الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله تعالى وراقبوه. وتوبوا اليه واستغفروه. وان اليه واخلصوا في جميع اعمالكم. ايها المؤمنون ان تقوى الله جل وعلا نجاة للعبد وفلاح وسعادة في الدارين وهي خير زاد يبلغ الى رضوانه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب. ايها المؤمنون نصوحة الى الله جل وعلا تقال بها عثراتكم وترفع بها درجاتكم بها نجاتكم من سخط الله جل في علاه. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. وتوبوا الى الله جميعا. ايها لعلكم تفلحون. ايها المؤمنون يشاهد الناس في هذه اللحظات اية من ايات الله الباهرة الدالة على عظمة الله وكمال اقتداره جل في علاه وانه جل وعلا لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء. ان هذه الاية خسوف عمر في ليالي الابدان التي هي تمام اضاءة القمر ونوره وبهائه. تبين ناس ان الامر بتقدير الله وتدبيره جل في علاه. وهو من ايات الله العظيمة التي قال الله عنها وما نرسل بالايات الا تخويفا. وقد كسفت الشمس في حياة النبي الصلاة والسلام مرة واحدة فامر بالنداء الصلاة جامعة فحشد الناس واجتمعوا فصلى بهم صلوات الله وسلامه عليه وهذا فيه ان الصلاة مفزع للمؤمن. وكان نبينا عليه الصلاة والسلام اذا حزبه امر فزع الى الصلاة. نعم عباد الله الصلاة مفزع للمؤمن فيها طمأنينة قلبه وسكون نفسه وسعادته في دنياه واخراه وفيها نجاة من ومن سخط الله وعقوباته جل في علاه. ايها المؤمنون لما صلى بالناس صلوات الله وسلامه عليه رأوا منه رأى منه الصحابة امرا عجب ما كانوا قد رأوه قبل في صلواته كلها. رأوه عليه الصلاة والسلام وهو يصلي تقدم الى الامام قليلا ثم يمد يده كانه يريد ان يأخذ شيئا. ثم بعدها بقليل واذا به عليه الصلاة والسلام يرجع الى الوراء كهيئة الخائف من الشيء. فلما قظى صلاته سألوه عليه الصلاة والسلام عن صنيعه ذلك؟ فقال رأيت الجنة والنار عباد الله رأى نبينا عليه الصلاة والسلام في صلاته تلك الجنة والنار حقيقة بعينه وهذا من كمال قدرة الله جل في علاه. والصحابة من ورائه صفوف لم يروا شيئا ولما تقدم ومد يده كان عليه الصلاة والسلام يرى عنقودا من علب الجنة ان يقطفه قال لو قطفته لاكلتم منه ما بقيت الدنيا وتحدث عن النار وعن اشياء رآها عليه الصلاة والسلام في النار كانت فعلا موعظة بليغة مؤثرة في قلوب الصحابة رضي الله عنهم وكانت تلك الموعظة تختلف عن سائر مواعظه عليه الصلاة والسلام من حيث انه صلى الله عليه وسلم كان يحذر في خطبته تلك من كبائر الذنوب وعظائم الاثام وبخاصة ذنوب اربعة. الشرك بالله وقتل النفس المعصومة. والزنا سرقة وهذي اعظم الذنوب واكبرها. ولهذا في حجة الوداع. قال عليه الصلاة والسلام الا انما هن اربع لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ولا تزنوا ولا الا انما هن اربع اي الذنوب العظيمة الكبيرة الخطيرة التي عواقبها على فاعلها الدنيا والاخرة عظيمة جدا هذه الذنوب الاربعة حذر منها تحذيرا عظيما في خطبة وموعظته بعد صلاة الكسوف اما تحذيره من الشرك فقد اخبر عليه الصلاة والسلام انه رأى عمرو ابن عامر الخزاعي يجر غصبه في النار اي امعاءه رآه حقيقة في النار يجر امعاءه قال فانه اول من سيب السوائل. اول من بدل دين ابراهيم. اول من جلب الاصنام. والاوثان الى مكة فجعلت عند البيت وفي داخل البيت اول من جلب الاصنام وبدل دين ابراهيم هو هذا الرجل فرآه النبي عليه الصلاة والسلام يجر امعاءه في نار جهنم وهذا فيه ان الشرك اعظم الذنوب واظلم الظلم واكبر الاثام. كما قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم وقال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وفي تحذيره من القتل هذه الجريمة العظيمة اخبر عليه الصلاة والسلام انه رأى امرأة من بني اسرائيل في النار في قطة في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض فحبستها حتى ماتت فرآها النبي عليه الصلاة والسلام تعذب في النار. اذا كانت امرأة تعذب في النار في قتل لهرة فكيف بمن يقتل مؤمنا نفسا معصومة؟ نفسا حرمها الله سبحانه وتعالى. ومن يقتل مؤمنا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما. هذه عقوبة القتل. اما تحذيره من الزنا فقد قال عليه الصلاة والسلام يا امة محمد انه لا اشد غيرة من الله من ان يزني عبده او تزني امته. ولو تعلمون ما اعلم اي ما عند الله من عقوبات لاهل الذنوب والمعاصي لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا واما تحذيره عليه الصلاة والسلام من السرقة فقد اخبر عليه الصلاة والسلام انه رأى صاحب المحجل المحجن العصا التي في اعلاها عكفه رأى صاحب المحجن الذي كان يسرق الحجيج بمحجنه فاذا مر به الحاج على دابته التقط شيئا من متاعه بالمحزن. فان فطن له قال علق بمحجنه ان لم يفطن له اخذه ومضى. فرآه النبي عليه الصلاة والسلام يعذب في النار بهذه السرقة فجمع عليه الصلاة والسلام في تلك الموعظة في خطبة الكسوف او موعظة الكسوف جمع التحذير من هذه الذنوب الاربع وعلى العبد الناصح لنفسه ان يتقي الله وان يتوب الى الله توبة نصوحا وان يكثر من الاستغفار والانابة الى العزيز الغفار ثم انه عليه الصلاة والسلام بموعظته تلك خص النساء بموعظة بليغة عظيمة جديرة بكل امرأة مسلمة ان تتأملها. قال عليه الصلاة والسلام اني رأيت وقد رأى النار في صلاة الكسوف كما تقدم قال اني رأيت اكثر اهل النار اذ رأيت اكثر اهل النار النساء قالوا وبما ذلك يا رسول الله قال بكفرهن قالوا يكفرن بالله؟ قال بكفرهن العشير اذا احسن اليها زوجها بعلها ثم قصر مرة قالت ما رأيت منك خيرا قط فلتتقي الله المرأة المسلمة تحافظ على صلاتها تحافظ على صيامها تحافظ على زكاة مالها ان كانت من اهل الزكاة تحافظ على طاعة بعلها فاذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وادت زكاة مالها واطاعت بعلها قيل لها ادخلي الجنة من اي ابوابها شئتي كما قال ذلك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والمرأة في هذه في هذا الزمان تتعرض الى انواع من الفتن في دينها في حجابها في حشمتها في سترها حتى في طاعتها لبعرها حتى في صلاتها فعليها ان تتقي الله وان تراقب الله عز وجل وان تعلم ان هذه الحياة الدنيا متاع الغرور. نسأل الله عز وجل ان يرزقنا اجمعين قلوبا متعظة وان يجعل ايات الله جل وعلا العظيمة بوابة خير لنا للتوبة اليه. والانابة اليه جل في اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. واصلح لنا اخرتنا التي فيها ميعادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا. اللهم وفق ولي امرنا لهداك ووفقه لرضاك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم ارزقنا هنا توبة نصوحا اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وال وصحبه اجمعين