بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا انك تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب التاسع في الحياء من من الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى الباب التاسع في الحياة من الله عز وجل الحياء من اعظم خصال الدين واجلها ومن ارفع اوصاف عباد الله المؤمنين واعلاها وهو من اجل الشعب الايمان قد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان فبين عليه الصلاة والسلام ان الايمان له شعب كثيرة وخصال عديدة لها اعلى وادنى واخبر عليه الصلاة والسلام عن فضيلة الحياء وانه من شعب الايمان وهذا يعني ان العبد كلما ازداد حياء زاد ايمانه وثبت في المستدرك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء والايمان قرن جميعا فاذا رفع احدهما رفع الاخر اي ان بين الايمان والحياء تلازم لا ينفك احدهما عن الاخر فقوة احدهما قوة للاخر وضعف احدهما ضعف للاخر لما بينهما من الارتباط الوثيق وروى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء من الايمان والايمان في الجنة والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار وهذا فيه فضيلة عظيمة للحياة وانه يفضي لصاحبه الى جنات النعيم وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها من عظيم الثواب وجميل المآب وثبت في سنن ابن ماجة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لكل دين خلقا وخلق الاسلام الحياء وهذا فيه مكانة الحياة العظيمة ومنزلته المتينة من دين الله سبحانه وتعالى الحاصل ان الحياء خصلة عظيمة الشأن بليلة القدر تبعث على التحلي بالفظائل والتخلي من الرذائل وعليه فان الحياء معدن الاخلاق الفاضلة ومنبع المعاملات الطيبة وهو خير كله كما وصفه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك والمصنف رحمه الله اورد تحت هذه الترجمة جملة من الاحاديث في فضل الحياء وبيان مكانته والحث عليه وبيان ما يترتب عليهم من الاثار العظيمة والخيرات العميمة في الدنيا والاخرة نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا السيد ابو الحسن محمد بن الحسين بن داوود العلوي قال اخبرنا عبد الله بن محمد الحسن الشرقي قال حدثنا محمد ابن يحيى الذهلي قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن مالك ابن انس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو يعظ اخاه في الحياء فقال دعه فان الحياء من الايمان. رواه البخاري عن عبدالله ابن يوسف عن مالك واخرجه مسلم من حديث ابن عيينة ومعمر عن الزهري هذا الحديث العظيم حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو يعظ اخاه في الحياء معنى يعظ اخاه في الحياء ان ينهاه عن الحياء ويقبح له الحياء ويزجره عنه وهذا يقع في بعظ الناس قد ينهى الصغير عن الحياء ويقولون لما تستحي دعك عن الحياء لماذا هذا الحياء ما هذا الحياء الزائد ونحو ذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم رأى او مر برجل يعظ اخاه في الحياة ينصحه يقول له لا لا حاجة الى الحياة تجنب الحياة دعك من الحياء فقال له النبي عليه الصلاة والسلام دعه اي اتركه على هذا الحياء الذي هو فيه وكف عن نهيه ثم علل ذلك عليه الصلاة والسلام فقال ان الحياء من الايمان قد تقدم معنا قول النبي عليه الصلاة والسلام والحياء شعبة من شعب الايمان تقدم قوله الحياء من الايمان والايمان في الجنة وتقدم قوله الحياء والايمان قرن جميعا فاذا كانت هذه مكانة الحياة في الايمان كيف ينهى الشخص عن الحياء وكيف يوعظ في الحياء كيف يحذر من الحياء قال دعه فان الحياء من الايمان الحياة من الايمان اي من خصاله العظيمة وخلاله الكريمة ومن شعبه بل ان الحياء كما تقدم منبع للخيرات وسائق لفعل الخيرات هو قائد الى كل فضيلة وهو ينهى ايضا صاحبه عن كل سوء ورذيلة ولهذا لا يزال العبد بخير ما كان متصفا بالحياء ما يزال في خير ما دام متصفا بالحياء لان الحياء يكف صاحبه عن ارتكاب القبائح وعن الدناءات وخسائس الامور ويحث على فعل المعالي الاخلاق وفاضلها وكلما كان العبد متحليا بالحياء كان ذلك دافعا له وسائقا الى فعل الخيرات واجتناب المنكرات فحياؤه يحجزه عن الرذائل ويمنعه عن التقصير في الحقوق والواجبات اما اذا نزع الحياة والعياذ بالله فان المرء لا يبالي بما يرتكب من خسائس او قبائح او كبائر لا يبالي اي رذيلة ارتكب او اي كبيرة اقترف او اي معصية اجترى ولهذا جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ما كان الفحش في شيء قط الا شانه ولا كان الحياء في شيء قط الا زانه وهذا فيه اشارة الى ان الخلق السيء مفتاح كل شر. والخلق الحسن مفتاح كل خير. والحياة من اعظم الاخلاق الحسنة. فهو لا يأتي الا بخير ولهذا يروى عن سلمان الفارسي رضي الله عنه انه قال اذا اراد الله بعبد هلاكا نزع منه الحياء فاذا نزع منها الحياء لم تلقه الا مقيتا ممقتا وهذا المعنى قد ذكره النبي عليه الصلاة والسلام بل اخبر انه متقرر في نبوة الانبياء ففي صحيح البخاري عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت اي ان منزوع الحياء لا يبالي في اعماله ولا يتوقف في اموره هو لا يستحي من ربه وخالقه ومولاه ولا يستحي من عباد الله ولهذا من قل حياؤه لا يبالي بارتكاب المعاصي بل ربما يشيعها ويشهر نفسه بها وربما يتحدث بها عن نفسه على سبيل المفاخرة يتحدث بالاخلاق القبيحة والافعال الشنيعة كانه يتحدث عن افضل الخصال واطيب الخلال وهذا يبين ان الحياء هو حياة المرأة الحقيقية وخاصة الانسان الذي ميزه الله سبحانه وتعالى به عن سائر الحيوانات فهو افضل الاخلاق واجلها واعظمها واكثرها نفعا الحاصل ان من وفقه الله عز وجل واكرمه بالحياء فقد وفق خصلة من اعظم خصال الايمان وشعبة من ارفع شعبه واجلها. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى واخرج مسلم حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما انه قال الحياء كله خير والحياء لا يأتي الا بخير ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الحياء كله خير والحياء لا يأتي الا بخير وهذي ايظا فظيلة عظيمة ذكرها نبينا عليه الصلاة والسلام للحياء وان الحياء خير كله وان صاحب الحياة في خير عظيم وحياؤه لا يأتيه الا بخير وذلك ان الحياء خير كله وهذا فيه فضيلة الحياء وان من كان متصفا به فهو من كمال عقله وحسن ادبه ولا ينال من حيائه الا الخير كما قيل يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحى الواجب على المسلم الناصح لنفسه ان يحافظ على الحياء وان يحذر اشد الحذر من الامور التي تذهب الحياء وينبغي ان يتنبه في هذا المقام ان المعاصي تذهب الحياء وخاصة المداومة عليها والاستمراء لها والاستكثار منها فان من عقوبة المعاصي ذهاب الحياء الذي هو حياة القلب الذي هو اصل كل كل خير واذا ذهب للحياة ذهب الخير اذا ذهب الحياء ذهب الخير والذنوب تضعف الحياء بالعبد واذا زادت ربما اذهبت الحياة حتى ان من الناس لذهاب الحياء ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم على افعاله المشينة او القبيحة بل لربما يصل الى ان يخبر عن نفسه على سبيل المفاخرة بالاعمال القبيحة والافعال المشينة والسبب الذي ال به الى هذه الحال انسلاخا من الحياء وذهاب الحياء من قلبه واذا وصل الى هذه المرتبة صار بعيدا عن الخير وقريبا من الشر ولا يبالي فيما ارتكب مثل ما تقدم معنا في الحديث ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وحديث عمران هذا الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام الحياء خير كله حدث به مرة عمران في في مجلس وكان في المجلس رجل يقال له بشير ابن كعب فلما روى عمران هذا الحديث الحياء خير كله قال هذا الرجل بشير بن كعب انا لنجد في بعض الكتب او الحكمة ان منه سكينة ووقارا لله ومنه ضعف فغضب عمران حتى احمرت عيناه وقال الا اراني احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه وهذا تنبيه مهم جدا ينبه عليه هذا الصحابي الجليل من حال بعض الناس عندما يعارض الحديث اما برأي او بمقولة او بما يظن انه حكمة فيعارض بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب واحمرت عيناه وقال الا اراني احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لا تعارظ باحاديث الناس مهما كانوا لانها وحي وعليه الصلاة والسلام ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وهذا فيه التنبيه على وجوب تعظيم السنة وتعظيم احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وان يدرك المسلم مكانتها العظيمة و منزلتها العلية نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد جناح ابن نزير جناح ابن نذير ابن جناح القاضي بالكوفة قال حدثنا ابو جعفر محمد ابن علي ابن دحيم قال حدثنا احمد ابن حازم من ابي غرزة قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا ابان ابن اسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيوا من الله حق الحياء قالوا يا رسول الله انا لنستحي من الله والحمد لله قال ليس ذاك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت الى ومن اراد الاخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء وروي في ذلك عن هشام عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وفيه تأكيد لهذا المسند ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى بهذا الحديث حديث عبد الله ابن مسعود الهذلي رضي الله عنه وارضاه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال استحيوا من الله حق الحياء استحيوا من الله حق الحياء وهذا فيه حث على تحقيق هذه الرتبة التي اعلى رتب الحياء لان اعظم الحياء شأنا واعلاه مكانة واولاه بالعناية الحياء من رب العالمين الحياء من خالق الخلق اجمعين الحياء ممن يراك اينما تكون ولا تخفى عليه منك خافية قال الله تعالى الم يعلم بان الله يرى قال جل وعلا ان الله كان عليكم رقيبا قال تعالى والله ما تعملون بصير والحياة من الله ينشأ عن امور ثلاثة الاول رؤية نعمه على العبد ومننه وافضاله وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى وما بكم من نعمة فمن الله والثانية رؤية التقصير في حقه والقيام بما يجب له على عباده من امتثال المأمور وترك المحظور والامر الثالث ان يعلم ويستذكر دائما ان الله مطلع عليه اينما كان لا تخفى عليهم من العباد خافية فاذا اجتمعت هذه الامور الثلاثة في القلب حركت في القلب الحياء العظيم من الله سبحانه وتعالى واذا تحرك القلب حياء من الله عز وجل ان كفت النفس عن الاخلاق الرذيلة والمعاملات السيئة واقبلت على الواجبات ومكارم الاخلاق وعظيم الاداب وجميلها قال عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله حق الحياء قال قلنا يا رسول الله انا نستحيي والحمد لله قال ليس ذاك وهذا فيه تنبيه الى حقيقة الحياء من الله عز وجل وانها امر يقوم في القلب فيبعث فيه كل خير وفضيلة وذكر عليه الصلاة والسلام علامات واوصافا اذا وجدت اه في العبد فهي امارة على وجود هذه الخصلة وانه يستحي من الله حق الحياء الخصلة الاولى قال ان تحفظ الرأس وما وعى والرأس فيه السمع والبصر واللسان وفيه الشم فيه جل حواس الانسان ومطلوب من العبد اذا كان يستحي من الله ان يحفظ جميع ما وعاه الرأس وحواه بان يحفظ السمع فلا يسمع ما لا يحل حياء من الله وان يحفظ البصر فلا ينظر الى ما لا يحل حياء من الله وان يحفظ اللسان فلا يتكلم بما لا يحل حياء من الله وان يحفظ الفم من ان يدخل منه الى جوفه ما لا يحل حياء من الله الخصلة الثانية قال والبطن وما حوى ان تحفظ البطن والبطن حوى القلب وقلب العبد اعظم ما ينبغي ان يحقق فيه الحياة من الله عز وجل بل هو موطن الحياة ومنبعه واذا تحقق في القلب الحياء من الله صلحت الجوارح كلها كما قال عليه الصلاة والسلام الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وايضا من حفظ البطن حفظه من ان يدخل المرء الى جوفه ما هو محرم من مأكول او مشروب قد صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال كل جسد قام على السحت فالنار اولى به ويدخل ايضا في ذلك حفظ الفرج من الفاحشة ارتكاب الحرام والخصلة الرابعة قال وليذكر الموت والبنا فان من تحقيق الحياء الا ينشغل العبد بفتن الدنيا ومغرياتها وملهياتها بل عليه ان يتذكر الموت وانه سيلقى الله وانه سيفارق هذه الحياة وانه سيددرج يوما من الايام في قبره وحيدا ليس معه الا عمله الصالح فاذا تذكر انه سيموت وانه سيبلى وانه سيقف امام الله وان الله سبحانه وتعالى سيسأله عما قدم فهذا كله يعد من الروافد العظيمة والدوافع القوية لتحقيق الحياء وتتميمه والخصلة الرابعة قالوا من اراد الاخرة ترك زينة الدنيا ان يعينك على تحقيق الحياء ان يكون دائما نصب عينيك الدار الاخرة وما اعد الله فيها من النعيم العظيم وان تكون مريدا بعملك وجه الله والدار الاخرة فتكون نفسك متحركة الى اعمال الاخرة تسعى لها سعيها مبتغيا بذلك وجه الله كما قال الله سبحانه وتعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا قال النبي عليه الصلاة والسلام في تمام هذا الحديث فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء اي ان الحياء ليس مجرد دعوة يدعيها المرء او قول يقوله عن نفسه بلسانه بل هو اوصاف عظيمة وخصال جليلة يتصف بها العبد ويتحلى بها فيكون بذلك من اهل الحياء من الله سبحانه وتعالى يقول ابن القيم رحمه الله ومن استحيا من الله عند معصيته استحى الله من عقوبته يوم يلقاه ومن لم يستحي من معصيته لم يستح الله من عقوبته وهذه لفتة عظيمة جدا ينبه اليها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وفي ثمرة الحياء من الله العظيمة وانها تكف العبد عن المعصية فينجو باذن الله سبحانه وتعالى يوم القيامة من عقوبة الله عز وجل بخلاف نزع الحياء اذا كان المرء لا يستحي من الله فيعصي الله وهو يعلم ان الله مطلع عليه ويراه وهو يباشر اه الامور المسفرة له المغضبة له سبحانه وتعالى فمن لم يستحي من معصية الله لم يستحي الله من عقوبتي نسأل الله عز وجل العافية والسلامة والمعافاة في الدنيا والاخرة ومما ينبه عليه في هذا المقام فيما يتعلق الحياء ان الحياء المطلوب المأمور به المثنى على اهله هو الحياء فيما شرع الحياة فيه اما الحياء الذي يؤدي الى ترك تعلم العلم مثلا فهذا ليس بمشروع قالت عائشة رضي الله عنها نعم النساء نساء الانصار لم يمنعهن الحياء ان يتفقهن في الدين قالت ام سليم رضي الله عنها يا رسول الله ان الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل؟ اذا احتلمت؟ قال نعم اذا رأت الماء وقال الحسن البصري رحمه الله لا يتعلم مستح ولا متكبر كذلك ليس من الحياء ما يؤدي الى ترك الامر بالمعروف او ترك النهي عن المنكر وترك الحكم بالحظ او ترك اداء الشهادة وترك النصح لعباد الله فالحياة في هذه الابواب ليس بمحمود بل مذموم وانبه قبل الختام الى ان الدرس يتوقف الى يوم الاحد القادم باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان يرزقنا اجمعين الحياء وكل خلق كريم وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين