ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه بلغوا الناس شرعه فصلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى فان في تقوى الله جل وعلا خلفا من كل شيء وليس من تقوى الله خلف. ايها المؤمنون العفاف كلمة عظيمة ومطلب جليل يطمع في نيله الشرفاء والفضلاء والكرماء والنزهاء ولا يرظى احد لنفسه ولا لذويه ان ينسب الى ضده ونقيضه. من فسق او او فجور او خنا او غير ذلك عباد الله والله عز وجل امر عباده بالعفاف وامر به نبيه عليه الصلاة والسلام ويترتب على العفاف من الاثار والخيرات انغزار في الدنيا والاخرة. ما لا يحصيه الا الله تعالى. قال الله عز وجل وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله واللام في قوله وليستعفف لام الامر والسين للطلب. اي ليعمل كل مسلم وليسعى لتحقيق العفاف والبعد عن نواقضه ونواقصه وخوارمه. وليجاهد نفسه على ذلك. والله معه معينا ومسددا وحافظا ومغنيا وفي جامع الترمذي باسناد جيد من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الاداء والناكح الذي يريد العفاف ايها المؤمنون عباد الله والعفاف زينة الشرفاء. وحلية الفضلاء. وجمال الكرماء كرماء النفوس وكرماء الاخلاق ممن يعنيهم جدا حفظك وشرفهم وصيانة نزاهتهم وادبهم فيتجملون اذا تجمل الناس بانواع الحلية يتجملون بالاخلاق والفضل وتحقيق الكرامة عباد الله وعندما نتحدث عن العفاف نجد العفاف باروع صوره. وابهى حلله في عظماء الناس وكرماء العباد وتأملوا في هذا المقام قصة كريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف عليه السلام فقد ضرب في العفاف اروع مثل وذلكم عباد الله عندما دعته امرأة العزيز في قصة جاءت في سورة يوسف في ايات عظيمة تتلى من كلام الله تبارك وتعالى وقد تنوعت الدواعي والدوافع. فكان عليه السلام شابا والشباب مركب الشهوة وكان عزبا ليس عنده ما يعوضه وكان غريبا والغربة مظنة التهاون وكان جميلا اعطي شطر الحسن ومن كان كذلك يرغب فيه ما لا يرغب في غيره وكانت المرأة امرأة عزيز الداعية له ذات منصب وجمال وكانت في بيتها وسلطانها وغلقت الابواب وتزينت وتجملت وتعطرت واتته بالرغبة والرهبة. ومع هذه الدوافع كلها الا انه عليه السلام عف لله ولم يطعها. وقال معاذ الله انه ربي احسن مثواي انه لا يفلح الظالمون ولما تمالأت هي ونسوة المدينة على هذا الامر وجاهدنه عليه قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين. فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن انه هو السميع العليم. ثم بدا لهم من بعد ما رأوا ليستنه حتى حين وفعلا سجن عليه السلام ولبث في السجن بضع سنين قيل سبع سنوات وقيل ثنتا عشرة سنة وقيل اربع عشرة سنة مكثها عليه السلام في السجن لعفته ونزاهته وكم هم اولئك من الخلق الذين دخلوا السجون لهتك الاعراض وانتهاك الحرم ايها المؤمنون عباد الله العفاف يتفاوت اهله والمتصفون به في بواعثه واسبابه واعظم ذلك واجله ان يعف العبد حياء من الله وخوفا منه سبحانه وتعظيما لجنابه وهذا اعلى المقامات وارفعها ومن الناس من يعف خوفا من فوات نصيبه واجره من الحور العين يوم القيامة. فان من صرف متعته في هذه الدنيا في الحرام. حرم من المتعة بحور العين في دار القرار ومن الناس من يحمله على العفاف خوف العقوبة وخوف النار ومنهم من يحمله على العفاف امرا دون ذلك وهو خوف فضيحة وخوف العار او خوف الاصابة بالاسقام والامراض. فيكون نظره الى امر دنيوي. ولا يكون نظره الى امر اخروي فيتجنب الفاحشة والرذيلة خوف اسقامها وامراضها واضرارها الى غير ذلكم من البواعث والدوافع. مما يتفاوت فيه اهل العفاف واخرون عباد الله من الهمل لم يبالوا بذلك كله. ولم الى شيء منه فولغوا في الفاحشة وانغمسوا في الرذيلة غير ابهين ولا مبالين وهؤلاء عباد الله وان كان الواحد منهم يظفر بلذة الا انها لذة فانية تعقبها في الدنيا نكد وغصص في الاخرة عقوبة وحسرات واما العفة فانها لذة لا تقارن اطلاقا بلذة غظاء الوتر من الحرام ما اجمل حياة اهل العفاف وما اجمل موقفهم وما اهنأهم بعفتهم انظروا الى صورة مشرقة ما اروعها. وما ابهاها وما اجملها. عروة ابن الزبير احد الفقهاء السبعة عالم المدينة رحمه الله تعالى. بترت قدمه اليسرى بسبب اكلة اصابتها وقالوا له عندما ارادوا بترها انأتي لك بمرقد اي مسكن فامتنع ذلك وبترو له قدمه نشروها بالمنشار دون ان يتحرك منه عضو او ان يسمع منه تألم ثم نظر الى قدمه في ايديهم واخذها منهم وامسكها بيده. ونظر اليها. وقال الحمد لله والذي حملني عليك انه ليعلم انني ما مشيت بك الى حرام قط انظروا هذه الحلاوة وهذا الحمد الحمد العظيم على نعمة العفاف ولهذا نظائر وصور كثيرة يطول المقام بذكرها ايها المؤمنون عباد الله ومن الدعوات العظيمة الجليلة في هذا المقام ما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفة والغنى نسأل الله عز وجل لنا ذلك وان يجعلنا جميعا وذرياتنا من اهل العفاف. وان يجنبنا اجمعين. الرذيلة ومواطن الانحراف انه جل وعلا سميع الدعاء. وهو اهل الرجاء. وهو حسبنا ونعم الوكيل الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه راقبوه سبحانه مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه ايها المؤمنون عباد الله ما احوجنا بل وما امس حاجتنا ان نذكر انفسنا بالعفاف وفضله. ولا سيما ما في مثل هذا الزمن الذي انفتحت على الناس فيه ابوابا وشرورا متنوعات تسلب العقول وتأسر الاذهان وتفسد القلوب وتجلب الشرور ولا عاصم من ذلك الا الله وفي خضم هذه الفتن المهلكات والدواهي المرضيات يجب على العبد ان يربأ بنفسه وان يركب سفينة العفاف لينجو من الفتن المتلاطمات والامواج المهلكات ملتجئا الى رب الارض والسماوات. يطلبه جل في علاه. ان يكتب له النجاة وان يحقق له العفاف. وليكن مع نفسه متذكرا وقوفه بين يدي الله وان رب العالمين سائله وان يوم القيامة جزاء وحسابا وجنة ونارا وان ما يقوم به في هذه الحياة من عمل فيلقاه حاضرا يوم القيامة ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساءوا بما عملوا الذين احسنوا بالحسنى. والكيس ايها المؤمنون. من دان نفسه وعمل قيل لي ما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الاماني وصلوا وسلموا رعاكم الله. على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشر اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين ان وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. وادل الشرك مشركين ودمر اعداء الدين واحمي حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لهداك واجعل عمله في رضاك واعنه على طاعتك يا حي يا قيوم. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا منك قل لي شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم انا نسألك بانك انت الله. لا اله الا انت يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام انت الغني ونحن الفقراء ان تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين. اللهم اسقنا واغثنا اللهم اسقنا واغثنا. اللهم اسقنا واغثنا. اللهم انا نسألك غيثا مغيثا هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ظار عاجلا غير اجل اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر اللهم سقيا رحمة لا سقيا من ولا عذاب ولا غرق ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون