ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وصفيه وخليله. وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه. فصلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد معاشر المؤمنين عباد الله اتقوا الله تعالى. فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه عباد الله يتحدث العالم باسره في هذه الايام عن حدث عظيم بل عن زنزال شديد رجفت له الارض رجفة عظيمة انطلق من بعض الجزر في اندونيسيا فاهتزت الارض اهتزازا عظيما وترتب على ذلك مد هائل بحري وطوفان عارم مائي اجتاح مدنا وقرى كثيرة. بل ان بعضها غمرها الماء وغطاها تماما فذهبت في لحظة واحدة مئات النفوس بل الاف النفوس من البشر وفي اخر احصائية لذلك بلغ عدد الموتى ما يزيد على مئة وعشرين الفا مئة وعشرون الف ماتوا عباد الله مئة وعشرون الف او يزيدون ماتوا عباد الله موتة نفس واحدة غمرتهم المياه وداهمتهم فيما مساكنهم ومزارعهم ومصالحهم فماتوا اجمعين وليس هذا بالعدد الدقيق بل ان المتوقع ان العدد يزيد على هذا بكثير خلافا عباد الله لعشرات الالاف من المصابين. بل ملايين البشر من المتضررين. في ممتلكاتهم وبيوتهم واموالهم وسائر مصالحهم. حدث عظيم. وامر ينبغي ان تتحرك القلوب وامر ينبغي ان تتحرك له القلوب. ولهذا عباد الله العالم باسره تحدثوا عن هذا الحدث ويتابع اخباره وينظر في عواقبه والمؤمن عباد الله المؤمن الموفق في مثل هذه الاحوال وفي مثل هذه المصائب العظام لابد له من وقفات ايمانية وتأملات ايمانية تفيده صلاحا وصلة بربه عز وجل وخوفا من المقام بين يديه ولقائه وتأملا في عظاته وعبره واياته ولهذا عباد الله لا بد من وقفة بل وقفات على على اعقاب هذا الحدث العظيم مما ينبغي على كل مسلم ان يستحضره بقلبه. وان يعيه تماما والاول من ذلك عباد الله ان هذا الحدث ونظائره يرشد المسلم الى امر هو يؤمن به فيزداد ايمانا بكمال قدرة الله عز وجل وعظيم قوته وانه جل وعلا هو المتصرف في هذا الكون. المدبر له يتصرف فيه كيف يشاء. ويقضي فيه عز وجل بما يريد. لا قبل حكمه ولا راد لقضائه. يقول الله تبارك وتعالى قل هو القادر قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. انظر كيف يصرف ايات لعلهم يفقهون عذابا من فوقكم كالصواعق المدمرة والرياح العاتية او من تحت ارجلكم كالخسف والزلازل وقد جاء في الصحيح في صحيح البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الاية قل هو القادر على لما نزلت هذه الاية وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم قل هو القادر على ان يبعث عليكم عقابا من لما قرأ ذلك عليه الصلاة والسلام قال اعوذ بوجه الله الكريم ولما قرأ او من ارجلكم قال اعوذ بوجه الله الكريم ولما قرأ او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. قال هذا اهون. وفي رواية قال هذا اي ثم تأمل قول الله عز وجل انظر كيف يصرف الايات لعلهم يفقهون فتنوع الايات الباهرة والدلالات القاهرة داعية الى الفقه والايمان والعودة الى الله عز وجل. لعلهم يفقهون. اي ما خلقهم الله لاجله واوجدهم لتحقيقه. ثم عباد الله ان هذا الحدث اية من ايات الله العظيمة التي يخوف بها عباده. وقد قال الله عز وجل في القرآن وما نرسل بالايات الا تخويفا اي ان الله عز وجل يخوف عباده بهذه الايات العظيمة. قال قتادة رحمه الله ان الله يخوف الناس بما يشاء بما يشاء من اياته لعلهم يعتبرون هنا ويتذكرون ويرجعون. وهنا يقف المؤمن خائفا متأملا متعظا معتذرا. لان الذي الحق باولئك ما الحق. قادر سبحانه على ان يلحق بغيرهم مثله او اشد. فيتعظ المؤمن ويعتذر. ويقبل على الله عز وجل وينيب. فها هم هؤلاء الف نفس وعشرون. او ازيدونا على ذلك هلكوا هلاك نفس واحدة. فهل من متعظ ومعتبر عبادة الله ثم عباد الله لنتأمل على اعقاب هذا الحدث منة الله علينا بقرار الارض وثبات فيها كما قال الله عز وجل والله الذي جعل لكم الارض قرارا اي ساكنة ليست متزلزلة ولا رجراجة. فلنتأمل هنا في عظمة الممسك فهي ساكنة لا تهتز. مطمئنة لا تتزلزل. وتأمل رعاك الله لو كانت هذه الارض التي تمشي عليها ترتجف وتتزلزل كيف ان تعيش وكيف تستطيع ان تنام؟ وكيف تستطيع ان تقوم بعموم مصالحك فمن الله علينا بقرار الارض وسكونها واطمئنانها ولنعتبر في هذه النعمة بما يحدثه الله عز وجل في الارض من زلازل بين واخر لندرك عظمة هذه النعمة وتمام هذه المنة. ارتجفت ارضوا عباد الله ارتجفت الارض للحظة واحدة. فمات مائة وعشرون نفسا فكيف لو امتد ارتجافها ساعة كاملة؟ وكيف لو امتد ارتجافها بتلك القوة يوما بتمامه او ايام كيف يكون حال الناس على الارض؟ ونعمة اخرى عباد الله عباد الله الا وهي عدم طغيان الماء على الارض اليابسة. ونحن نعلم عباد الله ان الماء بالنسبة لليابس يسكن الثلثين وقد امسك الله عز وجل الماء ان يغطي اليابس بقدرته سبحانه. وهو قادر عز وجل. على ان يغمر الارض لها بالماء فيغطيها. ولنا في التاريخ عظة وعبرة. انا لم ما طغى الماء حملناكم في الجارية. لنجعلها لكم تذكرة. وتعيها اذن واعية وها هو هذا الحدث يبين لنا هذه الصورة. غطى الماء مدنا باكملها فمات من على الارض في تلك في تلك الاماكن عن بكرة ابيهم فلم تبقى فيهم حية فهاتان نعمتان عباد الله يجب علينا ان نشكر الله ونحمده عليهما وعلى وعلى عموم نعمه وعطاياه. نعمة سكون الارض. ونعمة عدم طغيان الماء على الارض ثم عباد الله الارض لله عز وجل هو الذي خلقها واوجدها وهو الذي اوجد الناس عليها. وهو الذي يتصرف فيها كيف يشاء وتأمل من تصرفه سبحانه في ارضه. قوله سبحانه او لم يروا انا نأتي الارض تنقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ننقصها من اطرافها. قال بعض المفسرين اي بالخسف والزنازل. والقوارع متنوعة فالله عز وجل ينقص الأرض من اطرافها ويتصرف فيها كيف يشاء لا معقب لحكمه سبحانه. ولا راد لقضائه جل وعلا. ولهذا اذا علمنا ان ان الارض لله وان الذي يتصرف فيها هو الله فلنتأمل عباد الله في الامر الذي خلقنا الله عز وجل على هذه الارض لاجله. الا وهو توحيد الله وطاعته فيما امر. واتباع شرعه. والانقياد له سبحانه. والتذلل بين يديه والقيام بما امرنا به سبحانه. وارسل لنا وارسل لنا رسله ايات البينات والحجج والحجج القاهرات والدلائل العظيمات على كمال الله ووجوب واخلاص الدين له. فنقوم بما خلقنا له على التمام والكمال. ممتثلين ربنا متبعين لرسله عاملين بطاعته عز وجل ثم عباد الله ان حال المسلم في المصائب التي تصيبه وتصيب غيره حال مطمئنة حال فيها اقبال على الله وثقة به وتوكل عليه فالمصيبة عباد الله لا تزيد المؤمن الا ايمانا الا ايمانا وحسن صلة بالله جل وعلا وتمام اقبال عليه. ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام عجبا لامر مؤمن ان امره كله خير. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان ضراء صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن ثم ان المؤمن عباد الله يعلم ان هذه المصائب انما سببها الذنوب فما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع الا بتوبة. وقد قال الله عز وجل فكن لن اخذنا بذنبه. وها هنا عباد الله يقبل المؤمن على الله عز وجل تائبا راجعا منيبا. ويكون متعظا بما حصل من المصائب لغيره فان السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره ثم عباد الله امر اخير وهو ما ينبغي علينا تجاه اخواننا المصابين. وعباد الله المنكوبين في هذا الحدث العظيم وها هنا يجب امورا عدة منها عباد الله الدعاء لهم بان يجبر الله كسرهم وان يجعل مصابهم عودة لهم الى الخير. والانابة الى الله عز وجل. وان وامن روعاتهم ويستر عوراتهم. ويشبع جائعهم. ويؤمن خائفهم وان يمد كل واحد منا ما يستطيعه من المساعدة لهؤلاء. فالان عباد الله على اعقاب هذا الحدث يوجد الملايين من البشر بلا مأوى ولا مسكن ولا مطعم ولا مشرب. وانت تعيش في هذه النعمة. فاحمد الله عز وجل على نعمته وساعد اخوانك بما تستطيع. واختم بدعاء عظيم مبارك. كان عليه الصلاة والسلام يقوله كل ليلة اذا اوى الى فراشه وهو في صحيح مسلم من حديث انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوى الى فراشه قال الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وكفانا واوانا فكم ممن لا لا كافي له ولا مؤذي. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله عظيم الاحسان واسع الفضل والجود والامتنان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى اتقوا الله تعالى الذي يعلم سركم ونجواكم والذي لا تخفى عليه خافية. في الارض ولا في السماء اتقوا الله تعالى فان عاقبة الله الحميدة للمتقين من عباده ثم عباد الله حدث اخر لابد معه من وقفة وقفة ايمانية يبين فيها حقيقة الدين وواجب المؤمن وما ينبغي ان يكون عليه كل مسلم في هذا الحدث ومنذ امثاله الا وهو عباد الله ما وقع في الليلة قبل الماضية في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حرسها الله. وحفظها من كيد اعداء وتربص المجرمين والعابثين. حدث اليم عباد الله. قامت به قومة فاجرة وعصابة اثمة ومجموعة شريرة شرسة تعبث بامن هذا البلد الامن المطمئن. وتعبث في حرمات المؤمنين. واموالهم ودمائهم وقد خطب نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام خطبة عظيمة كم في حجة وداع؟ وكان من اعظم ما نبه عباد الله عليه في تلك الخطبة حرمة دماء المسلمين واموالهم واعراضهم. فقال في خطبة تلك اي شهر هذا؟ اي بلد هذا؟ اي يوم هذا؟ قالوا شهر الله الحرام ولده الحرام ويومه الحرام. فقال عليه الصلاة والسلام فان دمائكم اموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في يومكم هذا الا هل بلغت؟ قالوا نعم. قال اللهم اشهد. وكررها ثلاثا عليه صلوات الله وسلامه. وجاء عنه عليه الصلاة والسلام انه قال لزوال الدنيا اهون عند الله من قتل امرئ مسلم. وقد جاء في هذا المعنى احاديث كثيرة في التحذير من ان تطال دماء المسلمين او ام ان تطال دماء المسلمين او اموالهم او اعراضهم ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام من حمل علينا السلاح فليس منا وقوله عليه الصلاة والسلام تنام لا ضرر ولا ضرار. وقوله عليه الصلاة والسلام وقوله عليه الصلاة والسلام من خرج على امتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بعهد بعهده فليس مني ولست منه. وقوله عليه الصلاة والسلام من رمانا بالليل فليس منا وهو حديث ثابت والاحاديث في هذا المعنى كثيرة. ولهذا عباد الله اذا تأملنا افي جريمتي هؤلاء في جريمتهم الشنعاء وفعلتهم الشوهة نجد فيها مخالفات ومخالفات لشريعة الله ودينه. وان هذا الصنيع والعمل نوع من الافساد في الارض وايذاء عباد الله المؤمنين وارعاب عباد الله المؤمنين. وقد قال عليه الصلاة السلام لا يحل لمؤمن ان يروع مؤمنا. ولهذا يجب علينا عباد الله ان ان ندرك شناعة هذا الامر وفداحته ومخالفته لدين الله. وان كان اربابه واصحابه يزعمون هنا انهم به يصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. ونسأل الله جل وعلا باسماء حسنى وصفاته العلى ان يحفظ علينا في بلادنا امننا وايماننا واسلامنا وسلامنا وان يهيئ لنا من امره رشدا وان يعيذنا من كيد الاشرار واعتداء الفجار وان اكف بأس المعتدين. فالله اشد بأسا واشد تنكيلا. لا حافظ الا الله سبحانه وتعالى ولا ملجأ ولا مفزع الا اليه عز وجل. هذا وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. وجاء عنه عليه الصلاة والسلام الحث من الاكثار من الصلاة السلام عليه في ليلة الجمعة ويومها. فاكثروا في هذا اليوم المبارك من الصلاة والسلام على رسول الله اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي نورين وابي الحسنين علي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك. يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ودمر اعداء الدين. اللهم واجبر ابى اخواننا المنكوبين في كل مكان. اللهم ارحم ضعفهم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ابدل خوفهم امنا وجوعهم وعطشهم ريا وشبعا. اللهم امن روعاتهم واستر عوراتهم. وهيئ لهم المساكن الطيبة والمأوى والمأوى الطيب. يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وردنا واياهم اليك ردا جميلا اللهم وفقنا للتوبة اليك والانابة اليك واجعلنا من عبادك المؤمنين بك المتبعين لرسولك صلى الله عليه وسلم ووفقنا يا ذا الجلال والاكرام لما تحب وترضى واعنا على البر والتقوى ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله. دقه وجله. اوله واخره. سره وعلنه. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. عباد الله اذكروا الله يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون