بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله تعالى فكان اعظم مقامات دعوته دعوته الى التوحيد الخالص والنهي عن ضده دعا الناس لهذا وقرره الله في كتابه وصرفه وصرفه بطرق كثيرة واضحة تبين وجوب التوحيد وحسنه وتعينه طريقا الى الله والى دار كرامته وقرر ابطال الشرك والمذاهب الضارة بطرق كثيرة احتوى عليها القرآن وهي اغلب الصور المكية فاستجاب له في هذا الواحد بعد الواحد على شدة عظيمة من قومه على شدة من قومه وقاومه قومه وغيرهم وبغوا له الغوائل وحرصوا على اطفاء دعوته بجدهم وقولهم وفعلهم وهو يجادلهم ويتحداهم ان يأتوا بمثل هذا القرآن وهم يعلمون انه الصادق الامين ولكنهم يكابرون ويجحدون ايات الله كما قال الله جل وعلا فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه تفاصيل يذكرها رحمه الله تعالى في ضوء هدايات القرآن تتعلق بسيرة نبينا عليه الصلاة والسلام فبدأ اه اول ما بدأ باعظم مقامات النبي عليه الصلاة والسلام في الدعوة الى الله بدعوته الى التوحيد ونهيه ضد ومن المعلوم ان التوحيد وزبدة دعوة المرسلين. وخلاصة رسالتهم والدعوة اليه موطن اتفاق بينهم كلهم كما قال الله عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ومقام الدعوة الى التوحيد هو هو اعظم مقامات دعوة الرسل واعظم مقامات دعوة خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام لانه دعوة الى الاساس الذي يقوم عليه دين الله والاصل الذي ينبني عليه و الدعوة الى هذا التوحيد في وسط قوم تلطخوا بالشرك تلوثوا به ونشأوا وترعرعوا عليه واستحى كما في قلوبهم تمكن من نفوسهم امر ليس بالهين فان من يدعو قوما هذا شأنهم في استحكام الشرك في قلوبهم سيجد مقاومة شديدة وعداوة عظيمة غدا عظيما واستماتة من اولئك في الصبر على او ثانيهم ومعبوداتهم الباطلة وتسفيه من يأتي بابطالها فهو مقام اعني مقام التوحيد بالدعوة الى التوحيد وابطال الشرك ليس مقاما هينا بل مقام فيها فيها عداوة لقومه وانا يبغون له الغوائل وسيحرصون على اطفاء دعوته لو سيبذلون الجهود الكبيرة في ذلك وهو عليه الصلاة والسلام في كل ذلك صابر. يجادلهم ويتحداهم ان يأتوا بمثل هذا القرآن قال الشيخ رحمه الله وهم يعلمون انه الصادق الامين ولكنهم يكابرون ويجحدون ايات الله كما قال الله تعالى فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون. لا يكذبونك اي لا يتهمونك بكذب فانت معروف عندهم بالصادق الامين. فليس فلست متهم بالكذب عندهم ولكن الظالمين باتى الله يجحدون اي يكابرون ويجحدون ايات الله وفي قرارات نفوسهم يعلمون انك صادق وان الذي جئت به هو الحق لكن ردهم له بسبب المكابرة الجحود وايضا الظلم ولكن الظالمين بايات الله يجحدون قال رحمه الله ولهذا لما كان استماعهم للقرآن على وجه الكفر والجحد والتكذيب وتوطين نفوسهم على معاداته اخبر الله تعالى انه جعل على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقراه وانهم لا يهتدون بسبب ما اسسوا من هذا الاصل الخبيث المانع لصاحبه من كل خير وهدى وهذا مما يعلم به حكمة الباري في اضلال الضالين وانهم لما اختاروا لانفسهم الضلال ورغيبوا فيه ولاهم الله ما تولوا لانفسهم وتركهم في طغيانهم يعماهون وانهم لما ردوا نعمة الله عليهم حين جاءتهم قلب الله افئدتهم واصم اسماعهم واعمى ابصارهم وافئدتهم قال الشيخ رحمه الله ولهذا لما كان استماعهم للقرآن على وجه الكفر والجحود والتكذيب وتوطين نفوسهم على معاداته اي كما اخبر الله جل وعلا ولكن الظالمين بايات الله يجحدون فكانوا يستمعون القرآن لكن ليس استماعهم استماع المتحري للحق والطالب للهدى بل يستمعون استماعا وطنوا فيه نفوسهم على عدم القبول على عدم القبول وسبحان الله الاستماع اه لا يكون مؤثرا منتفعا به صاحب صاحبه الا اذا كان يستمع متحريا للحق نفسه طالبة للحق اما اذا كان يستمع بكبر وعلو وجحود وظلم ولم يلطم نفسه على قبول ما يسمع من الحق لو جاءته كل اية لا يؤمن بها ولا ينتفع ولا تؤثر فيه لان قلبه معرض ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى اه بسبب هذا توطين نفوسهم على معاداته ذكر الله انه جعل على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم مقرأ وانهم لا يهتدون بسبب ما اسسوا من هذا الاصل الخبيث المانع لصاحبه من كل خير وهدى يشير الى ايات آآ عديدة في القرآن فيها تقرير هذا المعنى منها قول الله سبحانه وتعالى في سورة الانعام ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم مقرا وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها حتى اذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين فذكر ان منهم اي الكفار من يستمع الى النبي عليه الصلاة والسلام ويستمع للقرآن والايات التي ايتلوها لكنها لا تؤثر فيه قال وجعلنا على قلوبهم اكنة اي حجب ان يفقهوه اي هذا الذي يستمعونه الذي هو كلام الله ووحيه وفي اذانهم مقرع ما هي مسدودة لا لا ينفذ منها الى قلوبهم وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها وقال الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا وفي اذانهم مقرا واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا وقال سبحانه وتعالى في سورة الكهف انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا وفي اذانهم واقرأ وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابدا وهذا ما نقول الشيخ وانهم لا يهتدون بسبب ما اسسوا من هذا الاصل الخبيث المانع لصاحبه من كل خير وهدى قال وهذا مما يعلم به حكمة الباري في اظلال المضلين وانهم لما اختاروا لانفسهم الضلال ورغبوه ولاهم الله ما تولوا لانفسهم و وتركهم في طغيانهم يعمون ولهذا قال الله سبحانه وتعالى فلما زاغوا ازاغ الله اه قلوبهم اه وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له ندى واتبع غير سبيل نوله ما تولى ونصله جهنم اوساة مصيرا فلما طلبوا لانفسهم ذلك الطريق ولاهم الله ما تولوا لانفسهم وتركهم في طغيانهم ياعمهون وانهم لما ردوا نعمة الله لما ردوا نعمة الله عليهم حين جاءتهم فقلب الله افئدتهم واصم اسماعهم واعمى ابصارهم وهذا الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله آآ من حال هؤلاء بعدم اه في في عدم سماع الحق بعد وصوله اليهم وقيام حججه ثم ردهم له عدم قبوله هذا يستفاد منه فائدة نبه عليها اه اه اهل العلم وهي ان من اعظم ما يكون خطرا على الانسان ان يسمع الحق ويعرض عنها بعد معرفتي بانه حق وانه هدى يعرض عنه اما تكبرا او اه غير ذلك من الاسباب فانه يترتب على على ذلك انه يحال بينه وبين بين الحق ولهذا من الخطورة جدا على المرء ان يسمع الحق يعرض عنه اما تكبرا او صدودا او اعراظا او نحو ذلك قال ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم ما كنا لما اعرضوا ولاهم الله سبحانه وتعالى ما تولوا قال رحمه الله تعالى وهذا الوصف الذي اشرنا اليه قد ذكره الله في كتابه عنهم وهو يعينك على فهم ايات كثيرة يخبر الله فيها بضلالهم وانسداد طرق الهداية عليهم وعدم قبول محالهم وقلوبهم للهدى والذنب ذنبهم وهم السبب في ذلك قال تعالى فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انه متخذ الشياطين اولياء من دون الله وبظده تعريف وبظده تعرف الحكمة في هدايته للمؤمنين وانهم لما كانوا منصفين ليس غرضهم الا الحق ولا لهم قصد الا طلب رضا ربهم هداهم الله بالقرآن وازدادت به علومهم ومعارفهم وايمانهم وهدايتهم المتنوعة قال الشيخ وهذا الوصف الذي اشرنا اليه قد ذكره الله في كتابه عنهم اه وهو يعينك على فهم ايات كثيرة يخبر الله فيها بظلالهم وانسداد طرق الهداية عليهم وعدم قبول محالهم وقلوبهم الهدى والذنب ذنبهم يعني الذي هو الصدود الكبر الاعراظ زيغ القلوب آآ قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم قال تعالى فريقا هداه وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اختاروا هذا الطريق انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله زاغوا فازاغ الله قلوبهم وبضد ذلك تعرف ايضا الحكمة في هداية للمؤمن هداية المؤمن المؤمن نفسه طالبة راغبة لما كانوا منصفين ليس غرضهم الا الحق ولا لهم قصد الا طلب رضا ربهم هداهم الله بالقرآن وازدادت به علومهم ومعارفهم ايمانهم هدايتهم المتنوعة قال تعالى يهدي الله به من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم وهذا الوصف الجليل للمؤمنين هو الاساس لهدايتهم وزيادة ايمانهم وانقيادهم وبه ينفتح لك الباب في فهم الايات في اوصاف المؤمنين وسرعة انقيادهم للحق اصوله وفروعه هذا دليل لما تقدم ذكره عند المصنف رحمه الله تعالى ان هداية الله سبحانه وتعالى المؤمن هو لما كان آآ كان منصفا غرضه الحق طالبا له اكرمه الله سبحانه وتعالى آآ وهداه قال يهدي به الله من اتبع رظوانه من اتبع رضوانه سبل السلام فقيد الهداية بقوله من اتبع رظوانه اي طلب الرظوان طلب السبيل الرظوان طلب ما ينال به رضا الله قال الشيخ وهذا الوصف الجليل للمؤمنين هو الاساس لهداياتهم وزيادة ايمانهم وقيادهم وبه ينفتح لك الباب في فهم الايات في اوصاف المؤمنين وسرعة انقيادهم للحق اصوله وفروعه وان ذلك آآ هو منة الله عليهم وفضله ان هداهم الى الايمان بما من عليهم به ايضا من انشرح صدورهم وفقهم لاتباع الهدى وجعلهم قابلين للحق والهدى وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ونكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه