بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين. اللهم لا سأل الا ما جعلته سهلا. انك تجعل الحزن اذا شئت سهلا وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب السابع في الاستقامة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله تعالى بالحث على الاستقامة وبيان فضلها وعظيم شأنها وانها سبيل الفلاح والفوز في الدنيا والاخرة والاستقامة من اعظم خصال اهل الايمان وخلال اهل الاسلام فان الله عز وجل امر نبيه صلى الله عليه وسلم بها وامر بها عباده المؤمنين قال الله سبحانه فاستقم كما امرت ومن تاب معك وقال سبحانه فاستقيموا اليه واستغفروه ثم انه جل وعلا رتب عليها عظيم الثواب وجميل المآب قال الله تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال سبحانه ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون الا تخافوا ولا تحزنوا اي لا تخافوا مما انتم قادمون عليه فانكم قادمون على سعادة ونعيم ولا تحزنوا على ما انتم مفارقون له من اهل واولاد فانهم في حفظ الله ورعايته والاستقامة حقيقتها لزوم دين الله وسلوك صراطه المستقيم وعدم الانحراف عنه ذات اليمين او ذات الشمال وهي تتعلق بالاعمال والاقوال والاحوال والنيات بان تكون كلها لله وبالله وعلى امر الله لله اخلاصا وبالله استعانة وعلى امر الله اتباعا فهذه حقيقة الاستقامة التي رتب عليها الثواب العظيم واصل الاستقامة استقامة القلب على امر الله وخشيته من الله ومراقبته لله وحفظه لاوامر الله فاذا استقام القلب على ذلك استقامت الجوارح لان القلب ملك الاعضاء فان استقام استقامت وان اعوج اعوجت وفي هذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب ومن اعظم ما ينبغي ان ترعى استقامته ويحفظ بعد القلب اللسان ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها يكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا اخرجه الترمذي والواجب على المؤمن ان يجاهد نفسه مجاهدة تامة على الاستقامة على امر الله محافظة على ذلك تمام المحافظة مخلصا بذلك لله عز وجل مبتعدا تمام الابتعاد عن الامور التي تحرفه عن طريق الاستقامة احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا علي ابن عيسى قال حدثنا ابراهيم ابن ابي طالب قال حدثنا اسحاق ها قال واخبرنا ابو صالح بن ابي طالب العنبري ابن بنت يحيى ابن منصور القاضي قال اخبرنا جدي يحيى ابن منصور قال حدثنا احمد بن سلمة قال حدثنا اسحاق قال حدثنا جرير عن هشام عن ابيه عن سفيان ابن عبد الله انه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك قال صلى الله عليه وسلم قل امنت بالله ثم استقم. رواه مسلم عن اسحاق ابن ابراهيم هذا الحديث العظيم يعد من جوامع الكلم فان النبي عليه الصلاة والسلام جمع في هذا الحديث الدين كله جمعه في كلمتين قل امنت بالله ثم ثم استقم وسفيان رضي الله عنه قد سأل سؤالا عظيما وطلب امرا جامعا اراد رضي الله عنه ان يذكر له النبي صلى الله عليه وسلم جماع الخير وجماع الوصايا بحيث لا يحتاج الى سؤال بعد ذلك اراد كلاما جامعا فاختصر له النبي عليه الصلاة والسلام ذلك في كلمتين قال قل امنت بالله ثم استقم وقد جمع عليه الصلاة والسلام في هاتين الكلمتين الدين كله. العقيدة والشريعة لان الدين له جانبان جانب الاعتقاد وجانب الشرائع الذي هو الاعمال فجانب الاعتقاد اوجزه عليه الصلاة والسلام بقوله قل امنت بالله وجانب الشرائع اوجزه عليه الصلاة والسلام بقوله ثم استقم فبهتين الكلمتين اوجز عليه الصلاة والسلام البيان للدين كله قوله امنت بالله اي قل ذلك بقلبك اي كل ذلك بقلبك معتقدا وبلسانك متلفظا قد قال اهل العلم القول اذا اطلق في القرآن والسنة فانه يشمل قول القلب واللسان قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا كما في قوله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله وقوله سبحانه وتعالى ان الذين قالوا ربنا الله والايمان بالله هو الايمان بوحدانيته سبحانه في ربوبيته واسمائه وصفاته والوهيته ولهذا قال اهل العلم للايمان بالله اركانه ثلاثة لا يكون العبد مؤمنا بالله الا بايمانه بها وهي الايمان بوحدانية الله في ربوبيته والايمان بوحدانية الله في اسمائه وصفاته والايمان بوحدانية الله في الوهيته بانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وان تصرف له العبادة وحده لا شريك له والايمان بالله يقتضي ايضا الايمان بكل ما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به من الايمان بالكتب والايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالملائكة والايمان بالقدر فمن لم يؤمن هذه او لم يؤمن بشيء منها فهو ليس مؤمنا بالله لان الايمان بالله ايمان به وبكل ما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به وبهذا يعلم ان العقيدة كلها دخلت تحت قوله قل امنت بالله وقوله ثم استقم هذا في جانب الشريعة والعمل بالطاعات وفعل الاوامر واجتناب المحرمات استقم اي كما امرك الله بفعل طاعته واجتناب معصيته والاستقامة هي لزوم الصراط المستقيم بالمحافظة على طاعة الله والبعد عما حرم والمعنى كن ماضيا على الاستقامة الى ان تموت الحاصل افاد الحديث ان الدين له جانبان جانب الاعتقاد وجانب الشريعة وكل منهما مطلوب من العد قد جمعهما النبي عليه الصلاة والسلام في قوله قل امنت بالله ثم استقم والاستقامة تتطلب من العبد المحافظة على الفرائض والعناية بها والبعد عن المحرمات وهذا متكرر عند الناس مفهوم لديهم لانهم اذا قالوا فلان مستقيم ارادوا بذلك انه يحافظ على فرائض الدين وواجباته ويبتعد عن المحرمات واذا قالوا غير مستقيم فانها تتناول اعمالا مخالفة شرع الله سبحانه وتعالى تصدر منه ويفعلها فيخرج بها عن طريق الاستقامة الحاصل ان هذه الوصية وصية جامعة وعظيمة وقد جمع فيها نبينا عليه الصلاة والسلام الدين كن له احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد الحسن علي ابن المؤمل قال حدثنا ابو عثمان عمرو بن عبدالله البصري قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفرا قال حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا الاعمش عن سالم يعني ابن ابي الجعد عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان افضل اعمالكم الصلاة. ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. ورواه ليث ابن ابي سليم عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا قال واخبرناه ابو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقري بالكوفة قال حدثنا ابو جعفر ابن دحيم املاء قال اخبرنا ابو عمرو احمد ابن بغرزة قال اخبرنا عبيد الله بن موسى قال اخبرنا شيبان عن ليث فذكره يقول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث استقيموا ولن تحصوا اي ان العبد مهما جد واجتهد بالمحافظة على الاستقامة لابد ان يقع في شيء من الخطأ والتقصير ولهذا امر الله سبحانه وتعالى بالاستغفار عقب امره بالاستقامة قال جل وعلا فاستقيموا اليه واستغفروه وهذا فيه اشارة الى ان العبد لن يطيق الاستقامة على التمام والكمال لابد من خطأ وتقصير ولهذا صحفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابين وفي هذا الحديث الذي ذكر المصنف رحمه الله في هذه الترجمة يقول نبينا عليه الصلاة والسلام استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن وفي هذا التنبيه للمستقيم على الطاعة ان يجاهد نفسه على المحافظة على الفرائض فرائض الدين واجبات الاسلام ولا يخل بشيء منها فانها اكبر رافد واعظم عون له على الاستقامة وخاصة الصلاة والوضوء ثم عموم فرائض الاسلام وفيها اعظم عون للعبد على الاستقامة على طاعة الله ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى واستعينوا بالصبر والصلاة فالصلاة والوضوء المحافظة عليها هي معونة على المحافظة على الدين كله ومن ضيعها فهو لما سواها من امور الدين اضيع واختم الحديث هنا بذكر عشر قواعد عظيمة ومهمة في باب الاستقامة وهي قواعد جدير بكل مسلم ان يتنبه لها الخصها من رسالة لي مطبوعة بعنوان عشر قواعد في الاستقامة القاعدة الاولى ان الاستقامة منة الهية وهبة ربانية فالله عز وجل يهدي من يشاء ويضل من يشاء وبيده سبحانه وتعالى قلوب العباد فمن شاء اقام قلبه ومن شاء ازاغه قالت ام سلمة رضي الله عنها قلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب؟ قال نعم ما من خلق الله من بني ادم بشر الا ان قلبه بين اصبعين من اصابع الله فان شاء الله اقامه وان شاء ازاغه. اخرجه الامام احمد قد كان الحسن البصري رحمه الله اذا قرأ قول الله سبحانه وتعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال اللهم انت ربنا فارزقنا الاستقامة القاعدة الثانية حقيقة الاستقامة لزوم المنهج القويم والصراط المستقيم قال ابن القيم رحمه الله تعالى فالاستقامة كلمة جامعة اخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بعهد الله سبحانه وتعالى جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قرأ هذه الاية ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال لم يروغوا روغان الثعلب وروي عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال استقاموا على اداء فرائضه وعن ابي العالية قال ثم اخلصوا له الدين والعمل وعن قتادة في قوله ثم استقاموا استقاموا على طاعة الله سبحانه وتعالى القاعدة الثالثة اصل الاستقامة استقامة القلب وقد روى الامام احمد من حديث انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه فاصل الاستقامة استقامة القلب فالقلب اذا صلح واستقام التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى تبعه البدن كما يوضح ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب القاعدة الرابعة الاستقامة مطلوبة من العبد هي السداد فان لم يقدر فالمقاربة قد جمع النبي عليه الصلاة والسلام هذين الامرين في قوله ان الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه. فسددوا وقاربوا وابشروا فالمطلوب في باب الاستقامة السداد والسداد ان تصيب السنة فان وفق لذلك والا فعليه ان يكون مقاربا والمقاربة ان يصيب ما يقرب من الغرض ان لم يصب الغرظ نفسه ولكن بشرط ان يكون مصمما على قصد السداد واصابة الغرض القاعدة الخامسة الاستقامة تتعلق بالاقوال والافعال والنيات استقامة مطلوبة من الاب استقامة في الاقوال واستقامة في الافعال واستقامة في النيات بمعنى ان اقوال العبد وجوارحه وقلبه تكون كلها ماضية على الاستقامة قال ابن القيم رحمه الله والاستقامة تتعلق بالاقوال والافعال والاحوال والنيات القاعدة السادسة لا تكون الاستقامة الا لله وبالله وعلى امر الله لله اي خالصة بمعنى ان يستقيم العبد ويلزم صراط الله المستقيم مخلصا بذلك لله عز وجل مريدا به وجه الله وبالله اي مستعينا بالله على تحقيقها والقيام بها كما قال الله فاعبده وتوكل عليه وعلى امر الله اي ان يسير في استقامته على النهج القويم والصراط المستقيم الذي امر الله به. كما قال الله تعالى فاستقم كما امرت القاعدة السابعة على العبد مهما استقام الا يتكل على عمله وان لا يعجب به الواجب عليه مهما صلح واستقام ان لا يغتر بعمله ولا بكثرة ذكره ولا بكثرة عبادته وفي هذا المعنى يقول ابن القيم المطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد فان لم يقدر عليها فالمقاربة فان نزل عنها فالتفريط والاضاعة كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سددوا وقاربوا وابشروا فانه لن يدخل الجنة احدا عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها فامر بالاستقامة ويستداد والاصابة في النيات والاقوال والاعمال واخبر في حديث ثوبان اي استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة انهم لا يطيقونها فنقلهم الى المقاربة وهي ان يقاربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم كالذي يرمي الى الغرض فان لم يصبه يقاربه ومع هذا فاخبرهم ان الاستقامة والمقاربة لا تنجي يوم القيامة فلا يركن احد الى عمله. ولا يعجب به ولا يرى ان نجاته به. بل انما نجاته رحمة الله وعفوه وفضله سبحانه القاعدة الثامنة ثمرة الاستقامة في الدنيا الاستقامة على الصراط يوم القيامة من هدي في الدنيا الى الصراط المستقيم هدي في الدار الاخرة الى الصراط المستقيم المنصوب على متن جهنم وذلك انه يوم القيامة ينصب صراط على متن جهنم احد من السيف وادق من الشعر ويؤمر الناس بالمرور عليه فيتفاوتون في مرورهم عليه بحسب تفاوتهم في الاعمال والاستقامة على صراط الله المستقيم بهذه الحياة الدنيا القاعدة التاسعة الموانع من الاستقامة اما شبهات الضلال او شهوات الغيب الشبهات والشهوات قواطع وموانع صادة عن الاستقامة والسائر على صراط الله المستقيم يمر في سيره باستمرار بشبهات وشهوات تصرفه وتحرفه عن صراط الله المستقيم وكل من ينحرف عن الاستقامة اما ان ينحرف عنها بشهوة او بشبهة والشهوة فساد في العمل والشبهة فساد في العلم والله تعالى يقول وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله وجاء في الحديث حديث عبد الله بن مسعود في المسند وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم خط خط خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون القاعدة العاشرة التشبه بالكفار من اعظم الجنوح على الاستقامة والتشبه بهم راجع الى نوعين من الفساد اما فساد العلم او فساد العمل وتأمل هذا المعنى في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فساد اليهود من جهة العمل وفساد النصارى من جهة العلم اليهود علموا ولم يعملوا والنصارى عملوا بلا علم الفساد الذي يكون في هذا الباب اما بمشابهة لليهود بان يكون عند الانسان علم لا يعمل به او بمشابهة للنصارى بان يعمل بلا علم ولا بصيرة هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا اجمعين للحق والهدى وان يثبتنا على صراطه المستقيم وان يعيذنا من سبيل المغضوب عليهم وسبيل الضالين وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين