ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وصفيه وخليله. وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه. فصلوات الله وسلامه عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى فان من اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه. وتقوى الله جل وعلا عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله ايها المؤمنون عباد الله صنفان من الناس احدهما مبارك على مجتمعه وخير على موطنه وبلده والاخر افة من الافات ووباء عظيم وشر مستطير انهما ايها المؤمنون المتصدق والمرابي اما المتصدق عباد الله فهو من يعطي المال ولا يأخذ عليه عوضا وانما يعطيه لاهل الحاجة والضعف والفقر احتسابا ورجاء لثواب الله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا واما المرابي فانه على العكس من ذلك يأخذ المال من الضعفاء والمحتاجين مستغلا حاجتهم وضعفهم يأخذه منهم بغير عوظ ظلما وجشعا وعدوانا والله جل وعلا في كتابه العظيم بين حال هؤلاء وحال هؤلاء ومآل هؤلاء ومآل هؤلاء ليعتبر من اراد لنفسه العبرة وليتعظ من وفقه الله جل وعلا للاتعاظ يقول الله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات ان المال الذي يأخذه المرابي قل او كثر مال ممحوق البركة ومآله وعاقبته الى قلة وقد صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال ما اكثر احد من الربا الا كان عاقبة امره الى قلة رواه ابن ماجة واما المتصدق فانه يلقى بركة صدقته نماء ورفعة وخيرا وبركة. في الدنيا والاخرة. حتى وان كان الذي تصدق به مالا قليلا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم حتى لو كان الذي تصدق به عدل تمرة فان الله عز وجل كما جاء في الحديث يربيها له كما يربي احدنا فصيلة حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل ايها المؤمنون عباد الله ومن بيان القرآن العظيم لحال هؤلاء وحال هؤلاء قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا اضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي اعدت للكافرين واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض. اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فذكر جل وعلا في هذا السياق المبارك ان الربا ضد الصدقة وان المرابين ضد المتصدقين وتوعد المرابين بالنار ثم ذكر جل وعلا الجنة التي عرضها كعرض السماوات والارض. وانها اعدت للمتقين وذكر من صفتهم انهم ينفقون في السراء والضراء اي انهم اهل بذل وصدقة وانفاق وسخاء وهذا عباد الله فيه ذكر لعقوبة المرابي عند الله جل وعلا وذكر لثواب المتصدقين ايها المؤمنون عباد الله ومن عقوبة المراب عند الله جل وعلا ما ذكره الله في قوله الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قال غير واحد من المفسرين ان هذا بيان لحال المرابي يوم يقوم من قبره وانه يقوم على هذه الصفة على صفة المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس فيقوم مثقلا مسخنا بتلك الاموال الربوية. التي ملأ بها جوفه وبطنه فاثقلته وجعلته بهذه الحال البئيسة شتان بين هذا عباد الله وبين من قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس رواه احمد ذاك يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس واما المتصدق عباد الله فانه يقوم قومة مباركة في ظل صدقته الى ان يقضى بين الناس ايها المؤمنون عباد الله ومن عقوبة المراب ما جاء في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيما رأه في المنام في حديث طويل وذكر فيما ذكر انه رأى عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل الذي يسبح في نهر مثل الدم وانه يسبح ما شاء الله ان يسبح. ثم اذا جاء الى شط النهر ليخرج واذا برجل قائم على شط النهر فاذا اقترب القمه حجر. وهو على هذه في هذه العقوبة التي يعاقب بها بعد موته فشتان بين هذه الحال بئيسة وحال المتصدق ايها المؤمنون. فيما ذكره الله جل وعلا له من ثواب عظيم واجر جزيل وخيرات عميمة في الدنيا والاخرة والمرابون ايها المؤمنون فيهم شبه من اليهود الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى بهذه الصفة حيث قال واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل ان وفيهم شبه بالكفار المشركين ونبينا عليه الصلاة والسلام لما خطب الناس في حجة الوداع ابطل كل ربا الجاهلية وقال عليه الصلاة والسلام ان كل ربا الجاهلية موضوع فجاء الاسلام بنقد الربا وابطاله والتحذير منه. فمن وفقه الله عز وجل للسلامة منه العافية فقد عافاه الله تبارك وتعالى. واما من تلوث به وتلطخ. فان حاله في تلطخه بالربا يكون فيه شبه من اليهود وشبه من المشركين. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام محذرا ومنذرا. لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ايها المؤمنون عباد الله ان المتصدق رجل عمر الله سبحانه وتعالى قلبه بالرحمة والشفقة على الفقراء والمحتاجين فاذا وجد حاجة او ضعفا او شدة او فقرا اقبل بماله سخية به نفسه باذلا في سبيل الله منتظرا على ذلك موعود الله جل وعلا واجره الكريم وثوابه العظيم بخلاف المرابي فانه اذا رأى الحاجة في الناس اشتدت تحرك جشعا وطمعا وقدم لهم من المال شريطة ان يكون منهم العوظ. اظعافا مظاعفة ولا سيما كلما ازدادت المدة وامتد الزمن جشعا وطمعا لا يبالي بضعف الفقير ولا يبالي بحاجة المحتاج نزعت من قلبه الرحمة والشفقة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما صح عنه لا يرحم الله من لا يرحم الناس وذكر عليه الصلاة والسلام ان الشقي من الناس من انتزعت من قلبه الرحمة بينما المتصدق في مثل هذه الحال يقبل بنفس سخية وبذل وجود وكرم ثم ماذا عباد الله؟ تلك الاموال التي يحصلها المرابي اموال لا بركة فيها ولا خير واما المتصدق فان صدقته وان قلت تكون اضعافا مضاعفة. اجورا و وبركاته في الدنيا والاخرة ايها المؤمنون عباد الله ان من يتأمل حال المرابي في مجتمعه يجد ان نظرة الناس اليه هي نظرة من يبغض لما قام في قلبه من جشع وهلع وطمع فهو في مجتمعه ممقوت لدى الناس تبغضه القلوب وتكرهه النفوس. وتشمئز من تصرفاته واعماله بخلاف المنفق فانه محبوب عند الله. ومحبوب عند عباد الله المرابي ايها المؤمنون ليس له في مراباته الا نيل الدعاء من الناس على ظلمه لهم واستغلاله لضعفهم وحاجتهم واما المتصدق فله الدعوات المباركات والثناء الجميل والذكر العطر لقاء احسانه وجزاء بره وكرمه ايها المؤمنون عباد الله والمقام لا يسع ذكر الفرق بين هؤلاء وهؤلاء وذكر مآل هؤلاء وهؤلاء ولكن فيما ذكر عظة وعبرة لمن وفقه الله تبارك وتعالى للاتعاظ والاعتبار اللهم يا ربنا ايقظ قلوبنا واملأها ايمانا واعمرها يقينا وقنا يا رب العالمين من شح انفسنا اعمالنا واصلح لنا شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين واثني عليه ثناء الذاكرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى عباد الله ثبت في الحديث الصحيح عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ان العبد اذا وقف يوم القيامة بين يدي الله يسأل سؤالان عن ما له من اين اكتسبه وفيما انفقه قال عليه الصلاة والسلام لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع وذكر منها عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه عباد الله الا ما اكرمها من حال وما اطيبه من مآل عندما يقف ذلك المتصدق الكريم بين يدي الرب العظيم ذي الجلال. ويسأل عن ما له فيكون الجواب انه اكتسبه من الوجوه المباحات وانفقه فيما احله الله له اضافة الى انفاقه من امواله في وجوه البر احساني والصدقات وما اقبحها من حال وما اسوأه من مآل عندما يقف المرابي بين يدي الله جل وعلا. ويسأل عن ما له فاذا بتلك الاموال قد جمعت من الربا وغير ذلك من الوجوه المحرمة. وصرفت ايضا قال في الحرام وما يسخط الرب جل وعلا. ايها المؤمنون عباد الله الكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. والعاجز من اتبع نفسه هواها. وتمنى على الله الاماني. واعلموا ان اصدق الحديث كلام الله. وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد ابن عبد الله. كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك. يا اكرم الاكرمين اللهم عز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعينا. وحافظا ومؤيدا. اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم نعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم امنا في اوطاننا. واصلح ائمتنا وولاة امورنا. واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقات واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم من ارادنا او اراد امننا او ايماننا فاشغله في نفسه. من ارادنا او اراد امننا وايماننا بسوء فاشغله في نفسه. واجعل كيده في نحره اجعل تدبيره تدميره يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق ولي امرنا لما تحب وترضى واعنه على البر والتقوى سدده في اقواله واعماله يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفق جميع ولاة امر المسلمين. لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ولي على المسلمين اينما كانوا خيارهم. واصرف هم شرارهم يا رب العالمين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك الهدى والسداد. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله. اوله واخره على نيته وسره. اللهم انا نستغفرك انك كنت غفارا. فارسل السماء علينا مدرارا. اللهم ان انسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبانك انت الله لا اله الا انت يا من وسعت كل كل شيء رحمة وعلما ان تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم انا نسألك غيثا مغيثا. هنيئا مريئا صحا طبقا نافعا غير ضار يا رب العالمين. اللهم اغث قلوبنا بالايمان وديارنا بالمطر. اللهم ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا واثرنا ولا تؤثر علينا. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم