بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا انك تجعل الحزن اذا شئت سهلا وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب الاربعون الصغرى الباب السابع عشر بالرضا بالقضاء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا الباب عقده المصنف في الرضا بالقضاء وهذا مقام عظيم من مقامات الدين العلية ومنزلة من منازل السائرين الى الله سبحانه وتعالى والرضا بالقضاء كما يقرر ابن القيم رحمه الله هو اخر التوكل فمن رسخ قدمه في التوكل والتسليم والتفويض حصل له الرضا ولابد ولكن لعزته وعدم اجابة اكثر النفوس له وصعوبته عليها لم يوجبه الله على خلقه رحمة بهم وتخفيفا عنهم لكن ندبهم اليه واثنى على اهله واخبر ان ثوابه رضاه عنهم الذي هو اعظم واكبر واجل من الجنان وما فيها فمن رضي عن ربه رضي الله عنه بل رضا العبد عن الله من نتائج رظا الله عنه فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده رضا قبله او جبله ان يرضى عنه ورضا بعده هو ثمرة رضاه عنه ولذلك كان الرضا باب الله الاعظم وجنة الدنيا ومستراح العارفين وحياة المحبين ونعيم العابدين وقرة عيون المشتاقين ومن اعظم اسباب حصول الرضا ان يلزم ما جعل الله رضاه فيه فانه يوصله الى مقام الرضا ولابد قيل ليحيى ابن معاذ متى يبلغ العبد الى مقام الرضا فقال اذا اقام نفسه على اربعة اصول فيما يعامل به ربه فيقول ان اعطيتني قبلت وان منعتني رظيت وان تركتني عبدت وان دعوتني اجبت وقال رحمه الله عن ابن القيم من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله صدره غنا وامنا وقناعة وفرغ قلبه لمحبته والانابة اليه والتوكل عليه ومن فاته حظه من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه فالرضا يفرغ القلب لله والسخط يفرغ القلب من الله انتهى كلامه رحمه الله تعالى وينبغي في هذا المقام ان يفرق بين القضاء والمقضي. فالقضاء غير المقضي المقضي هو تعلق القضاء بالعد والقضاء هو فعل الله سبحانه والرضا بالقضاء واجب اجماعا بخلاف المقضي فقد يكون الرضا بالمقضي واجبا كالايمان بالله والواجبات اذا قدرها الله للعبد وقد يكون مندوبا في المندوبات وحراما في المحرمات ومباحا في المباحات مثلا ما يقضيه الله عز وجل على العبد من المعائب المعاصي والذنوب يجب عليه الا يرضى بها بل يجب عليه ان يبغضها وان يسارع ويبادر الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى منها وما يقضيه عليه من المصائب من فقد محبوب او حصول مرض او نقص في الصحة او غير ذلك فهذا الرضا به مستحب وليس واجبا ثم ان الرضا الذي هو فعل العبد والذي يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى نوعان دلت عليهما الادلة النوع الاول الرضا بالله وهذا يدل عليه حديث العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وسيأتي الحديث قريبا عند المصنف رحمه الله تعالى ويأتي ايضا الكلام على معناه والرضا بالله فرض افترضه الله على كل مسلم فلا اسلام ولا ايمان الا به وهو ان يرضى بالله سبحانه وتعالى ربا خالقا مدبرا ويرضى به معبودا بحق لا معبود بحق سواه فاياه يقصد واليه ينجى وله يصرف أنواع العبادة ولا يجعل معه شريكا ولا ندا ولا يتم هذا الرضا بالله الا بالرضا بدينه والرضا بنبيه صلى الله عليه وسلم وهذا النوع من الرضا متعلقه اسماء الله وصفاته والنوع الثاني هو الرضا عن الله سبحانه بما يفعله بالعبد ويعطيه اياه وهذا متعلقه ثواب الله واجره وعطاؤه ومنه وعونه سبحانه الاول وهو الرضا بالله اصل والثاني وهو الرضا عن الله فرع عنه الاول فرض باتفاق اهل العلم والثاني وان كان من اجل الامور واشرف انواع العبودية فلم يطالب به العموم لعجزهم عنه ومشقته عليهم واوجبته طائفة من اهل العلم كما اوجبوا الرضا به. والتحقيق ان الواجب بمثل هذا المقام هو الصبر والرظا مستحب ومن اكرمه الله عز وجل في هذا المقام بتحقيق الرظا فاز فوزا عظيما نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى روينا في حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في دعائه اسألك الرضا بعد القضاء هذا جزء من حديثا رواه عمار ابن ياسر رضي الله عنهما خرجه الامام احمد النسائي وغيرهما عن عمار ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات فذكرها ومنها واسألك الرضا بعد القضاء وهو من حديث عمار وليس من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وهذا الحديث افرد فيه الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى رسالة نافعة للغاية في شرحه وبيان معناه قال رحمه الله في كلامه على هذه اللفظة من الحديث واسألك الرضا بعد القضاء قال الرضا بالقضاء مقام عظيم من حصل له فقد رضي الله عنه كما قال تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وقال بعضهم لم يرد القيامة اعظم من درجة من الراضين بقضاء الله وقال بعضهم من وهب له الرضا فقد بلغ افضل الدرجات وقال بعضهم في قوله تعالى فلنحيينه حياة طيبة قال الرضا والقناعة وقال عبدالواحد ابن زيد الرضا باب الله الاعظم. وجنة الدنيا ومستراح العابدين وقالت ام الدرداء ان الراضين بقضاء الله الذين ما قظى الله لهم رضوا به ان الراضين بقضاء الله الذين ما قضى الله لهم رضوا به لهم في الجنة منازل يغبطهم بها الشهداء قال ابن رجب رحمه الله وانما قال الرضا بعد القضاء لان الرضا قبل القضاء عزم على الرضا فاذا وقع القضاء فقد تنفسخ العزائم مثله ايضا يقول ابن القيم رحمه الله في قوله واسألك الرضا بعد القضاء قال هذا ابلغ من الرضا بالقضاء فانه قد يكون عزما فاذا وقع القضاء تنحل العزيمة فاذا حصل الرضا بعد القضاء كان حالا ومقاما نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال اخبرني ابو النظر الفقيه. قال حدثنا الحارث ابن ابي اسامة قال حدثنا المعلى بن منصور قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حا واخبرنا ابو عبد الله قال حدثنا ابو منصور محمد ابن القاسم العتكي قال حدثنا اسماعيل ابن قتيبة قال حدثنا احمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن ادريس الشافعي المطلبي قال اخبرنا عبد العزيز بن محمد الدروردي عن عن ابن الهاد عن محمد ابن ابراهيم عن عامر ابن سعد عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا قال المصنف رواه مسلم في الصحيح عن ابن ابي عمر وبشر ابن الحكم عن عبد العزيز الدارغوري تضمن هذا الحديث العظيم حديث العباس رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم امورا اربعة الرضا بربوبية الله والرضا بالوهيته والرضا برسوله صلى الله عليه وسلم والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له قال الامام ابن القيم رحمه الله ومن اجتمعت له هذه الاربع فهو الصديق حقا وهي سهلة بالدعوة واللسان وهي من اصعب الامور عند الحقيقة والامتحان ولا سيما اذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك تبين ان الرضا كان لسانه به ناطقا فهو على لسانه لا على حاله فالرضا بالهيته يتضمن الرضا بمحبته وحده وخوفه ورجائه والانابة اليه والتبتل اليه وانجذاب قوى الارادة والحب كلها اليه فعل الراضي بمحبوبه كل الرضا. وذلك يتضمن عبادته والاخلاص له والرضا بربوبيته يتضمن الرضا بتدبيره لعبده ويتضمن افراده بالتوكل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه وان يكون راضيا بكل ما يفعله به فالاول يتضمن رضاه بما يؤمر به والثاني يتضمن رضاه بما يقدر عليه واما الرضا بنبيه رسولا فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق اليه بحيث يكون اولى به من نفسه فلا يتلقى الهدى الا من مواقع كلماته ولا يحاكم الا اليه ولا يحكم عليه غيره ولا يرظى بحكم غيره البتة لا في شيء من اسماء الرب وصفاته وافعاله ولا في شيء من اذواق حقائق الايمان ومقاماته ولا في شيء من احكام ظاهره وباطنه لا يرضى في ذلك بحكم غيره ولا يرضى الا بحكمه فان عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر اذا لم يجد ما يقيته الا من الميتة والدم واحسن احواله ان يكون من باب التراب الذي انما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور واما الرضا بدينه فاذا قال او حكم او امر او نهى رضي كل الرضا ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسلم له تسليما ولو كان مخالفا لمراد نفسه او هواه او قول مقلده وشيخه وطائفته انتهى كلامه رحمه الله تعالى والرضا بهذه الاصول المذكورة في حديث العباس موجب لدخول الجنة فقد ثبت في صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا ابا سعيد من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة قال فكنت اعدها علي يا رسول الله ففعل اي ان هذه الكلمات العظيمات وقعت في قلب ابي سعيد موقعا عظيما فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يعيدها علي وعندما يدرج الميت في قبره يسأل عنها ففي المسند وغيره عن البراء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر حديثه الطويل وفيه فيأتيه ملكان فيجلسانه اي المؤمن فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه انهما يسألان الكافر عن هذه فيقول ها ها لا ادري رواه ابو داوود ولهذا جاءت السنة بتجديد الايمان بهذه الاصول مع تجدد الليالي والايام ففي سنن ابي داوود وغيره من حديث ثوبان خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة حديث حسن وشرع ايضا الاتيان بها عند سماع النداء للصلاة ففي صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه وبهذه الاحاديث ندرك عظم شأن هذه الاصول ووجوب العناية بها عناية مستمرة مع مر الليالي وكر الايام تجديدا للايمان بها ومحافظة عليها ورعاية لها تمكينا لها في قلوبنا احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وروى سفيان الثوري عن منصور بن معتمر عن خيثمة عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان او قال لا ترضين احدا بسخط الله ولا تحمدن احدا على فضل الله. ولا تذمن احدا على ما لم يرد الله. فان تالله لا يسوقه اليك حرص حريص ولا يرده عنك كره كاره وان الله تعالى بقسطه وعدله جعل الروح والراحة والفرج في الرضا واليقين. وجعل الهم والحزن في الشك والسخط قال المصنف اخبرنا الحاكم ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي قال حدثنا ابو حمة قال حدثنا ابو قرة عن سفيان بن سعيد فذكره. هكذا روي بهذا الاسناد قال وخالفه خالد بن يزيد العمري فرواه عن الثوري وغيره عن الاعمش عن خيثمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال واخبرنا القاضي الامام ابو عمر محمد بن الحسين بن محمد قال حدثنا ابو بكر احمد بن محمود خرزات الاهوازي بها قال حدثنا احمد بن ايوب قال حدثنا خالد ابن يزيد العمري قال حدثنا سفيان الثوري وشريك ابن عبد الله وسفيان ابن عيينة عن سليمان الاعمش عن خير فذكره غير انه قال ولا تذمن احدا على ما لم يؤتك الله ولم يذكر كلمة الراحة هكذا رواه خالد العمري وعنهم وانما رواه الثقات عن سفيان ابن عيينة عن ابي هارون قال قال ابن مسعود اليقين الا ترضي الناس بسخط الله فذكره موقوفا مرسلا قال واخبرناه ابو الحسين ابن بشران قال حدثنا الحسين بن صفوان قال حدثنا ابن ابي الدنيا قال حدثنا الحسن ابن الصباح قال حدثنا سفيان فذكره قوله لا ترضين احدا بسخط الله اي لا تؤثر رضا احد من الناس على رظا الله سبحانه وتعالى فتجاريه مثلا في فعل المحرمات ارتكاب الكبائر طلبا لرضاه لرضا هذا المخلوق فهذا من ضعف اليقين فاليقين الا ترضي الناس بسخط الله اما في الرواية الاخرى التي ذكر المصنف رحمه الله لان من قوي يقينه علم ان الله وحده النافع الضار الذي بيده الامر وعليه المعول فليس لاحد سواه من الامر شيء كائنا ما كان فلا يعلق العبد قلبه الا بالله خوفا ورجاء وطمعا ورغبة ورهبة ان الامر كله بيده والخلق كلهم طوع تدبيره وقوله ولا تحمدن احدا على فضل الله اي لا تحمدن احدا من الناس على ما وصل اليك على يده من رزق او طعام او نحو ذلك بان تضيفه اليهم وتنسى المنعم سبحانه وتعالى الذي تفضل عليك والذي قدر هذه الارزاق ويسرها وتفضل بها سبحانه وتعالى وهذا لا يتنافى مع الحديث الذي قال فيها النبي عليه الصلاة والسلام من لا يشكر الناس لا يشكر الله لان المراد هنا اضافة النعمة الى السبب ونسيان المنعم واما المراد بالحديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله عدم كفران احسانهم وان تحرص على مجازاتهم على احسان بما استطعت فان لم تجد فجازهم بالدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له وقوله ولا تذمن احدا على ما لم يرد الله. وفي الرواية الاخرى التي ذكر المصنف ولا تذمن احدا على ما لم يؤتك الله اي اذا طلبت من الناس شيئا فمنعوك ولم يعطوك فلا تذمهم على ذلك لانك لو علمت يقينا ان المتفرد بالعطاء والمنع هو الله وان هؤلاء المخلوقين طوع تدبيره لا يملك الواحد لنفسه ظرا ولا نفعا فظلا عنان يملك لك او لغيرك وان الامور كلها بتدبير الله سبحانه وتعالى لما توجهت بقلبك الا اليه سبحانه وتعالى واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف وهذا المعنى جاء تقريره في الجملة التي بعده. قال فان رزق الله لا يسوقه اليك حرص حريص ولا يرد عنك رهيت كاره لان الامر كله بتدبير الله. اذا عليك الا ترضي الخلق بشيء يسخط الله ولا تحمدهم على رزق الله ولا تذمهم على ما لم يؤتك الله لان الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك الا مرسل له من بعده والعزيز الحكيم وقوله في تمام هذا الحديث وان الله تعالى بقسطه وعده جعل الروح والراحة والفرج في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في الشك بالسخط هذا يوضحه الحديث الاخر قال فيه فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط من رضي اي بقضاء الله وقدره فله الرضا اي له الرضا من الله ثوابا له على رضاه بقضاء الله والجزاء من جنس العمل ومن سخط واخذ يتبرم ويتسخط وكره قضاء الله عز وجل ولم يرضى به فله السخط اي له السخط من الله عقوبة له بسخطه وجزعه وعدم رضاه بقضاء الله سبحانه وتعالى الحاصل ان الرضا بالقضاء الذي عقدت هذه الترجمة لبيانه امره عظيم جدا ومكانته علية وعوائده على العبد الحسنة في دنياه واخراه كثيرة ونسأل الله عز وجل يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين