ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا ان عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه واعلموا رعاكم الله ان تقوى الله جل وعلا هي وصية الله للاولين والاخرين من خلقه وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته. وهي السلف الصالح فيما بينهم. ولما قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا خير فيكم اذا لم تقولوها ولا خير فينا اذا لم نقبلها وتقوى الله جل وعلا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء الا وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله معاشر المؤمنين وعودا الى الحديث عن الذنوب والمعاصي. حيث سبق بيان واقسامها وانها تنقسم الى فعل محظور. وترك مأمور ينقسموا الى الى امور تتعلق بحقوق الله. وامور تتعلق بحقوق العباد وتنقسم من حيث حجمها الى كبائر وصغائر وهي اخطر ما يكون على الانسان واضر ما يكون على العبد في دينه ودنياه فاخطروها لا تحصى واضرارها لا تعد ولا تستقصى. ولو اول محاول حصر اضرار الذنوب. واستقصاء اضرارها. لما استطاع الى سبيلا. كيف عباد الله؟ وكل كيف عباد الله يكون ذلك؟ وكل بلاء يحل وكل مصيبة تنزل انما هي اثر من اثار الذنوب ونتيجة من نتائجه. كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة. وشهدوا هذا عباد الله في القرآن في مواضع كثيرة جدا منها قول الله تعالى فكلا اخذنا بذنبه. وقول الله تبارك وتعالى مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا. فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا. اي بسبب ويقول الله تبارك وتعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. ويقول الله تبارك وتعالى ظهر الفساد في البر والبحر بماء كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض بعض الذي عملوا ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ويقول الله تبارك وتعالى ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة. يأتيها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون والايات في هذا المعنى عباد الله كثيرة. ولهذا الواجب على العبد في حياته ان مجانبا للذنوب مبتعدا عنها غير مقارف لها. واذا الم بشيء منها سارع الى التوبة الى الله والانابة اليه سبحانه وتعالى. عباد الله وها هنا امر عظيم يجدر التنبيه له يتعلق بالذنوب ووجودها من عباد وسبب تحركها في نفوسهم وهيجانها في قلوبهم اقبالهم عليها قد يقول قائل من الناس ما الباعث الى الذنوب؟ مع علم مع علم الانسان باخطارها واضرارها عليه في دينه ودنياه. وهذا باب عظيم يتعلق المعاصي والكبائر يجدر بالمسلم ان ان يعرفه وان يكون على علم به ليسد طريق ويغلق المنافذ. قال اهل العلم عباد الله ان الذنوب تنقسم الى اربعة اقسام من حيث اصلها وبواعثها ومهيجاتها في النفوس. اما القسم الاول الله فهي الذنوب الملكية وهي التي يتعاطى فيه العبد من صفات الله من صفات الله تبارك وتعالى ما لا يليق بالعبد كالعلو والعظمة تدبري والتعالي والجبروت والاستعباد للناس والتعالي عليهم الى غير ذلك من الخصال وقد جاء في الحديث وقد جاء في الحديث القدسي ان الله تبارك وتعالى العظمة ازاري والكبرياء ردائي. فمن نازعني واحدا منهم ما قذفتوه في النار وقال الله جل وعلا في وصف فرعون انه وقال الله تعالى في في وصف فرعون ووصفه بانه علا في الارض. وقال الله تعالى فبئس مثوى المتكبرين والايات في هذا المعنى كثيرة. فالتكبر والتعالي والجبروت والطغيان الاستعباد للناس ونحو ذلك اوصاف اذا اتصف بها العبد اذل نفسه واهانها وكان من احقر العباد واهونهم على الله. ومن يهن الله فما له من مكرم القسم الثاني عباد الله الذنوب الشيطانية وهي الذنوب التي يتشبه فيها العبد بالشيطان الرجيم وهي الذنوب التي يتشبه فيها العبد بالشيطان الرجيم. ومنها الغش والحقد والحسد والكذب والامر بالمعاصي والترغيب فيها. والنهي عن بالطاعات وتهجينها والدعوة الى البدع والضلالات واقتراف الاثام. فكل هذه الاعمال والصفات من اعمال الشيطان وصفته. فمن قارفها وفعلها انا متشبها كان متشبها بها بالشيطان الرجيم. والقسم الثالث عباد الله السبعية وهي التي يتشبه فيها العبد بالوحوش الضارية والحيوان قناة مفترسة وهذا يتناول انواعا عديدة من الذنوب. منها الغضب عدوان والبغي والظلم والتعدي على اعراض الناس واموالهم وحقوقهم ومنها القتل واكل الاموال بالباطل والتعدي على الناس والجور كل هذه الذنوب عباد الله ذنوب فيها تشبه بالسباع الضارية وانا في المفترسة. ولهذا يقول بعض الناس عن بعض الاشخاص ممن تظهر عليهم هذه الصفات يقولون هذا وحش من الوحوش. هذا ليس بانسان وانما هو وحش من الوحوش. لما عليه من صفات الوحوش الضارية والحيوانات المفترسة. والقسم الرابع عباد الله من الذنوب هي الذنوب البهيمية. وهي التي يتشبه فيها الانسان ببهيمة انعم ومنها الشره عباد الله والحرص على شهوة البطن والفرج الا شهوة بطنه وشهوة فرجه. ويتولد منها عباد الله الزنا اللواط والسرقة واكل اموال اليتامى واكل اموال اليتامى والشح والبخل والانانية وغير ذلك من الصفات التي يولدها الشرف ويولدها حرص الانسان على شهوة فرجه وبطنه كيفما اتفق. هذا عباد الله والواجب على العبد بان يتقي الله تعالى وان يحقق العبودية التي خلقه الله لاجلها اوجده لتحقيقها فيكون عبدا. فيكون عبدا لله مستكينا لجنابه مطمئنا خاشعا متذللا مقبلا على طاعة ربه وسيده بعيدا كل كل البعد عن المعاصي والاثام والذنوب والخطايا التي لا يزداد فيها عن من الله الا بعدا. ولا يزداد فيها الا قربا من الشر. فيجني على دينه ودنياه ونسأل الله جل وعلا ان يعيدنا واياكم من سخطه وان يجنبنا كل ما وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان يرزقنا توبة نصوحا. وان من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يعيدنا من شر كل دابة هو اخذ بناصيتها وان يوفقنا لهداه وان يجعل وان يجعل عملنا في رضاه. اقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور غفور رحيم الحمد لله عظيم الاحسان واسع الفضل والجود والامتنان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد عباد الله اتقوا الله فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه. عباد الله كل بني ادم خطاء كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وخير الخطائين التوابون. وفي الحديث الاخر يقول الله تبارك وتعالى يقول الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم عباد الله الخطأ من طبيعة الانسان. لكن ليس مما يليق به ان يكون تماديا في الخطأ مستمرا عليه. ليلقى الله باخطائه واثامه. وجرائر وذنوبه ومعاصيه. بل الواجب على العبد العاقل ان يقبل على الله تائبا. وان يرجع منيب وان يكون دائما ملازما للاستغفار. والله جل وعلا دعا عباده اجمعين الى التوبة النصوح. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا. اي بالندم على فعل الذنوب والعزم على عدم العودة اليها. والاقلاع عنها تماما. ومن تاب تاب الله عليه مهما بلغ جرمه ومهما كان ذنبه فان الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب وارجى اية في كتاب الله قول الله تبارك وتعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم ولا يليق بالمسلم ان يؤخر التوبة او ان يصوف في الاتيان بها. لانه لا يدري متى ايدهمه الموت وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تقبل توبة احدكم الم يغرغر وكذلك جاء في الحديث ان باب التوبة مفتوحا ما لم تطلع الشمس من مغربها اذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه. فالواجب علينا اجمعين عباد الله ان نبادر الى نصوحا الى الله جل وعلا نغادر فيها الذنوب ونودع فيها الخطايا ونقبل على الله اقبالا صادقا راجين رحمته خائفين من عذابه مقبلين على طاعة فيه وما يقرب اليه. اللهم وفقنا للتوبة النصوح. اللهم وفقنا للتوبة النصوح. اللهم وفقنا للتوبة النصوح. اللهم اشرح صدورنا للتوبة يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اهدنا للتوبة اللهم اعنا على التوبة. اللهم وتقبل توبتنا. واغسل حوبتنا. واغفر زلتنا واستر عيبنا يا ذا الجلال والاكرام. واجعلنا من عبادك المتقين. وصلوا رعاكم الله على الموحدين وامام التائبين محمد بن عبدالله. كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على يا محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين. ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وارضى الله ثم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين. ودمر اعداء الدين واحمي حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم اصلح ائمتنا وولاة امورنا. اللهم وفق ولي امرنا لهداك واجعل عمله في رضاك واعنه على طاعتك يا ذا الجلال والاكرام. وارزقه البطانة الناصحة الصالحة وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله الله عليه وسلم واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اصلح ذات بيننا. والف بين قلوبنا. واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وردنا اليك ردا جميلا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اغفر ذنوبنا اللهم اغفر ذنوبنا اللهم اغفر ذنوبنا اللهم وتب علينا يا تواب اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره. سره وعلنه. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم اغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا. وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون