الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى له الحمد جل وعلا بالايمان وله الحمد بالاسلام وله الحمد بالقرآن وله الحمد بالمعافاة. له الحمد سبحانه بكل نعمة انعم بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او عامة. له الحمد سبحانه حمدا كثيرا حتى يرضى جل وعلا وله الحمد بعد الرضا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه جل وعلا مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه ايها المؤمنون عباد الله ويا ايتها الاخوات المؤمنات اليكم قصة عجيبة عظيمة فيها عبرة وعظة انها قصة امرأة من اهل الجنة روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عطاء بن ابي رباح قال قال لي عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما الا اريك امرأة من اهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء اتت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت اني اصرع واني اتكشف فادعوا الله لي قال ان شئت صبرت ولك الجنة؟ وان شئت دعوت الله ان يعافيك؟ فقالت اصبر فقالت اني اتكشف فادعوا الله لي الا اتكشف فدعا لها ايها المؤمنون ويا ايتها الاخوات المؤمنات لنتأمل في قصة هذه المرأة العظيمة فهذه المرأة معها ايمان وصدق ونقاء وصفاء ودين وحياء وبها هذه الشدة والبلاء. الا وهو هو ما اصابها من صرع فكان يؤرقها ويقلقها ويؤذيها ويضجرها فجاءت طالبة من النبي عليه الصلاة والسلام ان يدعو الله لها ان يكشف ما بها من ضر وان يرفع عنها ما اصابها من بلاء. فارشدها عليه الصلاة والسلام ما هو اعظم لها من ذلك؟ الا وهو ان تصبر على الشدة والبلاء واللأوى وتكون العاقبة الجنة فاختارت حسن العاقبة وجميل المآل وان تكون من اهل الجنة بضمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان صبرت الصبر رضي الله عنها وارضاها. الا ان ما كان يصيبها من تكشف بعض عورتها والتكشف بعض اعضائها وجسمها حال صرعها. مع انها بتكشفها في هذه الحال معذورة لمرضها لانها ليست مختارة لذلك ولا قابلة له ولا راضية به. ومع ذلك شدة حيائها وقوة ايمانها ونقاء قلبها وحسن زكائها. جعلها تقلق اشد القلق من هذا الانكشاف. فاختارت الصبر رضي الله عنها ولها الجنة. الا انها قالت اني اتكشف اي ان هذا امر لا اتمكن من الصبر علي وان كان واقعا عن غير اختيار مني. فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت بعد ذلك تصرع ولا تتكشف بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام ما احوج المرأة المسلمة الى دعوة صادقة تلتجئ بها الى الله سبحانه ان ليعيدها من ان تتكشف. وفي الدعاء اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا ايتها الاخوات المؤمنات ان قصة هذه المرأة قصة عظيمة تروى في الاخلاق وجميل الصفات ومحاسن القيم وجمال الحياء ونقاء قلبي وصفائه. نعم. قالت يا رسول الله اني اتكشف فادعوا الله لي الا الشاب فكان هذا التكشف الذي يقع عن غير طوع واختيار. وعلى وضع لا ملامة فيه كان تكشفا يؤرقها ويقلقها. اذا كانت هذه حالها وما اكرمها من قال وما اعظمه من وصف؟ فكيف الحال بامرأة تتكشف مبدية محاسنها مظهرة مفاتنها مبرزة جمالها مع طوعها واختيارها غير مبالية ولا مكترثة لا بحياء ولا ايمان. تسمع ايات الله اسمعوا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمع ما في التبرج والسفور من وعيد وتهديد فلا تبالي بشيء من ذلك. ولا تكترثوا بهذا الامر ايها المؤمنون هذه المرأة التي هي من اهل الجنة كان تكشفها بسبب الصرع وكانت تكره ذلك التكشف اشد الكراهة. لكن ما يقع في بعدد من النساء من تكشف وتبرج وسفور. سببه ايها المؤمنون صرع اصيب به هؤلاء النساء. ولكنه من نوع اخر. صرع شديد على من يصاب به وسببه ضعف الايمان. وقلة الدين وذهاب والحياء انه ايها المؤمنون. صرع الشهوات ان يكون الانسان صريعا شهواته وصريع تتبع ملذاته. فيكون بهذا الصرع ليس مباليا ولا مكترثا بما يفعله اهو من رضا الله سبحانه وتعالى ام من سخطه وبسبب كثرة الفتن وكثرة دواعي الشهوات. وبروز اصناف المغريات في حياة الناس في هذا الزمن. وما استجد فيه من وسائل حديثة كثير منها تؤجج الفتن وتثير في النفوس الشهوات من خلال قنوات اثمة ومواقع موبوءة لا هدف لها ولا غاية الا ايقاع الناس في صرع الشهوات وان يكونوا طريح الملذات. فعظم البلاء واشتد الخطب تحدث الامام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم زاد المعاد عن هذا النوع من الصرع وعن حال الناس معه. وما اصيب به كثير من الناس بسبب ذلك من فتن وعواصف شديدة تعصف بالايمان واليقين وتزلزل الاخلاق والحياء. متحدثا عن حال الناس في زمانه. فكيف فبه لو رأى حال الناس في ازمان متأخرة مع فتن متكاثرة. يقول رحمه الله تعالى واكثر تسلط الارواح الخبيثة تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم والسنتهم من حقائق الذكر. والتعاويد والتحصنات نبوية والايمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل اعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا. ولو كشف الغطاء لرأيت اكثر نفوس بشرية صرعى هذه الارواح الخبيثة. وهي في اسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الاعظم الذي لا يفيق صاحبه الا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق انه كان هو المصروع حقيقة. وبالله المستعان. قال وعلاج هذا الصرع باقتران العقل الصحيح الى الايمان الى الايمان بما جاءت به الرسل قل وان تكون الجنة والنار نصب عينيه وقبلة قلبه. ويستحضر اهل وحلول المثلات والافات بهم. ووقوع ووقوعها خلال ديارهم كمواقع القطر وهم صرعى لا يفيقون. وما اشد داء هذا الصرع ولكن لما عمت البلية به بحيث لا يرى الا مصروعا لم يصر تغربا ولا مستنكرا. بل صار لكثرة المصروعين عين المستنكر المستغرب فاذا اراد الله بعبده خيرا افاق من هذه الصرعة ونظر الى ابناء دنيا مصروعين حوله يمينا وشمالا على اختلاف طبقاتهم فمنهم من اطبق به الجنون ومنهم من يفيق احيانا قليلة ويعود الى جنونه ومنهم من يفيق مرة ويجن اخرى فاذا افاق عمل عمل اهل الافاقة والعقل ثم ما يعاوده الصرع فيقع في التخبط. يقول ذلكم رحمه الله تعالى ولم يرى الفتن وما استجد على الناس في مثل هذا الزمان. مما يعصف بالايمان يخلخل الاخلاق ويذهب المروءة والحياء. ومن لم يأخذ نفسه بزمام شرع ويذمها بزمام هدي نبينا عليه الصلاة والسلام. والا كان من ارعى هذه الافات وقتلى هذه الفتن وطريحي هذه الشهوات ايتها امرأة المؤمنة تاملي في حياتي هذه المرأة السوداء المرأة صادقة الايمان عظيمة الحياء وهي تخاطب النبي عليه الصلاة والسلام صابرة على الشدة واللأواء قائلة اني اتكشف فادعوا الله لي الا اتكشف. اذا كانت هذه حالها خوفا من التكشف فكيف حالك انت ايتها المؤمنة؟ ان بعض النساء ايتها المؤمنات ابتلينا في هذا الزمن بانهزامية عظيمة وتحول شنيع لسبب انبهار بحضارات زائفة وتقدم قاتل فاصبحت المرأة لا تقلدوا من هي معجبة بحضارتها الا بتوافه الامور وخسيس الاشياء وحقير الاخلاق فجنت على نفسها اعظم جناية وجرت على ايمانها اعظم الا الا فلتتقي الله كل امة مسلمة وكل امرأة مؤمنة ولتتذكر وقوفها بين يدي الله. وان الله رب العالمين سائلها يوم القيامة عن حيائها وعن سترها وعن حشمتها وعن كل ما جاء في كتاب ربها وسنة نبيها صلوات الله وسلامه عليه. اللهم يا ربنا اللهم يا الهنا اللهم يا سيدنا ويا مولانا اللهم يا من بيده هداية القلوب وصلاح النفوس ارزق نسائنا اجمعين الحياء والحشمة اللهم ارزق نسائنا اجمعين الحياء والحشمة. اللهم من عليهن بالحياء والحشمة يا وهاب يا عظيم اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الاحسان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى حق تقواه. ايها المؤمنون لما اصيب بعض النساء بهذا النوع من الصرع. صرع الشهوات فاصبحنا طريحات لهذا الصرع جنى عليهن انواعا من الجنايات ولهذا يرى في كثير من بلدان المسلمين وديار اهل الايمان في انحاء كثيرة. تكشف وتبرج وسنفور ايعرف اطلاقا في تاريخ حياة المرأة المسلمة بدءا من الصحابيات الكريمات ومن اتبعهن باحسان من نساء الايمان واهل الصدق والعفة والحياء فاصبح هؤلاء النساء الصريعات لا يبالين بكشف المحاسن وابراز المفاتن فتلك تكشف صدرها واخرى تبدي نحرها. وثالثة تحل عن تعريها واخرى تبدي ساقها وفخذها الى انواع من التكشف والسفور والتبرج من غير وازع ايمان. ومن غير حياء ولا خشية للرحمن ان اتذكر هؤلاء النساء البعث والوقوف بين يدي الله؟ اتذكر هؤلاء النساء ان تلك الاجسام الجميلة والمحاسن والمفاتن سيأتي عليها يوم ويهان عليها التراب. وتأكلها الديدان ثم تبعث وتحاسب. وتعاقب على كل منكر وكل فعل شنيع. ما الذي غرها في ايمانها؟ وما الذي غرها في حيائها وما الذي جعلها تنحط الى هذا السفول؟ وتقع في هذا الدرك من تتدارك المرأة نفسها ولتنقذ حالها من هذا الصرع بربها سائلة سيدها ومولاها جل شأنه. ان يمن عليها بالعفاء. وان يرزقها الحشمة والستر. اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا. دعوة عظيمة مأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام ما احوجنا الى ان نكثر من دعاء ربنا بها جل شأنه. ثم كونوا اخذة بمأخذ الحزم والعزم صيانة لنفسها ورعاية لحيائها ومحافظة على ايمانها والتوفيق بيد الله وحده. هذا وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم عز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين. ودمر الدين واحمي حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم يا الهنا كن لاخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم اعنا واياهم ولا تعن علينا. وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم وامنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك واجعل عمله في رضاك وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين. اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله. اوله واخره سر وعلنا اللهم انا نستغفرك انك كنت غفارا. فارسل السماء علينا مدرارا. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا. فاللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون