الحمد لله الكريم الوهاب احمده سبحانه على نعمه العظيمة ومننه الجسيمة. والائه التي لا تعد ولا تحصى طاء احمده جل وعلا حمد الشاكرين. واثني عليه ثناء الذاكرين. لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى فان تقواه خير زاد. وهي خير عدة يعدها مرؤ ليوم المعاد ايها المؤمنون يقول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم معاشر العباد هذا ادب عظيم ادب الله به عباده وهو باق الى يوم القيامة والمعنى كما قال ابن عباس رضي الله عنهما اي لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة نعم ايها المؤمنون هما طريقان لا ثالث لهما اما الاتباع واما الابتداع. اما ان يكون المرء متبعا دين الله. وما انزل على عباده على هدى من الله او يكون متبعا لهواه وليحذر كل ناصح لنفسه من ان يكون متبعا لهواه على غير هدى من الله يقول الله تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله. ان الله لا يهدي القوم الظالمين وقال الله عز وجل اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. قليلا ما تذكرون. وقال الله تعالى ثم جعلناك شريعة من الامر فاتبعها. ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. انهم يغنوا عنك من الله شيئا. ويقول الله تعالى يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد. بما نسوا يوم الحساب ويقول الله تبارك وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ذلكم وصاكم به. لعلكم تتقون والايات في هذا المعنى كثيرة. ايها المؤمنون يجب على كل مسلم ان يكون ناصحا لنفسه بان يزمها بزمام الشرع وان يلزمها هدي الله جل في علاه. ووحيه المنزل على رسول الله الله عليه وسلم وان يحذر من الاهواء المحدثات. والبدع المتبعات. التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. ايها المؤمنون ان من ضعف قدر الشرع عند ولم يعظم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لا يبالي بالصدود والاعراض عن الحق والهدى ولا يبالي بالاهواء التي يقترفها والبدع التي يرتكبها وذلك لضعف ديانته ورقة دينه اما من يعظم شرع الله تعالى فانه لا يقدم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قول احد كائنا من كان ولا يقدم هوى مهما عظم في نفسه بل هو ملزم نفسه بالحق والهدى الوحي المنزل من الله رب العالمين قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه اياكم واصحاب الرأي فان اعداء السنن اعيتهم الاحاديث ان يحفظوها فاعملوا عقولهم امنوا واضلوا. وقال ابن عباس رضي الله عنهما من احدث رأيا ليس في كتاب الله وليس عليه سنة ماضية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم على ما هو منك اذا لقي الله يوم القيامة. ويقول علي رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان مسح اسفل الخف اولى من مسح ظاهره. والاثار عن السلف في هذا المعنى كثيرة. ايها المؤمنون جاء عن الامام الشافعي رحمه الله اثرا عظيم الموقع. كبير الاثر دالا على امامته وعظيم فضله وتعظيمه لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحميدي رحمه الله سأل رجل الشافعي رحمه الله عن مسألة فقال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا اي في هذه المسألة فقال رجل في المجلس وما تقول انت فغضب رضي الله عنه ورحمه وقال سبحان الله ارأيتني في كنيسة ارأيتني في بيعة؟ ارأيت على وسطي زنرا؟ اقول لك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا وتقول لي ما تقول انت ايها المؤمنون عباد الله ما اعظم ان يوقر العبد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه وان يلزم نفسه باتباعها وان يحذر اشد الحذر مما احدثه الناس من انواع الضلالات وصنوف الاباطيل. ايها المؤمنون وفي هذا المقام قد يقول بعض الناس وماذا عن حرية الرأي فيقال اما غير المسلم فانه لا قيد عنده يقيد رأيه فهو لا يخاف من لقاء الله ولا يعد لذلك اليوم عدة. واما المسلم انه يتهم رأيه في الدين. ولا يعارض برأيه شرع رب العالمين. واذا رأى رأيا ووجد انه مخالفا شرع الله اضطرحه وتركه واتبع هدى رب العالمين واما من يعمل رأيه ويهمل شرع ربه فهذا في الحقيقة ليس حرية وانما هو اتباع وعبودية للاهواء. فان لم يستجيب لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. نسأل الله عز وجل ان يعيذنا اجمعين من منكرات الاهواء والادواء والاخلاق. وان يعيننا اجمعين على اتباع هدي نبينا وصراطه المستقيم وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا بمنه وكرمه انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل الحمد لله كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى. عباد الله قال بعض السلف ما من فعلة وان صغرت الا وينشر لها يوم القيامة في الاول لما؟ وفي الثاني كيف؟ اي لم فعلت؟ وكيف فعلت السؤال الاول سؤال عن الاخلاص لله جل في علاه. والسؤال الثاني سؤال عن المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نجاة في ذلك اليوم. الا بالاخلاص المعبود والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم جعل الله اعمالنا اجمعين لله خالصة ولهدي نبيه صلى الله عليه وسلم موافقة وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم وارضى عن الصحابة وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك كمحمد صلى الله عليه وسلم. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولاية فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترظاه. من سديد اخواني وصالح الاعمال اللهم وفقه وولي عهده لما فيه عز الاسلام وصلاح المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اغفر لنا ووالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ضار ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين