بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب السادس في ترك ما يشغل عن ذكر الله بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة عقدها المصنف الحافظ البيهقي رحمه الله في التحذير من كل ما يشغل المرء عن ذكر الله سبحانه وتعالى وذلك ان ذكر الله جل وعلا من اجل المقاصد وانفع الاعمال المقربة الى الله عز وجل وقد امر الله به في كتابه في مواطن عديدة ورغب فيه وحث عليه واثنى على اهله ومدحهم احسن الثناء واجمله واطيبه قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا قال جل وعلا فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا وقال تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال الله تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما فامر سبحانه وتعالى في ايات عديدة بذكره بالكثرة وذلك لشدة حاجة العبد وافتقاره الى الذكر وعدم استغنائه عنه وانه اذا استغنى عن الذكر وتركه اضر بنفسه وخسر الخسران العظيم وكان من الغافلين ولهذا عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة في الحث على تجنب كل ما يشغل المرء عن ذكر الله سبحانه وتعالى لئلا يكون من الغافلين والله سبحانه وتعالى يقول واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين فلما امر بالذكر وحث عليه ورغب فيه سبحانه وتعالى حذر من الوقوع في ضده وهو الغفلة اذ لا يتم الذكر لله حقيقة الا بالتخلص من الغفلة والبعد عنها وهذه الاية جمع فيها بين الامر بالذكر والتحذير من ظده الذي هو الغفلة لانه لا يستقيم للمرء العناية بذكر الله الا بتجنب الامور التي يترتب عليها غفلته والغفلة داء خطير اذا ترى المرء تمكن منه لم يشتغل بطاعة ولم يشتغل بذكر وعبادة بل تنصرف نفسه الى الامور الملهية المبعدة عن ذكر الله وعن العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى وتصبح حاله اه هل سيئة بعيدة عن الخشوع والخضوع والانابة والطمأنينة والخشية والصدق والاخلاص لانها مغمورة اصبحت نفسه مغمورة باللغو فعقد رحمه الله هذه الترجمة نصحا تحذيرا نصحا بالعناية بالذكر ذكر الله وتحذيرا من الغفلة وكل ما يشغل عن ذكر الله سبحانه وتعالى قال في ترك ما يشغل عن ذكر الله عز وجل ما يشغل عن ذكر الله هي امور كثيرة امور كثيرة جدا وشواغل عديدة موجودة في كل زمان ومكان لكن زماننا هذا نشأ فيه مشغل عن ذكر الله مله للقلوب عن ذكر الله سبحانه وتعالى لم يكن موجودا في الازمان السابقة الا وهو الجوال وما فيه من مشغلات ملهيات عن ذكر الله سبحانه وتعالى ولنقارن بين مشغل ومشغل مشغل في هذا الزمان ومشغل في الزمان الاول عن حسن اقبال القلب على الله سبحانه وتعالى في قصتين آآ ارويهما بهذا الباب الاولى عن عبدالله بن مسعود رظي الله عنه انه رأى رجلا يسأل الله وفي يده حصى ان يحرك الحصى في يده وهو يدعو الله فقال اذا سألت ربك خيرا فلا تسأله وفي يدك الحجر رواه ابن المبارك في الزوج كان هذا ما يشغل ايديهم فيضعف اقبال قلوبهم عن الدعاء فماذا نقول في الجوالات؟ وماذا صنعت بالقلوب وكم صرفت تصدت عن ذكري علام الغيوب سبحانه وتعالى وروى ابو نعيم في الحلية وهي القصة الثانية ان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله مر برجل وفي يده حصاة يلعب بها وهو يقول اللهم زوجني من الحور العين فمال اليه عمر ابن عبد العزيز فقال بئس الخاطب انت الا القيت الحصاة واخلصت الى الله الدعاء قال ذلك رحمه الله في هذا الامر اليسير يحركها في في يده فيلهو قلبه عن قوة الاقبال على الله سبحانه وتعالى في السؤال والذكر لكن في زماننا هذا وجدت حصاة من لون اخر في ايدي الناس وفي غالب اوقاتهم شغلت قلوب كثير من الناس بركام كبير من الله و والملهيات والمشغلات فلم تعد النفوس تحسن الدعاء والتضرع والسؤال والذكر والمناجاة فاذا كان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله قال لي ذاك الرجل الا القيت الحصاة واخلصت الى الله الدعاء فانه يقال لهؤلاء الا اغلقت الجوال واخلصت لله السؤال فهذه الجوالات الهت الهت كثيرا وشغلت كثيرا عن ذكر الله سبحانه وتعالى وعن اقبال القلوب على الله سبحانه وتعالى وعلى ذكره جل في علاه واضعفت ايضا من الخشوع في الصلاة وحسن اقامتها على ذكر الله عز وجل لان ان القلوب غمرها اللهو الكثير الذي اه حصل لها بسبب الوقت الذي استنزف بهذه الجوالات من حياتها فهذه الترجمة مفيدة جميعا وفيها دواء هذه المشكلات من وفقه الله عز وجل لحسن التأمل فيما ساقه رحمه الله تعالى من احاديث فان فيها باذن الله سبحانه وتعالى معونة له على تحقيق هذا المطلب والتوفيق بيد الله وحده لا شريك له نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال اخبرنا ابو العباس محمد ابن احمد المحبوبي لمرو قال حدثنا سعيد بن مسعود قال حدثنا النظر بن صميل قال اخبرنا شعبة ابن الحجاج عن عبدالملك ابن عمير قال سمعت ابا سلمة يقول عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الله صلى الله عليه وسلم قال ان اصدق بيت قاله الشعراء الا كل شيء ما خلا الله باطل رواياه في الصحيح عن ابي موسى عن غندر عن شعبان بدأ المصنف رحمه الله هذه الترجمة بهذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اصدق بيت قاله الشعراء الا كل شيء ما خلى الله باطل ويروى ايضا بلفظ اشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد في رواية اخرى اصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد والمراد بالباطل اي الظائع الذي لا ينفع وانما كانت هذه الكلمة اصدق الكلام لانها وافقت قول الله عز وجل كل شيء هالك الا وجهه فالباطل الضائع الذي لا ينفع واما ما كان لله فانه ينفع صاحبه ولا يضيع بل يبقى له ومن ذلك الدنيا فانها باطل لا تبقى للانسان قال الله تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور اما ما كان في الدنيا لله فهذا باق للعبد ينتفع به في دنياه واخراه ولهذا جاء في الحديث للترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الباطل اسم لما لا ينفع او لما لا يدوم نفعه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم كل لهو يلهو به الرجل باطل الا رميه بقوسه او تأديبه فرسه او ملاعبته امرأته فانها الحق رواه ابو داوود وغيرهم ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ان هذا الرجل لا يحب الباطل وهو ما لا ينفع النفع الباقي وهو النفع في الاخرة فكل ما لا ينفع في الاخرة فهو باطل وان كان لذة حاضرة فانها تزول وتعد بلا نفع يبقى فهو باطل بهذا الاعتبار قال الله تعالى ذلك بان الله هو الحق وانما يدعون من دونه هو الباطل فهذا باطل من الجهتين من جهة ان استحقاق الالهية معدوم فهو لا ينفع ولا يضر ومن جهة ان عبادته لا تنفع وان كانت موجودة في الحياة الدنيا فيوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قد جاء في المعجم الكبير الطبراني ودلائل النبوة للبيهقي ان لبيدا انشد هذا البيت عند قريش وكان عثمان ابن مظعون رضي الله عنه حاضر وهو على الاسلام فلما قال الا كل شيء ما خلى الله باطل قال عثمان صدقت ثم لما قال تمام البيت وكل نعيم لا محالة زائل قال له عثمان كذبت فان نعيم اهل الجنة لا يزول نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد عبدالله بن يوسف الاصبهاني قال اخبرنا ابو سعيد بن الاعرابي قال حدثنا سعدان بن نصر قال حدثنا ابو معاوية عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة لها اعلام فاعطاها ابا جهل واخذ منه ان بجانية فقالوا يا رسول الله ان الخميصة خير من الاندجانية قال اني كنت انظر الى علمها في الصلاة. رواه مسلم في صحيحه عن ابي بكر ابن ابي شيبة عن وكيع عن هشام واخرجاه من حديث الزهري عن عروة وفي رواية يونس ابن يزيد عن الزهري فانها الهتني في صلاتي ورواه علقمة ابن ابي علقمة عن امه عن عائشة رضي الله عنها وقال فيه فاني نظرت الى علمها في الصلاة فكاد ان يفتنني الانبيجانية كساء صوف ينسب الى بلدة قال لها وقوله في هذا الحديث الهتني اين شغلتني يقال لهي من كسر اذا غفل ولها بالفتح اذا لعب وقوله انفا اي قريبا وقوله عن صلاتي اي عن كمال الحضور فيها لكن ورد في بعض الفاظ الحديث ان ذلك لم يقع اي اشغالها له عن صلاته وانما خشي ذلك قد جاء الحديث في بعض الفاظه كنت انظر الى علمها وانا في الصلاة فاخاف ان تفتنني وجاء لفظه في الموطأ فاني نظرت الى علمها في الصلاة فكاد يفتنني فهذا فيه مبادرة الرسول عليه الصلاة والسلام الى تكميل الصلاة ونفي ما لعله يخدش فيها وهذا هو مقصود الترجمة ولاجله اورد رحمه الله الحديث ترك ما يشغل عن ذكر الله والصلاة هي اعظم الذكر. اقم الصلاة لذكري فمما يدخل تحت الترجمة تجنب كل ما يشغل عن الصلاة اي عن الخشوع فيها وحسن الاقبال على الله سبحانه وتعالى فيها وعودا على الجوالات اذا كان المرء منهمكا مع الجوال وبرامجه الى ان يحظر وقت الصلاة ثم يصلي وهو قبل الصلاة منهمك اه فترة طويلة مع برامج الجوال فانه سيدخل وقلبه لاهن. يدخل في صلاته ويخرج منها ولم يعقل شيئا في صلاتهم قال المصنف وفي رواية يونس ابن يزيد عن الزهري فانها الهتني في صلاتي لفظ الحديث عند البخاري فانها الهتني انفا عن صلاتي قال وراه علقمة بن ابي علقمة عن امه عن عائشة وقال فيه فاني نظرت الى عالمها في الصلاة فكاد ان يفتنني هذا خرجه ما لك بموطأه بهذا اللفظ ومن هذا الطريق ومن طريقه رواه الامام احمد رحمه الله تعالى بالمسند احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو طاهر الفقيه قال اخبرنا محمد بن الحسين القطان قال حدثنا احمد ابن يوسف السلمي قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن الزهري عن علي ابن الحسين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه قال وحدثنا احمد قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا مالك قال وحدثنا يحيى ابن يحيى والقعنبي وابن ابي اويس عن مالك عن الزهري عن علي ابن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه هذا هو الصحيح مرسلا قال وقد اخبرنا ابو علي الحسين ابن محمد الروز باري وابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الفقيه الطوسي وابو القاسم علي بن الحسن الطعماني وابو بكر محمد ابن محمد ابن رجاء الاديب قالوا حدثنا ابو العباس محمد ابن يعقوب قال اخبرنا العباس ابن الوليد ابن مزيد قال حدثنا ابي قال حدثنا الاوزاعي قال حدثني قرة ابن عبد الرحمن عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى هذا الباب بهذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وهذا الحديث من الاحاديث العظيمة الجوامع التي عدت في جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم لان لفظه وجيز ودلالاته بليغة ومتعددة ففيه دلالة على تفاوت اهل الاسلام في الاسلام وانهم ليسوا فيه على درجة واحدة. فمنهم من يحسن اسلامه ومنهم من هو دون ذلك وهذا فيه دلالة على ان الايمان يزيد وينقص وان اهله ليسوا فيه سواء وذلك بحسب حظهم ونصيبه من اعمال الايمان وخصاله وخلاله ولهذا قال من حسن اسلام المرء وفيه دلالة على ان هذه الدرجة من الاسلام لا يبلغها الا من حسن اسلامه اما من كان اسلامه ضعيف ودينه ناقص فانه لا يتأتى له اه بلوغ هذه المرتبة وانما يتحقق له بلوغها اذا حسن اسلامه بمجاهدة نفسه على تحقيق فصال الاسلام التي يرتقي بها الى هذا المرتقى ويبلغ بها هذه المنزلة وقوله تركه ما لا يعنيه اي ما لا يهمه من امر الدين والدنيا من الاقوال والافعال ولكن ينبغي ان يتنبهوا هنا الى ان قوله ما لا يعنيه ليس المراد بما لا يعنيه بمقياس الهوى او ميولات النفس ورغباتها وانما المراد بقوله بما لا يعنيه اي بضابط الشرعي ولهذا قد يخطئ بعض الناس في فهم هذا الحديث ويظن ان المراد بقوله ما لا يعنيه اي ما لا تتجه نفسه اليه ولا يرغب فيه ولا تتجه عنايته اليه ولهذا بسبب هذا الخطأ تجد مثلا شخصا ينهى اخر عن فعل منكر ويكون نهض له بحكمة واناة واسلوب لطيف فيقول له الاخر من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه وهذا من الخطأ بلا شك في فهم الحديث لان هذا الامر يعنيه بحكم الشرع فاذا قوله ما لا يعنيه المراد بذلك اي بضابط الشرع بدليل انه قال من حسن اسلام المرء اي اذا بلغ مبلغ الاحسان في اسلامه لا يفعل الامر الذي لا يعنيه في اسلامه ودينا الحاصل ان قول النبي عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام النار تركه ما لا يعنيه يدخل فيه ترك الحرام ويدخل في ترك الاثام ويدخل فيه ترك الشبهات ويدخل في ترك ما يغتاب المرء منه ويدخل فيه اه ترك فضول النظر وفضول الكلام فضول السماء ويدخل فيه وهذا المقصود ترجمة كل ما يشغل عن ذكر الله ويلهي عن ذكر الله سبحانه وتعالى. فكل ذلك داخل في قوله عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام مارت تركوا ما لا يعنيه و هذا الحديث العظيم ينهض بالمسلم وينهض باسلامه ينهض المسلم من يقوي دينه وان يصبح في رتبة حسنة عظيمة ومنزلة عليا بحيث كل ما لا يعنيه لمصلحة دينه وما لا يعنيه في مصلحة دنياه مما ينفعه في دنياه ولا يضره في فانه يتجنبهم ويتركهم المحرمات كلها برمتها لا تعني المسلم ومن حسن اسلام المرء تركه لها. كذلك فضول الكلام فضول السماع فضول النظر كل هذه لا تعني المسلم من حسن اسلام المرء تركه لها وتجنبها ويدخل فيه ترك كل ما يلهي عن ذكر الله ويشغل عن طاعة الله سبحانه وتعالى فمن حسن اسلام المرء تركه لكل ذلك ومن فوائد هذا الحديث ان الترك يعد عملا وداخل في اعمال المسلم الصالحة فترك المحرمات مثلا هذا من اعمال الدين الداخلة في بمسماه ولهذا كما ان الايمان فعل للفرائض والمستحبات فانه كذلك ترك للمحرمات والمكروهات ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن فعد عليه الصلاة والسلام تجنب هذه المحرمات من الايمان فالايمان كما انه فعل الواجبات والمستحبات فهو ايضا ترك للمحرمات والمكروهات والاسلام كما انه فعل للفرائض والواجبات وهو ايضا ترك للمحرمات والاثام. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه الحاصل ان هذا الحديث حديث عظيم هو من جوامع كلمة النبي صلى الله عليه وسلم والفائدة المستفادة منه المتعلقة ببابنا ان الواجب على المسلم ان يتجنب كل ما يلهيه يشغله عن ذكر الله سبحانه وتعالى وكل ما يجد من الامور مشغلة له عن صلاته عن ذكره عن دعائه عن تلاوة القرآن التدبر فيه فان من حسن اسلامه ان يتجنب هذه الاشياء ليصفو له اسلامه توفيق بيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له. نسأله جل في علاه ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين