بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول فضيلة فيقول الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله وغفر له في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله اصل في ذكر حدود الفاظ كثرت كثر مرورها في القرآن امرا بها او نهيا عنها او مدحا لها او ذما لها فالله تعالى اثنى على من عرف حدود ما انزل على رسوله وذم من جهلها وهذه وهذه الفاظ جليلة يتعين على طالب العلم معرفة حدودها ليعرف ليعرف ما يدخل فيها وما يخرج منها وتتفق الالفاظ المأمور بها في كثير من الامور وقد يكون بينها فروق وكذلك المنهيات وهذا من من احكام القرآن وانه يصدق بعضه بعضا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا الاسلام والايمان. اما الاسلام فهو استسلام فهو استسلام القلب لله وانابته. والقيام بالشرائع الطاهرة والباطنة. واما الايمان فهو التصديق التام والاعتراف باصوله التي امر الله بالايمان بها. ولا يتم ذلك الا بالقيام باعمال القلوب واعمال الجوارح ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة ايمانا وبعض الايات يذكر انها من لوازم الايمان فعلى هذا الايمان عند الاطلاق يدخل فيه الاسلام. وكذلك بالعكس واذا جمع بين الايمان والاسلام فسر الايمان فسر الايمان بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك وفسر الاسلام بالقيام بعبودية الله كلها الظاهرة والباطنة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام السعدي رحمه الله فصل في ذكر حدود الفاظ كثر مرورها في القرآن امرا بها او نهيا عنها او مدحا لاهلها او ذما لهم وهذا الفصل الذي ختم به رحمه الله كتابه تيسير اللطيف المنان فصل نافع جدا ومهم للغاية لان الشيخ رحمه الله جمع فيه الفاظا كثيرة ترد في القرآن بل تتكرر في مواطن عديدة منه اما امرا بشيء او نهيا عنه او نهيا عن شيء او مدحا لفعل او ذما له وهذه الالفاظ التي وردت في القرآن من مهمات العلم المطلوبة من طالب العلم ان يعرف حدود هذه الالفاظ حد اللفظ ان تعرف ما يدخل في اللفظ وما لا يدخل ايظا ان تعرف حد اللفظ حال ذكره منفردا وحده حال ذكره مع غيره وهناك الفاظ كثيرة تشمل معاني عديدة عند افرادها فاذا ضم اليها لفظ اخر اصبح احد اللفظين الدال على بعض المعنى واللفظ الاخر المذكور معه دال على بقية المعنى وسيأتي امثلة على ذلك فهذا كله من الامور المهمة التي اه ينبغي على آآ طالب العلم ان ان يعرفها حدود الالفاظ والله سبحانه وتعالى اثنى على من يعرف حدوده حدود ما انزل سبحانه وتعالى على عباده ذكر المثال الاول الاسلام والايمان هذان اللفظان يأتيان في مواطن مقترنين اي معا في النص الواحد وتارة يذكر الاسلام وحده وتارة يذكر الايمان وحده فاذا ذكر الاسلام وحده ان الدين عند الله الاسلام ورضيت لكم الاسلام دينا ومن يبتغي غير الاسلام دينا اذا ذكر الاسلام وحده فانه يشمل الدين كله عقيدة وعبادة واذا ذكر الايمان وحده ايضا يشمل الدين كله عقيدة وعبادة واذا ذكرا معا اذا ذكر الاسلام هو الايمان معا قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا اذا ذكرا معا فانه يراد بالايمان العقيدة الثابتة في القلب ويراد بالعمل ويراد بالاسلام العمل والشرائع الظاهرة وعليه فان الايمان والاسلام اذا اجتمعا في اللفظ افترقا في المعنى اصبح يراد بالايمان العقيدة مراد بالاسلام العمل واذا افترقا اي ذكر كل واحد منهما وحده اتفقا اي في كون كل منهما دال على الدين كله عقيدة تانية والذي يدلنا على ان الاسلام يراد به العمل والايمان يراد به العقيدة حال الاجتماع حديث جبريل المشهور لما سأل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره هذي كلها عقيدة ولما سأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمظان وتحج البيت وهذا كله عمل قال رحمه الله الاحسان قسمان احسان في عبادة الخالق وهو بذل الجهد في اكمالها واتقانها والقيام بحقوقها الظاهرة والباطنة واحسان الى المخلوقين بايصالهم بايصال جميع ما يستطيعه العبد من نفع علمي وبدني ومالي للخلق ونصيحة ونصيحة دينه ونصيحة دينية دينية او دنيوية ومساعدة وحظ على الخير ولهذا كان المحسنون يتفاوتون تفاوتا عظيما بحسب قيامهم بالاحسان المتنوع الى الخلق برهم برهم وفاجرهم حتى الحيوان البهيم. كما قال صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل لشيء الحديث قال رحمه الله تعالى الاحسان آآ قسمان احسان في عبادة الخالق واحسان الى المخلوق مثلا قول الله تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين هذا يتناول نوعي الاحسان وهما مطلوبان من العبد احسان في عبادة الخالق وذلك ببذل الجهد في اكمال العبادة وتتميمها واتقانها ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والنوع الثاني من الاحسان الاحسان الى المخلوقين الى المخلوقين بايصال جميع ما يستطيع العبد من نفع لهم بدني مالي اه علمي نصيحة هداية توجيه هذا كله يسمى احسان ولهذا كان المحسنون يتفاوتون تفاوتا عظيما بحسب قيامهم بالاحسان المتنوع الى الخلق برهم وفاجرهم حتى الحيوان البهيم مطلوب الاحسان اليه قال الله قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة واذا قتلتم فاحسنوا القتلة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته قال رحمه الله الهدى والهداية نوعان بداية العلم والارشاد والتعليم وهداية التوفيق وجعل الهدى في القلوب في القلب وهذان يطلبان من الله تعالى اما على وجه الاطلاق كقول العبد اللهم اهدني او اللهم اني اسألك الهدى واما على وجه التقييد بطريقها النافع قول المصلي اهدنا الصراط المستقيم ومن حصلت له الهداية سمي مهتديا واعظم ما تحصل به الهداية القرآن ولهذا سماه الله هدى مطلقا وقال هدى للمتقين وقال ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ويشمل جميع الامور الدينية والدنيا دنيوية نافعة قال رحمه الله الهداية نوعان وردت اه ذكرت الهداية في القرآن على نوعين هداية التوفيق وهداية الارشاد اما هداية التوفيق فهذه بيد الله بيد الله مثل قوله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء من يهد الله فهو المهتد. هذه كلها المراد بالهداية فيها هداية التوفيق وهي خاصة بالله بداية التوفيق اصلاح القلب ادخال الايمان فيه اه اه اه اعادته من الزيغ والضلال هذا بيد الله سبحانه وتعالى قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فان شاء اقامه ان شاء ازاغه هذا بيد الله ليس بيد احد حتى اكمل عباد الله وافظلهم ليس بيده شيء من ذلك على وان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فهداية التوفيق هذي لله وحده يهدي سبحانه وتعالى من يشاء افمن زين له سوء عمله فرآه حسنة فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات اما هداية الارشاد فهذه ثابتة للرسل واتباعهم بداية ارشاد اي الدلالة دلالة الناس على الخير ولهذا اذا قرأت قوله تعالى في وصف نبيه وانك لتهدي الى صراط مستقيم في اخر السورة وقرأت معها انك لا تهدي من احببت اثبت له هداية ونفى عنه هداية اثبت له هداية في قوله وانك لتهدي هذا اثبات للهداية اهدي الى صراط مستقيم وهناك نفى عنه الهداية قال انك لا تهدي من احببت والقاعدة عند اهل العلم ان الشيء اذا اثبت ونفي القرآن فالمثبت غير المنفي الهداية المثبتة غير الهداية المنفية المثبتة هي هداية الارشاد والمنفية هي هداية التوفيق قال رحمه الله العلم واليقين. فالعلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه ولهذا يقال العلم ما قام عليه الدليل والعلم النافع ما كان مأخوذا عن الرسول واليقين اخص من العلم بامرين احدهما انه العلم الراسخ القوي الذي ليس الذي ليس عرضة عرضة للريب والشك والموانع ويكون علما يقينيا اذا ثبت بالخبر وعين وعين وعين يقين اذا شاهدته العين والبصر ولهذا يقال ليس الخبر كالمعاينة وحق وحق يقين اذا ذاقه العبد وتحقق به الامر الثاني ان اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله والطمأنينة بذكر الله والصبر على على مكاره والقوة في امر الله والشجاعة القولية والفعلية والاستحلاء للطاعة وان يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات فهذه الاثار الجميلة التي هي اعلى واحلى من كل شيء من اثار اليقين قال رحمه الله العلم واليقين اي ما الفرق بينهما فيتبين الفرق بتعريف كل منهما اما العلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه يعني على حقيقتها على واقعها ولهذا يقال العلم ما قام عليه الدليل العلم ما قام عليه الدليل اي ما ثبت بالبرهان والعلم النافع ما كان مأخوذا عن الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا حقيقة العلم قال الله قال رسوله العلم الشرعي حقيقته قال الله قال رسوله لان لانه مستمد من الكتاب والسنة واليقين اخص من العلم بامرين اليقين اخص من العلم بامرين الامر الاول ان ان اليقين هو العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب مثل ما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا هذا هو اليقين. اليقين العلم الراسخ الثابت الذي ليس عرضة لليقين ولهذا عرف اليقين بانه كمال العلم ويكون علم اليقين ثابتا اذا ثبت بالخبر اذا ثبت بالخبر و يكون علم يقين اذا ثبت بالخبر ويكون عين يقين اذا شاهدته العين ويكون حق يقين اذا ذاقه العبد وتحقق به وهذه مراتب اليقين ثلاثة علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين علم اليقين يحصل بالخبر الصادق وعين اليقين يكون بالمشاهدة وحق اليقين يكون بالذوق يكون بالذوق الامر الثاني ان اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله يثمر الطمأنينة طمأنينة بذكر الله والصبر على المكانة والقوة في امر الله والشجاعة القولية والفعلية والاستحلال للطاعات يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات فهذه الاثار الجميلة اه آآ كلها تترتب على اليقين ولهذا قالوا في اليقين اليقين ما حملك اليقين ما حملك يعني آآ ما حمل نفسك على هذه المعاني آآ الجد الاستحلال الطاعة القوة في في العبادة الصبر على المكانة الى غير ذلك لانه قوة اليقين يحمل صاحبه آآ على تحقيق هذه الاعمال قال رحمه الله الصبر حبس النفس على المشقات طلبا لرظا الله وينقسم الى ثلاثة اقسام صبر على طاعة الله وخصوصا الطاعات الشاقة حتى يؤديها على وجه الكمال وصبر عن معصية الله خصوصا المعصية خصوصا المعصية التي تدعو النفس اليها دعاء قويا حتى يجاهد نفسه في تركها لله وصبر على اقدار الله المؤلمة خصوصا اذا عظمت المصيبة حتى لا يتسخطها وربما وصلت به الحال الى الرضا عن الله قال رحمه الله الصبر الصبر حبس النفس على المشقات طلبا لرضا الله لان معنى الصبر في اللغة الحبس وينقسم الى ثلاث اقسام صبر على الطاعة بان تحبس نفسك على طاعة الله امتثالا وقياما بها خصوصا الطاعات الشاقة فبدون الصبر لا يستطيع العبد ان يقوم بطاعة والنوع الثاني الصبر عن المعصية خصوصا المعصية التي تميل الى سيديها وتدعو صاحبها الى الوقوع فيها فان تحتاج الى صبر حتى يقاوم ولهذا في باب الطاعات نحتاج الصبر من اجل القيام بالطاعة وفي باب المعاصي نحتاج للصبر من اجل ان نقاوم المعاصي ولهذا من لا صبر عنده لا قيام ولا مقاومة لا قيام ولا مقاومة لا قيام بالطاعات ولا مقاومة يا المعاصي والنوع الثالث من انواع الصبر الصبر على اقدار الله المؤلمة خصوصا اذا عظمت المصيبة حتى لا يتسخط منها ربما وصلت به الحال الى اه الى الرضا عن الله. يعني اذا ترقى في الصبر وقول الله عز وجل واصبر لحكم ربك يتناول الصبر بانواعه الثلاثة قال رحمه الله الشكر لله والاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة العامة والخاصة والتحدث بها. والاستعانة والاستعانة بها على طاعة المنعم دون معصيته. ولابد ان يقترن هذا بالخضوع للمنعم ومحبته بهذه الاركان الخمسة يكون يكون الشكر التام قال رحمه الله الشكر لله هو الاعتراف بنعم الله الظاهرة والباطنة العامة والخاصة اه هو الان عرف رحمه الله اه الشكر بذكر اركانه الخمسة الركن الاول الاعتراف الاعتراف بالنعمة يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فمن اركان الشكر ان يعترف بقلبه ان هذه نعمة الله عليه ومحض منه جل في علاه الثاني التحدث بها ثناء على المنعم تفضل علينا بكذا وانعم علينا بكذا ويسر لنا كذا له الحمد الثالث الاستعانة بها على طاعته دون معصيته دون معصيته وهذا ايضا ركن من اركان الشكر اعملوا ال داوود شكرا عد عملهم آآ شكر آآ شكرا للمنعم الامر الرابع ان يقترن هذا بالخضوع للمنعم خضوع للمنعم لان نعمه المترادفة والاءه المتتالية تقتضي ان يخظع ويذل لمن انعم عليه بهذه النعم وامده بهذه العطايا والركن الخامس محبة المنعم سبحانه وتعالى الذي تفضل بهذه النعم فبهذه الاركان الخمسة يكون الشكر تاما قال رحمه الله البر والتقوى لله اذا اطلق احدهما دخل فيه الاخر فانه اسم جامع للقيام بكل ما يحبه الله ورسوله ظاهرا وباطنا وترك ما يكره الله وترك ما يكره الله ورسوله ظاهرا وترك ما يكره الله ورسوله ظاهرا وباطنا واذا جمع بينهما نحو وتعالوا وتعاونوا على البر والتقوى فسر البر بالقيام بعقائد الايمان واخلاقه واعمال البر كلها واعمال البر كلها القاصرة والمتعدية واعمال البر كلها القاصرة والمتعدية. وفسرت التقوى باتقاء ما يسخط الله من الكفر والفسق باتقاء ما يسخط الله من الكفر والفسوق والعصيان قال رحمه الله تعالى البر والتقوى لله اذا اطلق احدهما دخل فيه الاخر مثل ما قلنا قبل قليل في الاسلام والايمان لان القاعدة عند اهل العلم ان من الالفاظ الفاظ اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت مثل الايمان والتقوى مثل اه مثل الايمان والاسلام ومثل البر والتقوى البر والتقوى اذا اطلق احدهما يعني ذكر منفردا دخل فيه الاخر واذا ذكر معا اصبح للبر معنى وللتقوى معنى للبر معنى خاص والتقوى معنى خاص اذا اذا افرد كل منهما معناه اسم جامع للقيام بكل ما يحبه الله ورسوله ظاهرا وباطن وترك ما يكره الله ورسوله ظاهرا وباطنا فهو تناول امرين فعل المحبوب وترك المبغظ المكروه واذا جمع بينهما صار البر في فعل المحبوب والتقوى في ترك المكروه فسر البر بالقيام بعقائد الايمان واخلاقه واعمال البر كلها القاصرة والمتعدية وفسرت التقوى باتقاء ما يسخط الله من الكفر والفسوق والعصيان لكن اذا ذكر البر وحده يشمل هذا كله واذا ذكرت التقوى وحدها ايضا تشمل هذا كله قال رحمه الله الصدق والكذب الصدق هو استواء الظاهر والباطن على الاستقامة على الصراط المستقيم فالصدق في العقائد ان تكون عقيدة العبد صادقة سلفية متلقاة عن عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم والصدق في الاخلاق ان يكون القلب ملئانا من الايمان والاخلاص والرغبة والنصيحة لعباد الله ومحبة الخير له ومحبة الخير لهم والصدق في الاقوال ان يكون قائلا للصدق مصدقا به والصدق في الاعمال الجهاد في تكميلها واتقانها والكذب ما ناقض ذلك كله ولذلك كان الصدق والكذب مراتب ولا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا هنا يفسر الشيخ رحمه الله ويبين معنى الصدق والكذب فسر رحمه الله الصدق باستواء الظاهر والباطن هذا هو حقيقة الصدق استواء الظاهر والباطن ان يكون ماء على ظاهر الانسان مطابق لما في باطنه فهذا هو الصدق لكن اذا كان يظهر شيئا ويبطن شيئا فهذا هو الكذب اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسول والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كذبون فيما اظهروا لانه غير مطابق لما ابطنوه فالصدق هو استواء الظاهر والباطن استواء الظاهر والباطن ضده او ما ناقضه فهو الكذب فهو الكذب ولهذا الصدق يكون في العقائد ويكون في الاخلاق ويكون في الاقوال ويكون في الاعمال اما الصدق في العقائد ان تكون عقيدة العبد صادقة سلفية متلقاة عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فهذه هي العقيدة الحقة اذا عمر بها القلب فهذا هو الصدق في العقيدة ان يعمر بالعقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة والصدق في الاخلاق ان يكون القلب ملئان من الايمان والاخلاص والرغبة والنصيحة لعباد الله ومحبة الخير لهم ولهذا مناط الاخلاق على القلب مناط الاخلاق الفاضلة على القلب ومرتكزه على القلب فاذا عمر القلب بهذه المعاني الايمان الاخلاص اه الرغبة النصيحة فان اثارها الخلقية تظهر عالجوارح كذلك اذا انطوى القلب على الغش والخيانة والخديعة والى غير ذلك من الاخلاق الذميمة انعكست على الجوارح والصدق في الاقوال ان يكون قائلا للصدق مصدقا به والذي جاء بالصدق وصدق به فيكون قائما للصدق مصدقا بالصدق والصدق في الاعمال الاجتهاد في تكميلها واتقانها آآ قال والكذب ما ناقض ذلك كله ولذلك كان الصدق والكذب مراتب يوضح ذلك الحديث ولا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق يعني يترقى في مراتب الصدق حتى يكتب عند الله صديقا هذي اعلى الدرجات ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا قال رحمه الله العدل والظلم العدل هو سلوك الطريق المستقيم المعتدل في العقائد والاخلاق والاقوال والافعال كما يقال في الصدق والظلم ما ناقض ذلك. ولهذا انقسم الظلم الى ثلاثة اقسام كلها منفية كلها منافية للعدل الظلم في التوحيد بالاشراك بالله قال تعالى ان الله ان الشرك لظلم عظيم وظلم الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم وحقوقهم وظلم العبد نفسه فيما دون الشرك ولا يتم ولا يتم للعبد العدل الكامل حتى يدع جميع هذه الاقسام ويتوب الى ربها مما منه الى ربه واحسن الله اليكم ويتوب الى ربه مما وقع منه ويخرج من الحق ويخرج من حق العباد اليه ويخرج من حق العباد اليهم ولهذا كان القيام بالدين كله من العدل والقسط قال رحمه الله العدل والظلم العدل والظلم آآ العدل ضده الظلم والعدل هو السلوك الطريق المستقيم دون ان يميل عنه وينحرف العدل هو سلوك الطريق المستقيم المعتدل في العقائد والاخلاق والافعال والاعمال كما قيل في الصدق والظلم ما ناقض ذلك والظلم ما ناقض من ذلك وهو على مراتب على على مراتب اقسام ثلاثة كلها تتنافى مع العدل الاول من اقسام الظلم في التوحيد. بالاشراك فهذا اظلم الظلم واشنعه قال تعالى والكافرون هم الظالمون قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم قال تعالى كذلك نجزي قلة كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير اي الكفار المشركين هذا الظلم الذي هو اشنع الظلم الذي هو الشرك بالله واتخاذ الانداد ثم يأتي من بعده ظلم الخلق في الدماء والاموال والاعراض. قال عليه الصلاة والسلام ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم جمعت هذه الاربعة من انواع الظلم في حديث الذي هو الظلم الذي هو الشرك والظلم الذي هو فد الدماء والظلم الذي هو للاموال والظلم الذي هو الاعراظ في قوله عليه الصلاة والسلام وهذا اشد الظلم. الاربعة هذي واشدها الشرك جمعت في قوله في حجة الوداع الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا فهذي اشد المحرمات ايضا جمعت في قوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما. يضاعف له العذاب دون ويظاعف له العذاب يوم القيامة ويخلو تيم وهذا النوع الثالث من نوع الظلم ظلم العبد نفسه فيما دون الشرك في المعاصي التي اه دون الشرك ودون الحقوق المظالم مظالم العباد ولهذا جاء في حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به الديوان الذي لا يغفره الله الشرك والديوان الذي لا يتركه الله ظلم العباد بعضهم لبعض حتى يقتص المظلوم من ظالمه وديوان لا يعبأ الله به ما دون ذلك قال رحمه الله العبادة والعبودية لله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد واعمال القلوب واعمال الجوارح فكل ما يقرب الى الله من الافعال والتروك فهو عبادة ولهذا كان تارك تارك المعصية لله متعبدا متقربا الى ربه بذلك. ولا تتم العبادة الا بالاخلاص الاخلاص لله وحده بان يقصد العبد وجه الله ورضاه وثوابه في اعماله الظاهرة والباطنة. وضده العمل للرياء والسمعة ولاجل عرض الدنيا وميزان هذا قوله تعالى عن خيار الخلق يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا. وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه وجميع الاعمال على هذا النمط وقد يراد بالهجرة هنا الهجرة العامة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجر من هجر ما نهى الله ورسوله عنه قال رحمه الله العبادة والعبودية لله هذه الكلمة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد واعمال القلوب واعمال الجوارح بهذا عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العبودية وهو اجمع واوفى تعريف للعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد واعمال القلوب واعمال الجوارح فكل ما يقرب الى الله من الافعال والتروك فهي عبادة كل ما يقرب الى الله من الافعال الافعال التي يرظاها فهو عبادة وكذلك كل ما يتقرب الى الله من ترك ما نهى عنه فهو عبادة الله يعبد بفعل ما امر ويعبد بترك ما نهى عنه وزجر ولهذا كان تارك المعصية لله متعبدا متقربا الى ربه وهذا معنى مهم جدا ينتبه له في العبادة. العبادة كما انه يدخل فيها الصلاة والصوم والزكاة والصدقة والى اخره ايضا يترك فيها يدخل فيها ترك الزنا وترك السرقة وترك الكذب وترك الغش وترك الغيبة وترك النميمة الى اخر ذلك تقربا لله فمن ترك ما نهى الله عنه متقربا بذلك الى الله فهذه عبودية منه لله وقربى تقرب بها الى الله ولا تتم العبادة الا بالاخلاص بان يكون قصد بها وجه الله ولهذا مطلوب الاخلاص في فعل المأمور ويكون ايضا الاخلاص في ترك المنهي بان يكون ترك المنهي من اجل الله من اجل الله ولهذا الثلاثة الذين اطبقت عليهم الصخرة منهم الرجل الذي كف نفسه عن الزنا قال اللهم ان كنت تعلم انني فعلت ذلك من اجلك فافرج عنا. قال من اجلك وترك المعاصي لابد ان يكون من اجل الله ليس لاغراض دنيوية او لمصالح او او الى اخره وانما من اجل لا تقربا الى الله سبحانه وتعالى فالاخلاص مطلوب من العبد في الافعال والتروك بان يقصد بذلك وجه الله ورضى وضد الاخلاص الرياء والسمعة ولاجل عرض الدنيا هذه كلها خوارم للنية ومحبطة لي ومبطلة لي الاخلاص وميزان هذا قوله تعالى عن خيار الخلق يبتغون فضلا من ربهم ورضوان هذا هو الاخلاص يعني يبتغون باعمالهم فظلا مثل قوله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا الا ابتغاء وجه ربه الاعلى قال صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات اي معتبرة بنياتها وانما لكل امرئ ما نوى بحسب ما اراد والله لا يقبل منا الاعمال الا النية الخالصة ولهذا جاء في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ونسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء واحب ان انبه ان الدرس القادم آآ باذن الله يكمل كتاب تيسير اللطيف آآ المنان لابن سعدي وسنشرع في اليوم الذي بعده في اكمال كتاب الذكر والدعاء شرح كتاب الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة سبق ان بدأناه قبل وقت واخذنا فيها سبعة عشر مجلسا فنكمل من حيث آآ توقفنا والله الموفق لا شريك له وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه باجمعين