بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله تعالى فائدة الفرح ورد في القرآن محمودا مأمورا به في مثل قوله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون فهذا فرح بالعلم والعمل بالقرآن والاسلام وكذلك قوله فرحين بما اتاهم الله من فضله فهذا فرح بثواب الله وورد منهيا عنه مذموما مثل الفرح بالباطل وبقياسات والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله انه لفرح فخور وقوله عن قارون قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وما اشبه ذلك فصار الفرح تبعا لما تعلق به ان تعلق بالخير وثمراته فهو محمود والا فهو مذموم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه فائدة ذكرها رحمه الله تعالى تتعلق بورود الفرح في القرآن وان مجيء الفرح في في القرآن على نوعين نوع محمود ونوع مذموم نوع نوع محمود امر الله به قال جل وعلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ولفرح ذمه الله وساقه في مساق الدم ويمكن ايضا ان يقال ان مجيء الفرح في القرآن على نوعين مطلق ومقيد وآآ المطلق كله مذموم الفرح الذي ذكر مطلقا في القرآن لم يقيد كله مذموم ومنه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين انه لفرح فخور مطلق اي لم يقيد بشيء معين او بامر معين. فكل ما كان من الفرح ذكر مطلقا فهو مذموم والمقيد على نوعين نوع اه قيد بالدنيا نوع قيد بالدنيا وما يتعلق بها وينسي صاحبهما خلق لاجله وجد لتحقيقه من طاعة الله وعبادته فهذا مذموم قال الله عز وجل حتى اذا فرحوا بما اوتوا قيد بهذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون والنوع الثاني من الفرح المقيد الفرح الذي قيد بالفضل فضل الله ورحمته او هذا القسم نوعان فضل ورحمة بالسبب وفضل بالمسبب مقيد بفظل الله مقيد بفظله الذي هو السبب ومقيد بفضله الذي هو المسبب المقيد فضله الذي هو السبب كقوله قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وخير مما يجمعون وفضله الذي هو المسبب قول الله عز وجل فرحين بما اتاهم الله من فظله فرحين بما اتاهم الله من فضله الاول فرح بالسبب والثاني فرح بالمسبب والشيخ رحمه الله ذكر قاعدة وضابط في الباب نافعة قال فصار الفرح تبعا لما تعلق به ان تعلق بالخير وثمراته فهو محمود والفهم مذموم قال رحمه الله تعالى فائدة ورد السعي في القرآن في ايات كثيرة والمراد به الاهتمام والجد في العمل مثل قوله ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وقوله اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وقوله ان سعيكم لشتى وايات كثيرة كلها بمعنى الاهتمام للعمل الا في مثل قوله تعالى وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى فالمراد بذلك العدو وهو يتضمن الاول وزيادة قال رحمه الله فائدة ورود السعي في القرآن في ايات كثيرة ورود السعي في القرآن في ايات كثيرة والمراد به الاهتمام والجد في العمل مجيء السعي في القرآن فئات كثيرة المراد به ليس العدو الذي هو الركض والجري وانما المراد به الاهتمام والجد في العمل ولهذا كثير من سعي الاخرة قد يقوم به الانسان وهو جالس في مكانه مثلا من جلس يذكر الله عز وجل قال عليه الصلاة والسلام سبق المفردون قالوا ومن المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات فهذا الحديث يفيد ان آآ اهل الذكر في ميدان سباق والسعي وان السابق هو المكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى فالسعي يراد به الاهتمام والجد في العمل والعناية والعناية به ومنه قوله تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيا السعي هنا ليس الركض او الجري او السرعة في الخطى وانما المراد الجد والاهتمام بالعمل وقوله تعالى واذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ليس المراد فاسعوا الى ذكر الله اي اذهبوا الى الجمعة سعيا اي ركظا النبي عليه الصلاة والسلام قال في الصلاة قال لا تأتوها وانتم تسعون يعني تركضون الجمعة لا لا تؤتى والمرء يسعى يعني يركض وانما يمشي مشيا ومن لطائف المسائل وطريفها ان شيخ الاسلام رحمه الله ابن تيمية سئل عن عن مسألة في رجل مشى الى الصلاة الى الجمعة صلاة الجمعة مستعجلا فانكر ذلك عليه بعض الناس وقالوا امش على رسلك دعوه الى المشي بالسكينة والوقار وهو يمشي بخطى سريعة فانكروا عليه ذلك فرد ذلك الرجل ان الله تعالى يقول اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله فاخذ من الاية معنى السعي الذي هو العدو والسرعة الشديدة في الخطى. فقيل لابن تيمية ما الصافي ذلك قال رحمه الله ليس المراد بالسعي المأمور به العدو الذي هو الركض فانه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اقيمت الصلاة فلا تأتوها وانتم تسعون اي تركضون وتسرعون في الخطى واتوها وانتم تمشون وعليكم بالسكينة فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا ولكن قال الائمة السعي في كتاب الله والعمل والفعل كما قال تعالى ان سعيكم لشتى اي اعمالكم اعمالكم مختلفة ومتفاوتة ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها. واذا تولى سعى في الارض يفسد فيها انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ولها نظائر الى اخر فتواه رحمه الله تعالى فالحاصل ان السعي اه هذا هو معناه الاصل انه العمل والفعل مثل ما قال الشيخ سام ابن تيمية قال الائمة السعي في كتاب الله والعمل والفعل. هو العمل والفعل والايات في في هذا المعنى كثيرة قال الشيخ الا في مثل قوله وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى فالمراد بذلك العدو الذي هو الركب وهو يتضمن الاول والزيادة. يتضمن الاول الذي هو الاهتمام بالامر العناية به قال رحمه الله تعالى فائدة امر الله بالصدق واثنى على الصادقين وذكر جزاء الصادقين في ايات كثيرة والمراد بالصدق ان يكون العبد صادقا في عقيدته صادقا في خلقه صادقا في قوله وعمله فهو الذي يجيء بالصدق في في ظاهره وباطنه ويصدق بالصدق لمن جاء به كما قال تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون السلام عليكم ويصدق بالصدق لمن جاء به كما قال تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون ولما كان من هذا وصفوه واعلى الخلق في كل حالة ذكر جزاءه اعلى الجزاء واعلى الجزاء وافضله فقال لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم اسوأ الذي عملوا ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون وخواص اهل هذا الوصل هم الصديقون الذين ليس بعد درجة النبوة اعلى منهم قال تعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والمراد الايمان الكامل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر لاصحابه الغرف العالية التي يتراءها اهل الجنة من علوها وارتفاعها ونورها كالكوكب الدر في الافق الشرقي او الغربي فقالوا يا رسول الله تلك منازل الانبياء لا غيرهم؟ فقال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وهؤلاء هم الهداة المهديون كما قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون والصديقية شجرة اصلها العلوم الصحيحة والعقائد السلفية المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله رسوله وقوامها وروحها الاخلاص الكامل لله والانابة اليه والرجوع اليه في جميع الاحوال رغبة ورهبة ومحبة وتعظيما وخضوعا وذلا لله وثمراتها الاخلاق الحميدة والاقوال السديدة والاعمال الصالحة والاحسان في عبادة الخلق والاحسان الى المخلوق والاحسان في عبادة احسن الله اليكم والاحسان في عبادة الخالق قال والاحسان في عبادة الخالق والاحسان الى المخلوقين بجميع وجوه الاحسان وجهاد جميع اصناف المنحرفين فهي في الحقيقة القيام بالدين ظاهرا وباطنا وحالا ودعوة الى الله. والله هو الموفق وهو المعين لكل من استعان به صدقا هذه الفائدة ذكر فيها رحمه الله تعالى ما يتعلق بالصدق معناه والمراد به فان الله امر بالصدق واثنى على الصادقين وذكر جزاءهم وثوابهم في ايات كثيرة جدا فما هو الصدق والصدق الذي اثنى الله سبحانه وتعالى على اهله واعلى رتب الدين آآ الصديقية وهي التي تلي النبوة اولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اعلى الرتب بعد النبوة الصديقية وهي كمال الصدق ما هو الصدق وما حقيقته؟ قال المراد به ان يكون العبد صادقا في عقيدته صادقا في خلقه في خلقه صادقا في قوله وعمله الصدق هو استواء الظهر والباطن استواء الظاهر والباطن فما ما يظهره هو كذلك في في فيما يبطن بباب العقائد وفي وباب الاخلاق باب الاعمال والعبادات ولهذا ان الصادق مع الله بعيد عن المراءات والسمعة ارادة الدنيا بالعمل والفخر والخيلة الى اخره الصادق مع الله هو الذي يأتي بالصدق في ظاهره وباطنه ويصدق بالصدق لمن جاء به كما قال الله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون اي بلغوا حقيقة التقوى قالوا لما كان من هذا وصفه اعلى الخلق في كل حالة ذكر جزاءهم اعلى الجزاء وافضله فقال والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم اسوء الذي عملوا ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوا يعملون فذكر عن اهل الصدق انهم هم المتقون وانهم هم المحسنون ولهم جزاء المحسنين ان لهم ما يشاؤون من النعيم عند الله سبحانه وتعالى وايضا تكفير السيئات قال وخواص اهل هذا الوصف هم الصديقون خواص اهل هذا الوصف الذين بلغوا في هذا الوصف كما له هم الصديقون الذين ليس بعد درجة النبوة اعلى من درجتهم كما قال الله تعالى من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا فهم اعلى الدرجات بعد النبوة قال والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون هذي اعلى الدرجات والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون المقصود بي امن ويقول الشيخ اي الايمان الكامل كملوا الايمان بالله والرسل ايمانا عمر قلوبهم وظهر على جوارحهم استقامة وطاعة ولزوما لعبادة الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر لاصحاب الغرف العالية التي يتراءها اهل الجنة من علوها وارتفاعها يرونها كالكوكب الدر في الافق الشرقي او الغربي فقال الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام تلك منازل الانبياء لا يبلغها غيرهم فقال بلى والذي نفسي بيده الرجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين ولكي نفهم الحديث اسأل سؤالا يوضح الامر آآ هل يدخل الجنة من لم يؤمن بالله ويصدق المرسلين هل يدخل الجنة من لم يؤمن بالله ويصدق المرسلين قطعا كل من من يدخلون الجنة في كل رتبها امنوا بالله وصدقوا المرسلين اذا ما وجد تخصيص اهل هذه الدرجات العالية الرفيعة في الجنة بقول الرجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وقد عرفنا نحن انه لا يمكن اصلا مانع ان يكون دخول للجنة الا بالايمان بالله وتصديق المرسلين ولا يمكن اصلا ان يدخل الجنة الا مؤمن بالله مصدق للمرسلين فاذا واضح ان ان قوله امنوا بالله وصدقوا المرسلين اي كملوا هذا الايمان وان الايمان يتفاوت ويزيد وينقص واهله متفاوتون فيه وهؤلاء اعلى في اعلى رتبه وارفعيها واكملها. رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين اي الايمان الكامل ولهذا يقول الشيخ وهؤلاء هم الهداة المهديون الهداة اي لغيرهم المهديون اي في انفسهم كما قال الله تعالى واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون لما صلحوا في انفسهم واستقاموا في انفسهم على طاعة الله جعلهم الله ائمة يهدون بامره فالصديقية شجرة شجرة اصلها العلوم الصحيحة والعقائد السلفية المأخوذة من كتاب الله وسنة نبيه وقوامها وروحها الاخلاص الكامل لله والانابة اليه والرجوع اليه في جميع الاحوال رغبة ورهبة ومحبة وتعظيما وخضوعا وذلا لله. وثمراتها الاخلاق الحميدة والاقوال السديدة والاعمال طالحة والاحسان في عبادة الخالق والاحسان الى المخلوقين بجميع وجوه الاحسان فإذا الصديقية شجرة لها اصل ولها فرع اصلها الاصول الايمان وعقائد الدين ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله اه ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين هذا الاصل الفرع الاعمال واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهد اذا عادوا والصابرين البأساء والضراء وحين البأس ماذا قال الله لما ذكر آآ العقيدة وذكر العمل في اية البر من سورة البقرة ماذا قال في خاتمتها؟ قال اولئك الذين صدقوا. واولئك هم المتقون فالصدق اه يتناول الامرين بهذه الشجرة المباركة يتناول امرين العقيدة الصحيحة كل آآ العقيدة الصحيحة ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ويتناول العمل واتى المال على حبه الى اخر الاية قال رحمه الله تعالى فائدة قوله تعالى بالمصطفين الذين في المصطفين الذين اورثهم الله الكتاب فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات اشترك هؤلاء الثلاثة هؤلاء الثلاثة في اصل الايمان وفي اختيار الله لهم من بين الخليقة وفي انه منه عليهم بالكتاب وفي دخول الجنة وافترقوا في تكميل مراتب الايمان وفي مقدار الاصطفاء من الله وميراث الكتاب وفي منازل الجنة ودرجاتها بحسب اوصافهم اما الظالم لنفسه فاما الظالم لنفسه فهو المؤمن الذي خلط عملا صالحا واخر سيئا وترك من واجبات الايمان ما لا يزول معه الايمان بالكلية وهذا القسم ينقسم الى قسمين احدهما ان يردوا القيامة وقد كفر عنه السيئات كلها اما بدعاء او شفاعة او اثار خيرية ينتفع بها في الدنيا او عذب في البرزخ بقدر ذنوبه ثم رفع عنه العقاب وعمل الثواب عمله وعمل الثواب عمله فهذا من اعلى هذا القسم وهو الظالم لنفسه القسم الثاني من ورد القيامة وعليه سيئات فهذا توزن حسناته وسيئاته ثم همم ثم هم بعد هذا ثلاثة انواع احدها من ترجح حسناته على سيئاته فهذا لا يدخل النار بل يدخل الجنة برحمة الله وبحسناته وهي من رحمة الله تانيها من تساوت حسناتهم وسيئاتهم فهؤلاء هم اصحاب الاعراف وهو موضع مرتفع بين الجنة والنار يكونون عليه وفيه ما شاء الله ثم بعد ذلك يدخلون الجنة كما وصف ذلك في القرآن ثالثها من رجحت سيئاته على حسناته هذا قد استحق دخول النار الا ان يمنع من الا ان يمنع من ذلك مانع من شفاعة الرسول له او شفاعة احد من اقاربه او معارفه ممن يجعل الله لهم في القيامة شفاعة لعلو مقاماتهم على الله وكرامتهم عليه شفاعتي افراطه او تدركه رحمة الله المحضة بلا واسطة والا فلابد له من دخول النار يعذب فيها بقدر ذنوبه ثم مآله الى الجنة ولا يبقى في النار احد في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان كما تواترت بذلك الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة وائمتها واما المقتصد فهو الذي ادى الواجبات وترك المحرمات فهو الذي ادى الواجبات وترك المحرمات ولم يكثر من نوافل العبادات واذا صدر منه بعض الهفوات بادر الى التوبة فعاد الى مرتبته هؤلاء اهل اليمين واما من كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين فهؤلاء سلموا من عذاب البرزخ وعذاب النار سلم لهم ايمانهم واعمالهم فادخلهم بها الجنة كل على حسب مرتبته واما السابق الى الخيرات فهو الذي كمل مراتب الاسلام وقام بمرتبة الاحسان فعبد الله كانه يراه فان لم يكن يراه فانه يراه وبذل ما استطاع من النفع لعباد الله فكان قلبه ملآنا من محبة الله والنصح لعباد الله فادى الواجبات فادى الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وفضول المباحات وفضول المباحات المنقصة لدرجته. فهؤلاء هم صفوة الصفوة فهؤلاء هم صفة الصفوة وهم المقربون في جنات النعيم الى الله وهم اهل الفردوس الاعلى فان الله كما انه رحيم واسع الرحمة فانه حكيم ينزل الامور منازلها ويعطي كل احد بحسب حاله ومقامه. فكانوا كما فكما كانوا هم السابقين في الدنيا الى كل خير كانوا في الاخرة في اعلى المنازل وكما تخيروا من الاعمال احسنها جعل الله لهم من الثواب احسنه ولهذا كانت عين التسنيم اعلى اشربة اهل الجنة يشرب منها هؤلاء المقربون صرفا وتمزج لاصحاب اليمين مزجا في بقية اشربة الجنة التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه كما قال تعالى ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون وهكذا بقية الواني واصناف نعيم الجنة لهؤلاء السابقين منه اعلاه واكمله وانفسه وان كان ليس في نعيم الجنة دني ولا نقص ولا كدر بوجه من الوجوه بل كل من تنعم باي نعيم من نعيمها لم يكن في قلبه شيء اعلى منه فان الله اعطاهم وارضاهم وخيار هؤلاء الانبياء على مراتبهم ثم الصديقون على مراتبهم ولكل درجات مما عملوا. فسبحان من فاوت بين بادي هذا التفاوت العظيم والله يقتص برحمته من يشاء. والله ذو الفضل العظيم هذه فائدة نفيسة وعظيمة ذكرها رحمه الله تعالى تتعلق بقول الله عز وجل في سورة فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها اي الثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات فهؤلاء الثلاثة كلهم اشتركوا في اختيار الله لهم اي اي في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا ممن اختارهم الله سبحانك وفي انه من عليهم بالكتاب اورثنا الكتاب وفي انهم من اهل الجنة لان قوله جنات عدن يدخلونها يشمل حتى الظالم لنفسه لكنهم افترقوا في تكميل مراتب الايمان ليسوا في في الايمان على رتبة واحدة بل بينهم تفاوت وتفاوتوا ايضا في مقدار الاصطفى من الله وميراث الكتاب منهم من ورث من الكتاب بحظ وافر ومنهم من ورث من الكتاب بحظ دون ذلك وايضا تفاوتوا في منازل الجنة ودرجاتها بحسب اوصافهم كما قال الله عز وجل ولكل درجات مما عملوا ثم فصل في بيان ذلك بالاقسام الثلاثة قال اما الظالم لنفسه اما الظالم لنفسه بعض اهل العلم قال بدأ به في الاية لئلا ييأس ولان لا يقنط قال اما الظالم لنفسه فهو المؤمن الذي خلط عملا صالحا واخر سيئا مزج مع عمله الصالح وايمانه اعمال سيئة وترك من الواجبات واجبات الدين لكن بهذا القيد الذي ذكر ما لا يزول معها الايمان ثم اذا ترك من واجبات الدين ما يزول به الايمان او فعل مكفرا ناقلا من الملة فانه لا يكون كذلك فالمراد بالظالم نفسه اي الذي ظلم نفسه بالذنوب التي دون الكفر الضال نفسه اي الذي ظلم نفسه بالذنوب التي دون الكفر بالله و هذا القسم ينقسم الى قسمين الاول من يأتي يوم القيامة قد كفرت عنه سيئاته كلها اما بدعاء او شفاعة او اعمال خيرية قام بها او عذب في القبر عذابا رفع عنه عقاب الاخرة فهذا هذا النوع وهو اعلى هذا القسم اعلى هذا القسم الذي هو الظالم لنفسه فهذا النوع من الظالمين لانفسهم لا يدخلون النار لانه اما كفرة كفر عنه السيئات كلها اما بدعاء او شفاعة او اثار واعمال خيرية او عذب في القبر فيأتي يوم القيامة وقد نقي فلا لا يدخل النار القسم الثاني من ورد القيامة وعليه سيئات سيئات اي باقية لم تكفر لم يسبق ان كفرها شيء وجاء قدم الى الله يوم القيامة بسيئاته فهذا توزن حسناته وسيئاته ونضع الموازين القسط ليوم القيامة توزن حسناته وسيئاته واذا وزنت اعمال هؤلاء حسناتهم وسيئاتهم ينتج من ذلك انهم ثلاثة اقسام قسم ترجح حسناته على سيئاته هذا لا يدخل النار فليدخل الجنة برحمة الله وبمنة الله عليه بحسناته التي هي من رحمة الله توفيقه القسم الثاني من تستوي الحسنات والسيئات في الميزان تكون حسناته وسيئاته متساوية وهؤلاء هم اصحاب الاعراف وهؤلاء هم اصحاب الاعراف يبقون في مكان مرتفع بين الجنة والنار ثم ان الله عز وجل يكرمهم بدخول الجنة وذكر الله شأنه في سورة الاعراف الثالث من رجحت سيئاته على حسناته فهذا قد يستحق دخول النار فلنتأمل هذا التفصيل النافع في هذا القسم الذي هو الظالم لنفسه الا ان يمنع من ذلك مانع او استحق دخول النار الا ان يمنع من ذلك مالا من شفاعة الرسول له عليه الصلاة والسلام يشفع للعصاة الذين استحقوا دخول النار الا يدخلوها كما انه يشفع للعصاة الذين دخلوا النار ان يخرجوا منها او شفاعة احد اقاربه او شفاعة الافراد او تدرك رحمة الله سبحانه وتعالى المحظة الى واسطة شفاعة والا فلابد له من دخول النار ثم اذا دخل يدخل الدخول تنقية وتطهير يختلف عن دخول الكافر وللظالم لنفسه بالمعاصي يختلف عن دخول الكافر دخول الكافر يدخل النار دخول تخليد وتأبيد واما العاصي فانه يدخل النار دخول تنقية وتطهير فرق بين الدخولين ولهذا العاصي دخوله النار بحسب المدة التي تكفي للتنقية تنقيته من هذه المعاصي التي ظلم نفسه بها في الحياة الدنيا ثم يخرج هؤلاء العصاة من النار دفعات دفعات بحسب حجم المعاصي التي اقترفوها فلا يبقى في النار احد في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان كما تواترت بذلك الاحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام واما المقتصد اما المقتصد المراد به بالمقتصد اي المقتصر على فعل الواجب وترك المحرم لكن لم ينشط في باب النوافل والرغائب والمستحبات قال وهؤلاء اهل اليمين اهل اليمين الذي يؤدي فرائض الاسلام الذي يؤدي فرائض الاسلام الصلاة بقية الاركان ويتجنب الكبائر التي توجب العقاب عقاب الله هذا من اصحاب اليمين هذا من اصحاب اليمين من المقتصدين لان المقتصد الذي فعل واجب ترك المحرم قال الله فسلام لك من اصحاب اليمين فهؤلاء سلموا من عذابه من عذاب البرزخ وعذاب النار وسلم الله لهم ايمانهم واعمالهم فادخلهم الجنة كل على حسب مرتبته واما السابق الى الخيرات فهو الذي كمل مراتب الاسلام وقام بمرتبة الاحسان فعبد الله كانه يراه فان لم يكن يراه فانه يراه وبدل ما استطاع من النفع لعباده فكان قلبه ملآن من محبة الله والنصح للعبادة ادى الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات وفضول المباحات المنقصة لدرجة فهؤلاء هم صفوة قلب وهم المقربون في جنات النعيم ثم هم ايظا منازل قال الشيخ ولهذا كانت عين التسنيم اعلى اشربة اهل الجنة يشرب منها هؤلاء المقربون صرفا ويشرب منها اصحاب اليمين مزجا مزجا في بقية اشربة الجنة التي لا نقص فيها لكن اولئك يشربون من التسليم عند تسليم صرفا اي ليست ممزوجة ولهذا قال الله تعالى ومزاجه من تسنيم الذي هو الشراب اصحاب اليمين مزاجه من تسنيم ما هي تسنيم؟ قال عينا يشرب بها المقربون اي يشرب بها المقربون صرفا ليست ممزوجة لكن اصحاب اليمين تمزج ببقية اشرب اشربة الجنة اما المقربون فانهم يشربون منها صرفا غير ممزوجة وهكذا بقية الوان واصناف نعيم الجنة. لهؤلاء السابقين منه اعلاه والله سبحانه وتعالى ذكر نعيم المقربين ونعيم اصحاب اليمين مفصلا في سورة الرحمن وفي سورة الواقعة قال رحمه الله تعالى فائدة ورد في القرآن الظلم بمعنى الكفر والشرك الاكبر كما قال تعالى والكاء قال فائدة ورد في القرآن طلب بمعنى الكفر والشرك الاكبر كما قال تعالى والكافرون هم الظالمون وقال ان الشرك لظلم عظيم ونحوهما وورد كثيرا بمعنى الجرائم التي دون الشرك كما سبق في الظالم لنفسه ومثل ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما وورد ايظا عدة ايات يدخل فيها هذا وهذا ومثل هذا الفسق والمعصية والذنب والسيئة والجرم والخطيئة ونحوهما فانها ورد ونحوها فانها وردت في القرآن لكل واحد من هؤلاء الثلاثة فان فانها وردت في القرآن لكل واحد من هذه الثلاثة فتفسر في كل مقام بما يناسب ذلك المقام قال رحمه الله تعالى فائدة ورد في القرآن الظلم بمعنى الكفر والشرك وورد بمعنى المعاصي والذنوب التي دون الكفر والشرك وهذا كله يعرف بالسياق فقوله تعالى والكافرون هم الظالمون وقوله سبحانه ان الشرك لظلم عظيم هذا المراد بالظلم آآ المراد به الشرك والكفر وهناك ايات يطلق الظلم ويراد بها المعاصي. منها الاية التي تقدمت فمنهم ظالم لنفسه ولو قرأنا السياق تاما نجد ان الله ذكر هذين النوعين من الظلم قال فمنهم ظالم نفسي ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك والفضل الكبير جنات عدن يدخلونها ثم ذكر ثوابهم ثم قال والذين كفروا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير الظالمين هنا اي الكافرين المراد بالظلم الكفر يختلف عن قوله فمنهم ظالم لنفسه فالظلم تارة يراد به الشرك والكفر وتارة يراد به آآ الظلم بالمعاصي التي دون ذلك مثله هذه الالفاظ الفسق المعصية الذنب السيئة الجرم الخطيئة ونحوها من الفاظ تارة يراد بها الكفر وتارة يراد بها المعاصي التي دون الكفر مثلا قول آآ مثلا الفسق الله عز وجل يقول وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض اه كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون مراد بالفسق هنا الكفر المراد بالفسق الكفر ويقول الله عز وجل والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون فالفاسقون هنا غير الفاسقون هناك هناك المراد بالفاسقين الكفار وهن المراد بالفاسقين العصاة فالفسق تارة يراد به الكفر وتارة يراد به المعصية ويعلم ذلك من السياق اه المعصية ايضا تارة يراد بها الكفر وتارة يراد بها المعصية التي دون الكفر مثلا قوله يومئذ يود الذي يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول وتسوى بهم الارض. عصوا الرسول اي بالكفر عصيانهم هنا الكفر و آآ قوله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الفسوق هنا دون الكفر والعصيان ايضا دون الكفر ايضا قوله آآ رحمه الله الذنب الذنب تارة يراد به الكفر وتارة يراد به دون الكفر فقوله فاعترفوا عن الكفار فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير. ذنبهم هنا المراد به الكفر الاكبر وقول الله عز وجل اه والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم الذنوب هنا لا شك انها تختلف عن الذنب الذي قاله تعالى في اية متقدمة فاعترفوا بذنبهم ذاك كفر وذاك وهذا معصية السيئة قال الله عز وجل وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. ها هنا السيئة كفر وقوله ان الحسنات يذهبن السيئات يذهبن اي سيئات المعاصي التي دون الكفر وهكذا الفاظ عديدة في القرآن آآ تطلق وتفهم من السياق تارة يراد بها الكفر الاكبر الناقل من الملة وتارة يراد بها الفسق او يراد بها المعصية التي دون الكفر الاكبر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين