بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا انك تجعل الحزن اذا شئت سهلا وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب الحادي والعشرون فيمن توسع في اكتساب المال الحلال فوق الكفاية ان استفاده من وجه حلال واخرج منه حق الله تعالى فيه واستغنى هو وعياله بباقيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة عقدها الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى ببيان ان من توسع في اكتساب المال الحلال فوق كفايته ان استفاده من وجه حلال واخرج منه حق الله فيه واستغنى هو وعياله بباقيه اي ان ذلك لا يضره وانما المضرة تقع على المرء في ماله من جهتين الاولى اكتسابه من غير وجه حلال والثانية من جهة انفاقه في وجه ايضا غير حلال في وجه محرم ولهذا السؤال عن المال يوم القيامة يكون عن هذين الامرين لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسألا عن اربع. وذكر منها عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه وهذه الترجمة التي عقد المصنف رحمه الله تعالى لا تتنافى مع الترجمة التي مرت معنا قريبا في الاكتفاء بما فيه اقل الكفاية والقناعة بما اتاه الله سبحانه وتعالى فان تلك الترجمة فيها الاحتراز ايثار السلامة خوف الفتنة لان جمع المال من وجوه المباحة وسلامة القلب من الافتتان به مع وجوده وكثرته امر عزيز ولهذا خيفا الفتنة المال من هذه الجهات واما هذه الترجمة التي فيها التوسع في اكتساب المال فهي مقيدة بهذا القيد ان يكون اكتساب المال من حل وان يكون صرفه ايضا في حله وان يؤدي حق الله سبحانه وتعالى في هذا المال ولهذا المال لا يذم هكذا باطلاق ولا يمدح ايضا باطلاق لكن من حصل المال من حله ووضعه في حلة لا يذم ولا يحاسب لان المحاسبة انما تكون على التقصير تقصير اما من جهة سبيل اكتساب المال او من جهة وجوه صرف المال كما تقدم قد قال عليه الصلاة والسلام نعم المال الصالح للرجل الصالح وقال في الحديث الاخر ذهب اهل الدثور بالاجور والدرجات العلى والنعيم المقيم واسوق هنا كلاما عظيما لابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه تلبيس ابليس في سياق ما ذكره رحمه الله من تلبيس ابليس على الصوفية في الخروج ان الاموال والتجرد عنها ودمهم اكتساب المال هكذا باطلاق دون تفصيل قال رحمه الله تعالى لذلك السياق اما شرف المال فان الله عز وجل عظم قدره وامر بحفظه اذ جعله قواما للادمي وما جعل قواما للادمي الشريف فهو شريف فقال تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما ونهى عز وجل ان يسلم المال الى غير رشيد وقال ان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى عن اضاعة المال وقال لسعد لان تترك ورثتك اغنياء خير لك من ان تتركهم عالة يتكففون الناس وقال ما نفعني مال كمال ابي بكر والحديث باسناد مرفوع عن عمرو بن العاص قال بعث الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني فاتيتهم فقال اني اريد ان ابعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك وارغب لك من المال رغبة صالحة فقلت يا رسول الله ما اسلمت من اجل المال ولكن اسلمت رغبة في الاسلام فقال يا عمرو نعم المال الصالح للرجل الصالح والحديث باسناد عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له بكل خير وكان في اخر دعائه ان قال اللهم اكثر ما له وولده وبارك له وباسناد عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك ان عبيد الله بن كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديث توبته قال فكنت يا رسول الله ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة الى الله عز وجل والى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال امسك بعض ما لك فهو خير لك قال فهذه الاحاديث مخرجة في الصحاح وهي على خلاف ما تعتقده المتصوفة من ان كثرة المال حجاب وعقوبة وان حبسه ينافي التوكل ثم بين رحمه الله ان كسب المال ان كان قصد من كسبه جمعه والاستكثار منه للمفاخرة والمباهاة فبئس المقصود اما ان قصد من جمعه اعفاف نفسه واعفاف عائلته وادخاره للحوادث التي تقع وقصد التوسعة على الاخوان وغناء الفقراء وفعل المصالح اثيب على قصده قال وكان جمعه بهذه النية افضل من كثير من الطاعات وقد كان نيات خلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين في جمع المال سليمة لحسن مقاصدهم لجمعه فحرصوا عليه وسألوا زيادته وباسناد عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطع الزبير حضرة فرسه بارض يقال لها ثرثر فاجرى فرسه حتى قام ثم رمى صوته فقال اعطوه حيث بلغ السوط وكان سعد بن عبادة يدعو فيقول اللهم وسع علي قال رحمه الله ابلغ من هذا ان يعقوب عليه الصلاة والسلام لما قال له بنوه ونزداد كيل بعير مال الى هذا وارسل ابنه بنيامين معه وان شعيبا طمع في زيادة ما يناله فقال فان اتممت عشرا فمن عندك وان يوب عليه السلام لما عوفي نثر عليه رجل من ذهب فاخذ يهثو في ثوبه يستكثر منه فقيل له اما شبعت؟ قال يا رب من يشبع من فضلك وهذا امر مركوز في الطباع فاذا قصد به الخير كان خيرا محضن انتهى ما اردت نقله من كلامه رحمه الله تعالى وفي الصحابة رضي الله عنهم من كان ثريا مكثرا من المال بل منهم من كثر ما له ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له. وهذا وقع لغير واحد منه اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام واسوق هنا كلاما للسخاوي رحمه الله يتعلق واحد من اكثر الصحابة مالا وهو من العشرة المبشرين بالجنة عبد الرحمن ابن عوف اه رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين قال السخاوي كثر ما له رضي الله عنه ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم حيث قال بارك الله لك بحيث كان يقول انه لو رفع حجرا لرجى ان يصيب تحته ذهبا ولكون عامة ماله من التجارة بل ثبت عن عائشة رضي الله عنها انها قالت وقد بعث اليها عبدالرحمن بمال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحنو عليكن بعدي الا الصابرون سقى الله ابن عوف سلسبيل الجنة. وجاء نحوه عن ام سلمة رضي الله عنها وكذا مع ما كان يصل بهم امهات المؤمنين اوصى لهن بحديقة بيئت باربع مئة الف الى غير ذلك من صدقاته الفاشية وعوارفه العظيمة حتى انه اعتق في يوم ثلاثين عبدا وفي عمره ثلاثين الف نسمة وتصدق مرة ببعير فيها سبع مئة بعير وتصدق مرة بعير فيها سبع مئة بعير وردت عليه تحمل من كل شيء فتصدق بها وبما عليها وباقتابها واحلاسها وعن عمرو عن الزهري قال تصدق ابن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ما له اربعة الاف ثم تصدق بعد باربعين الف دينار ثم حمل على خمس مئة فرس في سبيل الله وخمس مئة راحلة واوصى بعد موته بخمسين الف دينار وبالف فرس في سبيل الله ولمن بقي من البدريين كل رجل باربع مئة دينار وكانوا مئة فاخذوها وكان عثمان رضي الله عنه فيمن اخذ ومن تكون الدنيا في يده ويؤدي الحقوق منها ويتطوع بالامور المستحبة فيها ولم تكن عائقة له عن الوصول الى الله ولا لها في قلبه ميزة ولا يفخر بها خصوصا على من دونه ولا يكون بما في يده منها اوثق منه بما عند الله بحيث يحبسها عما شرع له صرفها فيه مع التقدير على نفسه وعياله وعدم اظهار نعمة الله عز وجل ولا ينفقها في وجوه الباطل التي لم تشرع ولم يبدر يكون ذلك زيادة له في الخير قال صلى الله عليه وسلم نعم المال الصالح للرجل الصالح الى ان قال وكم في الصحابة ممن اتصف بجميع صفات الخير التي ترغب في الاكثار لها كعثمان بن عفان وطلحة الفياض والزبير بن عوام وثلاثة من العشرة المشهود لهم بالجنة ايضا وسعد ابن الربيع وغيرهم من سادات المسلمين وترك ابن مسعود سبعين الف درهم الى اخر كلامه رحمه الله تعالى الحاصل ان جمع المال على هذا الوجه الذي ذكر المصنف ان يكون مستفادا من وجوه حلال ان يصرف في الوجوه الحلال وان يؤدي حق الله في ذلك المال فهذا لا يذم فهذا لا يذم وانما يذم المال اذا كان بخلاف ذلك فهذه الترجمة عقدها رحمها الله تعالى لبيان هذا الامر فيما يتعلق التوسع في اكتساب المال الحلال فوق الكفاية وان هذا لا يذم بهذا الظابط الذي ذكره وبينه رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو الحسين ابن بشران. قال اخبرنا ابو الحسن علي ابن محمد المصري. قال حدثنا عبيد الله ابن محمد العمري قال حا واخبرنا علي ابن احمد بن عبدان قال اخبرنا احمد بن عبيد الصفار قال حدثنا اسماعيل ابن اسحاق القاضي قال حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثنا ما لك عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اكثر ما اخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الارض فقيل ما بركات الارض قال زهرة الدنيا فقال له رجل هل ياتي الخير بالشر؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا ان انه ينزل عليه ثم جعل يمسح العرق عن جبينه وقال اين السائل؟ هل ياتي الخير بالشر قال الرجل انا ذا قال ابو سعيد لقد حمدناه حين صنع ذلك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الخير لا يأتي الا بالخير. ثلاث مرات ولكن هذا المال قدرة حلوة ان كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا او يلم. الا اكلة الخضرة اكلت حتى اذا امتدت خاصرتها استقبلت الشمس فاجترت وسلطت وبالت ثم اعادت فاكلت ان هذا المال خضرة حلوة ان اخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونته. ومن اخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع. رواه البخاري عن ابن ابي اويس رواه مسلم عن ابي الطاهر عن ابن وهب عن مالك هذا الحديث حديث آآ ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو مخرج في الصحيحين حديث عظيم جدا في بابه وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم مثليين في توضيح حال الناس مع الدنيا الاول مثل للرجل الشره في جمع الدنيا الحريص على تحصيلها الى ان يكون ذلك فيه هلاكه ومضرته في دنياه واخراه من حيث عدم احسانه في طريقة الجمع وعدم احسانه في ايظاء طريقة الصرف لهذا المال والمثل الاخر للمحسن المقتصد الذي يتعامل مع المال بحذر حذر من جهة اه وجوه تحصيله وحذر من جهة ايضا آآ طريقة صرف هذا المال هذا مثل بديع عظيم للغاية في بيان هذا الامر واكتفي بشرح هذا الحديث بان اسوق كلاما عظيما لابن القيم رحمه الله تعالى وهو نفيس للغاية في بيان معنى هذا الحديث واستخلاص الفوائد العظيمة منه ذكر ذلك في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين قال رحمه الله فاخبر صلى الله عليه وسلم انه انما يخاف عليهم الدنيا وسماها زهرة تشبيها لها بالزهر في طيب رائحته وحسن منظره وقلة مقامه وان وراءه ثمر خير منه وابقى وقوله ان مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا او يلم هذا من احسن التمثيل المتضمن للتحذير من الدنيا والانهماك عليها والشره فيها وذلك ان الماشية يروقها نبت الربيع فتأكل منه باعينها فربما هلكت حبطا والحبط انتفاخ بطن الدابة من الامتلاء او من المرض يقال حبط الرجل والدابة تحبط حبطا اذا اصابه ذلك ولما اصاب الحارث ابن مازن ابن عمرو ابن تميم ذلك في سفر فمات فمات حبطا فنسب اليه الحبطي ما يقال السلم فكذلك الشره في المال يقتله شرهه وحرصه فان لم يقتله قارب ان يقتله. وهو قوله او يلم وكثير من ارباب الاموال انما قتلتهم اموالهم فانهم شبهوا في جمعها واحتاج اليها غيرهم فلم يصلوا اليها الا بقتلهم. او ما يقاربه من اذلالهم وقهرهم وقوله الا اكلة الخضر هذا تمثيل لمن اخذ من الدنيا حاجته مثله بالشاة الاكلة من الخظر بمقدار حاجتها اكلت حتى اذا امتلأت خاسرتاها وفي لفظ امتدت خاصرتاها وانما تمتد من امتلائها من الطعام وثنى الخاسرتين لانهما جانب البطن وفي قوله استقبلت عين الشمس فسلطت وبالت ثلاث فوائد احداها انها لما اخذت حاجتها من المرعى تركته وبركت مستقبلة الشمس لتستمرئ بذلك ما اكلته الثانية انها اعرضت عما يضرها من الشرف في المرأة واقبلت على ما ينفعها من استقبال الشمس التي يحصل لها بحرارتها انضاج ما اكلته واخراجه الثالثة انها استفرغت بالبول والفلط ما جمعته من المرعى في بطنها استراحت باخراجه ولو بقي فيها لقتلها فكذلك جامع المال مصلحته ان يفعل به كما فعلت هذه الشاة واول الحديث مثل للشره في جمع الدنيا. الحريص على تحصيلها فمثاله مثال الدابة التي حملها شره الاكل على ان قتلها حبطا او الم بقتلها فان الشره الحريص اما هالك واما قريب من الهلاك فان الربيع ينبت انواع البقول والعشب فتستكثر منها الدابة حتى ينتفخ بطنها لما جازت حد الاحتمال فتنشق امعاؤها وتهلك كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويحبسها او يصرفها في غير حقها واخر الحديث مثل للمقتصد باكلة الخضر الذي تنتفع الدابة باكله ولم يحملها شرهها وحرصها على تناولها منه فوق ما تحتمله بل اكلت بقدر حاجتها وهكذا هذا اخذ ما يحتاج اليه ثم اقبل على ما ينفعه وضرب بول الدابة وسلطها مثلا لاخراجه المال في حقه حيث يكون حبسه وامساكه مضرا له فنجا من وبال جمعه باخذ قدر الحاجة منه ونجا من وبال امساكه باخراجه. كما نجت الدابة من الهلاك بالبول والسلط وفي هذا الحديث اشارة الى الاعتدال والتوسط بين الشره في المرعى القاتل بكثرته والاعراض عنه وتركه بالكلية فتهلك جوعا وتضمن الخبر ايضا ارشاد المكثر من المال الى ما يحفظ عليه قوته وصحته في بدنه وقلبه. وهو الاخراج منه وانفاقه ولا يحبسه فيضره حبسه وبالله التوفيق. انتهى كلامه رحمه الله تعالى والفائدة المستخلصة من هذا الحديث للترجمة التي هي التوسع في اكتساب المال الحلال اذا كان استفاد من وجه حلال واخرج منه حقه واخرج منه حق الله تعالى فيه فمن كان على هذه الصفة لا يظره ذلك لانه تعامل باعتدال احسان ولم يتعامل مع المال معاملة يترتب عليها المضرة فيكون الخطورة في جمع المال من جهة التعامل مع هذا المال تعاملا يفضي الى مظرة سواء من جهة وجود دخول المال عليه او من جهة وجوه صرف المال ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في تمام هذا الحديث من اخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن اخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع فافاد ان الناس في هذا المال على قسمين وان من اخذه بحقه ووضعه في حقه فان هذا المال لا يضره بل نعم المعونة له كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال اخبرنا دلج ابن احمد قال حدثنا محمد ابن علي ابن زيد الصايغ قال حدثنا احمد بن شبيب قال حدثنا ابي عن يونس عن ابن شهاب عن خالد بن اسلم قال خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال اعرابي يقول الله عز وجل والذين يكنزون الذهب والفضة. وقال ابن عمر رضي الله عنهما من كنزهما فلم ادي زكاتهما فويل له. انما كان هذا قبل ان تنزل الزكاة. فلما نزلت جعلها الله طهرا لاموال ثم التفت الي فقال ما ابالي لو كان لي مثل احد ذهبا اعلم عدده وازكيه. واعمل فيه بطاعة الله تعالى. رواه البخاري في الصحيح. فقال وقال احمد ابن شبيب وهذا الاثر عن عبد الله ابن عمر رظي الله عنهما فيه من الفائدة فيما يتعلق بالترجمة ان صاحب المال اذا كان يؤدي حق الله عز وجل في المال باخراج زكاة المال ويعمل فيه بطاعة الله اي في حدود ما يكون فيه طاعة لله عز وجل ولا يستعمله في امور تسخط الله او في امور محرمة فان هذا المال لا يظره وقول الله عز وجل والذين يكنزون الذهب والفضة بين ابن عمر رضي الله عنهما ان هذا الوعيد في حق من لم يؤدي زكاة ما له ولما انزل الله سبحانه وتعالى الزكاة زكاة المال جعلها الله عز وجل طهرا للاموال وبناء على ذلك يقول ابن عمر ما ابالي لو كان لي مثل احد ذهبا اعلم عدده وازكيه واعمل فيه بطاعة الله عز وجل اي ان المال عند صاحبه اذا كان بهذه الصفة يضبط ماله ويؤدي زكاته ويعمل فيه بطاعة الله عز وجل فان هذا المال لا يضره بل انه يسبق غيره بالاجور والثواب سبق اهل الدثور بالاجور وفي الحديث المتقدم نعم المال الصالح عند الرجل الصالح فمن كان متقيا الله سبحانه وتعالى في ما له لا يضره المال ولو كثر كثرة واسعة تحت يده ما دام انه يؤدي زكاته ويطيع الله سبحانه وتعالى في هذا المال نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال حدثنا قبيصة ابن عقبة عن سفيان قال وحدثنا ابو العباس قال حدثنا بكر ابن سهل الدمياطي قال حدثنا محمد بن الساري قال حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري عن الحجاج بن فراقصة عن مكحول عن ابي هريرة رضي الله عنه قال في رواية قبيس اراه رفعه وقال في رواية وكيع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الدنيا حلالا مفاخرا مكاثرا مرائيا لقي الله وهو عليه غضبان. ومن طلب الدنيا حلالا استعفافا عن المسألة وسعيا على عياله وتعطفا على جاره لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر هكذا قال مكحول عن ابي هريرة رضي الله عنه ومكحول لم يسمع من ابي هريرة رضي الله عنه وكأنه اخذه عن بعض اصحاب ابي هريرة عن ابي هريرة رضي الله عنه ختم رحمه الله تعالى بهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو حديث ضعيف الاسناد بين المصنف رحمه الله تعالى علته قال ومكحول لم يسمع من ابي هريرة. في الحديث ضعيف بهذه العلة وفي هذا الحديث ان من يطلب الدنيا من الناس على نوعين نوع يطلبها للمفاخرة والمكاثرة المراعاة فهذا يلقى الله سبحانه وتعالى وهو عليه غضبان وقسم يا يطلب الدنيا حلالا ليستعف عن المسألة وليسعى بهذا المال على يعني وليعطف به على الجار والمحتاج ونحو ذلك فهذا يلقى الله سبحانه وتعالى اه يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر ففيه ما الفائدة فيما يتعلق بالترجمة ان المال لا يضر المرء ما كان محسنا بصفة جمعه قال من طلب الدنيا حلالا وفي وجوه صرفه نفق على نفسه والسعي على عياله والتعطف على جيرانه الاحسان الى الناس اداء حق الله سبحانه وتعالى في هذا المال طاعة الله في المال فاذا كان بهذه الصفة فان ما له لا يضره وان كثر ما له ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين