بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اللهم بقينا في الدين وعلمنا التأويل وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب السادس والثلاثون في التواصل والتحابب وما ينهى عنه من التقاطع والتحاسد والتدابر والاقتياب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة عقدها الحافظ البيهقي رحمه الله في التواصل والتحاب وما ينهى عنه من التقاطع والتحاسد والتدابر والاغتياب وهذه الترجمة معقودة في حث على امر ونهي عن ضده بها الحث على التحاب تواد والتواصل والتآخي تعميق الاخوة الايمانية ونهي عن ما يترتب عليه تقطع او فساد هذه الاخوة ونقضي عراها من التقاطع والتحاسد والتدابر والاغتياب الى غير ذلك ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على امة الاسلام ان جمعهم في هذا الاسلام على اخوة دينية ورابطة ايمانية هي اوثق الروابط واشدها قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة قال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال هذا عقد عقده الله بين المؤمنين انه اذا وجد من اي شخص كان في مشرق الارض ومغربها الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فانه اخ للمؤمنين اخوة توجب ان يحب له المؤمنون ما يحبون لانفسهم ويكرهون له ما يكرهون لانفسهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم امرا بحقوق الاخوة الايمانية لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغضوا ولا يبى احدكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا المؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره وقال صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك صلى الله عليه وسلم بين اصابعه ولقد امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالقيام بحقوق المؤمنين بعضهم لبعض وبما به يحصل التآلف والتواد والتواصل بينهم كل هذا تأييد لحقوق بعضهم على بعض الى اخر كلامه رحمه الله تعالى فهذه الاخوة الايمانية العظيمة انما المؤمنون اخوة كونوا عباد الله اخوانا تقتضي ان يكون اهل الايمان اهل تواصل وتواد وتحاب وتقتضي ايضا ان يتجنبوا كل امر يفسد هذه الاخوة او يضعفها من التقاطع والتحاسد والتدابر والاغتياب ونحو ذلك ولهذا فان الله عز وجل لما ذكر هذا العقد العظيم في قوله انما المؤمنون اخوة اتبعه في ايتين بالتحذير مما يوهن هذه الاخوة ويضعفها فقال جل في علاه يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه؟ واتقوا الله ان الله تواب رحيم فهذه كلها من حقوق المؤمنين ومقتضيات الاخوة الايمانية واذا تجنب مسلمون هذه الاشياء السخرية والتنابز واللمز والتحاسد والغيبة وما اشبه هذه الاعمال فان ذلك يكون سببا بقاء هذه الاخوة وحفظها اما اذا وجدت هذه الاشياء السخرية والهمز واللمز والغيبة التحاسد والتجسس والى اخره اضعفت هذه الاخوة ولهذا جاءت النصوص بالحث على الاخوة الايمانية وما تقتضيه من التوالد والتحاب وجاءت بالنهي عما يفسد هذه الاخوة وهذه الترجمة التي عقد المصنف رحمه الله تعالى عقدها لبيان هذا الامر العظيم والمطلب الجسيم واورد تحتها جملة من الاحاديث النبوية النافعة غاية النفع في هذا الباب العظيم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو القاسم زيد ابن ابي هاشم العلوي بالكوفة قال اخبرنا ابو جعفر محمد ابن علي ابن دحيم قال حدثنا ابراهيم ابن عبد الله قال حدثنا وكيع عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم قال المصنف رواه مسلم في الصحيح عن ابي بكر ابن ابي شيبة عن وكيع هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه حديث عظيم جدا في هذا الباب وفيه حث النبي عليه الصلاة والسلام على افشاء السلام بين المؤمنين لان افشاء السلام يترتب عليه تعمق المحبة في القلوب المحبة يترتب عليها ايضا نمو الايمان باهله كما جاء ذلك مبينا في الحديث قال والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم فهي امور ينبني بعضها على بعض افشاء السلام يشيع بين اهل الايمان الالفة والمحبة والسلام كما في الحديث افشوا السلام تسلموا ويترتب على ذلك عمارة القلوب بالمحبة بين المؤمنين واذا حصل التحاب حصل التعاون على الايمان والطاعة وحسن التقرب لله سبحانه وتعالى بخلاف اذا ما وجد التقاطع والتدابر والتحاسد وغير ذلك فانها تضعف الايمان فالحديث فيه حث عظيم على افشاء السلام وبذله لعموم المسلمين من يعرف ومن لا يعرف وهو من اعظم اسباب التآلف موجبات جلب المودة والمحبة والالفة بين المسلمين قد صح عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه انه قال ثلاث من جمعهن فقد جمع الايمان الانصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والانفاق من الاكثار وبذل السلام للعالم اي على من عرفت ومن لم تعرف وهو بمعنى افشاء السلام وهذا الافشال السلام يدحر باذن الله التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين لان المسلم المتبع للسنة في هذا السلام لا يخص اصحابه او اصدقائه او من يحبهم ويألفهم بل هو يسلم اتباعا للسنة لا اتباعا لهواه يسلم تقربا الى الله سبحانه وتعالى لا لمصلحة من مصالح دنياه فهذا السلام يترتب عليه خير عظيم جدا جاء مبينا في هذا الحديث ان هذا الافشال السلام من موجبات دخول الجنة ومن موجبات ايضا السلامة السلامة من الشرور افشوا السلام تسلم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو زكريا ابن ابي اسحاق قال حدثنا ابو الحسن احمد ابن محمد ابن عبدوس فيما قرأ على مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن ابي الحباب سعيد بن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل يقول يوم القيامة اين المتحابون بجلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة عن مالك ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الحث على التحاب في الله عز وجل وان مكانة المتحابين عند الله سبحانه وتعالى عظيمة ومنزلتهم علية والله عز وجل غني عنهم وعن تحابهم في فيه جل وعلا لكنه مع قناه لكمال فضله وجوده سبحانه وتعالى يحب المتحابين فيه ورتب لهم على ذلك جزيل الثواب وجميل المآب قال صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل يقول يوم القيامة اين المتحابون بجلالي قوله المتحابون بجلال هذا فيه ان هذا التحاب الذي بينهم هو تحاب بجلال الله وتعظيمه ومهابته وخوفه سبحانه وتعالى وما يترتب على ذلك من طاعته وحسن عبادته لا لاجل الدنيا قال المتحابون بجلالي اليوم اظلهم في ظلي يوم لا ظل الا ظلي هذا ثوابهم عند الله عز وجل ان الرب سبحانه وتعالى يظلهم يوم القيامة في ظله قوله في الحديث وظلهم في ظلي جاء اللفظ عند غير مسلم في بعض مصادر الحديث ظل عرشي وهي رواية مفسرة الله عز وجل يكرمهم في ذلك اليوم العظيم عندما تدنو الشمس من رؤوس الخلائق بان يظلهم سبحانه وتعالى في ظله يوم الا يوم لا ظل الا ظله. تكرمة لهم سبحانه وتعالى ثم ما يترتب على ذلك من امنة ونجاة من العذاب ومن سخط الله وفوز جنات النعيم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقد روينا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وقيل عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في وقوله وجبت اي ان هذه المحبة ثابتة وكائنة ومتحققة لا محالة للمتحابين في اي في الله ومن اجله سبحانه لا لعرض من الاعراظ ولا لغرظ من الاغراض وانما حبا في الله وطلبا لرظاه سبحانه وتعالى والمتجالسين في اي انهم يجلسون المجالس في مرضاة الله و ذكره جل في علاه وتعلم دينه وشرعه وهذا فيه فضل مجالس العلم التي تعقد تعليم العلم وتفقيه الناس في الدين وهذا الحديث يتناولها تناولا اوليا لانها من اعظم المجالس التي يحيى فيها ذكر الله سبحانه وتعالى في القلوب و قوله والمتباذلين في من البذل الذي هو العطاء وبذلهم و عطاؤهم وسخاء نفوسهم انما هو لاجل الله مثل ما في الاية انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا يفعلون ذلك لله وفي الله ومحبة في الله وطلبا لرضاه سبحانه وتعالى وقوله والمتزاورون في اي تكون منهم الزيارة بعضهم لبعض لا لشيء الا لله تقربا له سبحانه وتعالى وطلبا لرضاه جل في وطلبا لرضاه جل في علاه قد سمعت هذا الحديث من الامام الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى قبل وفاته رحمه الله باقل من شهر قاله والدي حفظه الله تعالى وقد كنت ذهبت بصحبة الوالد الى الشيخ رحمه الله سافرنا من المدينة الى مكة في اخر شهر ذي الحجة والشيخ رحمه الله توفي في اواخر شهر محرم فلما وصلنا الى الشيخ قال له الوالد بعد القاء السلام جئنا من المدينة خصيصا لزيارتك ولنتناول الطعام عندك ثم نعود الى المدينة وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتحابين والمتزاورين في رحم الله الشيخ ابن باز رحم الله والدي ورحمنا اجمعين وجمعنا في فردوسه الاعلى احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا علي بن محمد بن عبدالله بن بشران قال اخبرنا اسماعيل ابن محمد الصفار قال حدثنا احمد ابن منصور الرمادي قال حدثنا بالرزاق بن همام قال اخبرنا معمر عن الزهري عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا. وكونوا عباد الله اخوانا. ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث قوله عليه الصلاة والسلام لا تحاسدوا اي لا يقع منكم الحسد بعضكم لبعض فمن حصلت له نعمة منكم فلا يحسده اخاه على هذه النعمة ويتمنى ان تزول عنه لكونها حصلت لاخيه ولم تحصل له هذا محرم وهو يتنافى مع الاخوة الايمانية والرابطة الدينية وقوله ولا تقاطعوا ولا تدابروا اي لا يحصل منكم التقاطع بحيث اذا التقى الشخصان اعرض كل منهما عن الاخر وولاه دبره لا يوليه وجهه ولا ينظر اليه بل يوليه دبره مدبرا عنه معرضا فهذا ايضا جاء النهي عنه لان لن يتنافى مع هذه الاخوة الايمانية ولهذا قال وكونوا عباد الله اخوانا اي حافظوا على هذه الاخوة التي من الله عليكم بها وكونوا على هذه الاخوة وافعلوا ما تقتضيه بان يحب كل منكم لاخيه ما يحبه لنفسه وان يحرص المسلم ان يتجنب هذه الامور الموهنة المظعفة لهذه الاخوة التباغظ والتحاسد اه التدابر ونحو ذلك من الاعمال وقوله عليه الصلاة والسلام ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث اي ان هذا محرم لانه يتنافى مع الاخوة الايمانية فيما دون الثلاث رخص في ذلك رخص في ذلك لان النفوس مجبولة على الغضب وربما فيها شيء من سوء الخلق او نحو ذلك فعفي عن الهجر في حدود الثلاث ليذهب عنها ذلك العارظ ويزول وتذهب حدة النفس اما الزيادة على ثلاث فانه لا يجوز وكيف يليق باخوة في الله ان يتهاجر الشهر والشهرين او السنة والسنتين بحطام من الدنيا وشيء من اعراضها الزائلة الفانية احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال حدثنا ابو محمد المزني وابو علي حامد بن محمد الهروي قال حدثنا علي بن محمد بن عيسى قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهري انه قال اخبرني انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا. وكونوا عباد الله اخوانا لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان يصد هذا ويصد هذا. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام قال المصنف رحمه الله رواه البخاري عن ابي اليمان ورواه مسلم عن محمد ابن رافع وعبد ابن حميد عن عبد الرزاق وهذه الرواية لحديث انس فيها زيادة عن سابقتها قوله لا تباغضوا وهذا فيه النهي عن اه التباغض النهي عن التباغظ اي لا تتعاطوا اسباب البغظة وما يجلب البغضة بين المسلمين تبتعد عن كل سبب يفضي الى وجود البغظة بينكم كذلك فيه من الزيادة قوله في اخره يلتقيان يصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ومعنى قوله يصد اي يعرض اي يوليه جانبه معرضا عنه وقوله خيرهما الذي يبدأ بالسلام اي افظلهما من يبادر الى السلام ينهي هذا التقاطع الذي ينافي الاخوة الايمانية احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال اخبرنا ابو بكر احمد بن اسحاق الفقيه قال اخبرنا موسى ابن الحسن ابن عباد قال اخبرنا احمد بن يونس قال حدثنا ابو بكر بن عياش عن الاعمش عن سعيد بن عبدالله بن جريج عن ابي برزة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه ولا تغتابوا المسلمين. ولا تتبعوا عوراتهم فانه من يتبع عورة اخيه المؤمن يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته قال المصنف اخرجه ابو داوود السجستاني عن عثمان ابن ابي شيبة عن اسود ابن عامر عن ابي بكر ابن عياش ثم ختم رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي برزة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه ولم يدخل الايمان قلبه لم يدخل الايمان قلبه اي اصل الايمان هذا هو المنافق او لم يتمكن الايمان في قلبه كما فسر ذلك قول الله عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ففسرت بهذين التفسيرين وعلى كل ان من اتصف بهذه الصفة المذكورة في الحديث فان اتصافه بها اما راجع لظعف ايمانه او راجع الى نفاقه ثم في الحديث بيان ان الجزاء من جنس العمل قال لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من يتبع عورة اخيه يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته اي ان الفظيحة تحصل له ولو كان متواريا في بيته مستترا عن اعين الناس فالجزاء من جنس العمل فهذا فيه تحذير من ايذاء المسلمين تحذير من الغيبة وتحذير من تتبع العورات والتجسس مثل ما قال الله عز وجل ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ففيناية عن ذلك كله وان من يفعل ذلك عرظ نفسه لعقوبة من جنس عمله بان يفظحه الله سبحانه وتعالى ويكشف مساوئه الناس جزاء وفاقا فعلى المسلم ان يكون متقيا لله سبحانه وتعالى كافا عن اعرابي اخوانه المسلمين حافظا حرماتهم مراعيا لحقوق الاخوة الايمانية ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله انه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين