بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. اللهم لا سأل الا ما جعلته سهلا. انك تجعل الحزن اذا شئت سهلا وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب الثالث في ارضاء الخصم وارضاء الخصم من شرائط التوبة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد تقدم في الباب الذي قبل هذا عقد المصنف رحمه الله تعالى بابا في فظل التوبة وعظيم مكانتها وفرح الله بها وما يترتب عليها من خير عظيم وفضل عميم و تقدم في الحديث عن التوبة ان للتوبة شروطا ثلاثة وهي الندم على فعل الذنب والاقلاع عنه تماما والعزم على عدم العودة اليه ويضاف الى هذه الشروط الثلاثة شرط رابع وذلك اذا كان الذنب يتعلق بحقوق الادميين وهو تحللهم وطلب العفو منهم وارضاؤهم وهو الذي لاجله عقد رحمه الله تعالى هذا الباب وهذا من حسن صنيعه وكانه بهذا يقول ان التوبة التي تقدم بيان فضلها لابد ان ينتبه مقام التوبة اذا كان ثمة حقوق للادميين فانه لا بد من ارظائهم قال وارضاء الخصم من شرائط التوبة وارضاء الخصم من شرائط التوبة اي ان التوبة لا تتم الا به ومما ينبغي ان يعلم في هذا المقام ان الاصل في المسلم انه معصوم الدم والمال والعرض لا يجوز لاحد ان يعتدي عليه في شيء من هذه الامور بغير حق قد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهر كم هذا وقال عليه الصلاة والسلام كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقال ايضا في خطبة من خطبه في حجة الوداع الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا وقال عليه الصلاة والسلام لا يحل مال امرئ مسلم الا عن طيب نفسه والاحاديث في هذا المعنى كثيرة فاذا كان الظلم يتعلق بحقوق الادميين من دم او مالا او عرض فلا بد من هذا الشرط الذي ذكره المصنف رحمه الله في هذا الباب الا وهو ارضاء الخصم وان ارضاءه من شرائط التوبة والمقصد ان من كان من جملة ذنوبه وسيئاته ذنوب هي ظلم للعباد اما في مال او في نفس او في عرظ لان المظالم لا تخرج عن هذا اما ان تكون بالنفس او بالمال او بالعرظ لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم فاذا كانت المظلمة تتعلق بالنفس مثل ان يكون اعتدى عليه ضربا او جرحا او قطع عضوا من او ايظا قتل قتيلا فانه يتحلل يتحلل بان يمكن صاحب الحق من القصاص نمكنه من القصاص او الدية ان اختار ذلك وان كان الحق يتعلق بالمال انه يرد المال الى صاحبه ويعيده اليه من عرف مكانه سلمه المال وان لم يعرف مكانه يتحرى وان يئست تصدق به عنه والله سبحانه وتعالى يؤدي ذلك الى صاحب الحق وان كان قد مات صاحب المال يعيده الى ورثته المهم انه يسعى في براءة ذمته من هذا المال الذي اخذه بغير حق واذا كانت المظلمة تتعلق بالعرظ مثل ان يكون شتم شخصا او اغتابه او نمى في حقه سعى في في حقه بالنميمة فهذا لابد ان يطلب منها العفو سبا او غيبة او غير ذلك يطلب منه العفو ويرضيه ومن اهل العلم من يرى في هذه المسألة اذا كانت المظلمة تتعلق بالعرظ سبا او غيبة وانه اذا اخبره ترتب على فذلك مفسدة فانه لا حاجة ان يعلمه وانما يستغفر له ويكثر من الدعاء له ويثني عليه بالخير في المجالس التي كان آآ يسبه فيها وبذلك يحصل تحل ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اظهر قولي العلماء لا يشترط بتوبته تحلله من المظلوم بل يكفي ان يحسن اليه في المغيب ليهدم هذا بهذا انتهى كلامه ليهدم هذا بهذا اي بهذا الاحسان والدعاء والذكر له بالخير والثناء عليه في المجالس وخاصة المجالس التي كان يغتابه فيها فان فعل ذلك في الامور الثلاثة المتقدمة خرج من التبعة باذن الله سبحانه وتعالى وان لم يفعل فان الحقوق مؤداة يوم القيامة ويوم القيامة يوم القصاص وصيتي احاديث عظيمة عظيمة الشأن بهذا الباب ولهذا من الخير للمسلم ان يبادر الى التوبة من هذه المظالم وان يكون على لسانه دائما طلب المسامحة طلب العفو اه اعادة الحقوق ويذكر نفسه دائما انه ان لم يبرأ ذمته بهذه الحياة الدنيا باعادة الحقوق او طلب العفو من اهلها والا فانها ستؤدى اليهم يوم القيامة واداؤها اليهم يوم القيامة سيكون بالحسنات لانه في ذلك اليوم ما ثمة آآ درهم ولا دينار وانما هي حسنات المرء كما سيأتي في الاحاديث والمصنف رحمه الله تعالى اورد في هذا الباب اه حديثا واحدا هو حديث اه ابي هريرة رضي الله عنه نعم قال اخبرنا ابو القاسم عبدالرحمن بن عبيد الله الحرقي ببغداد قال حدثنا حبيبنا الحسن بن داود القزاز قال حدثنا ابو بكر عمر ابن حفص ابن عمر ابن يزيد السدوسي قال حدثنا عاصي بن علي قال حدثنا ابن ابي ذئب عن المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده مظلمة من اخيه من عرضه وماله فليتحللها من صاحبه من قبل ان تؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم فان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له اخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه رواه البخاري عن ادم ابن ابي اياس عن ابن ابي ذئب هذا الحديث العظيم الذي قد ساق المصنف رحمه الله تعالى هو نص واضح في هذا الباب باب ارضاء الخصم وان ارظاء الخصم من شرائط التوبة و الحديث له نظائر وردت في السنة تفيد المعنى الذي افاده منها ما رواه مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال ان المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وظرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح بالنار وثبت ايضا في الصحيح من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق الى اهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء وثبت في المسند من حديث عبدالله بن انيس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة عراة بهما قال قلنا وما بهما قد ليس معهم شيء اي من الدنيا لا اموال ولا تجارات ولا رئاسات ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب انا الملك انا الديان ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار وله عند احد من اهل الجنة حق حتى اقصه منه ولا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عنده حق حتى اقصه منه حتى اللطمة قال قلنا كيف؟ وانا انما نأتي الله عز وجل عراة اورلا بهما قال بالحسنات والسيئات اي ان القصاص في ذلك اليوم ليس بالدراهم والدنانير لان هذه تنتهي في الدنيا ولكن بالحسنات السيئات اي انه يؤخذ من حسنات الظالم فتعطى للمظلوم فان فنيت حسناته قبل ان يقظم عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ومن كان هذا شأنه فهو المفلس حقا وهذا هو الافلاس الحقيقي ان يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ثم كلها تذهب لاصحاب الحقوق وتؤدى اليهم فلا يبقى له من حسناته شيء صلى كثيرا صام كثيرا تصدق كثيرا فلا يجد منها شيء لانها تذهب حسنات لمن ظلمهم ظلمهم بغيبة ظلمهم بنميمة غلبهم بسخرية واستهزاء وظلمهم اه شتم ولعن ظلمهم بي وشاية الى غير ذلك من انواع المظالم او حتى في اموالهم او اعراظهم او غير ذلك مثل ما نوع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث ذكر خمسة انواع قال ياتي قد شتم هذا هذا نوع وقذف هذا هذا نوع واكل مال هذا هذا نوع وسفك دم هذا هذا نوع وظرب هذا هذا نوع هذي كلها انواع المظالم وسيكون فيها قصاص يوم القيامة والقصاص بالحسنات والسيئات وسبحان الله من الناس من تفنى حسناته كلها يأخذها الغرماء واصحاب الحقوق وليس هذا فقط بل قد تفنى كلها قبل ان يقضى ما عليه ولا يبقى عنده ولا حسنة واحدة يؤخذ من خطايا من ظلمهم فتطرح عليه ثم يطرح في النار والعياذ بالله واذا كان القصاص يتناول البهائم فهي تحشر يوم القيامة واذا الوحوش حشرت وما من دابة في الارظ ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون كلها تحشر يوم القيامة ويقتص بعضها من بعض بذلك اليوم العظيم مر النبي عليه الصلاة والسلام بشاتين تنتطحان فقال لابي ذر وكان يمشي معه هل تدري فيما تنتطحان قال لا قال لكن الله يدري وسيقظي بينهما فاذا كان في ذلك اليوم العظيم سيقضى بين هذه البهائم جاء في بعض الاخبار ان بعد القضاء بينها يقال لها كوني ترابا وحين ذاك يتمنى الكافر ان لو يكون مثلها وهو يراها قد قيل لها كوني ترابا ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا. وقد ذكر هذا المعنى في تفسير هذه الاية فاذا كان هذه البهائم اقتص اه من بعضها لبعض وهي غير مكلفة لكن هذا من اظهار كمال عدل الله سبحانه وتعالى بين الخلائق فكيف بالناس اصحاب العقول المكلفين ولهذا يجب ان ينتبه العبد وان يفقه هذا الموضوع موضوع الافلاس يوم القيامة وان يحذر ان يأتي يوم القيامة مفلسا يأتي بصلوات ويأتي بصيام ويأتي صدقات واعمال بر متنوعات ثم لا يبقى منها شيء فعليه ان ان يبادر الى التوبة وان يفهم هذا الباب العظيم الذي عقده المصنف عقب البابل المتعلق بالتوبة فالتوبة من الذنوب كلها يغفرها الله مثل ما قال الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وهذه الاية نزلت في حق التائبين لكن من شرائط التوبة الارظاء او طلب العفو من الادميين الذين تعرض لهم باذى او ظلمهم او اساء اليهم ان يحرص على ان يخرج من من تلك المظالم وان يخرج من تلك المفاسد التي ارتكبها على نحو ما تقدم من تفصيل وهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال من كانت عنده مظلمة من اخيه من عرضه وماله وان كانت عنده مظلمة من اخيه من عرضه وماله ولفظه في البخاري من كانت له مظلمة لاحد من عرظه او شيء. وهي اعم وهذا باب عظيم جدا ينبغي على المسلم ان يحسن فقهه اذا كان هناك مظالم من كانت له مظلمة هذي دعوة العبد ان يتفقه في هذا الباب وان يتبصر وان ينظر في احواله مع الناس ينظر الان في الدنيا اذا كانت هناك مظالم لاحد من عرظ او شيء فليتحلل منها اليوم يعني في الدنيا قبل الا يكون دينار ولا درهم اي يوم القيامة لان الناس كما في حديث عبد الله بن انيس المتقدم يأتون يوم القيامة بهما ليس معهم شيء من اه الدنيا وانما يأتون باعمالهم فبها يكون القصاص ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له اخذ من سيئات صاحبه حملت عليه وهذا مثل ما تقدم معنا في حديث ابي هريرة المخرج في صحيح مسلم المشهور عند اهل العلم بحديث المفلس الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة اتدرون من المفلس فقالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع وهذا افلاس افلاس دنيوي لكن النبي صلى الله عليه وسلم نبههم على افلاس اعظم من ذلك وهو الافلاس الاخروي والافلاس من والحسنات يأتي بها لكنه يفلس منها بسبب ما كان منه من شتم وقذف واكل لاموال بغير حق او سفك لدم او ضرب او غير ذلك من انواع الاعتداءات فمن الخير للعبد والنصيحة لنفسه ان يتمم توبته وان يتوجها اه هذا ارضاء للخصم او او طلب العفو منه او اه ايظا اه السعي في ازالة ما ترتب على سعيه او كلامه بالباطل من فرقة وشقاق وخاصة في النميمة وشرها عظيم وفسادها كبير فالحاصل ان ان ينبغي عليه ان يسعى في براءة ذمته وقد اورد الامام ابن القيم رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة اه الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام من كانت له مظلمة الى اخره اورده في كتابه مدارج السالكين ضمن ابواب عديدة نافعة ومفيدة جدا في التوبة واحكامها وذكر لها احكام كثيرة وينصح بمطالعته والافادة منه فالحاصل ما ذكر هذا الحديث ثم قال عقبه كلاما نفيسا اسوقه بتمامه وبه نختم يقول رحمه الله وان كانت المظلمة بقدح فيه بغيبة او قذف فهل يشترط في توبته منها اعلامه بذلك بعينه والتحلل منه او اعلامه بانه قد نال من عرضه ولا يشترط تعيينه او لا يشترط لا هذا ولا هذا. هذه ثلاثة امور بل يكفي في توبته ان يتوب بينه وبين الله من غير اعلام من قذف واعتابه على ثلاث ثقوان وعن احمد روايتان منصوصتان في حد القذف هل يشترط في توبة القاذف؟ اعلان مقذوف والتحلل منه ام لا ويخرج عليهما توبة المغتاب والشاتم والمعروف في مذهب الشافعي وابي حنيفة ومالك اشتراط الاعلام والتحلل هكذا ذكره اصحابهم في كتبهم والذين اشترطوا ذلك اي الاعلام احتجوا بان الذنب حق ادمي فلا يسقط الا باحلاله منه وابرائه ثم من لم يصحح البراءة من الحق المجهول شرط اعلامه بعينه لا سيما اذا كان من عليه حق عارفا بقدره فلا بد من اعلام مستحقه به لانه قد ما تسمح نفسه بالابراء منه اذا عرف قدره واحتجوا بالحديث المذكور وهو قوله صلى الله عليه وسلم من كان لاخيه عنده مظلمة من مال او عرظ فليتحلله اليوم قالوا ولان في هذه الجناية حقين حقا لله وحقا للادمي فالتوبة منها بتحلل الادمي لاجل حقه والندم فيما بينه وبين الله لاجل حقه سبحانه قالوا ولهذا كانت توبة القاتل لا تتم الا بتمكين ولي الدم من نفسه انشاء اقتص وان شاء عفا وكذلك توبة قاطع الطريق والقول الاخر انه لا يشترط الاعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وان يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته واحصانه ويستغفر له بقدر ما ارتابه وهذا اختيار شيخنا ابن عباس ابن تيمية قدس الله روحه واحتج اصحاب هذه المقالة بان اعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة فانه لا يزيده الا اذى وحنقا وغما قد كان مستريحا قبل سماعه فاذا سمعه ربما لم يصبر على حمله واورثته ظررا في نفسه او بدنه كما قال الشاعر فان الذي يؤذيك منه سماعه وان الذي قالوا وراءك لم يقل وما كان هكذا فان الشارع لا يبيح فظلا عن ان يوجبه ويأمر به قال وربما كان اعلامه به سببا للعداوة والحرب بينه وبين القائل فلا يصفو له ابدا ويورث علمه به عداوة وبغضاء مولدة لشر اكبر من شر الغيبة والقذف وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب والتراحم والتعاطف والتحابب قالوا والفرق بين ذلك وبين الحقوق المالية وجنايات الابدان من وجهين احدهما انه قد ينتفع بها اي الاموال اذا رجعت اليه فلا يجوز اخفاؤه عنه فانه محض حقه فيجب عليه اداؤه اليه بخلاف الغيبة والقذف فانه ليس هناك شيء ينفعه يؤديه اليه الا اضراره وتهييجه فقط وقياس احدهما الاخر من افسد القياس والثاني انه اذا علمه بها لم تؤذه ولم تهيج منه غضبا ولا عداوة بل ربما سره ذلك وفرح وفرح به بخلاف اعلامه بما مزق به عرضه طوال عمره ليلا ونهارا من انواع القذف والغيبة والهجو فاعتبار احدهما بالاخر اعتبار فاسد وهذا هو الصحيح في القولين كما رأيت والله اعلم انتهى كلامه رحمه الله تعالى هذا ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين