ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وامينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه ما ترك خيرا الا دل الامة عليه. ولا شرا الا حذرها منه. فصلوات الله وسلامه وعليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه مراقب ابت من يعلم ان ربه يسمعه ويراه. وتقوى الله جل وعلا عمل بطاعة على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله. ايها المؤمنون عباد الله ان مما جاءت به الشريعة المباركة شريعة الاسلام تحريم الدماء والتهديد والوعيد في ذلك والتشديد في هذا الامر ليس في دماء الادميين فقط بل حتى في دماء البهائم عن المغيرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بنفر من الانصار يرمون حمامه فقال عليه الصلاة والسلام لا تتخذوا الروح غرضا وقد جاء في هذا المعنى احاديث كثيرة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا كان الوعيد قد ورد في قتل بهيمة بغير حق. فكيف بقتل الادمي؟ وكيف بقتل المسلم وكيف بقتل الرجل الصالح المتقي لله جل في علاه عباد الله ولقد تكاثرت النصوص في كتاب الله عز وجل وسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الباب العظيم تحريم الدماء مبينة عظم هذا الجرم وخطورة هذا الامر في اية كثيرة واحاديث عديدة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق وقال جل وعلا والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثما يضاعف له العذاب يوم القيامة. ويخلد فيه مهانا وهذا عباد الله يشمل قتل الذكر والانثى والصغير والكبير والحر والعبد والمسلم والكافر المعاهد فكل هؤلاء يتناولهم عموم قول الله تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ايها المؤمنون عباد الله ولا يزال المسلم في عافية من امره ما لم يصب دما حراما فان اصاب دما حرام وقع في بنية عظيمة ورزية جسيمة لا مخلص له منها روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما اي انه عباد الله ان اصاب دما حراما ضاق عليه الامر ضيقا شديدا حتى انه لربما كان سببا لمروقه من دين الله تبارك وتعالى كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج الذين يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان قال عنهم عليه الصلاة والسلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية عباد الله والدماء امرها خطير فان من قتل نفسا واحدة معصومة محرمة فقد وقع في اعظم ورطة جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال ان من ورطات الامور التي لا مخرج لمن اوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله فان من سفك الدم الحرام بغير حله ورط نفسه ورطة عظيمة لا مخرج له منها بخلاف سائر الذنوب فمن سرق على سبيل المثال له مخرج بان يكتسب مالا ويعمل على اعادة الاموال الى اهلها. طالبا منهم العفو والمسامحة وقل مثل ذلك في سائر الذنوب بينما من قتل نفسا محرمة معصومة فانه يكون بذلك قد ازهق نفس من قتله. وانتهت حياته. ولم يبق الا القصاص يوم القيامة ففي الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة وناصيته ورأسه بيده واوداجه تشحب دما. يقول يا رب هذا قتلني. اي انه يطلب القصاص هذا معاشر المؤمنين في قتل نفس واحدة فكيف بمن قتل انفسا كثيرة وكيف عباد الله اذا كان قتله للانفس الكثيرة بقتله لنفسه معهم بالات التفجير الحديثة وبتلك الاعمال التي تسمى الاعمال الانتحارية الا ما اعظمها من جريمة وما اشده من جرم اثم وخطيئة عظيمة يجرها لنفسه من يفعل ذلك ويورطها ورطة لا مخلص له منها ايها المؤمنون عباد الله وعندما تنتشر الفتن وتتزايد تسترخص الدماء فيقتل القاتل ولا يبالي بمن قتل او كم قتل لا يبالي بذلك كله لرخص الدماء في الفتن وعدم المبالاة بامرها حتى مع الوقوف على النصوص والدلائل المجرمة لذلك والمحرمة له. في كتاب الله وسنت نبيه عليه الصلاة والسلام ومن يقرأ التاريخ يجد في ذلك عبرا ومن ذلكم عباد الله ما خرجه الامام احمد في مسنده في قصة اولئك النفر من الخوارج دخلوا بلدة كان فيها عبدالله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج ذعرا فزعا فقالوا له لم ترع قال لقد رعتموني والله قالوا انت عبد الله ابن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قالوا حدثنا حديثا سمعته من ابيك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت ابي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال انها ستجيء فتنة يكون القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي. والماشي خير من الساعي فان استطعت ان تكون فيها عبد الله المقتول فكن كذلك. قالوا له انت سمعت ذلك من ابيك يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فاخذوه الى جنب النهر وذبحوه كما تذبح الشاة. ثم ذهبوا الى بيته وبقروا بطن امي ولده وهي حامل ثم مضوا. فانظروا معاشر المؤمنين كيف ان الفتنة اذا اشربتها القلوب لم يبالي القاتل حتى وهو يسمع احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ايضا ما رواه البخاري في صحيحه ان نفرا اتوا جندب بن عبدالله رضي الله عنه وطلبوا منه ان يوصيهم بوصية فاوصاهم وقال رضي الله عنه في وصيته ان اول ما ينكر من الانسان بطنه فان استطعت الا تأكل الا طيبا فافعل وان استطعت الا يحال يوم القيامة بينك وبين الجنة بملئ كف من دم اهرقته فافعل ولما كان هؤلاء ليسوا صادقين لم يبالوا بهذه النصيحة بل ذكر اهل العلم انهم على اثر ذلك خرجوا في الفتن وقتلوا الرجال والاطفال ووقع منهم بلاء عظيم ايها المؤمنون عباد الله ان الواجب على المسلم ولا سيما مع تزايد الفتن ان يكون معظما للنصوص محترما لها قائما بتحقيقها خوفا من الله ومراقبة له جل في علاه فان لم يكن كذلك تخطفته شبهات اهل الباطل ومسالف اهل الضلال. وزينوا له الاجرام. وحسنوا له الاثام وهونوا من شأن اراقة الدماء ومن اخر ما وقع من ذلك الجريمة النكراء وانفعلت الشنعاء التي اقدم عليها احد الشباب الذين اشربوا بالفتنة في بلدة القديح عندما اقدم على تفجير نفسه في مثل هذا اليوم يوم الجمعة فارى قد ماء كثيرة وتسبب في اصابات جسيمة مهلكا نفسه في تلك الفعلة النكراء وارباب هذا الفكر الضال يعدون ذلك عملا بطوليا ومغنما كبيرا وحقيقة الامر عباد الله انه ظرب من دروب الافساد في الارض وهو جريمة نكراء وفعلة شمعاء لا يقرها كتاب ولا سنة بل هي مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومخالفة لاجماع العلماء. بل هي مخالفة للفطرة السوية والعقل السليم نعوذ بالله العظيم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونسأله جل في علاه ان يحفظ على المسلمين اينما كانوا امنهم وايمانهم واسلامهم وسلامتهم. وان يكتب لهم العافية. انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء. وهو وحسبنا ونعم الوكيل الحمد لله كثيرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم ان ربه يسمعه ويراه ايها المؤمنون عباد الله وان من اوجب الواجبات في مثل هذا الزمن المحافظة على النشء والرعاية للشباب والصغار من ان تتسلل اليهم تلك الافكار الاثمة والمسالك الخبيثة فان ارباب تلك الافكار يستهدفون صغار السن وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في وصفه للخوارج قال حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام وهذا فيه اشارة الى ان ارباب هذا الفكر يستغلون حداثة سن الشاب وصغر حلمه وقمة درايته وعدم معرفته بالعواقب ليجعلوه اداة ينفذون من خلاله اجرامهم وظلمهم وبغيهم ولهذا عباد الله يجب علينا ان نعنى برعاية الصغار وان نحذر اشد الحذر من الوسائل الحديثة التي اخذت تدخل على النشأ من الافكار الخبيثة والمبادئ الهدامة والمسالك الملتوية الشيء الكثير نسأل الله الكريم الذي لا حول لنا ولا قوة الا به ان يحفظ ابنائنا وابناء المسلمين وان يجنبنا واياهم الفتن وان يعيذنا منها بمنه وكرمه وصلوا وسلموا رعاكم الله. على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين. الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وارض اللهم عن اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك. وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم وعليك الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم امنا في واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين اللهم وفق ولي امرنا لهداك. واجعل عمله في رضاك. وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا والدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء من والاموات ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين