بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان قال فائدة ورد في كثير من الايات اظافة الامور الى قدرة الله ومشيئته وعموم خلقه وفي ايات كثيرة اظافتها الى عامليها وفاعليها وهذه الايات المتنوعة تنزل على الاصل العظيم المتفق عليه بين سلف الامة والذي دل عليه العقل والنقل وهو ان جميع الامور واقعة بقضاء الله وقدره اعيانها واوصافها وافعالها وجميع ما حدث ويحدث لا يخرج شيء منه عن قضائه وقدره ومع ذلك فقد جعل الله الحوادث تبعا لاسبابها ولارادة الفاعلين لها وقدرتهم عليها فالايات المتعددة المضافة الى عموم قدره تدل على الى عموم قدره تدل على الاصل الاول والايات المتعددة المضافة الى فاعليها تدل على الاصل الثاني ولا منافاة بينهما فان اعمال العباد مثلا تقع بفعلهم وارادتهم وقدرتهم والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم وخالق السبب التام وخالق للمسبب ومع ذلك فقد جعلهم في افعالهم وتركهم مختارين غير مجبورين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فائدة ورد في كثير من الايات اضافة الامور الى قدرة الله ومشيئته وعموم خلقه وفي ايات كثيرة اظافتها الى عامليها وفاعليها اضافة الامور الى الله سبحانه وتعالى باعتبار انه جل وعلا الخالق وان الامور كلها بقدر الله وتقديره سبحانه وتعالى وانها مخلوقة لله كما قال الله عز وجل الله خالق كل شيء كما قال والله خلقكم وما تعملون وكما قال الحمد لله رب العالمين وتضاف الى عامليها وفاعليها باعتبار انها فعلهم و قد وقعت اختيارهم ومشيئتهم ولا منافاة بين ذلك فان اعمال العباد تقع بفعلهم وارادتهم والله خالقهم وخالق ارادتهم وخالق السبب التام خالق لي المسبب وهذا الذي فيها صحة الايمان بالقدر واستقامة ذلك لان المرء لا يستقيم ايمانه القدر الا بالايمان بهذين الاصلين الايمان بان الله هو الخالق لكل شيء والمجاهدة للنفس على بذل السبب مع الاستعانة بالله ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك لان العبد عنده مشيئة يفعل بها اما الخير او الشر واستعن بالله لان مشيئته تحت مشيئة الله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تسعون الا ان يشاء الله رب العالمين قال فائدة يختم الله كثيرا من الايات عندما يبين للعباد من الاصول والاحكام النافعة. بقوله ولعلكم تعقلون وهذا يدل على امور منها ان الله يحب منا ان نعقل احكامه وارشاداته وتعليماته فنحفظها ونفهمها ونعقلها بقلوبنا ونؤيد هذا العقل ونثبته بالعمل بها ومنها انه كما يحب منا ان نعقل هذا الحكم الذي بينه الذي بينه بيانا خاصا فانه يجب ان نعقل بقية ما انزل علينا من الكتاب والحكمة وان نعقل اياته المسموعة واياته المشهودة ومنها ان في هذا اكبر دليل على ان معرفة ما انزل الله الينا من اعظم ما يربي عقولنا طيب من اعظم ما يربي عقولنا ويجعلها عقولا تفهم الحقائق النافعة والضارة وترجح هذه على هذه ولا تميل بها الاهواء والاغراب والخيالات والخرافات الضارة المفسدة للعقول واذا اردت معرفة مقادير عقول الخلق على الحقيقة تنظر الى عقول المهتدين بهداية القرآن والسنة والى عقول المنحرفين عن ذلك تجد الفرق العظيم ولا تحسبن العقل هو الذكاء وقوة الفطنة والفصاحة اللفظية وكثرة القيل والقال وانما العقل الصحيح ان يعقل العبد في قلبه الحقائق النافعة مثلا يحيط بمعرفته. احسن الله اليكم ان يعرقل العبد في قلبه الحقائق النافعة عقلا يحيط بمعرفتها ويميز بينها وبين ضدها ويعرف الراجح من الامور فيؤثره والمرجوح فيؤثره والمرجوح او فيتركه وبعبارة اخرى مختصرة نقول العاقل هو من يعقل العلوم النافعة ويعقل صاحبه ويمنعه من الامور الضارة قال رحمه الله تختم كثير من الايات في بيان الاصول الاحكام بقوله لعلكم تعقلون ووقف الشيخ رحمه الله مع هذه وقفة تأمل نافعة قول الله عز وجل لعلكم تعقلون يعني هذه الايات المنزلة بتلك الاحكام الاصولية والفروعية نزلها الله سبحانه وتعالى ل اجل الناقل نعقل عن الله سبحانه وتعالى خطابه الذي فيه هدايتنا وسعادتنا وفلاحنا في الدنيا والاخرة يستفادوا من هذا الختم للايات المتكرر في مواطن من القرآن آآ يستفاد من هذا الختم فوائد عديدة عددها الشيخ رحمه الله تعالى الفائدة الاولى ان الله عز وجل يحب منا ان نعقل اه خطابه قوله لعلكم تعقلون يحب منا ان نعقل احكامه وارشاداته وتعليماتي فنحفظها ونفهمها ونعقدها بقلوبنا ونؤيد هذا العقل ونثبته بالعمل بها فعندما ترى ختم الاية قوله سبحانه لعلكم تعقلون عندما ترى ختم الاية بقوله سبحانه لعلكم تعقلون تذكر هذا المعنى الذي اشار اليه رحمه الله وهو ان الله يحب منا الناقل عنه سبحانه وتعالى آآ خطابه احكامه جل في علاه ومنها انه كما يحب منا ان نعقل هذا الحكم الذي بينه بيانا خاصا فانه يحب ان نعقل بقية ما انزل علينا من الكتاب والحكمة عندما تقرأ في تمام اية ما الايات لعلكم آآ تعقلون فهذا يتضمن ان تعقل الخطاب الذي في هذه الاية الخاصة او الحكم الذي في هذه الايات الخاصة وايضا تعقل بقية الاحكام فالله يحب من عباده ان يعقلوا عنه خطابه وان يعقلوا ايضا اياته التي بثها في هذا الكون دالة عليه ومرشدة اليه وفي كل شيء اية يدل على انه الواحد ومنها ان في هذا اكبر دليل على ان معرفة ما انزل الله الينا من اعظم ما يربي عقولنا وهذه فائدة جليلة نبه عليها لعلكم تعقلون الله عز وجل نزل علينا ايات القرآن وذكره الحكيم تربية لعقولنا لعلكم تعقلون بمعنى اننا اذا اهتدينا بهداية القرآن ربينا عقولنا على المعاني العظيمة والغايات الجليلة والمقاصد النبيلة وارتفعنا بعقولنا عن خسائس الامور ورديئها و ارتفعنا بها الى اه مما ينفعها ويكون به فلاحها وسعادتها في الدنيا والاخرة والا فان الاهواء تميل بها والاغراض والخيالات ثم توظيحا لهذا المعنى يقول الشيخ اذا اردت معرفة مقادير عقول الخلق على الحقيقة تنظر الى عقول المهتدين بهداية القرآن والسنة والى عقول المنحرفين عن ذلك. تجد الفرق العظيم يتبين لك الفرقان عندما تنظر من من الله عليه بالهداية بهدايات القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ومن كان منحرفا عن ذلك يقول ولا تحسبن العقل هو الذكاء المجرد والفطنة المجردة والفصاحة اللفظية يحسن ان يتكلم ويكثر القول ليس هو هذا العقل ليس هو هذا العقل العقل الصحيح ان يعقل العبد في قلبه الحقائق النافعة عقلا يحيط بمعرفتها ويميز بينها وضارها بينها وبين ضدها ويعرف الراجح من امور فيوثره المرجوح فيتركه فهذا هو العقل ان يعقل ما ينفعه وان يعقل تفاصيل ما ينفعه ليعمل به وان يعقل ايضا ما يضره ليجتنبه واذا كان مثلا عرف الذي يضره فلم يجتنبه فهذا من نقص عقله واذا كان عرف الذي ينفعه وفرط فيه ولا سيما ما كان واجبا هذا من نقص عقله العقل الصحيح ان يعقل العلوم ان يكون العقل يعقل يعقل به العلوم النافعة ويعقل صاحبه ايضا آآ فعلا نافع واجتناب الضار قال رحمه الله فائدة ورد في القرآن ايات عامة عطف عليه بعض افرادها الداخلة فيها وذلك يدل على فضيلة المخصوص واكاديته وان له من المزايا ما اوجب النص عليه مثل قوله كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين وقوله تنزل الملائكة والروح فيها وهو جبريل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى والذين يمسكون بالكتاب دخل فيه الدين كله ثم قال واقاموا الصلاة ومثله واتل ما اوحي اليك من الكتاب اي اتبع ويدخل في ذلك جميع الشرائع ثم قال واقم الصلاة وذكر السبب في ذلك الى غير ذلك من الايات التي اذا تبارك الله عليكم وذكر السبب في ذلك الى غير ذلك من الايات التي اذا تأملت المخصوص من العام علمت ان ذلك لشرفه واكديته وما يترتب عليه من الثمرات الطيبة قال رحمه الله فائدة ورد في القرآن ايات عامة عطف عليه بعض افرادها الداخلة فيها وهذا كثير في القرآن ان يذكر شيئا عاما ثم يعطف عليه بعض افراده ولا شك ان هذا المعطوف هو داخل في العموم فما فائدة التنصيص عليه؟ مع انه داخل في العموم مثلا حافظوا على الصلوات الصلاة الوسطى وهي على الصحيح العصر هي من الصلوات هي من الصلوات فالتنصيص عليها تنصيص عليها اه يدل على خصوصية وان لها مزية وهكذا الشأن في كل ما يكون من عطف العام من عطف الخاص اعلام مثال ذلك ايضا من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال جبريل وميكال من الملائكة فعطفهم على الملائكة هو من باب عطف الخاص على العام لمزيد خصوصية في هذا الخاص مزيد شأن في هذا الخاص نص عليه مع دخوله في العموم تنزل الملائكة والروح فيها اي جبريل في الملائكة خص بالذكر مع دخوله في العموم لمزيد خصوص وشأن ومكانة قال وكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة. يمسكون بالكتاب يدخل الدين كله من ذلكم الصلاة ومع ذلك عطف الصلاة عطف الصلاة مع دخولها فهذا من باب عطف الخاص على العام لمزيد الخصوصية ايضا قوله اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قوله اتل ما اوحي من الكتاب اي اتبعه تبعه ويدخل في ذلك جميع الشرائع بما فيها الصلاة ثم عطف عليه الصلاة مثلها قول الله تعالى ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة تلاوة الكتاب اتباعه والعمل به ليس ليس مجرد القراءة الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي يعملون به فتلاوة الكتاب هي العمل بالكتاب اتل ما اوحي اليك من كتاب واقم الصلاة ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة عطفا آآ الصلاة على تلاوة الكتاب مع ان الصلاة من تلاوة الكتاب الصلاة تلاوة للكتاب اي عمل بالكتاب فهذا من باب عطف الخاص العام لمزيد خصوصية قال وذكر السبب في ذلك اي قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر الى غير ذلك من الايات التي اذا تأملت المخصوص من العام علمت ان ذلك لشرفه واكديته وما يترتب عليه من الثمرات الطيبة قال رحمه الله تعالى فائدة لطيفة في عدة ايات من القرآن الكريم اذا ذكر الله الحكم لم ينص على نفس الحكم عليه بل يذكر من اسمائه الحسنى ما اذا علم ذلك الاسم وعلمت اثاره علم ان ذلك الحكم من اثار ذلك الاسم وهذا اناظ من الله لعباده ان يعرفوا اسمائه حق المعرفة وان يعلموا انها الاصل في الخلق والامر وان الخلق والامر من من اثار اسمائه الحسنى وذلك مثل قوله فان فائوا فان الله غفور رحيم وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم فيستفاد ان الفئة يحبها الله وانه يغفر لمن شاء ويرحم وان الطلاق كريه الى الله واما المولي اذا طلق فان الله تعالى سيجازيه على ما فعل من السبب وهو الايلاء والمسبب وهو ما ترتب عليه مثل هذا قوله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم اي فانكم اذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله وهذا كثير قد يصرح الله بالحكم ويعلل بذكر الاسماء الحسنى المناسبة له قال رحمه الله فائدة لطيفة في عدة ايات من القرآن اذا ذكر الله الحكم لم ينص على نفس الحكم لم ينص على نفس الحكم عليه بل يذكر من اسمائه الحسنى ما اذا علم ذلك الاسم وعلمت اثاره علم ان ذلك الحكم من اثار ذلك الاسم قال الشيخ وهذا انهاض من الله لعباده ان يعرفوا اسمائهم حق المعرفة وان يعلموا انها انها الاصل في الخلق والامر وان الخلق والامر من اثار اسمائه وهذه القاعدة التي ذكر رحمه الله هنا هي مبنية على ايظا قاعدة في الباب اوسع منها ذكرها الشيخ رحمة الله عليه في كتابه القواعد الحسان في تفسير القرآن اه وهي القاعدة التاسعة عشرة الاسماء الحسنى في ختم الايات قال رحمه الله يختم الله الايات باسماء الله الحسنى ليدل على ان الحكم المذكور له تعلق بذلك الاسم الكريم قال وهذه القاعدة لطيفة نافعة عليك بتتبعها في جميع الايات المختومة بها تجدها في غاية المناسبة وتدلك على ان الشرع والامر والخلق كله صادر عن اسمائه وصفاته ومرتبط بها وهذا باب عظيم في معرفة الله ومعرفة احكامه وهو من اجل المعارف واشرف العلوم فتجد اية الرحمة مختومة بصفة الرأس صفات الرحمة واية العقوبة والعذاب مختومة باسماء العزة والقدرة والحكمة والعلم والقهر ثم ساق امثلة كثيرة جدا في كتابه القواعد الحسان لهذه القاعدة قوله تجد اية الرحم مختومة بصفات الرحمة اية العقوبة والعذاب مختومة اسماء العذاب باسماء العزة والقدرة والحكمة والعلم والقهرة والقهر فيه ان ما ذكر رحمه الله ان ختم الايات بالاسماء يدل على ان الحكم المذكور له تعلقكم بذلك الاسم اذا فهمت هذه القاعدة فهمت كثير من الاحكام التي تستنبط من الاية من الاسم الذي ختمت به لان الاسم الذي ختمت به الاية له تعلق بالحكم وضرب هنا مثاليين ومن اراد مزيد امثلة وتوسع وتوسع فيها فليرجع الى كتابه القواعد الحسان المثال الاول قول الله سبحانه وتعالى فان فائوا فان الله غفور رحيم فانفاق فان الله غفور رحيم وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم فيستفاد ان الفيئة يحبها الله لان لما قال سبحانه وتعالى فان فاؤوا فان الله غفور رحيم ختم بالمغفرة والرحمة دل هذا الختم ان الله عز وجل يحب الفيئة يحبها سبحانه وتعالى وان هزموا الطلاق فان الله سميع عليم من عزموا الطلاق فان الله سميع عليم فقوله فان فاؤوا فان الله غفور رحيم يستفاد ان الفيئة يحبها الله سبحانه وتعالى وانه يغفر لما لمن فاء ويرحمه وان الطلاق كريه اليه سبحانه وتعالى ولهذا اية الفيء الفئة ختمت بالمغفرة والرحمة واية الطلاق ان عزموا الطلاق ختمت السمع والعلم قال واما المولي اذا طلق فان الله سيجازيه على ما فعل من السبب وهو الايلاء والمسبب وهو ما ترتب عليه وهو ما ترتب عليه. وان وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم قال رحمه الله ومثل هذا قوله تعالى الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم. فاعلموا ان الله غفور رحيم الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور رحيم. اي فانكم اذا علمتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله وهذا كثير وقد يصرح الله بالحكم ويعلل بذكر الاسماء الحسنى المناسبة لذلك قال رحمه الله تعالى فائدة قوله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين جمع الله فيها امورا كثيرة نافعة في الدين والبدن والحال والمئات فالامر بالاكل والشرب يدل على الوضوء وان العبد لا يحل له ترك ذلك شرعا كما لا يتمكن من ذلك قدرا ما دام عقله معه وان الاكل والشرب مع نية امتثال امر الله يكون عبادة وان الاصل في جميع المأكولات والمشروبات الاباحة الا ما نص الشارع على تحريمه لضرره لاطلاق ذلك وعلى ان كل احد يأكل ما ينفعه ويناسبه ويليق به ويوافق لغناه وفقره ويوافق لصحته ومرضه ولعادته وعدمه لانه حذف المأكول والاية ساقها الله لارشاد العباد الى منافعهم وهي تدل على ذلك كله وعلى ان اصل صحة البدن تدبير الغذاء بان يأكل ويشرب ما ينفعه ويقيم صحته وقوته وعلى الامر بالاقتصاد في الغذاء والتدبير الحسن لانه لما امر بالاكل والشرب نهى عن السرف وعلى ان الشرف منهي عنه وخصوصا في الاطعمة والاشربة فان السرف يضر يضر الدين والعقل والبدن والمال اه هذه الفائدة المتعلقة بقوله وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين يؤجل الكلام عليها الى لقاء الغد باذن الله لكن نقف قليلا مع الاية المتقدمة قول الله عز وجل فان فائوا فان الله غفور رحيم وان هزموا الطلاق فان الله سميع عليم قال الشيخ الفيئة يحبها الله الفيئة يحبها الله وهذا يستفاد من ختم الاية بقوله غفور رحيم والطلاق كريه الى الله سبحانه وتعالى ولهذا آآ الاية المتعلقة به ختمت بقوله وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم اه قبلها قال الله سبحانه للذين يؤلون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فائوا فان الله غفور رحيم. وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم آآ قوله للذين يؤلون من نسائهم للذين يؤلون من نسائهم اه المراد بذلك الذين اه يحلفون على ترك زوجاتهم اما مطلقا او مقيدا باقل من اربعة اشهر او اكثر هذا الايلاء الاله ان يحلف ان لا يطأ زوجته لا يجامعها اما مطلقا يحلف الا يجامعها ابدا او يحلف الا يجامعها مدة تزيد على الاربعة اشهر او تنقص عنها فمن ال من زوجته فان كان لاقل من اربعة اشهر فهذا مثل سائر الايمان انحنث كفر وان اتم يمينه فلا شيء عليه وان كان الايلاء مؤبدا او لمدة تزيد على اربعة اشهر ضربت له المدة اربعة اشهر من يمينه اه لانه له الى الاربعة فاذا زاد على الاربعين ان طالبت زوجته بذلك فهو حق لها فاذا تمت الاربعة الاشهر امر بالفيئة والفئة يحبها الله وهي الوطأ فان وطأ لا شيء عليه الا كفارة اليمين وان امتنع اجبر على الطلاق لكن الفيئة والرجوع الى زوجته احب الى الله ولهذا ختم الاية بقوله فان الله غفور رحيم لانها احب الى الى الله سبحانه وتعالى ولذا ختم الاية بذلك قال وان عزموا الطلاق اي امتنعوا من الفيئة فكان ذلك دليل على رغبتهم عنهن وهذا يدل على عزم على الطلاق فان حصل منه مباشرة فبها وان لم يحصل اجبر على على ذلك وختم الاية بقوله فان الله سميع عليم فيه وعيد وتهديد لمن يحلف مثل تلك اليمين قاصدا بها المضارة قاصدا بها المضارة وختم الاية بقوله السميع العليم فيه تهديد لمن كان اه كذلك تهديد لمن كان كذلك يقصد بذلك المضارة لزوجه هذا والله اعلم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه