بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات. اما بعد فيقول فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله وجعل الله لمحبته التي هي اعلى ما ناله العبد اسبابا اهمها واعظمها متابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في الاقوال والافعال وسائر الاحوال قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ومن اسبابها ما ذكره بقوله والله يحب الصابرين يحب المحسنين يحب المتقين يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال في الفصل الذي عقده رحمه الله تعالى لبيان الاسباب الموصلة للمقاصد العالية والعظيمة فان الله سبحانه وتعالى جعل المقاصد العالية اسبابا توصل اليها وذكر انواع من الامثلة رحمه الله تعالى على ذلك ثم قال وجعل الله لمحبته التي هي اعلى ما ناله العبد اسبابا اهمها واعظمها متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاقوال والافعال وسائر الاحوال والدليل قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فالاية دليل على ان الاتباع سبب لنيل محبة الله ايضا الصبر والاحسان والتقوى القتال في سبيل الله لاعلاء كلمة الله هذه اسباب موصلة الى محبة الله والله يحب الصابرين يحب المحسنين يحب المتقين يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وفي كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله عقد فصلا عظيما اه في الاسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة اسباب ذكرها رحمه الله الاول قراءة القرآن بالتدبر والثاني التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض والثالث دوام الذكر على كل حال والرابع ايثار محابه على محاب نفسك والخامس مطالعة القلب لاسمائه وصفاته والسادس مشاهدة بره واحسانه والائه ونعمه والسابع انكسار القلب بين يديه والثامن الخلوة به وقت النزول الالهي والتاسع مجالسة المحبين الصادقين والعاشر مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله سبحانه وتعالى قال رحمه الله وجعل الله النظر الى النعم والفضل الذي يعطيه العبد وغض وغض النظر مما لم يعطه بسببا للقناعة شاهدوا قوله تعالى يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين ايضا مما يدخل في هذا الباب ان الله جعل النظر الى النعم والفظل الذي اعطيه العبد وغض النظر عما لم يعطى سببا للقناعة ثم ذكر شاهد على ذلك قول الله سبحانه وتعالى يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي و وجه الدلالة في هذه الاية على المقصود يتضح بتأمل الاية التي قبلها وهي قول الله سبحانه وتعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني هذه نعمة كان يطمع ان يحصلها وان ينالها وان يفوز بها فقال الله سبحانه وتعالى لن تراني ثم قال في الاية التي تليها يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي ففي هذا يعني ان النظر الى النعم والفضل الذي اعطيه وغض النظر عما لم يعطه سبب للقناعة سبب للقناعة فموسى لم يعطى الرؤية لكنه اعطي الاصطفاء بالرسالة وبالكلام وهو فهو كليم الله فدعاه الله سبحانه وتعالى ان ينظر الى النعم التي العظيمة التي اعطاه الله اياها ويغض بصره عن النعم التي لم يعطى اياها فان هذا من الامور التي تكسب القناعة هكذا ايظا الشأن في العبد بعموم اموره اذا كانت نفسه تطمع في اشياء لم تحصل له لا ينظر الى تلك الاشياء التي لم تحصل لكن ينظر يجعل نظره الى الاشياء التي حصلت له يحمد الله سبحانه وتعالى عليها يقول ان لم يحصل لي كذا الحمد لله عندي كذا وعندي كذا وعندي كذا يعدد النعم فهذا يكسبه باذن الله القناعة قال رحمه الله وجعل الله كمال اخلاص وجعل الله القيام بالعدل في الامور كلها سببا لصلاح الاحوال وضده سببا لفسادها واختلافها آآ شاهدوا قوله تعالى والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا ازا قال وجعل القيام بالعدل وجعل سبحانه وتعالى القيام العدل اي في الامور كلها العدل به قامت السماوات والارض جعل الله القيام بالعدل في الامور كلها سببا لصلاح الاحوال وضده الذي هو الظلم سببا لفسادها واختلافها او اختلالها والشاهد على ذلك قول الله سبحانه وتعالى والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان هذه الاية فيها ان الله سبحانه وتعالى انزل على عباده الميزان لئلا يتجاوزوا الحدود وان تكون الامور قائمة على العدل وعلى القسط وعدم الطغيان ولهذا قال واقيموا الوزن بالقسط ايجعلوا اجعلوه قائما بالعدل ولا تخسروا الميزان اي لا تنقصوه وتعملوا بظده وهو الظلم الحاصل ان الله سبحانه وتعالى اه جعل القيام بالعدل في الامور كلها سببا لصلاح الاحوال وظده وهو الظلم والطغيان تجاوز الحد هذا كله من اسباب فساد الامور واختلالها قال رحمه الله وجعل الله كمال اخلاص العبد لربه سببا يدفع به عن المعاصي واسبابها وانواع الفتن شاهدوا قوله تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين ايضا من من ذلك ان الله جعل كمال الاخلاص سببا لدفع المعاصي عن العبد واسبابها وانواع الفتن ولهذا الاخلاص طريق الخلاص وسبيل النجاة واخلاص العبد يدفع عنها الشرور. اذا كان مخلصا صادقا في توحيده وايمانه فان ذلك يدفع عنه الشرور كما قال الله تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين اي المخلصين دينهم لله والمخلصين اي الذين اخلصهم واصطفاهم لاخلاصهم لله سبحانه وتعالى الحاصل ان الاخلاص سبب لصرف السوء عن العبد والفحشاء والفتن قال رحمه الله وجعل الله قوة التوكل عليه من مع الايمان حصنا حصينا يمنع العبد من تسلط الشيطان خصوصا اذا انضم الى ذلك الاكثار من ذكر الله والاستعاذة بالله من الشيطان شاهدوا قوله تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. وقال قل اعوذ برب الفلق. وقل اعوذ وقل اعوذ برب الناس الى اخرهما ايضا من ذلك ان الله سبحانه وتعالى جعل قوة التوكل على الله مع الايمان حصنا حصينا يمنع العبد مع ما يمنع العبد من تسلط الشيطان عليه خصوصا اذا انضم الى ذلك كثرة الذكر الاستعاذة بالله الشاهد على ذلك قول الله تعالى انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون فالاية فيها دليل على ان انه ليس له سلطان على المؤمن المتوكل المستعيذ بالله المكثر من ذكر الله ولهذا ايضا قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وقال ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ولايته في هذا المعنى كثيرة قال رحمه الله وجعل الله مفتاح الايمان واليقين التفكر في ايات الله المتلوة واياته المشهودة والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة شاهده قوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب والامر بالتفكر بالمخلوقات في عدة ايات وقوله ان في ذلك لاية للمؤمنين فهي سبب للايمان والايمان موجب للانتفاع به بها وجعل الله مفتاح الايمان واليقين التفكر في ايات الله المتلوة واياته المشهودة اياتها المتلوة القرآن واياته المشهودة هذا الكون الفسيح الجبال والاشجار والانهار مخلوقات مخلوقات الله العظيمة الدالة على عظمة خالقها وكمال مبدعها والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة الدليل على ان الله جعل ذلك آآ مفتاح للايمان قول الله سبحانه كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب والامر بالتفكر بالمخلوقات في عدة ايات وقوله ان في ذلك لاية للمؤمنين وهي سبب للايمان والايمان موجب للانتفاع بها قال رحمه الله وجعل الله القيام بامور الدين سببا لتيسير الامور وعدم القيام بها سببا للتعسير شاهدوا قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل استغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اي ان اسباب الخير موصلة الى الخير ولابد واسباب الشر موصلة الى الشر فما من اعطى واتقى هذه كلها اسباب خير وفلاح في الدنيا والاخرة وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى فجعل اه اه الاعطاء والتقوى والتصديق سبب للتيسير وجعل اضداد ذلك البخل والاستغناء والتكذيب سببا للتعسير قال رحمه الله وجعل الله العلم النافع سببا للرفعة في الدنيا والاخرة. شاهدوا قوله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وجعل الله العلم سببا الرفعة في الدنيا والاخرة والدليل على ذلك قوله قوله جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ويقول قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون اي ان الله ميز اهل العلم رفعهم درجات فوق فوق الذين لا يعلمون قال رحمه الله وجعل الله كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله سببا لدخول الجنة وللبشارة عند الموت. شاهدوا وقوله تعالى طبتم فادخلوها خالدين. وقوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين وجعل الله كون العبد طيبا بعقيدته وخلقه وعمله عقيدته من حيث صلاح العقيدة وثباتها في القلب وخلقوا من حيث التجمل بالاخلاق الجميلة والتحلي بالاداب الفاضلة وعمله من حيث المواظبة على الطاعة والعبادة وخاصة فرائض الاسلام وواجبات الدين والله جعل ذلك ذلك كله سببا لدخول الجنة وللبشارة عند الموت شاهده قوله تعالى طبتم فادخلوها اي الجنة خالدين تعلق الدخول بالطيب هو سبب للدخول وقوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون طيبين يكونون سلام عليكم الملائكة آآ تتنزل على ان على الطيبين اهل الطيب في عقائدهم وعباداتهم واخلاقهم اه تتنزل عليهم تحمل البشارة لهم بكل خير ورفعة ومن هذا التنزل تنزلهم على على اه من كان يحتضر عند الوفاة ودنو ودنو الوفاة تحمل لهم اه البشارة الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون قال رحمه الله وجعل الله مقابلة المسيء بالاحسان وحسن الخلق سببا يكون به العدو صديقا. وتتمكن فيه صداقة الصديق دليله قوله تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وبذلك تحصل الراحة للعبد وتتيسر له كثير من احواله ايضا جعل الله سبحانه وتعالى مقابلة المسيء بالاحسان وحسن الخلق جعل مقابلة المسيء بالاحسان وحسن الخلق سببا يكون بها العبد يكون به العدو صديقا بل تتمكن الصداقة هو تصبح قوية جدا كانه ولي حميم كانه صديق صداقته عميقة. وقد كان عدوا وذلك بالدفع بالتي هي احسن ولهذا الدفع بالتي هي احسن هذه قوة في النفس لا يستطيعها كل واحد وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلاقاها الا ذو حظ عظيم ليس كل احد يستطيع ذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالسرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب فالحاصل ان الدفع بالتي هي احسن يجعل الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وهذي فائدة حقيقة ثمينة ينبغي ان ينتبه لها العبد في تعامله اذا خاصمه احد او وقعت بينه شادة مع احد لا يستعمل العنف في مثل هذا الموضع ان العنف لا يأتي الا بشدة واذى لكن الدفع بالتي هي احسن يأتي بالخير وتتحول العداوة صداقة يتحول العيد الى تراحم وتعاون وتحاب له ثمرة عظيمة ولهذا قال الله لنبيه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب انفضوا من حولك ان الله جعل الرحمة واللين واللطف والرفق سببا آآ تحقق الخير والسلامة من الشر والعذاب قال رحمه الله وجعل الله الانفاق في محله سببا للخلف العاجل والثواب العاجل شاهدوا قوله تعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين وجعل الله سبحانه الانفاق في محله يعني ابوابه التي اذن الله سبحانه وتعالى في الانفاق فيها سببا للخلف العاجل والثواب الاجل كما قال الله سبحانه وتعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. يخلف ان يأتيكم بالخلف والعوظ عما بذلتم لاجل الله وتصدقتم به قال رحمه الله وجعل الله لرزقه ابوابا واسبابا متنوعة فمتى انغلق عن العبد باب منها فلا يحزن فان الله يفتح له يفتح له غيره وقد يكون اقوى منه واحسن وقد يكون مثله ودونه. شاهدوا قوله تعالى وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وقوله يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله او من فضله الاية قال وجعل الله لرزقه ابوابا واسبابا متنوعة متى انغلق عن العبد باب منها فلا يحزن. يفتح الله له بابا اخر قد يكون اقوى واحسن من الباب الاول الشاهد على ذلك قوله وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته وكذلك قوله تعالى انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة اي فقرا فسوف يغنيكم الله من فضله شاهد من الايتين قوله كلا اه يغني يغني الله كلا من سعته في الاثرون وقولوا في الثانية يغنيكم الله من فضله فخزائن الله ملأى وفضله عظيم ويده سحا الليل الا النهار والله عز وجل جعل ابوابا واسبابا لنيل ما عند الله سبحانه وتعالى الحاصل ان العبد ينبغي ان يكون دائما باذلا للاسباب المشروعة وكما قال الله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون قال رحمه الله وجعل الله التحرز والبعد عن الموبقات المهلكات والحذر من وسائلها طريقا سهلا هينا لتركها شاهدوا قوله تعالى تلك حدود الله اي محارمه فلا تقربوها اي لا تفعلوا لا تفعلوها ولا تحووا ولا تحوموا حولها فمن رعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه. واذا قيل مثل هذه الاية تلك حدود الله فلا تقربوها. كان المراد بالحدود المحارم واما اذا قيل تلك حدود الله فلا تعتدوها فهذه الحدود التي حدها حددها الله للمباحات فعلى العبد الا جاوزها لانه اذا تجاوز المباح وقع في المحرم فافهم الفرق بين الامرين قال وجعل الله التحرز والبعد عن الموبقات المهلكات والحذر من وسائل المفضية اليها سهلا هينا لتركها يعني يعين العبد باذن الله سبحانه وتعالى على تركها ولهذا ينبغي على العبد في باب المحرمات ان يطبق هذه القاعدة وهي ان يكون يجعل بينه وبين المعاصي حدود لا يتخطى هذه الحدود وهذه الحدود ان تخطاها ربما اوصلته للمعصية الكبرى او العظيمة المهلكة فلا لا يتخطى الحدود ولهذا لما نهى الله عن الزنا قال ولا تقربوا الزنا وقال في حدود الله فلا تقربوها اي لا تفعلوها ولا تحوموا حولها لان اذا حام حوله او اقترب او دخل في شيء منها ولو قليل ربما تدرج به الى ان يصل الى الكثير قال رحمه الله وجعل الله السبب الوحيد القوي المثمر المثمر للثمرات الجليلة للدعوة الى الله سبيله هو ما تضمنته هذه الاية ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فالحكمة وضع الدعوة في موضعها ودعاية كل احد بحسب ما يليق بحاله ويناسبه ويكون اقرب لحصول المقصود منه والموعظة الحسنة البالغة في الحسن مبالغا يصير لها من من التأثير وسرعة الانقياد ما يناسب مقتضى الحال. فالموعظة بيان الاحكام مع ذكر ما يقترن بها من الترغيب في ذكر مصالحها ومنافعها وخيراتها الحاملة عليها وذكر ما يقترن بها من الترهيب على فاعل المحرمات او تارك الواجبات من العقوبات نصراني والحسرة والحسرات وحرمان الخير العاجل والاجل وجادلهم بالتي هي احسن بالعبارات الواضحة والبراهين البينة التي تحقق الحق وتبطل الباطل التي تحق الحق وتبطل الباطل مع الرفق واللين وعدم المغاضبة والمشاتمة وقد علم الله مع ذلك ان الناس ثلاثة اقسام كل يدعى بالطريق التي تناسبه. القسم الاول المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير الراغبون من الشر. فهؤلاء لما عندهم من الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهي والاشتياق الى الاعتقاد الصحيح فقد يكتفي ببيان الامور الدينية لهم والتعليم المحض والقسم الثاني الذين عندهم غفلة واعراض واشتغال بامور صادة عن الحق فهؤلاء مع هذا التعليم يدعون بالموعظة الحسنة بالترهيب والترهيب. لان النفوس لا تلتفت الى منافعها ولا تترك ولا ولا تترك اغراضها الصادة لها عن الحق علما وعملا الا مع البيان لها احسن الله اليكم ولا تترك اغراضها الصادة لها عن الحق علما وعملا الا مع البيان لها ان ترغيب ان ان ترغب وترهب الا مع البيان لها ان ترغب وترهب الا مع البيان لها ان ترغب وترهب بذكر ما يترتب على الحق من المنافع وعلى الباطل من المضار والموازنة بين الامور النافعة والضارة والقسم الثالث المعارضون او المعاندون المكابرون المتصدون لمقاومة الحق ونصرة الباطل. فهؤلاء لابد ان يشرك معهم طريق المجادلة بالتي هي احسن بحسب ما يليق المجادل والمجادل وبتلك المقالة مع وبتلك المقالة وما يقترن بها واذا اردت تطبيق هذه الامور الثلاثة تماما فانظر الى دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم التي حكاها الله في كتابه مع اممهم المستجيبين والمعارضين والمعارضين والمعرضين والمعارضين والمعرضين والمعارضين والمعرضين والمعارضين والمعرضين والمعارضين تجدها محتوية على غاية الحسن على غاية الحسن في كل احوالها ثم انظر الى دعوة سيدهم وامامهم محمد صلى الله عليه وسلم وما سلك من الطرق المتنوعة في دعاية الخلق عموما وخصوصا على اختلاف طبقاتهم ومنازلهم. وبحسب احوالهم. وبحسب الاقوال والاحكام التي يدعو اليها تجده قد فاق في ذلك الاولين والاخرين والاثار اكبر دليل على قوة المؤثر ايضا من ذلك ان الله جعل السبب الوحيد القوي المثمر للثمرات الجليلة للدعوة الى الله سبحانه وتعالى هو ما تتضمنه هذه الاية ادع الى سبيل ربك بالموعظة بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين فهي ثلاث مراتب كل مرتبة تتعلق بفئة من الناس الاولى الحكمة والثانية الموعظة الحسنة والثالثة الجدال بالتي هي احسن الحكمة وضع آآ الدعوة في موضعها ودعاية كل احد بما يناسب حاله والموعظة الحسنة هي التذكير بالله مع الترغيب والترهيب يعني ذكر الثواب ذكر العمل الصالح مع ثوابه والعمل السيء مع العقاب الذي اعده الله سبحانه وتعالى المجادلة بالتي احسنت بالعبارات الواضحة البينة التي تدحض الباطل تدفع الشبهات وتبين الحق وتقيم الحجة والناس على اقسام ثلاثة قسم آآ يكفي معه الحكمة وقسم يحتاج الى الموعظة الحسنة وقسم يحتاج الى جدال بالتي هي احسن ولهذا من المهم جدا في الداعي الى الله ان يعلم حال المدعو لان في ضوء حاله تكون دعوته قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله قال انك تأتي قوما اهل كتاب عرفه بحال المدعوين فاذا عرف حال المدعو بعد ذلك ينظر ماذا يحتاج اليه ها الحكمة يشار اليها في دعوته او الموعظة او الجدال بالتي هي احسن لان ذلك كله بحسب حال المدعو قال رحمه الله وجعل الله السبب لفصل الخصام المرضي للمتشاجرين المنصفين في جميع المقالات الذي هو خير خير في الحال واحسن في المآل ردها الى كتاب الله ردها الى ردها الى كتاب الله وسنة رسوله. شاهدوا قوله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ايضا مما يدخل في هذه في هذا الاصل ان الله جعلها سبب لفصل الخصام المرظي للمتشاجرين المنصفين اذا كان اثنين من اهل الانصاف بين الخصومة في مسألة معينة وهما من اهل الانصاف لا يزيل الاشكال الذي بينهم الا الرد الى الكتاب والسنة رد الى الله والرد الى كتابه والرد الى الرسول هو الرد الى سنته صلى الله عليه وسلم فجعل ذلك فيصلا للخصومات وحاسما للنزاعات قال رحمه الله وجعل الله صلة ما امر به ان يوصل من البر وصلة الارحام والقيام بحق والقيام بحق من له حق عليك سبب تنال به مكارم الاخلاق ويتبوأ ويتبوأ وبه المنازل العالية ويتبوأ به الملازل منازل العالية في جنات النعيم شاهدوا قوله تعالى والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب الى جنات عدن يدخلونها كذلك جعل الله سبحانه وتعالى آآ صلة ما امر الله به ان يوصل من البر وصلة الارحام والقيام بحق من له حق عليك سبب تنال به مكارم الاخلاق يعني يعين على جمال الخلق وحسنه وايضا تبوء المنازل العالية في الجنة الدليل على ذلك قول الله سبحانه والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة اولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها رتب على صلة ما امر الله به ان يوصل هذه الخيرات العظيمة المصالح الكبيرة التي ينالها من كان كذلك في دنياه واخراه قال رحمه الله وجعل الله السوابق الحميدة للعبد وتعرفه لربه في حال الرخاء سببا للنجاة من الشدائد وحصول اعظم الفوائد شاهدوا قوله تعالى فلولا ان فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون وقوله وقول اهل الجنة فيها قالوا انا كنا قبل في اهلنا مشرقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم قال رحمه الله وجعل الله السوابق الحميدة للعبد يعني ما ما سبق ان قدمه من اعمال صالحة وابواب من الخير جعلها الله عز وجل آآ آآ جعل هذه السوابق الحميدة والتعرف الى الله في الرخاء سببا للنجاة من الشدائد وحصول اعظم الفوائد وهذا له دلائل منها قول الله تعالى فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون فتسبيحه السابق واقباله على ذكر الله سبحانه وتعالى كان نجاة له في تلك الشدة وقول الله سبحانه وتعالى الذي ذكر عن اهل الجنة قالوا انا كنا قبل باهلنا مشرقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم شفقتهم وخوفهم من الحساب واستعدادهم له صار سببا للنجاة من من العذاب جعله الله سببا للنجاة من العذاب نكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين وان يوفقنا لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين