ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد معاشر المؤمنين عباد الله اتقوا الله فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه. معاشر المؤمنين. لقد جاء الاسلام بتوجيهاته السمحة وارشاداته القويمة هاديا لكل فضيلة. داعيا الى كل خير حددني الناس في الاقوال والاعمال مبعدا مبعدا نفس الانسان عن رعونتها وعن التصرفات الهوجة والافعال النكراء والاقوال الشنيعة الشنيعة الفظيعة. وهذا من كمال وهذا من كمال هذا الدين. وجمال بيانه وحسن اني دلالته حيث ارشد الى الى كمال الاخلاق ومجامع الخير واصول البر في احوال الناس كلها وشؤونهم جميعها وفي كل ما يأتون ويذرون عباد الله وعندما نتأمل وصايا الاسلام في جانب الاخلاق نجد اجمل الاخلاق وازكاها واطيب الاداب وارفعها متمثلة فيما يدعو اليه الاسلام وهذه عباد الله وقفة مع خلق عظيم دعا اليه دين الاسلام هو في الحقيقة من مجامع الخير ومن اصول البر واسس الفضيلة. جاء في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يوصيه قال اوصيني قال لا تغضب. فردد الرجل عليه ذلك مرارا. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تغضب تأمل ذلك رعاك الله. جاء في مسند الامام احمد في رواية لهذا الحديث ثابتة. ان الرجل قال تفكرت فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت ان الغضب ان ان الغضب جماع الشر. تأمل رعاك الله ما يجنيه الغضب على الانسان من تصرفات هوجاء واعمال شنيعة واقوال بذيئة يندم على فعلها غاية الندم لانه على غضبه يكون في جنون وبعد غضبه يكون في غاية الندم. ولهذا قيل بل هو من احسن ما قيل في وصف الغضب قيل اوله جنون ونهايته ندم. الغضب عباد الله وهو غليان دم القلب وازدياد خفقانه طلبا لدفع امر مؤذ يتوقع الانسان حصوله او طلب الانتقام ممن حصل منه الاذى يفضي بالانسان الى اقوال سيئة والى افعال شنيعة. عندما تزداد شدة الغضب ووطأته على القلب ينطلق ينطلق اللسان عندما لا يملك الانسان زمام نفسه ينطلق اللسان بالسب والفحش والجذاء وتنطلق الجوارح بالقتل والضرب والعدوان. ويأتي الاسلام داعية المسلم ان يملك نفسه عند الغضب. يقول صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية الجامعة لا تغضب. قال اهل العلم وهذا يتضمن امرين عظيمين لا بد منهما. الاول ان يدرب المسلم نفسه على الاخلاق الفاضلة والاداب الحسنة من الصبر والحلم والبعد عن العجلة الى غير ذلك من من الاخلاق. فاذا ورد عليه وارد الغضب تلقاه تلقاه بجميل خلقه وعظيم ادبه وحسن حلمه وطيب صبره. والامر الثاني عباد الله انه عندما يكون الغضب على الانسان ان يملك نفسه. فلا يندفع وقت غضبه لا ايندفع وقت غضبه لا بقول ولا فعل وانما يملك نفسه في اقواله وافعاله عند الغضب فلا يقول قولا ولا يفعل فعل حتى تنطفئ جمرة الغضب. وعليه في هذا مقام ان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وعليه في هذا المقام ان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم لان الشيطان له نزغ عجيب ودخول على الانسان وقت غضبه ووقت فورة الغضب فيدفعه الى الافعال الشنيعة والاقوال الفظيعة. جاء في صحيح البخاري من حديث ابي جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة هريرة رضي الله عنه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم. جاء في من حديث سليمان ابن سرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم نحن جلوس فغضب احدهما غضبا شديدا واحمرت وجنتاه وكان يشتم صاحبه ويسبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة لو قالها فذهب عنه ما يجد لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قيل للرجل اوما كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لست بمجنون. تأملوا تأملوا شدة الغضب وشدة تأثيره. وتأملوا رحمكم الله العاقبة الحميدة عندما يتعوذ المسلم بالله من الشيطان الرجيم. ليسلم ليسلم من وساوسه وليسلم من ودفعه تحريك وتحريكه للانسان تحريكا اهوج حال غضبه ليقول البدء ويفعل الشنيع من الاعمال يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن نزغه. والله تعالى يقول واما ينزغن انك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. ثم ان النبي عليه الصلاة والسلام وجه الى امرين عظيمين جدا على الانسان ان يتحلى بهما حال غضبه. الامر الاول عباد الله تعلقوا باللسان والامر الثاني يتعلق بالجوارح. وتأملوهما جيدا. اما عباد الله ففي المسند للامام احمد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال اذا غضب احدكم فليسكت. قالها ثلاثا اذا غضب احدكم فليسكت اي ليمنع نفسه من الكلام حال الغضب. لانه ان تكلم وهو غضبان سيتكلم بما لا يحمد عاقبته. وقت الغضب عباد الله يحدث اقوال سيئة وكلمات بذيئة ولعن وشتم. بل لربما بعض الناس يلعن نفسه ويلعن ولده. بل لربما بعضهم يلعن دينه عياذا بالله. ثم اذا هدأ الغضب ندم اشد الندم على ما كان منه من اقوال سيئة وافعال بذيئة. ثم انه حال غضبه وهو يهذي بكلماته واقواله السيئة يشبه المجنون فاقد العقل. ثم اذا انتهت ثورة الغضب ندم على ما قال ولربما ايظا ولربما ايظا تكلم بايمان قاسية كأن يقول والله لاقتلن والله لاضربنه والله لاقطعنه اربا ايمان لا يحل له ان يفعلها ولربما طلق زوجته ولربما ولربما من اقوال كثيرة تكون من الناس حال الغضب. فتأمل هذا التوجيه المبارك اذا غضب احدكم فليسكت. اي لا يقل ولا كلمة واحدة. ليمتنع عن الكلام حال الغضب لانه حال غضبه لا يدرك ما يقول ولا يعي ما يتكلم به. فاذا امتنع عن الكلام حتى تهدأ جمرة الغضب وتطفأ فورته فحين اذ سيكون الكلام سديدا وتكون العاقبة حميدة واما الامر الثاني عباد الله فيتعلق بالافعال جاء في المسند بسند ثابت عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا غضب احدكم وهو قائم فليقعد. فاذا سكن غضبه والا فليرقد. او فليضطجع. تأمل عندما يكون الانسان في غاية غضبه والشدة ثورة الغضب حال القيام وامامه من اغضبه فانه قريب التناول للاعتداء والبطش والظلم فانه قريب منه لكنه ان ملك نفسه وحين الغضب فقعد يكون تباعد ممن اغضبه. فان سكن الغضب فبها ونعمة وان لم يسكن فانه يضطجع فيكون ابعد وابعد. وهنا يأتي الشيطان الرجيم ويقول يغضبك وتقعد يغضبك وتضطجع اين الرجولة؟ اين الشهامة؟ اين اين؟ فينفخ فيه اهوج ليمنعه من هذه السنة الرشيدة. والفعل العظيم المبارك الذي ارشد اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت رعاك الله عندما تتأمل في هذين التوجيهين العظيمين التوجيه الذي يتعلق بالقول بالامتناع من الكلام والتوجيه المتعلق بالافعال بالامتناع من الحركة بالقعود او الاضطجع يدل كذلك ان الانسان حال الغضب لا ينبغي له ان يتصرف لا قولا ولا فعل حتى تنطفئ جمرته. وهذه هي حقيقة الرجولة. وهذه هي حقيقة الشدة لهذا فيقول عليه الصلاة والسلام ليس الشديد بالصرعة. وانما الشديد الذي يملك نفسه وعند الغضب هدانا الله واياكم لاقرب من هذا رشدا. ووفقنا لكل خير وهدانا سواء السبيل. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله عظيم الاحسان واسع الفضل والجود والامتنان. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى واعلموا ان تقوى الله جل وعلا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاؤه ثواب الله وترك معصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله. عباد الله رأيت قبل خمس عشرة سنة تقريبا في احد المستشفيات رجلا يحمل ابنه الصغير وكان ابنه عمره خمس سنوات تقريبا. وكانت يده هذا الصغير ممنوعة من اصلها منفلتة غير متماسكة العظام. وكان واقفا ينتظر دوره عند الطبيب فسألته ما بال ابنك وما اصابه؟ قال لي قاتل الله الغضب. كان نائما فامرته بالقيام ودعوته للقيام فلم يستجب فغضبت غضبا شديدا وتأمل عمره خمس سنوات يقول فغضبت غضبا شديدا فمسكت بيده وشددتها فانملعت. وقرأت في استفتاء وجه لاحد اهل العلم مرأة تستفتي احد العلماء تقول ان زوجها غضب وضرب بجمع يده فهشم اسنانها. وعندما تنظر واقع الناس في تعاملاتهم في البيوت ومع الاسر وفي البيع والشراء تجد ان حال الغضب تسيطر على كثير من الناس بتصرفات هوجاء واقوال شنيعة وافعال فظيعة لا تليق بالمسلم. وهذا يدلنا عباد الله ان بعدنا عن ديننا الحنيف عن ادابه الرشيدة واخلاقه الحميدة يؤدي بنا الى الهلكة والعياذ بالله. واذا ذهبت الى حاكم ورأيت ما يأتي عند القضاة من الاثار التي تكون في البيوت وكثير منها نتيجة الغضب لرأيت عجبا. ولو وقفت ايضا على كثير من المسجونين وما حصل منهم من ارن وافعال سيئة بسبب الغضب من قتل او عدوان لرأيت عجبا. فعلينا عباد الله ان نتقي الله جل وعلا وان نتحلى باداب الاسلام الحميدة واقواله الرشيدة لنهدى الى سواء سبيل واعلموا ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة وسلموا رعاكم الله على امام المتقين وسيد ولد ادم اجمعين محمد ابن عبد الله كما امركم الله وبذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وابي الحسنين علي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك. يا اكرم الاكرمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. وادل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين واحمي حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك. واجعل عمله في رضاك وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين. اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت. واصرف عنا لا يصرف عنا سيئها الا انت. اللهم انا نعوذ بك من منكرات الاهواء والاخلاق والادواء. اللهم نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اصلح ذات بيننا والف بين واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. ربنا اغفر لنا ذنبنا كل دقه وجله اوله واخره اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين مؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين. وتب على التائبين واكتب الصحة والعافية والسلامة لعموم المسلمين. اللهم واشفي مرضانا ومرضى المسلمين. وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم ارفع عنا الغلا والوبا والمحن كلها والزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا ذا الجلال والاكرام. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون