بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد يقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله فائدة قوله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين جمع الله فيها امورا كثيرة نافعة في الدين والبدن والحال والمال والمآل فالامر بالاكل والشرب يدل على الوجوب وان العبد لا يحل له ترك ذلك شرعا كما لا يتمكن من ذلك قدرا ما دام عقله معه وان الاكل والشرب مع نية امتثال امر الله يكون عبادة وان الاصل في جميع المأكولات والمشروبات الاباحة الا ما نص الشرع على تحريمه لضرورة لضرره لاطلاق ذلك وعلى ان كل وعلى ان كل احد يأكل ما ينفعه ويناسبه ويليق به. ويوافق لغناه وفقره ويوافق لصحته لصحته ومرضه ولعادته وعدمها لانه حذف المأكول والاية ساقها الله لارشاد العباد الى منافعهم. وهي تدل على ذلك كله وعلى ان اصل صحة البدن تدبير الغذاء بان يأكل ويشرب ما ينفعه ما ينفعه ويقيم صحته وقوته وعلى الامر بالاقتصاد في الغذاء والتدبير الحسن لانه لما امر بالاكل والشرب نهى عن الاسراف وعلى ان السرف منهي عنه وخصوصا في الاطعمة والاشربة فان السرف يضر الدين والعقل والبدن والمال اما ضرره الديني فكل من ارتكب ما نهى الله ورسوله عنه فقد انجرح في دينه وعليه ان يداوي هذا الجرح بالتوبة والرجوع واما ضرره العقلي فان العقل يحمل صاحبه ان يفعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي ويوجب له ان يدبر حياته ومعاشه ولهذا كان حسن التدبير في المعاش من ابلغ ما يدل على عقل صاحبه فمن تعدى فمن تعدى الطور النافع الى طور الى طور الاسراف الضار فلا ريب ان ذلك لنقص عقله فانه يستدل على نقص العقل بسوء التدبير واما ضرره البدني فان من اسرف بكثرة المأكولات والمشروبات ان ضر بدنه واعتراه امراض خطيرة واعتراه امراض خطرة وكثير من من الامراض انما تحدث بسبب الاسراف في الغذاء ثم انه ينظر ايضا من وجه اخر فان من عود بدنه شيئا اعتاده فاذا عوده كثرة الاكل او اكل الاطعمة المتنوعة فربما تعذرت في بعض الاحوال لفقره او غيره وحين اذ يفقد البدن ما كان معتادا له فتنحرف صحته واما ضرره المالي فظاهر فان الاسراف يستدعي كثرة النفقات ولهذا قال تعالى ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محشورا اي تلام على ما فعلت لانه في غير طريقه محشورا فارغ اليد واخباره انه لا يحب المسرفين. دليل على انه يحب المقتصدين. ففي هذه الاية اثبات صفة المحبة لله وانها تتعلق بما يحبه الله من الاشخاص والاعمال والاحوال كلها فسبحان من جعل كتابه كنوزا للعلوم النافعة المتنوعة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه فوائد ثمينة واستنباطات نافعة استنبطها الشيخ رحمه الله من قوله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين وذكر رحمه الله تعالى ان هذه الاية جمع الله فيها امورا كثيرة نافعة في الدين والبدن والحال والمآل ولهذا جدير بالمسلم ان يتدبر في مضامين هذه الاية هداياتها العظيمة وللامام ابن القيم رحمه الله في كتابه الزاد المعاد خلاصة نافعة للغاية واستفاد من هذه الاية يقول رحمه الله فارشد عباده الى ادخال ما يقيم البدن من الطعام والشراب عوض ما تحلل منه وان يكون اي هذا الادخال للطعام بقدر ما ينتفع به البدن في الكمية والكيفية فمتى جاوز ذلك كان اسرافا وكلاهما مانع من الصحة جالب للمرض اعني عدم الاكل والشرب او الاسراف فيه. انت كلامه رحمه الله تعالى و الشيخ ابن السعدي رحمه الله تعالى هذا الموطن توسع في ذكر الله الفوائد المستنبطة من هذه الاية بعد ان اشار الى كثرة اه نفعها والامور المستفادة منها الدينية والبدنية وفي الحال وفي المآل قال فالامر بالاكل والشرب يدل على الوجوب وانه لا يجوز المرء ان يبقى هكذا لا يأكل ولا يشرب. فواجب الاكل والشرب واجب لا يحل له ترك ذلك ويحرم عليه ان يترك الاكل والشرب فهو محرم شرعا وفي الوقت نفسه كما يقول رحمه الله لا يتمكن من ذلك قدرا ما دام عقله معه ما دام عقله معه لا يترك ذلك قدرا هذه اولى من الفوائد الثانية ان الاكل والشرب مع نية امتثال امر الله يكون عبادة عندما يأكل المرء ويشرب ممتثلا امر الله كلوا واشربوا. امتثال امر الله عبادة فاذا استصحب النية في اكله وشربه امتثال امر الله له فامتثال امره جل وعلا عباده الفايدة الاخرى ان الاصل في جمع في جميع المأكولات والمشروبات الاباحة الا ما نص الشارع على تحريمه لضرره لاطلاق ذلك يعني وجه الاستدلال من الاية على هذه القاعدة ان الله قال في هذا يأكلوا واشربوا فالاصل في المأكولات والمشروبات كلها الاباحة قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل يا الذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفسر الايات لقوم يعلمون قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن الى اخر الاية الاصل في جميع المأكولات والمشروبات الاباحة. كلوا واشربوا. هكذا قال الله جل وعلا. الا ما نص اه الشارع على تحريمه في مثل قوله قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم مثل قوله قل انما حرم ربي اه قوله تعالى حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير الى اخر الاية الاصل في الاكل والشرب الاباحة الا ما نص الشارع على تحريمه لضرره وجه دلالة الاية على ذلك قال لاطلاق ذلك في الاية اطلق الاكل والشرب فدل على ان الاصل فيه هو الإباحة قالوا على هذه فائدة اخرى وعلى ان كل احد يأكل ما ينفعه ويناسبه ويليق به ويوافق لغناه وفقره ويوافق لصحته ومرضه ولعادته وعدمها من اين استخلصت هذه الفائدة من الاية قال لانه حذف المأكول حذف المأكول قال كلوا ولم يسمي نوعا من الطعام واشربوا ولم يسمي نوعا من الشراب اذا ماذا نأكل؟ وماذا نشرب قال كل يأكل ما ينفعه ما يناسب ما يحتاج اليه ما يوافق اه غناه وفقره ما يوافق صحته ومرظه المريظ له طعام والصحيح له طعام الله قال كلوا واشربوا ولم يعين نوعا من الطعام او نوعا من الشراب فافاد ذلك هذه الفائدة ان كل احد يأكل ما ينفعه و يناسبه ويليق به قال والاية ساقها الله لارشاد العباد الى منافعهم ساقها لارشاد العباد الى منافعهم وهي تدل على ذلك كله وعلى ان ان اصل صحة البدن تدبير الغذاء وهذي فائدة ايظا عظيمة في ما يستفاد من الاية ان تدبير الغذاء في قوله في قوله سبحانه وتعالى ولا تسرفوا كلوا واشربوا ولا تسرفوا ان يكون الاعتدال لان عدم الاكل والشرب او الاسراف فيه جالب للمرض فالمطلوب الاعتدال والتدبير الاية تدل على هذا المعنى تدل على التدبير في الغذاء لا يترك الاكل او ياكل شيئا قليلا جدا لا لا يقيم بدنه وقد قد يضر صحته او ببعضها ولا يكون ايضا الاكل الكثير الذي يضر ببدنه فلا يفيها تدبير الغذاء طريقة التدبير يقول الشيخ ان يأكل ويشرب ما ينفعه. ويقيم صحته وقوته ويقتصد في الغذاء والتدبير الحسن لانه لما امر بالاكل والشرب نهى عن السرف نهى عن السرف دين الله كله في جميع اعماله وسط. بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط والزيادة والتقصير والمجاوزة والنقصان دين الله وسط من فوائد الاية انها دلت على ان السرف منهي عنه وخصوصا في الاطعمة والاشربة قال ولا تسرفوا قال فان السرف يضر الدين والعقل والبدن هو المال هذه الاربع كلها يضر بها الشرف مظلة عظيمة اما ضرره الديني فكل من ارتكب ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فقد انجرح دينه وعليه ان يداوي هذا بالتوبة الى الله والانابة اليه سبحانه واما ظرره العقلي فان العقل يحمل صاحبه ان يفعل ما ينبغي الوجه الذي ينبغي ويوجب له ان يدبر حياته ومعاشه ولهذا كان حسن التدبير في المعاش من ابلغ ما يدل على عقل صاحبه فمن تعدى الطور الى الاسراف والتبذير الاكل الذي يزيد آآ على الحاجة ويضر صاحبه فهذا من نقص التدبير فهذا يوضح ضرر الاسراف على العقل اما ضرره على البدن فان كثرة المأكولات وكثرة المشروبات وادخال الطعام على آآ الطعام تضر البدن وتجذب له انواع من المضرة اما ضرره المالي فمن جهة الاسراف يستدعي كثرة النفقة واذا اكثر النفقة اضر بنفسه ماليا قد قال تعالى ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا اي تنام على ما فعلت لا لانه في غير طريقة ومعنى محصورا اي فارغ اليد قال رحمه الله فائدة ذكر الله في كتابه عدة ايات فيها وصف القلوب بالمرض وبالعمى وبالقسوة وبجعل الموانع عليها من الران والاكنة والحجاب وبموتها وبحيرتها فاعلم ان القلب يكون صحيحا ويكون مريضا ويجتمع فيه المرض والموانع من وصول الصحة وقد يكون لينا وقد يكون قاسيا فاما القلب الصحيح فهو السليم فهو السليم من جميع هذه الافات وهو القلب الذي صحت وقويت قوته العلمية وقوته العملية الارادية وهو الذي عرف الحق فاتبعه بلا تردد. وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف فهذا هو القلب الصحيح الحي السليم وصاحبه من اولي النهى واولي الحجى واولي الالباب واولي الابصار والمخبت لله والمنيب اليه واما القلب المريض فهو الذي انحرفت احد قوتيه العلمية او العملية او كلاهما فمرض الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطرابات ولم تتوجه الى الخير كان مرضها مهلكا ومرض الشهوات الذي هو ميل القلب الى المعاصي مخل بقوة القلب العملية فان القلب الصحيح لا يريد ولا يميل الا للخير او الى ما اباحه الله له فمتى رأيت القلب ميالا الى المعاصي سريع الانقياد لها فهو مريض وهو سريع الافتتان عند وجود اسباب الفتنة كما قال تعالى فيا طمع الذي في قلبه مرض واما القلب القاسي فهو الذي لا يلين لمعرفة الحق. وان وان عرفه لا يلين للانقياد له فتأتيه المواعظ التي تلين الحديد وقلبه لا يتأثر بذلك اما لقسوته الاصلية او لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها وصعب عليه الانقياد للحق اذا خالفها وقد يجتمع الامران واما الران والاكنة والاغطية التي تكون على القلوب فانها من اثار كسب العبد وجرائمه فاذا اعرض عن الحق وعارض الحق وجاءه الحق فرده وفتح الله له ابواب الرشد فاغلقها عن نفسه عاقبه الله بهذا العمل فان سد احسن الله اليكم بان سد عنه طرق الهداية التي كانت مفتوحة له ومتيسرة. فتكبر عنها وردها فطبع الله على قلبه وختم عليه واحاطت به الجرائم ورانت عليه الذنوب وغطت قلبه جعلت بينه وبين الحق حجابا. واقفلت القلب فهذا فهذه المعاني التي اكثر الله من ذكرها في كتابه اذا عرفت اذا عرفت اذا عرفت هذه الضوابط المذكورة في هذه الفائدة اتضحت لك معانيها وعرفت بذلك حكمة الله وعدله في عقوبة هذه القلوب وان الله ولاهم ما تولوه لانفسهم ورضوا ورضوه لها هذه فائدة يذكرها رحمه الله في بيان اقسام القلوب في ضوء اما يذكره الله سبحانه وتعالى من اوصافها واحوالها في كتابه فالقلب يوصف انه سليم الا من اتى الله بقلب سليم ويوصف بالمرظ في قلبه مرض ويطمع الذي في قلبه مرض ويوصف بالران والزيغ فمن يقرأ القرآن يجد لان القلب آآ ذكر في مواطن عديدة في القرآن الكريم مع ذكر اوصاف اللهو ومعرفة اوصاف القلب مهمة جدا للمسلم مهمة في جانب مداواة القلوب مداواة القلوب ومعالجة اسقامها وامراظها فوصف الله القلوب بالمرض وبالعمى وبالقسوة وبجعل الموانع عليها الموانع التي تمنعها من قبول الحق الران ولكنه الحجاب وايضا وصفها بالموت وصفها بالحيرة فهذه كلها معرفتها من اجل اتقائها وكذلك معرفة صفة القلب السليم من اجل اه النهوض بالقلب ما والمجاهدة للنفس والاستعانة بالرب حتى يصل الى هذا المقام مهم جدا في حياة المسلم قال فالقلب يكون صحيحا ويكون مريضا ويجتمع فيه المرض والموانع من اصول الصحة قد يكون لينا وقد يكون قاسيا. فهذه كلها من المهم معرفتها والشيخ ذكر هنا خلاصة اه مفيدة جدا في والشيخ ذكر رحمه الله خلاصة مفيدة جدا في في هذا الباب اه بدأ بالقلب الصحيح وهو القلب السليم قال الله تعالى الا من اتى الله بقلب سليم السليم هاي من جميع هذه الافات هذا المعنى معنى السليم سليم من القسوة سليم من المرظ سليم من الرن سليم من الموت وهو القلب الذي صحت وقويت قوته العلمية وقوته العملية الارادية لان فساد واحد من هذين الامرين مرض ان فسدت القوة العلمية فهذا مرض الشبهات وان فسدت القوة العملية فهذا مرض الشهوات فالقلب يمرض بفساد القوة العمل العلمية او فساد القوة العملية او فسادهما معا من هو صاحب القلب السليم في ضوء ما تقدم؟ قال هو الذي عرف الحق فاتبعه بلا تردد وعرف الباطل فاجتنب بلا توقف فهذا هو القلب الصحيح الحي السليم صاحبه من اولي النهى اولي الحجا اولي الالباب اولي الابصار مخبت لله منيب اليه واما القلب المريض فهو الذي انحرفت احدى قوته العلمية والعملية او كليهما قال فمرظ الشبهات والشكوك الذي هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب فهذا مرض الشبهات والشكوك ومرض الشهوات هو الذي يميل صاحبه الى المعاصي ويخل بقوة القلب العملية لان صاحب القلب الصحيح هو الذي لا يميل قلبه الا الى الخير والى ما اباح الله فمتى وجد الانسان في قلبه ميل الى المعاصي الى الحرام فهذا نوع من المرظ اصاب قلبه واما القلب القاسي فهو الذي لا يلين لمعرفة الحق واذا عرفه لا يلين للانقياد وتأتيه مواعظ تلين الحديد ولا يتأثر اما لقسوته الاصلية او لعقائد منحرفة اعتقدها خلق قلبه ورسخ قلبه عليها وصعب عليه الانقياد للحق اذا خالفها وقد يجتمع فيه الامران يعني القسوة الاصلية وانحراف العقدي الذي رسخ في القلب واما الرآن والاكنة والاغطية التي تكون على القلوب فانها من اثار كسب العبد وجرائمه لانه مثل ما جاء في الحديث كلما اذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء ثم اذا اذنب اخر نكت نكتة سوداء اخرى الى ان تغطي هذه النكت القلب وهو قول الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ولهذا يكون الشيخ فان من اثار كسب العبد من اثار كسب العبد كلا بل ران على قلوب ما كانوا يكسبون اي غطى على قلوبهم اه ما كانوا يكسبون اي من الذنوب والمعاصي فاذا اعرض عن الحق وعارض الحق وجاءه الحق فرده وفتح الله له ابواب الرشد فاغلقها عن نفسه عاقبه الله بهذا العمل بان سد عنه طرق الهداية لان الله في الاية قال كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فاذا جاءه الحق ورده فتح الله له ابواب الهداية واغلقها عقبه الله بهذا العمل ان يغطي آآ على قلبه بالاكنة والاغطية فيبقى قلبه اه اه مطبوعا عليه مختوما عليه احاطت به جرائمه وغطت عليه ذنوبه فلا فلا يهتدي قال فهذا المعنى قال فهذه المعاني التي اكثر الله من ذكرها في كتابه اذا عرفت هذه الضوابط المذكورة في هذه الفائدة اتضحت لك معانيها وعرفت بذلك حكمة الله وعدله في عقوبة هذه القلوب وان الله ولاهم ما تولوه لانفسهم ورضوه لها. مثل ما قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم قال تعالى واما ثمود فهديناهم يستحب العمى على الهدى ولا يأتي هذا المعنى كثيرة قال رحمه الله فائدة قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا جمع الله فيها الحقوق الثلاثة الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره وهو العبادة في وهو العبادة في قوله وتسبحوه بكرة واصيلا والحق المختص بالرسول وهو التوقير والتعزيز والتعزير والحق المشترك وهو الايمان بالله ورسوله آآ هذه فائدة مستخلصة من قول الله لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا ففيها ثلاثة انواع من الحقوق الاول حق الله ورسوله وهو الايمان قال لتؤمنوا بالله ورسوله والثاني حق الرسول وهو التوقير والنصرة وتعزروه وتوقروه الضمير عائد على الرسول والثالث اه حق الله الذي هو الذكر والثناء والتنزيه قال وتسبحوه بكرة واصيلا فجمعت الاية الحقوق الحق الخاص بالله والحق الخاص بالرسول والحق المشترك قال رحمه الله فائدة ذكر الله اليقين في مواضع كثيرة من القرآن في المحل العالي من الثناء اخبر ان اليقين هو غاية الرسل لقوله وليكون من الموقنين وانه بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين. وان الايات انما ينتفع بها الانتفاع كامل انما ينتفع بها الانتفاع الكامل الموقنون فحقيقة اليقين هو العلم الثابت الراسخ التام المثمر للعمل القلبي والعمل البدني اما اثار اليقين العلمية فثلاثة فثلاث مراتب علم اليقين وهو العلوم الناتجة عن الادلة والبراهين الصادقة الخبرية كجميع علوم اهل اليقين الحاصلة عن خبر الله وخبر رسوله واخبار الصادقين وعين اليقين وهي مشاهدة المعلومات بالعين بالعين حقيقة كما طلب الخليل ابراهيم من ربه ان يريه كيف يحيي الموتى فاراه الله ذلك بعينه وغرضه وغرضه عليه الصلاة عليه السلام الانتقال من مرتبة علم اليقين الى عين اليقين وحق اليقين وهي المعلومات التي تحققوا بالذوق كالذوق كالذوق كذوق القلب لطعم الايمان والذوق باللسان لاشياء للاشياء للاشياء المحسة واما اثاره القلبية فسكون القلب وطمأنينته كما قال ابراهيم ولكن ليطمئن قلبي وقال صلى الله عليه وسلم البر مطمئن اليه القلب وفي لفظ الصدق ما اطمأن اليه القلب فان العبد اذا وصل الى درجة اليقين في علومه اطمأن قلبه لعقائد الايمان كلها. واطمئن قلبه لحقائق الايمان واحواله التي تدور على محبة الله وذكره وهما متلازمان قال تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب فتسكن القلوب عند الاخبار فلا يبقى في القلب شك ولا ريب في كل خبر اخبر الله به في كتابه وعلى لسان رسوله فليفرحوا بذلك مطمئنا عالما ان هذا اعظم فائدة حصلتها القلوب ويطمئن عند الاوامر والنواهي. فكما مكملا للمأمورات تاركا للمنهيات. راجيا لثواب الله واثقا بوعده ويطمئن ايضا عند المصائب والمكاره فيتلقاها بانشراح صدر واحتساب ويعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم فيخف عليه حملها ويهون عليه ثقلها فيخف عليه حملها ويهون عليه انتقالها وقد علم بذلك اثارها البدنية فالاعمال البدنية مبنية على اعمال القلوب فاهل اليقين هم اكمل الخلق في جميع صفات الكمال فان اليقين روح الاعمال والاخلاق وحاملها والله هو الموفق الواهب له ولاسبابه هذه اه فائدة تتعلق باليقين وقد ذكره الله سبحانه وتعالى بالقرآن في مواطن في المحل العالي اي اثنى الثناء العظيم عليه وبين عظيم مكانته انه غاية الرسل كما قال الله عز وجل وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين في اليقين وفي اليقين غاية الرسل. غاية مطلوبة عند جميع الرسل وانه بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين اي كما قال الله عز وجل وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فذكر تعالى ان الامام في الدين تنال بالصبر واليقين فهذا كله مما يبين مكانة اليقين فمكانة اليقين وعظيم شأنه وان الايات ايضا مما بينه في الدلالة على مكانة اليقين ان الايات انما ينتفع بها الانتفاع الكامل الموقنون ولهذا يأتي في ايات لا في كتاب الله عز وجل فيها ان الانتفاع انما هو لمن كان من اهل اليقين لقوم يوقنون قال فحقيقة اليقين هو العلم الثابت الراسخ التام المثمر لعمل القلب عمل البدن هذا هو اليقين اليقين علم ثابت مستقر في القلب اه مثمر لعمل القلب مثل الرجاء والخوف والانابة والتوكل ومثل ولعمل بدن عموم الاعمال الظاهرة التي تكون بالبدن قال واما اثار اليقين العلمية بثلاث مراتب لان اليقين ثلاثة مراتب علم اليقين واين اليقين وحق اليقين اما علم اليقين وهو قال اما علم اليقين وهي العلوم الناتجة عن الادلة والبراهين الصادقة الخبرية كجميع علوم اهل اليقين الحاصلة على الخبر فهذه العلوم المتلقاة انا الرسل عليهم صلوات الله وسلامه بالقبول وعدم تردد القلب في قبولها هذا هو اليقين مثل ما قال الله انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. اي ايقنوا ولم يشكوا هذه درجة ثم بعدها اعلى منها عين اليقين وهي مشاهدة المعلومات بالعين حقيقة كما طلب الخليل ابراهيم من ربه ان يريه كيف يحيي الموتى فاراه الله ذلك بعينه وغرضه عليه السلام الانتقال من مرتبة علم يقين الى عين اليقين وهذه زيادة في الايمان علم اليقين هو انتفاء الشك فلم يكن عنده شك قال اولمتهم؟ قال بلى لم يكن عنده شك لكن اراد الارتقاء الى مرتبة اعلى وهي عين اليقين عين اليقين فطلب من الله عز وجل ان يحيى الموتى فهو على يقين ان الله يحيي الموتى وانه لا اه يعجزه شيء سبحانه لكن اراد ان يرى بعينه ليرتقي الى هذه الرتبة في اليقين وهي رتبة عين اليقين واما حق اليقين هي المعلومات التي تحقق بالذوق كذوق القلب لطعم الايمان وداوك باللسان للاشياء المحسة اي المحسوسة التي يطعمها الانسان فيعرف هذا مالح وهذا حامض وهذا ونحو ذلك واما اثاره القلبية فسكون القلب وطمأنينته ولكن ليطمئن قلبه كن قلبه طمأنينته قال فالعبد اذا وصل الى درجة اليقين في علومه اطمئن قلبه لعقاد الايمان كلها واطمأن قلبه لحقائق الايمان واحواله التي تدور على محبة الله وذكري وهما متلازمان قال الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فتسكن القلوب عند عند الاخبار فلا يبقى في القلب شك ولا ريب لكل خبر اخبر الله به في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بل يفرح بذلك وتطمئن نفسه اليه اذا حصل القلب ذلك وحصل هذه الطمأنينة عند الاوامر والنواهي مكملا للمأمورات تاركا المنهيات اذا حصل ذلك تحرك فيها جانب العمل القلب وجانب ايضا العمل البدني مال البدن لان هذه الاعمال كلها فرع عن مرادات القلوب الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب قال فاهل اليقين هم اكمل الخلق في جميع صفات الكمال فان اليقين روح الاعمال والاخلاق وحاملها وحاملها اه فالعلم يهدي العبد واليقين يحمل يحمله ويرقيه العلم يهدي العبد واليقين يرقيه ولهذا كل ما قوي اليقين قوي العمل وقوية الاخلاق قوي الاقبال على الله سبحانه وتعالى لان هذه الاشياء كلها الحامل لها هو اليقين قال رحمه الله فائدة الظن ورد في القرآن على وجهين وجه محمود ووجه مذموم اما المحمود ففي كل مقام مد مدح ففي كل مقام مدح وجزاء بالخير والثواب فانه بمعنى العلم واليقين. مثل قوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم. ان نون ذلك ومثل قوله اني ظننت اني ملاق حسابية واما المذموم ففي اغلب الايات الواردة في الظن مثل مثل ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا وانهم الا يظنون. وهو كثير فهذا وما اشبه وما اشبه فيوم وما اشبهه فيمن فيما وما اشبهه ايمان في من قدم الظنون الكاذبة على الاخبار الصادقة. لان الظن في الاصل يحتمل الصدق والكذب ولكنه اذا نقص الصدق قطع قطعنا او قطعنا بكذب بكذب بكذبه قال رحمه الله فائدة الظن ورد في القرآن على وجهين وجه محمود ووجه مذموم وهذا ايضا من المهم معرفة هذا وهذا يعني يجتنب هذا ويفعل ذاك اما المحمود ففي كل مقام مدى في كل مقام مدح وجزاء بالخير والثواب فانه بمعنى العلم واليقين مثل قوله الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم اني ظننت اني ملاق حسابي اليقين الظن هنا اعتقاد ويقين ليس الذين يظنون آآ معناه الشك وانما المراد به اليقين هنا فكيف نعرف ان ان الظن اذا ورد في القرآن اريد به اليقين اريد به الاعتقاد الراسخ قال الشيخ كل مقام مدح وجزاء بالخير والثواب فالظن اطلق واريد به اليقين اريد به العلم اريد به الاعتقاد الثابت الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم اي يعتقدون انهم ملاقوا ربهم اني ظننت اني ملاق حسابي اي اعتقدت انني ساحاسب واجازى على اعمالي هذا من يؤتى كتابه باليمين يذكر من اسباب نجاته واخذ كتابه باليمين انه في الحياة الدنيا كان يظن انه سيحاسب فكان يعد لهذا الحساب الذي كان يظن ان يعتقد انه حاصل العدة فنجا بسبب ذلك وهذا فيه اثر الايمان باليوم الاخر اثر هذه العقيدة واستحضارها في صلاح العبد ولهذا يكثر في كثير من النصوص من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليفعل كذا او ليترك كذا واما المذموم ففي اغلب الايات الواردة في الظن اغلب الايات الواردة في الظن يكون ورد يراد به المذموم مثل ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني بالحق شيئا وان هم الا يظنون ومثل يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية هو كثير في القرآن قال الشيخ فهذا وما اشبهه في من قدم الظنون الكاذبة على الاخبار الصادقة بمقدم الظنون الاخبار قدم الظنون الكاذبة على الاخبار الصادقة لان الظن في الاصل يحتمل الصدق والكذب ولكنه اذا ناقض الصدق اطعنا بكذبه الظن الظن شك احتمل الصدق ويحتمل الكذب ولكن اذا ناقض الصدق كان ضد الصدق ومناقضا له يقطع بانه اه كذب قال رحمه الله فائدة قوله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات وقوله وما اتيتم من ربا ليربو في اموال الناس فلا يربو عند الله. وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك اولئك هم المضعفون تدل الايتان على ان الزيادة على ان الزيادة من المحرمات وخصوصا المكاسب المحرمة نقص قم في البركة وقد ينسحب المال بذاته عاجلا او اجلا وعلى ان من اخرج شيئا لله او فعل شيئا لله فان الله يزيد وينزل له البركة فان المال الا وان نقص حسا بما بما يخرج منه بما يخرج منه لله فانه يزداد معنى ووصفا وقد يفتح للعبد بسبب ذلك وقد يفتح للعبد بسبب ذلك ابوابا من الرزق او يدفع عن العبد من اسباب بالنقص ما كان بصدد ان يصيبه قال رحمه الله فائدة قوله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات يمحق الله الربا ويربي الصدقات و قوله تعالى وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس فلا يربوا عند الله وما اتيت من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المظعفون اه نقف اولا مع الاية الاولى يمحق الله الربا ويربي الصدقات هذه الاية تدل على ان الزيادة المحرمة التي هي الربا ممحوقة البركة ايلة بالمال الى النقص وانعدام البركة فيه وقد ينسحت المال بذاته عاجلا واجلا يمحق ويزول قال ويربي الصدقات فيه ان الصدقات تزيد المال وتنميه تزيد المال وتنميه كما جاء في الحديث ما نقصت صدقة من مال بل تزد وان من اخرج شيئا لله او فعله لله فان الله يزيده وينزل له البركة فان المال وان نقص حسا بما يخرج منه لله فانه يزيد معنى ووصفا فيكون بالصدقة رابحا مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي طلحة رظي الله عنه لما تصدق بستاني ببستانه كله قال عليه الصلاة والسلام بخن بخن ذاك مال الرابح مال اخرجه ابو طلحة كله لله. والنبي صلى الله عليه وسلم يصفه بانه مال لا ارى به وهذا المراد به الربح الاخروي بالثواب والخلف والعوظ الذي يجعله الله سبحانه وتعالى للمنفق وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ولهذا يقول الشيخ وقد يفتح قد يفتح للعبد بسبب ذلك من ابواب الرزق او يدفع عن العبد من اسباب النقص ما كان صدد ان يصيبه ولهذا الصدقة تدفع البلاء وتدفع الوباء وتقي مصارع السوء آآ لها فوائد فوائد عظيمة جدا ومنافع كثيرة العبد وهذا كله داخل في عموم ويربي الصدقات اما الاية الثانية قوله تعالى وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس فلا يربو عند الله وما اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون الاستنباط الذي ذكره الشيخ منها من هذه الاية مبني على احد المعنيين في الاية والصحيح في معناها ان قوله وما اتيتم من ربا ليربوا في اموال الناس ليس المراد به الربا المحرم ربا المال المحرم. الذي ذكر في الاية الاولى يمحق الله الربا وانما المراد به نوع من الربا مباح لكن خلاف الاولى وهو ان يأتي مثلا الفقير بشيء من المال او الطعام او اللباس او كذا فيهديه للغني من اجل ان يربو في مال الغني بمعنى ان يعطيه الغني على هذا المال مكافأة سخية وهو اصالة انما اعطى الغني هذه الهدية من اجل ان يربو عند الغني فهذا ليس بحرام لكن خلاف خلاف خلاف الاولى ولا يربو عند الله لانه لم يخرج لوجه الله ما اريد به وجه الله ولا قصد به ثواب الاخرة وانما قصد ان يربو عند اه في مال الغني فيعطيه الغني عليه مكافأة ويزيده في العطاء وهذا الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما غيره في الاية هو ينظر في ذلك ما ذكره الامام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الاية هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين