الحمد لله اتم لنا الدين واكمل علينا النعمة وجعل امتنا امة الاسلام خير امة وبعث فينا رسولا يتلو علينا اياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الغفور ذو الرحمة واشهد ان محمدا عبده ورسوله بعثه للعالمين رحمة. صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى فان في تقوى الله خلفا من كل شيء وليس من تقوى الله خلف ايها المؤمنون ان النعمة علينا معاشر المسلمين والمنة عظيمة بالهداية لهذا الدين. والصراط اطل مستقيم ايها المؤمنون انه دين الله تبارك وتعالى الذي رظيه لعباده ولا يرظى له هم دينا سواه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين انه الدين الذي اصلح الله به العقائد والاعمال والاخلاق. واصلح به ظاهر المرء وزينه بجمال هذا الدين وكماله. انه الدين عباد الله الذي من تمسك افلح ونجح ومن تركه ترحلت عنه العقيدة السليمة والاعمال القويمة والاخلاق الفاضلة النبيلة. انه عباد الله الدين القويم والصراط المستقيم ان الذي لا فلاح ولا سعادة للعباد. في دنياهم واخراهم الا بتحقيقه والقيام به الصدق شعاره. والحق مداره. والعدل قوامه. والرحمة روحه والخير لزينه وقرينه. والصلاح والاصلاح غايته وهدفه. فما ما هذا الدين وما اجل النعمة علينا به معاشر المسلمين فلنحمد الله ربنا على ان هدانا لهذا الدين وان جعلنا من اهله ولنسأله تبارك وتعالى الثبات عليه الى الممات ايها المؤمنون عباد الله لقد جاء هذا الدين القويم بهداياته العظيمة وتوجيهه في هاته السديدة مصلحا للعباد محققا للفلاح قاطعا لدابر الفتن والفساد ايها المؤمنون وان من تدابير الدين العظيمة وتوجيهاته المباركة تلك التوجيهات التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام مختصة بالمرأة المسلمة محققة لها في تمسكها بتلك الاداب والتوجيهات الفلاح والسعادة والصيانة والرفعة في الدنيا والاخرة. والمرأة المسلمة عباد الله اذا وفقها الله جل وعلا وشرح صدرها للتمسك باداب الاسلام واهدابه سعدت وسلمت وسلم ايضا مجتمعها من الافتتان بها لان المرأة ايها المؤمنون فتنة. بل قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه ما رأيت فتنة اضر على الرجال من النساء وقال عليه الصلاة والسلام فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان فتنة بني اسرائيل كانت في نساء فالفتنة بالنساء فتنة عظيمة وشديدة للغاية وقد خافها وخشيها نبي الهدى والرحمة صلوات الله وسلامه عليه على وجاء الاسلام بتوجيهات مسددة وارشادات عظيمة اذا اخذت بها المرأة سلمت وسلم مجتمعها من الافتتان بها ايها المؤمنون ان الواجب على المرأة المسلمة ان تقرأ القرآن واحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وتأخذ بالتوجيهات الواردة في الكتاب والسنة مأخذ الجد والعزيمة دون تراخ او توان. فان في تلك التوجيهات صلاحها وسعادتها في دنياها واخراها ولما تمرد بعض النساء على توجيهات الشرع وارشاداته الحكيمة وقعنا والعياذ بالله. في مهاوي الرذيلة ومآلات الهلاك وكثير منهن بعد خطوات طويلة وعمر مديد امظينه في البعد عن شرع الله وتوجيهات الاسلام اعلنا في مناسبات كثيرة فشلهن بسبب ذلك البعد عن قيم الاسلام وادابه. والسعيد من اتعظ بغيره. والشقي من اتعظ غيره ايها المؤمنون عباد الله ان المسلم عندما تتأمل في اداب الاسلام وتوجيهاته لها لترى انها تكبيلا لها وتقييدا لحريتها كما يزعمه خصوم الاسلام واعداء الدين بل ان توجيهات الاسلام للمرأة المسلمة توجيهات تكفل للمرأة الحياة والعيش الهنيء بعيدا عن اوظار الفتن. ومسالك الانحلال والانحراف والفساد ان المرأة عندما تأخذ بتعاليم الاسلام تعيش حياة الوقار والكمال والجمال والعفة والحديث في بيان هذه التوجيهات يطول ويطول لكن لنقف مع بعض هذه التوجيهات العظيمة عظيمة يقول الله جل وعلا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى وفي قراءة وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى والمعنى على القراءة الاولى من القرار وهو المكث في البيوت وعدم الخروج. الا لحاجة وضرورة ملحة وعلى القراءة الاخرى قرن من الوقار. وبين القراءتين تلازم في المعنى فان المرأة ايها المؤمنون اذا قرت في بيتها تحقق لها الوقار. بينما اذا كانت خراجة ولا فان هذا الخروج والولوج وعدم القرار في البيوت يفضي بها الى ترحل الوقار عنها وحلول اضداد ذلك محله وفي قوله بيوتكن مع ان البيوت في الغالب ملك للازواج لكن لما للمرأة من اختصاص بالبيت وبقاء به ورعاية له ومسئولية عظيمة فيه اظيف البيت اليها لانها مطلوبة منها ملازمة البيت. والقرار فيه والا يكون لها خروج من بيتها الا لحاجة ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى. فاذا خرجت من بيتها تخرج لحاجة او لضرورة ملتزمة بضوابط الشرع واهدابه وادابه. فمن التبرج سفور المرأة وابداؤها محاسنها واظهارها لزينتها وتعطرها وتجملها وحرصها على فتن الرجال ولفت انظارهم فكل هذه المعاني من تبرج الجاهلية الاولى التي لا تنال منها المرأة ان فعلتها الا الانحطاط والسفول والعياذ بالله ثم هذه المرأة الكريمة المصونة التي قرت في بيتها تأتي التوجيهات الى الرجل ان يرعى كرامتها وان يحفظ لها فضيلتها والا يكون هناك اختلاط بين الرجال والنساء او خلوة بالمرأة الاجنبية لما يترتب على ذلك من فتن واضرار. ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اياكم والدخول على وفي رواية لا تدخلوا على النساء فالمرأة مطلوب منها ان تقر في بيتها ونهي الرجال الاجانب عن الدخول على النساء في البيوت لما يترتب على ذلك من شر وفتنة وهلاك. فقال رجل من الانصار يا رسول الله ارأيت الحمو اي هل يشمله ذلك؟ والحمو او الاحمى اقارب الزوج عدا ابائه وابنائه كاخيه وعمه وخاله وابن عمه وابن خاله. قال ارأيت الحمو؟ قال النبي الله عليه وسلم الحمو الموت. ولنقف ايها المؤمنون مع هذا التنبيه والزجر العظيم الحمو الموت الحمو الذي هو قريب الزوج من اخ وعم وابن عم وخال وابن خال قال عنهم صلوات الله وسلامه عليه الحموا الموت. فكيف بالرجال الاجانب البعداء عن المرأة ومن ليس لهم بها قرابة ولا بزوجها قال الحمو الموت وفي تعبيره عليه الصلاة والسلام بالموت تنبيه الى ان الاخلال باداب الاسلام ووصاياه العظام لا يوصل بمن اخل بها الا الى الموت والهلكة. نعم قد يكون هذا المخل باداب الاسلام واهدابه يمشي على قدميه ويأكل ويشرب ويتحدث ولكنه في الحقيقة ميت لم؟ لان الفضيلة والعفة والشرف والكرامة ماتت عنده. فلم يكن من اهلها فالفضيلة تموت والعفة تموت والاخلاق تموت ولموتها اسباب وديننا جاء لحماية العباد من موت الفضيلة وموت الاخلاق وموت الاداب ايها المؤمنون عباد الله ان المرأة المسلمة ولا سيما في زماننا هذا. زمن الفتن الزمن الذي انفتح فيه كثير من الناس على عادات الكفار وتقاليدهم بل ومجونهم وانحلالهم وانحرافهم. وانحطاطهم وسفولهم. ومع كثرة النظر وادمان المشاهدة من خلال القنوات الفضائية. ومن خلال مواقع الشبكة العنكبوتية ومن خلال مجلات هابطة ونحو ذلك بدأت تتسلل تلك الاخلاق الى عقول بعض النساء والمرأة ضعيفة وسريعة الافتتان الا من حماها الله عز وجل ووقاها. وسارعت بانقاذ نفسها. وسد بالفتنة عنها ملتجئة الى الله تبارك وتعالى معتصمة به. ايها المؤمنون اننا في من يجب علينا ان تتظافر فيه جهودنا حماية للفضيلة ورعاية للكرامة الصيانة للشرف ورعاية للغيرة الدينية التي جاء بها دين الله تبارك وتعالى. لنعيش في كان في الاسلام وادابه العظام وتوجيهاته المسددة حياة شرف وفضيلة وكرامة ورفعة. هذا واللجوء الى الله وحده لا شريك له. باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يحفظ لنا اجمعين شرفنا وفضيلتنا وكرامتنا وديننا وعفتنا وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح نسائنا وبناتنا وان يجنبهن الفتن ما ظهر منها وما بطن. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء. وهو اهل الرجاء وهو وحسبنا ونعم الوكيل الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه ايها المؤمنون واذا كان ديننا الحنيف بتوجيهاته العظيمة وارشاداته تمحة المباركة يريد من المرأة ان تعيش حياة الكمال والفضيلة والرفعة فان اعداء الدين وخصومة لا يريدون منها ذلك. بل يريدون حياة الرذيلة والانحطاط طفول ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. نعم انها حقيقة ظاهرة عباد الله ان على المرأة المسلمة الا تستهين بهذا الامر والا تسمع دعوة كل ناعق وكل هاتف وانما ليكن سماعها مقصورا على ما كان مدعما بالحجز البينات دلائل الواضحات من العلماء المحققين الراسخين اهل الدراية بكتاب الله عز وجل. وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربأ بنفسك ان ترعى مع ايها المؤمنون عباد الله ان المرأة في هذا الاسلام ان عاشت مع ادابه عاشت حياة كريمة فاضلة. وان فتنت ومضت مع دعاة الفتنة ودعاة الشر والفساد لتتذكر انها يوما من الايام ستغادر هذه الحياة ولتتذكر ان جسمها الجميل ومحاسنها الفاتنة وتزيينها لنفسها فتنها للرجال سيأتي عليها يوم وتدرج في حفرة. ويهان عليها التراب وتأكلها الديدان ويذهب عنها رونقها وجمالها. وتكون في تلك الحفرة رهينة اعمال وقيد ما قدمت في هذه الحياة فلتتقي الله المرأة المسلمة في نفسها خاصة وفي مجتمعها. ليعيش المجتمع حياة الكرماء وحياة الافاضل النبلاء. اللهم حقق لنا ذلك في مجتمعنا وفي المسلمين كلها وجنب نساء المسلمين يا ربنا ويا مولانا. الفتن ودعاة الفتن الشر يا رب العالمين. اللهم اصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. واعلموا رعاكم الله ان اصدق الحديث كلام الله. وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها وكل احدثت بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وابي الحسنين علي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك. يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك غيثا مغيثا. هنيئا مريئا. اللهم انا نسألك غيثا مغيثا اللهم اغث قلوبنا بالايمان ونفوسنا بالاخلاق. اللهم اغث قلوبنا بالايمان ونفوسنا بالاخلاق وادبنا باداب الدين يا رب العالمين. نحن ومن نعول يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اسقنا الغيث اللهم الغيب اللهم اسقنا الغيب ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا واغثنا. اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا اللهم زدنا ولا تنقصنا اللهم اثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم انا نسألك الغيث فلا تجعلنا من القانطين اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر. اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا لا غرق اللهم واصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترظاه من سديد الاقوال والاعمال واصلح له النية والعمل واصلح له البطانة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم. اللهم واصرف عنا وعن اخواننا المسلمين في كل مكان. الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اصرف عنا وعنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم امن روعات المسلمين في كل مكان. واستر عوراتهم واحقن دماءهم وجنبهم يا ربنا السرور كلها يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اعز الاسلام والمسلمين وادل الشرك والمشركين وانصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم انا نسألك الامن والايمان والسلامة والاسلام والمعافاة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون