بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين عن بكر بن عبدالله المزني رحمه الله يقول ينزل بالعبد الامر فيدعو في صرفه عنه تأتيه الشيطان فيضعف شكره فيقول ان الامر كان ايسر مما تذهب اليه قال ويقول العبد كان الامر باشد مما اذهب اليه ولكن الله صرفه عني الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين اما بعد عن بكر ابن عبد الله المزني قال ينزل بالعبد الامر فيدعو فيصرفه عنه اي يصرفه الله ان فيأتيه الشيطان فيضعف شكره يقول ان الامر كان ايسر مما تذهب اليه آآ الشيطان من من مقاصده اه ومبتغياته في الانسان الا يجعله شاكرا لله ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين فهذا مقصد من مقاصد الشيطان ان يبعد العبد عن الشكر للمنعم سبحانه وتعالى ومن طرائقه ان يهون اه امر النعمة في عين العبد فلا تتفاعل نفسه مع الشكر. من ذلكم ان العبد اذا اه نزلت به نازلة او حلت به به مصيبة واخذ يدعو الله سبحانه وتعالى فصرفها عنه اذا صرفت يأتيه الشيطان عند صرفه عنه ويهون له من امرها وان امرها يسير ليست كما تظن او تذهب اليه فيضعف عنده الشكر فينبغي على العبد في هذه الحالة ان يقول ما يقوي الشكر ويصرف عنها هذه الوساوس اورد الاثر ابن القيم رحمه الله في كتابه اه عدة الشاكرين وذخيرة اه الصابرين اورده ونقلا عن ابنة بالدنيا وفي اضافة مهمة توضح المعنى قال اه اولا يقول العبد اولا يقول العبد كان الامر باشد مما اذهب اليه ولكن الله صرفه عني بمعنى انه اذا جاءت هذه الوساوس من الشيطان تهون في نفسه من هذا الامر وزوال هذه الشدة وانها ليست بشدة وانها امر يسير. اذا جاءت هذه الوساوس ينبغي ان يقول العبد يخاطب نفسه ما يقوي فيها شكر الله اولا يقول العبد كان الامر باشد مما اذهب اليه فاذا وضع هذا الاحتمال لان الامر اشد يقوى الشكر عنده يقوى الشكر عنده اذا اشعر نفسه بشدة الامر وان الله تفضل عليه وصرفه عني يقوى وهذا هو المطلوب فالشيطان اه المطلوب اه عنده الا يشكر العبد ربه فيهون من النعمة والاب مطلوب منه ان يشكر ربه فينبغي ان يعظم من شأن النعمة حتى يقوى وينهض لحسن شكر المنعم احسن الله اليكم عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى يقول قيدوا النعم بالشكر عمر بن عبد العزيز امير المؤمنين رضي الله عنه له اقوال فيها حكم ونصح بالغ يقول اه رضي الله عنه رحمه الله ورضي عنه يقول قيدوا النعم بالشكر قيدوا النعم بالشكر وكان ايضا يقال الشكر قيد النعم قيد النعم اي الذي يقيدها يبقيها للعبد لا تفر ولهذا ايظا كانوا يصفون الشكر بانه الحافظ والجالب الحافظ اي للنعم الموجودة يقيدها لا تذهب وجالب ايضا للنعم المفقودة فقيد الشكر قيد النعم الذي يحفظها ويستبقيها للعبد شكر المنعم سبحانه وتعالى ولهذا ايضا كانوا يقولون النعمة اذا شكرت قرت واذا كفرت فرت فقيدها الذي يبكيها وشكر المنعم والمتفضل بها سبحانه وتعالى قال عمر بن عبد العزيز قيدوا النعم بالشكر اه اضاف اليه بعظ الادباء او الحكماء قال قيدوا النعم بالشكر فانها كالنعم فانها كالنعم لها اوابد اي تشرد وتنفر كما في الحديث ان لهذه البهائم اوابد فوابد الوحوش النعم تفر احيانا فتحتاج الى ان تقيد تحتاج ان ان تقيد حتى لا تفر النعمة ايضا تفر من صاحبها وتحتاج ان تقيد قيد النعمة الشكر الذي يبقيها للعبد ولا تذهب باذن الله سبحانه وتعالى بل ان النعمة مع الشكر لا تزال في مزيد لا تذهب بل لا تزال في مزيد كما قال الله سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد احسن الله اليكم عن ابي حازم رحمه الله تعالى قال اذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وانت تعصيه فاحذر قال عن ابي حازم قال اذا رأيت الله يتابع نعمه عليك يتابع ان يوالي النعم لا تزال نعمة تلو الاخرى وانت تعصيه فاحذره اي فانما هو استدراج منه يستدرجك به هذا الظابط ينبغي ان يتنبه له العبد اذا وجد النعم عليه تتوالى في صحته في بدنه عافيته في ماله آآ الى غير ذلك يرى النعم تتوالى وهو في معصية وهو ماضي في معصية لله سبحانه وتعالى فليحذر فان هذا علامات انه يستدرج نستدرجهم من حيث لا يعلمون فليحذر من ذلك وليبادر للتوبة والانابة الى آآ الى الله سبحانه وتعالى قال اذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وانت تعصيه فاحذره اي فانما هو استدراج منه. يستدرجك به احسن الله اليكم عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأيت الله عز وجل يعطي العباد على ما يشاؤون على معاصيهم اياه فذلك استدراج منه لهم هذا الحديث رواه الامام احمد في المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيت الله عز وجل يعطي العباد على ما يشاؤون على معاصيهم اياه فذلك استدراج منه لهم ثم تلى عليه الصلاة والسلام قول الله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون آآ توالي النعم وتتابعها مع اقامة العبد على المعاصي هذا من الاستدراج ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم بالخيرات بل لا يشعرون فهذا هذا من باب الاستدراج وتعجيل آآ تعجيل ثواب الدنيا ومن امارات ان بقي الانسان على ذلك من دون توبة الى الله من امارات الحرمان من امارات الحرمان وهنا امر ينبغي ان يتنبه له يستفاد من الحديث ان كثير من الناس ربما اتكل قاسما يغتر بكثرة النعم والصحة والعافية ربما اغتر على ما يرى من توالي النعم الدنيوية فيرى ان هذا العطاء عن رظا يرى ان هذا العطاء الدنيوي الرضا من المنعم ويفوته امر الاستدراج في هذا الباب وهذا يحصل لكثير من الناس فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانه. قال الله كلا. يعني ليس هذا ولا ذاك وانما هذا ابتلاء ذاك يبتلى بالنعمة وهذا يبتلى ايضا بظدها الذي هو ضيق اليد فهذا مبتلى وهذا مبتلى الذي عنده نعمة ليست علامة الرضا وانما هذا ابتلاء هل يشكر او لا يشكر هل يشكر المنعم؟ هل يستعملها في طاعته؟ او لا فمن الناس من يغتر اذا رأى نفسه في صحة وفي عافية في تزايد في ماله وهو مقيم على المعصية يغتر بذلك ويقول ان ان ان هذا من علامات الرظا رظا رضا الله عني ان ان ممتع بصحة وبعافية وبمال والى اخره فهذا هذا آآ هذا الحديث آآ يا يوقظ القلوب في هذا الباب يقول اذا رأيت الله يعطي العبد او العباد على ما يشاءون على معاصيهم اياه فذلك استدراج منه لهم احسن الله اليكم عن يونس بن عبيد قال قال رجل لابي تميمة كيف اصبحت قال اصبحت بين نعمتين لا ادري ايهما افضل ذنوب سترها الله فلا يستطيع ان يعيرني بها احد ومودة قذفها الله في قلوب العباد ولم يبلغها عملي عن يونس بن عبيد قال قال رجل لابي تميمة الهجيمي كيف اصبحت قال اصبحت بين نعمتين لا ادري ايهما افضل ذنوب سترها الله فلا يستطيع ان يعيرني بها احد ومودة قذفها الله في قلوب العباد ولم يبلغها عملي فاستحضار العبد كلما اصبح وكل يوم نعم الله عليه وثناؤه على الله بها استشعار الفظل واظافة النعم الى المنعم والتحدث بنعم الله سبحانه وتعالى اه هذا هدي مبارك وهو من اسباب دوام النعم وبقائها فلما قيل له كيف اصبحت؟ قال اصبحت بين نعمتين لا ادري ايهما افضل ذنوب سترها الله فلا يستطيع ان يعيرني بها احد. اي لم يطلع عليها العباد سترها الله عن اعين العباد فسلمت من ان ان يعيرني بها احد وامر اخر مودة قذفها الله في قلوب العباد لم يبلغها عملي اي عملي دون دون تلك المودة التي جعلها الله سبحانه وتعالى آآ في قلوب العباد احد السلف لخص هاتين النعمتين عندما سئل نفس السؤال قال خير منشور وشر مستور خير منشور وشر مستور اي الله تفضل علي بهذا وهذا فالخير المنشور للعبد المحبة في قلوب العباد والدعاء له الى اخره. هذه منة عظيمة وايضا الشر المستور عن اعين العباد فلا يعيرونه بها. هذه نعمة ايضا من نعم الله سبحانه وتعالى العظيمة احسن الله اليكم عن صغدي ابن ابي الحجر قال كنا ندخل على المغيرة بن محمد فنقول كيف اصبحت يا ابا محمد قال اصبحنا مغرقين في النعم موقرين من الشكر يتحبب الينا ربنا وهو عنا غني ونتمقت اليه ونحن اليه محتاجون سئل آآ ابو محمد المغيرة بن محمد كيف اصبحت يا ابا محمد؟ قال اصبحنا مغرقين في النعم اي نعم الله سبحانه وتعالى علينا كثيرة نعم الله علينا كثيرة اصبحنا مغرقين في النعم فهذا من من المهم في حياة العبد ان يكون كل ما يصبح يستحضر كثرة نعم الله سبحانه وتعالى عليه حتى يؤدي شكر المنعم قل عليه الصلاة والسلام يصبح على كل سلامى احدكم صدقة كل يوم طلعت عليه الشمس متى يكون هذا الشكر الا اذا استحضر العبد كل صباح كثرت نعم الله عليه فكان يقول اصبحنا مغرقين في النعم اي من كثرة النعم وتواليها علينا كل ما اصبحنا واذا نعم الله علينا تتوالى يا نعمة العافية ونعمة المال ونعمة الصحة ونعمة السكن ونعمة الامن ونعمة العيش ونعمة الولد ونعم لا تعد ونعمة سلامة الاعضاء والحواس النعم لا تعد قال اصبحنا مغرقين في النعم اي من كثرة نعم الله سبحانه وتعالى اه علينا اه اسس هذه النعم اسس هذه النعم التي عليها قوامها ما جمعه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله اذا اصبح ابن ادم اذا اصبح ابن ادم امنا في سربه عنده قوت يومه معافا في بدنه فكأنما اوتي الدنيا بحذافيرهم او حيزت له الدنيا بحذافيرها العبد اذا استحضر هذه النعم وخاصة اسس النعم التي الثلاثة هذه الصحة والامن الصحة والامن والقوت هذه الثلاث اذا اجتمعت اذا استحضر ذلك عظم شكره وقل همه وقلقه واذا غفل عن ذلك كثر آآ كثر كثر حزنه وكثر اه قلق ولهذا من جميل ما يروى في هذا الباب قول احدهم اذا ما القوت يأتي لك في الصحة والامن واصبحت اخ حزنا فلا فارقك الحزن يعني اذا اجتمعت لك هذه الثلاث الصحة والامن والقوت ثم تصبح حزينا كئيبا منقبضا مغموما الا فارقك الحزن بقي يوم بقي ملازم لك ولهذا العبد اذا استحضر هذه النعم الصحة خاصة الثلاث هذي الكوت والصحة والامن فعنده اسس النعم مجتمعة عنده ما زاد على هذه الثلاث كله فضلا هذه اسس النعم ومقومات العيش في هذه الحياة الدنيا اذا اذا استحضر النعم وكثرة النعم تحرك فيه الشكر يقول اصبحنا مغرقين في النعم وموقرين من الشكر موقرين من الشكر وايضا يصح موقرين موقر وموقر وموقر كلها صحيحة اي محمل حمل ثقيل محمل حملا ثقيلا اورده اورد هذا الاثر ابن القيم بكتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين بلفظ اصبحنا مغرقين في النعم عاجزين من الشكر وهو نفس المعنى مو قرين من الشكر اي تحملنا حملا عظيما كبيرا من اه الشكر اه نعجز عن الوفاء به نعجز عن وحى به ثم قال يتحبب الينا ربنا وهو عنا غني يتحبب الينا يتحبب لعباده ما غنى عنهم لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضره سبحانه وتعالى معصية من عصى يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلبه رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ولو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على افجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا فهو لا تنفعه طاعة من اطاع ولا تضر معصية من عصى ومع ذلك من كمال فضله ومن يتحبب الى عبادة وهو عنهم غني قال ونتمقت اليه اي نفع الافعال التي توجب المقت والسخط ونحن اليهم محتاجون نحن اليهم فقراء لا غنى لنا عنه وعن فظله طرفة عين احسن الله اليكم عن ابي رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران بن حصين رضي الله عنه وعليه نطرف خز لم نره عليه من قبل ولا بعد فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا انعم الله على عبده نعمة احب ان يرى اثر نعمته على عبده ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن ابيه رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران ابن حصين وعليه مطرف خز لم نره عليه من قبل ولا بعد لم نره عليه من قبل ولا بعد فقال ان فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا انعم الله على عبده نعمة احب ان يرى اثر نعمته على عبده احب ان يرى اثر نعمته على عبده فهذا يعد من شكر النعمة يقول ابن القيم رحمه الله وذلك من شكره على نعمه ان يرى الله سبحانه وتعالى على عبده اثر النعمة فاذا كان اتاه الله مالا يلبس مثلا لباسا جيدا ليس لباس شهرة واسراف ومخيلة لكن يلبس لباسا جيدا بحيث اه يرى اثر النعمة عليه وسيأتي في في حديث ما لك بالنظرة ما يبين ذلك ويوضحه فهذا يعد من شكر النعم وهو من الجمال الذي يحبه الله ومن الجمال الذي يحبه الله سبحانه وتعالى لما سألوا النبي عليه الصلاة والسلام اه ان الرجل يحب ان يكون ثوبه جميلا ونعله جميلا هل هذا من الكبر؟ قال الكبر بطر الحق وغمط الناس. قال ان الله جميل يحب الجمال فكون النعمة تظهر على العبد هذا من الجمال الذي يحبه من الجمال الذي يحبه الله سبحانه وتعالى وقوله عليهم مطرف خز مطرف خز آآ اي الخز الذي في طرفيه علمان الخز الذي بالطرفيه على مانع والثوب الذي في طرفيه علمان فكان عليه ثوب جميل ولم يروا عليه قبل ذلك فاعجبهم جمال هذا الثوب ولاول مرة يرون عليه فسألوه فقال لهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انعم الله على عبده نعمة احب ان يرى اثر نعمتي على عبده احسن الله اليكم عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف فان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا ولا تسرفوا كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف هذا مثل ما في قوله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا آآ الواجب على العبد في اكله وشربه ولباسه وصدقته آآ يكون وسطا وقواما لا افراط ولا تفريط كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما الاعتدال هو المطلوب الاعتدال هو المطلوب يأكل من غير سرف ويشرب من غير شرف ويتصدق ايضا من غير سرف ويلبس من غير سرف ويركب من غير سرف وايضا لا يقتر على نفسه ويضيق على نفسه لان الله سبحانه وتعالى يحب ان يرى اثر نعمته على عبده هذا الحديث الذي يتأمله ويحقق ما دل عليه يحدث عنده في هذا الباب توازن واعتدال قوله كلوا واشربوا وتصدق وفي غير مخيلة ولا اسراف هذا يبعده عن جانب الغلو وقوله ان الله يحب ان يرى اثر نعمته عليه يبعده عن جانب تقدير الجفاء فاذا اذا حقق ما دل عليه الحديث احدث عنده توازن احسن الله اليكم عن ابي الاحوص عن ابيه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا قشف الهيئة فقال هل لك مال قلت نعم قال من اي المال؟ قلت من كل المال قد اتاني الله من الابل والخيل والرقيق والغنم قال فاذا اتاك الله مالا فلير عليك ثم اورد هذا الحديث اه عن ما لك بن نظلة رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا قشف الهيئة رواه ابو داوود بلفظ وعلي ثوب دون يعني ثوب رديء ليس بذاك الجيد فقال عليه الصلاة والسلام هل لك مال قلت نعم. قال من اي المال؟ قلت من كل المال قد اتاني الله من الابل والخيل والرقيق والغنم فقال له النبي عليه الصلاة والسلام فاذا اتاك الله مالا فليرى عليك فليرى عليك ولفظه عند ابي داوود فليرى اه اثر نعمة الله عليك وكرامتهم بمعنى انه يلبس ثوبا جيدا لا يلبس الثوب الدون الثوب الرديء ولا ايظا يلبس الثوب الذي فيه خيلة وفخر او مثلا اه اللباس محرم كان يكون من الحرير او مسبلا او غير ذلك بل يلبس ثوبا يرعى عليه في اثر نعمة الله سبحانه وتعالى اما ان يكون عنده من المال الخير الكثير ثم يلبس ثوبا رديئا يلبس ثوبا اه رديئا قال اذا اتاك الله مالا فلير عليه وفي لفظ ابي داوود قال فليرى اثر نعمة الله عليك وكرامته فليرى ان يرى الناس بان يلبس ثوبا يراه الناس وعليه اثر ان نعمة الله سبحانه وتعالى عليه احسن الله اليكم عن المغيرة بن عامر رحمه الله تعالى قال الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله اورد رحمه الله هذا الاثر عن المغيرة ابن عامر قال الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان واليقين الايمان كله اه جمع في آآ الحديث بين امرين جمع بين امرين الشكر والصبر وان الايمان نصفان وهذا جاء في حديث يرفع لكن سنده غير ثابت ان الايمان نصفان نصف شكر ونصف صبر الشكر والصبر كثيرا ما يجمع بينهما في القرآن ان في ذلك لايات لكل صبار شكور فكثيرا ما يجمع بين الصبر آآ الشكر فالايمان نصفان نصف شكر ونصف صبر وجه ذلك وجهه كون الايمان آآ نصفان نصف صبر ونصف شكر وجه ذلك اه للامام ابن القيم رحمه الله في كتابه عدة الصابرين الباب التاسع عشر ان الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر آآ وورد فيه اثر بالمعنى نفسه عن ابن مسعود انه قال الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر قال ولهذا جمع الله سبحانه وتعالى بين الصبر والشكر في قوله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور في سورة ابراهيم وفي سورة الشورى وفي سورة سبأ وفي سورة لقمان وذكر رحمه الله فائدة عظيمة اه يرجع اليها في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ذكر رحمه الله عشر عشرة اعتبارات ذكرت في وجه كون الايمان نصفان نصف آآ شكر ونصف صبر فذكر رحمه الله عشرة اعتبارات مهمة جدا ومفيدة اه اشير الى بعضها احدها ان الايمان اسم لمجموع القول والعمل والنية وهي ترجع الى شطرين فعل وترك فالفعل هو العمل بطاعة الله وهو حقيقة الشكر. قال تعالى اعملوا ال داود شكرا والترك والصبر عن المعصية والدين كله في هذين الشيئين فعل المأمور وترك المحظور فهذا وجه الوجه الثاني ان الامام مبني على ركنين يقين وصبر وهما الركنان المذكوران في قوله وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. فباليقين يعلم حقيقة الامر والنهي والثواب والعقاب لانه عرف اليقين بانه تمام العلم وبالصبر ينفذ اه او ينفذ ما امر به ويكف نفسه عما نهي عنه ولا يحصل له التصديق بالامر والنهي اه اه انه من عند الله وبالثواب العقاب الا باليقين ولا يمكن الدوام على فعل مأمور وكف النفس عن المحظور الا بالصبر فصار الصبر نصف الايمان والنصف الثاني الشكر بفعل ما امر به وبترك ما نهي عنه ومضى رحمه الله يعدد اه الوجوه بوجه كون الايمان نصفان نصف شكر ونصف صبر واوصلها رحمها الله الى عشرة اه اعتبارات احسن الله اليكم عن ابي قلابة قال لا تضركم دنيا اذا شكرتموها ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابي قلابة قال لا تضركم دنيا اذا شكرتموها الدنيا اه تضر عندما تطغى على امر الاخرة لكن الدنيا لكنها ان كثرت عند العبد ان كثرت عند العبد وقد ادى شكر المنعم ولم تشغله عما خلق له فانها لا تضره لا تضرهم متى تضر اذا كانت الدنيا اكبر همه ومبلغ علمه ولا يحقق شكر الله سبحانه وتعالى فيها فان حينئذ تكون وبالا علي اما اذا كثرت اذا كثرت وادى حق الله فيها وشكر المنعم والمتفضل بها سبحانه وتعالى فانها لا تضره بل تكون رفعة له عند الله ولهذا فان الغني الشاكر ثوابه عند الله سبحانه وتعالى عظيم حتى انه وقع خلاف بين اهل العلم والف في ذلك اه مصنفات اه ايهما افضل عند الله؟ الغني الشاكر او الفقير الصابر يقول ابن القيم رحمه الله سألت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن ذلك فقال هما في اه قال اتقاهما لله قال اتقاهما لله فقلت له ان كان في التقوى سواء قال هما في الاجر سواء وذلك ان الغني الشاكر ادى عبودية الغنى وهي الشكر وللفقير الصابر ادى عبودية الفقر وهي الصبر ففاز الاول بثواب الشاكرين وفاز الثاني بثواب الصابرين. وقد قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء وصبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن ونسأل الله جل وعلا ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته