ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى فان في تقوى الله جل وعلا خلفا من كل شيء. وليس من فوالله خلف ايها المؤمنون عباد الله اليكم فهذا النبأ ما اعجبه امرأة احداهما اكثر من الاخرى صلاة وصياما وصدقة. الا انها في النار عياذا بالله والاخرى الاقل منها صلاة وصدقة وصياما هي في الجنة روى البخاري في الادب المفرد والامام احمد في المسند والحاكم في المستدرك والبيهقي في الشعب وغيرهم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتتصدق لكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا خير فيها هي من اهل النار قالوا وفلانة تصلي المكتوبة وتتصدق باثوار اي بشيء زهيد تصلي المكتوبة وتصدق باثوار ولا تؤذي احدا. قال هي من اهل الجنة ايها المؤمنون عباد الله في هذا النبأ وفي هذا الخبر العظيم عظة بالغة وعبرة بليغة يجب على كل مسلم ومسلمة ان يعيها وان يتنبه لها والا يغتر مغتر بكثرة صلاة او كثرة صيام او تعدد طاعات فان مثل هذه الاعمال قد تذهب الى غيره وتدخل في موازين حسنات الاخرين اذا كان يتعرض لهم في هذه الحياة بانواع الاذى ايها المؤمنون عباد الله ان من يستطيل على الناس ويتعدى عليهم ويتناولهم بانواع الاذى فلا تسلموا اعراضهم من لسانه غيبة ونميمة واستهزاء. ولا يسلمون منه في تعاملاتهم غشا وخيانة وتدنيسا ولا يسلمون منه في انفسهم وابدانهم تعديا وضربا وايذاء ولا يسلمون منه في اموالهم نهبا واختلاسا واستلابا فمن كانت هذه حاله عباد الله فقد احتمل بهتانا عظيما واسما كبيرا وان كان من اهل الطاعات وانواع العبادات وقد قال الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا واذا كان ايها المؤمنون لا يحل لاحد ان يؤذي كلبا بغير حق فكيف اذا بالمؤمن قاله بمعناه الفضيل ابن عياض رحمه الله في تفسير هذه الاية الكريمة ايها المؤمنون عباد الله يجب على المسلم ان يحذر اشد الحذر من ايذاء اخوانه المسلمين والتعرض لهم بانواع الاذى فان مثل هذه الاذية رقة في الدين وضعف في الايمان ولهذا خرج الترمذي في جامعه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى فنادى باعلى صوته يا معشر من امن بلسانه ولم يفضي الايمان الى قلبه. لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فانه من يتتبع عورة اخيه يتتبع الله عورته. ومن يتتبع الله عورته. يفضحه ولو كان في جوف رحله عباد الله ان من يؤذي المسلمين ويتعرض لهم بانواع الاذى فان حسناته وطاعاته وعباداته تنتقل من ميزان حسناته الى ميزان حسناتهم ولنتأمل في هذا ما خرجه مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد ضرب هذا. وقذف هذا وسفك دم هذا واكل مال هذا وظرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقدم عليه اخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام عن تلك المرأة الصوامة القوامة. قال هي من اهل النار لانها كانت تؤذي جيرانها بلسانها وهذه الاذية عباد الله ايا كانت باللسان او بالفعل هي في الحقيقة اهداء للانسان من حسناته وثواب اعماله الى الاخرين ايها المؤمنون عباد الله في هذا الباب العظيم ينبغي ان يتنبه المسلم وان لا يعجبنه في شخص هيئته او ظاهر اعماله اذا كان معروفا بالاذى للناس والعدوان والظلم والبغي روى الامام ابن المبارك في كتابه الزهد والبيهقي في الشعب ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام في الناس خطيبا وقال لا يعجبنكم من رجل طنطنته فان من ادى الامانة وكف عن اعراض الناس فهو الرجل نعم عباد الله هذه هي الرجولة بابهى صورها واجمل حللها ان يكون الرجل مؤديا الامانة مؤديا ما عليه وان يكون كافا لسانه ويده عن اذى الاخرين عباد الله لنتقي الله عز وجل ولنحرص على صيانة السنتنا وكف ايدينا وان نتقي الله تبارك وتعالى ربنا ولنعلم اننا سنقف بين يدي الله عز وجل الذي له ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم. ولسائر المسلمين من كل تم فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه عباد الله مما يعين المسلم على كف يده ولسانه من ايذاء الاخرين ان يذكر نفسه بما ينبغي له تجاههم من رعاية لحقوقهم ومعرفة بمقاماتهم واذا كان المسلم في تعاملاته مع الاخرين يعد كبيرهم ابا وصغيرهم ولدا. واوسطهم رفيقا واخا فانه فيعامل الجميع بالمعاملة اللائقة جاء عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله بوصية اوصى بها عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى قال اذا اردت النجاة من عذاب الله يوم القيامة فاجعل كبير المسلمين عندك ابى. واوسطهم عندك اخا. وصغيرهم عندك ولدا فاي اولئك تريد ان تسوءه؟ اي اذا اعتبرتهم بمثل هذا الحال الكبير اب والاوسط ورفيق والصغير ابن. فان من عد المسلمين بهذا او اعتبرهم بهذا الاعتبار احسن في تعامله لهم وفي معاملته معهم عباد الله واعظم ما يعين في هذا الباب ان يتذكر العبد انه سيقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة وان الله عز وجل فيسأله عن اعماله فان استطعت ايها المسلم ان تأتي يوم القيامة خميص البطن من اموال المسلمين خفيف اللسان من اعراضهم سالما من التعدي عليهم فافعل لتكون من الناجين يوم القيامة والكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله اماني وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله. فقد امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين الحسنين علي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. واذل الشرك والمشركين. اللهم من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزون هناك اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا ولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لما تحبه وترضى واعنه على البر والتقوى وسدده في اقواله واعماله. اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. واجعلهم رحمة فتى على رعاياهم يا حي يا قيوم. اللهم اتي نفوسنا تقواها. زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور. اللهم بارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا. اللهم واصلح لنا شأننا كله لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونعوذ بك من شر ما عملنا ونعوذ بك من شر ما لم نعمل اللهم اغفر لنا ذنبنا كله اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك بانك انت الله لا اله الا انت انت الغني ونحن الفقراء ان تنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئة صحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله اعلموا ما تصنعون