بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين وبعد عن معاذ رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم اني احبك فقل اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما هذا اما بعد فهذا الحديث حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه في وصية النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة له قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم اني احبك فقل اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولفظه قال لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وجاء من غير حديث معاذ ذكرا مطلقا ليس مقيدا بدبر الصلاة كان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فالحاصل ان هذه الدعوة ينبغي على المسلم ان يعنى بها دبر كل صلاة وان يجعلها ايضا دعاء مطلقا يدعو به في متيسر الاوقات وفي هذا الدعاء السؤال الله عز وجل المعونة وهو انفع الدعاء واعظمه طلب العون من الله سبحانه وتعالى على مرضاته لان العبد اوجدها الله ليقوم بعبادة الله فعبادة الله هي الغاية المطلوبة الاعانة هي الوسيلة لتحقيق هذه الغاية كما قال الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين فالعبادة غاية والاستعانة وسيلة وهذا الدعاء دعاء الذي جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ في سؤال الله ان يعينه على الذكر والشكر وحسن العبادة وان يواظب على ذلك دبر كل صلاة وثمة لطيفة هنا نتنبه لها وهي ان يستشعر المصلي اذا قضى صلاته ان اداؤه لهذه الصلاة معونة من الله لولا معونة الله له لما صلى لكن الله اكرمه واعانه لا على اداء هذه الصلاة فيقبل عقب صلاته على الله بالدعاء ان يعينه اعانة مجددة على الطاعات القادمة اعظمها الصلاة المكتوبة التي كتبها الله سبحانه وتعالى على عباده احسن الله اليكم عن عبد الله ابن داوود عن سفيان في قوله تعالى سنستدرجهم من حيث لا يعلمون قال نصبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر فقال غير سفيان كلما احدثوا ذنبا احدثت لهم نعمة قال ابن داوود وينسوا هذا الاثر عن سفيان وهو الثوري رحمه الله في قوله سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ما المراد الاستدراج قال رحمه الله نصبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر نصبغ النعم اي نوالي عليهم النعم ونمنعهم الشكر يعني لا لا يوفقهم سبحانه وتعالى لشكر النعمة فهذا هذا استدراج ان تتوالى النعم على المرء وهو في معصية وغفلة فتوالي النعم ليس من من امارات الخير والتوفيق وانما هو استدراج له من حيث لا يعلم وقال غير سفيان اي في معنى الاية كلما احدثوا ذنبا احدثت لهم نعمة كلما احدثوا ذنبا احدثت لهم نعمة هذا استدراج ايضا يرى نفسه مقبلة على الذنوب والمعاصي والنعم تتجدد وتتكاثر فيظن ان ان هذا من علامات الرضا مثلا وهو باب من ابواب الاستدراج كلما احدثوا ذنبا احدثت لهم نعمة وهذا يشهد له قول الله سبحانه وتعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء. حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم لهم بغتة فاذا هم مبلسون قال ابن داوود وهو عبد الله وينسوا ان تتجدد النعم عليهم وينسوا ذكر المنعم وشكره على نعمائه وفضله سبحانه وتعالى وعطائه احسن الله اليكم عن ابي بكرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا جاءه امر يسره خر ساجدا شكرا لله عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه رضي الله عنه قال لما تاب الله عليه سجد والقى رداءه الى الذي بشره عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اراني لقيت جبريل عليه السلام فبشرني وقال ان الله يقول لك من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت شكرا آآ هذان آآ هذا الحديث والاثران بعده او هذان الحديثان والاثر فيهما سجدة الشكر وهي سجدة لله سبحانه وتعالى تكون على اثر نعمة يتفضل الله سبحانه وتعالى ويمن بها على عبده كان ينجو من شدة او يحصل له شيء يتمناه او يسلم من مصيبة فالحاصل اذا حصلت له نعمة وتحقق له مطلوب او تيسرت له امنية من امان الخير فانه يشرع له ان يسجد لله سجدة واحدة يسبح الله يقول سبحان ربي الاعلى ويشكر الله فيها على هذه النعمة ولا يشترط في هذه آآ السجدة الوضوء وهي سجدة شكر فيها ثناء على الله وتسبيح ودعاء وحمد وثناء على ما حصل من من خير فكان من شأن النبي عليه الصلاة والسلام انه اذا جاءه امر يسره خر ساجدا شكرا لله من الامثلة على ذلك حديث عبد الرحمن ابن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اه اراني لقيت جبريل عليه السلام فبشرني وقال ان الله يقول لك من صلى عليك صليت عليه. ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت شكرا وجاء في بعض روايات هذا الحديث انه عليه الصلاة والسلام سجد شكرا فيما ابلاه الله في امته فيما ابلاه الله في امته اي فيما من الله به على امته فامته من صلى منهم على النبي صلاة صلى الله عليه ومن سلم عليه سلم عليه فسجد النبي عليه الصلاة والسلام شكرا لله فيما من الله به على امته فيما من الله به على امته صلوات الله وسلامه عليه وكان هذا ايضا جاء بالسلف عبدالرحمن بن كعب يروي ان والده كعب بن مالك وهو احد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ثم صدق النبي صلى الله عليه وسلم واخبره انه لا عذر له في التخلف نزلت ايات في اه التوبة عليه نزلت ايات في التوبة علي انطلق الصحابة يبشرونه بتوبة الله عليه فلما جاءه المبشر سجد لله شكرا والقى رداءه الى الذي بشره القى رداءه الى الذي بشره وهذا دأب آآ السلف آآ رظي الله عنهم ابو بكر الصديق لما بشر بقتل مسيلمة سجد شكرا لله وعلي رضي الله لما رأى المخدج في قتل الخوارج سجد شكرا لله يأتي كثيرا ذكر سجدة الشكر في اه اخبار اخبار السلف في تجدد النعم احسن الله اليكم عن القاسم ابن عثمان الدمشقي قال قلت ليمان ابن معاوية الاسود العابد رأيت رأيت ابراهيم ابن ادهم فضحك وقال واكبر من ابراهيم. قلت من؟ قال سفيان الثوري ثم قال سمعت اخي سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله يقول ما كان الله لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الاخرة وحق على المنعم ان يتم على من انعم عليه هذا اثر عظيم عن سفيان الثوري رحمه الله يقول ما كان الله لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الاخرة وحق على المنعم ان يتم على من انعم عليه ان يتم على من انعم عليه المراد بالنعمة في الدنيا اي نعمة الدين بان يوفقه للتوحيد والعبادة لله سبحانه وتعالى واخلاص الدين لله فما كان الله لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الاخرة حق على المنعم ان يتم على من انعم علي. فهذا فيه اه بين فظل الله سبحانه وتعالى وسعته وموالاته على عبده اه النعمة ومن ذلك انه اذا انعم عليه وهداه وشرح صدره للخير يتم له ذلك سبحانه وتعالى في اخراه بالفوز بالرضوان والنجاة من سخط الله سبحانه احسن الله اليكم عن احمد ابن ابن ابي الحواري قال قلت لابي معاوية الاسود يا ابا معاوية ما اعظم النعم علينا في التوحيد. نسأل الله الا يسلبناها قال يحق على المنعم ان يتم على من انعم عليه عن احمد ابن ابي الحواري قال قلت لابي معاوية الاسود يا ابا معاوية ما اعظم اه ان اه اه النعم علينا في التوحيد نسأل الله ان لا يسلبنا قال يحق على المنعم ان يتم على ان يتم على من انعم علي هذا مثل اه الاثر الذي قبله عن اه عن سفيان الثوري آآ آآ رحمه الله تعالى وهذا فيه رجاء هذا الاثر فيه رجاء والعبد مطلوب منه في هذا المقام ان يجمع بين الرجاء والخوف فسفيان رحمه الله القائل هنا اه ما كان الله لينعم على عبده في الدنيا فيفضحه في الاخرة. وحق على المنعم ان يتم على من انعم عليه هذا رجاء قوي اذن لكن ايضا لابد ان يكون مع الرجاء ايضا خوف ولهذا جاء في اخبار اصبهان لابي نعيم عن مجيب ابن موسى الاصبهاني قال كنت عديل سفيان الثوري الى مكة مرافقا له فكان يكثر البكاء فقلت يا ابا عبد الله بكاؤك هذا خوفا من الذنوب قال فاخذ عودا من المحمل فرمى به وقال لذنوبي اهون علي من هذا ولكني اخاف ان اسلب التوحيد ولكني اخاف ان اسلب التوحيد والتوحيد عند من اكرمه الله سبحانه وتعالى به ثمين وانفس شيء واذا كان ارباب الدنيا يخافون عليها الضياع والسلب خاصة عندما تكثر اه السرقات آآ يخشى على اموالهم فيشتد خوفهم اهل التوحيد ايضا التوحيد اعظم شيء عندهم ويخافون سلبه وخاصة عند كثرة الفتن والصوارف والصواد فالحاصل ان هذا المقام يجمع فيه العبد بين الرجاء الذي جاء في الاثر الاول آآ في قول سفيان ما كان الله لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الاخرة وحق على المنعم ان يتمها على من انعم علي هذا رجاء قوي ويجمع معه ايضا الخوف الخوف من سلب التوحيد فيحمله هذا الرجاء وهذا الخوف على مزيد عناية بالتوحيد و اه معلن عن اه الصوارف والصواد القادحة فيه او او القادحة في كماله احسن الله اليكم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عباس يا عم النبي اكثر الدعاء بالعافية هذا الحديث عن عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عباس وعباس هو ابن عبد المطلب عم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عباس يا عم النبي اكثر الدعاء بالعافية وجاء في بعض روايات هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له اكثر الدعاء بالعافية وقال له سل الله العافية كأنه تقال ذلك فاتى مرة ثانية فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه دعاء يدعو الله به فقال يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والاخرة وهذا فيه فضل هذا السؤال وعظيم شأنه وان من عافاه الله في الدنيا والاخرة فقد فاز بسعادة الدارين ونجا من المهالك في الدارين ولهذا من اعظم الدعاء ان يسأل العبد ربه العافية من مجامع الدعاء وعظيمة يشرع المسلم ان يكثر من هذا السؤال. كما اوصى النبي صلى الله عليه وسلم عمه قال يا عباس يا عم النبي صلى الله عليه وسلم اكثر الدعاء بالعافية احسن الله اليكم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا الى من هو اسفل منكم فانه اجدر الا الا تزدروا نعمة الله عليكم فهذا الحديث حديث آآ ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انظروا الى من هو اسفل منكم فانه اجدر الا تزدروا نعمة الله عليكم هذا اه آآ توجيه عظيم جدا تباب الاعانة على الشكر والكتاب اه في الشكر شكر النعمة فان اعظم ما يعين او من اعظم ما يعين العبد على النعمة ان يستشعر عظم النعمة التي هو فيها ومما يعينه على هذا الاستشعار ان ينظر الى من هو دونه اذا الى من هو دونه فانه اجدر الا يزدري نعمة الله لانه اذا ازدرى النعمة لم يشكر المنعم سبحانه وتعالى اذا ازدرى النعمة لم يشكر المنعم سبحانه وتعالى فاجدر الا يزدري النعمة ان ينظر الى من هو دونه فاذا كان مثلا يملك بيتا متوسط الحال لا ينظر الى البيوت التي هي اه اه افظل منه واعلى مستوى من بيته بل ينظر الى البيوت التي يدون بيته واذا كان البيت الذي هو فيه يملكه وينظر الى من هو دونه مثلا ممن لا يملك بيتا وهكذا فهذا اجدر اي احق الا تزدروا اي لا تحتقروا آآ نعمة الله وهذا الحديث وصفه اه بعظ اهل العلم بانه جامع لانواع الخير لان الانسان اذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله عليه وحرص على الازدياد ليلحق بذلك او يقاربه هذا حال غالب الناس اما اذا نظر في امور الدنيا الى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله عليه فشكر المنعم وتواضع له سبحانه وتعالى وفعلا الخير هذا ونسأل الله جل وعلا ان يوفقنا اجمعين كل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين