الحمد لله حمد الشاكرين واثني عليه ثناء الذاكرين. احمده تبارك وتعالى بمحامده كلها التي هو لها اهل واثني عليه الخير كله. لا احصي ثناء عليه. هو كما اثنى على نفسه احمده تبارك وتعالى على نعمه العظام وعطاياه الجزال ومنن التي لا تعد ولا تحصى احمده تبارك وتعالى على كل نعمة انعم علينا بها في قديم او حديث او سر او علانية. او خاصة او عامة. احمده جل وعلا على القرآن على الاسلام وعلى الايمان وعلى المعافاة وعلى الاهل والولد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى فان تقوى الله عز وجل فلاح للعبد وسعادة في دنياه واخراه وهي خير زاد يبلغ الى رضوان الله جل وعلا. كما قال الله تعالى فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب ايها المؤمنون الشمس والقمر ايتان عظيمتان من ايات الله تبارك وتعالى الدالة على كمال اقتداره وعظمة تدبيره جل وعلا وان جميع هذا الكون بما فيه من ايات عظام وامور مشاهدة جسام كلها حركاتها وسكناتها طوع تدبير الله عز وجل وتقديره. ذلك تقدير العزيز العليم ايها المؤمنون ان الشمس كسفت مرة واحدة في زمن نبينا عليه الصلاة والسلام وكان من اعتقاد الناس في الجاهلية ان كسوف الشمس او القمر انما يكون لولادة عظيم او موت عظيم موافقة ان كسوف الشمس الذي كان في زمن النبي عليه الصلاة والسلام تزامن مع ابنه ابراهيم فبعض الناس ربط بين هذا وهذا فلما كسفت خرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يجر رداءه عليه الازار ويجر ادائه عليه الصلاة والسلام متوجها الى المسجد لان الكسوف اية مخيفة. وما نرسل بالايات الا تخويفا ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت عبد ولا لحياته. وانما هما ايتان من ايات الله يخوف بهما عباده. فالكسوف اية اذا رأيت هذا القمر في هذه الليلة ليلة الرابع عشر وقد انطمس ظوؤه ولا يرى ذلك الضياء الذي يشاهد في مثل هذا الوقت من كل شهر فان نظرك هذا يهديك الى ان هذا المخلوق العظيم والاية العظيمة دالة على عظمة الخالق ووحدانيته فالشمس والقمر ايتان من ايات الله عز وجل. ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فالعبادة حق لخالق هذه الايات. وموجد هذه المخلوقات ومصرفي هذه الكائنات الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض. بيده الخفظ والرفع والعطاء والمنع والقبظ بيده جل وعلا كل شيء لما صلى بهم عليه الصلاة والسلام صلاة الكسوف رأوا منه عليه الصلاة والسلام في صلاته امرا عجبا لم يعهدوه منه في صلواته صلوات الله وسلامه عليه. رأوه وهو يصلي يتقدم الى الامام. كانه يريد ان يأخذ شيئا ثم رأوه بعد قليل يرجع الى الوراء كانه خائف من شيء وسألوه عليه الصلاة والسلام فقال رأيت الجنة والنار. سبحان الله. قال رأيت الجنة والنار خلفه صفوف ما رأوا شيئا. ورأى عليه الصلاة والسلام وهو يصلي الجنة والنار امامه. رآهما بعينه صلوات الله وسلامه عليه وتقدم ومد يده اراد ان يقطف عنقودا من عناقيد عنب الجنة قال عليه الصلاة والسلام ولو قطفته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا وهذا يدلنا على عظم نعيم الجنة. وانه ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما ولما تأخر كان عليه الصلاة والسلام رأى النار ذكر صلى الله عليه وسلم اشياء رأها في النار انذارا للعباد. وموعظة وتذكيرا. فكانت ركبته صلى الله عليه وسلم خطبة تأخذ بمجامع القلوب لما فيها من عظيم التذكير. وعظيم التخويف وذكر ما رآه وشاهده صلوات الله وسلامه عليه وحث الناس بخطبته صلى الله عليه وسلم على الاكثار من ذكر الله والدعاء وعلى الصدقة وعلى الصلاة وحثهم على الاعمال الصالحات. وفي الوقت نفسه حذر عليه الصلاة والسلام وكان تحذيره من الكبائر والذنوب تحذيرا بذكر اشخاص رآهم عليه الصلاة والسلام بعينه في النار بسبب ذنوب اقترفوها وجرائم ارتكبوها. ذكر انه عليه الصلاة والسلام وهم في النار وتتلخص الذنوب التي شاهد عليه الصلاة والسلام من اصحابها في النار من هم يعذبون بسببها تتلخص في عدة امور الاول وهو اخطرها واعظمها الشرك بالله عز وجل فهو الذنب الذي لا يغفر. والجرم الذي اذا مات عليه صاحبه ليس له من رحمة الله عز وجل لا حظ ولا نصيب وليس له فيها مطمع. ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقد ذكر عليه الصلاة والسلام انه رأى في النار ويصلي صلاة الكسوف رأى عمرو ابن الحي الذي سيب السوائل والشوائب ابل تترك ولا يمسها احد تجعل قربانا للاصنام التي كانوا يعبدونها ويتقربون اليها وكان عمرو بن لحي هو اول من جلب الاصنام. وجاء بها الى جزيرة العرب. فكان سببا في وجود شركه وانتشاره فذكر عليه الصلاة والسلام انه رآه يجر قصبه في النهر اي مصارينه وامعاءه في نار جهنم وقال عليه الصلاة والسلام في خطبته محذرا من ذنب اخر قال يا امة محمد والله ان الله ليغار. والله ان الله ليغار ان يزني عبده. او ان تزني امته ولو علمتم ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. فحذر عليه الصلاة والسلام من جريمة الزنا وهي جريمة شنيعة وذنب فظيع يترتب عليه من الاظرار والمفاسد ما لا حد له ولا عد واخبر عليه الصلاة والسلام ان الله جل وعلا يغار ان يزني عبده او ان تزني امته. محذرا عليه الصلاة والسلام من هذه الجريمة التي نهى الله جل وعلا عباده من قربانها ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا وذكر عليه الصلاة والسلام انه رأى في النار امرأة من بني اسرائيل امرأة من بني اسرائيل دخلت النار في هرة بقطة حبستها فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض. فرآها عليه الصلاة والسلام تعذب في النار بسبب هرة حبستها الى ان ماتت واذا كان ازهاق هرة او حيوان من هذه الحيوانات التي لا يلقي كثير من الناس لها بال ايذاء وعدوانا وبغيا يترتب عليه هذه العقوبة فكيف بمن يتجرأون على ارواح المسلمين. ونفوس عباد الله المؤمنين. يقتلونهم قتلا لا تقتله حتى الحشرات ومن ذلك اشياء نراها فظيعة في زماننا هذا نسأل الله عز وجل ان يحقن دماء المسلمين وان يحفظهم في كل مكان ان وقال عليه الصلاة والسلام في خطبته صلى الله عليه وسلم تلك انه رأى اكثر اهل النار النساء رأيت اكثر اهلها النساء قالوا وبما ذاك يا رسول الله؟ وبما ذاك يا رسول الله قال لانهن يكفرن. قيل يكفرن بالله؟ قال يكفرن النعمة. ويكفرن العشير وهذا من الذنوب التي قد تستهين بها كثير من النساء وتتهاون بامرها وقد رأى النبي عليه الصلاة والسلام اكثر اهل النار النساء وذكرا من سبب ذلك هذا الامر الذي ذكره صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ايها الاخوة الافاضل عباد الله ان هذه فرصة ثمينة لنا ونحن نشاهد هذه الاية العظيمة. لنقبل على الله تبارك وتعالى تائبين. ولنرجع اليه جل وعلا منيبين ولنحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الله جل وعلا يوم القيامة. ولنتفقد احوالنا وامورنا وشؤوننا واعمالنا فها هو نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحدث العظيم وعظ هذه موعظة التي سمعنا الان طرفا منها. وشيئا من كلام الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه فهي فرصة عباد الله ثمينة لمحاسبة النفس ووزن الاعمال فان الكيس من عباد الله من دان نفسه اي حاسبها وعمل لما بعد الموت. والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني والله تعالى يقول قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم اسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يغفر لنا جميعا ذنوبنا نعم واسرافنا في امرنا اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنا اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اجعلنا ممن ويعتبر باياتك ولا تجعلنا من الغافلين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم واصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم وبارك وانعم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين عين