بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا. انك تجعل الحسن اذا شئت سهلا اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين وبعد فعن ابن غنام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح اللهم ما اصبحت بي من نعمة ما اصبحت بي من نعمة او باحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر الا ادى شكر ذلك اليوم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث حديث عبد الله ابن غنام رضي الله عنه فيه هذا الذكر والشكر الذي يشرع للمسلم ان يقوله اذا اصبح وان من قاله اذا اصبح فقد ادى شكر ذلك اليوم والحديث مختلف في ثبوته وممن حسن الحديث الامام ابن القيم والحافظ ابن حجر والشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قال من قال حين يصبح اللهم ما اصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك بهذا الاعتراف بان كل نعمة نالها العبد فهي من الله والله سبحانه وتعالى هو المتفضل بها فحين يصبح يستحضر سعة النعم وكثرتها وان المتفضل بها هو الله سبحانه وتعالى ما اصبح بي من نعمة وهذا كما قال الله عز وجل وما بكم من نعمة فمن الله وقال سبحانه وتعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وفي التلبية بالحج والعمرة نقول ان الحمد والنعمة لك والملك الله سبحانه وتعالى هو المتفضل بالنعم المستحق للشكر عليها سبحانه وتعالى ويستحضر العبد كل صباح ان ما اصبح به من نعمة فالله هو المتفضل وحده لا شريك له لا شريك له في الانعام فالفضل فضله والمنه والعطاء عطاؤه سبحانه وتعالى ثم بعد هذا الاستحضار والاعتراف بان النعم كلها من الله يحمد الله عز وجل ويشكره عليها قال فلك الحمد ولك الشكر قال فقد ادى شكرا يومه قال فقد ادى شكر يوميا اي اذا اتى هذا الحمد بهذه الصيغة التي ارشد اليها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه احسن الله اليكم عن ابي بكر ابن عبد الله ابن ابي مريم وسأله رجل فقال ما تنام النعمة قال ان تضع رجلا على الصراط ورجلا في الجنة عن ابي بكر ابن عبد الله ابن ابي مريم قد سأله رجل ما تمام النعمة فقال ان تضع رجلا على الصراط ورجلا في الجنة المقصود ان تتجاوز الصراط وتدخل الجنة والله سبحانه وتعالى يقول فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور فتمام النعمة دخول الجنة والنجاة من النار وقد ورد في هذا حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام لكن في سندها ضعف رواه الترمذي والامام احمد وغيرهما من حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو ويقول اللهم اني اسألك تمام النعمة فقال اي شيء تمام النعمة قال دعوة ارجو بها خيرا دعوة ارجو بها خيرا فقال ان اي النبي عليه الصلاة والسلام ان من تمام النعمة دخول الجنة والفوز من النار وهذا المعنى الذي ذكر في هذا الحديث هو الذي ذكره ابو بكر ابن عبد الله ابن ابي مريم هنا قال ان تضع رجلا على الصراط ورجلا في الجنة. وبمعنى قوله من تمام النعمة دخول الجنة والفوز آآ والفوز من النار اي النجاة منها احسن الله اليكم عن بكر ابن عبد الله المزني رحمه الله تعالى يقول يا ابن ادم اذا اردت ان تعلم قدر ما انعم الله عليك فغمض عينيك هذا الاثر عن عن بكر ابن عبد الله المزني رحمه الله للتذكير بنعمة البصر وهي نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده فمد الله عز وجل عباده بهذه النعمة وقليل من عباده الذي يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة فهو جعل العبادة السمع والبصر لعلهم يشكرون المنعم لكن قليل من عباده الشاكر لله سبحانه وتعالى يقول بكر ابن عبد الله المزني يا ابن ادم اذا اردت ان تعلم ان تعلم قدر ما انعم الله عليك فاغمض عينيك قدر ما انعم عليك اي بهذا البصر بهذا البصر وهو من النعم العظيمة فغمض عينيك غمض عينيك وتصور حالك فاقد لهذا البصر فانك تستشعر حينئذ عظم هذه النعمة واذا استشعرت عظم هذه النعمة فاحذر من استعمالها في معصية الله بالنظر الى ما حرم سبحانه وتعالى بالنظر الى ما حرم سبحانه وتعالى لان استعمال النعمة في المعصية يتنافى مع الشكر للمنعم سبحانه وتعالى احسن الله اليكم عن عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم رحمه الله تعالى يقول الشكر يأخذ بحزم الحمد واصله وفرعه وينظر في نعم من الله في بدنه وسمعه وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك ليس من هذا شيء الا فيه نعمة من الله حق على العبد ان يعمل بالنعم اللائي هي في بدنه لله في طاعته ونعمة اخرى في الرزق حق عليه ان يعمل لله بما انعم به عليه من الرزق في طاعته فمن عمل بهذا فقد كان قد اخذ بحزم الشكر وفرعه واصله هذا الاثر ان عبدالرحمن ابن زيد ابن اسلم يقول اه الشكر يأخذ بحزم الحمد واصله وفرعه اي ان الشكر به جماع الاخذ بالحمد حمد لله على نعمه ومننه التي لا تعد ولا تحصى والذي يعين على ذلك يقول وينظر في نعم بنعم من الله في يده وسمعه وبصره ويده ويديه ورجليه وغير ذلك ليس من هذا شيء الا فيه نعمة من الله حق على العبد ان يعمل بالنعم اللائي هي من اه اللائي هي في بدنه الى الله في طاعته ونعمة اخرى في الرزق حق عليه ان يعمل لله بما انعم به عليه من رزق في طاعته فمن عمل بهذا فقد كان قد اخذ بحزم الشكر وفرعه واصله فهذا تنبيه على معنى عظيم ومهم يتعلق بشكر النعم بالا تستعمل في المعاصي بل تستعمل في طاعة المنعم سبحانه وتعالى ومن استعمل نعمة الله في معصية الله لم يشكر المنعم وعلى العبد في هذا المقام كما قال عبد الرحمن بن زيد بن اسلم ان ينظر في نعم الله ويوسع النظر نعم الله عليه في البدن والسمع والبصر واليدين والرجلين وغير ذلك يوسع نظره في هذه النعم متأملا في عظيم نعمة الله عليه ويتفكر له ان بعض هذه النعم معطلة عنده كيف انه يفقد بتعطلها كثير من من مصالح فاذا وسع النظر في هذه النعم عليه ان يتذكر هنا انه ليس من هذا شيء الا فيه نعمة من الله حق على العبد ان يعمل بالنعم اللائي هي في يده في بدنه لله في طاعته جميع هذه النعم التي من الله عليه بها يجب عليه ان يستعملها في طاعة الله فيكون بذلك شكر الله على نعمة كذلك الرزق ويوسع النظر في آآ الرزق الذي من الله عليه به فرزقه الصحة ورزقه المال ورزقه المركب ورزقه المسكن ورزقه الولد الى غير ذلك فحق عليه ان يعمل لله بما انعم به عليه من الرزق في طاعته فمن عمل بهذا فقد كان اخذ بحزم الشكر وفرعه واصله احسن الله اليكم عن عباءة ابن كليب قال كتب الي ابن السماك رحمه الله اما بعد فاني كتبت اليك وانا مسرور مستور فانا بهما مغرور ذنب ستره علي فقد طابت نفسي بي كانه مغفور ونعم ابلاها فانا بها مسرور كاني فيها على تأدية الحقوق فليت شعري ما عواقب هذه الامور هذا الاثر فيه بيان ما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى من احسان في العمل وفي الوقت شفقة ومخافة فكتب بهذا الكتاب يقول اما بعد كتب ابن السماك بهذا الكتاب قال اما بعد فاني كتبت اليك وانا مسرور مستور كان بهما مغرور ثم ذكر وجه كونه مسرور ووجه كونه مستور قال ذنب ستره علي فقد طابت نفسي لي كأنه مغفور وهذه مشكلة كثير من الناس اذا ستر الذنب تطيب نفسه ويظن انه غفر غفر له فيغتر قال فانا بهما فانا بهما مغرور فيغتر بذلك ايضا جانب اخر وهو النعم التي ابلاها على العبد فيسر بها وكانه ادى الحقوق التي عليه في تلك النعم مثل ما تقدم معنا في الاثر الذي قبله عبد الرحمن بن زيد كانه ادى شكر هذه النعم فهو مسرور ومستور وبهذا وبهذا بهذين الامرين مغرور فليت شعر ما عواقب هذه الامور ليت شعري مع عواقب هذه المرة اذا كان يقول ذلك هذا الامام مع فضله وامامته فكيف يكون الشأن في المفرطين المقصرين نسأل الله ان يصلح احوالنا اجمعين احسن الله اليكم عن عليم صالح رحمه الله في قوله تعالى لئن شكرتم لازيدنكم قال اي من طاعتي هذا الاثر عن علي بن بن صالح في قوله تعالى لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد جاء عن علي بن صالح وايضا هذا المعنى جاء عن غيره مثل سفيان والحسن ذكروا هذا المعنى في في تفسير هذه في تفسير هذه الاية اي من طاعتي والمعروف بمعنى الاية ان الزيادة اي في النعم لان السياق يتعلق بالنعم فالاية التي قبلها اه يذكر موسى عليه السلام قومه نعم الله عليه عليهم اه واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ثم قال واذا تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم اي من النعم لكن جاء عن الحسن البصري اه وعلي بن صالح وسفيان جاء عنهم آآ ان المراد اي من طاعتي نقل ذلك نقل ذلك الامام الطبري رحمه الله في تفسيره وقالوا ولا وجه لهذا القول يفهم لانه لم يجري للطاعة في هذا الموضع ذكر فيقال ان شكرتموني عليها زدتكم منها وانما جرى ذكر الخبر عن انعام الله على قوم موسى بقوله واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ثم اخبرهم ان الله اعلمهم ان شكروا وفوا على هذه النعم زادهم فالواجب في المفهوم ان يكون معنى الكلام زادهم من نعمه لا من ما لم يجري له ذكر اي في السياق من الطاعة الا ان يكون اريد به لئن شكرتم فاطعتموني بالشكر لازيدنكم من اسباب الشكر ما يعينكم عليه فيكون ذلك وجها انتهى كلامه رحمه الله احسن الله اليكم عن صالح ابن مسمار رحمه الله تعالى يقول ما ادري نعمته علي فيما بسط علي افضل ام نعمته فيما زوى عني عن صالح بن مسمار رحمه الله قال ما ادري انعمته علي فيما بسط علي افضل ام نعمته فيما زوى عني وبهذا المعنى ايضا قول بعض السلف لنعم الله علينا فيما زوى عنا من الدنيا افضل من نعم من نعمه علينا فيما بسط لنا منها بما بسط لنا منها المرء قد يزوى عنه بعض النعم وربما يتألم لعدم تحصله عليها او ظفره بها وما يدريه لعل زويها عنه هو الخير له والخير له ولهذا ينبغي ان يكون العبد دائما مفوضا امره الى الله سبحانه وتعالى ويكون عنده يقين ان الخيرة له فيما اختاره الله له اذا كان متوكلا مفوضا امره الى الله سبحانه وتعالى قال ما ادري انعمته انعمته علي فيما بسط علي افضل؟ ام نعمته فيما زوى عني ما زوى عني وبعض اهل العلم كما اشرت من السلف جزم قال لنعم الله علينا فيما زوى عنا من الدنيا افضل من نعمه علينا فيما بسط لنا منها. وهذا المعنى قد اه يستشكل يعني اه اه قد يستشكل لكن يقول ابن القيم رحمه الله وذلك ان الله لم يرظى لنبيه الدنيا لم يرظى لنبيه الدنيا فان اكون فيما رظي الله لنبيه واحب له احب الي من ان اكون فيما كره له وسخط له وهذا وجه في معنى هذا الكلام والحاصل ان العبد اذا كان مفوضا امره الى الله فالخيرة له فيما فيما اختاره الله له من عطاء او منع عطاء دنيوي او منع والموفق من عباد الله سبحانه وتعالى من كان في هاتين الحالتين محققا العبودية المطلوبة منه في كل حال لله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا اجمعين له ذاكرين شاكرين وان يصلح لنا احوالنا اجمعين والا يكلنا الى انفسنا طرفة طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء هو حسبنا ونعم الوكيل انبه الى ان الدرس يتوقف ولعل العودة تكون في اوائل الشهر القادم باذن الله سبحانه وتعالى والله تعالى الموفق والمعين لا شريك له سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته