بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد يقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله فائدة قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى جمعت السعادة وجميع الاسباب التي تنال بها السعادة وهي ثلاثة اشياء فعل المأمور واجتناب المحظور وتصديق خبر الله ورسوله فهذه الثلاثة يدخل فيها الدين كله وذلك ان قوله اعطى اي جميع اي جميع ما امر به من قول وعمل ونية واتقى جميع ما نهى عنه من كفر وفسوق وعصيان وصدق بالحسنى بما اخبر الله به ورسوله من الجزاء فصدق بالتوحيد وحقوقه وجزاء اهله فمن فمن جمع ثلاثة الامور يسر الله له يسر الله يسره الله لليسرى اي لكل حالة فيها تيسير اموره واحواله كلها ومقابل هذا قوله واما من بخل اي ترك ما امر به ليس خاصا بالنفقة بل معنى البخل المنع فاذا منع الواجبات المتوجبة اليه القولية او الفعلية او المالية فقد بخل واستغنى اي رأى نفسه غير مفتقر الى ربه وذلك وذلك عنوان الكبر والتجرؤ على محارم الله وكذب بالحسنى اي بلا اله اي بلا الى اي بلا اله الا الله وحقوقها وجزاء المقيمين لها والتاركين لها فسنيسره للعسرى اي لكل حالة اسرة في معاشه ومعاده الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه فائدة لطيفة ونافعة في معنى قوله عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قول الله عز وجل اعطى واتقى وصدق هذه الثلاث الكلمات اعطى واتقى وصدق بالحسنى هذه الكلمات الثلاث جمعت السعادة وجمعت جميع الاسباب التي تنال بها السعادة في الدنيا والاخرة وهي ثلاثة اشياء الامر الاول فعل المأمور. وهذا في قوله اعطى اعطى المراد به اي قدم من نفسه اه وكانت نفسه سخية بفعل ما امره الله به فهو يتناول جميع ما امر به من قول وعمل ونية واتقى وهذه الكلمة الثانية اي ما يسخط الله بتجنب ما نهى عنه سبحانه من الكفر والفسوق والعصيان وقوله وصدق بالحسنى اي تصدق بما اخبر الله به وما اخبر به رسوله عليه الصلاة والسلام من الجزاء وصدق بالتوحيد وحقوقه وجزاء اهله النبي عليه الصلاة والسلام انما بعث بهذه الامور الثلاثة اوامر ونواهي واخبار وحقيقة الشهادة بانه رسول الله طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر وهذه الامور الثلاثة كلها جمعت في هذه الاية فمن جمع هذه الثلاث يسره الله لليسرى اي لكل حالة فيها تيسير اموره واحواله كلها مقابل ذلك ايضا ذكر في الاية بخل واستغنى وكذب بالحسنى بخل ضد اعطى استغنى ضد التقى كذب بالحسنى بل صدق بالحسنى فسنيسره للعسرى اي لكل حالة عسيرة بخل تتناول ترك ما امر به ليست خاصة بالنفقة بخل بنفقة المال بل تتناول كل ما امر به بخل عن اداء الصلاة عن اداء الصيام عن آآ اه اخراج الصدقة التي افترض عليه منع الواجبات فهي اوسع من النفقة مثل مثل هذه الاية الحديث من من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان قال واستغنى اي رأى نفسه غير مفتقرة الى الله وذلك عنوان الكبر والتجرؤ على محارم الله وكذب بالحسنى اي بلا اله الا الله وحقوقها وجزاء المقيمين لها والتاركين لها وسنيسره للعسرى اي لكل حالة عسيرة في معاشه ومعاده في دنياه واخراه قال رحمه الله فائدة خطابات القرآن للناس خبرا وامرا ونهيا قسمان احدهما وهو الاكثر جدا خطاب خطاب عام يخاطب يخاطب به جميع الناس ويتعلق الخبر والحكم فيهم في حالة واحدة مثل الخبر عن الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر ومثل الامر بالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والبر والصلة والعدل والنهي عن ضد ذلك وهذا لان القرآن هداية وبيان للناس وهم مستوون في في تعلق تلك الاحكام فيهم ما لم يمنع مانع عجز عن بعض الواجبات فيرتب عليه حكمه. القسم الثاني الخطاب العام من جهة الخاص من جهة اخرى وذلك كالخطاب المتعلق بالعبادات المعلقة على اوقاتها كالامر بالصلوات الخمس لاوقاتها كقوله اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر وبالامساك عن المفطرات مثل قوله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل فمن جهة انه موجه الى جميع المكلفين فانه خطاب عام جميع اهل المشارق والمغارب مخاطبون بذلك ومن جهة ان لكل لكل موضع موضوع لكل موضع حكما بنفسه فانه معلوم ان الوقت الذي تطلع فيه الشمس على هؤلاء او تغرب او يطلع تجرؤ او تزول الشمس غير الوقت الذي توجد فيه هذه الامور عند الاخرين فكل يخاطب بحسب حاله وحسب الموضع الذي فيه بلا ريب قال رحمه الله فائدة خطابات القرآن للناس خبرا وامرا ونهيا قسمان خبرا وامرا ونهيا هي التي مرت معنا في الفائدة التي قبلها والتي اه بها تحقق السعادة في الدنيا والاخرة وهذا هو دين الله دين الله اخبار واوامر ونواهي دين الله هو هذه الامور الثلاثة اخبار والاخبار تصدق واوامر والاوامر تؤتمر ويمتثل بها ويمتثل لها والنواهي ينتهى عنها آآ في هذه الفائدة يذكر ان خطابات القرآن للناس فيما يتعلق بهذه الثلاثة الاوامر والنواهي والاخبار على قسمين الاول وهو الاكثر خطاب عام يخاطب به جميع الناس ويتعلق الخبر او الحكم يتعلق الخبر او الحكم فيهما في حالة واحدة الخبر مثل عن الله عن اسمائه عن صفاته عن اليوم الاخر عن البعث عن الحساب عن او الحكم الذي هو اما امر او نهي فيقول ويتعلق الخبر او الحكم فيهم في حالة واحدة مثل الخبر عن الله وملائكته وكتبه ورسله مثل امر بالصلاة ايضا مثل النواهي النهي عن المعاصي الذنوب فهذا خطاب عام لجميع لجميع الناس في كل الارض ما لم يمنع مانع عجز ما لم يمنع مانع عجز اتقوا الله ما استطعتم القسم الثاني الخطاب العام من جهة الخاص من جهة اخرى من جهة كونه مخاطب به جميع من على الارض ام وخاص ان انه يختلف آآ حال الخطاب اه باعتبار الجهة التي آآ الناس فيها كالامر بالصلاة الخمس لوقتها هذا عام لجميع اهل الارض. اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر كذلك الامساك عن المفطرات كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيظ فمن جهة انه موجه الى جميع المكلفين هو عام ومن جهة ان لكل بلد او منطقة حكم خاص فهو خاص لانه اذا اذا حضر وقت الظهر مثلا ببلد لا يكون قد حظر في البلد الاخر فاصبح خاصا في هذا البلد باعتبار هذا المعنى باعتبار هذا المعنى مثله الافطار يأتي وقت الافطار في رمضان في بلد ولا ولا يأتي في ولا يكون اتى في في بلد اخر في ذاك الوقت فمن جهة ان ان ان الخطاب اه موجه الى كل اهل الارض بهذا الحكم هو عام. ومن جهة ان لكل موضع حكما بنفسه فهو بهذا الاعتبار خاص قال رحمه الله ونظير هذا الامر باستقبال القبلة للصلاة موجه الى جميع اهل الارض ومع ذلك فكل قطر ومحل فلهم جهة يتوصلون بها الى الكعبة ولهذا صرح الله بهذا المعنى بقوله وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة فالمقصود واحد والطرق والوسائل الى هذا المقصود متباينة وكل احد مأمور بطريقه الخاص نظير هذا الامر باستقبال القبلة للصلاة هذا موجه الى جميع هنا جميع اهل الارض مأمور مأمورون باستقبال القبلة لاقام الصلاة واداء الصلاة وهي شرط في صحة الصلاة اه من هذا من هذه الجهة وبهذا الاعتبار الخطاب عام لكن اذا نظرنا الى ان لكل جهة كل قطر جهة يتوصلون بها الى الكعبة هو بهذا الاعتبار خاص وقد صرح يقول الله بهذا المعنى حيث يقول وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا فالمقصود واحد والطرق والوسائل الى هذا المقصود متباينة وكل احد مأمور بطريقة بطريقه الخاص كل احد مأمور بطريقه الخاص الذي هو آآ حسب حاله والمكان الذي هو فيه قال رحمه الله ونظير ذلك الاخبارات بطلوع الشمس والقمر والكواكب وغروبها لو تحذلق جاهل فقال ان مثل قوله حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمأة اي في البحر برؤية العين وقوله وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ينافي المعلوم ان الشمس والقمر والكواكب لا تغرب عن الدنيا بالكلية. فيقال هذا من الجهل العجمة والعجمة بمكان سحيق عن الحقائق وذلك ان الله لم ان الله لم يقل وجدها تغرب عن جميع الارض او تطلع على جميع الارض حتى يكون لهذا الجاهل اعتراض بل اخبر عن غروبها وطلوعها عن ذلك الموضع وذلك القطر كما يفهم كما يفهم الناس كلهم سابقا ولاحقا ولا فرق بين الاخبارات والاحكام بوجه ومن المعلوم ان لكل اهل قطرا لكل اهل قطر مطلعا ومغربا فهذه الخطابات بالاحكام والاخبارات في غاية الاحكام التي لا يتطرق اليها لا يتطرق اليها اعتراضات المعترض ومن اعترض على شيء من ذلك عرف الناس ان ذلك من اثار جهله وحمقه وحمقه احسن الله اليكم. وهذا واضح لا يحتاج الى كل هذا يفهمه الذكي والبليد. وهذا مقتضى كون القرآن عربيا انزله الله بما يعقله العباد قال ونظير هذا الاخبارات بطلوع الشمس المثالان السابقان متعلقا بجانب الاوامر وهذا جاء متعلق بجانب الاخبارات وتقدم ان ان ان ان الفائدة تتعلق بالخبر او الحكم تتعلق بالخبر او الحكم فذكر مثالا الحكم والان يذكر مثالا للخبر آآ من امثلة الاخبارات الاخبار بطلوع الشمس والقمر والكواكب وغروبها من المعلوم ان انها تختلف اوقاتها من بلد الى بلد من مكان الى مكان وهذا متكرر عند الناس ومعروف منذ القدم حتى في دوران الشمس على الارض ابن عباس شاعنه انها تطلع على قوم ثم تغرب عنهم وتطلع الاخرين ثم تغرب عنهم الى ان تأتي الى من طلعت عليهم قبل او اولا تختلف من من بلد الى الى بلد يقول لو ان جاهلا قال ان قوله حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حامية تغرب في عين حمية وقوله ووجدت تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ينافي المعلوم ان الشمس والقمر لا تغرب عن الدنيا بالكلية لا تغرب عن الدنيا والكلية لان الشمس لا تغرب عن الدنيا بالكلية لانها تدور على الارض تأتي قوم ثم اخرين ثم قوم ثم اخرين الى ان تطلع فلا تغرب عن الشمس بالكلية فاذا فهم من قول آآ حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين الحميئة تغرب في عين حمية ويفهم من ذلك انها غربت عن الدنيا بالكلية يقال هذا من جهله ومن عجمته اوتي لان الله عز وجل لم يقل وجدها تغرب عن جميع الارض او تطلع على جميع الارض لما قال في الاتي هنا قال وجد ثغر في عين حمية اي بحسب ذلك الموضع الذي وصل اليه وقوله وجدها تطلع على قوم ما قالها تطلع على جميع الارض وجدها تطلع على قوم ولهذا الفهم الذي آآ تقدمت اشارة اليه فهم بعيد جدا واوتي من من جهله من قاله لا قال لان الله لم يقل وجدها تقرب عن جميع الارض او تطلع على جميع الارض حتى يكون لهذا الجاهل اعتراض بل اخبر عن غروبها وطلوعها عن ذلك الموضع اي الذي وصل اليه وذلك القطر اي الذي وصل اليه كما يفهم الناس كلهم سابقا ولاحقا ولا فرق بين الاخبارات والاحكام بوجه ومن المعلوم ان لان لكل اهل قطر مطلعا ومغربا مثل ما قلنا قبل قليل استقبال القبلة يختلف من مكان الى مكان مثل ما قلنا ايضا في آآ آآ مواقيت الصلاة ومواقيت الافطار والامساك من مكان الى مكان ايضا تطلع الشمس وتغرب يختلف من مكان الى مكان والاية هذه نظير ما تقدم. الذي تقدم فيه في الاحكام وهذه في الاخبار ولا فرق يقول الشيخ بين الاخبارات والاحكام بوجه ومن المعلوم ان لكل اهل قطر مطلعا ومغربا قال فهذه الخطابات في الاحكام والاخبارات في غاية الاحكام التي لا يتطرق اليها اعتراضات المعترض قال رحمه الله فائدة ورد في القرآن عدة ايات فيها ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر على ذنوب وكبائر ليست على ذنوب وكبائر وكبائر ليست بكفر مثل قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ولعنه واعد له عذابا عظيما ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون فما الجمع بينهم فما الجمع بينها وبين النصوص المتواترة من الكتاب والسنة انه لا يخلد في النار الا الكفار وان جميع المؤمنين مهما عملوا من المعاصي التي دون الكفر فانهم لا بد ان يخرجوا منها فهذه الايات قد اتفق السلف على تأويلها وردها الى هذا الاصل المجمع عليه بين سلف الامة واحسن ما يقال فيها ان ذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر انها من باب ذكر السبب وانها سبب للخلود في النار لشناعتها وانها بذاتها توجب الخلود اذا لم يمنع من الخلود مانع ومعلوم بالضرورة من دين الاسلام ان الايمان مانع من الخلود فتنزل هذه المنزلة فتنزل هذه النصوص على الاصل المشهور وهو انه لا تتم الاحكام الا بوجود شروطها واسبابها وانتفاء موانعها وهذا واضح ولله الحمد مع ان بعض الايات المذكورة فيها فيها ما يدل على ان الخطيئة المراد بها المراد بها الكفر لان قوله واحاطت به خطيئته دليل على ذلك لان المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها بل لابد ان يكون معه ايمان يمنع من احاطتها وكذلك قوله ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها فالمعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر ومن المعلوم انه اذا دخل فيها الكفر زال زال الاشكال هذه فائدة في تتعلق بورود الخلود في النار على ذنوب. وكبائر ليست بكفر دون الكفر بالله ومن المعلوم ان الخلود في النار انما هو للكفار المشركين واما العصاة الذين معاصيهم دون الكفر لله سبحانه وتعالى فانهم لا يخلدون في النار لانه لا يخلد في النار الا المشرك ومن الادلة على ذلك قول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فجميع الذنوب التي دون الشرك تحت المشيئة واما المشرك ان مات على شركه فمقطوع بدخوله النار وخلوده فيها ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها كذلك نجزي كل كفور يقول هناك ايات ذكر فيها الخلود وظاهرها انها تتعلق بمعاصي دون الكفر فكيف يوفق بينها وبين الاصل المتقرر انه لا يخلد في النار الا الكفار ومجمع عليه بين سلف الامة وان جميع العصاة مهما عملوا من معاصي دون الكفر لا يخلدون في النار اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فكيف يجمع بين هذا وهذه الايات وذكر اه ثلاث ايات ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاء جهنم خالدا فيها وذكر قوله ومن يعصي الله ورسوله ويتعدى حدوده ويدخله نارا خالدة فيها ذكر قول بنى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون الاية الاولى تتعلق بماصية عظيمة وهي القتل عمدا ذكر الله ان ان جزاؤه جهنم خالدا فيها والامر كما قال السلف في معناها هذا جزاؤه انجازه لكن دل ما ذكر الله في سورة النساء قبل هذه الاية وبعدها وهو قوله ان الله لا يغفر ان يشرك بي ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الذي ذكرت مرتين في سورة النساء مرة قبل هذه الاية ومرة بعدها فجاءت هذه الاية التي فيها الحكم على القاتل عمدا بن الخلود في النار محفوفة بين هاتين الايتين ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والقتل دون الشرك وداخل تحتها المشيئة فالحكم المذكور هنا هو جزاؤه انجازان لكن هو تحت المشيئة كما دلت عليه على ذلك الايتان في السورة نفسها يقول الشيخ احسن ما يقال فيه ان ذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر ان من باب ذكر السبب وانه سبب للخلود وانها توجب الخلود اذا لم يمنع مانع. والتوحيد مانع توحيد مانع لان الله قال قبلها آآ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فتنزل هذه النصوص على هذا الاصل ولهذا جميع ايات الوعيد يجب ان تردي لهذا الاصل الذي دل عليه قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يقول الشيخ مع ان بعض الايات يحتمل ان يكون المراد الكفر مثل واحاطت به خطيئته الخطيئة المراد بها الكفر حاط به خطيئته لان المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها هذا يفيد ان المراد الخطيئة هنا الكفر لان المعاصي لا تحيط بصاحبها يكون معها ايمان فلا تكون محيطة به بينما الكفر يكون محيطا بالانسان لانه محبط للعمل ومبطل له كذلك قوله من يعصي الله ورسوله المعصية تارة تطلق ويراد بها الكفر. وتارة تطلق ويراد بها الكبائر تطلق ويراد بها الكفر وتارة تطلق ويراد بها الكبائر قد تقدم فائدة عند الشيخ رحمه الله اه في ورود ورود اه الظلم في القرآن بمعنى الكفر وورود الفسق مع تارة معنى الكفر وتارة معنى المعصية والظلم تارة مع الكفر وتارة مع المعصية والمعصية ايضا تارة معنى الكفر وتارة معنى المعصية فمثلا قوله يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض المعصية هنا الكفر لكن المعصية في قوله وكره اه حبب اليكم الايمان زينه في قلوبكم وكر اليكم الكفر والفسوف والعصيان. الناصية هنا دون الكفر فالاية التي هي ومن يعصي الله ورسوله يحتمل ان تكون المعصية الكفر فلا اشكال اذا اذا قيل نار جهنم خالدين فيها لان اه يدخله نار جهنم خالدا في نارا خالدا فيها لا اشكال في ذلك لان المعصية هنا يحتمل ان تكون معصية الكفر فالمعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر ومن معلوم انه اذا دخل فيها الكفر زال الاشكال لان الكفر اه جرم موجب اه صاحبه الخلود في النار ثم ذكر رحمه الله فائدة عظيمة جدا ان القرآن فيه ايات كثيرة فيها مضاعفة الحسنات بعشر امثالها وورد ايظا ايات اخرى فيها مظاعفة اكثر من ذلك فما وجه ذلك فما وجه ذلك فذكر فائدة تتعلق بهذا نافعة ومفيدة جدا اه فيؤجل الكلام عليها الى لقاء الغد باذن الله نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين