ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وصفيه وخليله. واميره على وحيه ومبلغ الناس شرعه. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله فان من اتقى الله وقال وارشده الى امور دينه ودنياه وتقوى الله جل وعلا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله كل معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله ايها المؤمنون ان من اعظم ما ينبغي على كل مسلم ان يعنى به عناية عظيمة ان يكون عمله وتعبده مشكورا عند الله مرضيا عنده جل في علاه وهذا مطلب عظيم يجب على كل مسلم ان يعنى به عناية عظيمة والعمل لا يكون مشكورا عند الله مرضيا عنده جل في علاه. الا اذا قام على ركائز عظيمة واسس متنة لا يكون العمل مشكورا مرضيا الا بها وهي ثلاثة ركائز جمعها الله سبحانه وتعالى باية واحدة من سورة الاسراء وهي قول الله جل وعلا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا تأمل ايها المؤمن رعاك الله ووفقك لهداه في هذه الركائز العظيمة وجاهد نفسك على تحقيق في كل اعمالك وجميع طاعاتك فالركيزة الاولى ان يراد بالعمل الدار الاخرة بمعنى ان يكون العمل خالصا لا يراد به الا وجه الله عز وجل. وثوابه الذي اعده لعباده في الدار الاخرة معنى الا يعمل لاجل مصالح دنيوية ومقاصد الية من شهرة او سمعة او ارادة للدنيا بالعمل او غير ذلك من الخوارم النية المبطلة لها المفسدة للعمل وهذا امر يحتاج الى مجاهدة تامة ولهذا قال الاوزاعي رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فالنية تتفلت وهي تحتاج من العبد الى معالجة دائمة مستمرة ليصفو العمل وليكون خالصا لا يبتغى به الا الله جل في علاه والدار الاخرة التي هي دار الثواب والجزاء على الاعمال الركيزة الثانية ايها المؤمنون في قوله جل وعلا وسعى لها سعيها وليس كل سعي يصلح ولا كل عمل ينفع. وانما النافع من العمل عباد الله. والمفيد من السعي هو سعي الاخرة اي الذي رضيه الله لعباده ودعاهم الى فعله بواسطة رسله الكرام ولهذا عباد الله العمل يتوقف في قبوله على صحة اتباع العامل فيه للرسول. عليه الصلاة والسلام. ولهذا صحفي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه وكان عليه الصلاة والسلام اذا خطب الناس يوم الجمعة قال صلوات الله وسلامه عليه ان اصدق كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ايها المؤمنون والركيزة الثالثة لقبول العمل وشكره عند الله جل في علاه ان يكون قائما على الايمان. قال وهو مؤمن اي مؤمن بالله وبكل ما امره سبحانه وتعالى بالايمان به. ولهذا ينبغي ان يعلم معاشر العباد ان ان الاعمال كلها لا تصح ولا تكون مقبولة الا اذا كانت قائمة على ايمان صحيح وعقيدة راسخة في القلب ولهذا قال الله عز وجل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وترى في ايات كثيرة يقيد قبول العمل وترتب الثواب عليه بوجود الايمان. كقوله سبحانه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن اي بهذا القيد فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون معاشر المؤمنين. هذه هي ركائز ثلاثة عظيمة الشأن. جليلة القدر رفيعة المقام ينبغي على كل مسلم ان يعنى بها عناية تامة في كل طاعاته وجميع عباداته والتوفيق بيد الله وحده لا شريك له نسأله جل في علاه ان يوفقنا لكل خير وان ييسرنا لليسرى وان يجنبنا العسر وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله كثيرا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى عباد الله يقول الله عز وجل ليبلوكم ايكم احسن عملا ولم يقل اكثر عملا وهذا فيه تنبيه الى مقام عظيم لابد من العناية به. الا وهو ايها العباد ان يتأمل المرء في كل اعماله بان تكون حسنة فليست العبرة بكثرة العمل وانما العبرة بحسن العمل قال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في قوله جل وعلا ليبلوكم ايكم احسن عملا قيل له ما معنى ذلك قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل. والخالص ما كان لله. والصواب ما كان على السنة. وكان فمن دعاء امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه اللهم اجعل اعمالنا لك خالصة ولسنة نبيك صلى الله عليه وسلم موافقا. ولا تجعل لاحد فيها شيئا واعلموا رعاكم الله ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم عليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم وانا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم وفق وانصر اخواننا المرابطين على حدود البلاد اللهم ايدهم بتأييدك واحفظهم بحفظك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم امنا في واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لهداه. اللهم سدده في اقواله واعماله. يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم وفقه وولي عهده لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال. اللهم اتي نفوسنا زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا اصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير الموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله. دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا. لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين