الحمدلله على نعمه المتتالية والاءه المتوالية وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى. لك الحمد ربنا بكل نعمة انعمت بها علينا في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او عامة او حي او ميت او شاهد او غائب حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لك الحمد ربنا حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى وكونوا لنعمائه من الشاكرين ولمننه وافضله حامدين ومثنين على الله جل وعلا بها ايها المؤمنون ان تعداد النعم واستشعار تفضل الله بها يعد بابا من ابواب شكر النعمة وقد قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم واما بنعمة ربك فحدثه والمراد بالتحدث بالنعم اي على وجه استشعار تفضل الله بها. وانها انما وصلته منه وبفضله ومنه جل في علاه والله عز وجل يحب الحمد والثناء وهو اهل الحمد والثناء والمجد جل في علاه ايها المؤمنون ينبغي على المسلم ان يستشعر دوما وابدا. نعم الله عليه المتوالية والاءه المتتالية وان يستشعر عظيم الفضل وجزيل المنة. ليثمر ذلك حمدا وثناء وشكرا للمنعم جل في علاه ايها المؤمنون نحن في هذه الايام نعيش اثر طاعة عظيمة وعبادة جليلة يسر الله عز وجل للقيام بها من يسر من عباده ولهذا ينبغي على من اكرمه الله بالحج ان يستشعر هذه النعمة نعمة التيسير لحج بيته الحرام وان يستشعر في الوقت نفسه ما اكتنف هذه النعمة من نعم ايها المؤمنون روى الامام ابن جرير الطبري في تفسيره عن سعيد بن اياس الجريري عن ابي نظرة العبدي وهو تابعي جليل روى عن جمع من الصحابة قال كان المسلمون ويعني بذلك الصحابة حيث ادرك عددا منهم قال كان مسلمون يرون ان من شكر النعمة التحدث بها ومعنى التحدث بها اي على وجه الاستشعار انها من الله فيقول على اثر النعمة انعم الله علي بكذا ويسر لي كذا وتفضل علي بكذا فان هذا باب من ابواب شكر المنعم جل في علاه وانظروا رعاكم الله اثر هذا الخبر العظيم. على راويه سعيد بن اياس الجريري رحمه الله. فقد روى ابو نعيم في الحلية عن سلام ابن ابي مطيع قال اتينا سعيد بن اياس الجريري وكان قد قدم من الحج فكان يقول ابلانا الله في سفرنا كذا. وابلانا في سفرنا كذا حددوا نعم الله عليه في حجه لبيته الحرام ثم كان يقول ان تعداد النعم من الشكر ايها المؤمنون كثير من الحجاج عقب حجه يميل الى التحدث عن المصاعب والمتاعب والمشاق. ويغفل ذكر النعم وعدها قال الله عز وجل ان الانسان لربه لكنود. قال الحسن البصري رحمه الله في معنى هذه الاية قال يعد المصائب وينسى النعم ولهذا ينبغي على كل مسلم انعم الله عليه بالحج او غيره من نعم الله وافضاله ان يحرص على عدها على وجه الثناء على الله بها لا على وجه المفاخرة والمباهاة فان هذا من خوارم النية ومفسدات العمل والله عز وجل عليم بالسرائر مطلع على النيات فيتحدث بنعمة الله عليه على وجه الشكر والثناء والحمد للمنعم جل في علاه وما من عمل الا وتكتنفه شيء من المتاعب والمصاعب والمشاق ولا سيما ما كان على وجه السفر والانتقال من مكان الى مكان وهذا من عظيم اجر العبد عند الله اذا كان سفره سفر طاعة. فكيف اذا كان السفر سفر حج لبيت الله الحرام ولهذا يحتسب المؤمن ما يناله من متاعب ومصاعب اجرا وثوابا عند الله عز وجل ويثني على الله على عظيم نعمائه ووافر عطائه وجزيل من ايها المؤمنون ان شكر النعمة من اسباب حفظها وبقائها ودوامها فهو الحافظ الجالب الحافظ للنعم الموجودات والجالب للنعم المفقودات ودليل ذلك قول الله عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. ولئن كفرتم ان عذابي لشديد وفي الادب المفرد من دعاء عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول اللهم اجعل انا شاكرين لنعمك مثنين عليك بها قائلين بها واتممها علينا وينبغي ان يكون هذا لسان حال كل عبد مؤمن نسأل الله جل في علاه ان يوزعنا اجمعين شكر نعمه وان يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم. وان يخلف عليهم ما وبذلوا بخير خلف وان يعظم لهم الاجر والثواب. وان يردهم الى بلاد سالمين غانمين مأجورين حطت عنهم الاوزار. وغفرت الذنوب بمن الله وفضله جل في علاه. اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين واثني عليه ثناء الذاكرين لا احصي ثناء علي هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى عباد الله روى الامام احمد في مسنده وغيره عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يشكر الله من لا يشكر الناس وهو حديث صحيح ايها المؤمنون وفي هذا الحديث تنبيه على باب اخر من ابواب الشكر ينبغي على المسلم ان يعتني به الا وهو العناية بشكر من اسدى الى المرء معروفا. كما قال عليه الصلاة والسلام من صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له ايها المؤمنون ومن يتأمل في الجهود العظيمة التي تبذلها حكومة بلادنا في خدمة حجاج بيت الله ورعايتهم وتيسير امور حجهم. وما يبذل في ذلك من نفقات طائلة. ومشاريع كبيرة وجهود عظيمة. وفي كل عام يفاجئ الناس في ايام الحج باعمال ضخمة تتجدد خدمة لحجاج بيت الله الحرام. وتيسيرا لاداء هذه الطاعة العظيمة بنفوس سخية وبذل كبير. يدركه القاصي والداني والمحب هو المبغض وحق على كل حاج ان يشكر لولاة امر هذه البلاد ان يشكر لهم جهدهم وان يثني عليهم خيرا وان يدعو لهم بالتوفيق والسداد وان يجزيهم الله خيرا على ما يقومون به من اعمال مبرورة مشكورة ومساع حثيثة خدمة. خدمة لحجاج بيت الله الحرام حتى ان ولي امرنا وفقه الله ومن قبله من الولاة رحمهم الله لم يفضلوا لانفسهم لقبا الا خادم الحرمين فهي خدمة يرجون بها ما عند الله جل في علاه. فنسأل الله عز وجل باسماء الحسنى وصفاته العليا ان يجزيهم خير الجزاء. وان يزيدهم كرما ونبلا وتوفيقا وتسديدا وان يخلف عليهم بخير. وان يعظم لهم الاجر والمثوبة. وان يرد عنا وعنهم عن المسلمين كيد الكائدين وحسد الحاسدين. بمنه وكرمه انه تبارك وتعالى سميع الدعاء. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله. كما امركم بذلك فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين. ابي بكر وعمر وعثمان وعلي. وارض اللهم عن الصحابة اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين. اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان كان اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا. اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من سرورهم. اللهم اتي نفوسنا تقواها. زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ولوالدينا للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين