جاء به وابطال المذاهب التي جاء لابطالها ولهذا مقام الحجج والبراهين والدلائل وبماذا يجاب المبطل اه هذا كله جاء وافيا في كتاب الله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم جاء وافيا في كتاب الله سبحانه وتعالى يقول الشيخ وهذا من حكمة انزاله مفرقا اي لم ينزل دفعة واحدة وانما نزل مفرقا ومنجما اه هذا النزول المفرق هو بحسب الحوادث والاحوال والحاجة والمقام قال الله تعالى كذلك ان نزوله اه اه مفرقا بل كذلك لنثبت به فؤادك ان قبلها قال تعالى وقال الذين كفروا اللولا انزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك انه يثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا فنزل مفرقا لحكم منها تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بحسب الوقائع والاحوال والامور التي يمر بها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا اي لا يأتون بمثل يعارضون به الحق الذي جئت به مثل اه السؤالات تعنت سؤالات التعنت ومثل الاعتراضات والشبهات التي يريدونها يريدون بها الصد عن دين الله سبحانه وتعالى لا يأتونك بشيء من ذلك الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا بالحق اي ما يبطل دعواهم ويفند باطنهم واحسن تفسير اي وضوح وبيانا في اقامة الحجة وازالة الشبهة وابانة السبيل وقال تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق هذه الاشارة الى السورة التي جاءت هذه الاية في خاتمتها وهي سورة هود فالقرآن كله وسورة هود الذي قصت هنا بالذكر جاء فيه التفاصيل والهدايات العظيمة التي فيها اه ثبات القلب اجتمع في هذه الاية والتي قبلها كذلك لنثبت به فؤادك وهنا ايظا من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وهذا ياخذ ياخذ منها المسلم فائدة عملية سلوكية مهمة جدا في حياته وهي انه كلما قرب من القرآن قراءة وتدبرا واهتداء بهدايات القرآن كان في ذلك اعظم معونة له على الثبات على الحق بالسلامة من الزيغ والضلال لان القرآن هو كتاب الهداية ولا يهتدى الا بالقرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرة قال تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان قال رحمه الله فلنشر من سيرته صلى الله عليه وسلم على الاحوال المناسبة لنزول الايات المعينات اوليدي جنس نوعي من علوم القرآن ليكون عونا في هذا المقام قال رحمه الله فلنشر من سيرته يعني سنذكر فيما يلي امثلة من السيرة لكن الذي سيذكره رحمه الله تعالى مرتبط اه تفسير الايات لانه كما هو معلوم الكتاب خلاصة في التفسير فلن يأتي سرد للسيرة ولكن سيأتي بيان للسيرة من حيث اه ما يكون متعلقا بنزول الايات او متعلقا بعلوم القرآن يعني شبه اه حصل لما سيذكره فيما سيأتي من السيرة اما ايات معينات تتعلق اه اسباب نزول معينة في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام او ايات لها تعلق بجنس علوم القرآن من حيث تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لها واقامة الحجة والبينة عليها قال رحمه الله تأولوا بمقاماته في انزال القرآن عليه انه كان قبل البعثة قد بغضت اليه عبادة الاوثان وبغض اليه قول قبيح او فعل او فعل قبيح وفطر صلى الله عليه وسلم فترة مستعدة متهيئة لقبول الحق علما وعملا والله تعالى هو الذي طهر قلبه وزكاه وكمله وكان من رغبته العظيمة فيما يقرب الى الله انه كان يذهب الى غار حراء الايام ذوات العدد ويأخذ معه طعاما يطعم منه المساكين ويتعبد ويتحنث فيه فقلبه في غاية التعلق بربه ويفعل من العبادات ما وصل اليه علمه في ذلك الوقت في ذلك الوقت الجاهلي الخالي من العلم ومع ذلك فهو في غاية الاحسان الى الخلق فلما تم عمره اربعين سنة وتمت قوته العقلية وصلح لتلقي اعظم رسالة ارسل الله بها احدا من ارسل الله بها احدا من خلقه تبدى له جبريل صلى الله عليه وسلم فرأى منظرا هاله وازعجه اذ لم يتقدم له شيء من ذلك وانما قدم الله له الرؤيا التي كانت التي كان لا يرى رؤيا الا التي التي كان لا يرى رؤيا يلا التي كان لا يرى رؤيا احسن الله اليكم الا جاءت مثل فلق الصبح فاول ما انزل الله عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق فجاءه بها جبريل وقال له اقرأ فاخبره انه ليس بقارئ اي لا يعرف ان يقرأ كما قال تعالى ووجدك ضالا فهدى ونظيرها الاية الاخرى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فغطه جبريل مرتين او ثلاثة ليهيئه لتلقي القرآن العظيم ويتجرد قلبه وهمته وظاهره وباطنه لذلك فنزلت هذه السورة التي فيها نبوته وامر بالقرآن باسم ربه وفيها اصناف نعمه على الانسان تعليمه البيان العلمي والبيان اللفظي والبيان الرسمي فجاء بها الى خديجة ترعد فرائسه من الفرغ من من الفرق واخبره من الفرق واخبرها بما رآه وما جرى عليه فقالت خديجة فقالت خديجة رضي الله عنها ابشر فوالله لا يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتكره الضيف وتحمل الكلب وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق اي وما اي وما كانت هذه صفته اي ومن كانت هذه صفته فانها تستدعي نعما من الله اكبر منها واعظم وكان هذا من توفيق الله لها ولنبيه ومن تهوين القلق الذي اصابه هذا اول ما بدأ به اه فيما يتعلق آآ السيرة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام قبل المبعث قبل ما نبعث وبدأ نزول الوحي واول مقاماته في نزول الوحي عليه اولا فيما يتعلق ما قبل مبعثه الذي هو النشأة التي نشأ عليها عليه الصلاة والسلام آآ نشأ صلى الله عليه وسلم نشأة بغض اليه فيها عبادة الاوثان وبغض اليه فيها اعمال الجاهلية آآ آآ لما يشارك قومه بما هم عليه من ظلال منذ نشأ لا في عبادة وثن ولا في اعياد اه جاهلية ولا في الخسائس والفواحش والرذائل التي كانوا عليها في ضلالهم والجاهليتهم فبغضت اليه عبادة الاوثان وبوقظ اليه كل قول قبيح او فعل قبيح فطرته عليه الصلاة والسلام آآ سلمت من التلوث مع انه نشأ في مجتمع اه يعج بانواع الجاهلية والكفر والضلال لكن الله سبحانه وتعالى هو المتفضل المان جل في علاه عافاه وسلمه من كل اه ضلالاتهم عبادة الاوثان واعياد الجاهلية وقبائح اعمالهم وقبائح اقوالهم لم يشاركهم في شيء منها بل بل انه نشأ مبغضا لها كارها لها وقد مر معنا قريبا قصة اصحاب الكهف كيف انهم نشأوا بين اقوام آآ اهل وثنية وشرك وظلال وكيف ان الله اكرمهم آآ بالايمان انه فتية امنوا بربهم فهذه منة الله سبحانه وتعالى ولطفه وفضله جل في علاه الحاصل ان نبينا عليه الصلاة والسلام اه نشأ بعيدا عن ضلالات آآ قومه فطرته فطرة مستعدة متهيأة لقبول حق علما وعملا والله تعالى هو الذي طهر قلبه وزكاه وكم وكمله اضافة الى ذلك اه حبب اليه يعني كمان بغض اليه اعمال جاهلية حبب اليه التقرب الى الله وحبب اليه البذل والاحسان واعمال الخير والاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة فكان آآ آآ يتحنث يذهب وحده وياخذ معه الزاد والطعام ويذهب الى غار حراء يصعد الجبل ويدخل في ذلك القبر الغار ويجلس الايام ذوات العدد ومعه زاد حتى ينفذ الزاد الذي معه ويبقى في الغار اه متحنفا اي متعبدا فكان قلبه في غاية التعلق بالله ويفعل من العبادات ما وصل اليه علمه في ذلك الوقت الجاهل الخالي من من الخالي من العلم ومع ذلك فهو في غاية الاحسان الى الخلق فجمع بين الاحسانين عبادة الخالق والحرص على التقرب اليه والتحنت والاحسان الى الخلق كان ايضا آآ مشهورا معروفا بصنوف الاحسان والكرم وحسن التعامل ولهذا سيأتي ان خديجة قالت له رضي الله عنها انك لتصل الرحم وتحمل الكل يعني العاجز المثقل وتكسب المعدوم وتقرئ الضيف وتعين على نوائب الحق جمع بينا امرين جمع بين الامرين التحنث والتعبد والتقرب لله و آآ الاحسان الى الخلق قال فلما تم عمره اربعين سنة وتمت قوته العقلية وصلح لتلقي اعظم رسالة ارسل الله بها احدا من خلقه تبدله جبريل فرأى منظر منظرا هاله وازعجه اذ لم يتقدم له شيء من ذلك وانما قدم الله له الرؤية التي كان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح وقد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه هو التعبد ويتحنى في الليالي ذوات العدد قبل ان ينزع الى اهله ويتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة فيتزود لمثلها ياخذ زاد يكفيه لمدة من الايام ذوات العدد يعني ليست قليلة ويبقى يتحدث في ذلك الغار الى ان ينفذ الزاد فيرجع الى خديجة رضي الله عنها ويتزود لمثلها اي لمثل تلك الليالي ذوات العدد حتى جاءه الحق قل عائشة رضي الله عنها حتى جاءه الحق الحق اي الوحي او جبريل الذي جاء بالوحي جاه الحق وهو في غار حراء المكان الذي كان تعبد فيه وهو اول مجيء لجبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في ذلك الغار فجاءه الملك فقال اقرأ قال اقرأ قال ما انا بقارئ قال ما انا بقارئ قال الشيخ اخبره اي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم جبريل انه ليس بقارئ اي لا يعرف ان يقرأ لا يعرف اه ان يقرأ قال الشيخ كما قال تعالى ووجدك ضالا فهدى قال وتفسيرها تفسير هذه الاية الاية الاخرى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فقوله ووجدك ضالا لا بد ننتبه ووجدك ضالا ليس المراد على دين قومه قال الامام احمد ومن قال ان النبي صلى الله عليه وسلم كان على شيء من دين قومه فقد اعظم على الله الفريان او فقد اعظم الفريهة اذا ما معنى قوله ووجدك ضالا قال هذا يفسرها الاية الاخرى التي في سورة الشورى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. اي ما كنت تعلم بالتفاصيل تفاصيل الشرع والدين الا بعد ان نزل عليك الوحي الذي هو نور يهدي به الله اه من اتبع رضوانه سبل السلام قالت عائشة اه فقال ما انا بقارئ قال فاخذني فغطني اي ظمني وضغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني تركني فقال اقرأ قلت ما انا بقارئ فاخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني وقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فاخذني فغطني الثالثة ثم ارسلني فقال اقرأ بسم ربك الذي خلق قلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم نزلت عليه اه هذه السورة العظيمة وهي اول ما نزل عليه الصلاة صلوات الله وسلامه عليه وبها نبئ نبئ صلى الله عليه وسلم باقرأ فنزلت هذه السورة التي فيها نبوته وامره بالقراءة باسم ربه وفيها اصناف نعمه على الانسان بتعليمها البيان العلم والبيان اللفظي والبيان الرسمي وهذه الثلاثة اه تسمى انواع البيان انواع البيان. اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم انواع البيان الثلاثة العلمي ويقال له الذهني تعلقه بالقلب ما يفتح الله به على العبد في قلبه من حسن فهم وبصيرة ومعرفة بالحق والانسان والبيان اللفظي يتعلق بالمسموع السمع والبيان الرسمي يتعلق بالمقروء الذي هو يتعلق بالعين والنظر فانواع البيان الثلاثة الذهني او العلمي والبيان اللفظي والبيان الرسمي رسم الكتاب اه هذه الثلاث تتعلق بالقلب والسمع والبصر جمعها الله في قوله ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا وجمعها ايضا في ايات عديدة جمعها في ايات عديدة والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون اه هذه الثلاث هي هي الوسائل اه اه وسائل العلم والبيان الذي هو انواع ثلاثة ذهني ولفظي ورسمي اول ما بدأ به من الوحي هو هذا اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. هذا اشارة الى انواع البيان الثلاثة الذهني واللفظي والرسمي فجاء بها الى خديجة ترعد ففرائسه فبها اي هذه السورة ولهذا آآ قالت عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي في البخاري قالت فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة واخبرها الخبر قال لقد اه خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله ونعم المرأة هي رضي الله عنها وارضاها المعينة السند قالت اه كلا والله ما يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتحمل الكل لا تكسب المعدوم تكسب المعلوم وتقرئ الضيف وتعين على نوائب الحق اي معنى كلامها هذا يقول الشيخ ان من كانت هذه صفته فانها تستدعي نعما من الله اكبر منها واعظم وهذه والله فائدة ثمينة جدا ان اه تحلي بالاخلاق الفاضلة من الكرم والاحسان واللطف والرفق الى غير ذلك من الاخلاق هذه الصفات آآ تستدعي نعم من الله اكبر وهذا شاهده في القرآن اه قال الله سبحانه وتعالى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنى لان الحسنات تستدعي الحسنات الاخرى وتطلبها مثل ما قالوا الحسنة تنادي اختها ينادي اختها فمن كانت هذه صفته يعني متحليا بالادب بالخلق بالكرم الى غير ذلك فان اخلاقه هذه تستدعي نعم من اخرى اكبر منها وفضل الله سبحانه وتعالى اه واسع قال وكان هذا من توفيق الله لها اي خديجة ولنبيه ومن تهوين القلق الذي آآ اصابه من توفيق الله لها ولنبيه ان عددت هذه الامور وهذه الصفات مشيرة بها الى ان اتصاف بهذه الصفات اه مدعاة لمزيد الخير والوقاية من اه اه الشرور باذن الله سبحانه وتعالى وفيها تهويل للقلق الذي اصابه عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله وبهذه الصورة ابتدأت نبوته ثم فتر عنه الوحي مدة ليشتاق اليه وليكون اعظم لموقعه عنده وكان قد رأى الملك على صورته فانزعج فجاء الى خديجة ايضا ترعد فرائسه فقال دثروني دثروني فانزل الله عليه يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر فكان في هذا الامر الامر له بدعوة بدعوة الخلق وانذارهم فشمر صلى الله عليه وسلم عن عزمه وصمم على الدعوة الى ربه مع علمه انه سيقاوم بهذا الامر سيقاوموا بهذا الامر الف يقاوم سيقاوم بهذا الامر البعيد والقريب وسيلقى البعيدة والقريب البعيد والقريب احسن الله اليكم وسيلقى كل معارضة من قومه ومن غيرهم وشدة ولكن الله ايده وقوى عزمه وايده بروح منه وبالدين الذي جاء به وجاءت سورة الضحى في في فترة الوحي لما قال المكذبون ان رب محمد قال قال والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى الى اخرها وهذا اعتناء عظيم من الله برسوله وانا في ونفي لكل نقص وبشارة بان كل حالة له احسن مما قبلها وخيرا منها وان الله سيعطيه من النصر والاتباع والعز العظيم. وانتشار الدين ما يرضيه قال اه رحمه الله تعالى وبهذه السورة ابتدأت نبوته ابتدأت نبوته بهذه السورة سورة اقرأ ابتدأت نبوته اي نبأ باقرأ صار بنزول هذه السورة عليه نبيا مجتبى مصطفى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم بعد ذلك فتر الوحي عنه صلى الله عليه وسلم مدة من الزمان وليست قصيرة ليشتاق اليه وليكون اعظم لموقعه عنده ليكون اعظم لموقعه عنده وكان لما اتاه الملك رآه على صورته فانزعج وجاء الى خديجة اه ترعد فرائسه فقال دثروني دثروني فانزل الله عليه يا ايها المدثر جاء في البخاري من حديث جابر وهو يحدث عن فترة الوحي فقال النبي صلى الله عليه وسلم بينما انا امشي اذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والارض فرعبت منه فرجعت فقلت زملوني زملوني فانزل الله يا ايها المدثر قم فانذر الى قوله والرجز فاهجر فكان في هذا يقول الشيخ الامر له بدعوة الخلق وانذارهم يستفاد مما سبق ان نبينا عليه الصلاة والسلام نبأ باقرأ وارسل بالمدثر نبه باقرأ وارسل بالمدثر. اقرأ فيها النبوة والمدثر فيها الرسالة قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك غصبا فكان في هذا الامر له بدعوة الخلق وانذارهم فشمر عليه الصلاة والسلام عن عزمه وصمم على الدعوة الى ربه مع علمه انه سيقاوم بهذا الامر البعيد والقريب وسيلقى كل معارضة من قومه ومن غيرهم وشدة لكنه مضى بعزم مستعينا بالله سبحانه وتعالى فايده الله وقوى عزمه وايده بروح منه وبالدين الذي جاء به قال الشيخ وجاءته سورة الضحى بفترة من الوحي جائته سورة الضحى في فترة من الوحي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وكان مجيء هذه السورة سورة الضحى بعد فترة من من انقطاع الوحي عنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اه لما قال المكذبون ان رب محمد قلاه ان رب محمد قلاه يعني لما فتر الوحي و وانقطع مدة من الزمان قال اه قال المشركون ان رب محمد صلى الله عليه وسلم قال ومعنى قلاءة اي آآ ابغضه فنزلت هذه السورة والضحى والليل اذا سجى وهذا قسم من الله سبحانه وتعالى اه بالضحى وانتشار ضياء النهار وبالليل اذا اه ادهمت ظلمته على عنايته بالرسول وعدم تركه له يقسم الله بالضحى والليل اذا سجى انه ما ودع رسوله ونقله اي ما تركه بل لم يزل اه اه سبحانه وتعالى حافظا له ومؤيدا وما قلاه هي ابغضه كما يزعم الكفار المشركون وقد جاء في صحيح مسلم عن جندب قال ابطأ جبريل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المشركون ودع محمد اي ودعه ربه وتركه وقلاه فانزل الله والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترظى اي ليس كما يزعم هؤلاء بل هناك عناية عظيمة من الله بهذا الرسول ونفي لكل نقص وبشارة له بكل خير وان حاله الى رفعة وعلو ونصر وتأييد وكثرة اتباع وكل ذلك يجمعه قول الله تعالى ولسوف يعطيك ربك فترضى هذي عبارة جامعة شاملة يدخل تحتها معاني كثيرة من واسع عطاء الله وجزيل منه سبحانه وتعالى وذكره بهذه السورة سبحانه وتعالى اه ما يعلمه عليه الصلاة والسلام من احواله الخاصة الم يجدك يتيما فاوى الى امة لك ولا اب وجدك ضالا فهدى ضالا كما تقدم لا تدري ما الكتاب ولا الايمان فعلمك ما لم تكن تعلم وكان فظل الله عليك عظيما ووجدك عائلا اي فقيرا فاغناك الله فهذه كلها منن والطاف تفضل بها على النبي صلى الله عليه وسلم وهي من التأييد له والتثبيت لفؤاده فمضى عليه الصلاة والسلام في في دعوته وكان اعظم مقاماته في اه الدعوة اه الدعوة الى التوحيد واخلاص الدين له وهذا موضوع حديث الشيخ رحمه الله الاتي ويؤجل الى لقائنا القادم باذن الله نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين