بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله فائدة لما ذكر الباري نعمته على العباد بتيسير الركوب بتيسير الركوب للانعام والفلك والفلك قال تعالى لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم يعني لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ذكر فيها اركان الشكر الثلاثة وهي الاعتراف والتذكر لنعمة الله والتحدث بها والثناء على الله بها والثناء على الله بها والخضوع لله والاستعانة بها على عبادته لان المقصود من قوله وانا الى ربنا لمنقلبون الاعتراف بالجزاء والاستعداد له وان المقصود من هذه النعم ان تكون عونا للعبد على ما خلق له من طاعة الله وفي قوله ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه تقيدها في هذه الحالة وقت تبوء النعمة لان كثيرا من الخلق تسكرهم النعم وتغفلهم عن الله وتوجب لهم الاشر والبطر فهذه الحالة التي امر الله بها هي دواء هذا الداء المهلك فانه متى ذكر العبد انه مغمور بنعم الله؟ وان اصولها وتيسيرها وتيسير اسبابها وبقائها ودفع ما يضادها او ينقصها كله من فضل الله واحسانه. ليس من العبد شيء خضع لله وذل تره واثنى عليه وبهذا تدوم النعم ويبادك الله فيها وتكون نعمة حقيقية فاما اذا قابلها بالاسر والبطر ونسي المنعم وربما تكبر بها على عباد الله فهذه نقمة في صورة نعمة وهي وهي استدراج من الله للعبد سريعة الزوال وشيكة في العقاب عليها والنكال نسأل الله ان يوزعنا شكر نعمته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام بدءا اسأل الله عز وجل الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا الذي اكرمنا اجمعين ببلوغ هذا الشهر المبارك ونحن ونحن بصحة وعافية وامن وامان ان يوفقنا اجمعين لحسن القيام والصيام وان يعيننا فيه على ذكره وشكره وحسن عبادته وان يجعل هذا الشهر المبارك عزا لامة الاسلام امة محمد عليه الصلاة والسلام ونسأله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يكشف عن المسلمين اينما كانوا ما نزل بهم من ضر وبلاء وشدة وان يحفظنا اجمعين بما يحفظ به عباده الصالحين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب قال المصنف رحمه الله فائدة لما ذكر الباري سبحانه وتعالى نعمته على العباد بتيسير الركوب للانعام والفلك قال عز وجل والذي خلق الازواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون فهذا تسخير الله حيث سخر الفلك آآ تحمل الناس على متون البحار وسخر الانعام لتحمل الناس على الارظ اليابسة ينتقلون على هذه وهذه الى حيث ارادوا من جهات الارظ يحملون انفسهم عليها ويحملون امتعتهم ويقضون مصالحهم فهذه نعمة عظيمة ما من الله سبحانه وتعالى بها على العباد وفي سورة النحل التي تعرف بسورة النعم لكثرة ما عدد فيها من نعمه سبحانه قال فيها والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ويخلق ما لا تعلمون منه ما تيسر في هذا الزمان من وسائل عظيمة مريحة لانتقال الناس جوا وبرا وبحرا بايسر ما يكون من الوسائل واريحها للناس فهذا كله من تيسير الله سبحانه وتعالى فوجب على كل من ركب هذه الوسائل وسائل النقل اه ان يذكر نعمة الله عليه كما قال الله سبحانه وتعالى لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا اذا استويتم عليه فهذه ولا شك نعمة عظيمة يسر الله يسرها الله سبحانه وتعالى للعباد فينبغي ان يشكروا المنعم سبحانه قال ثم تذكر نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون قال الشيخ رحمه الله ذكر فيها آآ اركان الشكر الثلاثة الاول الاعتراف والتذكر للنعمة الاعتراف والتذكر للنعمة وهذا مستفاد من قوله ثم تذكر نعمة ربكم اذا استويتم عليه والركن الثاني التحدث بها والثناء على الله بها. التحدث بالنعمة والثناء على الله بها وهذا مستفاد من قوله وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا هذا تحدث بالنعمة وثناء على الله سبحانه وتعالى بها. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اي ما كنا مطيقين لهذا لولا ان الله هو الذي سبحانه وتعالى سخره وسخره ومن به والثالث الركن الثالث الخضوع والاستعانة بها على عبادته. هذا الركن الثالث من اركان الشكر الخضوع لله والاستعانة بها على عبادته وهذا مستفاد من قوله وانا الى ربنا لمنقلبون لان المقصود من قوله وان الى ربنا لمنقلبون. الاعتراف بالجزاء والاستعداد له وان المقصود من هذه النعم ان تكون عونا للعبد على ما خلق له من طاعة الله ليلقى الله سبحانه وتعالى حين يلقاه وينقلب اليه وهو عابد له لا ان يلقى الله وهو متبع لهواه او متبع للشيطان بل ينقلب الى الله سبحانه وتعالى وهو متبع ومطيع لامره سبحانه وتعالى قال وفي قوله ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه تقييدها في هذه الحالة وقت تبوء النعمة وقت تبوء النعمة يقول لان كثيرا من الخلق تسكرهم النعم وتغفلهم عن الله وتوجب لهم الاشهر والبطر كثير من الناس اه في غمرة النعمة يغفل يغفل عن شكر المنعم فهنا يشرع للمسلم انه في غمرة النعمة يذكر المنعم يذكر المنعم سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقررين يعلن عجزه وظعفه وفقره الى الله ويثني على ربه سبحانه وتعالى ومولاه قال فهذه الحالة التي امر الله بها هي دواء هذا الداء المهلك الذي هو الاشهر والبطر وهذي فائدة عظيمة نبه عليها الشيخ عندما تقول اذا ركبت الطائرة او ركبت السيارة او ركبت الباخرة او غير ذلك من وسائل النقل النقل اه اعجبتك نفسك او اعجبت بمركوبك او نحو ذلك اذا اذا دخلت النفس مثل هذه الامور لا يطرد ذلك الا السنة والعمل بالهدي وان تقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون وانا الى ربنا لمنقلبون وذكر الانقلاب هنا اه بعظ السلف يقول آآ لا تأمن وانت اذا ركبت اذا ركبت الناقة ان تميل بك وتسقط على عنقك وتموت فتذكر الانقلاب الى الله عز وجل اذا ركبتها وفي زماننا هذا لا يأبى الناس من هذه الحوادث الكثيرة حوادث السيارات التي حصدت من البشر قلقا كثيرا فتذكر المنقلب الى الله عز وجل والحساب هذا نافع للمسلم في كل احواله ولا سيما في في هذه الحالة ثم انه بالشكر تدوم النعم والاشر والبطر ونسيان المنعم من اسباب محق بركتها وزوالها فينبغي على العبد ان يكون شاكرا لله محققا للشكر بانواعه قال رحمه الله تعالى فائدة بل فوائد عظيمة بذكر شيء من الاسباب التي ذكرها الله في كتابه موصلة الى المطالب العلية قال لا ريب ان من حكمة الله ورحمته سلام عليكم موصلة الى المطالب العالية قال لا ريب ان من حكمة الله ورحمته انجى انه جعل العباد مفتقرين الى جلب المنافع الدينية والدنيوية والى دفع المضاد الدينية والدنيوية اقتضت حكمته وسنته فاقتضت حكمته وسنته التي لا تتبدل ان هذه المنافع المتأن هذه المنافع المتنوعة وخصوصا الامور العظام لا تحصل الا بالسعي باسبابها الموصلة اليها. وكذلك قالوا لا تندفع الا بالسعي بالاسباب التي تدفعها وقد بين في كتابه غاية التبيين هذه الاسباب وارشد العباد اليها فمن سلكها فاز بالمطلوب ونجا من كل مرغوب فاصل الاسباب كلها الايمان والعمل والعمل الصالح جعل الله خيرات الدنيا والاخرة وحصولها بحسب قيام العبد بهذين الامرين وقد ذكر الله في القرآن من هذا شيئا كثيرا وقد تقدم في هذا الكتاب شيء من ذلك عند ذكر فوائد الايمان قال رحمه الله اه فائدة بالفوائد في ذكر شي من الاسباب التي ذكرها الله في كتابه موصلة الى المطالب العالية الله عز وجل اه جاء للعباد اسبابا ووسائل توصلهم اذا سلكوها الى المطالب العالية المصالح الدينية والدنيوية وايضا اسبابا يتقون بها المضار والاشياء المهلكة ولهذا ينبغي العبد ان يكون ساعيا في جلب ما ينفعه وسعيا ايضا في دفع ما يضره باذلا الاسباب لا يقول انا متوكل على الله ويترك الاسباب بل يسعى في الاسباب المشروعة النافعة المفيدة له في دينه ودنياه مستعينا بالله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل ذكر في اه اه القرآن اه اه هذا هذا الامر الذي هو ان المطالب العالية يوصل اليها من خلال بذل الاسباب الموصلة اليها فمثلا الفوز آآ بان الفوز بالجنة والنجاة من النار والفوز بكل نعيم جعل الله سبب ذلك لمن العمل الصالح بل كل خيرات الدنيا والاخرة مترتب على على ذلك قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وفي ايات كثيرة ربما تبلغ الخمسين اية يقول الله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات او والذين امنوا وعملوا الصالحات ثم يذكر ما اعد لهم من جميل الثواب وعظيم المآب هذا ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في مواطن كثيرة رتب على الايمان والعمل الصالح في اية كثيرة اه رتب عليهما كل خير وفلاح وسعادة في الدنيا والاخرة قال رحمه الله وجعل الله القيام بالعبودية والتوكل سببا لكفاية الله للعبد جميع مطالبه شاهده قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اليس الله بكاف عبده اي بمن يقوم بعبوديته طاهرا وباطنا قال جعل الله القيام بالعبودية والتوكل سببا لكفاية الله للعبد جميع مطالبه جميع مطالبه لان لان الله سبحانه وتعالى قال ومن يتوكل على الله فهو حسبه هذا فيه التوكل وقولها اليس الله بكاف ابدى هذا فيه العبودية فبالعبودية والتوكل يكفى العبد ويوقى ومن اراد لنفسه الكفاية والوقاية والنجاة من كل مرغوب فليحقق العبودية لله تعرف الى الله في الرخاء يعرف كيف الشدة وليحقق التوكل على الله فان من توكل عليه كفاه. ومن التجأ اليه وقاه سبحانه وتعالى قال وجعل الله التقوى والسعي والحركة سببا للرزق شاهده قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقوله تمشوا في مناكبها وكلوا من رزقه جعل سبحانه وتعالى التقوى والسعي والحركة سببا للرزق جعله سببا للرزق لا ينال الرزق بالكسل البطالة والتماهن وانما ينال ببذل الاسباب ولهذا قال الله فامشوا في مناكبها امشوا في مناكبها وقال عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله كما اه لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو ما قال انها تبقى في مكانها تغدو خماصا وتروح بطانا فجعل الله عز وجل التقوى والسعي والحركة سببا لي اه الرزق ومن الادلة على ذلك قول الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب كذلك من الادلة قوله تعالى فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه قال وجعل الله التقوى والايمان وتكرار دعوة ذي النون سببا للخروج من كل كرب وضيق وشدة شاهده الاية السابقة وكذلك قوله وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ايضا هذا هذا من الاسباب الموصلة الى المقاصد العظيمة تقوى الله والايمان هذا السبب للخروج من كل كرب وضيق وشدة والدليل على ذلك ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قد يكون الانسان في بلاء وشدة ومصيبة يظن انه لا مخرج له منها لكن مم لكن الله عز وجل لا يعجزه شيء لا يعجزه شيء في الارض في الارض ولا في السماء ومن يتوكل على الله فهو حسبه اذا صدق في توكله على الله سبحانه وتعالى فالله جعل التقوى والايمان وتكرار دعوة ذي النون سببا الخروج من كل كرب وضيق ولهذا اه تدفع الشدائد بالتقوى وبالايمان والذكر لله سبحانه وتعالى خاصة هذا الذكر الذي جاء ان ذي ذي النون يونس بن متى عليه السلام وقال تعالى وذا النون ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين قال وجعل الله الدعاء والطمع في فضله سببا للحصول سببا لحصول جميع المطالب. دليله قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقوله وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين ايضا جعل الله الدعاء والطمع في بفظله سببا لحصول اه جميع المطالب جميع المطالب لان جميع المطالب بيد الله هو المعطي المانع القابض الباسط الخافظ الرافع المعز المذل بيده الامر سبحانه تجعل الله الدعاء والطمع في فضله سببا لنيل كل فضيلة في الدنيا والاخرة. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار والدليل على ذلك قوله وقال ربكم ادعوني استجب لكم وفي الحديث من لم يسأل الله يغضب عليه وفي الحديث الاخر ليس شيء اكرم على الله من الدعاء كذلك قول الله تعالى وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين فالحاصل هذه الايات تدل على ان الله جعل الدعاء والطمع في فضله سبب اه سببا لحصول جميع المطالب فلا رحمه الله تعالى وجعل الله الاحسان في عبادة الخالق والاحسان الى الخلق سببا يدرك به فضله واحسانه العاجل والاجل. شاهده الاية السابقة ان رحمة الله قريب من المحسنين وقوله هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقوله واحسنوا ان الله يحب المحسنين ومن احبه الله نال جميع ما يطلب ومنها ان الله آآ سبحانه وتعالى اه جمع الاحسان في عبادة الخالق جعل جعل سبحانه الاحسان في عبادة الخالق والاحسان في عبادة المخلوق سبحانه وتعالى جعلها سببا يدرك به فظله واحسانه العاجل والاجل وشاهده في الاية التي تقدمت قريبا ان رحمة الله قريب من المحسنين وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين جعل الرحمة سبحانه قريبة من المحسنين ومن فاز برحمة الله فاز بكل خير وفلاح وقال عز وجل هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقالوا احسنوا ان الله يحب المحسنين وقالوا ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا وايضا عكس ذلك اه السوء يجر الى السوء والشر يجر الى الشر والفساد كما قال الله تعالى ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء قال وجعل الله التوبة والاستغفار والايمان والحسنات والمصائب مع الصبر عليها اسبابا لمحو ذنوبي والخطايا شاهده قوله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى ان الحسنات يذهبن السيئات انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين ايضا جعل الله سبحانه وتعالى التوبة والاستغفار والايمان والحسنات هذي اربعة التوبة والاستغفار والايمان والحسنات وامر خامس المصائب مع الصبر هذه الخمس جعلها الله سبحانه وتعالى سببا لمحو الذنوب والخطايا الاول التوبة توبة جعلها الله محوا للذنوب والخطايا. الدليل واني لغفار لمن تاب التوبة سبب المغفرة وامن وهذا فيه ان الايمان سبب للمغفرة وعمل صالحا هذا فيه ان الاعمال الصالحة والاستكثار من الحسنات سبب للمغفرة وقال جل وعلا ان الحسنات يذهبن السيئات هذا فيه ان الحسنات مم مذهبة للسيئات وفيها غفران الذنوب اتبع السيئة الحسنة تمحها كذلك قوله تعالى انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين قال وجعل الله الصبر قال رحمه الله وجعل الله الصبر سببا والة تدرك بها الخيرات ويستدفع بها الكريهات شاهده الاية السابقة وقوله واستعينوا بالصبر والصلاة اي على جميع اموركم ولما ذكر الله ما وصل اليه اهل الجنة من كمال النعيم وزوال كل محدور ذكر ان هذا اثر صبرهم فقال سلام عليكم بما صبرتم اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ايضا يقول جعل الله الصبر سببا والة تدرك بها الخيرات ويستدفع بها الكريهات تدرك بها الخيرات اه اي بالصبر ينال العبد خير الدنيا والاخرة لان الصبر يعين العبد على العمل والاستمرار فيه والمداومة عليه لا يفوز بثواب العمل والصبر ايضا يعين العبد على ترك المعصية واجتنابها فمن لا صبر عنده لا قيام ولا مقاومة لا قيام بطاعة ولا مقاومة لمعصية لكن بالصبر تقاوم النفس المعاصي وتقوم النفس بالطاعات فيفوز العبد خير الدنيا والاخرة ولهذا فان الصبر مقام عظيم من مقامات الدين ومنزلة عالية من منازله يصحب المسلم في كل اعماله وتركه فان الاعمال لا بد فيها من صبر والتروك ايضا لا بد فيها من صبر قال ومنه انه جعل الصبر واليقين تنال بهما اعلى المقامات وهي الامامة وهي الامامة في الدين دليله قوله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون قال ومنه انه جعل الصبر واليقين تنال بهما اعلى المقامات وهي الامامة في الدين والدليل قول الله تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون اخذ منها العلماء انه بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين فالامامة في الدين لا بد ان يكون هناك صبر بانواعه الثلاثة على الطاعة وعن المعصية وعلى اقدار الله المؤلمة واليقين الذي هو اساس كل فلاح وهو انتفاء الشك وثبوت الله الايمان في القلب وعدم تزعزعه انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا قال وجعل الله مفتاح العلم حسن السؤال وحسن الانصات والتعلم والتقوى وحسن القصد شاهده قوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم تسؤكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم وقوله يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا اي نورا وعلما تفرقون به بين الحقائق كلها وقوله يهدي به يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام وقوله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا الاية قال رحمه الله وجعل الله مفتاح العلم حسن السؤال وحسن الانصات والتعلم والتقوى وحسن القصد هذه خمسة اشياء هي مفاتيح للعلم هذه خمسة اشياء هي مفاتيح للعلم لا ينال الا بها الاول حسن السؤال والاحسان في السؤال يأتي من جهتين الجهة الاولى صلاح النية في السؤال ان ينوي بالسؤال رفع الجهل عن نفسه وعن غيره واصلاح نفسه واصلاح دينه فلا يسأل الا لهذا القصد ومن جهة ايضا انتقاء السؤال المناسب غير المتكلف الذي يكون المراد به آآ فهم دين الله سبحانه وتعالى والمفتاح الثاني حسن الانصات قال الله تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فمجالس العلم تحتاج الى انصات وحضور قلب وان يكون المرء شاهدا بقلبه فينتفع بخلاف الغافل اللاهي فانه لا يحصل العلم ولا يستفيد المفتاح الثالث التعلم الثالث التعلم كما قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم العلم يحتاج الى تعلم ومجاهدة النفس على الطلب والتحصيل والمفتاح الخامس او الرابع العلم التقوى كما قال الله يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم طرقانا اي علما تفرقون به بين الحق والباطل والهدى والظلال المفتاح الخامس حسن القصد المفتاح الخامس حصن القصد اي ان يكون مقصده في تعلمه حسنا يروى عن الامام احمد رحمه الله انه قال العلم لا يعدله شيء اذا صلحت النية قيل وما صلاحها قال ان تنوي به رفع الجهل عن نفسك وعن غيرك قال وجعل الله الاستعداد للاعداء بكل من القوة واخذ الحذر منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرور من شرورهم شاهدوا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم وقوله واعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال رحمه الله تعالى وجعل الله الاستعداد للاعداء بكل مستطاع من القوة واخذ الحذر آآ منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم وذكر على ذلك دليلين الاول يا ايها الذين امنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات او انفروا جميعا و ايضا قول الله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم هذا من الاسباب لحصول النصر آآ امران اخذ الحذر والحيطة والثاني الاستعداد والتهيؤ بما ييسره الله سبحانه وتعالى من الوسائل التي يكون فيها مقاومة الاعداء ومصاولتهم قال وجعل الله اليسر يتبع العسر والفرج عند اشتداد الكرب شاهدوا قوله تعالى ان مع العسر يسرا سيجعل الله بعد عسر يسرا ام من يجيب المضطر اذا دعاه قال وجعل الله اليسر يتبع العسر اي يليه فاذا وجد وجد اه والفرج عند اشتداد الكرب الفرج عند اشتداد الكرب فاذا اشتدت فرجت الدليل قول الله تعالى ان مع ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا و العسر الذي ذكر في بهذا الموطن جاء بين يسرين جاء بين يسرين ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا فجاء العسر بين يسرين وهذا فيه ان ان فرج الله قريب وتيسيره قريب ممن اشتد كربه وعظم الخطب عنده والله يقول سيجعل الله بعد عسر يسرا ويقول امن يجيب المضطر اذا دعاه والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ان الفرج مع اه الصبر وان مع العسر يسرا ان ان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا قال وجعل الله الشكر سببا للمزيد منها ومن غيرها وكفران النعم سبب سببا لزوالها. شاهدوا قوله تعالى لان شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ولهذا يقال ان النعم اذا شكرت قرة اي في مكانها واذا كفرت فرت اي من صاحبها وزالت عنه فشكر النعم مؤذن بموجب لحفظها ومؤذن بالزيادة منها. كما قال الله تعالى لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ومما يوصف به الشكر انه الجالب الحافظ الحافظ للنعم الموجودة والجانب للنعم المفقودة قال وجعل الله الصبر والتقوى سببا للعواقب الحميدة والمنازل الرفيعة شاهده قوله تعالى والعاقبة للمتقين انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين وجعل الصبر والتقوى سببا للعواقب الحميدة والمنازل الرفيعة لان الله يقول والعاقبة للتقوى والعاقبة للتقوى اي العاقبة الحميدة والمآل مآل الخير والبركة في الدنيا والاخرة للمتقين وفي الاية الثانية قال انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين ان ينالوا اجر الله و فضله الذي اعده للمحسنين من عباده قال وجعل الله الجهاد سببا للنصر وحصول الاغراض المطلوبة من الاعداء والوقاية من شرورهم. شاهده قوله تعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف بأس الذين كفروه ايضا جعل الله الجهاد سببا للنصر وحصول الاعراب المطلوبة من الاعداء والوقاية من شرورهم وذكر دليلين على ذلك اه قوله تعالى قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء من عباده هذه ستة امور ذكرها الله سبحانه وتعالى هي كلها ثمار الجهاد في سبيل الله اعلان لكلمته لتكون كلمة الله سبحانه وتعالى هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى تقاتل في سبيل والله يقول فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا فكف بأسهم يكون بمقاتلتهم والاستعانة بالله سبحانه وتعالى على ذلك. ولهذا قال فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا قال وجعل الله لمحبته التي هي اعلى ما ناله العباد اسبابا اهمها واعظمها متابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الاقوال والافعال وسائر الاحوال قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ومن اسبابها ما ذكره بقوله والله يحب المحسنين والله يحب الصابرين يحب المتقين يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص نعم هذه الفائدة وما بعدها يؤجل الى لقاء الغد باذن الله نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته