بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان قال فوائد منثورة منوعة غير مرتبة قال رحمه الله الامة جاء في القرآن لعدة معاني قال جاء بمعنى الامام الجامع لخصال الخير مثل قوله تعالى ان ابراهيم كان امة وبمعنى الطائفة وان من امة الا خلا فيها نذير وهذا المعنى كثير وبمعنى الملة والدين وان هذه امتكم امة واحدة وبمعنى المدة الطويلة وادكر بعد امه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى فوائد منثورة منوعة غير مرتبة ذكر رحمه الله تعالى اه فوائد كما ذكر متنوعة لكنها في الغالب تفسير لالفاظ جاءت في القرآن على معان بدأها بلفظ الامة وذكر رحمه الله انه جاء في القرآن لعدة معان جاء بمعنى الامام الجامع لخصال الخير مثل قوله سبحانه وتعالى ان ابراهيم كان امة ان ابراهيم كان امة امة ايمان اماما معلما الخير اماما يقتدى به وذلك اجتماع ايصال الخير فيه عليه السلام فمعنى امة في هذا الموطن اي الامام الجامع لفصال الخير وجاء بمعنى الطائفة كما في قوله تبارك وتعالى وان من امة الا خلا فيها نذير اما اي طائفة من الناس وبمعنى الملة والدين وان هذه امتكم امة واحدة اي دينكم دين واحد ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم نحن الانبياء ابناء علاد ديننا واحد وامهاتنا شتى وبمعنى المدة الطويلة كما في قول اه صاحب السجن وادكر كما في قول آآ كما جاء في في شأن صاحب السجن واتذكر بعد امة وادكر بعد امه اي بعد وقت ودهر وقيل الذكر بعد امه اي بعد نسيان قال رحمه الله السلطان اكثر استعماله في القرآن بمعنى الحجة مثل قوله ان عندكم من سلطان تأتونا بسلطان مبين ويأتي بمعنى الملك مثل قوله هلك عني سلطانيا ويأتي بمعنى التسلط والسيطرة مثل قوله انه ليس له سلطان على على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون قال رحمه الله تعالى السلطان اكثر استعماله في القرآن بمعنى الحجة الحجة والبرهان مثل قوله تعالى ان عندكم من سلطان فاتونا بسلطان مثل ايظا ما انزل الله بها من سلطان الحجة هنا المراد بها السلطان و انما سميت الحجة سلطانا لان صاحبها تسلط بها تصلوا تسلط صاحب القدرة بيده تسلط صاحب القدرة بيده ولهذا سميت الحجة آآ سلطانا لان لها تسلط او سلطة على على القلوب كتسلط صاحب الحجة بيده و يأتي السلطان بمعنى الملك كما في قوله سبحانه وتعالى هلك عني سلطانها يقول ذلك من يؤتى كتابه بالشمال ان كان ذا ملك في الدنيا اه او او رئاسة او غير ذلك يقول هلك عني سلطانية ويأتي بمعنى التسلط والسيطرة مثل قوله انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون وافلات اخرى قال ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاويين انا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان و في هذا اثبات آآ سلطان ونفي سلطان بما يتعلق الشيطان قال انما سلطانه هذا اثبات ليس لك عليهم سلطان هذا نفي يتضمن اه اثبات سلطان ونفي سلطان نفي سلطانه وابطانه على اهل التوحيد و الاخلاص واثبات سلطانه على اهل الشرك وعلى من تولاه ولهذا لما علم عدو الله ان انه ليس له سلطان على اهل التوحيد قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين اي ليس له سلطان عليهم وانما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشرك قال رحمه الله اللسان ورد في القرآن لعدة معاني ورد من معنى الجارحة لا تحرك به لسانك ويقولون بالسنتهم وهو كثير وبمعنى اللغة وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه بلسان عربي مبين وبمعنى الثناء الحسن واجعل لي لسان صدق في الاخرين قال رحمه الله تعالى اللسان ورد في القرآن لعدة معان ورد لعدة معان منها الجارحة منها الجارحة وهذا ورد في في مواطن عديدة اه كقوله تعالى لا تحرك به لسانك يقولون بالسنتهم فالمراد باللسان هنا آآ الجارحة الجارحة آآ ويراد باللسان اللغة كما في قوله وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه اي لغة قومه ولهجتهم وقال تعالى بلسان عربي مبين اي باللغة فالمراد باللسان اللغة ويأتي اللسان بمعنى الثناء الحسن واجعل لي لسان صدق في الاخرين واجعل لي لسان صدق في الاخرين اي ثناء حسنا في الاخرين جاء هذا في دعوة قليل الرحمن عليه السلام آآ اللسان يأتي على على معانيه يأتي بمعنى الجارحة ويأتي بمعنى اللغة ويأتي بمعنى الثناء الحسن قال رحمه الله استوى وردت في القرآن على ثلاثة اوجه قال تارة تعدى بعلى فتدل على العلو والارتفاع مثل ثم استوى على العرش لتستووا على ظهوره يعدى بالى فتدل على القصد مثل ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات وتأتي بلا تعدية بحرف فتدل على الكمال ومنه قوله ولما بلغ اشده واستوى اي كمل في عقله واحواله كلها قال رحمه الله تعالى استوى وردت في القرآن على ثلاثة اوجه تارة تعدى على وتارة تعدى بالى وتارة تأتي غير معدات بحرف فهي تأتي على اه ثلاثة اوجه الوجه الاول تعديتها بعلى كما في قوله سبحانه وتعالى ثم استوى على العرش في مواضع وقوله الرحمن على العرش استوى وقوله لتستووا على ظهوره اي الفلك والانعام ومعناها في هذا الموطن هو العلو والارتفاع استوى على العرش اي ارتفع قال البخاري في الصحيح قال ابو العالية استوى اه قال قال نعم قال في مجاهد استوى اي على العرش مستوى اي على العرش وهذا محل اجماع بين السلف رحمهم الله تعالى ان استوى على العرش اي علا وارتفع لان الاستواء معناه العلو والارتفاع لان الاستواء معناه العلو والارتفاع. استوى على العرش اي على وارتفع العرش والنوع الثاني مجيئها معدات باناء وهذا ورد في موطنين في القرآن في سورة البقرة وفي سورة فصلت ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا وكرها و الاستواء معناه في اللغة هو العلو والارتفاع معناه في اللغة العلو والارتفاع الرحمن على العرش استوى اي ارتفع وعلا وكذلك هو في استوى اذا عديت بنا قال البغوي رحمه الله في تفسيره وقال ابن عباس واكثر مفسري السلف استوى الى السماء ارتفع الى السمع استوى الى السماء ارتفع الى السماء الصحيح ان استوى سواء عديت بعلى او عديت الى هي بمعنى بمعنى العلو والارتفاع وتفسير آآ استوى الى السماء بقصد قصد هذا جاء عن بعظ السلف وسبب ذلك آآ ان قوله استوى الى السماء ضمن لما عدي الى معنى لفظ اخر وهو القصد تضميم في اللغة معروف لكن تضمينه معنى اخر لا يخرجه عن المعنى الاصلي لللفظ وهو ان الاستواء في اه في اصل دلالته والعلو والارتفاع فاذا قيل ضمن معنى لفظ اخر وهو القصد استوى الى السماء اي قصد يكون المعنى قصد او استوى الى السماء اي على وارتفع قاصدا السماء فيبقى المعنى الاصلي لللفظ وهو العلو والارتفاع ولهذا استوى على العرش واستوى الى السماء كما قال بعض السلف لا يحضرني من هو الان آآ هما سواء سواء ادي بالى او عدى الى هما سواء اي معناهما العلو والارتفاع قال وتأتي بلا تعدية بلا تعدية بحرف فتدل على الكمال ومنه قوله ولما بلغ اشده واستوى اي كمل في عقله احواله كلها قال رحمه الله التأويل اكثر وروده في القرآن بمعنى عاقبة الشيء وما يؤول اليه ووقت وقوعه وتلاقوا لي هل ينظرون الى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل اي وقوع المخبر به من العذاب هذا تأويل رؤياي من قبل اي هذا ما الت اليه وهذا وقوعها وقد يأتي بمعنى التفسير وهو قليل ومنه على احد التفسيرين وما يعلم تأويله الا الله اي تفسيره وعلى القول الاخر يكون من المعنى الاول. اي وما يعلم حقيقة المخبر عنه الا الله وحده فعلى هذا المعنى يتعين الوقوف على الله وعلى المعنى الاول الذي بمعنى التفسير يعطف يعطف عليه واولو العلم اي ما يعلم تفسيرا متشابه الذي يتشابه فهمه على اذهان اكثر الناس الا الله والا اهل العلم فانهم يعلمون تأويله بهذا المعنى قال رحمه الله التاويل اكثر وروده في القرآن بمعنى العاقبة والمآل عاقبة الشيء ومآله ويأتي ويراد به التفسير ويأتي ويراد به التفسير فالتأويل تارة يراد به المآل والعاقبة وتارة يراد به التفسير الذي هو ايضاح المعنى من الاول هل ينظرون الا تأويله اي هل ينظرون الا تأويلا وقول هذا تأويل رؤياي من قبل تقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك ربنا يتأول القرآن فهذا كله من اطلاق تأويل بمعنى العاقبة وما يؤول اليه ووقت وقوعه ويأتي بمعنى التفسير ومن ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام في دعاء لابن عباس اللهم علمه التأويل اي التفسير قول الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله الا الله فهذه تحتمل ان يكون المراد بتأويله اي مآله وحقيقته وتحتمل تفسيره وهذا الاحتمال عائد ايظا الى فهم المراد قوله اه منه ايات قوله تعالى واخر متشابهات واوخر متشابهات فالتشابه اما ان يكون مطلق او نسبي فان كان تشابها مطلق فيكون المراد بالتأويل العاقبة والمآل وهذا لا يعلمه الا الله ويلزم على ذلك الوقوف على قوله الا الله ما يعلم تأويله الا الله ونقف عليها ثم نستأنف والراسخون في العلم يقولون امنا به واذا كان المراد بالتشابه التشابه النسبي تشابه النسبي الذي يكون بالنسبة لبعض الناس لا يفهمونه ويفهمه اهل العلم فيكون المراد بالتأويل حينئذ التفسير تفسير المعنى وتفسير معنى المتشابه يعلمه العلماء ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله اي تفسيره وعلى هذا يعطف الراسخون في العلم على قوله وما يعلم تأويله الا الله ولا يلزم الوقف آآ تقرأ وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اي والراسخون في العلم يعلمون تأويله اي تفسيره قال الشيخ اي ما يعلم تفسير المتشابه الذي يتشابه فهمه على اذهان كثير على اذهان كثير من الناس الا الله والا اهل العلم فانهم يعلمون تأويله بهذا المعنى بهذا المعنى اي الذي هو التفسير وذلك اذا اريد بالمتشابه التشابه النسبي اما التشابه اذا اريد به المطلق فهذا لا يعلمه الا الله جل وعلا قال رحمه الله تعالى الغافل ورد في القرآن بمعنى الجاهل الى قوله لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون. وبمعنى النسيان لذكر الله ونسيان طاعته كقوله اذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا الغافل ورد بالقرآن بمعنى الجاهل وورد بمعنى الناس للذكر لذكر الله ونسيان طاعته فمن الاول قوله تعالى لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون ايا جاهلون اريد بالغفلة هنا الجهل ومن الثاني قوله واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدور والاصال ولا تكن من الغافلين الغافلين اي من آآ اهل النسيان لذكر الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله فائدة اخبار الله انه مع عباده يرد في القرآن على احد معنيين احدهما المعية العامة كقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم. اي هو معهم بعلمه واحاطته الثاني المعية الخاصة وهي اكثر ورودا في القرآن وعلامتها ان يقرنها الله بالاتصاف بالاوصاف التي يحبها والاعمال التي يرتضيها مثل قوله ان الله مع المتقين مع المحسنين مع الصابرين لا تحزن ان الله معنا لا تخافا انني معكما اسمع وارى وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد والتسديد الله اليكم وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد والتسديد بحسب قيام العبد بذلك الوصف الذي رتبت عليه المعية قال رحمه الله لفظة ما او المعية يراد بها احد معنيين المعية العامة والمعية الخاصة المعية العامة مثل قولها سبحانه وتعالى بسورة المجادلة والا هو معهم ومثل قوله جل وعلا في سورة الحديد وهو معكم اينما كنتم فالمعية هنا معناها العلم لان لفظ ما في كل موطن بحسبه ولا يعرف معناه الا من خلال سياقه فاذا تأملنا لفظة مع في هذين السياقين نجد ان الخبر بدأ او الاية بدأت بالعلم وختمت بالعلم فالسياق كله فيه اثبات العلم علم الله فيكون المراد بقوله الا هو معهم وقوله وهو معكم بالايتين اي بعلمه واحاطته واطلاعه سبحانه وتعالى والمعنى الثاني للمعية او الورود الثاني للمعية المعية الخاصة وهذي اكثر ورودا في القرآن قال الشيخ رحمه الله وعلامة هذه المعية ان يقرن اه بها آآ ذكر الاوصاف الحميدة التي يحبها الله والاعمال الصالحة التي يرضاها جل وعلا مثل التقوى والاحسان والصبر قال مع المتقين مع المحسنين مع الصابرين فهذه علامة ان انها خاصة خاصة لهؤلاء لا تحزن ان الله معنا لا تخاف انني معكما اسمع وارى فهذه معية خاصة غير الاولى العامة وهذه المعية الخاصة تقتضي آآ النصر والتأييد والحفظ والتسديد والمعونة على الخير وحظ العبد من هذه المعية بحسب افضل من القيام بالعبودية لله سبحانه وتعالى قال ونظير هذا التقسيم وصف العباد بانهم عبيد لله يرد في القرآن على نوعين نوع عام مثل قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا اي معبدا مملوكا او معبدا مملوكا لله والنوع الثاني العبودية الخاصة. وهي تقتضي ان العبد بمعنى العابد المتعبد لربه القائم بعبوديته وذلك مثل قوله وعباد الرحمن تبارك الذي نزل الفرقان على عبده اليس الله بكاف عبده فبحسب قيام العبد بعبودية ربه تحصل له كفاية الله قال ونظير هذا التقسيم اي تقسيم المعية الى عامة وخاصة وصف العباد بانهم عبيد لله عبيد لله تارة يراد العبودية العامة وتارة يراد العبودية الخاصة العبودية العامة مثل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا هنا عبدا المراد بالعبودية اي لربوبية الله المراد بالعبودية اي لربوبية الله سبحانه وتعالى والمعنى اي معبدا مملوكا تحت قهر الله طوع تدبيره سبحانه وتعالى والنوع الثاني العبودية الخاصة وهي العبودية لالوهيته. خضوعا وذلا وعبادة ودعاء ورجاء الاولى العبد بمعنى المعبد والثانية العبد بمعنى العابد معنى العابد المتقرب الى الله عز وجل ومنه قوله عباد الرحمن قوله تبارك الذي نزل القرآن على عبده وقوله اليس الله بكاف عبده عبده هنا العبودية الخاصة ليست الكفاية لكل احد وانما لعباد الله خاصة الذين خضعوا لله وذلوا له سبحانه ولهذا قال الشيخ فبحسب قيام العبد بعبوديته بعبودية ربه تحصل كفاية الله له اي آآ تأييد الله له وحفظه ومعونته قال رحمه الله ونظير هذا القنوت يرد في القرآن على قسمين قنوت عام مثل قوله وله من في السماوات والارض كل له قانتون اي الكل عبيد خاضعون لربوبيته وتدبيره النوع الثاني وهو الاكثر في القرآن القنوت الخاص وهو دوام الطاعة لله على وجه الخشوع مثل قوله امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذره وقوله وقوموا لله قانتين. يا مريم اقنتي لربك واسجدي والقانتين والقانتات ونحوها نظير ايظا اه ما سبق من تقسيم المعية الى قسمين اه كالوصف بعبيد الله الى قسمين ايضا القنوت قانت واوقانتون تارة يراد القنوت العام وتارة وهو الاكثر يراد القنوت الخاص من اطلاق القنوت وارادة العام قوله وله من في السماوات والارض كل له قانتون كل له قانتون اي الكل عبيد خاضع لربوبيته وتدبيره. فالقنوت هذا يشمل البر والفاجر والمؤمن والمطيع كلهم قانتون لله اي خاضع لربوبيته يقضي فيهم بما يريد ويحكم فيهم بما يشاء لا راد لحكمي ولا معقبة لقظائه سبحانه وتعالى النوع الثاني وهو الاكثر في القرآن القنوت الخاص ويراد به دوام الطاعة لله على وجه الخشوع والخضوع لله ومنه قوله امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما اي مداوما على الطاعة قوموا وقوموا لله قانتين يا مريم اقنتي لربك واسجدي والقانتين والقانتات المداومين على طاعة الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله فائدة طغيان طغيان الرئاسة وطغيان المال يحملان صاحبهما على الكبر على الكبر والبطن على الكبر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق اهانوا ذلك قوله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك وقوله ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى فكل هذا التجري والطغيان بحصول الملك ورؤيته لنفسه الاستغناء اما الموفقون الاصفياء فانهم في هذه الاحوال يخضعون لله ويعترفون له بالنعمة ويزداد تواضعهم ولهذا لما رأى سليمان عليه السلام من ملكه ملكا كبيرا ورأى عرش ملكة سبأ مستقرا عند انه لم يطغى ويقول هذا من حولي وقوتي ونحوه بل قال هذا من فضل ربي ليبلغني ااشكر ام اكفر وقال قبل ذلك ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان يعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين قال رحمه الله تعالى فائدة طغيان الرئاسة وطغيان المال الطغيان تجاوزوا الحد تجاوز الحد اه امر الرئاسة او امر المال اذا تجاوز المرء فيهما الحد حملاه على الكبر والبقر والبغي على الحق وعلى الخلق وذكر رحمه الله دليلين على هذا المعنى ان الطغيان طغيان الرئاسة او طغيان المال يحملان على على الكبر وعلى البقر والبغي الى اخره الدليل الاول قال الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اي ان ايتاء الله سبحانه وتعالى الملك له وطغيانه فيه اه جعله وطغيانه فيه جعله يصل الى هذه الدرجة يحاج في في في ربه ويقول آآ انا احيي واميت يتكبر ويتجبر ويدعي لنفسه ما ليس الا لله جل في علاه والدليل الثاني قوله ان الانسان كلا ان الانسان ليطأ ان رآه استغنى ان رآه استغنى فعلل هذا التجري والطيام بامرين الاول بحصول الملك كما في الاية الاولى. المتر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك التجري والطغيان اه سببه الملك و الاية الثانية ان الانسان يقرأ الله واستغنى التجري والطغيان سببه الاستغناء اي اي كثرة المال هو وفوره في في يد الانسان ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما ذئبان جائعان ارسل في غنم بافسد لها من حرص المال من حرص المرء على المال والشرف لدينه افرد هذا الحديث آآ الامام بن رجب رحمه الله برسالة مطبوعة وهي نافعة ومفيدة في بابها قال الشيخ اما الموفقون الاصفياء فانه في هذه الاحوال يخضعون لله في هذه الاحوال يعني الملك او كثرة المال يخضعون لله ويعترفون له بالنعمة ويزدادون تواضعا قال ولهذا لما رأى سليمان عليه السلام من من ملكه آآ ملكا كبيرا ورأى عرش ملكة اه لما رأى من ملكه ملكا كبيرا ورأى عرش ملكة سبأ مستقرا عنده لم يطغى ويقول هذا من حولي وقوتي ونحوي هذا مثل قول قارون اوتيت اه اه على علم عندي او نحو ذلك بل قال هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام اكفر وقال قبل ذلك رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين قال رحمه الله فائدة من الحكمة استعمال اللين في في معاشرة المؤمنين وفي مقام الدعوة للكافرين كما قال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك قال فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى فامر باللين في هذه المواضع وذكر ما يترتب عليه من المصالح كما ان من الحكمة استعمال الغلظة في موضعها قال تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلق عليهم لان المقام هنا مقام لا تفيد فيه الدعوة بل قد تعين فيه القتال الغلظة فيه من تمام القتال وقد جمع الله بين الامرين في قوله في وصف خواص الامة اشداء على الكفار رحماء بينهم قال رحمه الله فائدة من الحكمة استعمال اللين بمعاشرة المؤمنين وفي مقام الدعوة للكافرين وفي مقام الدعوة للكافرين اه قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم اي لولا رحمة الله ومنته وفضله عليك وعلى المؤمنين فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وتقدم ان قوله فظا غليظ القلب فيها اه نفي اه سوء اللسان وقسوة القلب اي ولو كنت سيء اللسان قاسي القلب لانفضوا من حولك القسوة وسوء الالفاظ تنفر الناس قالوا وقال الله تعالى فقولا له قولا لينا لما ارسل سبحانه وتعالى موسى وفرعون موسى وهارون الى فرعون امرهما في في في هذا الموطن بان يقول له القول اللين لماذا؟ لعله يتذكر او يخشى لان تخشين الالفاظ في مقام الدعوة ينفر وتليين الالفاظ في مقام الدعوة يقرب والمطلوب في الدعوة التقريب وليس التنفير بشرا ولا تنفر يسر ولا تعسرا المطلوب في مقام الدعوة ليس التنفير وانما تقريب الناس وتليين القول تليين العبارة يقرب وتخشين العبارة يبعد الانانة القول آآ مطلوب مع المؤمنين ومطلوب ايضا مع الكفار بغرض دعوتهم ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين قال الشيخ اما كما ان من الحكمة استعمال الغلضة في موضعها قال الله تعالى يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين واغلظ عليهم لان المقام هنا مقام لا تفيد فيه الدعوة بل قد تعين في القتال فالغلظة في هذا الموطن هي من تمام الكتاب هي من تمام القتال قد جمع الله بين الامرين الشدة والرحمة وكل في موطنها آآ في قوله في وصف خواص المؤمنين اشداء على الكفار رحماء بينهم ففي موطنهم اشداء يقتضيه المقام وفي موطن اه رحماء يقتضيه المقام والشدة على الكفار ليست في كل مقام بل في مقام الدعوة لا يصلح الا الدين. ولا ينبغي الا اللين لكسب قلوبهم وامالتهم الى الحق يا الهدى كما تقدم في الاية الكريمة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين وفقنا الله اجمعين لكل خير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين