بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البياقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى واخبرنا ابو عبد الله الحافظ وابو بكر احمد بن الحسن القاضي وابو صادق محمد بن احمد بن ابن ابي الفوارس العطار قالوا حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا ابراهيم بن مرزوق قال حدثنا عبد الله بن داوود الخريبي قال عن قال حدثنا عبد الله بن داود الخريبي عن عاصم ابن رجاء ابن حيوة عن داوود ابن جميل عن كثير او عن كثير ابن قيس قال كنت جالسا مع ابي الدرداء رضي الله عنه في مسجد دمشق فاتاه رجل فقال يا ابا الدرداء جئتك من المدينة مدينة الرسول صلى الله عليه سلم لحديث بلغني انك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا جئت لحاجة؟ قال لا. قال ولا لتجارة؟ قال لا. قال ولا جئت الا لهذا الحديث؟ قال نعم. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم. وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض. وكل شيء تا الحيتان في جوف الماء وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. ان العلماء ورثة الانبياء ان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر قال المصنف هذا حديث اخرجه ابو داوود السجستاني في كتابه عن مسدد عن الخريبي ورواه من جهة اخرى عن عثمان بن ابي سودة عن ابي الدرداء رضي الله عنه بمعناه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث ابي الدرداء رضي الله عنه في فضل طلب العلم وتحصيله حديث عظيم جدا اشتمل على جملة من الفضائل العظيمة التي تدل على مكانة العلم ومنزلته العلية واهمية طلبه وتحصيله وما يترتب على ذلك من افضال عظيمة وخيرات عميمة في الدنيا والاخرة لهذا الحديث قصة كما سمعنا وهي ان رجلا رحل من المدينة الى دمشق والرحلة من المدينة الى دمشق في ذاك الوقت تحتاج الى شهر كامل مع شدة ومعاناة السفر ومخاوفه واتعابه وهذا الرجل انما رحل من المدينة الى الشام من اجل حديث واحد بلغه ان ابا الدرداء يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ان ابا الدرداء سأله عدة اسئلة قال ما جئت لحاجة؟ قال لا. قال ولا لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا لهذا الحديث؟ قال نعم وهذا فيه فضل الرحلة هي طلب العلم وقد كان للسلف الصالح رضي الله عنهم ورحمهم عناية عظيمة بالرحلة والارتحال لطلب العلم وتحصيله حتى لو كان حديثا واحدا يبلغهم عن رجل في بلد ولو كان ناريا بعيدا فيرحلون اليه قد رحل ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه من المدينة الى مصر للقاء رجل من الصحابة بلغه عنه حديث يحدث به عن الرسول عليه الصلاة والسلام ورحل جابر بن عبدالله مع كثرة الاحاديث التي سمعها رواها و كان ايضا يرحل الواحد منهم الى من هو دونه في الفضل والعلم ويكفي في ذلك ما ذكره الله سبحانه وتعالى في قصة نبي الله موسى عليه السلام عندما رحل الى الخضر وابو الدرداء رضي الله عنه راوي هذا الحديث يقول لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجل ببرك الغماد لرحلت اليه وبركن الرماد في اقصى اليمن و الشواهد على ذلك في المروي المأثور عن السلف اه رحمهم الله اه كثيرة جدا ابو الدرداء رضي الله عنه تلقى هذا الطالب للعلم الراحلة في طلبه باحسن تلقي واعطاه بغيته واسمعه ما رحل من اجله من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشره بهذه البشارة العظيمة في فضل العلم والرحلة في طلب العلم والثواب الذي اعده الله سبحانه وتعالى لطلاب العلم. وهذا المعنى يحتاجه طالب العلم عندما يرحل يحتاج الى من يشد على يده ويشد من ازره ويشجعه على هذا العمل المبارك كما قال الله سبحانه وتعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة وهذا الحديث حديث ابي الدرداء رضي الله عنه قد اشتمل على جمل عظيمة في بيان فضل طلب العلم وقد شرحه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى برسالة مفردة افرد كل جملة من جمل الحديث بحديث موسع نافع جدا في بيان معاني هذا الحديث وفوائده والخص من كلامه رحمه الله تعالى شيئا من الفوائد العظيمة المستفادة من هذا الحديث العظيم قوله صلى الله عليه وسلم في اول هذا الحديث من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة هذه الجملة الاولى من جمل الحديث الخمس وسلوك الطريق لالتماس العلم يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي وهو المشي بالاقدام الى مجالس العلم ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطريق المعنوية المؤدية الى حصول العلم مثل حفظ العلم ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه ونحو ذلك من الطرق التي يتوصل بها الى العلم وقوله سهل الله له به طريقا الى الجنة يحتمل امورا منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه وسلك طريقه قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قال غير واحد من السلف في معنى هذه الاية هل من طالب علم فيعان عليه ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم اذا قصد بتعلمه وجه الله عز وجل ومنها ان الله تعالى ييسر لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخرى ينتفع بها كما قيل ثواب الحسنة الحسنة بعدها والى هذا المعنى يشير قول الله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى فمن التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة ومنها ان الله عز وجل ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة والسبب في تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجهه وجه الله عز وجل ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها فمن سلك طريقه ولم يعوج عنه وصل الى الله. والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها بخلاف من سلك طريقا يظنه طريقا الى الجنة بغير علم. فقد سلك اعسر الطرق واشقها ولا يوصل الى المقصود مع عسره وشدته وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وانا الملائكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم وهي الجملة الثانية من جمله ففيها هذه الفظيلة لطالب العلم وهي ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وقد اختلف في معنى ذلك فمنهم من حمله على ظاهره وان المراد فرش الاجنحة وبسطها لطالب العلم لتحملهم عليها الى مقاصدهم من الارض التي يطلبون فيها العلم اعانة لهم على الطلب وتيسيره عليهن وقد سمع هذا الحديث بعض الملحدين فقال لطلبة العلم ارفعوا ارجلكم عن اجنحة الملائكة لا تكسروها يستهزؤون بذلك فما زال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط ومنهم من فسر وضع الملائكة اجنحتها بالتواضع لهم والخضوع لطلاب العلم كما في قوله واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين قال ابن رجب وفي هذا نظر لان للملائكة اجنحة حقيقية بخلاف البشر ومنهم من فسر ذلك بان الملائكة تحف باجنحتها مجالس الذكر الى السماء كما جاء ذلك صريحا في حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورد مثله في بعض الفاظ حديث صفوان ابن عسال مرفوعا ان طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله باجنحتها ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا الى السماء الدنيا من حبهم لما يطلب قال الحافظ ابن رجب رحمه الله ولعل هذا القول اشبه والله اعلم قوله صلى الله عليه وسلم وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الارض وكل شيء حتى الحيتان في جوف الماء وهذه الجملة الثالثة او الفظيلة الثالثة في هذا الحديث لطالب العلم ان العالم تستغفر له او يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في جوف الماء وهذه فضيلة عظيمة هي ينالها العالم ان من في السماوات من في الارض يستغفرون له حتى الحيتان في الماء وقد ذكر بعضهم السر باستغفار دواب الارض للعلماء وهو ان العلماء يأمرون الناس بالاحسان للمخلوقات كلها وباحسان قتل ما يجوز قتله او ذبحه من الحيوانات فيتعدى نفعهم الى الحيوانات كلها فلذلك يستغفرون لهم وقوله صلى الله عليه وسلم وان فظل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب في هذا المثل تشبيه للعالم بالقمر ليلة البدر وهو نهاية كماله وتمام نوره وتشبيه للعابد بالكواكب وان بين العالم والعابد من التفاوت في الفضل ما بين القمر ليلة البدر والكواكب والسر في ذلك والله اعلم ان الكوكب ضوءه لا يعدو نفسه واما القمر ليلة البدر فان نوره يشرق على اهل الارض جميعا فيعمهم نوره فيستضيئون بنوره ويهتدون به في مسيرهم وهكذا الشأن في العالم نفع الله سبحانه وتعالى العباد بعلمه الذي يسره الله له وبثه في الامة وانتشاره بين الناس يستضيئون بنور هذا العلم ويهتدون بهداياته وقوله صلى الله عليه وسلم ان العلماء ورثة الانبياء ان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر وهذه الجملة الخامسة والفظيلة الخامسة مما اشتمل عليه هذا الحديث وهي ان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذ من العلم نصيبا اه وحظا فقد اخذ من هذا الميراث ميراث الانبياء فان الانبياء انما ورثوا العلم والمعنى انهم ورثوا ما جاء به الانبياء من العلم فخالفوا الانبياء عليهم السلام في اممهم بالدعوة الى الله والى طاعته والنهي عن معاصي الله والذب عن دينه سبحانه وتعالى وقد رأى ابن مسعود رضي الله عنه قوما في المسجد يتعلمون فقال رجل على ما اجتمع هؤلاء فقال ابن مسعود على ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقتسمونه وخرج ابو هريرة رضي الله عنه الى السوق فقال لاهله تركتم ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد وانتم ها هنا يقصد رضي الله عنه ان تركة النبي صلى الله عليه وسلم وميراثه هو هذا الكتاب العظيم الذي جاء به مع السنة المفسرة له المبينة لمعانيه وللامام ابن القيم رحمه الله تعالى كلام عظيم بشرح هذا الحديث وبيان مضامينه ومعانيه في كتابه رحمه الله مفتاح دار السعادة في اوائل المجلد الاول وانصح بالرجوع اليه والافادة منه فانه ذكر تقريرات نافعة ومعاني مفيدة جدا مستخلصة من هذا الحديث قال والاحاديث التي رويت في فضل العلم وطلبه وحفظ السنة وادائها كثيرة. وهي في مصنفات المبسوطة مذكورة نعم الاحاديث التي رويت في فضل العلم طلبه والعناية بالسنة وابلاغها كثيرة كما اشار رحمه الله تعالى من هذه الاحاديث حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومنها ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة الا من صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له منها قوله عليه الصلاة والسلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه وقوله عليه الصلاة والسلام ان الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به اخرين ومما يدل على فضل العلم والعناية به بشكل يومي ان النبي عليه الصلاة والسلام كان كل يوم بعد الصبح بعد ان يصلي الصبح بعد ان يسلم يقول اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وهذه الدعوة المتكررة بتكرر الايام في كل صباح تدل على ان طلب العلم النافع من اعظم مقاصد المسلم في كل يوم من ايامه وان طلب العلم مقدم على طلب الرزق وعلى تحصيل العمل لان العلم هو الاساس الذي يميز به بين الرزق الطيب وغير الطيب والعمل الصالح غير الصالح احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله ومما يدخل في معناها ما روي باسانيد واهية عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من حفظ على امتي اربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما هذا الحديث لا يثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو كما ذكر رحمه الله مروي باسانيد واهية فهو غير ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام يقول النووي رحمه الله في مقدمة الاربعين اتفق الحفاظ على انه حديث ضعيف وان كثرت طرقه قال ابن الجوزي رحمه الله هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقل عن الدار قطني انه قال لا يثبت منها شيء اي طرق هذا الحديث فهو حديث اه ظعيف غير ثابت باتفاق اهل المعرفة بحديث رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد خرجت من الاحاديث التي يفتقر اليها اصحاب الاحاديث في معرفة ما يجب اعتقاده بالقلب واستعماله باللسان والاركان وصار شعارا لهم حيث كانوا في البلدان ما تيسر اخراجه في اربعين بابا قوله رحمه الله وقد خرجت من الاحاديث التي يفتقر اليها اصحاب الحديث في معرفة ما يجب اعتقاده بالقلب واستعماله باللسان والاركان وصار شعارا لهم حيث كانوا في البلدان ما تيسر اخراجه في اربعين بابا يشير رحمه الله الى كتاب له افرده في في هذا ولعله اسماه الاربعين في شعار اصحاب الحديث وجعله في امور الاعتقاد واصول الديانة وافرده لهذا الغرض احسن الله اليكم قال رحمه الله وانا استخير الله في اخراج بعظ ما يحتاجون الى معرفته للاستعمال في احوالهم واخلاقهم في اين باب ليكون بلغة لهم فيما لا بد لهم من معرفته في عبادة الله تعالى مع ما سبق ذكره في الاربعين التي خرجتها في بيان معالم دين الله تعالى قوله وانا استخير الله باخراج بعض ما يحتاجون الى معرفته للاستعمال في احوالهم واخلاقهم في اربعين بابا هذا يشير فيه الى كتابنا هذا الاربعون الصورة فهو كتاب افرده رحمه الله وجعله في اربعين بابا لم يجعله اربعين حديثا ولهذا لم يبنه على على الحديث الضعيف لان الاحاديث التي جمعت في هذا الكتاب تزيد على المئة حديث فجمع اربعين بابا نوعها تنويعا نافعا عظيما مفيدا للغاية في احوال العباد واخلاقهم و ادابهم وتعاملاتهم من اجل ماذا؟ قال ليكون بلغة لهم فيما لا بد لهم من معرفته في عبادة الله سبحانه وتعالى مع سابق ذكره في الاربعين التي خرجتها في بيان معالم الدين يشير رحمه الله تعالى الى كتابه الاول الحاصل ان هذا الكتاب الذي بين ايدينا كتاب عظيم جدا جمع فيه اربعين بابا تحت كل باب يذكر ما تيسر من الاحاديث المرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام يسوقها باسناده رحمه الله تعالى و جمع فيه جمعا نافعا للغاية وهو بلغة كما ذكر لمن وفقه الله سبحانه وتعالى العناية هذا الكتاب النافع الماتع المفيد احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله واستعين بالله العزيز الكريم على استعمال ما علمني واسأله الزيادة في العلا والعفو عني فيما قصرت فيه من من مواجبه وابرأ اليه من حولي وقوتي ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ختم رحمه الله هذه المقدمة بسؤال الله سبحانه وتعالى المعونة على العمل بالعلم وان ينفعه بما علمه وان يعينه على استعمال ما علمه من العلم مع سؤاله سبحانه وتعالى الزيادة في العلا والله سبحانه يقول يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وسؤاله سبحانه وتعالى العفو فيما ما قصر فيه من اه واجبات وحقوق امر بها سبحانه وتعالى وقوله ابرى اليه من حولي وقوتي ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هذا فيه اعلان العبد عجزه وظعفه وفقره وفاقته الى ربه ومولاه وانه لا حول له ولا قوة الا بالله الا تحول من حال الى حال ولا حصول قوة آآ يمضي بها المرء في مصالحه اموره الدينية والدنيوية الا بالله سبحانه وتعالى ولهذا شرع للمسلم في كل مرة يخرج فيها من بيته لمصلحة دينية او دنيوية ان يقول بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله وبهذا انهى رحمه الله تعالى مقدمة هذا الكتاب وشرع في الباب الاول من ابوابه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين