بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين والمسلمات اما بعد فيقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه تيسير اللطيف المنان قال رحمه الله الخوف والخشية والخضوع والاخبات والوجل معانيها متقاربة الخوف يمنع العبد عن محارم الله وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد ان خوفه مقرون بمعرفة الله واما الخضوع والاخبات والوجل فانها تنشأ عن الخوف والخشية لله فيخظع العبد لله ويخبت الى ربه منيبا اليه بقلبه ويحدث له الوجل واما الخشوع فهو حضور القلب وقت تلبسه بطاعة الله وسكون ظاهره وباطنه فهذا خشوع خاص واما الخشوع الدائم الذي هو وصف خواص المؤمنين فينشأ من كمال معرفة العبد بربه ومراقبته فيستولي ذلك على القلب كما تستولي المحبة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه خمسة الفاظ متقاربة معانيها وظحها الشيخ رحمه الله وهي الخوف والخشية والخضوع والاخباث والوجل فذكر ان الفرق بين الخوف والخشية ان الخوف يمنع العبد عن محارم الله وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد ان خوفه مقرون بمعرفة الله مثل ما قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فالخشية هي خوف مقرون بمعرفة بالله وعلم باسمائه وصفاته وعظمته وجلاله سبحانه وتعالى اما الخضوع الاخبات والوجل فانها تنشأ عن الخوف والخشية كلها تترتب على الخوف والخشية الخظوع والاخبات والوجل فيخظع العبد لله اذا خاف من الله وخشي الله خضع لله واخبت الى ربه منيبا اليه سبحانه وتعالى ان الذين امنوا وعمل الصالحات واخبتوا الى ربهم اثبت الى ربه منيبا اليه بقلبه ويحدث ايضا الخشية والخوف يحدث وجل القلب اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا اما الخشوع اما الخشوع فهو حضور القلب وقت التلبس بالطاعة مثل قول الله تعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون فوقت التلبس في الطاعة آآ اذا اقبل العبد في طاعته على ربه سبحانه وتعالى اه فهذا الاقبال وسكون القلب وطمأنينته هذا هو الخشوع واما الخشوع الذي وصف الدائم للمؤمنين وكانوا لنا خاشعين فينشأ من كمال اه معرفة العبد بربه ومراقبته له ويستولي ذلك على القلب كما تستولي عليه المحبة فهذا يقال له الخشوع الدائم اما الاول الخشوع الذي هو في في في كل عبادة اه بعينها الخشوع في الصلاة كالخشوع في الصلاة مثلا قال رحمه الله تعالى القنوت ورد في القرآن على احد معنيين معنى خاص بمعنى الخشوع ومعنى عام وهو قنوت المخلوقات كلها لخلق الله وتدبيره وتصريفه ذكر هنا رحمه الله تعالى معنى القنوت وانه ورد في القرآن على معنيين ورد بمعنى عام وبمعنى بمعنى خاص قال الله سبحانه وتعالى ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا وقال جل وعلا يا مريم اقنتي بربك واسجدي واركعي مع الراكعين القنوت الخاص بمعنى الخشوع وقد تقدم معنى الخشوع وهو حضور القلب وقت تلبسه بطاعة الله وسكون ظاهره وباطنه فهذا يقال له خشوع وايضا القنوت الخاص امن هو قانت اه اه اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة وارجو رحمة ربه ومعنى ومعنى عام هو قنوت المخلوقات كلها قنوت المخلوقات كلها اه لله سبحانه وتعالى اه كما قال عز وجل كل له قانطون كل له قانتون هذا القنوت العام للمخلوقات آآ كلها قانتة لله اي خاضعة قال خاضعة لله قلقا وتدبيرا وتصريفا فكلها قانتة اي خاضعة القنوت العام هو بمعنى العبودية العامة فالقنوت العام هو لربوبية الله تعلقه بالربوبية والقنوت الخاص تعلقه بالالوهية قال رحمه الله تعالى الذكر لله الذي ورد في القرآن الامر به والثناء على اهله وما وما رتب عليه من الجزاء يطلق على جميع الطاعات الظاهرة والباطنة القولية والفعلية فكل ما تصوره القلب او اراده او فعله العبد او تكلم به مما يقرب الى الله جل وعلا فهو ذكر لله والله تعالى شرع العبادات كلها كلها لاقامة ذكره فهي ذكر لله. ويطلق على ذكر الله باللسان ذكر اوصافه وافعاله والثناء عليه بنعمه وتسبيحه وتكبيره وتحميده والتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذكره ذكر احكامه تعلمها وتعليمها ولهذا مجالس مجالس التعلم والتعليم يقال لها مجالس الذكر وافضل انواع الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان مرة اخرى في اه ما يتعلق بالقنوط العام والخاص مثلا اذا قرأنا آآ قول الله عز وجل في سورة البقرة آآ له ما في السماوات والارض كل له قانطون له ما في السماوات وما في الارض كل له قانتون ثم قرأنا ايظا آآ في نفس السورة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين القنوت هنا يختلف عن قنوت الذي هناك. الذي هناك هذا قنوت عام الذي هو خضوع الكائنات لله وكونها كلها تحت تدبيره فذاك القنوت تعلقه بالربوبية اما هذا القنوت فتعلقه بالعبودية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين مثل الصابرين والصادقين والقانتين. هذا خاص مثله فالصالحات قانتات هذا ايضا خاص يفرق بين القنوت والعام والقنوت الخاص ان القنوت العام يفهم من السياق وهو خضوع الكائنات كلها لله خلقا تدبيرا وتصريفا. اما الخاص هو اقبال القلوب على على الله خضوعا وذلا وانكسارا ثم ذكر رحمه الله الذكر ما المراد به فذكر ان الله عز وجل ذكر الذكر في القرآن امرا به ومثنيا على اهله مرتبا عليه الثواب الجزاء يطلق على جميع الطاعات الذكر الظاهر والباطنة القولية والفعلية فكل ما تصوره القلب او اراده او فعله او تكلم به مما يقرب الى الله فهو ذكر لله كل ما كان انشغال بطاعة الله هو خروج من غفلة ودخول في الذكر ذكر الله والله تعالى شرع العبادات كلها لاقامة ذكره فهذا معنى من من المعاني المرادة به كذلك يراد بالذكر باللسان ويطلق على ذكر الله سبحانه وتعالى باللسان بذكر اوصافه وافعاله والثناء عليه بنعمه وتسبيحه وتكبيره وتحميده وتهليله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتلاوة القرآن هذا كله ذكر ومن ذكره ذكر احكامه تعلمها وتعليمها ولهذا مجالس التعلم والتعليم يقال لها مجالس ذكر مثل ما قال عليه الصلاة والسلام اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة قال اه مجالس الذكر مجالس الذكر اي حلقات العلم التي يذكر فيها الله وتبين احكام الله ويدعى فيها الى عبادة الله قال رحمه الله تعالى حدود الله. قال يراد بها ما حرمه ومنعه عباده تهلا عليكم ومنعه عباده فيقال فيها تلك حدود الله فلا فلا تقربوها ويراد بها ما اباحه واحله لعباده وقدره وفرظه فيقال فيها تلك حدود الله فلا تعتدوها اي لا تجاوزوا ما احل الله الى ما حرم الله ولا تتجاوزوا ما قدره الله للعباد الى ما يخالف تقديره هذا معنى حدود الله وقد جاءت آآ على معنيين حدود الله ويراد بها المباح او ما احل او ما قدره فرضه ويراد بها الذي منع منه الله ونهى عنه الاول يقال فلا تقربوها ويراد تلك حدود الله ارادوا نعم يراد به ما حرم الله ومنع وهذا يقال فيه فلا تقربوها ويراد به ما اباه واحل وفرظ وهذه يقال فيها فلا تعتدوها فاذا حدود الله تارة يراد بها المحرمات وتارة يراد بها المباحات والمفروضات فاذا قيل فلا تقربوها هذه محرمات اذا قيل لا تعتدوها اي لا تتجاوزوها هذه مباحات او فرائض قال رحمه الله تعالى الامانة قال هي الامور التي يؤتمن عليها العبد فيشمل الامانة التي بينه وبين الله فانه ائتمن عبده على اقامة الواجبات وترك المحرمات فالقيام بذلك اداء للامانة ومراعاة لها وترك بعض الواجبات وخصوصا السرية التي لا يطلع عليها الا الله او التجرؤ على بعض المحرمات ترك للامانة واتصاف بالخيانة ويشمل ايضا الامانات التي بينك وبين الخلق بالدماء والاموال والحقوق فمن قام بها فقد ادى الامانة وحفظها ومن تعدى فيها او فرط او خان فقد تجرأ على الخيانة هذا معنى الامانة والامانة هي في الجملة الامور التي اؤتمن عليها العبد هذه هي الامانة انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان لما نهي الامور التي اؤتمن عليها فتشمل اولا الامانة التي بين العبد وبين الله فان الله ائتمنه على اقامة الواجبات وترك المحرمات فاذا قام العبد بالواجب ادى الامانة واذا ترك المحرم ادى الامانة واذا ترك الواجب او فعل المحرم فقد ضيع الامانة وايضا الامانة تشمل اداء الحقوق التي بين العباد وحفظ الحقوق ايضا التي للعباد بل ان دماءكم واموالكم هذي كلها حقوق فحفظها وعدم عدم انتهاكها هذا اداء الامانة والتعدي عليها هذا تضييع لي الامانة قال رحمه الله تعالى العهد والعقد قال يشمل العهود والعقود التي بين العبد وبين ربه فان الله عقد بينه وبين المكلفين عقدا وعاهدهم عهدا باقامة ما خلقوا له من عبادته والقيام بحقوقه فاقامة ذلك وفاء لهذا العقد والعهد واهماله نقض للعهد والعقد وكذلك العقود والعهود التي بينه وبين الخلق يتعين الوفاء بها ويشمل ذلك عقود المعاملات كلها من دون استثناء قال رحمه الله العهد والعقد العهد والعقد كلاهما جاء الامر بالوفاء به قال سبحانه وتعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم وقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود وهذا يشمل العهود والعقود التي بين العبد وبين ربه فان الله عقد بينه وبين المكلفين عقدا وعاهدهم عهدا باقامة ما خلقوا له من عبادته والقيام بحقوقه ولهذا يقول اهل العلم قول المصلي في الصلاة اياك نعبد واياك نستعين هذا عهد بين العبد وبين الله يعاهد العهد ربه ان يعبد الله ولا يعبد غيره وان يستعين بالله ولا يستعين بغيره فيجب ان ان يفي بهذا العهد وان يقوم بهذا بهذا الذي عاهد ربه سبحانه وتعالى ولهذا ايضا في سيد الاستغفار قالوا انا على عهدك ووعدك ما استطعت. المراد هذا هو فاقامة ذلك وفاء لهذا العقد والعهد واهماله نقض للعهد والعقد ايظا يشمل العهود والعقود التي بين الانسان بين الخلق اذا عقد عقدا في بيع ما او تجارة ما او مصلحة ما فانه يشمل اه فانه يشمل الامر بالوفاء بالعقود هو فيشمل كل العقود من دون استثناء كما يقول رحمه الله قال رحمه الله تعالى الشجاعة والجبن والتهور قال اثنى الله في كتابه على الشجاعة ومدح اهلها وامر بها وذم الجبن والتهور فالشجاعة قوة القلب وثباته واقدامه على الاقوال والافعال في موضع الاقدام بحكمة وحنكة فان اقدم عليها في حال لا يحل له الاقدام قيل لذلك تهور وجراءة وحمق والقاء بالنفس الى التهلكة واما الجبن فهو مضد الشجاعة. ضعف القلب وخوره ويتبع ويتبع ذلك خير الاعمال تهلاي فيكم ويتبعوا ذلك خور الاعمال والخوف مما لا يخاطب وهيبة من لا يهاب فالشجاعة خلق فاضل جليل بين خلقين ذميمين رذيلين بين التهور الذي هو غلو وزيادة عن الحد وبين الجبن الذي هو تفريط وتقصير وضعف وخور ونظير ذلك قال اثنى الله على اولا الحديث عن الشجاعة والجبن والتهور فالله عز وجل اثنى على الشجاعة ومدح اهلها وامر بها وذم الجبن والتهور فالشجاعة قوة القلب وثباته واقدامه على الاقوال والافعال في موضع الاقدام بحنكة وحكمة فان اقدم عليها في حال لا يحل له الاقدام قيل لذلك تهور وجراءة وحمق والقاء بالنفس الى التهلكة واما الجبن فهو ضد الشجاعة ضعف القلب وخبره ويتبع ذلك خور الاعمال والخوف مما ويتبع ذلك خبر الاعمال والخوف مما لا يخاف منه وهيبة من لا يهاب فالشجاعة خلق فاضل جليل بين خلقين ذميمين رذيلين بين التهور والجبن تهور علو وزيادة والجبن تفريط وتقصير واظاعة قال رحمه الله تعالى القوام والبخل والتبذير في تصريف الاموال. القوام قال رحمه الله تعالى القوام والبخل والتبذير في تصريف الاموال قال بذلها فيما ينبغي من واجب ومستحب ونافع على الوجه الذي ينبغي يقال لذلك قوام واعتدال وتوسط واقتصاد فان منع الواجبات فهو البخل وصاحبه بخيل وان اسرف وزاد في النفقة عما ينبغي قيل لذلك اسراف وتبذير قال تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما هذا بيان لهذه الالفاظ المتعلقة بتصريف الاموال وهي القوام والبخل والتبذير فاما البخل فهو منع الواجب واما التبذير فهو الزيادة والاسراف والقوام هو الوسط بين البخل والتبذير وهو المطلوب القوام هو المطلوب الا يبخل والا يسرف والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان وكان بين ذلك قوما اي وسطا لا افراط ولا تفريط قال رحمه الله تعالى الاستقامة هي لزوم الصراط المستقيم بان يستقيم العبد على الايمان بالله واداء فرائضه وترك محارمه مداوما لذلك تائبا مما اخل به من حقوقها ولهذا قال فاستقيموا اليه واستغفروه اي مما وقع منكم من الخلل في الاستقامة قال رحمه الله الاستقامة هي لزوم الصراط المستقيم. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا اي سلكوا الصراط المستقيم ولم ينحرفوا عنه ذات اليمين وذات الشمال الاستقامة هي لزوم الصراط بان يستقيم العبد على الايمان والمحافظة على واجبات الدين وترك المحرمات مداوما على ذلك تعب مما اخل به من حقوقها ولهذا قال فاستقيموا اليه اي مما وقع منكم من الخلل بالاستغفار فبالاستغفار فاستقيموا اليه واستغفروه اي يستغفرون مما وقع منكم من الخلل في الاستقامة الاستقامة لزوم الصراط ويستقيم المرء على الصراط ويستغفر انه لابد ان يحصل منه تقصير باعوجاج او انحراف ان طريق الاستقامة قال رحمه الله تعالى التوبة والاستغفار قال اما التوبة فهي الرجوع الى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا الى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا ندما على ما مضى وتركا في الحال وعزما على الا يعود والاستغفار طلب طلب المغفرة من الله. فان اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة وان لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه ان يغفر له فقد يجاب دعاؤه قد لا يجاب وهو بنفسه عبادة من العبادات فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة هنا ذكر الفرق بين التوبة والاستغفار التوبة هي الرجوع الى الله بترك ما يكرهه سبحانه وتعالى ظاهرا وباطنا والاقبال على ما يحبه مع الندم والعزم على الا يعود ولا تكون التوبة توبة الا بهذه الامور الثلاثة الترك والندم والعزم ترك الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه. هذه شروط للتوبة لا تكون التوبة نصوحا الا بها اما الاستغفار فهو طلب المغفرة طلب المغفرة لان السين في الاستغفار استغفر الله للطلب وقول الداعي اللهم اغفر لي هذا طلب من الله سبحانه وتعالى ان يغفر له فقد يجاب دعاءه وقد لا يجاب لكن اذا صدق في في دعائه وصدق في استغفاره فان الله لا يخيب من دعاه قال رحمه الله تعالى التوكل على الله والاستعانة به بمعنى واحد هو اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار الدينية والدنيوية الخاصة والعامة مع الثقة بالله في ذلك المطلوب توكل عبودية من عبوديات القلب وهو مصاحب للمسلم بكل اعماله في كل اعماله وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وصاحب له في جميع اعماله ومصالح الدينية والدنيوية فهو متوكل على الله بفعل في فعل ما امر به ومتوكل على الله في ترك ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ومتوكل على الله بالقيام بمصالحه الدنيوية فهو يصاحب العبد في كل اموره فالتوكل والاستعانة بمعنى واحد معنى واحد وهو اعتماد القلب على الله وتفويض الامور اليه بجلب المنافع ودفع المضار قال رحمه الله المحبة لله والانابة الى الله. قال هي قوة الود لله لكماله ونعمه الطاهرة والباطنة وانجذاب القلب الى الله تألما ورغبة ورهبة في كل المطالب وطمأنينة القلب بذكره واللهج بدعائه والرجوع اليه في الامور الدينية والدنيوية الجليلة والحقيرة فمن كان قلبه منيبا الى الله فهو محب لله والمنيب هو الاواه الى الله الاواب اليه هنا يبين معنى المحبة والانابة المحبة هي قوة الود آآ قوة الود لكماله سبحانه ونعمه الظاهرة والباطنة الله يحب لاسمائه وصفاته ويحب لنعمه والائه و يترتب على هذا الحب انجذاب القلب الى الله تألها وتعبدا وخضوعا وطمأنينة للقلب بذكر الله ولهجا بدعائه فمن كان قلبه منيبا الى الله فهو محب لله فهو محب لله سبحانه وتعالى والمنيب هو الاواه والرجاع الى الله الاواب اليه ولهذا الانابة هي ثمرة قوة المحبة كلما قويت المحبة في القلب قوية الانابة الى الله قال رحمه الله المعروف والمنكر متقابلان فالمعروف اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا والمنكر ضده المعروف والمنكر متقابلان معروف اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا ولهذا المعروف يعرف بالشرع ويعرف بالعقل يعرف بالشرع ويعرف بالعقل كل ما عرف حسنه شرعا وعقلا فهو معروف والمنكر ايظا يعرف بالشرع ويعرف بالعقل كل ما عرف قبحه وسوءه شرعا او عقلا فهو منكر قال الخبيث والطيب متقابلان والطيب ما كان طيب الصفات كثير المنافع والخبيث بالعكس اه الفرق بين الخبيث والطيب هما متقابلان قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث ليميز الله الخبيث والطيب فالخبيث والطيب يراد بالطيب ما كان طيب الصفات كثير المنافع والخبيث عكس ذلك سيء الصفات قبيح آآ قبيح الصفات هذا يقال له خبيث الطيب هذا صفة المؤمن صفة المؤمن وكلما قوي ايمانه قوي طيبه ولهذا يقال لهم طبتم فادخلوها خالدين قال في في وصفهم اه الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين هذا وصف للمؤمن بالطيب في عقيدته في عبادته باخلاقه في تعامله في جميع شؤونه كلما قويت آآ فيه خصال الايمان قوي طيبه قال رحمه الله تعالى حسن الخلق وسوء الخلق يكون مع الله ومع خلقه. فحسن الخلق مع الله القيام بعبوديته ظاهرا وباطنا مع قوة محبته والطمأنينة اليه واللهج بذكره وقوة الثقة به ومع الخلق بذل الاحسان لهم ومنع الاذى لهم. واحتمال الاذى منهم وسوء الخلق بعكس ذلك كله حسن الخلق وسوء الخلق ومثله ايضا الادب منه ما يكون مع الله حسن الخلق مع الله او ايظا الادب مع الله ومنه ما يكون مع الخلق سوء الخلق مع الخلق مع الخلق او سوء الادب معهم فحسن الخلق او حسن الادب مع الله والقيام بعبوديته الذلة والخضوع بين يديه طمأنينة الى ذكره اللهج بذكره افراده وحده بالعبادة ولهذا الشرك من افسد الاخلاق لان المشرك آآ تفرد الله به على عليه بالنعمة والفضل والعطاء والامداد والاعداد ثم يعبد غير الله لا اسوأ خلقا ممن كان هذا وصفه يتفرد الله اعطائه والانعام عليه ثم يعبد غير الله ويلتجأ الى غير الله ولهذا المشركون من افسد الناس خلقا واما مع الخلق فبذل الاحسان لهم وكف الاذى عنهم واحتمال الاذى الذي يكون منهم هذا حسن الخلق مع الخلق وسوء الخلق الخلق وسوء الخلق عكس ذلك يكون مع الخالق ويكون مع المخلوق وفي الدعاء المأثور اللهم اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لا يهدي لاحسني الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت قال الشرك والكفر. قال الكفر اعم من الشرك فمن جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم او جحد بعضه بلا تأويل فهو الكافر من اي دين يكون سواء كان صاحبه معاندا او جاهلا ضالا والشرك نوعان شرك في ربوبيته بشرك الثانوية الذين يثبتون خالقا مع الله وشرك في الوهيته كشرك سائر المشركين الذين يعبدون الله ويعبدون غيره ويشركون بينه وبين المخلوقين ويسوونهم في الله في شيء من خصمه خصائص الهيته قد يكون هذا الشرك اكبر جليا كان يصرف العبد نوعا من انواع العبادة لغير الله. وقد يكون اصغر كوسائل الشرك من الرياء والحلف بغيره لله ونحو ذلك الفرق بين الشرك والكفر الشرك هو التسوية قال اهل النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين الشرك هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوقه او شيء من خصائصه سبحانه والكفر اعم من ذلك فمن جاحد ما جاء به الرسول او جاحد بعضه فهو الكافر فهو الكافر من اي دين كان سواء كان صاحبه معاندا او جاء هنا ضالا الشرك نوعان شرك في الربوبية بان يجعل مع الله شريكا في الخلق وشركا في الالوهية بان يجعل مع الله سبحانه وتعالى شريكا في العبادة والشرك من جهة اخرى نوعان اكبر واصغر اصغر الاكبر هو تسوية غير الله بالله في شيء من حقوق الله والاصغر ما جاء في النصوص تسميته اه شركا ولم يبلغ حد الشرك الاكبر قال رحمه الله تعالى النفاق وان يظهروا الخير ويبطن الشر وهو نوعان نفاق اتور كان يظهر الايمان بالله والرسول كان يظهر الايمان بالله ورسوله وقلبه منطوي على الكفر ونفاق اصغر كالكذب واخلاف المواعيد والفتور في الخصومة هذا الديان بمعنى النفاق النفاق هو ان يظهر المرء خلاف ما يبطن ومنه اكبر ومنه اصغر فاذا اظهر الايمان وابطن الكفر فهذا النفاق الاكبر قال الله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار اه اما الاصفر اما الاصغر فهو ان يظهر خلاف ما يبطن لكن لا يتعلق بالاعتقاد نفسه وانما يتعلق بالعمل فمن اظهر الصدق وابطن الكذب او اظهر الوفاء وابطن اه عدم الوفاء فهذا نفاقه اصغر اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان قال رحمه الله تعالى الكبر والتواضع قال فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بانه فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بانه بطر الحق وغمط الناس يعني وضده التواضع للحق. قبوله حيث كان ومع من كان ولين الجانب والتواضع للخلق هذه اخر الالفاظ التي او الحدود التي اراد شرحها شرحها فاضي الحدود الكبر والتواضع متقابلان الكبر فسره النبي عليه الصلاة والسلام بان بطر الحق اي رده وغمط الناس اي ازدراءهم وانتقاصهم واحتقارهم هذا يقال له كبر ضد التواضع للحق وللخلق تواضع الحق بقبوله حيث كانوا مع من كان والتواضع للخلق بعدم التعالي عليهم قال فهذه الحدود ينبغي ان تعتبرها في كل ما يمر عليك من نصوص الكتاب والسنة لتهتدي الى معرفة ما يدخل في الامور التي حكم الله عليها بالاحكام المتنوعة وما لا يدخل فيحصل لك الفرقان والبيان والرشاد فنسأل الله ان يهدينا الى الصراط المستقيم وهو العلم بالحق والعمل به ويجنبنا الطرق المخالفة لذلك قال وقد يسر الله تتميم هذا التعليق المبارك في ثالث شوال من شهور سنة ثمان وستين بعد الثلاثمائة والالف من الهجرة النبوية فكان على اختصاره وايجازه ووضوحه فيه معونة عظيمة على فهم كلام رب العالمين. وان كلام الله كفيل ببيان لكل شيء ينتفع به العباد في معاشهم ومعادهم وارشادهم الى كل ما فيه مصالحهم المتنوعة المتعددة وانه يتعذر الصلاح والاصلاح للاحوال كلها الا بسلوك الطرق التي ارشد اليها هذا القرآن في اصول الدين وفروعه وفي الاخلاق والاداب وفي الامور الداخلية والخارجية قال والحمد لله الذي جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين بخط الفقير الى الله من كافة الوجوه عبدالرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين امين لما ذكر آآ تفسير هذه الحدود وبيان معاني هذه الالفاظ اكد كما كما بدأ على اهمية العناية اكد على ذلك كما بدأ به اهمية العناية بمعرفة معاني هذه الالفاظ وان يعتبرها المسلم في كل ما يمر به من الفاظ النصوص متعلقة بالحدود الواردة في الكتاب والسنة. الفائدة من ذلك قال لتهتدي الى معرفة ما يدخل في الامور التي حكم الله عليها بالاحكام المتنوعة وما لا يدخل فيحصل لك الفرقان والبيان والرشاد آآ قال رحمه الله يسر تتميم يسر الله تتميم هذا التعليق المبارك في ثالث شوال من شهور سنة ثمان وستين بعد الثلاث مئة والالف اه ثمانية وستين اه قبل وفاته بثمان سنوات رحمه الله تقريبا اه يفيد هذا قوله في ثالث شوال يعني بعد العيد بيومين يفيد ان جزء من من الوقت الذي اعده رحمه الله او اعد فيه رحم الله هذا الكتاب كان في رمضان انه ختمه بعد العيد بيومين اه يبدو ان جزء من ان لم يكن كل هذا الكتاب في رمضان الشيخ رحمه الله له مؤلفات عديدة تتعلق بالقرآن انجزها في رمضان انجزها رحمه الله في في رمظان منها القواعد الحسان بدأه في اول رمضان وختمه في السادس من من شوال هنا كتابة ايضا المواهب الربانية آآ من الايات القرآنية فثمة عدد من الكتب آآ كان تتعلق بمعاني القرآن كان يشتغل فيها اه رحمه الله تبارك وتعالى في اه في رمضان ثم قالوا وان كلام الله كفيل ببيان كل شيء ينتفع به العباد في آآ معاشهم ومعادهم وارشادهم الى كل ما فيه اه مصالحهم المتنوعة ومنافعهم المتعددة آآ ختم بحمد الله اه الثناء عليه سبحانه وتعالى بما هو اهله واسأل الله عز وجل ان يجزي هذا الامام خير الجزاء على ما بين وافاد ونصح وان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وغدا باذن الله سبحانه وتعالى القراءة ستكون في كتاب الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة