ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين ما ترك خيرا الا دل الامة عليه. ولا شرا الا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى واشكروه جل وعلا على نعمه العظيمة ومننه الجسيمة التي لا تعد ولا تحصى وما بكم من نعمة فمن الله عباد الله وان من نعم الله العظيمة علينا نعمة السمع الا ما اجلها من نعمة وما اعظمها من عطية ومنة ولنتفكر عباد الله بهذا السمع الذي من الله علينا به كيف حالنا لو كنا فاقدين له انها والله نعمة عظيمة. يقول الله سبحانه وتعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. وجعل لكم السمع والابصار ايه ده لعلكم تشكرون وقال الله تعالى انا خلقنا الانسان من نطفة امساج نبتليه. فجعلناه سميعا بصيرا وقال الله تعالى قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع الابصار والافئدة قليلا ما تشكرون. والايات في هذا المعنى كثيرة. عباد الله ان السمع نعمة عظيمة من نعم الله عليك. فبالسمع عباد الله تعرف الخيرات ويهتدى الى طرق البر والابواب الصالحات وبالسمع عباد الله يسمع كلام الله عز وجل. القرآن ويسمع كلام عليه الصلاة والسلام وبالسمع تتلقى العلوم. وتكون المخاطبات والتفاهمات فما اعظم النعم التي تصل الى الانسان من سمعه بل ان السمع عباد الله بوابة الرئيسة ومدخل عظيم للقلب. فمن وفق لحفظ سمعه فان في حفظه له خيرا عظيما في سلامة قلبه وسلامة نفسه وسلام في سلوكه بخلاف عباد الله. من ارخى لسمعه العنان واخذ يسمع كل شيء بدون ضابط وبدون قيد. وبدون خوف ولا مراقبة لله تبارك وتعالى والسمع ايها المؤمنون نعمة يسأل الله عنها الناس يوم القيامة قال الله تعالى ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال ابن عباس رضي الله عنهما النعيم صحة الابدان والابصار والاسماع ليسأل الله العباد فيما استعملوها وهو اعلم بذلك منهم. وهو قول الله تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا نعم ايها المؤمن ان الله عز وجل سائلك يوم القيامة عن سمعك ماذا كنت تسمع به فحقيق على عبد من الله عليه بهذه النعمة. واكرمه بهذه العطية الا يستعملها الا في طاعة الله. فان من شكرك لله عز وجل. على هذه النعمة الا تستعملها الا في طاعة الله. وفيما يرضيه سبحانه وتعالى والمسموعات عباد الله التي تسمع بالاذان تنقسم الى ثلاثة اقسام مسموع يحبه الله تبارك وتعالى ويرضاه. كسماع الذكر والعلم وكلام الله عز وجل واعظم شيء تشرف الاسماع باستماعه وتزدان الاذان بالاصغاء اليك كلام الله تبارك وتعالى اشرف الكلام واجله على الاطلاق والنوع الثاني عباد الله سماع محرم ومسموعات محرمات وذلك بان يستمع انسان الى اللهو والباطن وانواع ما حرم الله عليه استماعه والنوع الثالث سماع مباح. اباح الله عز وجل للعبد ان يستمع اليه والواجب على العبد ان يحرص على استعمال سمعه فيما اباحه الله له وفيما اوجبه الله تبارك وتعالى عليه. وليحذر من خلاف لذلك ولله عز وجل في كل عضو من الاعضاء امر وله فيه نهي وله فيه نعمة فمن استعمل العضو فيما امره الله به وجنبه ما نهاه الله عنه. فانه قد قام بشكر ذلك العضو عباد الله وللسمع شر. يستعاذ بالله تبارك وتعالى منه. وفي جامع الترمذي عن شكل بن حميد رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله قال قل اللهم اني اعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر مني. فعلمه عليه الصلاة والسلام هذه الدعوة العظيمة التي يجدر بنا عباد الله ان نعنى بها ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه انواع الفتن وكثرت فيه عباد الله كالآلات الكثيرة التي بايدي الناس وفي سياراتهم وفي بيوتاتهم وقد تورط كثير من الناس من خلال تلك الاجهزة والالات بانواع من السماعات المحرمات مما كان سببا في مرض القلوب وضعف الايمان ورقة الدين وقد اكرم الله عز وجل بعض عباده فاحسنوا استعمال تلك الالات فيما يرضي الله جل وعلى وجنبوا انفسهم بتوفيق من الله عز وجل استعمالها فيما يضر وفيما يسخط الله جل وعلا ايها المؤمنون عباد الله وان من لم يستعمل سمعه فيما يرضي الله واستعمله فيما يسخطه سبحانه فان انه يعرض نفسه ويعرض سمعه للعقوبة الاليمة يوم القيامة. اضافة الى ما يكون لبعض الناس او لكثير منهم من عقوبات معجلات وفي الحديث حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من استمع الى قوم وهم له كارهون. او يفرون منه صب في اذنه الانك يوم القيامة رواه البخاري. والان كالرصاص المذاب. وهذا مثال عباد الله من امثلة كثيرة لعقوبة من لا يستعمل سمعه فيما يرضي الله بل اخذ يستعمله في الحرام وفي ما يغضب الله تبارك وتعالى ويسخطه نسأل الله الكريم السميع البصير العليم الحكيم ان يعافينا اجمعين في اسماعنا وفي ابصارنا وان يبارك لنا اجمعين في اسماعنا وابصارنا وافئدتنا وان انا لاستعمالها فيما يرضيه انه تبارك وتعالى سميع الدعاء. وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين عباد الله اتقوا الله تعالى واشكروه جل وعلا على نعمه فان شكر النعمة سبب للمزيد كما ان كفران النعم سبب لزوالها. عباد الله والحديث عن نعمة السمع في رجلين احدهما اخذ يستمع الى القرآن او يستمع الى موعظة مؤثرة او الى خطبة نافعة او كلمات مسددة كم لذلك من اثر على قلبه؟ من زيادة في الايمان وقوة في اليقين. وحرص على الطاعة واقبال على العبادات واخر عباد الله اخذ يستمع باذنه الى اللهو والحرام. والفسق والمجون. كم لهذا السماع من اثر عليه بانصراف نفسه عن الخيرات وبعدها عن العبادات واقبالها على المنكرات لا يمكن عباد الله ان تحرك اغنية او لهو او فسق او مجون في قلب انسان حبا للخيرات ورغبة في الطاعات. فان هذا السماع انما يحرك في القلب رغبة في الفسق والباطل والحرام. بخلاف السماع النافع عباد الله. فان نفعه وعوائده اثاره المباركات على العبد عظيمة جدا. ولهذا فانك ايها المؤمن في ميدان ابتلاء وامتحان مع هذه النعمة نعمة السمع. ماذا تستمع؟ والى ماذا تسقي بسمعك فحاسب نفسك وزن سمعك واجتهد في اصلاح حالك واصلاح مسموعاتك يكون ذلك سببا لسعادتك في دنياك واخراك. بخلاف حال عباد الله من انفلت منه سمعه واخذ يستمع ما لا يباح. كيف ان ذلك السماع يجره الى مضرات ولنعتبر في هذا الباب بقول نبينا عليه الصلاة والسلام والاذن تزني وزناها نسأل الله الكريم ان يحفظنا وذرياتنا واهلينا في اسماعنا وابصارنا وقواتنا وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وان يهدينا اليه جميعا صراطا مستقيما وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبد الله. كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل الولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك. واجعل عمله في رضاك اعنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين للعمل بكتابك اتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المؤمنين. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم عافنا في اسماعنا اللهم عافنا في اسماعنا اللهم عافنا في اسماعنا وفي ابصارنا وفي قواتنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اهدنا وسددنا. اللهم واصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا فاصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم نستغفرك انك كنت غفارا. فارسل السماء علينا مدرارا. اللهم انا نسألك بانك انت الله لا لا اله الا انت يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء يا مجيب النداء يا ذا الجلال والاكرام ان تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا سحا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير اجل. اللهم اغث قلوبنا ايمان وديارنا بالمطر اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق. اللهم اعطنا ولا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون