بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله وفي سنة تسع من الهجرة او سنة عشرة او سنة عشر طرد فرض الله الحج على المسلمين وكان ابو بكر ادب الناس سنة تسع ونبذ ونبذ الى المشركين عهودهم واتم عهود الذين لم ينقضوا الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال المصنف رحمه الله وفي سنة تسع من الهجرة او سنة عشر فرض الله الحج على المسلمين وكان ابو بكر حج بالناس سنة تسع حج بالناس سنة تسع والنبي عليه الصلاة والسلام لم يحج تلك السنة اخر حجته للعام الذي بعده عام عشر وبعث ابا بكر رضي الله عنه ليحج بالناس قيل والله اعلم في ذلك ان سبب هذا التأخير لما كانت عليه الحال في مكة من الاعلان بالشرك بالمشاعر طواف العراة بالبيت ونحو ذلك من كالضلالات التي كانوا عليها ولهذا في حجة اه ابي بكر في عام تسع بعث النبي صلى الله عليه وسلم اه في في الحج من ينادي لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الى مدته بعث عليا رضي الله عنه ينادي بذلك ونزلت سورة براءة وفيها ينبذ الى كل ذي عهد عهده ثم حج عليه الصلاة والسلام العام الذي بعده قال رحمه الله ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين واستوعب المسلمين معه واعلمهم بمناسك الحج والعمرة بقوله وفعله وانزل الله الايات التي فيها الحج واحكامه وانزل الله يوم عرفة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم واكملت اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فلم يبقى من من العلوم النافعة علم الا بينه لهم فان القرآن تبيان لكل شيء فعلوم الاصول وعلوم الفروع والاحكام وعلوم الاخلاق والاداب وعلوم الكون وكل ما يحتاجه الخلق من ذلك اليوم الى ان تقوم الساعة في القرآن بيانه والارشاد اليه. وهو وهو الذي اليه المرجع في جميع الحقائق الشرعية والعقلية ومحال وممتنع ان يأتي علم صحيح لا محسوس ولا معقول ينقض شيئا مما جاء به القرآن فانه تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فهذه الاية جمعت بين نوعي العلوم فان العلوم وسائل ومقاصد وهي الحق الذي يقوله الذي يقوله الله في كتابه وعلى لسان رسوله ونوع وسائل وهو الهداية الى السبيل الى كل علم وعمل كما ان قوله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. جمعت الكمال في الفاظه ومعانيه فالفاظه اوظح الالفاظ وابلغها واحسنها تفسيرا واحسنها تفسيرا لكل ما تفسره من الحقائق بوضوحها واحكامها وقوامها واحكى احسن الله اليكم واحكامها وقوامها ومعانيها كلها حق. وذلك انه تمت كلمة ربك صدقا وعدلا. صدقا في اخبارها وعدلا في احكامها وعدل في احكامها اوامرها ونواهيها قال ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين معه واعلمهم بمناسك الحج والعمرة بقوله صلى الله عليه وسلم وفعله خرج من المدينة عليه الصلاة والسلام في شهر ذي القعدة وامر الناس بالجهاز والخروج معه للحج فخرج معه من كان حول المدينة وقريبا منها وايضا خرج المسلمون من القبائل القريبة والبعيدة حتى لقيه بعضهم في الطريق ولقيه بعضهم في مكة ولقيه بعضهم في منى وعرفة وعرفت هذه الحجة بحجة الوداع وفيها كان يقول لعلكم لا تلقوني بعد عامي هذا ولهذا تسمى حجة الوداع. ودعى عليه الصلاة والسلام اه الناس فيها علمهم صلى الله عليه وسلم مناسكهم قولا وفعلا قولا باقواله يعلمهم الاعمال وفظائل الاعمال والثواب عليها وبفعله اي ما من فعله عليه الصلاة والسلام وكان يكرر عليهم عقب المناسك لتأخذوا عني مناسككم فعلمهم المناسك باقواله افعاله عليه الصلاة والسلام و انزل الله عليه وهو في عرفة عشية عرفة قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وهذه الاية لم ينزل بعدها احكام لان بنزولها يكون الدين في احكامه واوامره ونواهيه قد اه قد اكتمل املت لكم دينكم قال الشيخ في معنى الاية فلم يبق من العلوم النافعة علم الا بينه لهم فان القرآن تبيان لكل شيء تعلوم الاصول وعلوم الفروع والاحكام وعلوم الاخلاق والاداب وعلوم الكون وكل ما يحتاجه الخلق من ذلك اليوم الى ان تقوم الساعة ففي القرآن بيانه والارشاد اليه وهو الذي اليه المرجع في جميع الحقائق الشرعية والعقلية اكمل الله عز وجل الدين واتم النعمة ورضي لعباده الاسلام دينا واذا كان الدين قد كمن وهذه الاية ناطقة بذلك فان الذي على المسلم هو ان يعمل بهذا الدين وان لا يتكلف شيئا ليس من دين الله لان دين الله كامل وهذه الاية من اقوى الايات دلالة على بطلان البدع بكل انواعها ان دين الله كامل لما يمت عليه الصلاة والسلام حتى انزل الله تنصيصا وتبينا قوله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال رحمه الله محال وممتنع ان يأتي علما صحيح لا محسوس ولا معقول ينقض شيئا مما جاء به القرآن وهذا تأكيد على كمال القرآن وتمامه ووفائه بجميع المطالب واحكامه فانه تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا يمكن ان ان يؤتى بعلم صحيح اه من العلوم المحسوسة او العلوم المعقولة ينقض القرآن فالقرآن كما قال الله عز وجل لا يأتيه الباطن بين يديه ولا من خلفه ويقول جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا اما الذي من عند الله عز وجل فهو محكم غاية الاحكام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقول الله عز وجل ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ان يهدي لكل خير وفلاح وسعادة واقوم الطرق اصلحها وانفعها واعظمها تحقيقا سعادة العبد وفلاحه في دنياه واخراه وقال تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل يقول هذه الاية جمعت بين نوعي العلوم نوعي العلوم والله يقول الحق هذا نوع وهو يهدي السبيل هذا نوع جمعت بين نوعي العلوم فان العلوم وسائل ومقاصد فان العلوم وسائل ومقاصد قال وهو الحق الذي يقوله الله في كتابه وعلى لسان اه رسوله ونوع وسائل وهو الهداية الى السبيل المقاصد الحق والوسائل هداية الى السبيل ومرد ذلك كله الى الله سبحانه وتعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل كما ان قوله تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا جمعت الكمال في الفاظه ومعانيه فالفاظه اوضح الالفاظ وابلغها واحسنها تفسيرا ومعانيه كلها حق تمت كلمة ربك صدقا وعدلا اي صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام قال رحمه الله ومن احسنوا ومن احسنوا من الله حكما لقوم يوقنون فاحكمه على فاحكامه على الاطلاق احسن الاحكام وانفعها للعباد فهذا في شرعه ودينه ونظيره في ونظيره في خلقه الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين قوله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون مع ايضا قوله الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الانسان من طين اه في الايتين كما يبين الشيخ رحمه الله الاولى ان احكام احكامه سبحانه وتعالى احكم الاحكام واحسنها وانفعها للعباد والاستفهام في قوله ومن احسن من الله حكما بمعنى النفي اي لا احسن من الله حكما فاحكامه سبحانه وتعالى احسن الاحكام وانفعها وقولها الذي احسن كل شيء قلق ايضا خلقه سبحانه وتعالى محكم آآ كما ان شرعه محكم فخلقه محكم وهو الحكيم سبحانه وتعالى الذي اتقن كل شيء صنع واحسن كل شيء خلقا وايضا شرعه سبحانه وتعالى آآ آآ احسن حكما لقوم يوقنون لا احسن منه ولا انفع منه الا للعباد ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون هذا فيه ان احكامه على الاطلاق احسن الاحكام وانفعها هذا في جانب الشرع بجانب الخلق قال الذي احسن كل شيء قلقة وبدأ خلق الانسان من طين قال رحمه الله وقد جمع الله في كتابه بين بين المتقابلات العامة وذلك لكمال هذا الكتاب واحكامه واحكامه واحكامه كالامثلة السابقة وكما في قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى فان البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والاخلاق والاعمال والتقوى اسم جامع لما يحب لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار اشار رحمه الله بمناسبة الايات التي سبقت الى ان الله عز وجل جمال وفي القرآن بين المتقابلات العامة وذلك لكمال احكام هذا الكتاب فمن الامثلة غير ما سبق قول الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى. جمع فيها بين البر والتقوى واذا جمع بين البر والتقوى فيراد بالبر آآ فعل اه فعل الطاعات والعبادات وايضا آآ الايمان والعقيدة الصحيحة هذا المراد بالتقوى ويراد هذا المراد بالبر ويراد بالتقوى اجتناب المحرمات والاثام فالجمع بين البر والتقوى يعني يكون البر في جانب العمل والتقوى في جانب الترك مثل ما جاء في اية البر في اه سورة الحج ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المانع على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين هذه كلها اعمال وعقائد البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والاخلاق والاعمال والتقوى آآ اسم جامع لما يجب اتقاءه من جميع الاثام والمضار لكن اذا ذكر البر وحده شمل هذا وهذا والتقوى ايضا اذا ذكرت وحدها شملت هذا وهذا قال رحمه الله ولهذا قال الاثم المعاصي المتعلقة بحقوق الله والعدوان البغي على الخلق في الدماء والاموال والاعراض والحقوق قوله ولا تعاونوا على الاثم والعدوان جمع بين امرين في النهي عنهما وهما الاثم والعدوان فيكون المراد بالاثم ما يتعلق المعاصي فيما يتعلق بحقوق الله والعدوان ما يتعلق بحقوق العباد في دمائهم او اموالهم او اعراضهم قد قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ان دمائكم واموالكم واعراضكم حراما عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى فجمع بين زاد سفر الدنيا وزاد سفر الاخرة بالتقوى ايضا قوله سبحانه وتعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى جمع فيها بين اه الزاد في نوعي السفر. سفر الدنيا وسفر الاخرة وتزودوا اي في حجكم الاية جاءت في سياق الحج وتزودوا اي خذوا معكم الزاد الطعام والشراب هذا الزاد الدنيوي وقوله فان خير الزاد التقوى المراد هنا الزاد الاخروي فجمع بين زاد سفر الدنيا وهو الطعام والشراب والمال الذي يحتاج اليه في السفر وزاد سفر الاخرة هو الذي هو تقوى الله والقيام اه الصالحات وهذه لا تفيد ان المسلم في سفر حياته كلها سفر اي الى الاخرة. ويحتاج ان يأخذ آآ معه لهذا السفر خير زاد وهو تقوى الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا فهذا اللباس الحسي الضروري والكمال والامام ابن القيم رحمه الله كتب اه سمى كتابه في السيرة واخبار النبي صلى الله عليه وسلم وذكر هديه وتفاصيل حياته و سنة سماه زاد المعاد اختم من هذا المعنى وتزودوا فان خير الزاد التقوى قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشة ولباس التقوى ذلك خير ولباس التقوى ذلك خير تكمل ثم قال ولباس التقوى ذلك خير فهذا اللباس فهذا اللباس المعنوي وان شئت قل عن الاول انه لباس البدن وعن لباس التقوى انها لباس القلب والروح هذه الاية جمع فيها بين نوعي اللباس الاية التي قبلها السفر نوعان دنيوي واخروي وهذه الاية فيها اللباس انه نوعان لباس حسي وهو الثياب التي آآ يواري بها المرء سوءته ويتزين ويتجمل بها لان قوله وريشا اي زينة وجمالا فاللباس الذي هو الثياب التي تلبس هذه اه تواري السوءة وزينة ايضا وجمال للمرء لكن هناك لباس اعظم وهو لباس التقوى ذلك خير فهذا اللباس المعنوي اه هو لباس القلب وكساء للقلب ان يكتسي بتقوى الله ويتزين بتقوى الله سبحانه وتعالى والقول في مثل اللباس الزينة الزنا نوعان الزنا حسية وهي الثياب التي تلبس وزينة معنوية وهي زينة الايمان. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى ولقاهم نظرة وسرورا جمع لهم بين نعيم الظاهر بالنظرة والحسن والبهاء ونعيم الباطن بكمال الفرح والسرور قوله سبحانه ولقاهم نظرة وسرورا اي اكرمهم بان جعلهم يلقون هذين الامرين النظرة والسرور النظرة في ظواهرهم بهاء وحسنا وجمالا والسرور في بواطنهم فرحا وسرورا فجمع لهم بين النعيمين نعيم الظاهر ونعيم الباطن قال رحمه الله وكذلك قوله في صفة نساء الجنة فيهن خيرات حساب فوصفهن بجمال الباطن بحسب الخلق الكامل وجمال ظاهري بانهن حسان الوجوه وجميع الظاهر ايضا من هذا الباب ما وصف الله سبحانه وتعالى به نساء الجنة قال فيهن خيرات حيسان خيرات اي في آآ آآ اخلاقهن وتعاملهن وحسن تبعلهن وحسان اي في جمال ظواهرهن فجمع الله سبحانه وتعالى لهن بين الجمالين جمال الظاهر والباطن قال رحمه الله ولما ذكر السير الحسي ذكر السير المعنوي فقال وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر قال رحمه الله ولما ذكر سبحانه وتعالى السير الحسي اي في الاية التي قبل هذه الاية والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما ما لا تعلمون. هذا في السير الحسي التنقل على هذه الدواب من بلد الى بلد ما كان الا مكان هذا سير حسي لما ذكر السير الحسي اعقبه بالسير المعنوي قالوا على الله قصد السبيل قصد السبيل اي الصراط المستقيم الموصل الى الله سبحانه وتعالى ومنها اي الطرق زائر اي منحرف بالضلالات والبدع والعقائد الباطلة المنحرفة فذكر هذا السير المعنوي عقب ذكره للسير الحسي قال رحمه الله وكذلك قوله فانفروا ثباتا اي فورمة انفروا ثبات اي فرادا بدليل قوله او ينفروا جميعا وقوله سبحانه وتعالى فانفروا ثبات او انفروا جميعا جمع فيها بين هذين النوعين افراد لقوله ثبات اه مجتمعين في قوله جميعا فجمع بين هذين النوعين في النفور قال رحمه الله وكذلك قوله لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى كذب الخبر وتولى عن الطاعة التكذيب انحراف الباطن والتولي انحراف الظاهر ونظيره قوله انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى وضد ذلك ما رتب الله على الايمان والعمل الصالح من خير الدنيا والاخرة فان الايمان ضد الكذب فان الايمان ضد التكذيب والتولي ضده الاستقامة والعمل الصالح قال رحمه الله وكذلك قوله لا يصلاها الا الاشقى الذي كذب وتولى جمع في هذه الاية وكذلك الاية التي في سورة طه اه انا قد اوحي الينا ان العذاب على من كذب وتولى ايضا آآ قول قول الله عز وجل فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى وايضا في سورة اقرأ رأيت ان كذب وتولى هذي اربعة مواطن في القرآن جمع فيها بين التكذيب والتولي التكذيب والتولي اربعة مواطن في القرآن جمع فيها بين التكذيب والتولي فما المراد بالتكذيب؟ وما المراد بالتولي تكذيب يتعلق بالاخبار عدم قبول الاخبار التي جاء بها الوحي والتولي اي عن العمل والطاعة تولي ان الطاعة فالتكذيب انحراف الباطن بعدم قبول الاخبار والتولي انحراف الظال بعدم الانقياد والامتثال وضد التكذيب والتولي هو الايمان والعمل الصالح ان ان الذين امنوا وعملوا الصالحات والذين امنوا وعملوا الصالحات فالايمان والعمل الصالح آآ ضد الايمان التكذيب وضد العمل الصالح التولي تولي عن العمل وعن طاعة الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله وكذلك قوله اياك نعبد واياك نستعين فاعبده وتوكل عليه تجمع جميع ما يراد من العبد العبادة حق الله على العبد والاعانة من ربه اسعافه بما استعان عليه من من عبوديته من عبودية ربه وغيرها من من منافعه العبد في عبادة الله واستعانته واستعانة به قوله اياك نعبد واياك نستعين ومثلها فاعبده وتوكل عليه جمع فيهما بين الغاية والوسيلة الغاية العبادة والوسيلة الاستعانة ولا يمكن حصول الغاية التي هي العبادة الا بهذه الوسيلة وهي الاستعانة طلب العون ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك العبادة غاية والاستعانة وسيلة قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ونجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فجمع للمؤمن العامل بالصالحات بين طيب الحياة في الدنيا والاخرة ونظيره للذين احسنوا الحسنى للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة اه قال وكذلك قوله من عمل صالحا من ذكر او انثى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون اه هذه الاية جمع فيها بين آآ آآ ثواب الثوابين لعبدالله المؤمن العامل بالصالحات المطيع لله المؤمن وهو الثواب المعجل بالحياة الدنيا الحياة الطيبة والثواب المدخر له في الدار الاخرة يوم يلقى الله فجمع للمؤمن العامل للصالحات بين طيب الحياة في الدنيا والاخرة ثواب الدنيا وثواب الاخرة نظير هذه الاية قولوا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير الذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولا دار الاخرة خير يعني في لهم في الدنيا ثواب لكن الثواب المعد لهم في الاخرة خير من هذا واعظم وابقى مثلها ايضا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة فيها سؤال الله عز وجل خير الدنيا والاخرة قال رحمه الله وكذلك قوله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في مواضع نفى جميع المكروه الماضي بنفي الحزن والمستقبل بنفي الخوف هي هذه الاية لا خوف عليهم ولا هم يحزنون جمع فيها بين آآ نفي الخوف ونفي الحزن والخوف والحزن كل منهما الم يعتلي القلب فاذا كان الالم الذي يعتري القلب اه يتعلق بشيء ماضي مكروهات ماظية المراد هنا بالنفي لهذه المكروهات اه الحزن نفي جميع المكروه الماظي المكروهات الماضية بنفي الحزن والمستقبل اذا كان القلق والالم الذي في القلب يتعلق المستقبل فهذا خوف فالحاصل ان الالم ان كان يتعلق بالماضي فهو حزن وان كان يتعلق بمستقبل فهو خوف وان كان يتعلق بالحاضر فهو غم والله نفى عن المؤمن بان لا خوف عليهم نفى فيما يتعلق بالمؤمنين انه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا في ماضيهم ولا ايظا فيما يستقبلون قال رحمه الله وكذلك قوله تعالى فروح وريحان وجنة نعيم فالروح اسم جامع لنعيم القلب والريحان اسم جامع لنعيم الابدان وجنة نعيم الجنة نعيم وجنة نعيم تجمع الامرين قول الله عز وجل فروح وريحان جمع بين الروح والريحان. الروح نعيم القلب والريحان نعيم البدن والجنة تجمعهما وهذا من اه نعيم نعيم الجنة مثل ما تقدم لقاهم نظرة وسرورا دقاهم نظرة وسرورا اه جمع لهم بين نعيم القلب بالسرور والبدن بالنظرة التي هي الحسن والجمال والبهاء قال رحمه الله وكذلك قوله ومن اعرض عن ذكري اي القرآن الذي انزله فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى جمع له بين عذاب الدنيا وعذاب البرزخ وعذاب دار القرار قوله سبحانه ومن اعرض عن ذكري اي القرآن فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قبل ذلك مر معنا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرا باحسن ما كان يعملون. جمع لهم بين خيري الدنيا والاخرة وهؤلاء المعرضين عن عن القرآن جمع لهم بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة. اما الدنيا فمعيشة ضنكا وهناك للمؤمن حياة طيبة وآآ هنا قال ونحشره يوم القيامة اعمى وهناك قال ولنجزينهم اجرا باحسن ما كانوا يعملون الحاصل ان المعرض عن كتاب الله سبحانه وتعالى جمع له بين الضنك آآ معيشة الظنك في الدنيا عقوبة الاخرة فجمع له بين العذابين عذاب الدنيا وعذاب البرزخ وعذاب الاخرة قالوا رحمه الله وكذلك قوله لذلك يطبع الله على على كل قلب متكبر جبار اي متكبر على الحق جبار على الخلق هنا جمع في هذه الاية بناء التكبر والتجبر قلبك ما على كل قلبي متكبر جبار جمع بين التكبر والتجبر فماذا يراد بالتكبر؟ وماذا يراد بالتجبر قال المتكبر اي عن الحق والجبار اي على الخلق هذان اللفظان يكون التكبر فيما يتعلق آآ رد الحق والتعالي وعدم قبوله والتجبر هو التعالي على على فكل من التكبر والتجبر تعالي اما التكبر فهو تعال على الحق بعدم قبوله واما التجبر فهو تعال على الحق بانتقاصهم ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن عن الكبر قال الكبر بطر الحق وغمط الناس الكبر بطل الحق وغمط الناس بطر الحق هو التكبر وغمط الناس هو التجبر والتعالي عليهما واذا افرد احد اللفظين فانه يتناول معنى الاخر قال رحمه الله ومثله معتد اثيم اي معتد في البغي على عباد الله اثيم اي متجرأ على محارم الله قوله آآ سبحانه وتعالى معتد اثيم مناع للخير معتد اه قوله سبحانه وتعالى هو ما يكذب بها الا كل معتد وما يكذب به الا كل معتد اثيم. اذا تتلى عليه اياتنا. قال اساطير الاولين اي معتد تنبغي على عباد الله يتيم اي متجرأ على محارم الله فالاعتداء في حقوق العباد والاثم في حقوق رب العباد سبحانه وتعالى قال رحمه الله وكذلك قوله في مواضع من ولي ولا نصير. فالولي الذي الذي يجلب لمواليه المنافع والنصير الذي يدفع عنه المضار قوله وكذلك قوله سبحانه وتعالى اه من ولي ولا نصير مثل قوله وما لكم من دون الله من وليا ولا نصير ما لك من الله من ولي ولا نصير. وما لهم في الارض من ولي ولا نصير. في مواضع كثيرة في القرآن جمع بين الولي والنصير يقول الشيخ الولي الذي يجلب لمواليه المنافع والنصير الذي يدفع عنهم المضار فيكون الولي في باب جلب المنافع والنصير في باب دفع المضار فهذه لطائف وفوائد جمعها رحمه الله تعالى اه تحت العنوان الذي ذكر رحمه الله تعالى وهو ان الله قد جمع في كتابه بين المتقابلات العامة وذلك لكمال هذا الكتاب واحكامه ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين